التفكير اللساني عند الألوسي
Texte intégral
(2) ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ ﻳﻘـﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﻟـﻰ ﴿ :ﻗُ ْﻞ ﻟَﻮْ َﻛـﺎنَ ا ْﻟﺒَﺤْ ـ ُﺮ ت َرﺑﱢﻲ ﻟَﻨَﻔِ َﺪ ا ْﻟﺒَﺤْ ُﺮ ﻗَ ْﺒ َﻞ أَنْ ِﻣﺪَادًا ﻟِ َﻜﻠِﻤَﺎ ِ ﺗَ ْﻨﻔَ َﺪ َﻛﻠِﻤَﺎتُ َرﺑﱢﻲ َوﻟَﻮْ ﺟِ ْﺌﻨَﺎ ﺑِ ِﻤ ْﺜﻠِﮫ َﻣ َﺪ ًدا﴾ )اﻟﻛﻬف ( 109.
(3) ﺷﻜﺮ وﻋﺮﻓﺎن ٔو ﻪ ﳇﻤﺔ ﺷﻜﺮ وﻋﺮﻓﺎن ﺎﻟﺼﺔ إﱃ ٔﺳﺘﺎذي اﳌﴩف : ا ٔﺳﺘﺎذ ا ﻛ ـــــﻮر ﺑﻠﻘــــــﺎﰟ دﻓــــــﻪ ،ﳌﺎ ﻣﻦ ﺒ ــﺮ ﻓﻀﻞ ﲆ ر ﺎﯾﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣ ﺬ ٔن ﰷن ﻓﻜﺮة ﻓﻘﻂ إﱃ ٔن اﺳ ـــﻮى ،و ﲆ ﺸﺠﯿﻌﻪ ا اﰂ ،وﻣ ﺎﺑﻌ ﺘﻪ ا ﻗ ﻘﺔ ﻟﲁ ﺟﺰﺋﯿﺎت اﻟﺒﺤﺚ ،ﲾﺰاﻩ ﷲ ﲑ اﳉﺰاء ﻛﲈ ﻻ ٔ ﴗ ٔﺳــﺮﰐ ﻓـﺮدا ﻓـﺮدا ،ﻋ ﲆ دﲻﻬﺎ ﱄ ﻣﺎد وﻣﻌﻨﻮ ،وﰲ اﻟﺸﺪة ﻗ ﻞ اﻟﺮ ﺎء..
(4)
(5) ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧﺎط ﻓﺧر واﻋﺗزاز ،وﻻ ﺗزال ﯾﻛﺎﺑد ﻓﯾﻬﺎ اﻟدارﺳون أﺷد اﻟﺻﻌﺎب ،وﻟﻌل ﻗوﺗﻬﺎ ﺗﻠك ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﺻﻠﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم؛ ﻛﻼم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺣﻛم اﻟﺑﯾﺎن اﻧﯾن اﻹﻋراب ،وذﻟك ﻣﻧﻌًﺎ ﻟﻠﻠﺣن واﻟﺗﺻﺣﯾف وﺳر ﻓﺻﺎﺣﺔ اﻟﻌرب ،ﻓﻣﻧﻪ ُوﺿﻌت ﻗو ُ إو ﺻﻼح ﺷﺄن اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺧﺎﻟط ﻓﺻﺎﺣﺗﻬﺎ اﻟﻠﺣن. وﻗد ﻋﻛف اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،ﺑﺣﺛﺎ ﻋن أﺳ اررﻩ وﻣﻌﺎﻧﯾﻪ ودﻻﺋل إﻋﺟﺎزﻩ ،وﻛﺎن أﻛﺛر ﺟﻬدﻫم ﻣوﺟﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾرﻩ واﺳﺗﻧﺑﺎط أﺣﻛﺎﻣﻪ ،وظﻬرت اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر وﻣﻧﺎﻫﺞ ﻣﺗﻌددة ﻟﻠﻣﻔﺳرﯾن ،وﺗوﺳل ﻛل ﻣﻔﺳر ﻣﻧﻬﺟﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻔﻛرﻩ وﻟﻌﻘﯾدﺗﻪ، ﻓﺗﻌددت اﻵراء وﻛﺛرت وﻣن ﺣﻛم اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﺗﻛون ﻟﻬذا اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻗراءات ﻣﺗﻌددة، ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻐﺎﯾرة ﻟﺣﻛﻣﺔ ﺗﯾﺳﯾرﻩ ﺗﻼوة وذﻛرا ،واﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺳﻧدا ﻟﻠﺗوﺟﯾﻪ ،وﺗﻣﺳﻛت اﻟطواﺋف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘراءات ،ﻓﻔﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺗﺄوﯾل ،وﺗﻠﻣس أوﺟﻪ اﻟدﻻﻟﺔ. واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻷوﺟﻪ اﻟﻘراﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺗرﺟﯾﺢ اﻵراء أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﺳﺎر ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ" ،وﻗد طﻔق ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻵﯾﺎت اﻟذﻛر اﻟﻛرﯾم إﻟﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾل ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﺗﺧرﯾﺞ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،وﯾﺿم ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﺑﯾن طﯾﺎﺗﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺧﺑﺎر واﻷﺣﺎدﯾث ،ﺣﺗﻰ ُﻋ ﱠد ﺑﺣق ﻣوﺳوﻋﺔ ،ﻓﻘد اﺳﺗوﻗﻔﻧﻲ ﻛﺛرة إطﻼﻋﻪ وﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻟواﺳﻌﺔ ﻓﻼ ﯾﺗرك ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻌﻘوﻻ وﻻ ﻣﻧﻘوﻻ إﻻ وذﻛرﻩ ،ﻣﺑﯾﻧﺎ أﺛرﻩ ،ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ أو ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ،أو ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﺎرف اﻷﺧرى ﺣﺗﻰ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ وﺟدت ﻟﻬﺎ ﻣﺟﺎﻻ ﻋﻧدﻩ ،ﻓﺄﺻﺑﺢ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻣﯾداﻧﺎ ﺛرﯾﺎ. ﻟﻠﺑﺣث ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن ﺑﺣﺛﻲ ﻣوﺳوﻣﺎ ﺑـ :اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻠﺳﺎﻧﻲ ﻋﻧد اﻷﻟوﺳﻲ دراﺳﺔ ﻓﻲ روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻌظﯾم واﻟﺳﺑﻊ اﻟﻣﺛﺎﻧﻲ ،وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺟﻠﯾﺔ ﻣﺳﺎﺋﻠﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ. وﻗد ﺷﺟﻌﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺧوض اﻟﺑﺣث ﻓﯾﻪ ﻛوﻧﻪ ﻣوﺳوﻋﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﻓﻛﺎن ﺗﺗﺑﻌﻲ ﻟﻪ ودراﺳﺗﻪ. ﻟوﺟﻬﯾن :أﻣﺎ اﻷول ﻓﻬو اﺳﺗﺷراف ﻓﻛر اﻷﻟوﺳﻲ وﺗﺑﯾﺎن طرﯾﻘﺗﻪ ﻓﻲ ﺗوظﯾف ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ وﺗﺗﺑﻌﻪ ﻟﻠظواﻫر اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﺗﺑﯾﺎن أﺛرﻫﺎ. واﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻹﻓﺎدة ﻣن ذﻟك اﻟزﺧم اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺗدﺑر ﻓﻲ ﻓﻬم ﻛﺗﺎب اﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘد ﺗداﻋت اﻟﻔﻛرة ﻟدي وزاد اﻗﺗﻧﺎﻋﻲ ﺑﺧوض ﻏﻣﺎر اﻟﺑﺣث ﻓﻲ "روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ" رﻏم ﺻﻌوﺑﺗﻪ وﺗﺷﻌب اﻵراء ﻓﯾﻪ ،ﻓﻛﺎن اﻟﻌزم ﻋﻠﻰ ﺗﺗﺑﻊ اﻟظواﻫر اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﻣﺑﺛوﺛﺔ ﻓﯾﻪ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻟوﺳﻲ وﺗﻌﻠﯾﻠﻪ ﻟﻛل ظﺎﻫرة ،ﺣﯾث ﯾﻠﺣظ ﻟﻪ رأي ﺧﺎص ،ﻧﺎﺑﻊ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ آراء. ب.
(6) ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻣﻔﺳرﯾن واﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻗﺑﻠﻪ ،وﻣﺎ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن أﺛر ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻼﺗﻪ ،ﻓﻬو ﯾﻌطﻲ اﻟﺣﺟﺔ، وﯾدﻟل ﻵراﺋﻪ. وﻫـ دﻓﻲ ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻟﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻟدى اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ وﺻف اﻟظﺎﻫرة اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ. وﻗد ﺟﺎﺑﻬت اﻟﺑﺣث ﺻﻌوﺑﺎت ﺟﻣﺔ ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ،ﻓﺎﻟدراﺳﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ أن ﺗﻛون اﻟﻣﺻﺎدر ﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺗﻔﺳﯾر وﻓﻲ اﻟﻘراءات ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺟﻠﻰ اﻟﻔﻛرة ،وﯾﺳﻬل ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ،أﻣﺎ ﺗﻔﺳﯾر "روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ" ﻓﻬو ﻏﻧﻲ ﻋﻠﻰ أن ﯾوﺻف ،ﻓﻬو ﺑﺣر زاﺧر ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﻓﯾﻪ ﻏ ازرة ﻟﻠﻣﺎدة ،ﻓﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻣﺗﻌﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣرﻫﻘﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣث ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻛﯾف ﻻ وﻫو ﻣﺳرف وﻣطﻧب ﻓﻲ ذﻛر اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺧﻼﻓﯾﺔ وآراء اﻟدارﺳﯾن ﻣن ﻣﻔﺳرﯾن وﻟﻐوﯾﯾن،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﯾﺑذل ﺟﻬدا ﻣﺿﺎﻋﻔﺎ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻬدف اﻟذي ﯾﺑﺗﻐﯾﻪ ،وﻟﻛن ﻻ ﯾﺧﻠو ذﻟك ﻣن ﻟطﺎﻓﺔ ،و ﺗﺳﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن. أﻣﺎ اﻟﻛﺗب اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺑﺗﻧوع اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ داﺧل ﻫذا اﻟﺑﺣث ،ﻓﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﺗﺷﻌب ﻣﺻﺎدر ﻫذا اﻟﺑﺣث وﺗﺗﺳﻊ ،ﻓﻔﻲ أوﻟﻬﺎ :اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،ﺛم ﻛﺗب اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟﻠﻐﺔ واﻟﻣﻌﺎﺟم ،وﻟﯾس ﻛﻠﻬﺎ و إﻧﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﯾﺳر ﻟﻠﺑﺎﺣث ،ووﻗف ﻋﻠﯾﻪ، واﺳﺗطﺎع ﻣطﺎﻟﻌﺗﻪ. وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف ﻣن اﻟدراﺳﺔ ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ اﻧﺗﻬﺎج ﻣﻧﻬﺞ ﯾﺳﻬل اﻟﺑﺣث ،ﻓﻛﺎن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟذي ﯾﺻف اﻟظﺎﻫرة ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء آراء اﻷﻟوﺳﻲ ،و اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ،ﺛم ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل رﺑط ﺗﻠك اﻵراء ﺑﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻠﻐوي اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ، ﻟﺑﯾﺎن ﻣوﻗﻌﻬﺎ وأﺛرﻫﺎ اﻟﻠﻐوي وآراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣن ﻣﻔﺳرﯾن وﻟﻐوﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺎ أﻣﻛن. وﻗد ﺗطﻠب اﻟﺑﺣث أن ﺗﻛون ﺧطﺗﻪ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ ﺑﺣث ﻓﻲ ظواﻫر اﻟﻠﻐﺔ ،ﻓﻛﺎن ﻣﻛوﻧﺎ ﻣن ﻣﻘدﻣﺔ وﻣدﺧل وأرﺑﻌﺔ ﻓﺻول وﺧﺎﺗﻣﺔ. ﺗﺣدﺛت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻋن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ،وﺳﺑب اﺧﺗﯾﺎرﻩ وﻣﺻﺎدرﻩ وﻣﻧﻬﺟﻪ وﻛذا أﻗﺳﺎﻣﻪ ،أﻣﺎ اﻟﻣدﺧل ﻓﻘد ﻋﻧﻲ ﺑﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻠﻣﻔﺳر ،ﺑﺗﺗﺑﻊ ﻧﺷﺄﺗﻪ ،و اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻪ ﻣن ﻧﺳب وﻛﻧﯾﺔ ،وﺑﻌض ﻣﺷﺎﯾﺧﻪ ،وﺗﻼﻣذﺗﻪ وﻛذا رﺣﻼﺗﻪ وﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ. ﻛﻣﺎ ﺗﻌرض اﻟﻣدﺧل ﻟﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ وأﻫﻣﯾﺗﻪ واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻫم اﻵراء اﻟواردة. ﻓﯾﻪ ،ﺛم ﺗوزﻋت اﻟظواﻫر اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻول ،ﻓﺟﺎء اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﻌﻧوﻧﺎ ﺑـ :اﻟﻘراءات ج.
