• Aucun résultat trouvé

التلوث البيئي و أثره على الأمن الإنساني

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "التلوث البيئي و أثره على الأمن الإنساني"

Copied!
268
0
0

Texte intégral

(1)‫وزارة التعميـ العالي والبحث العممي‬ ‫جامعة الحاج لخضر باتنة‪1‬‬ ‫كمية الحقوؽ و العموـ السياسية‬ ‫قسـ الحقوؽ‬. ‫أطروحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتوراه عموـ في الحقوؽ‬ ‫فرع القانوف العاـ‬ ‫تخصص قانوف البيئة‬ ‫إشراؼ الدكتورة‪:‬‬. ‫إعداد الطالبة‪:‬‬. ‫أماؿ موساوي‬. ‫صباح حواس‬. ‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬ ‫‪ .1‬أ‪ .‬د‪ /‬خمفة نادية‬. ‫جامعة الحاج لخضر باتنة‪1‬‬. ‫رئيسا‬. ‫‪ .2‬أ‪ .‬د ‪ /‬موساوي أماؿ‬. ‫جامعة الحاج لخضر باتنة‪1‬‬. ‫مشرفا ومقر ار‬. ‫‪ .3‬د‪ /‬بف بوعبد اهلل نورة‬. ‫جامعة الحاج لخضر باتنة‪1‬‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫‪ .4‬د‪ /‬بف عثماف فوزية‬. ‫جامعة محمد األميف دباغيف سطيؼ‪2‬‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫‪ .5‬د‪ /‬بوكورو مناؿ‬. ‫جامعة االخوة منتوري قسنطينة‪1‬‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫‪ .6‬د‪ /‬أونيسي ليندة‬. ‫جامعة عباس لغرور خنشمة‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫السنة الجامعية‪2020/2019:‬ـ‬.

(2)

(3) ‫الحمد هلل الذي بيده زماـ كؿ أمر‪ ،‬والصالة والسالـ عمى رسولو الصادؽ األميف‪ ،‬وعمى آلو‬ ‫الطاىريف وصحبو األكرميف‪ ،‬ومف نحى نحوىـ واقتدى بأثرىـ إلى يوـ الديف‪.‬‬. ‫يقتضي منا رد الفضؿ إلى أىمو أف أتوجو بالشكر الجزيؿ واالمتناف الوفير إلى أستاذتي‬ ‫ومشرفتي القديرة الدكتورة موساوي آماؿ‪ ،‬التي تحممت مسؤولية اإلشراؼ عمى ىذه‬. ‫األطروحة‪ ،‬فأمدتني بزاخر عمميا وبرعايتيا واىتماميا‪ ،‬وكانت في نصحيا لي واطالعيا‬. ‫عمى تفاصيؿ أطروحتي أف زادىا وضوحا بعد غموض واكماال بعد قصور‪ ،‬فأسأؿ اهلل القدير‬ ‫أف يوفقيا لما يحبو ويرضاه‪ ،‬انو ولي ذلؾ والقادر عميو‪.‬‬. ‫ومف صميـ الواجب اف أتقدـ بشكر موازي إلى األساتذة األفاضؿ أعضاء لجنة المناقشة عمى تفضميـ‬ ‫بالموافقة عمى مناقشة ىذه األطروحة وتحمميـ في ذلؾ عناء قراءتيا واثراءىا بانتقاداتيـ البناءة‪.‬‬ ‫جزاكـ اهلل أساتذتي األفاضؿ خير الجزاء‪.‬‬. ‫ال يسعني وأنا أنيي أطروحتي ىذه بفضؿ مف اهلل وحمده‪ ،‬إال أف أتقدـ بالشكر الجزيؿ والثناء‬ ‫الجميؿ إلى كؿ مف أعانني في إخراج جيدي المتواضع ىذا إلى عالـ الوجود‪.‬‬.

(4) ‫إىل من اكتشي ظله عزاً أبي الغالي‪.‬‬ ‫ربي ارمحه كما رباني صغرية‪.‬‬ ‫إىل بهجة الدنيا وروضة احلب أمي احلبيبة‪.‬‬ ‫إىل من هم أقزب إىل روحي ومنهم استمد قوتي وإصزاري إخوتي‪.‬‬ ‫أهدي هذا اجلهد املتواضع ‪،،،‬‬. ‫‪ ‬صباح‬.

(5) ‫قائمة المختصرات ‪: Abbreviations /‬‬ ‫االختصار‬. ‫التسمية الكاممة‬. ‫ط‬. ‫الطبعة‬. ‫دط‬. ‫دكف طبعة‬. ‫دسف‬. ‫دكف سنة نشر‬. ‫ؼ‬. ‫فقرة‬. ‫جر‬. ‫الجريدة الرسمية‬. ‫ص‬. ‫الصفحة‬. ‫ج‬ ‫‪Ed‬‬ ‫‪Op.cit.‬‬. ‫الجزء‬ ‫‪Edition‬‬. ‫المرجع السابؽ‬. ‫‪Ibidem‬‬. ‫نفس المرجع(صفحة مختمفة)‬. ‫‪Idem‬‬. ‫نفس المرجع (نفس الصفحة)‬ ‫‪Number‬‬ ‫منظمة الدكؿ المصدرة لمنفط‬. ‫‪N0‬‬ ‫أوبؾ‬ ‫‪ERM‬‬ ‫‪dB‬‬ ‫‪pops‬‬. ‫‪Electromagnetic-Radiation‬‬ ‫‪Decibel‬‬. ‫الممكثات العضكية‬. ‫‪GEMS‬‬. ‫نظاـ الترصد البيئي العممي‬. ‫‪OECD‬‬. ‫منظمة التعاكف كالتنمية االقتصادية ألكركبا‬ ‫‪Organization For Economic Cooperation And‬‬ ‫‪Development‬‬. ‫‪UNDP‬‬. ‫برنامج األمـ المتحدة االنمائي‬ ‫‪United Nation Development Programme‬‬. ‫‪UNEP‬‬. ‫برنامج األمـ المتحدة لمبيئة‬ ‫‪United Nation Environment Programme‬‬. ‫‪ICISS‬‬. ‫المجنة الدكلية لمتدخؿ االنساني كسيادة الدكؿ‬ ‫‪International Commission Intervention And State‬‬ ‫‪Sovereignty‬‬. ‫‪HSC‬‬. ‫لجنة األمف االنساني‬ ‫‪Human Security Commission‬‬. ‫‪WHO‬‬. ‫منظمة الصحة العالمية‬ ‫‪World Health Organization‬‬. ‫‪UNITAR‬‬. ‫معيد األمـ المتحدة لمتدريب كالبحث‬ ‫‪United Nation institute for training and research‬‬.

(6) ‫االتحاد الدكلي لمعناية بالطبيعة‬. IUCN. International union for curing nature. ‫الصندكؽ الكاسع لمطبيعة‬. WWF. Word wild fondation. ‫منظمة األمـ المتحدة لمتربية كالعمكـ‬. UNESCO. ‫منظمة األمـ المتحدة لؤلغذية كالزراعة‬. FAO. ‫المجنة الدكلية حكؿ البيئة كالتنمية‬. WCED. Word commission for environment and development. ‫مؤتمر األمـ المتحدة لمبيئة كالتنمية‬. UNCED. UN conference on environment and development. ‫اتفاؽ التعريفات الجمركية كالتجارة‬. GATT. ‫منظمة األمـ المتحدة لمتنمية الصناعية‬. UNIDO. Un industry development organization. ‫لجنة األمـ المتحدة لمتنمية المستدامة‬. CSD. UN Commission on Sustainable Development. ‫منظمة المبلحة الدكلية‬. IMO. Maritime Organization International. ‫شبكة األمف االنساني‬. HS Net. Human security net. ‫أصدقاء األمف االنساني‬. FHS. friends Human security. ‫كحدة األمف اإلنساني‬. HSU. Human security unit. ‫صندكؽ األمـ المتحدة االستئماني لؤلمف اإلنساني‬. UNTFHS. United nations trust fund for Human security. ‫المجمس االستشارم الخاص باألمف اإلنساني‬. ABHS. Advisory broad on Human security. ‫منظمة السبلـ األخضر‬. Green Peace. ‫أصدقاء األرض‬. FEI. Friend of the earth international. ‫لجنة الحككمة العالمية‬ Commission on global governance. CGG.

(7)

(8) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫اعتقد العالـ لمدة طكيمة أف التنمية االقتصادية ىي الطريؽ نحك رفاه اإلنساف‪ ،‬كظؿ ىذا المفيكـ يشكؿ‬. ‫لب النظاـ الرأسمالي‪ ،‬فأطمؽ أدـ سميث " دعو يعمؿ دعو يمر " كاتجيت الدكؿ الرأسمالية نحك إنشاء‬ ‫الشركات المتعددة الجنسيات التي استغمت الثركات الطبيعية في كؿ أنحاء العالـ بشكؿ غير عقبلني‪ ،‬كحققت‬. ‫نمكا اقتصاديا كبي ار عمى مدل العقكد الماضية‪ ،‬كقد صاحب ذلؾ كميات كبيرة مف التمكث البيئي الذم يمس‬. ‫(الماء‪ ،‬اليكاء‪ ،‬كالتربة )‪ ،‬ترتب عمييا أثار سمبية عمى صحة اإلنساف كالنظـ اإليككلكجية‪.‬‬. ‫كعمى الرغـ مف أف بعض أشكاؿ التمكث قد خفضت مع تقدـ التكنكلكجية ‪ ،‬يسجؿ حدكث كفيات مبكرة‬. ‫سنكيا نتيجة لمطريقة التي تستخدـ بيا المجتمعات المكارد الطبيعية كتؤثر عمى البيئة‪ .‬كاذا استمرت أنماط‬ ‫االستيبلؾ كاإلنتاج كما ىي‪ ،‬فإف التمكث سيؤثر سمبا عمى األجياؿ الحالية كالمقبمة‪.‬‬ ‫كيككف لمتمكث آثار سمبية كأعباء غير متناسبة عمى النساء كالرجاؿ‪ ،‬كال سيما عمى الفقراء كالضعفاء‬ ‫مثؿ كبار السف كاألطفاؿ كالميمشيف‪ ،‬مما يؤثر عمى حقكقيـ في الصحة كالمياه كالغذاء كالحياة كالسكف‬. ‫كالتنمية‪.‬‬. ‫يقؼ العالـ اليكـ عمى عتبة كفى نمكا فمنذ مؤتمر ستككيكلـ سنة ‪1972‬ـ مرك ار بريك دم‬. ‫جانيرك‪1992‬ـ كصكال الى جكىانسبكرغ إلى االف اعتداء االقتصاد بداعي التنمية عمى البيئة لـ يتكقؼ‪.‬‬. ‫في ظؿ ىذا ال كاقع يتساءؿ األفراد كالدكؿ كالمجتمع الدكلي كيؼ يمكف أف يحقؽ االنساف أمنو ككجكده‬. ‫بتمكينو مف كؿ الحقكؽ عمميا كاجرائيا في ظؿ بيئة ال تتحمؿ مزيدا مف االستنزاؼ‪ ،‬كاذا كاف االنساف ىك‬ ‫صانع التنمية كىك غايتيا في آف كاحد‪ ،‬فيؿ مف المعقكؿ أف يصنع اإلنساف نيايتو بنفسو مف خبلؿ‬. ‫التنمية !‪.‬‬. ‫فالتمكث يشكؿ تيديدا مباش ار لؤلمف االنساني مف خبلؿ تيديد احتراـ كحماية كتعزيز حقكؽ اإلنساف‬. ‫كالمساكاة بيف الجنسيف كااللتزامات الدكلية المتعمقة بحقكؽ اإلنساف المتصمة بالصحة كالحياة كالغذاء كالماء‬. ‫كحماية بيئة صحية كمستدامة لؤلجياؿ الحالية كالمقبمة‪ ،‬حيث اقتضت الضركرة كجكب تغيير خطابات‬ ‫األمف‪ ،‬كتبني مفيكـ األمف اإلنساني كمقاربة شاممة لؤلمف مف خبلؿ التركيز عمى أمف الفرد ككائف مرجعي‬ ‫مقصكد بالحماية‪ ،‬بدؿ التركيز عمى أمف الدكلة كمصالحيا القكمية كفؽ المفيكـ التقميدم لؤلمف‪.‬‬. ‫فاألمف اإلنساني لـ يعد يكتفي بالتعاريؼ الكبلسيكية المرتكزة عمى الكقاية مف الحركب كاألكبئة الفتاكة‬. ‫كحماية أسرل الحرب‪ ...‬مف خبلؿ أمف الدكلة بغض النظر عف كضع الفرد داخميا‪ ،‬ام دكف إعارة االىتماـ‬. ‫ألمف الفرد باعتباره جزءا مف الدكلة‪.‬‬. ‫‪-2-‬‬.

(9) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫إف الثكرة التي عرفتيا حقكؽ اإلنساف عبر أجياليا األربعة المتعاقبة ( الحقكؽ المدنية كالسياسية‪،‬‬. ‫الحقكؽ االقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬الحقكؽ الجماعية‪ ،‬الحقكؽ الرقمية) قد رسخت حقكقا غير مرتبطة بالديف‬ ‫كالسياسة كالمغة كالعرؼ كالجغرافيا‪ ...‬بؿ ىي حقكؽ ككنية تتخذ مف الفرد بدال مف الدكلة كحدتيا التحميمية‪،‬‬. ‫كميدت لظيكر مبادئ دكلية جديدة عمى غرار حؽ التدخؿ االنساني الذم أحدث تراجعا في مفيكـ السيادة‬. ‫الداخمية لمدكلة حيث تراجع مفيكـ سيادة الدكلة كتقمص نفكذه أماـ انتشار مفيكـ حقكؽ االنساف التي تطكرت‬ ‫مف الحقكؽ السياسية كاالجتماعية إلى الحقكؽ االنسانية الجماعية كتمكينو منيا مف حيث أبعادىا المختمفة‪،‬‬ ‫سياسيا ثقافيا اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬صحيا‪ ،‬بيئيا‪ ،‬كغذائيا كأدل ذلؾ الى بركز مفيكـ جديد ال يزاؿ غير‬. ‫مكتمؿ التككيف ىك األمف اإلنساني (البشرم) في ابعاده المختمفة المترابطة حيث يرل ‪ Michel Prieur‬أنو‬ ‫تقريبا كؿ يكـ يمر يأتي ببديؿ جديد عمى الطبيعة الدكلية لمبيئة‪.1‬‬. ‫كعميو فاف األمف االنساني ىك حالة تتضمف تحقيؽ األماف مف تيديدات الجكع كالمرض كالقمع‬ ‫كالحماية مف االنييار المفاجئ في أنماط الحياة اليكمية‪.‬‬ ‫استنادا الى ما تقدـ يتضح اف دراسة العبلقة السببية التفاعمية بيف التمكث كتيديد عمى البيئة بالنظر‬. ‫الى منطؽ االمف االنساني ذك الصفة الشمكلية التكاممية الترابطية بيف ابعاده المختمفة ىي دراسة بيف معطى‬ ‫كاقعي لو اثار يمكف تحديدىا مف حيث االسباب كالنتائج كبيف اىتماـ فمسفي كفكرم بالغ الطمكح في تصكره‬. ‫كابعاده كاالىداؼ المرجكة منو‪ ،‬ال يزاؿ في مرحمة التطكر المستمر مما يطرح صعكبات كبيرة في تحكيمو الى‬. ‫سياسات اجرائية كاضحة نظ ار لشدة اتساع مفيكمو‪.2‬‬. ‫كعمى الرغـ مف االنتقادات المكجية لممفيكـ مف حيث اتساعو كغمكضو ككذلؾ صعكبة تحكيمو الى‬. ‫كاقع مممكس فاف األمف اإلنساني كفمسفة مرتكزة عمى حقكؽ االنساف كمف أجمو‪ ،‬محققة إلنسانيتو ككائف‬ ‫طبيعي في بيئة طبيعية كككائف فاعؿ في بيئة اقتصادية كاجتماعية كمكاطف فاعؿ في بيئة سياسية‪ ،‬فاألساس‬ ‫ىك االنساف الفاعؿ كالمنشأ كالغاية الى جانب ذلؾ يشكؿ مقاربة جديدة لكيفية اشباع مختمؼ الحاجيات‬. ‫االنسانية كالكفاء بيا كالشعكر باألمف كذلؾ مف خبلؿ‪:‬‬ ‫‪ ‬التأكيد عمى مركزية االنساف‪ ،‬فالفرد ىك كحدة التحميؿ في مفيكـ االمف االنساني‪.‬‬ ‫‪ ‬اف منطؽ األمف اإلنساني شامؿ كغير قابؿ لمتجزئة بمعنى اف تحققو ضمف بعد كاحد اك بعض‬ ‫ابعاده ال يكفي لتحقيؽ االمف االنساني فيك مفيكـ فمسفي مترابط االبعاد‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪« Presque Chaque Jour Qui Passe Apporte Une Nouvelle Preuve Du Caractère International De‬‬ ‫‪L’environnement » In Michel Prieur : Droit De L’environnement, 4ème Edition, Dalloz, 2001, p 38.‬‬ ‫‪2‬‬. ‫خديجة عرفة محمد أميف‪ :‬األمف االنساني المفيكـ كالتطبيؽ في الكاقع العربي كالدكلي‪ ،‬الرياض‪ ،‬المممكة العربية السعكدية‪،‬‬. ‫ط‪2009 ،1‬ـ‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪-3-‬‬.

(10) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫‪ ‬يجعؿ مف حقكؽ االنساف األساسية المترابطة كغير القابمة لمتجزئة أساسا كاطا ار معياريا لو‪.‬‬. ‫‪ ‬ترابطو الشديد بكؿ مف المستكييف الكطني كالدكلي‪ ،‬مف خبلؿ أخذه بعيف االعتبار لمختمؼ بيئات‬ ‫الفرد المحمية كالجيكية‪ ،‬الكطنية كالعالمية‪ ،‬الى جانب مختمؼ الظركؼ السياسية كاالقتصادية‬. ‫كالقانكنية كالحقكقية المحيطة بالكائف البشرم‪.1‬‬. ‫كعيمو تتجمى االىمية مف دراسة موضوع التموث البيئي وأثره عمى األمف االنساني كالبحث في‬ ‫مضامينو كايجاد السبؿ الكفيمة لتحقيقو مف خبلؿ محاكلة بناء تحميؿ لمطبيعة القيمية لؤلمف بالعكدة الى فكرة‬ ‫الحؽ في الحياة كجكدة الحؽ في الحياة‪ .‬كأف الحؽ في الحياة مؤسس عمى مجمكعة مف الحقكؽ األخرل‬ ‫سكاء ما تعمؽ بحؽ البقاء ذات الصفة االقتصادية‪ ،‬الغذائية‪ ،‬الصحية أك بحقكؽ التمكيف مف العمؿ‪ ،‬التعميـ‬. ‫كالمكانة االجتماعية كمنع كؿ أشكاؿ التيديد ليا‪.‬‬. ‫أما جكدة الحؽ في الحياة فيي تحقيؽ أكبر قدر ممكف لمحقكؽ كأكبر انتفاع منيا كأكثر مف ذلؾ أكبر‬. ‫اشباع لمحاجات بشكؿ يجعؿ االنساف آمنا اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬سياسيا‪ ،‬ثقافيا‪ ،‬صحيا‪ ،‬غذائيا كبيئيا‪.2‬‬. ‫فاألمف االنساني ىك المنطؽ المكجو لكيفية التعامؿ مع كؿ أشكاؿ التيديدات بما فييا التمكث البيئي‬. ‫المنتيؾ لمحؽ في الحياة كجكدة الحؽ في الحياة‪.‬‬ ‫اعتمادا عمى ما تـ طرحو في أىمية الدراسة ‪ ،‬تحدد ىذه األخيرة نفسيا باألىداؼ األتية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تسميط الضكء عمى كاقع البيئة كاألمف االنساني كعمى التحديات التي يكاجييا في الكقت الراىف‪.‬‬. ‫ب‪ -‬نشر الكعي بمفيكمي التمكث البيئي كاالمف االنساني كالعبلقة الترابطية بينيما كصكال لتحقيؽ جكدة‬. ‫الحؽ في الحياة لجميع األفراد عمى حد سكاء ‪.‬‬. ‫ت‪ -‬معرفة اىـ المعكقات اك التحديات اماـ تحقيؽ األمف االنساني كماىي أىـ المرتكزات التي يقكـ عمييا‬ ‫لمكاجية ىذه التحديات ككضع آليات عمؿ جادة لمكاجيتيا‪.‬‬. ‫ولذلؾ نبرر األسباب الموضوعية الختيار ىذا المكضكع ككف تأثير التمكث البيئي عمى األفراد عمكما‬ ‫مف المكاضيع القديمة مف حيث االىتماـ كلكف الحديثة مف حيث البحث حيث ال تزاؿ الدراسات كالبحكث‬. ‫جارية سكاء لمعرفة أسباب التمكث أك كيفية تأثيره عمى األمف اإلنساني أك كيفية تفادم ذلؾ التأثير‪ ،‬كمنع‬ ‫كقكعو كتخميص األجياؿ القادمة مف حدة سمبياتو‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫برقكؽ امحند‪ :‬محاضرات األمف االنساني‪ ،‬ألقيت عمى طمبة الماجستير تخصص حقكؽ االنساف كاألمف االنساني‪ ،‬كمية‬. ‫الحقكؽ جامعة سطيؼ‪ ،1‬الجزائر‪2009-2008 ،‬ـ(غير منشكرة)‪.‬‬. ‫‪ 2‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‪ :‬محاضرات البيئة كاألمف االنساني‪ ،‬ألقيت عمى طمبة الماجستير تخصص قانكف البيئة‪ ،‬كمية الحقكؽ جامعة‬ ‫سطيؼ‪ ،2‬الجزائر‪2012-2011 ،‬ـ(غير منشكرة)‪.‬‬ ‫‪-4-‬‬.