(7) ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﻘرآﻧﯾﺔ واﻟظواﻫر اﻟﺻوﺗﯾﺔ ،ﻓدرس اﻟﻘراءات اﻟﻘرآﻧﯾﺔ ﻣﺗﺷﻌب ﺻﻌب اﻟوﻟوج إﻟﯾﻪ ،وﻫو ﻋﻠم واﺳﻊ ﺟدا ﻟﻪ ﺟذورﻩ وآراء اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﯾﻪ ،وﻣﺎ ﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺗﻪ ﻓﯾﻪ ﻫو اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻪ ،وﺑﺄﻧواع. اﻟﻘراءات اﻟﻣﺗواﺗرة واﻟﺷﺎذة ،ﺛم رأي اﻷﻟوﺳﻲ وﻣوﻗﻔﻪ ﻣﻧﻪ ،ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻘراء آراﺋﻪ ﻣن ﺗﻔﺳﯾرﻩ. ﺛم رﺑطﻧﺎ اﻟظواﻫر اﻟﺻوﺗﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘراءات ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﻋﻠﺗﻬﺎ ،وﺗﻠك اﻟظواﻫر أداءات ﻟﻠﻬﺟﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وأوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟظواﻫر :ظﺎﻫرة اﻹدﻏﺎم وﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ اﻹظﻬﺎر ،ﻓﻛﺎن اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟظﺎﻫرة واﻫﺗﻣﺎم اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺑﻬﺎ ،ﺛم رأى اﻷﻟوﺳﻲ واﺳﺗﺧراج اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻣن ﺗﻔﺳﯾرﻩ روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ، وﻗد ﻗﺳﻣﻧﺎ اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ ﻋﻧﺻرﯾن :اﻹدﻏﺎم اﻟﻛﺑﯾر ،و اﻹدﻏﺎم اﻟﺻﻐﯾر ﺛم ﻛﺎن اﻟﻔﺗﺢ واﻹﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻛظﺎﻫرة أﺧرى ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻠﻬﺟﺎت ،ﻓﻛﺎن اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻬﺎ ،وذﻛر أﻧواﻋﻬﺎ ،ﺛم ﻧﻣﺎذج ﻟﻺﻣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ ،وﻗد ﻗﺳﻣت ذﻟك إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر، وﻫﻲ :اﻹﻣﺎﻟﺔ ﻓﻲ :اﻷﺳﻣﺎء ،و اﻷﻓﻌﺎل ،و أﺧﯾ ار اﻟﺣروف. أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻬو اﻹﺗﺑﺎع اﻟﺣرﻛﻲ اﻟذي ﯾﻣﺛل ظﺎﻫرة ﺻوﺗﯾﺔ ،وﻫو ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ وطﯾدة ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺻوﺗﻲ ،وﻫو ﻣوﺟود ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻷﻟوﺳﻲ ،ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺻﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﯾم ،وﻫو إﺗﺑﺎع اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺛﻼث ،اﻟﻔﺗﺣﺔ ،واﻟﻛﺳرة ،واﻟﺿﻣﺔ ،ﻓﻛﺎن إﺗﺑﺎع اﻟﻔﺗﺣﺔ اﻟﻔﺗﺣﺔ ،ﺛم إﺗﺑﺎع اﻟﻛﺳرة اﻟﻛﺳرة ،وأﺧﯾ ار إﺗﺑﺎع اﻟﺿﻣﺔ اﻟﺿﻣﺔ. أﻣﺎ اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺧﯾر ﻓﻬو اﻟﻬﻣز ،ﻓﻌﺎﻟﺟت ﻓﯾﻪ ﺗﻌرﯾف اﻟﻬﻣز ،وﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ وﻫو اﻟﺗﺧﻔﯾف ،ﺛم ﻋرﺿت إﻟﻰ أﻧواع اﻟﻬﻣز ﻓﻲ "روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ" ،وﻛﺎن ﻣﻘﺳﻣﺎ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن: اﻟﻬﻣز اﻟﻣﻔرد ،وﻓﯾﻪ : أ .ﻫﻣزة ﺑﯾن ﺑﯾن أو اﻟﺑﯾﻧﻧﺔ ،اﻟﺗﻲ اﻧﻘﺳﻣت –أﯾﺿﺎ -إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم ،وﻫﻲ:. اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ،واﻟﻣﻛﺳورة ،واﻟﻣﺿﻣوﻣﺔ.. ب .اﻟﺗﺧﻔﯾف ﺑﺎﻟﺣذف أو اﻟﻧﻘل ،وﻫو أن ﺗﺧﻔف ﺑﺣذف اﻟﻬﻣزة ،ﺛم ﺗﻧﻘل ﺣرﻛﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﺎﻛن ﻗﺑﻠﻬﺎ ،وذﻟك طﻠﺑﺎ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ،ﺛم درﺳت اﻟﻬﻣز اﻟﻣزدوج ،وﻣﺛﻠت ﻟﻪ ﺑﺄﻣﺛﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺳﯾر.. وﺗﻧﺎولاﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟظواﻫر اﻟﺻرﻓﯾﺔ ،ﻓﻛﺎن ﻣﻌﻧوﻧﺎ ﺑـ :دﻻﻟﺔ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ. روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،وﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺔ أن ﻗﻣت ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻠم اﻟﺻرف أو اﻟﺗﺻرﯾف ،ﺛم ﻋرﺿت. إﻟﻰ ﺑﻌض ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻋﻠم اﻟﺻرف ،ورأى اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﻛﺎﻧت اﻟﺑداﯾﺔ دراﺳﺔ ﻷﺑﻧﯾﺔ د.
(8) ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻷﻓﻌﺎل وﻗﺳﻣﺗﻪ إﻟﻰ :أﺑﻧﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﻲ اﻟﻣﺟرد ،ﺛم اﻟﺛﻼﺛﻲ اﻟﻣزﯾد ،ﺛم اﻟرﺑﺎﻋﻲ ،وﻣﻧﻪ اﻟﻣﺟرد واﻟﻣزﯾد. ﺛم ﺗﻧﺎوﻟت اﻷﺳﻣﺎء ،ﻓﻌرﻓت اﻻﺳم ،وﺗﻧﺎوﻟت أﻗﺳﺎﻣﻪ ،ﺛم ﻋرﺟت ﻷﻧواع اﻷﺳﻣﺎء ﻓﻲ روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ورأي اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﻛﺎﻧت أﺑﻧﯾﺗﻬﺎ ﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ اﻟﻣﺟردة ودﻻﻻﺗﻬﺎ ،ﺛم اﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟرﺑﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺟردة ودﻻﻻﺗﻬﺎ ،ﺛم ﺗﻧﺎوﻟت أﺑﻧﯾﺔ اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣزﯾدة ،وﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺟﻣوع اﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﺗﺑﻊ دﻻﻻﺗﻬﺎ .. أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻣوﺳوﻣﺎ ﺑـ :دﻻﻟﺔ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻓﻲ روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،وﺗﻧﺎوﻟت ﻓﯾﻪ. اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر ،ﻓﻣن ذﻟك اﻟﻧﺣو وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر ،وﺑﯾﻧت ﻓﯾﻪ رأى اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ ،ﺛم ﺗطرﻗت إﻟﻰ اﻷﺻول اﻟﻧﺣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻫﺎ اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﯾﺎن أﺣﻛﺎﻣﻪ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺳﻣﺎع ،اﻟﻘﯾﺎس ﺛم اﻟﻌﻠﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ. وﻗد اﺧﺗرت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺑﻌض اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻧﺣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻓﻛﺎن أوﻻ :اﻟﺿﻣﺎﺋر وﻣﺎ ﺗﻌود ﻋﻠﯾﻪ داﺧل اﻟﺳﯾﺎق ،وﻫﻲ اﻹﺣﺎﻻت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺿﻣﯾر داﺧل اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻧﺣوي وﺗﻌﻠﯾل اﻷﻟوﺳﻲ ﻟذﻟك ،ﺛم ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺗراﻛﯾب اﻟﻧﺣوﯾﺔ ودﻻﻟﺗﻬﺎ ﻓﻲ روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﺧﺗرت ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻧﺣوﯾﺔ ،ﻣن أﻣر وﺣﺎل ،ﺛم اﻟﻧﻬﻲ، ﻋﻧﺻر آﺧر وﻫو اﻟﺗﺿﻣﯾن اﻟﻧﺣوي ،ﻓﻌرﻓت اﻟﺗﺿﻣﯾن ا وأﺧﯾ ار اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ،وﺗﻧﺎوﻟت –أﯾﺿﺎ- وآراء اﻟﻌﻠﻣ ﺎء ﻓﯾﻪ ﻣن ﻣؤﯾد وﻣﻌﺎرض ،ﺛم رأي اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة واﺳﺗﺧراج أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻔﺳﯾر.. أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ،ﻓﻛﺎن ﻋن اﻟظواﻫر اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ ودﻻﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،ﺣﯾث. ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ اﻟﻛﻼم ﻋن اﻹﻋﺟﺎز اﻟﺑﻼﻏﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻋﻧد اﻷﻟوﺳﻲ ورأﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻹﻋﺟﺎز ،ﺛم ﺗطرﻗت إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻣﺟﺎز وﻣوﻗف اﻷﻟوﺳﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺑﺣث اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣﺟﺎزﯾﺔ وذﻟك ﻷن ﻟﻠﺑﻼﻏﺔ ﺻو ار ﻣﺟﺎزﯾﺔ ،وﻓﻧﯾﺎت ﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻌرﺿت ﻟﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟﺻور ،وﻗﺳﻣﺗﻬﺎ ﻛﻣﺎ وردت إﻟﻰ أﻗﺳﺎﻣﻬﺎ ،ﻓﻛﺎن ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ وأﺛرﻩ اﻟدﻻﻟﻲ ،وﻋﺎﻟﺟت ﻓﯾﻪ ﻋﻧﺻري اﻻﻟﺗﻔﺎت واﻟﻔﺻل واﻟوﺻل ،ﺛم ﺻور اﻟﺑﯾﺎن ،وﻣﻧﻬﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎرة واﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ،وﺳﻠﻛت ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﻬﻣﺎ ،ﺛم ﺑﯾﺎن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﺳﯾر ورأي اﻷﻟوﺳﻲ وﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﻠﺻورة ،و ﻛﺎن ﻟﻠﺑدﯾﻊ ﻣوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ،وﻛذا اﻟﻣﺷﺎﻛﻠﺔ اﻟﻠﻔظﯾﺔ واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ اﻟﻘرآﻧﯾﺔ .وأﻧﻬﯾت اﻟﺑﺣث ﺑﺧﺎﺗﻣﺔ ،ﺗﺿﻣﻧت ﻣﺎ ﺗوﺻل إﻟﯾﻪ اﻟﺑﺣث أﺛﻧﺎء اﻟدراﺳﺔ. ه.