(11) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫أما عمى الصعيد الشخصي فيرجع االىتماـ بيذا المكضكع إلى قمة الدراسات المباشرة حكؿ تأثير‬. ‫التمكث البيئي عمى األمف اإلنساني‪ ،‬كأيضا ككف أف ىذه التأثيرات تمس كؿ شخص كال تنحصر عمى فئة‬ ‫دكف أخرل‪ ،‬لذا يتطمب البحث دراسة معمقة حكؿ التأثيرات الكاقعة كالمحتممة الكقكع‪ ،‬كدراسة الحمكؿ الممكنة‬. ‫التي قد تحد مف ىذه التأثيرات‪.‬‬. ‫كما أف األمف اإلنساني ال يمكف أف يتحقؽ بدكف بيئة سميمة‪ ،‬كرغـ أف الدراسات حكؿ األمف االنساني‬. ‫عديدة‪ ،‬الى أف دراسة التأثيرات التي يسببيا التمكث البيئي عمى األمف اإلنساني بمختمؼ أبعاده بكؿ تفصيؿ‬. ‫كبدقة غير مكجكدة‪ ،‬رغـ أف ليا أىمية كبيرة‪ ،‬ذلؾ ألف دراسة تمؾ التأثيرات تساعد عمى إيجاد االستراتيجيات‬ ‫المناسبة لمحد منيا كتحقيؽ األمف االنساني‪.‬‬ ‫أدبيات الدراسة‪:‬‬ ‫كتاب‪:‬‬. ‫‪Shahrbanou Tadj Bakhsh And Anuradha M. Chenoy: Human Security Concepts and‬‬ ‫‪Implications, First Published, Routledge, USA, 2007.‬‬. ‫تـ فيو التركيز عمى مفيكـ األمف االنساني في مقابؿ مفيكمي حقكؽ االنساف كالتنمية االنسانية‪ ،‬حيث‬ ‫اعتبر الكاتباف أف حقكؽ االنساف تشكؿ ركيزة أساسية لؤلمف االنساني نظ ار لبلعتراؼ الدكلي الذم تحظى بو‬. ‫كأف غاية حقكؽ االنساف ىي بمكغ األمف االنساني‪ ،‬حيث أف حقكؽ االنساف تشكؿ أداة عممية لتحقيؽ األمف‬. ‫االنساني ليس كيدؼ أخبلقي فقط بؿ تحقيؽ األمف العالمي مف خبللو‪.‬‬. ‫كبالمقابؿ فاف األمف االنساني يبحث في مصادر التيديد التي تعيؽ التمتع الفعمي بمجمكع حقكؽ‬. ‫االنساف‪.‬‬. ‫كتاب‪:‬‬ ‫‪Caroline Thomas: Global Governance, Development and Human Security, Pluto Press Von‬‬ ‫‪Tigerstrom, London, 2000.‬‬. ‫كفيو اعتبرت الكاتبة أف األمف االنساني ىك التحرر مف الفقر كالحرماف كعدـ المساكاة بغرض تحقيؽ‬. ‫الكرامة االنسانية كىك ما يتطمب كجكد حكـ ديمقراطي قائـ عمى المشاركة في صنع الق اررات العامة‪.‬‬. ‫كما اعتبرت األمف االنساني مفيكـ شامؿ غير قابؿ لمتجزئة فأمف األفراد داخؿ دكلة ما مرتبط بأمف‬ ‫األفراد في جميع الدكؿ‪ ،‬كأف مسؤكلية تحقيقو ىي مسؤكلية مشتركة لممجمكعة الدكلية مف خبلؿ طرح مفاىيـ‬. ‫حقكؽ االنساف العالمية‪ ،‬كعالمية سياسات كبرامج التنمية مع ربطو بعمميات التكامؿ االقتصادم العالمي في‬ ‫المؤسسات الدكلية ككذا التكزيع العادؿ لؤلعباء كالمنافع لمعالجة التيديدات كالمشاكؿ الحالية‪.‬‬. ‫‪-5-‬‬.

(12) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫معتبرة أف الجكع كالمرض كالفقر ليست نتيجة سكء الحظ كانما ىي نتاج األنظمة االقتصادية‬. ‫كاالجتماعية كالسياسية الدكلية التي يجب أف تتغير‪.‬‬ ‫كتاب‪:‬‬. ‫‪Barry Buzan : People States And Fear, An Agenda For International Security Studies , In‬‬ ‫‪The Post-Cold War Era, 2nd Edition, Logman,1991.‬‬. ‫يعد ىذا الكتاب مف المراجع األساسية في الدراسات األمنية في فترة ما بعد الحرب الباردة‪ ،‬حيث قاـ‬ ‫الكاتب بتقسيـ األم ف الى قطاعات عسكرية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬بيئية ‪ ،‬كسياسية كقد ساعد بذلؾ في اثارة‬ ‫النقاش حكؿ اعادة النظر في مفيكـ األمف كتحديد أكلكية كؿ قطاع‪.‬‬ ‫كتاب‪:‬‬ ‫‪Barbara Gemmill and Abimbola Bamidele-Izu: The Role of NGOs and Civil Society in Global‬‬ ‫‪Environmental Governance, In, D. C. Esty and M. Ivanova(eds.): Global Environmental‬‬ ‫‪Governance; Options and Opportunities, Yale School of Forestry and Environmental Studies,‬‬ ‫‪New Haven, CT, 2002.‬‬. ‫أكد فيو الكاتباف عمى الدكر الكبير الذم يمعبو المجتمع المدني كالمنظمات غير الحككمية في نظاـ‬ ‫الحككمة البيئية العالمية‪ ،‬مف خبلؿ تحميؿ المعمكمات البيئية‪ ،‬تقديـ االستشارة‪ ،‬التقييـ كالتمكيؿ لممشاريع‬. ‫البيئية كتعزيز العدالة البيئية‪.‬‬ ‫كتاب‪:‬‬. ‫‪Philippe Sands QC: Principles Of International Environmental Law, Second Edition,‬‬ ‫‪Cambridge University Press, New York, 2003.‬‬. ‫تناكؿ فيو الكاتب بداية االىتماـ الدكلي بقضايا البيئة كمراحؿ تطكر القانكف الدكلي البيئي حيث قسميا‬. ‫الى مرحمة قبؿ انشاء منظمة األمـ المتحدة‪ ،‬ثـ مرحمة انشاء األمـ المتحدة الى غاية عقد مؤتمر استككيكلـ‬ ‫‪ ،1972‬ثـ مرحمة ما بعد استككيكلـ‪ ،‬ثـ مرحمة عقد مؤتمر ريك ‪،1992‬ثـ المرحمة التي تميو‪.‬‬ ‫كما تناكؿ الكاتب بالتحميؿ كالنقاش أىـ مبادئ القانكف الدكلي البيئي منيا مبدأ الحيطة‪ ،‬مبدأ الممكث‬ ‫الدافع‪ ،‬مبدأ تقييـ األثر البيئي‪ ،‬مبدأ المسؤكلية المشتركة لكف المتباينة‪...‬الخ‪ .‬الى جانب التطبيقات عمى‬. ‫المستكل الدكلي كاالقميمي‪.‬‬. ‫في األخير ما يمكف قولو حوؿ ىذه الدراسات ىك تركيز غالبيتيا عمى معالجة مكضكع األمف االنساني‬ ‫في سياقو النظرم بمعنى طرح الدراسات النظرية النقدية التي ساىمت في تكسيع مفيكـ األمف التقميدم‪.‬‬ ‫في مقابؿ نقص الدراسات حكؿ الجكانب العممية كالتطبيقية التي تستيدؼ تفعيؿ األمف االنساني في‬. ‫شكؿ أجندة عمؿ قابمة لمتطبيؽ عمى أرض الكاقع‪.‬‬. ‫‪-6-‬‬.

(13) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫معظـ الدراسات تذكر التمكث البيئي في سياؽ الحديث عف تيديدات األمف االنساني الى جانب التغير‬. ‫المناخي كاالحتباس الحرارم كغيرىا‪ ،‬دكف التفصيؿ في األثار السمبية التي يسببيا التمكث عمى مختمؼ أبعاد‬. ‫األمف االنساني كالتدابير الكاجب اتخاذىا‪.‬‬. ‫كنظ ار ألىمية البعد البيئي في منظكر االمف االنساني سنتناكلو بالتحميؿ مف خبلؿ التصدم ألىـ خطر‬. ‫عمى البيئة كىك التمكث البيئي كإشكالية رئيسية لمدراسة تتجسد في‪:‬‬. ‫ماىي التداعيات واآلثار المتوخاة مف التموث البيئي عمى مختمؼ أبعاد األمف االنساني؟‪.‬‬ ‫الى جانب االشكالية الرئيسية تطرح الدراسة جممة مف التساؤالت الفرعية المرتبطة بيا منيا‪:‬‬ ‫‪ ‬ماىي األسباب المنتجة لمتمكث البيئي كالمتحكمة في كتيرة نمكه تصاعديا كتنازليا؟‪.‬‬. ‫‪ ‬ىؿ أف األمف االنساني كمنطؽ شامؿ بمحتكاه‪ ،‬فاعؿ كتصكر كمنتج لغايات كفمسفة قادر عمى أف‬ ‫يساىـ في الحد مف أسباب التمكث البيئي كآثاره عمى مختمؼ األبعاد؟‪.‬‬. ‫‪ ‬عندما نتكمـ عف التمكث البيئي كتيديد لؤلمف االنساني يجب أف يطرح دائما تساؤؿ ماذا بعد ذلؾ؟‬ ‫بمعنى ماىي األشكاؿ التي يقتضي التعامؿ مف خبلليا مع ىذا التيديد؟‪.‬‬. ‫فيما يخص الفرضيات‪ :‬فتتركز الفرضية األساسية في أنو كمما كاجيت دكلة ما أك عدة دكؿ مشكمة‬ ‫التمكث البيئي ككاقع مدرؾ‪ ،‬كمما كاف ىناؾ احتماؿ تأثر أمنيا االنساني كحتى أنو يمكف أف ينعدـ خاصة في‬. ‫الدكؿ التي تفتقر أك تنعدـ لدييا آليات مكاجية ذلؾ التمكث‪.‬‬. ‫كما تتطمب دراسة تأثير التمكث البيئي عمى األمف االنساني البحث في الفرضيات الجزئية التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬الفرضية األكلى‪ :‬أف منطؽ االمف االنساني يقتضي تحميؿ مشاكؿ التمكث البيئي عمى المستكل‬. ‫الشامؿ‪.‬‬. ‫‪ ‬الفرضية الثانية‪ :‬أف طبيعة التمكث البيئي كتيديد لؤلمف االنساني تجعؿ مكاجيتو تتطمب العمؿ‬. ‫الجماعي الدكلي (مثبل التمكث العابر لمحدكد )‪.‬‬. ‫‪ ‬الفرضية الثالثة‪ :‬تحقيؽ األمف االنساني بفعالية يفرض كضع استراتيجيات استباقية مبنية عمى التنبؤ‬. ‫كاالنذار المبكر كىي افضؿ الطرؽ كانجعيا مقارنة بالتعامؿ مع الخطر كتحصيؿ حاصؿ كمكاجيتو عند‬. ‫كقكعو‪.‬‬. ‫كمف خبلؿ النظر الى مقتضيات كطبيعة الدراسة‪ ،‬كحرصا عمى تحقيؽ أىدافيا السيما بالنظر الى‬. ‫جممة االعتبارات المرتبطة أساسا ب‪:‬‬. ‫‪-7-‬‬.

(14) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫‪ -‬الطبيعة الخاصة لمتمكث كمتغير معقد‪ ،‬مركب كمتعدد األبعاد فيناؾ مقاربة تقكـ عمى أف التمكث شامؿ اف‬. ‫لـ يكف بأسبابو فبتأثيراتو‪ ،‬كما أف التمكث قد يككف ناتج عف أخطار كقد ينتج أخطا ار جديدة بمعنى أنو‬. ‫يجب أف يق أر بثنائية مركبة كسبب كفي نفس الكقت كنتيجة‪.‬‬. ‫ الطبيعة الحركية كالمتعددة االختصاصات لكؿ مف مجمكع حقكؽ االنساف الغير قابمة لمتجزئة كمفيكـ‬‫األمف االنساني مف خبلؿ جعؿ االنساف مدخبل ليا كفاعبل في حمايتيا‪.‬‬. ‫ الطبيعة المعقدة ألشكاؿ كمستكيات البناء األمني خاصة في ظؿ الترابط كالتشابؾ السمبي بيف مختمؼ‬‫الفكاعؿ في الشأف البيئي مف الدكؿ كالمنظمات الدكلية كالمنظمات الدكلية غير الحككمية كالقطاع‬. ‫الخاص‪.‬‬. ‫كلما كانت دراسة العبلقة بيف التمكث البيئي كاألمف االنساني تقتضي عمى المستوى المنيجي‬ ‫االستجابة لمطبيعة المكضكعاتية لمبيئة كاألمف االنساني فيك ربط بيف مجاؿ طبيعي معقد كمجاؿ فمسفي‬. ‫متعدد الجكانب اقتصادم‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬سياسي‪...‬الخ‪.‬‬. ‫لذلؾ فالمنيجية ترابطية مف حيث المكضكع كلكنيا تفكيكية كتشريحية عند الحديث عف التمكث البيئي‬ ‫كتيديد فيك مرتبط باإلنساف كفاعؿ كمنتفع‪ ،‬كىي عبلقة بناء كىدـ كعبلقة مفارقة بيف الحاجة لبلستدامة‬. ‫كاالنتفاع بمكارد الطبيعة‪.‬‬. ‫كىذا ما يجعؿ دراسة أثر التمكث البيئي عمى األمف االنساني ضركريا خاصة كأف العبلقة بيف التمكث‬. ‫كالصحة عبلقة عممية مبرىنة أك مثبتة كالعبلقة بيف التمكث كاألمف االقتصادم كاألمف الثقافي‪ ،‬كاالحتفاظ‬ ‫بالعبلقة الكجدانية بيف البيئة الطبيعية كمف يعيشكف عمييا ىك ضركرم أيضا في تفاعؿ غير متماثؿ بيف‬. ‫المعطى الطبيعي كالبشرم‪.‬‬ ‫اف التمكث البيئي معقد مف حيث طبيعتو الفيزيائية كغير الفيزيائية مف حيث شدة تأثيره عمى مختمؼ‬ ‫أبعاد األمف االنساني‪ ،‬مف حيث الفئات األكثر تأث ار كمف حيث البعد الزماني كالبعد المكاني‪.‬‬ ‫كعميو سيتـ االعتماد عمى المنيج الوصفي في الدراسة لتكضيح المقصكد مف التمكث البيئي كاألمف‬ ‫االنساني كالتعرؼ عمى خصائصيما كمدل ارتباطيما‪ ،‬كأيضا لكصؼ حالة البيئة كاألمف اإلنساني في بعض‬ ‫األزمنة كعند بعض الدكؿ‪ .‬الى جانب المنيج التاريخي مف خبلؿ تتبع تطكر العممية التنظيرية في الدراسات‬ ‫األمنية في محاكلة لتحميؿ مختمؼ السياقات التي تبمكر مف خبلليا مفيكـ األمف االنساني كتطكره‪.‬‬. ‫المنيج المقارف في بعض أجزاء الدراسة كالذم تظير أىميتو العممية في معالجة مستكيات النقاش في‬. ‫الدراسات األمنية كتحديد الثابت كالمتغير في مكضكع األمف‪.‬‬. ‫‪-8-‬‬.

(15) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫كما سيتـ االعتماد عمى المنيج التحميمي بقصد تفكيؾ الغمكض الذم يحيط بالتمكث البيئي كبأسبابو‬. ‫كمدل تأثيره عمى األمف اإلنساني كيعتمد ذلؾ عمى فيـ الظاىرة جيدا مع االستعانة باألمثمة التكضيحية‪.‬‬. ‫ذلؾ أف التمكث البيئي ككاقع مدرؾ لدل األغمبية‪ ،‬لكف التعمؽ في أسبابو أمر في غاية األىمية كذلؾ‬. ‫لمعرفة مدل تأثيره عمى األمف اإلنساني مف أجؿ التمكف مف بناء تصكر حكؿ السياسات كاالستراتيجيات التي‬ ‫يمكف تبنييا لتحقيؽ األمف االنساني‪.‬‬. ‫كما أف العبلقة المرتبطة بالتمكث البيئي تقتضي استخداـ اساليب التحميؿ الكمي أم االحصاء‬. ‫كأسموب تحميؿ المضموف الستكشاؼ المدلكالت كالمعاني كالمحتكل الذم تتضمنو بعض الكثائؽ كالتقارير‬ ‫كاألطركحات الفكرية كاالستراتيجية‪.‬‬ ‫كمف ثـ فانو سعيا الحتكاء جميع عناصر المكضكع يمكف استقراء اعتماد خطة الدراسة عمى‬. ‫بػػػػػػابػػػػػػػيػػػػف رئيسييف كذلؾ عمى النحك اآلتي‪:‬‬. ‫الباب األوؿ المعنكف ب التموث البيئي واألمف االنساني حدود المفاىيـ ومضامينيا سيتـ التطرؽ فيو‬ ‫عبر ثبلث فصكؿ رئيسية الى‪:‬‬ ‫االطار النظرم لمبيئة كالتمكث البيئي في الفصؿ األوؿ حيث سيجرم التعامؿ معو أم التمكث البيئي‬ ‫كظاىرة عممية مف خبلؿ التعرؼ عمى ماىيتو كتيديد عمى مستكل المحتكل كالطبيعة كالمصدر‪.‬‬ ‫أما الفصؿ الثاني المتعمؽ باالطار المفاىيمي كالنظرم لؤلمف اإلنساني فسنحاكؿ مف خبللو تحديد‬ ‫استخداـ مفيكـ األمف االنساني باإلضافة الى معرفة أسباب ظيكر ىذا المفيكـ كحصر أىـ النظريات‬ ‫المفسرة لو‪.‬‬. ‫في حيف سيخصص الفصؿ الثالث لشرح كتحميؿ العبلقة الترابطية التفاعمية بيف التمكث البيئي كاألمف‬. ‫االنساني مف خبلؿ ا لحديث عف العبلقة بيف الحؽ في بيئة صحية (خالية مف التمكث) كاألمف االنساني‪ ،‬كما‬ ‫سيناقش ىذا الفصؿ كيؼ أف التمكث البيئي يعيؽ األمف االنساني كمفيكـ شامؿ مف خبلؿ دراسة أثر التمكث‬ ‫البيئي عمى األمف االنساني حيث سيتـ تشخيص آثار كؿ نكع مف التمكث عمى األمف االنساني بأبعاده‬. ‫ستعرض امكانية قياس األمف االنساني بكاسطة مؤشرات كمستكيات معينة‪.‬‬ ‫المختمفة‪ ،‬الى جانب ا ا‬ ‫(الفصكؿ الثبلث لمباب األكؿ)‪:‬‬. ‫الفصؿ األوؿ‪ :‬االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬ ‫الفصؿ الثاني‪ :‬األمف اإلنساني مقاربة مفاىيمية‬. ‫الفصؿ الثالث‪ :‬العالقة الترابطية التفاعمية بيف التموث البيئي واألمف اإلنساني‬. ‫‪-9-‬‬.