(9) ﻣﻘﺪﻣﺔ وﻻ ﯾﺳﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻷﺧﯾر إﻻ أن أﺗﻘدم ﺑﻌظﯾم اﻟﺷﻛر واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻠﻣﺷرف ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺑﺣث اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور" :ﺑﻠﻘﺎﺳم دﻓﻪ" ،ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﻛﺑﯾر ﻓﺿل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺑﺣث ،ﻓﻘد ﺑذل ﺟﻬودا ﻟﺗﺻﺣﯾﺣﻪ ،وﺗﻘوﯾﻣﻪ ﻓﺑﺎرك اﷲ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻣﻪ وﺟﺎزاﻩ ﺟزاء اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن. إو ن ﻛﻧت ﻗد وﻓﻘت ﻓﻣن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻓﺿﻠﻪ ،و إن ﻛﺎﻧت اﻷﺧرى ﻓﺣﺳﺑﻲ أﺟر اﻻﺟﺗﻬﺎد ،ﻓﺎﷲ أﺳﺄل اﻟﺳداد واﻟﺗوﻓﯾق.. و.
(10) ﻧﺑذة ﻋن اﻷﻟوﺳﻲ وﺗﻔﺳﯾرﻩ روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ.
(11) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. أوﻻ :ﻛﻧﯾﺗـﻪ و ﻧﺳﺑـﻪ:. ﻫو أﺑو اﻟﺛﻧﺎء ،ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن ﻣﺣﻣود ﺑن ﻋﺑد اﷲ اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ أﻓﻧدي اﻷﻟوﺳﻲ اﻟﺑﻐدادي ،طود. اﻟﻌﻠم و ﻋﺿد اﻟدﯾن ،و ﻓﺣل اﻟﺑﻼﻏﺔ ،و أﻣﯾر اﻟﺑﯾﺎن ،و ﻋﯾن اﻷﻋﯾﺎن ،و إﻧﺳﺎن ﻋﯾن اﻟزﻣﺎن).(1 واﻷﻟوﺳﻲ ﻋﻠوي اﻟﻧﺳب ،ﻓﻬو ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻪ ﻧﺳﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﺳن و اﻟﺣﺳﯾن -رﺿﻲ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻧﻬﻣﺎ-. ،ﻓﻣن ﻗﺑل أﻣﻪ ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻪ اﻟﻧﺳب إﻟﻰ اﻟﺣﺳـن ﺑن ﻋﻠﻲ -رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ ، -و ﻣن ﻗﺑل أﺑﯾﻪ. إﻟﻰ اﻟﺣﺳﯾن ﺑن ﻋﻠﻲ -رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ.(2) -. أﻣﺎ ﻛﻧﯾﺗﻪ اﻷﻟوﺳﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌود إﻟﻰ "آﻟوس" و ﻫﻲ ﻣوﺿﻊ ﺑﺎﻟﻌراق ﻛﺎن ﻗد ﻫﺎﺟر إﻟﯾﻬﺎ. ﺑﻌض أﺟدادﻩ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ،و ﻫﻲ ﻗرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرات ﻗرب ﻋﺎﻧﺎت ،و اﻷﻟوﺳﯾون ﺳﺎدة أﺷراف ،. وﻫم – ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت ﻧﺳﺑﻬم -ﻣن أﺑﻌد اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﺎﺧر ﺑﺎﻻﻧﺗﺳﺎب).(3. و ﻗد ﺳﻣﻲ ﺑﺎﻷﻟوﺳﻲ اﻟﻛﺑﯾر ،ﻟﻠﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻪ و ﺑﯾن ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻟوﺳﯾﯾن اﻟذﯾن اﻧﺣدروا ﻣن ﻫذﻩ. اﻷﺳرة اﻟﻌرﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠم.. ﺛﺎﻧﯾـﺎ :ﻣوﻟـدﻩ و ﻧﺷﺄﺗـﻪ: وﻟد اﻵﻟوﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻛَرْخ ﺳﻧﺔ ﺳﺑﻊ ﻋﺷرة وﻣﺎﺋﺗﯾن ﺑﻌد اﻷﻟف ﻣن اﻟﻬﺟرة اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،. )1217ﻫـ() ،(4و ﻗد ﻛﺎﻧت وﻻدﺗﻪ ﻗﺑﯾل ﺻﻼة اﻟﺟﻣﻌﺔ ﻓﻲ اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر ﻣن ﺷﻌﺑﺎن).(5. ﻧﺷﺄ اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﯾت ﻋﻠم وﺟﺎﻩ ،و ﻗد ﻛﺎن -رﺣﻣﻪ اﷲ -ﺷﯾﺦ اﻟﻌﻠﻣﺎء ،و ﻣﻔﺳر. اﻟﻣﻔﺳرﯾن ،ﻓﻘد ﻋﻧﻲ واﻟدﻩ اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﷲ اﻷﻟوﺳﻲ ﺑﺗرﺑﯾﺗﻪ ،و ﻛﺎن واﻟدﻩ أول اﻟﺷﯾوخ اﻟذﯾن ﺗﺗﻠﻣذ ﻋﻠﻰ أﯾدﯾﻬم ،ﻟﻘد ﻗﺎم واﻟدﻩ ﺑﺗﻠﻘﯾﻧﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺣﻔظﻪ اﻷﺟروﻣﯾﺔ ،و أﻟﻔﯾﺔ اﺑن ﻣﺎﻟك ،وﻫو ﻻ ﯾزال ﻓﻲ ﺳن ﺻﻐﯾرة ،ﻓﻬو ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ﺑﻌد اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻋﻣرﻩ ،و ﻟﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﻌﺎﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ،أﺟﺎز ﻟﻪ واﻟدﻩ أن ﯾﺄﺧذ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻏﯾرﻩ ،ﻓﻛﺎن ﻟﻪ أن ﺗﺗﻠﻣذ ﻋﻠﻰ أﯾدي ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﯾوخ ،ﻓﺄﺧذ اﻟﻌﻠم ﻋن ﻓﺣول اﻟﻌﻠﻣﺎء ،وﻛﺎن واﻟدﻩ ﻛﻣﺎ ذﻛرت آﻧﻔﺎ أوﻟﻬم ﺛم ﻋﻠﻰ ﯾد ﺧﺎﻟد اﻟﻧﻘﺷﺑﻧدي ،وﻫو ﺷﯾﺦ ﻋﻼﻣﺔ، و ﻛذﻟك اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﺷواف ،واﻟﻌﻼﻣﺔ ﻣﺣﻣد أﻣﯾن اﻟﺣﻠﻲ ،و اﻟﺷﯾﺦ اﻟﺳﻠﻔﻲ اﻟﻣﺣدث ﻋﻠﻰ ) (1ﻣﺣﻣد ﺑﮭﺟت اﻷﺛري ،أﻋﻼم اﻟﻌراق،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﺳﻠﻔﯾﺔ) ،دط( 1343ھـ 1927 ،م ،ص .21 ) (2اﻷﻟوﺳﻲ ،اﻷﺟوﺑﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻋن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻼھورﯾﺔ ،ﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺑوﺷﻌﯾب اﻟﺑﺧﺎري ،دار اﺑن ﻋﻔﺎن ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ، اﻟﻘﺎھرة ،دار اﺑن اﻟﻘﯾم اﻟرﯾﺎض ،ط1428 1ھـ2007 ،م،ص .13 ) (3ﯾﺎﻗوت اﻟﺣﻣوي ،ﻣﻌﺟم اﻟﺑﻠدان.292/1 ، ) (4ﺣﺳﯾن اﻟذھﺑﻲ ،اﻟﺗﻔﺳﯾر و اﻟﻣﻔﺳرون ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣﺻﻌب ﺑن ﻋﻣﯾر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ1424 ،ھـ2004 ،م ،ص .250 ) (5اﻷﻟوﺳﻲ ،اﻷﺟوﺑﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ،ص .13 8.
(12) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. اﻟﺳوﯾدي اﻟذي ﺣﺎول ﺟﺎﻫدا أن ﯾﺄﺧذ ﻋﻧﻪ اﻟﻛﺛﯾر ،وﻛذا اﻷدﯾب ﻋﻼء اﻟدﯾن ﻋﻠﻲ اﻟﻣوﺻﻠﻲ ،وﻗد ﻛﺎن -رﺣﻣﻪ اﷲ -ﺣرﯾﺻﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗزادة ﻣن اﻟﻌﻠم ،ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ آﯾﺔ ﻣن آﯾﺎت اﷲ اﻟﻌظﺎم. وﻧﺎدرة ﻣن ﻧوادر اﻷﯾﺎم ،ﺟﻣﻊ ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﻌﻠوم ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻘول واﻟﻣﻌﻘول ،ﻓﻬﱠﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔروع واﻷﺻول ،ﻣﺣدﺛﺎً ﻻ ﯾﺟﺎرى ،وﻣﻔﺳ ار ﻟﻛﺗﺎب اﷲ ﻻ ﯾﺑﺎرى) ،(1ﻓﻘد ﻓﺳر آي اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﺗﻔﺳﯾ ار دﻻﻟﯾﺎ ،ﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟوﺟﻪ اﻟﻧﺣوي ،واﻟﺻوﺗﻲ،واﻟﺻرﻓﻲ.. ﺛﺎﻟﺛـﺎ :اﻟﺗدرﯾـس و ﺗﻘﻠﯾـد اﻟوظﺎﺋـف:. ﻧﺎل اﻷﻟوﺳﻲ إﺟﺎزﺗﻪ ﺑﻌد ﻛد وﺟﻬد ﻓﻲ طﻠب اﻟﻌﻠم ،و ﺳﻬر اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ ﻟﻼﺳﺗزادة ﻓﻘد ﻛﺎن. ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ُﯾﻧﺷد: ق ﯾـب ِﻋ َﻧـﺎ ِ ﺻ ِل ﻏﺎ ِﻧ َﯾـ ٍﺔ و ِط ِ ﻣـن َو ْ. اﻟﻌﻠوم أﻟَ ﱡذ ﻟـﻲ ِ ﺳ َﻬ ِـري ﻟﺗَ ْﻧ ِﻘﯾـﺢ َ. و ﻗد أﻋﺟب اﻟﺣﺎج ﻧﻌﻣﺎن اﻟﺑﺎﺟﻪ ﺟﻲ ﺑﺄﺑﻲ اﻟﺛﻧﺎء اﻷﻟوﺳﻲ ،ﻟذﻟك اﻗﺗرح ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻛون ﻣدرﺳﺎ ﻓﻲ ﻣدرﺳﺗﻪ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ ﻧﻬر اﻟﻣﻌﻠﻰ ،ﺑﺎﻟﻌراق اﺷﺗﻐل ﺑﺎﻟﺗدرﯾس و اﻟﺗﺄﻟﯾف و ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ﺛﻼث ﻋﺷرة ﺳﻧﺔ ،و ﻗد درس ﻓﻲ ﻋدة ﻣدارس أوﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ ﺧﺎﻟﻪ اﻟﺣﺎج ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح اﻟراوي ،ﺛم ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ اﻟﺣﺎج ﻧﻌﻣﺎن اﻟﺑﺎﺟﻪ ﺟﻲ، و اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ذات ﺗﻧظﯾم ،وﻣﺟﻬزة ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟﻪ اﻟطﻠﺑﺔ و ﯾرﯾﺣﻬم أﺛﻧﺎء اﻟدروس ،و ﻗد ﻧﺎل إﻋﺟﺎب اﻟواﻟﻲ آﻧذاك ﻋﻠﻰ ﺑﻐداد داود ﺑﺎﺷﺎ )1818م1831 -م( ،اﻟذي ﻋرف ﻗدر أﺑﻲ اﻟﺛﻧﺎء. وﻋﻠو ﻣرﻛزﻩ ﻟذا ﻟم ﯾﺻدق ﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﺣوﻟﻪ ﻣن وﺷﺎﯾﺎت.. ﻗﻠد اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد إﻓﺗﺎء اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ،ﻓﺷرع ﺑﺗدرﯾس ﺳﺎﺋر اﻟﻌﻠوم و ﻛﺎن ﻗﺑل ذﻟك ﻗد أﺟﺎزﻩ اﻟواﻟﻲ ﺑﺗوﻟﯾﺗﻪ أوﻗﺎف ﻣدرﺳﺔ ﻣرﺟﺎن ،وﻗد ﻗﺻدﻩ طﻼب اﻟﻌﻠم ﻣن أﻣﺎﻛن ﻛﺛﯾرة. وﺑﻌﯾدة،. إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺻب ﻟم ﺗﺷﻐﻠﻪ ﻋن اﻟﺗﺄﻟﯾف و ﺗدرﯾس اﻟﻌﻠوم ،و ﻗﺿﺎء ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻧﺎس. وﻗد ﻛﺎن -رﺣﻣﻪ اﷲ -ﻛﺛﯾر ﻣواﺳﺎة طﻠﺑﺗﻪ وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ،ﻓﻘد ﯾﻘﺗﺳم ﻣﻌﻬم اﻟﻣﺄﻛل ،. واﻟﻣﻠﺑس ﺣﺗﻰ ﺻﺎر ﻓﻲ اﻟﻌراق اﻟﻌﻠم اﻟﻣﻔرد ،واﻧﺗﻬت إﻟﯾﻪ اﻟرﯾﺎﺳﺔ ﻟﻣزﯾد ﻓﺿﻠﻪ اﻟذي ﻻ ) (1ﺣﺳﯾن اﻟذھﺑﻲ ،اﻟﺗﻔﺳﯾر و اﻟﻣﻔﺳرون.250 /1 ، 9.