(16) ‫المقدمػػػػػػػػػػػػػة‬. ‫تمييدا بذلؾ لمباب الثاني الذم عنكف ب‪ :‬مواجية التموث البيئي لبناء األمف االنساني مقاربة حقوقية‬. ‫وتنموية كسيقسـ بدكره الى ثبلث فصكؿ‪.‬‬. ‫سيتناكؿ الفصؿ األوؿ كجانب تحميمي مكاجية التمكث البيئي لتحقيؽ األمف إلنساني مف خبلؿ سياسة‬. ‫تسيير المخاطر‪ ،‬حيث سيتـ الكقكؼ عمى الجيكد الدكلية في مجاؿ حماية البيئة مف التمكث الى جانب جممة‬ ‫التحديات التي تحكؿ دكف فعالية ىذه الجيكد مما يعكس استم اررية التمكث البيئي كانتياؾ منظكمة حقكؽ‬ ‫االنساف كتردم مستكيات األمف االنساني‪.‬‬ ‫في حيف سيخصص الفصؿ الثاني لمكاجية التمكث البيئي لتحقيؽ األمف اإلنساني مف خبلؿ تبني‬ ‫استراتيجيات استباقية كقائية لؤلف التمكث البيئي كتيديد ثابت عمى أمف األفراد يقتضي أربعة أشكاؿ مف‬ ‫التعامؿ‪ :‬أكال ايجاد استراتيجيات استباقية‪ ،‬ثانيا الشكؿ الكقائي‪ ،‬ثالثا ايجاد أرضية لمتعامؿ مع التمكث عندما‬. ‫يتحكؿ الى كاقع كرابعا كجكد تصكر تخطيط استراتيجي بتكفير اآلليات كالظركؼ البلزمة لبلنتقاؿ مف مستكل‬. ‫الى مستكل أحسف‪.‬‬. ‫أما الفصؿ الثالث كاألخير ليذه الدراسة فسيتناكؿ المستكيات االستراتيجية لمكاجية التمكث البيئي‬ ‫كتحقيؽ األمف اإلنساني انطبلقا مف المستكل الفردم ثـ المستكل الداخمي (الدكلة )‪ .‬كما سيتناكؿ ىذا الفصؿ‬ ‫بالتحميؿ كالنقاش الحككمة البيئة كالشبكية كحتمية لمكاجية التمكث البيئي كتحقيؽ األمف اإلنساني عمى‬. ‫المستكل الدكلي‪ ،‬مف خبلؿ كضع تصكر يرتكز عمى بناء منطؽ تشاركي لمكاجية التمكث البيئي كتحقيؽ‬. ‫األمف اإلنساني عف طريؽ التعريؼ بالحككمة البيئية العالمية كمتطمبات تحسينيا ‪.‬‬. ‫أيضا سيناقش منطؽ التحميؿ الشبكي لمكاجية التمكث البيئي كتحقيؽ األمف اإلنساني كسيستعرض‬. ‫امكانية أف تككف خطة التنمية المستدامة ‪ 2030‬فرصة لتفعيؿ المنطؽ التشاركي الشبكي لمكاجية التمكث‬. ‫البيئي كتحقيؽ األمف اإلنساني‪.‬‬. ‫(الفصكؿ الثبلث لمباب الثاني)‪:‬‬. ‫الفصؿ األوؿ‪ :‬مواجية التموث البيئي لتحقيؽ األمف االنساني مف خالؿ سياسة تسيير المخاطر‬. ‫الفصؿ الثاني‪ :‬مواجية التموث البيئي لتحقيؽ األمف االنساني مف خالؿ تبني استراتيجيات استباقية وقائية‬. ‫الفصؿ الثالث‪ :‬المستويات االستراتيجية لمواجية التموث البيئي وتحقيؽ األمف االنساني‬. ‫ككجزء أخير في اطار الدراسة الحالية سيتـ التطرؽ لجممة النتائج كالتكصيات المتكصؿ الييا في‬ ‫خاتمة مكضكع التمكث البيئي كأثره عمى األمف االنساني‪.‬‬. ‫‪- 10 -‬‬.

(17) ‫الباب األوؿ‬ ‫التموث البيئي واألمف اإل نساني حدود المفاىيـ ومضامينيا‬.

(18) ‫الباب األوؿ‪:‬‬. ‫التموث البيئي واألمف االنساني حدود المفاىيـ ومضامينيا‬. ‫يرمز األمف الى الحماية مف خطر الجريمة كالجكع كالمرض كالبطالة كالتمكث كانتياكات حقكؽ‬. ‫االنساف‪ ،‬كعميو يعتبر مفيكـ األمف االنساني مف المفاىيـ متعددة الجكانب كيتككف مف عدة أبعاد مترابطة‬ ‫كمتداخمة ىي األمف ا لبيئي‪ ،‬كاألمف الغذائي كاألمف الصحي كاألمف االجتماعي كاألمف السياسي كاألمف‬. ‫االقتصادم كاألمف الثقافي‪ ،‬كاذا لـ تؤمف ىذه األبعاد أصبح باإلمكاف اختراؽ األمف االنساني لؤلفراد‬. ‫كاالضرار بيـ‪.‬‬. ‫كألف مفيكـ األمف كتعريفو مرتبط بدرجة كبيرة بثقافة كقيـ المجتمع فاف أىمية ىذه األبعاد تختمؼ في‬. ‫تحقيقو مف دكلة أك مف مجتمع الى آخر‪.‬‬. ‫أما التمكث البيئي الذم ظير بسبب أنانية االنساف كسكء استغبلؿ المكارد الطبيعية‪ ،‬قد زاد مف تعقيد‬. ‫المشكبلت المؤثرة عمى أمف االنساف كاستق ارره بؿ كأصبح مف أشد التيديدات خطكرة كأكثرىا انتشارا‪.‬‬. ‫كعميو أكجبت عمينا أدبيات البحث العممي أف نخصص الباب األكؿ كإطار نظرم كمفاىيمي لمدراسة‬. ‫مف أجؿ فيـ كتفسير ترابط كؿ مف التمكث البيئي كاألمف االنساني‪ .‬كقد قسـ ىذا الباب الى ثبلث فصكؿ‬ ‫يحتكم كؿ فصؿ عمى مبحثيف ككؿ مبحث عمى مطمبيف عمى النحك اآلتي‪:‬‬ ‫الفصؿ األوؿ‪ :‬خصص لبلطار النظرم لمبيئة كالتمكث البيئي كقسـ الى مبحثيف سيتناكؿ األكؿ ماىية‬ ‫البيئة كالتمكث البيئي عف طريؽ تعريفيما لغة ‪،‬اصطبلحا كقانكنا‪.‬‬. ‫أما المبحث الثاني فسيدرس تقسيمات التمكث البيئي في مطمبيف يتناكؿ األكؿ تقسيـ التمكث البيئي‬. ‫بالنظر الى حدتو كنطاقو الجغرافي‪ ،‬كالثاني تقسيـ التمكث بالنظر الى مصدره كطبيعتو‪ .‬كىذا التقسيـ يعيننا‬. ‫في اختيار نكع التمكث الذم سندرس أثره عمى األمف االنساني كالمثبت عمميا‪.‬‬. ‫الفصؿ الثاني‪ :‬عنكانو األمف االنساني مقاربة مفاىيمية كقسـ بدكره الى مبحثيف‪ ،‬سيتناكؿ المبحث‬ ‫األكؿ التحكؿ في مفيكـ األمف حيث يستعرض ماىية األمف لغة كاصطبلحا‪ ،‬ثـ مفيكـ األمف في نظريات‬ ‫العبلقات الدكلية باإلضافة الى رصد الجيكد الفقيية كالمؤسساتية لتعريؼ األمف االنساني‪.‬‬. ‫أما المبحث الثاني فسيعرض محتكل األمف االنساني مف خبلؿ التعرؼ عمى أبعاده‪ ،‬خصائصو‬. ‫كأىدافو ككذا عبلقتو ببعض المفاىيـ ذات الصمة كأمف الدكلة‪ ،‬كالتنمية البشرية كحقكؽ االنساف‪.‬‬. ‫كىذا األمر يفيدنا في محاكلة تحديد استخداـ مفيكـ األمف االنساني باإلضافة الى معرفة أسباب ظيكر‬. ‫ىذا المفيكـ كحصر أىـ النظريات المفسرة لو‪.‬‬ ‫الفصؿ الثالث‪ :‬سنتعرض فيو بالشرح كالتحميؿ لمعبلقة الترابطية التفاعمية بيف التمكث البيئي كاألمف‬ ‫االنساني مف خبلؿ مبحثيف‪ ،‬خصص المبحث األكؿ لمحديث عف العبلقة بيف الحؽ في بيئة صحية (خالية‬. ‫‪- 12 -‬‬.

(19) ‫الباب األوؿ‪:‬‬. ‫التموث البيئي واألمف االنساني حدود المفاىيـ ومضامينيا‬. ‫مف التمكث) كاألمف االنساني مف خبلؿ التطرؽ الى حيثيات ميبلد حؽ االنساف في بيئة صحية كسميمة ثـ‬. ‫تعريفو كبياف األساس التشريعي ليذا الحؽ‪.‬‬. ‫أما المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ فسيناقش كيؼ أف التمكث البيئي يعيؽ األمف االنساني كمفيكـ‬. ‫شامؿ مف خبلؿ‪ :‬دراسة أثر التمكث البيئي عمى األمف االنساني حيث يتـ تشخيص آثار كؿ نكع مف التمكث‬. ‫عمى األمف االنساني بأبعاده المختمفة( في المطمب األكؿ)‪ ،‬كفي المطمب الثاني نستعرض امكانية قياس‬ ‫األمف االنساني بكاسطة مؤشرات كمستكيات معينة‪ ،‬ككذلؾ التكزيع االقميمي لؤلمف كالبلأمف االنساني كذلؾ‬ ‫تمييدا لمباب الثاني الذم سيتناكؿ استراتيجيات بناء األمف االنساني عمى اعتبار أف ما ال يمكف قياسو ال‬. ‫يمكف انجازه‪.‬‬. ‫‪- 13 -‬‬.

(20) ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬. ‫الباب األوؿ‪ /‬الفصؿ األوؿ ‪:‬‬. ‫الفصؿ األوؿ‬ ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬ ‫غالبا ما يقترف مفيكـ التمكث بمفيكـ البيئة‪ ،‬اذ ال يمكف التطرؽ الى مفيكـ التمكث بمعزؿ عف البيئة‬. ‫التي يحدث فييا‪ ،‬كما أنو ال يمكف التعرؼ عمى بيئة ما دكف دراسة نكع التمكث الذم يحدث فييا‪.‬‬. ‫فالتمكث يحدث نتيجة اختبلؿ في البيئة أك أحد عناصرىا كيضعؼ مف قدرتيا عمى العطاء كيرجع‬. ‫العمماء اف السبب الرئيسي لمتمكث البيئي ىك االنساف‪ ،‬فالبيئة تكفر لو المأكؿ كالمشرب كالمسكف كالممبس‬ ‫كنظ ار لتعدد االستعماالت كتراكـ المخمفات كالعقبلنية االستيبلؾ تحدث ضغكطات عمى البيئة تؤدم الى‬. ‫اختبلؿ تكازنيا‪.‬‬ ‫كألف مشكمة التمكث البيئي مشكمة دكلية‪ ،‬تفاقمت نتيجة تعاظـ النشاطات االقتصادية كالصناعية‬ ‫كأصبحت خط ار ييدد بقاء االنساف كأمنو‪ .‬سنحاكؿ التطرؽ في ىذا الفصؿ الى االحاطة بمفيكـ كؿ مف البيئة‬. ‫كالتمكث البيئي كذلؾ مف خبلؿ مبحثيف عمى النحك اآلتي‪:‬‬. ‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية البيئة كالتمكث البيئي‪.‬‬ ‫المطمب األكؿ‪ :‬مفيكـ البيئة كالتمكث البيئي‪.‬‬. ‫المطمب الثاني‪ :‬التفرقة بيف التمكث البيئي كبعض الصكر المشابية لو‪.‬‬. ‫المبحث الثاني‪ :‬تقسيمات التمكث البيئي‪.‬‬. ‫المطمب األكؿ‪ :‬تقسيـ التمكث بالنظر الى حدتو كنطاقو الجغرافي‪.‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬تقسيـ التمكث بالنظر الى مصدره كطبيعتو‪.‬‬. ‫‪- 14 -‬‬.

(21) ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬. ‫الباب األوؿ‪ /‬الفصؿ األوؿ ‪:‬‬. ‫المبحث األوؿ‪ :‬ماىية البيئة والتموث البيئي‬ ‫اذا كاف تمتع االنساف بالحؽ في الحياة أمر مسمـ بو‪ ،‬فاف حقو في التمتع بحياة الئقة تسمح لو‬. ‫بالتطكر كاالستفادة م ما تكفره لو البيئة مف امكانيات كفرص أصبح أم ار يحتؿ مكانة بارزة في الفكر القانكني‬ ‫الحديث‪ ،‬اذ لـ تعد حماية البيئة مطمبا دعائيا‪ ،‬كانما تعد أكلكية قصكل يجب أف تحتؿ مكانتيا في صدارة‬. ‫اىتمامات الدكؿ مؤسسات كأفراد‪.‬‬. ‫الشؾ أف الكقكؼ عمى مفيكـ التمكث البيئي يقتضي التعرض ألصؿ الكممة مف الناحية المغكية ثـ‬ ‫المفيكـ االصطبلحي كالعممي عند الفقياء كعمماء البيئة‪ ،‬كمف ثـ التعرض الى المفيكـ القانكني لمتمكث‬. ‫البيئي(المطمب األكؿ)‪ ،‬باإلضافة الى التفرقة بيف التمكث البيئي كبعض الصكر المشابية لو(المطمب الثاني)‪.‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬مفيوـ البيئة و التموث البيئي‬. ‫يحاكؿ ىذا المطمب التعرؼ عمى مفيكـ كؿ مف البيئة كالتمكث البيئي كذلؾ عف طريؽ تحديد مفيكميا‬. ‫لغة‪ ،‬اصطبلحا كقانكنا مف خبلؿ فرعيف عمى النحك اآلتي‪:‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬مفيوـ البيئة‬. ‫سيتـ في ىذا الفرع التطرؽ الى تعريؼ البيئة كبياف عناصرىا‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريؼ البيئة‬. ‫أ‪ -‬تعريؼ البيئة لغة واصطالحا‬ ‫‪ -1‬تعريؼ البيئة لغة‬. ‫البيئة في المغة العربية جاءت مف فعؿ تبكأ‪ ،‬فيقاؿ تبكأ مكانا أك منزال بمعنى حؿ كنزؿ كأقاـ فيو‪.1‬‬. ‫كفي المغة األجنبية تعرؼ بأنيا ‪:‬‬. ‫‪« Ce Qui Entoure L’ensemble Des Eléments Naturelles Et Artificiels Qui Entourent Les‬‬ ‫‪Hommes, Un Espace Animale »2‬‬. ‫كما تعرؼ‪:‬‬ ‫‪« Ensemble Des Conditions Naturelles Et Culturelles Qui Agissent Sur Les Etres Vivants Et Les‬‬ ‫‪Activités Humaines»3 .‬‬. ‫‪ -2‬تعريؼ البيئة اصطالحا‬ ‫تعرؼ البيئة اصطبلحا بأنيا‪ ":‬المحيط المادم الذم يعيش فيو االنساف بما يشمؿ مف ماء كىكاء‬ ‫‪1‬‬. ‫الفيركز آبادم‪ :‬القامكس المحيط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬القاىرة‪1987 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪Petit Larousse : Dictionnaire Français, Paris, 1980, p345.‬‬ ‫‪Le Robert, Dictionnaire Français, Paris, 1991, p664.‬‬. ‫‪- 15 -‬‬. ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬.

(22) ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬. ‫الباب األوؿ‪ /‬الفصؿ األوؿ ‪:‬‬. ‫كفضاء كتربة ككائنات حية كمنشآت أقاميا إلشباع حاجياتو"‪.1‬‬. ‫أك ىي‪ ":‬الكسط الذم يتصؿ بحياة االنساف كصحتو في المجتمع سكاء كاف مف خمؽ الطبيعة أـ مف صنع‬. ‫االنساف"‪ .2‬كيعرؼ عمار رجب البيئة بأنيا المحيط الذم يعيش فيو الفرد يؤثر فيو كيتأثر بو‪.3‬‬ ‫أما ‪ Michel Prieur‬فيعرؼ البيئة كما يمي‪:‬‬. ‫‪« Environnement : Ensembles Des Eléments Naturel Ou Artificiel Qui Conditionnent La Vie De‬‬ ‫‪L’homme »4.‬‬. ‫كما عرفيا‪:‬‬ ‫‪« L’environnement N’est Pas Une Abstraction Mais Bien L’espace Ou Vivent Les Etres‬‬ ‫‪Humains Et Dont Dépendent La Qualité De Leur Vie Et Leur Santé, Y Compris Pour Les‬‬ ‫‪Générations A Venir. »5‬‬. ‫ب‪ -‬تعريؼ البيئة قانونا‬ ‫تناكلت العديد مف االتفاقيات كالمؤتمرات الدكلية تعريؼ البيئة‪ ،‬كما أدرج تعريؼ البيئة ضمف‬ ‫التشريعات البيئية التي أصدرتيا الدكؿ‪ ،‬كاف اختمؼ ىذا التعريؼ مف دكلة الى أخرل‪:‬‬ ‫‪ -1‬تعريؼ البيئة بالنسبة لمقانوف الدولي‬ ‫اعطى مؤتمر استككيكلـ ‪1972‬ـ المعني بالبيئة البشرية كالذم عقد في السكيد تحت مظمة األمـ‬ ‫المتحدة تعريفا مكسعا لمبيئة حيث اعتبرىا‪ ":‬رصيد المكارد المادية كاالجتماعية كالمناخية في كقت كمكاف ما‬. ‫إلشباع حاجات االنساف‪".‬‬. ‫‪6‬‬. ‫كما عرؼ المؤتمر الدكلي لمتربية البيئية الذم عقد في مدينة تبميس بجميكرية جكرجيا سنة ‪1977‬ـ‬. ‫البيئة بأنيا‪ ":‬االطار الذم يعيش فيو االنساف كيحصؿ منو عمى مقكمات حياتو مف غذاء ككساء كدكاء كمأكل‬ ‫كيمارس فيو عبلقاتو مع اخكانو مف البشر"‪.7‬‬. ‫‪ 1‬ماجد راغب الحمك‪ :‬قانكف حماية البيئة في ضكء الشريعة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫‪2‬‬. ‫محمد سعيد عبد اهلل الحميدم‪ :‬المسؤكلية المدنية الناشئة عف تمكث البيئة البحرية كالطرؽ القانكنية لحمايتيا( دراسة مقارنة)‪،‬‬. ‫‪3‬‬. ‫عمار رجب معيشر‪ :‬دكر القانكف الجنائي الدكلي في حماية البيئة مف التمكث أثناء النزاعات المسمحة‪ ،‬مجمة جامعة األنبار لمعمكـ‬. ‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ط‪2008 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.15‬‬. ‫القانكنية كالسياسية‪ ،‬العراؽ‪ ،‬العدد‪ ،7‬ص‪.349‬‬. ‫‪eme‬‬. ‫‪4‬‬. ‫‪Michel Prieur : Droit De L’environnement, 4 Ed, Dalloz, 2001, p2.‬‬ ‫‪Michel Prieur : Droit De L’homme A L’environnement Durable, Faculté De Droit Et De Sciences Economiques,‬‬ ‫‪Université De Limoges (France), p105.‬‬ ‫‪5‬‬. ‫‪6‬‬. ‫محمد منير حجاب‪ :‬التمكث كحماية البيئة‪ ،‬دار الفجر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬مصر‪1999 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.12‬‬. ‫‪7‬‬. ‫‪Conférence Internationale Intergouvernemental Sur L’éducation A L’environnement, Tbilisi 14-26 Octobre1977,‬‬ ‫‪Unesco-Pnue, Rapport Final, Paris.‬‬. ‫‪- 16 -‬‬.