(13) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. ﯾﺟﺣد،وﻛﺎن ﻧﺳﯾﺟﺎ وﺣدﻩ ﻓﻲ اﻟﻧﺛر و ﻗوة اﻟﺗﺣرﯾر ،و ﻏ ازرة اﻹﻣﻼء و ﺟزاﻟﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ،و ﻗد أﻣﻠﻰ ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﺧطب واﻟرﺳﺎﺋل و اﻟﻔﺗﺎوي و اﻟﻣﺳﺎﺋل ).(1. ﻛﺎن اﻷﻟوﺳﻲ -رﺣﻣﻪ اﷲ -ذا ﺣﺎﻓظﺔ ﻋﺟﯾﺑﺔ ،و ذاﻛرة ﻗوﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻘول ﻋن ﻧﻔﺳﻪ. :ﻣﺎ اﺳﺗودﻋت ذﻫﻧﻲ ﺷﯾﺋﺎ ﻓﺧﺎﻧﻧﻲ ،و ﻻ دﻋوت ﻓﻛري ﻟﻣﻌﺿﻠﺔ إﻻ و أﺟﺎﺑﻧﻲ).(2. ﻟم ﯾﻛن اﻷﻟوﺳﻲ ﯾﺗرك أﯾﺎ ﻣن ﻋﻠوم اﻟدﯾن دون أن ﯾﻘ أر ﻓﯾﻪ ،ﻓﻬو ﯾﺿﺣﻲ ﺑراﺣﺗﻪ ، وﺻﺣﺗﻪ طﻠﺑﺎ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ أﺷﻛل ﻣﻧﻪ ،و ﻛﺎﻧت ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﻓﻲ اﻻﻏﺗراف ﻣن ﻣﻌﯾن اﻟﻌﻠوم اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ، ﻓﻛﺎن ﻣﻌﻠﻣﺎ ﻻ ﯾﺟﺎرى ،ﺗﺗﻠﻣذ ﻋﻠﻰ ﯾدﯾﻪ اﻟﻛﺛﯾرون،و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻓﻘد ﻛﺎن -رﺣﻣﻪ اﷲ- ﻣن اﻟﻣﺗواﺿﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﺷدة ذﻛﺎﺋﻪ و ﺧﺑرﺗﻪ و ذاﻛرﺗﻪ اﻟﻘوﯾﺔ. ﺑﻌد ﻛل ﻫذا ﺗرك اﻷﻟوﺳﻲ ﻣﻧﺻب اﻹﻓﺗﺎء واﻫﺗم ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر ،ﻷن ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎﻧت ﺗﺗوق دوﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻟﯾف ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻊ اﻟﻧﺎس .ﻓﺎﻷﻟوﺳﻲ ﺷﯾﺦ اﻟﻣؤﻟﻔﯾن ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ ﻛﯾف ﻻ ،وﻗد ﻋﺎش ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻣﺔ اﻟﻌطﺎء اﻟﻌﻠﻣﻲ "اﻟﻌراق" ،ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻛن ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ﻧظﯾر ﻓﻲ ﺟﻼﻟﺔ ﻗدرﻫﺎ وﻓﺧﺎﻣﺔ أﻣرﻫﺎ. ﺗوﻓﻲ اﻷﻟوﺳﻲ أﺑو اﻟﺛﻧﺎء -رﺣﻣﻪ اﷲ -ﻓﻲ ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣس و اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ذي. اﻟﻘﻌدة ﺳﻧﺔ ﺳﺑﻌﯾن وﻣﺎﺋﺗﯾن ﺑﻌد اﻷﻟف ﻣن اﻟﻬﺟرة)1270ﻫـ( ،ودﻓن ﻓﻲ ﻣﻘﺑرة اﻟﺷﯾﺦ ﻣﻌروف. اﻟﻛرﺧﻲ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻛرخ ).(3رﺣﻣﻪ اﷲ رﺣﻣﺔ واﺳﻌﺔ.. راﺑﻌﺎ :رﺣـﻼﺗــﻪ: ﻫذﻩ اﻟرﺣﻼت ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ارﺗﺷﺎﻓﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠم ،رﻏم أن ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻷﺳﺑﺎب أﻣﻧﯾﺔ،. ﻛﺎﻧت طﻠﺑﺎ ﻣﻧﻪ ﻟراﺣﺔ اﻟﺑﺎل و اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟرﺣﻼت):(4. ﻧﺷوة اﻟﺷﻣول ﻓﻲ اﻟﺳﻔر إﻟﻰ اﺳﻼﻣﺑول ،و ﻧزﻫﺔ اﻷﻟﺑﺎب ﻓﻲ اﻟذﻫﺎب و اﻹﻗﺎﻣﺔ و اﻹﯾﺎب ،ﺗﻌرض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟرﺣﻼت إﻟﻰ ذﻛرﻩ أﺷﯾﺎﺧﻪ و ﻣﺎ ﻗرأﻩ ﻋﻠﯾﻬم و أﺧذ ﻣﻧﻬم ،و ﻛذﻟك ﻏراﺋب اﻻﻏﺗراب و ) (1ﺣﺳﯾن اﻟذھﺑﻲ ،اﻟﺗﻔﺳﯾر و اﻟﻣﻔﺳرﯾن ،ص .251 ) (2ﻧﻔﺳﮫ ،ص .251 ) (3ﻋﻣر رﺿﺎ ﻛﺣﺎﻟﺔ ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣؤﻟﻔﯾن ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ﺑﯾروت،ط 1993، 1م.1414 -ھـ.185/12 ، ) (4ﯾﻧظر :اﻟزرﻛﻠﻲ ،اﻷﻋﻼم .176 /1، 10.
(14) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. ﻧزﻫﺔ اﻷﻟﺑﺎب ،و ﻟﻪ ﻧﺷوة اﻟﻣدام ﻓﻲ اﻟﻌود إﻟﻰ دار اﻟﺳﻼم ،و ﻗد ذﻛر ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻔﺻﯾل رﺣﻠﺗﻪ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎﻧﺔ و ﻣن ﻟﻘﻲ ﻓﻲ ذﻫﺎﺑﻪ و إﯾﺎﺑﻪ ﻣن رﺟﺎل اﻟﻌﻠم و اﻷدب ،ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم ﻋﺎرف ﺣﻛﻣت ﺑك و ﻣﺎ ﺟرى ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.. ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﺑﻌض ﺷﯾوﺧﻪ و ﻣن ﺗﺗﻠﻣذ ﻋﻠﻰ ﯾدﯾﻬم:. أول ﻣن ﺗﺗﻠﻣذ اﻷﻟوﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﯾدﯾﻪ ﻫو واﻟدﻩ -رﺣﻣﻪ اﷲ -ﻋﺑد اﷲ اﻷﻟوﺳﻲ ،ﻓﻘد ﻧﺷﺄ. اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﯾت ﻋﻠم ،ﯾﻘﺻدﻩ اﻟطﻼب واﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣن ﻛل ﺻوب ،و ﻛﺎن واﻟدﻩ ﻋﻼﻣﺔ ﺷﯾﺧﺎ ﻓﻘﯾﻬﺎ و ﻣﺣدﺛﺎ ،و ﻣﻔﺳرا ،و ﻛذﻟك ﻣﻬﺗﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺣو و اﻟﺑﻼﻏﺔ و اﻟﺑﯾﺎن و ﻏﯾرﻫﺎ... ﺛم ﺗﺗﻠﻣذ ﻋﻠﻰ أﯾدي : ﻋﻠـﻲ اﻟﺳوﯾـدي اﻟﺑﻐـدادي )أﺑـو اﻟﻣﻌﺎﻟـﻲ( :وﻟد ﺑﺑﻐداد ،و ﺗوﻓﻲ ﺑدﻣﺷق 1237ﻫـ ،وﻫو ﻣﺣدث،و ﻣؤرخ ،ﻣﺗﻛﻠم ،و أدﯾب ،ﻧﺎظم وﻧﺎﺛر ،ﻣن ﺗﺻﺎﻧﯾﻔﻪ :اﻟﻌﻘد اﻟﺛﻣﯾن ﻣن ﺑﯾﺎن ﻣﺳﺎﺋل اﻟدﯾن ،ﺳﺑﺎﺋك اﻟذﻫب ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ أﻧﺳﺎب اﻟﻌرب ،ﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻐداد ﻓﻲ اﻟوﻗﺎﺋﻊ و ﺗراﺟم اﻟﻌﻠﻣﺎء ،و اﻟﻛوﻛب اﻟﻣﻧﯾر ﻓﻲ. ﺷرح اﻟﻣﻧﺎدي اﻟﺻﻐﯾر).(1. ﺧﺎﻟـد اﻟﻧﻘﺷﺑﻧـدي :ﺿﯾﺎء اﻟدﯾن،وﻫو ﺻوﻓﻲ وﻟد ﻓﻲ ﻗﺻﺑﻪ ﻗرﻩ طﺎغ ،و اﻟﻣﺷﻬور أﻧﻪ ﻣن ذرﯾﺔ ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﻋﻔﺎ ن ،ﻫﺎﺟر إﻟﻰ ﺑﻐداد ﻓﻲ ﺻﺑﺎﻩ ،و رﺣل إﻟﻰ اﻟﺷﺎم ﻓﻲ أﯾﺎم داوود ﺑﺎﺷﺎ )واﻟﻲ اﻟﻌراق( ﻣن ﻛﺗﺑﻪ " ﺷرح ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟﺣرﯾري" ﻟم ﯾﺗﻣﻪ ،و "ﺷرح اﻟﻌﻘﺎﺋد اﻟﻌﺿدﯾﺔ" ،ﺗوﻓﻲ ﺑﺎﻟطﺎﻋون ﻓﻲ دﻣﺷق ﺳﻧﺔ 1242ﻟﻠﻬﺟرة اﻟﻧﺑوﯾﺔ).(2. ﺳﺎدﺳﺎ :ﺑﻌـض ﺗﻼﻣذﺗـﻪ:. ﻛﺎن اﻷﻟوﺳﻲ ﻛﻣﺎ ذﻛرت ﺳﺎﺑﻘﺎ ﯾﺗﻘﺎﺳم اﻟﻣﺄﻛل و اﻟﻣﺷرب ﻣﻊ ﺗﻼﻣذﺗﻪ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻣﯾﺳور. اﻟﺣﺎل ،و ﻗد أﻏدق ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﻓﺿﻠﻪ ،و ﻗد ﺗﺗﻠﻣذ ﻋﻠﻰ ﯾدﯾﻪ: اﺑﻧـﻪ أﺑـو اﻟﺑرﻛـﺎت :و ﻫو ﻧﻌﻣﺎن ﺑن ﻣﺣﻣود ﺑن ﻋﺑد اﷲ أﺑو اﻟﺑرﻛﺎت اﻷﻟوﺳﻲ ،ﻣن أﻋﻼماﻷﺳرة اﻷﻟوﺳﯾﺔ ،وﻟد ﺳﻧﺔ 1252ﻫـ ،رﺣل إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎﻧﺔ ،و ﻟﻘب ﺑرﺋﯾس اﻟﻣدرﺳﯾن ،ﻟﻪ ﻛﺗﺎب. ) (1ﻋﻣر رﺿﺎ ﻛﺣﺎﻟﺔ ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣؤﻟﻔﯾن.200 /7 ، ) (2ﯾﻧظر ،اﻟزرﻛﻠﻲ ،اﻷﻋﻼم.294 /2 ، 11.