(23) ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬. ‫الباب األوؿ‪ /‬الفصؿ األوؿ ‪:‬‬. ‫أما مؤتمر بمغراد سنة‪ 1975‬ـ فقد عرؼ البيئة بأنيا‪ ":‬العبلقة القائمة بيف العالـ الطبيعي ك البيك فزيائي‬. ‫كبيف العالـ االجتماعي السياسي الذم ىك مف صنع االنساف"‪.1‬‬ ‫‪ -2‬تعريؼ البيئة بالنسبة لمقانوف الداخمي‬. ‫اختمفت التشريعات الخاصة بحماية البيئة في توسيع بعضيا لمفيكـ البيئة كتضييؽ البعض اآلخر‬. ‫ليذا المفيكـ‪.‬‬. ‫مف التشريعات العربية التي أخذت بالمفيكـ الضيؽ نجد التشريع الميبي الذم اقتصر في تعريفو لمبيئة‬. ‫عمى العناصر الطبيعية فقط دكف ادخاؿ العناصر الصناعية معيا حيث نص مف خبلؿ القانكف رقـ‪ 15‬لسنة‬ ‫‪ 2003‬ـ في مادتو األكلى بأف البيئة تعني‪ (:‬المحيط الذم يعيش فيو االنساف كجميع الكائنات الحية كيشمؿ‬ ‫اليكاء كالماء كالتربة كالغذاء سكاء في أماكف السكف أك العمؿ أك غيرىا مف األماكف األخرل)‪.2‬‬. ‫بينما تأخذ بعض التشريعات العربية بالمفيكـ الكاسع مثؿ المشرع المصرم في القانكف رقـ ‪ 04‬لسنة‬. ‫‪1994‬ـ في شأف البيئة مف خبلؿ المادة‪/1‬ؼ‪ 1‬حيث يعرؼ البيئة بأنيا‪ (:‬المحيط الحيكم الذم يشمؿ‬. ‫الكائنات الحية كما يحتكيو مف مكاد كما يحيط بيا مف ىكاء كماء كما يقيمو االنساف مف منشآت)‪ .3‬كىك نفس‬. ‫النيج الذم اتبعو المشرع التكنسي في قانكف البيئة رقـ‪ 91‬لسنة ‪1983‬ـ‪.4‬‬. ‫بالنسبة لممشرع الجزائرم نجد أف القانكف رقـ ‪ ،03/83‬المتعمؽ بحماية البيئة لـ يتضمف تعريفا دقيقا‬. ‫لمبيئة غير أنو حدد أىدافو مف خبلؿ نص المادة األكلى التي جاء فييا‪ (:‬ييدؼ ىذا القانكف الى تنفيذ سياسة‬ ‫كطنية لحماية البيئة التي ترمي الى‪ :‬حماية المكارد الطبيعية ك ىياكميا كاضفاء القيمة عمييا‪.‬‬. ‫اتقاء كؿ شكؿ مف أشكاؿ التمكث ك المضار كمكافحتيا‪.‬‬ ‫تحسيف اطار المعيشة كنكعيتيا)‪.5‬‬. ‫أما بمكجب القانكف ‪ 10/03‬المتعمؽ بحماية البيئة في اطار التنمية المستدامة فقد جاء في المادة ‪4‬‬. ‫فقرة ‪ 7‬أف‪ (:‬البيئة تتككف مف المكاد الطبيعية البلحيكية ك الحيكية كاليكاء كالجك كالماء كاألرض كالباطف‬. ‫‪ 1‬ابتساـ سعيد ممكاكم‪ :‬جريمة تمكيث البيئة‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص‪.58‬‬ ‫‪ 2‬سميماف منصكر يكسؼ الحبكني‪ :‬الضبط االدارم البيئي‪ ،‬رسالة دكتكراه في القانكف العاـ‪ ،‬جامعة المنصكرة‪ ،‬مصر‪ ،‬د س ف‪،‬‬ ‫ص‪.8‬‬ ‫‪3‬‬. ‫رائؼ محمد لبيت‪ :‬الحماية االجرائية لمبيئة‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ جامعة المنكفية‪ ،‬مصر‪-2008 ،‬‬. ‫‪4‬‬. ‫المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.8‬‬. ‫‪5‬‬. ‫القانكف رقـ ‪ ،03/83‬المؤرخ في ‪ 5‬فيفرم ‪1983‬ـ‪ ،‬المتعمؽ بحماية البيئة‪ ،‬الجريدة الرسمية (ج ر) عدد‪.6‬‬. ‫‪2009‬ـ‪ ،‬ص‪.13‬‬. ‫‪- 17 -‬‬.

(24) ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬. ‫الباب األوؿ‪ /‬الفصؿ األوؿ ‪:‬‬. ‫كالنبات كالحيكاف‪ ،‬بما في ذلؾ التراث الكراثي‪ ،‬كأشكاؿ التفاعؿ بيف ىذه المكاد ككذا األماكف كالمناظر كالمعالـ‬. ‫الطبيعية)‪.1‬‬. ‫كمف التشريعات األجنبية المضيقة لمفيكـ البيئة نجد التشريع الب ارزيمي كالبكلندم بينما يأخذ بالمفيكـ‬. ‫المكسع التشريع اليكناني لمبيئة في القانكف رقـ ‪ 165‬لسنة ‪1986‬ـ‪ ،‬ككذلؾ التشريع الكندم بينما أخذ المشرع‬. ‫الفرنسي بالمفيكـ المكسع لمبيئة في القانكف الصادر في ‪ 10‬جكيمية ‪1976‬ـ‪ ،‬كما أخذ بالمفيكـ الضيؽ في‬. ‫القانكف الصادر في ‪ 19‬جكاف ‪1976‬ـ الخاص بالمنشآت المصنفة مف أجؿ حماية البيئة‪ .2‬كتجدر االشارة‬ ‫في ىذا السياؽ الى أف ميثاؽ البيئة الفرنسي لـ يتضمف تعريفا لمصطمح البيئة‪.3‬‬. ‫نتيجة ليذا االختبلؼ في تعريؼ البيئة قانكنا كاتجاه التشريعات تارة الى اعتماد المفيكـ الضيؽ كتارة‬. ‫أخرل الى اعتماد المفيكـ الكاسع فاف الجدير بالمبلحظة ىك أنو يتعيف تبني المفيكـ المكسع لمبيئة لعدة‬. ‫اعتبارات منيا أف ىناؾ فرؽ بيف مفيكـ البيئة كالطبيعة لككف البيئة تضيؼ عناصر جديدة لمطبيعة لـ تكف‬ ‫مف مككناتيا كىي مف صنع االنساف كأف ىذه األخيرة( العناصر الصناعية) تعد المصدر الرئيسي لمتمكث‬. ‫البيئي كيجب مراقبتيا‪.‬‬. ‫ثانيا‪ -‬عناصر البيئة‬ ‫عناصر البيئة أك أنكاعيا كتشمؿ البيئة الطبيعية كالبيئة المشيدة‬. ‫أ‪ -‬البيئة الطبيعية‪ :‬يقصد بيا جميع العناصر التي تككف األرض كتأثر فييا‪ ،‬كىي التككيف الطبيعي‬ ‫لؤلرض كما تحتكيو في باطنيا أك عمى سطحيا مف معادف كصخكر‪ ،‬كمف مياه سطحية أك جكفية ككذلؾ ما‬. ‫ينمك فييا مف حياة بشرية‪ ،‬نباتية كحيكانية‪.4‬‬. ‫ب‪ -‬البيئة المشيدة‪ :‬كىي البنية المادية األساسية التي أقاميا االنساف‪ ،‬باإلضافة الى النظـ االجتماعية‬ ‫كالمؤسسات التي شيدىا‪ ،‬كتشمؿ البيئة المشيدة استعماؿ األراضي لمزراعة كالمناطؽ السكنية كالتنقيب عف‬. ‫الثركات‬. ‫الطبيعية‬. ‫كالمستشفيات‪...‬الخ‪.5‬‬ ‫‪1‬‬. ‫ككذلؾ‬. ‫المناطؽ‬. ‫الصناعية‬. ‫كالمراكز‬. ‫التجارية‬. ‫كالمدارس‬. ‫كالمعاىد‬. ‫كالطرؽ‬. ‫القانكف رقـ‪ ،10/03‬المؤرخ في‪ 19‬جكيمية ‪2003‬ـ‪ ،‬المتعمؽ بحماية البيئة في اطار التنمية المستدامة‪ ،‬الجريدة الرسمية ج ر‬. ‫عدد‪.43‬‬ ‫‪2‬‬. ‫بف أحمد عبد المنعـ‪ :‬الكسائؿ القانكنية االدارية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتكراه في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‬. ‫جامعة الجزائر‪ 2009-2008،‬ـ‪ ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪La Charte De L’environnement De 2004, Loi Constitutionnelle N2005-205 Du 1er Mars 2005.‬‬ ‫‪4‬‬. ‫عبد القدر الشيخمي‪ :‬حماية البيئة‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪2009 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.36‬‬. ‫‪ 5‬فراس أحمد الخرجي‪ :‬االدارة البيئية‪ ،‬دار كنكز المعرفة العممية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪2007 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪- 18 -‬‬. ‫‪3‬‬.