(15) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. "ﺟﻼء اﻟﻌﯾﻧﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻷﺣﻣدﯾن" و "اﻵﯾﺎت اﻟﺑﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺣﻛم ﺳﻣﺎع اﻷﻣوات ﻋﻧد اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ اﻟﺳﺎدات" ،ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ﺑﻐداد و دﻓن ﺑﻬﺎ ﺳﻧﺔ 1317ﻫـ ).(1. ﻋﺑـد اﻟﻔﺗـﺎح اﻟﺷـواف اﻟﺑﻐـدادي :أدﯾب و ﻧﺎﺛر ،ﻧﺎظم و ﻣؤرخ ،ﻣن ﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ " :ﺣدﯾﻘﺔ اﻟورد" ﻓﻲﻣداﺋﺢ ﺷﯾﺧﻪ أﺑﻲ اﻟﺛﻧﺎء ﺷﻬﺎب اﻟدﯾن اﻷﻟوﺳﻲ ،و ﻫو ﻓﻲ ﺟزﺋﯾن ،ﺗوﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1262ﻫـ).(2. ﺳﺎﺑﻌﺎ :ﻋﻘﯾدﺗـﻪ و ﻣذﻫﺑـﻪ اﻟﻔﻘﻬـﻲ:. إن اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻸﻟوﺳﻲ و ﺗﺻﻧﯾﻔﺎﺗﻪ ﯾﺟدﻩ ﻋﺎﻟﻣﺎ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻣذاﻫب ﻣطﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠل. واﻟﻧﺣل ،ﺳﻠﻔﻲ اﻻﻋﺗﻘﺎد ،ﺷﺎﻓﻌﻲ اﻟﻣذﻫب) ،(3ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﻔﻧد آراء اﻟﻣﻌﺗزﻟﺔ و اﻟﺷﯾﻌﺔ ،و ﻏﯾرﻫم ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﻣذاﻫب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻻﻋﺗﻘﺎدﻩ و ﻣذﻫﺑﻪ ،و ﻫو ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل ﯾﻘﻠد اﻹﻣﺎم أﺑﺎ ﺣﻧﯾﻔﺔ اﻟﻧﻌﻣﺎن ،إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ أﻣرﻩ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﺟﺗﻬﺎد. و ﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﺗﻔﻧﯾدﻩ ﻟﺗﻠك اﻵراء ﻗوﻟﻪ :ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :إِﻻﱠ َﻛﻣَﺎ َﯾﻘُو ُم اﻟﱠذِي َﯾﺗَ َﺧ ﱠﺑطُﻪُ َﺎن﴾ )اﻟﺑﻘرة، (275 ،ﻓﻲ ﻛﻼم طوﯾل ﺛم ﯾﻘول :و اﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﻠف و أﻫل اﻟﺳﻧﺔ أن ﻣﺎ دﻟت ﺷ ْﯾط ُ اﻟ ﱠ ﻋﻠﯾﻪ أﻣور ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﻗﻌﺔ ﻛﻣﺎ أﺧﺑر اﻟﺷرع ﻋﻧﻬﺎ و اﻟﺗزام ﺗﺄوﯾﻠﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﯾﺳﺗﻠزم ﺧﺑطﺎ طوﯾﻼ ﻻ ﯾﻣﯾل إﻟﯾﻪ إﻻ اﻟﻣﻌﺗزﻟﺔ و ﻣن ﺣذا ﺣذوﻫم ،و ﺑذﻟك و ﻧﺣوﻩ ﺧرﺟوا ﻋن ﻗواﻋد اﻟﺷرع اﻟﻘوﯾم ﻓﺎﺣذرﻫم. ﻗﺎﺗﻠﻬم اﷲ ،أﻧﻰ ﯾوﻓﻛون ).(4. و ﻫو ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻋﺗﻘﺎدﻩ اﻟﻣذﻫب اﻟﺳﻠﻔﻲ ،و ﺗﻔﻧﯾدﻩ اﻟﻣطﻠق و اﻟﺻﺎرخ ﻟﻠﻣذاﻫب اﻷﺧرى، و ﯾؤﯾد ﺳﻧﯾﺔ ﻣذﻫﺑﻪ اﻋﺗﻣﺎدﻩ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﻧﺑوﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻵﯾﺎت.... واﻟﻣؤﯾدة ﻟﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ ﯾﻘول :و ﻣن ﯾﺗﺑﻊ اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺷﻔوﯾﺔ ،وﺟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺎطﻌﺎ ﺑﺟواز وﻗوع ذﻟك ﻣن اﻟﺷﯾطﺎن ﺑل وﻗوﻋﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌل ،و ﺧﺑر "اﻟطﺎﻋون ﻣن وﺧز أﻋداﺋﻛم اﻟﺟن" ﺻرﯾﺢ ﻓﻲ ذﻟك، و ﻗد ﺣﻣﻠﻪ ﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺣﻣﻠﻧﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺧﺑط و اﻟﻣس،...،. ) (1اﻟزرﻛﻠﻲ ،اﻷﻋﻼم .42 /8 ، ) (2ﻧﻔﺳﮫ.36 /4 ، ) (3ﺣﺳﯾن اﻟذھﺑﻲ ،اﻟﺗﻔﺳﯾر و اﻟﻣﻔﺳرون.251/1 ، ) (4اﻷﻟوﺳﻲ ،روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ.80،81 / 3 ، 12.
(16) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. وﻫو ﺗﺣﻘﯾق ﺣﺳن ﻟم ﻧﺟدﻩ ﻟﻐﯾرﻩ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﻧﺟد ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻣس،ﻷﺣد ﺳواﻧﺎ ﻓﻠﯾﺣﻔظ )،(1 وﻫذا اﻟﻛﻼم ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻵﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻫو ﻛﻼم طوﯾل ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺳﻛﻪ ﺑرأي اﻟﺳﻠف. واﻟﺳﻧﺔ. اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،و ﻓﻲ آﺧر أﻣرﻩ ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﺟﺗﻬﺎد ،وﻫو واﺿﺢ ﻓﻲ ﻫذا و ﺻرﯾﺢ. أذﻛر اﻵن ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗدل أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻫﻪ و ﻣذﻫﺑﻪ اﻟﻌﻘدي ﯾﻘول ":ﺛم اﻋﻠم أن ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﻧﺎس ﺟﻌل اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻧﻘﻠﯾﺔ ﻣن اﻻﺳﺗواء و اﻟﯾد و اﻟﻘدم ،و اﻟﻧزول إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء اﻟدﻧﯾﺎ واﻟﺿﺣك و اﻟﺗﻌﺟب و أﻣﺛﺎﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻪ ،و ﻣذﻫب اﻟﺳﻠف ،و اﻷﺷﻌري -رﺣﻣﻪ اﷲ-. ﻣن أﻋﯾﺎﻧﻬم ،ﻛﻣﺎ أﺑﺎﻧت ﻋن ﺣﺎﻟﻪ اﻹﺑﺎﻧﺔ ،أﻧﻬﺎ ﺻﻔﺎت ﺛﺎﺑﺗﺔ وراء اﻟﻌﻘل ﻣﺎ ﻛﻠﻔﻧﺎ إﻻ اﻋﺗﻘﺎد ﺛﺑوﺗﻬﺎ. ﻣﻊ اﻋﺗﻘﺎد ﻋدم اﻟﺗﺟﺳﯾم و اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ﻟﺋﻼ ﯾﺿﺎد اﻟﻧﻘل اﻟﻌﻘل").(2. و ﯾﻘول ﻓﻲ ﻫﺎﻣش ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺣﺔ " :اﻹﺑﺎﻧﺔ اﺳم ﻛﺗﺎب ﻟﻺﻣﺎم اﻷﺷﻌري أﻟﻔﻪ ﻓﻲ آﺧر ﻋﻣرﻩ. ﻓﺟﻧﺢ ﻓﯾﻪ ﻟﻣذﻫب اﻟﺳﻠف ،وﻣذﻫب اﻟﺳﻠف ﻫو اﻷﻋﻠم و اﻷﺳﻠم ﻓﻌﻠﯾك ﺑﻪ" ).(3. إذاً اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻷﻟوﺳﻲ ذﻫب إﻟﻰ ﻣﺎ آل إﻟﯾﻪ اﻟﺳﻠف ،و ﺟﻣﻬور اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻧزﯾﻪ واﻟﺗﻔوﯾض ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺻﻔﺎت واﻷﺳﻣﺎء ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ و ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠوا ﻛﺑﯾ ار ،و ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ آﺧر ﻋﻧد ِﺎﻵ ِﺧ َرِة وَإِذَا ُذﻛ َِر ُون ﺑ ْ ُؤ ِﻣﻧ َ ِﯾن َﻻ ﯾ ْ ُوب اﻟﱠذ َ ﱠت ﻗُﻠ ُ ﺷ َﻣﺄَز ْ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :وَإِذَا ُذﻛ َِر اﻟﻠﱠ ُﻪ َو ْﺣ َدﻩُ ا ْ ون﴾ )اﻟزﻣر.، (45 ،ﯾﻘول ...:و ﻗد رأﯾﻧﺎ ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ْﺷ ُر َ ﺳﺗَﺑ ِ ِﯾن ﻣِن دُوِﻧ ِﻪ إِذَا ُﻫ ْم َﯾ ْ اﻟﱠذ َ ﻧﺣو ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ وﺻف اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺷرﻛﯾن ﯾﻬﺷون ﻟذﻛر أﻣوات ﯾﺳﺗﻐﯾﺛون ﺑﻬم، وﯾطﻠﺑون ﻣﻧﻬم ،وﯾطرﺑون ﻣن ﺳﻣﺎع ﺣﻛﺎﯾﺎت ﻛﺎذﺑﺔ ﻋﻧﻬم ﺗواﻓق ﻫواﻫم. واﻋﺗﻘﺎدﻫم ﻓﯾﻬم،. وﯾﻌظﻣون ﻣن ﯾﺣﻛﻲ ﻟﻬم ذﻟك ،و ﯾﻧﻘﺑﺿون ﻣن ذﻛر اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺣدﻩ ،و ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺑﺎﻟﺗﺻرف إﻟﯾﻪ ﻋز وﺟل ،و ﺳرد ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻣزﯾد ﻋظﻣﺗﻪ وﺟﻼﻟﻪ ،وﯾﻧﻔرون ﻣﻣن ﯾﻔﻌل ذﻟك ﻛل اﻟﻧﻔر وﯾﻧﺳﺑوﻧﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻛرﻩ ،و ﻗد ﻗﻠت ﯾوﻣﺎ ﻟرﺟل ﯾﺳﺗﻐﯾث ﻓﻲ ﺷدة ﺑﺑﻌض اﻷﻣوات و ﺳﺄَﻟَ َك ِﻋﺑَﺎدِي َﻋﻧﱢﻲ ﻓَِﺈﻧﱢﻲ ﯾﻧﺎدي :ﯾﺎ ﻓﻼن أﻏﺛﻧﻲ ،ﻓﻘﻠت ﻟﻪ :ﻗل ﯾﺎ اﷲ ﻓﻘد ﻗﺎل ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ﴿ :وَإِذَا َ َﺎن﴾ )اﻟﺑﻘرة (186 ،ﻓﻐﺿب ،وﺑﻠﻐﻧﻲ أﻧﻪ ﻗﺎل :ﻓﻼن ﻣﻧﻛر ﻋﻠﻰ ﱠاع إِذَا َدﻋ ِ ْوةَ اﻟد ِ ِﯾب َدﻋ َ ِﯾب أُﺟ ُ ﻗَر ٌ اﻷوﻟﯾﺎء ،وﺳﻣﻌت ﻋن ﺑﻌﺿﻬم أﻧﻪ ﻗﺎل :اﻟوﻟﻲ أﺳرع إﺟﺎﺑﺔ ﻣن اﷲ ﻋز وﺟل ،و ﻫذا ﻣن اﻟﻛﻔر ﺑﻣﻛﺎن ﻧﺳﺄل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﻌﺻﻣﻧﺎ ﻣن اﻟزﯾﻎ و اﻟطﻐﯾﺎن).(4. ) (1روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻰ.81/3 ، ) (2ﻧﻔﺳﮫ .142 /3، ) (3ﻧﻔﺳﮫ .142 / 3، ) (4اﻟﺳﺎﺑق .17 /24، 13.
(17) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ ﺛﺎﻣﻧﺎ :ﻣؤﻟﻔﺎﺗـﻪ:. ﻟﻸﻟوﺳﻲ -رﺣﻣﻪ اﷲ -ﻣؤﻟﻔﺎت ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ و اﻷدب و اﻟﻠﻐﺔ ،ﻛﻠﻬﺎ ذات ﻗﯾﻣﺔ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻛن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ،ﻓﻣؤﻟﻔﺎﺗﻪ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺗﻌد وﺛﯾﻘﺔ ﻟﻠﺗﺄرﯾﺦ ،و ﻣرﺟﻊ ﻫﺎم ،و اﻷدﺑﯾﺔ ﺗؤرخ ﻟﻔﺗرة ازدﻫرت ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌراق ،ﻓﺎﻷﻟوﺳﻲ ﯾﻣﺛل ﺑﻼ ﻣﻧﺎزع ﻋﺻر اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌراق ،ﻓﻘد ﻗﯾل :إن اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻌراق ﯾﺟب أن ﯾﺳﻣﻰ ﻋﺻر اﻷﻟوﺳﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻛﺎن اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﺿﻲء ﻓﻲ ﻛل اﺗﺟﺎﻩ ﺣﯾث رﻓﻊ اﻷﺳﻠوب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﺗﺄﻟﯾﻔﻪ اﻟﻣﺗﺷﻌب ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﻔﻘﻪ ،و اﻟﺗﻔﺳﯾر ،و اﻟﺗﺄرﯾﺦ ،ﻓﻛﺎن أﺳﺗﺎذا ﻛﺑﯾ ار ﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻟﯾف. )(1. و أذﻛر ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣؤﻟﻔﺎت: ﺗﻔﺳﯾـرﻩ اﻟﻣﺷﻬـور ﻣﻌﻧون ﺑـ" :روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻌظﯾم و اﻟﺳﺑﻊ اﻟﻣﺛﺎﻧﻲ" :و ﻫواﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻدد دراﺳﺗﻪ ﻟﻐوﯾﺎ ،و ﺳوف ﻧﻌرض ﺑﻌد ﻫذا إﻟﻰ اﻟﻛﻼم ﻋﻧﻪ.. -اﻷﺟوﺑـﺔ اﻟﻌراﻗﯾـﺔ ﻋـن اﻷﺳﺋﻠـﺔ اﻟﻼﻫورﯾـﺔ :إن اﻟداﻋﻲ إﻟﻰ ﺗﺄﻟﯾف ﻫذﻩ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻫو ورود. رﺳﺎﻟﺔ ﻣن ﺑﻼد»ﻻﻫور« ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﻋﻠﻣﺎء ﺑﻐداد ﺗطﻠب ﻣﻧﻬم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳؤال ﺣول ﺟﻣﺎﻋﺔ ظﻬروا ﻓﻲ ﺑﻼد ﻻﻫور ﯾزﻋﻣون أﻧﻬم ﻣن أﻫل اﻟﺳﻧﺔ ،ﯾﺳﺑون اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑن أﺑﻲ. ﺳﻔﯾﺎن -رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ، -ﻓﻌرﺿﻬﺎ واﻟﻲ ﺑﻐداد ﺣﯾﻧذاك ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻋﻠﻣﺎء ﻋﺻرﻩ ﻓﺄﺟﺎﺑوا ﺑﻣﺎ. أﺟﺎﺑوا،وﻛﺄن اﻟواﻟﻲ رأى أن اﻟﺟواب ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون أﻗوى ،و أﺣﺳن ﻣﻣﺎ ﻛﺗب ﻫؤﻻء ﻓﺄﻣر اﻷﻟوﺳﻲ ﺑﺎﻟﺟواب ،ﻓﺎﻣﺗﺛل اﻷﻟوﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻧﺷﻐﺎﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر).(2. اﻷﺟوﺑﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻋن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻹﯾراﻧﯾﺔ ،ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﺋل ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﺗﻔﺳﯾر و اﻟﻠﻐﺔواﻟﻣﻧطق. ﻏراﺋب اﻻﻏﺗراب و ﻧزﻫﺔ اﻷﻟﺑﺎب ﻓﻲ اﻟذﻫﺎب و اﻹﻗﺎﻣﺔ و اﻹﯾﺎب :و ﻫو ﻛﺗﺎب ﻓﻲ رﺣﻼﺗﻪ،وﻓﻲ أﺑﺣﺎﺛﻪ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و اﻷدﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻪ و ﺑﯾن اﻟﺷﯾﺦ ﻋﺎرف ﺣﻛﻣت ﻓﻲ اﺳطﻧﺑول. ﻧﺷوة اﻟﺷﻣول ﻓﻲ اﻟﺳﻔر إﻟﻰ اﺳﻼﻣﺑول :و ﻫﻲ وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ و ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻷﻧﻪ دون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎرآﻩ ﻣن ﻣدن ،و ﻣﺎ ﺻﺎدﻓﻪ ﻣن أﺷﺧﺎص ﻓﻲ رﺣﻠﺗﻪ ﻫذﻩ.. -ﻧﺷوة اﻟﻣدام ﻓﻲ اﻟﻌودة إﻟﻰ دار اﻟﺳﻼم.. ﺗﺷﻬﻲ اﻟﻧﻐم ﻓﻲ ﺗرﺟﻣﺔ ﺷﯾﺦ اﻹﺳﻼم و وﻟﻲ اﻟﻧﻌم.) (1ﻋﺑﺎس اﻟﻌزاوي ،ذﻛرى أﺑﻲ اﻟﺛﻧﺎء اﻷﻟوﺳﻲ ،ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة و اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﺑﻐداد ،1958ص 60 ) (2اﻷﻟوﺳﻲ ،اﻷﺟوﺑﺔ اﻟﻌراﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻼھورﯾﺔ ،ﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺑوﺷﻌﯾب اﻟﺑﺧﺎري ، ،ص .23 14.
(18) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. اﻟﺟرﯾدة اﻟﻐﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ :و ﻫﻲ ﻗﺻﯾدة ﻓﻲ ﻣدح اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ -رﺿﻲ اﷲﻋﻧﻪ ، -و ﻗد ﻗﺎم ﺑﺷرﺣﻬﺎ.. -اﻟطراز اﻟﻣذﻫب ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺻﯾدة اﻟﺑﺎز اﻷﺷﻬب.. اﻟﻔﯾض اﻟوارد ﻋﻠﻰ روﺿﺔ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺷﯾﺦ ﺧﺎﻟد :و ﻫﻲ ﻗﺻﯾدة ﻓﻲ رﺛﺎء اﻟﺷﯾﺦ ﺧﺎﻟداﻟﻧﻘﺷﺑﻧدﻧﻲ ،و ﻗد ﺗوﻟﻰ اﻷﻟوﺳﻲ ﺷرح ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﯾدة ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻋن ﻗدرﺗﻪ اﻟﻠﻐوﯾﺔ و ﻣﺎدﺗﻪ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ.. ﻛﺷف اﻟطرة ﻋن اﻟﻐرة :و ﻫو ﻛﺗﺎب ﺷرح ﻓﯾﻪ درة اﻟﻐوص ﻟﻠﺣرﯾري و ﺣﺎول ﻓﯾﻪ ﺗﺻﺣﯾﺢأﻏﻼط اﻟﻠﻐوﯾﯾن.. ﺣﺎﺷﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرح اﻟﻘطر ﻻﺑن ﻫﺷﺎم :ﻟم ﯾﻛﻣﻠﻬﺎ ،و ﻗد ﻛﺎﻧت ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﺗدرﯾس ،ﻛﺎﻧت ﻣﺣﺎوﻟﺔﻟﺗوﺿﯾﺢ ﺑﻌض اﻵراء اﻟﻧﺣوﯾﺔ ،ﻟذﻟك أﺗﻣﻬﺎ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﻪ اﺑﻧﻪ ﻧﻌﻣﺎن اﻷﻟوﺳﻲ. ﺑﻠوغ اﻟﻣرام ﻣن ﺣل ﻛﻼم اﺑن ﻋﺻﺎم :ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺑﻼﻏﺔ ،و ﻫﻲ ﺷرح ﻟﻛﺗﺎب ) ﺑﻠوغ اﻵرابﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﺳﺗﻌﺎرات اﻟﻌرب( ﻟﻌﺑد اﻟﻣﻠك ﺑن ﻋﺻﺎم.. ﺷرح ﺳﻠم اﻟﻌروج ،ﻫوﻛﺗﺎب ﻓﻲ اﻟﻣﻧطق ،و ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻓﻘد ،ﻛﻣﺎ أﺷﺎر ﻟذﻟك اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣدﺣﺳﯾن اﻟذﻫﺑﻲ. )(1. ﺳﻔرة اﻟﺟﻬﺎد :دﻋﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إﻟﻰ اﻟﯾﻘظﺔ ﻋﻠﻣﯾﺎ ،و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،وﻋﺳﻛرﯾﺎ، ﺳُﻔرة اﻟزاد ﻟ َوأﻋﻠن أن اﻟﺟﻬﺎد ﻓرﯾﺿﺔ أﻣﺎم اﻋﺗداءات اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر.. اﻟﺑﯾﺎن :ﺷرح اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ إطﺎﻋﺔ اﻟﺳﻠطﺎن. -اﻟﻧﻔﺣﺎت اﻟﻘدﺳﯾﺔ.. -ﺣﺎﺷﯾﺔ اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر أﺑﻲ ﻓﺗﺢ.. اﻟﻔواﺋد اﻟﺳﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم آداب اﻟﺑﺣث. -رﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎد.. ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺳﻼﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺑﺎﺣث اﻹﻣﺎﻣﺔ ،و ﻟم ﯾﺗﻣﻪ. -اﻟﻣﻘﺎﻣﺎت اﻷﻟوﺳﯾﺔ.. ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﻸﻟوﺳﻲ ﻣﺟﻠس أدﺑﻲ ﺣﺎﻓل ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟرﺻﺎﻓﺔ ،ﯾرﺗﺎدﻩ رواد اﻟﻌﻠم و اﻟﻣﻌرﻓﺔ. واﻷدب ،ﻣن ﻫؤﻻء اﻟﺷﻌراء ﻣﻣن ﺷرح اﻷﻟوﺳﻲ ﻗﺻﺎﺋدﻫم أﻣﺛﺎل ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻣري، ) (1ﯾﻧظر :ﺣﺳﯾن اﻟذھﺑﻲ ،اﻟﺗﻔﺳﯾر و اﻟﻣﻔﺳرون ،ص .251 15.