(25) ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬. ‫الباب األوؿ‪ /‬الفصؿ األوؿ ‪:‬‬. ‫كعميو يمكف اعتبار البيئة المشيدة بأنيا الطريقة التي نظمت بيا المجتمعات حياتيا‪ ،‬كالتي غيرت البيئة‬. ‫الطبيعية لخدمة الحاجيات البشرية‪.‬‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬مفيوـ التموث البيئي‬ ‫يتـ في ىذا الفرع التطرؽ الى تعريؼ التمكث لغة‪ ،‬اصطبلحا كقانكنا‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريؼ التموث البيئي لغة واصطالحا‬. ‫أ‪ -‬تعريؼ التموث البيئي لغة‬. ‫يقاؿ تمكث الطيف بالتبف‪ ،‬كلكث ثيابو بالطيف أم لطخيا‪ .1‬كيقاؿ التأثت عميو األمكر أم التبست‬. ‫كالتأث في عممو أم أبطأ‪ ،‬كالتأث بالدـ أم تمطخ بو‪ .2‬كيطمؽ ايضا عمى كممة الفساد بمعنى التمؼ كالعطب‬. ‫كالخمؿ كأف يقاؿ ىذا األمر مفسدة‪ ،‬كىذا منو فساده‪.3‬‬. ‫كقد كرد في القرآف الكريـ لفظ الفساد في كثير مف اآليات منيا قكلو تبارؾ كتعالى‪ ...":‬واذا تولى‬. ‫سعى في األرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واهلل ال يحب الفساد‪.4"...‬‬. ‫كيستخدـ لفظ (‪ )Pollution‬في المغة االنجميزية لمتعبير عف حدكث التمكث كيستخدـ الفعؿ(‪)Pollute‬‬. ‫لمداللة عف فعؿ التمكيث‪ 5‬كمعناه عدـ النظافة كالتدنيس كالفساد كاساءة االستعماؿ‪ .‬باإلضافة الى استخداـ‬ ‫مصطمحات أخرل لمتعبير عف التمكث منيا(‪ )Contamination‬كتعني كجكد تركيزات تفكؽ المستكل الطبيعي‬. ‫في المجاؿ البيئي‪.6‬‬. ‫كجاء في القامكس الفرنسي ‪ le Robert‬فعؿ يمكث (‪ )Polluer‬بمعنى يمطخ أك يكسخ‪ ،7‬ككسخ الشيء‬. ‫أم جعمو غير سميـ‪ ،‬كلكث الماء كاليكاء ام جعمو معيبا‪.8‬‬ ‫ب‪ -‬تعريؼ التموث البيئي اصطالحا‬. ‫تجدر االشارة الى أنو تكجد صعكبة بالغة في كضع تعريؼ اصطبلحي لمتمكث البيئي نظ ار الى تعدد‬. ‫أنكاعو كاختبلؼ مصادره‪ ،‬اال أف ىذا لـ يحؿ دكف الكصكؿ الى تعريؼ عاـ لمتمكث‪.‬‬ ‫‪1‬‬. ‫الفيركز آبادم‪ :‬القامكس المحيط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ /.180‬ابف منظكر‪ :‬لساف العرب‪ ،‬المطبعة الكبرل‪ ،‬مصر‪ ،‬ج‪،1‬‬. ‫‪1982‬ـ‪ ،‬ص‪.1059‬‬. ‫‪ 2‬محمد ابف أبي بكر الرازم‪ :‬مختار الصحاح‪ ،‬مكتبة لبناف‪ ،‬بيركت‪1995 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.253‬‬ ‫‪ 3‬مجمع المغة العربية‪ :‬المعجـ الكجيز‪ ،‬المطبعة األميرية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬د س ف‪ ،‬ص‪.470‬‬ ‫‪4‬‬. ‫القرآف الكريـ‪ :‬سكرة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.205‬‬ ‫‪The Collins English Dictionary, Great Britain, COLTD, 1986, p12.‬‬. ‫‪6‬‬. ‫عبد العزيز مخيمر‪ :‬دكر المنظمات الدكلية في حماية البيئة‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪1986 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪Petit Robert, Dictionnaire Français, Paris, 1973, p1342.‬‬. ‫‪ 8‬محمد حسيف عبد القكم‪ :‬الحماية الجنائية لمبيئة اليكائية‪ ،‬النسر الذىبي لمطباعة‪ ،‬مصر‪2002،‬ـ‪ ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪- 19 -‬‬. ‫‪5‬‬. ‫‪7‬‬.

(26) ‫االطار النظري لمبيئة والتموث البيئي‬. ‫الباب األوؿ‪ /‬الفصؿ األوؿ ‪:‬‬. ‫فالتمكث مف الناحية االصطبلحية ىك اضافة مكاد أك مصادر لمطاقة ضارة بالبيئة كالتي تؤدم عمى‬. ‫نحك مباشر أك غير مباشر الى تعريض صحة االنساف كرفاىيتو لمخطر‪.1‬‬. ‫أما ‪ michael Allaby‬فقد عرفو عمى أنو‪ :‬ىك تغيير مباشر أك غير مباشر في الخصائص الفيزيائية‬. ‫أك البيكلكجية أك الكيميائية أك االشعاعية ألم جزء مف أجزاء البيئة‪ ،‬بأية طريقة تؤدم الى زيادة األضرار‬. ‫الكامنة أك الظاىرة التي تصيب الصحة أك األمف كالرفاىية ألم مف الكائنات الحية‪.2‬‬. ‫في حيف عرفو ‪ Lund‬بأنو‪ :‬التدىكر الناشئ عف األنشطة البشرية نتيجة استخدامو لمماء كاليكاء كتقميؿ‬. ‫فعالة ككفاءة ىذه المكاد"‪.3‬‬. ‫كما يعرؼ قامكس المصطمحات البيئية التمكث بأنو كؿ تغيير مباشر أك غير مباشر فزيائي أك حرارم‬. ‫أك بيكلكجي أك أم نشاط اشعاعي لخصائص كؿ جزء مف أجزاء البيئة بطريقة ينتج عنيا مخاطر فعالة تؤثر‬. ‫عمى الصحة لكؿ الكائنات الحية‪.4‬‬. ‫كعميو تتفؽ التعريفات السابقة جميعيا عمى أف التمكث ىك احداث تغيير في عنصر مف عناصر البيئة‬. ‫ينجـ عنو ضرر بيئي كيترتب عميو صعكبة في العيش أك استحالتو‪.‬‬. ‫غير أنو يأخذ عمييا اقتصارىا عمى التمكث الذم يككف االنساف سببو‪ ،‬في حيف يمكف أف يحدث التمكث‬. ‫بفعؿ عكامؿ طبيعية ال دخؿ لئلنساف فييا كالفيضانات كاألعاصير كالعكاصؼ الرممية كالزالزؿ كغير ذلؾ‬. ‫كىك ما يتطمب اتخاذ اجراءات كقائية بدال مف انتظار كقكعيا كمف ثـ اتخاذ تدابير عبلجية‪.5‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريؼ التموث البيئي قانونا‬. ‫خصصت القكانيف كالتشريعات الكضعية في مجاؿ حماية البيئة جانبا كبي ار منيا لتنظيـ األنشطة‬. ‫االنسانية الممكثة لمبيئة مف أجؿ الحد منيا أك السيطرة عمييا كاتخاذ التدابير المبلئمة لمكافحتيا‪ ،‬كقد حرصت‬ ‫ىذه التشريعات عمى تحديد مفيكـ التمكث لما لو مف مضار عمى االنساف كالبيئة‪.‬‬. ‫فمف االتفاقيات الدولية نذكر مثبل االتفاقية المتعمقة بتمكث اليكاء بعيد المدل عبر الحدكد كالمبرمة في‬ ‫جينيؼ بتاريخ ‪ 1979/11/13‬ـ كالتي عرفت المادة األكلى فقرة أ منيا تمكث اليكاء بأنو‪ ":‬ادخاؿ االنساف‬. ‫‪ 1‬مخمؼ كعارؼ صالح‪ :‬الحماية االدارية لمبيئة‪ ،‬دار اليازكردم‪ ،‬األردف‪2007 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.48‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪Michael Allaby : MacMillan Dictionary Of The Environment, 2ed, McMillan Press, London,1983,p390.‬‬ ‫‪Lund : Industrial Pollution Control, Hand Book, McGraw Hill, New York,1971,p5.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪Geipin Allen : Dictionary Of Environmental Terms, London,1974,p124.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪Alexander Kiss :Droit International De L’environnement, Pedone, Paris, 1989,p68.‬‬ ‫‪3‬‬. ‫‪- 20 -‬‬.

Références

Documents relatifs

SHANI Giorgio and others Edit, Protecting Human Security in a Post 9/11 .15 World: Critical and Global Insights, New York : Palgrave Macmillan, 2007.. THOMAS Caroline,

(ورﺷ ﺔﻧرﺎﻘﻣ كﻟذ و : 1 - ﻲﻓ ﺎﻬﻠﺑﺎﻘﺗ مﻬﺗﻼﻘﻧﺗ و مﻫرﺎﻔﺳأ ﻲﻓ ﺎﻬﻧوﻛﻠﺳ3 ﻲﺗﻟا مﻬﺗﺎﻗرط ﻲﻓ سﺎﻧﻠﻟ ضرﻌﺗﻟﺎ! ﺔرﺣﻟا مﻬﻛﻟﺎﺳﻣ ﻲﻓ سﺎﻧﻠﻟ ضرﻌﺗﻟا ﺔرﺣﻟا ﺔﻧﺻرﻘﻟا. 3 - ثوﻐﻟا

تاديدهتلا نم ةيرحلاب ناسنلإا هيف معني عضو وأ ةلاح وهو.. .فوخلاو ةجاحلا نم سانلا ررحتي امدنع يهو ةدحاو ةلاح يف قيقحتلل لباق يناسنلإا نملاا نأ ىرت يهو هيلعو

ةيقرت لجأ نم ةعبتملا ريظانملا و ئدابملاو ةيامحلا ةيلوؤسمو لودلا ةدايسب هتقلاعو هب مامتهلاا زيزعتو ةميق قيبطتلا اذه اهيف يطعي يتلا

‫اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻸﻣن اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ وﻣﻌوﻗﺎت ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻸﻣن اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ

ةئيبلا ىلع ظافحلا تايولوأو يناسنلإا يعامجلا نملأا _ ،باهش دمحم مساب .د مناغتسم ةعماج ةمدقملا نملأا سلجمب ةلزتخم ةدحتملا مملأا ىعست ،نييملاعلا

ايناث : عقاولا يلودلا ىدأ ءاهتنا برحلا ةدرابلا ىلإ لوحت يف ةعيبط تاعارصلا يتلا اههجاوي انرصع ىلإو ديازت تاعازنلا ةحلسملا ريغ ةيلودلا فلتخمب

[r]