(19) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. وﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻣﯾﻣﻲ ،و ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻷدﺑﺎء ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻓل ﻫﻲ ﻋﺟﻠﺔ اﻟدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ و اﻟﻔﻛرﯾﺔ. أﺣﺎول اﻵن اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻣدوﻧﺔ :. -1اﻟﺗﻌرﯾـف ﺑﺗﻔﺳﯾـر روح اﻟﻣﻌﺎﻧـﻲ:. ﻟﻣﺎ ﺗرك اﻷﻟوﺳﻲ ﻣﻧﺻب اﻹﻓﺗﺎء ﺑﺎﻟﻌراق،ﺗﻔرغ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،و ﻛﺎن ذﻟك رﻏﺑﺔ. ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﻬم ﻛﺗﺎب اﷲ ،و ﻗد ﺗﻌﻠﻘت ﻧﻔﺳﻪ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ إﺗﻣﺎﻣﻪ ،و ﻗد ذﻛر رﺣﻣﻪ اﷲ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﺗﻔﺳﯾرﻩ أﻧﻪ ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟﺻﻐر ﻟم ﯾزل ﻣﺗطﻠﺑﺎ ﻟذﻟك ﯾﻘول :و إﻧﻲ ،و ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻣﻧﺔ ،ﻣﻧذ ﻣﯾطت ﻋﻧﻲ اﻟﺗﻣﺎﺋم ،و ﻧﯾطت ﻋﻠﻰ رأﺳﻲ اﻟﻌﻣﺎﺋم ﻟم أزل ﻣﺗطﻠﺑﺎ ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف ﺳرﻩ اﻟﻣﻛﺗوم ،ﻣﺗرﻗﺑﺎ ﻻرﺗﺷﺎف رﺣﯾﻘﻪ اﻟﻣﺧﺗوم ،طﺎﻟﻣﺎ ﻓرﻗت ﻧوﻣﻲ ﻟﺟﻣﻊ ﺷواردﻩ ،و ﻓﺎرﻗت ﻗوﻣﻲ ﻟوﺻﺎل ﺧ ار ﺋدﻩ ،ﻓﻠو رأﯾﺗﻧﻲ و أﻧﺎ أﺻﺎﻓﺢ ﺑﺎﻟﺟﺑﯾن ﺻﻔﺣﺎت اﻟﻛﺗﺎب ﻣن اﻟﺳﻬر ،و أطﺎﻟﻊ -أن أﻋوز اﻟﺷﻣﻊ ﯾوﻣﺎ-. ﻋﻠﻰ ﻧور اﻟﻘﻣر ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن ﻟﯾﺎل اﻟﺷﻬر ،وأﻣﺛﺎﻟﻲ إذ ذاك ﯾرﻓﻠون ﻓﻲ ﻣطﺎرف اﻟﻠﻬو ،وﯾرﻓﻠون. ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن اﻟزﻫو ،ﯾؤﺛرون ﻣﺳرات اﻷﺷﺑﺎح ،ﻋﻠﻰ ﻟذات اﻷرواح ،و ﯾﻧﻬﺑون ﻧﻔﺎﺋس اﻷوﻗﺎت، ﻛﻧﻬب ﺧﺳﺎﺋس اﻟﺷﻬوات ،و أﻧﺎ ﻣﻊ ﺣداﺛﺔ ﺳﻧﻲ ،و ﺿﯾق ﻋظﻣﻲ ،ﻻ ﺗﻐرﻧﻲ ﺣﺎﻟﻬم.... )(1. إﻟﻰ آﺧر اﻟﻛﻼم ،و ﻫو ﺣدﯾث طوﯾل و ﻣطول ﻋن اﺗﺻﺎل ﻧﻔس اﻟﻣؤﻟف و ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﻟﻣﺎ ﺷرع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ﯾﻘوم ﻣن ﻧوﻣﻪ و ﯾﺗرك ﻓ ارﺷﻪ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧطر ﺑذﻫﻧﻪ ﻣﻌﻧﻰ ﺟدﯾدا ﻟم ﯾذﻛرﻩ اﻟﻣﻔﺳرون اﻟﺳﺎﺑﻘون ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻻ ﯾﻬدأ ﻟﻪ ﺑﺎل ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺟل ﺧواطرﻩ ﻓﻲ ﻛ اررﯾﺳﻪ ،و ﺣﯾﻧذاك ﯾﻌود إﻟﯾﻪ اﻟﻬدوء و اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻓﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﻠﻧوم ،و ﯾزول ﻋﻧﻪ اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر. و ﻗد ذﻛر ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ ﻛﺗﺎﺑﻪ –أﯾﺿﺎ -ﺳﺑب ﺗﺄﻟﯾﻔﻪ ﻟﻬذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﯾﻘول :وﻛﺎﻧت ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ. ﺗﺣدﺛﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ﻧﻔﺳﻲ ،أن أﺣﺑس ﻓﻲ ﻗﻔص اﻟﺗﺣ رﯾر ﻣﺎ أﺻطﺎدﻩ اﻟذﻫن ﺑﺷﺑﻛﺔ اﻟﻔﻛر،. أو اﺧﺗطﻔﻪ ﺑﺎن اﻹﻟﻬﺎم ﻓﻲ ﺟو ﺣدﺳﻲ ،ﻓﺄﺗﻌﻠل ﺗﺎرة ﺑﺗﺷوﯾش اﻟﺑﺎل ﺑﺿﯾق اﻟﺣﺎل ،و أﺧرى ﺑﻔرط اﻟﻣﻼل ﻟ ﺳﻌﺔ اﻟﻣﺟﺎل ،إﻟﻰ أن رأﯾت ﻓﻲ ﺑﻌض أﯾﺎم اﻟﺟﻣﻌﺔ ،ﻣن رﺟب اﻷﺻم ﺳﻧﺔ اﻷﻟف واﻟﻣﺋﺗﯾن و اﻻﺛﻧﺗﯾن و اﻟﺧﻣﺳﯾن ﺑﻌد ﻫﺟرة اﻟﻧﺑﻲ -ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ و ﺳﻠم -رؤﯾﺔ ﻻ أﻋدﻫﺎ أﺿﻐﺎث أﺣﻼم ،وﻻ أﺣﺳﺑﻬﺎ ﺧﯾﺎﻻت أوﻫﺎم ،أن اﷲ ﺟل ﺷﺄﻧﻪ وﻋظم ﺳﻠطﺎﻧﻪ ،أﻣرﻧﻲ ﺑطﻲ. ) (1ﯾﻧظر:اﻷﻟوﺳﻲ ،روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ،11،10/1 ،ﻣن ﺧطﺑﮫ اﻟﻣؤﻟف. 16.
(20) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. اﻟﺳﻣﺎوات واﻷرض ،و رﺗق ﻓﺗﻘﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطول واﻟﻌرض ،ﻓرﻓﻌت ﯾدا إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ،و ﺧﻔظت اﻷﺧرى إﻟﻰ ﻣﺳﺗﻘر اﻟﻣﺎء ،ﺛم اﻧﺗﺑﻬت ﻣن ﻧوﻣﺗﻲ ،و أﻧﺎ ﻣﺳﺗﻌظم رؤﯾﺗﻲ ،ﻓﺟﻌﻠت أﻓﺗش ﻟﻬﺎ ﻋن ﺗﻌﺑﯾر ﻓرأﯾت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻛﺗب أﻧﻬﺎ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗﺄﻟﯾف ﺗﻔﺳﯾر ،ﻓرددت ﺣﯾﻧﺋذ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﺗﻌﻠﻠﻬﺎ اﻟﻘدﯾم ،و ﺷرﻋت ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻌظﯾم ...و ﻛﺎن اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻠﯾﻠﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﺷﻌﺑﺎن اﻟﻣﺑﺎرك ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣذﻛورة. )(1. ﻟﻘد ﺷرع اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﯾف ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﻣن ﺷﻬر ﺷﻌﺑﺎن ﺳﻧﺔ اﺛﻧﺗﯾن و ﺧﻣﺳﯾن وﻣﺎﺋﺗﯾن ﺑﻌد اﻷﻟف ﻣن اﻟﻬﺟرة1252 )،ﻫـ( ،و ﻗد ذﻛر أﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣود ﺧﺎن ﺑن اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﺧﺎن ﻟﻛن اﻷﻟوﺳﻲ ﺑﻌد إﺗﻣﺎﻣﻪ ﻟﺗﻔﺳﯾرﻩ ﺟﻌل ﯾﻔﻛر ﻓﻲ اﺳم ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻪ ،ﻓﻠم ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ اﺳم ﺗﻬش ﻟﻪ اﻟﺿﻣﺎﺋر و ﺗﺑﺗش ﻣن ﺳﻣﺎﻋﻪ اﻟﺧواطر ﻓﻌرض اﻷﻣر ﻋﻠﻰ وزﯾر ﻣن اﻟوزراء ﻋﻠﻰ رﺿﺎ ﺑﺎﺷﺎ ،ﻓﺳﻣﺎﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور :روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻌظﯾم و اﻟﺳﺑﻊ اﻟﻣﺛﺎﻧﻲ ،و ﻗد أُﻋﺟب اﻷﻟوﺳﻲ ﺑﻬذا اﻻﺳم. وﻗد ذﻛروا أن ﺳﻠوﻛﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻫذا ﻛﺎن أﻣ ار ﻋظﯾﻣﺎ ،و ﺳ ار ﻣن اﻷﺳرار ﻏرﯾﺑﺎ ،ﻓﺈن ﻧﻬﺎرﻩ ﻛﺎن ﻟﻺﻓﺗﺎء ،و اﻟﺗدرﯾس ،و أول ﻟﯾﻠﻪ ﻛﺎن ﻟﻣﻧﺎدﻣﺔ ﻣﺳﺗﻔﯾد و ﺟﻠﯾس ،ﻓﯾﻛﺗب أواﺧر اﻟﻠﯾل ﻣﻧﻪ ورﻗﺎت ،ﻓﯾﻌطﯾﻬﺎ ﺻﺑﺎﺣﺎ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟذﯾن وظﻔﻬم ﻓﻲ دارﻩ ﻓﻼ ﯾﻛﻣﻠوﻧﻬﺎ ﺗﺑﯾﯾﺿﺎ إﻻ ﻓﻲ ﻧﺣو ﻋﺷر ﺳﺎﻋﺎت. )(2. -2اﻟﻘﺿﺎﯾـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗطرق إﻟﯾﻬـﺎ اﻷﻟوﺳـﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾـرﻩ:. إن ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﺑﺷﻬﺎدة اﻟﻛﺛﯾرﯾن ذو ﻗﯾﻣﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﻛﺗب اﻟﺗﻔﺳﯾر،وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻛون. ﻣؤﻟﻔﻪ رﺣﻣﻪ اﷲ ﻗد ﺑذل ﻣﺟﻬودﻩ ﺣﺗﻰ أﺧرﺟﻪ ﻟﻠﻧﺎس ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺟﺎﻣﻌﺎ ﻵراء اﻟﺳﻠف رواﯾﺔ و دراﯾﺔ، ﻣﺷﺗﻣﻼ ﻋﻠﻰ أﻗوال اﻟﺧﻠف ﺑﻛل أﻣﺎﻧﺔ وﻋﻧﺎﯾﺔ ،ﻓﻬو ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻛل ﻣﺎ ﺳﺑﻘﻪ ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺳﯾر. )(3. و ﻫو ﻻ ﯾﻧﻘل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺎﺳﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﺑل ﻛﺎن ﯾﺟﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺗﺑﻪ ﻏﯾرﻩ ،و ﯾﻧﻘﯾﻬﺎ ﻣن ﻛل ﺷﺎﺋﺑﺔ ﻗد ﻋﻠﻘت ﺑذاك اﻟﺗﻔﺳﯾر أو ﻏﯾرﻩ ﺛم ﯾﺧرﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺔ ﻧﻘﯾﺔ و ﺟﻠﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻓﻲ أﺳﻠوب ﺟذاب ،و ﻫو ﯾﺣﺎول اﻟﺗﻣﺣﯾص و إﻋطﺎء آراء ﻟﻠﻣﻔﺳرﯾن اﻵﺧرﯾن و ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟرأي ﺑﺎﻵﺧر ،ﺣﺗﻰ ) (1روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ.12،11 /1 ، ) (2ﺣﺳﯾن اﻟذھﺑﻲ ،اﻟﺗﻔﺳﯾر و اﻟﻣﻔﺳرون252 /1 ، ) (3ﻧﻔﺳﮫ.253 /1 ، 17.
(21) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. ﯾﺻل إﻟﻰ ﺗﺧرﯾﺞ ﺻرﯾﺢ ،و ﯾﺣﺎول ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﺎﯾﯾن أن ﯾﺟﺗﻬد ﺑرأﯾﻪ ،و إن ﻟم ﯾﻌﺟﺑﻪ ﺗﺧرﯾﺞ ﻏﯾرﻩ ﻗﺎم ﺑﺗﻐﻠﯾطﻪ ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﻣﻊ اﻟﻛﺛﯾرﯾن ،و ﻟدﯾﻪ أﻟﻔﺎظﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﺛل :و أظﻧﻪ ﻗد أﺻﺎب اﻟﻐرض ،إن ﻛﺎن اﻟرأي ﺻﺎﺋﺑﺎ ،ﻻ ﺗﻬوﻟﻧك ﺟﻌﺟﻌﺔ اﻟزﻣﺧﺷري و ﻗﻌﻘﻌﺗﻪ. و ﯾﺳﯾر اﻟﻣﺻﻧف ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ -ﻛﺷﺄن أﻫل اﻟﺗﻔﺳﯾر -ﻣن ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرآن إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ ﻣﺗﻧﺎوﻻ ﻛل. آﯾﺔ ،و ﻣﺗﻌرﺿﺎ ﻟﻛل ﻟﻔظﺔ ،ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻧﺣوي واﺳﻊ ،ﯾﻛﺎد ﯾﺧرج ﺑﻪ ﻋن ﻛوﻧﻪ ﻛﺗﺎب ﺗﻔﺳﯾر ،وﻣﻧﻬﺟﻪ – ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ -أﻗرب اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ إﻟﻰ ﻣﻧﻬﺞ أﺑﻲ ﺣﯾﺎن اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ اﻟﺷﻬﯾر )اﻟﺑﺣر. اﻟﻣﺣﯾط().(1. و ﯾﻣﻛن أن ﻧﻠﺧص ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:. أوﻻ :اﻹﻛﺛـﺎر ﻣـن ﻣﺳﺎﺋـل اﻟﻧﺣـو و اﻹﻋـراب:. و اﻟﺗﺧرﯾﺟﺎت ﻟﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻧﺣوﯾﺔ و اﻟﺷواﻫد ،و ﻗد ﻏﻠب ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣذﻫب اﻟﺑﺻري. وﻻ ﺣﺻر ﻟﻠﺷواﻫد ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ اﻟﺿﺧم و اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ،ﻓﻣﻧﻬﺎ: ﻋﻧد ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿ :ﻫَﺎأَﻧﺗُ ْم أُوْﻻء ﺗُ ِﺣﺑﱡوَﻧ ُﻬ ْم َوﻻَ ﯾُ ِﺣﺑﱡوَﻧ ُﻛ ْم﴾ )آل ﻋﻣران(119 ، ﯾﻘول ﺑﻌد ﻛﻼم ﻣطول و ﺷرح ﻣﻔﺻل..." :و ﻻ ﯾﺧﻔﻰ أن ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺑﺻرﯾون ﻫو اﻟظﺎﻫر ﻣن ﻛﻼم اﻟﻌرب ﻷﻧﻬم ﻗﺎﻟوا :ﻫﺎ أﻧت ذا ﻗﺎﺋﻣﺎ ،ﻓﺻرﺣوا ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،و إن ﻛﺎن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﺑﺎر ﺑﺎﻟﺣﺎل ﻷﻧﻪ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻻﺳﺗﺑﻌﺎد ،و ﻣدﻟول اﻟﺿﻣﯾر و اﺳم اﻹﺷﺎرة ﻣﺗﺣد".... )(2. واﻟﺷواﻫد اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﻛﺛﯾرة وﻣﺳﺗطردة ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر ﺣﺗﻰ ﺗﻛﺎد ﺗﺧرﺟﻪ ﻣن ﻛوﻧﻪ ﺗﻔﺳﯾ ار،وﻟﻛن ﻫذا ﻟﯾس ﺑﻐرﯾب ﻷن إﻋراب اﻟﻘرآن ﻧﺷﺄ ﻣوازﯾﺎ ﻟﻌﻠم اﻟﻧﺣو ،ﺛم ﺷﻬد ﺗطو ار ﺳرﯾﻌﺎ ﻓﺄﻟف ﻓﯾﻪ اﻟﻛﺛﯾرون ﻣن أﻣﺛﺎل اﻟﻔراء ،اﻷﺧﻔش اﻷوﺳط ،و اﻟزﺟﺎج ،و ﻏﯾرﻫم. و ﻗد ﻣﻬد ﻫذا اﻟﺗﺄﻟﯾف ﻓﻲ ﺟزﺋﻪ اﻟﻛﺑﯾر ﻟظﻬور ﻋﻠم اﻟﺗﻔﺳﯾر ﯾﻘول إﺑراﻫﯾم رﻓﯾدة ":إن ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻔ راء ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻟﺗﻔﺳﯾري ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻷﺛري و ﯾﻔﺗﺢ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ اﻟﻠﻐوي اﻟﺑﺎب ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧص اﻟﻘرآﻧﻲ ﻧﻔﺳﻪ ،و ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب أﺻﺎﺑﻪ اﻟﺗطور ﻓﻲ ﻛﺗب اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟزﺟﺎج اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻧﺎﺿﺟﺔ ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ) (1ﻣﻧﯾر ﺟﻣﻌﺔ ،ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻘرآن ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ ،دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﮭﺞ و اﻟﻣﺻﺎدر ،ﺑﻠﻧﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎھرة،2006 ، .300 /1 ) (2روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ62 /4 ، 18.
(22) ﻧﺒﺬة ﻋﻦ اﻷﻟﻮﺳﻲ وﺗﻔﺴﯿﺮه روح اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ. ﺗﻤﮭﯿﺪ. اﻟﻠﻐﺔ وﯾﻧطﻠق ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل و اﻟﺗوﺟﯾﻪ وﻻ ﯾﻐﻔل اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧﻘول ،ﺑل وﯾﺟﻌﻠﻬﻣﺎ ﻣﺻدري اﻟﺗﻔﺳﯾر". )(1. ﺛﺎﻧﯾـﺎ :اﺳﺗطـرادﻩ ﻓـﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋـل اﻟﻛوﻧﯾـﺔ: إن اﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻛﺛرة ﻛﻼﻣﻪ ﺣول اﻷﻣور اﻟﻛوﻧﯾﺔ ،و اﻟﺗﺷﻌب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ِﯾم ﴾ ِﯾز ا ْﻟ َﻌﻠ ِ ِﯾر ا ْﻟﻌَز ِ ِك ﺗَ ْﻘد ُ ﺳﺗَﻘ ﱟَر ﻟﱠﻬَﺎ َذﻟ َ َﺟرِي ﻟِ ُﻣ ْ ْس ﺗ ْ ﺷﻣ ُ ﺣوﻟﻬﺎ ،ﻓﻣﺛﻼ ﻋﻧد ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ﴿:وَاﻟ ﱠ ) ﯾس (.38 ،ﯾﻘول ﺑﻌد اﺳﺗطراد طوﯾل ،و ذﻛر ﻟﻠﻣﻌﺎﻧﻲ و آراء اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣن أﻫل اﻟﺣﻛﻣﺔ ،ﻓﯾﻧﻘﺢ اﻟرأي و ﯾﻌطﻰ اﺟﺗﻬﺎدﻩ ﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول :و اﻻﺳﺗﻘرار ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻋدم ﻣﺳﯾرﻫﺎ ﻛل ﯾوم ﻓﻲ أري. ﻋﯾوﻧﻧﺎ ،و ﻫو اﻟﻣﻐرب ،و اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻋﻠﯾﻪ اﺳم ﻣﻛﺎن أﯾﺿﺎ ،و اﻟﻼم ﻛﻣﺎ ﺳﻣﻌت ،(2) ...ﺛم ﯾواﺻل ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺑﯾﻧﺎ رأي أﻫل اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻗﺎﺋﻼ :و ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺳﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻼل اﻟﺳﯾوطﻲ أﺧﺑﺎر ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺑﯾل و اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣن اﻷﺧﺑﺎر ﻗﻠﯾل ،و ﻟﯾس ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ أﺧﺑﺎر اﻹﻣﺎﻣﯾﺔ،و أﻛﺛر ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺳﻧﯾﺔ ﺗﻌوﯾل... )(3. و ﯾواﺻل ﻛﻼﻣﻪ اﻟﻣطول ﺣول اﻵراء اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرى ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻻ. ﯾروي اﻟﻐﻠﯾل و ﯾﺷﻔﻲ اﻟﻌﻠﯾل ﺣﺗﻰ ﯾﺻل إﻟﻰ رأي اﻟﺳﺎدة اﻟﺻوﻓﯾﺔ ،ﻓﯾﻘول :و ﻫذا أﻣر ﻣﻘرر ﻋﻧد اﻟﺳﺎدة اﻟﺻوﻓﯾﺔ ﻣﺷﻬور ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ،و ﻫو ﻏﯾر طﻲ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ،و إﻧﻛﺎر ﻣن ﯾﻧﻛر ﻛﻼ ﻣﻧﻬﻣﺎ. ﻋﻠﯾﻬم ﻣﻛﺎﺑرة ﻻ ﺗﺻدر إﻻ ﻣن ﺟﺎﻫل أو ﻣﻌﺎﻧد.(4) ...، ﺛﺎﻟﺛـﺎ :اﻟﻘـراءات ﻓـﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾـر:. و ﻫﻲ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗوﺳﻊ اﻷﻟوﺳﻲ ﻓﻲ ذﻛرﻫﺎ و ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗواﺗر ﻋﻧﻬﺎ واﻟﺷﺎذ و ﻗد ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺗواﺗر ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ دﻓﺎﻋﻪ ﻋﻧﻬﺎ ،و ﺛﻠﻣﻪ ﻧﺎﻗدي ﺑﻌﺿﻬﺎ ،و ﯾﻌﺗﻣد آراء أﺑﻲ ﺣﯾﺎن واﺑن ﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﺗﺟوﯾز اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻧﺣوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﻌﻬﺎ اﻟﻧﺣوﯾون اﻟﻘداﻣﻰ ،وأﻗﺎﻣوا ﻧﻘدﻫم ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﻧﻊ ،ﻣﺛل إدﻏﺎم اﻟ ارء ﻓﻲ اﻟﻼم ﻓﻲ ﻗراءة أﺑﻲ ﻋﻣرو ،واﻟﻌطف ﻋﻠﻰ اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺟرور ﺑدون إﻋﺎدة اﻟﺟﺎر ،و ﻫو واﺿﺢ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﯾﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﺣﯾﺎن،و ﻣﺛل اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻣﺿﺎف و اﻟﻣﺿﺎف إﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﻗراءة اﺑن ﻋﺎﻣر ).(5. ) (1إﺑراھﯾم ﻋﺑد ﷲ رﻓﯾدة ،اﻟﻧﺣو و ﻛﺗب اﻟﺗﻔﺳﯾر ،دار اﻟﺟﻣﺎھﯾرﯾﺔ ،ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ط 1990 ،3م 417 ،416 /1 ، ) (2روح اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ.18 /،23 ، ) (3ﻧﻔﺳﮫ .19 /23 ) (4اﻟﺳﺎﺑق.20 /23 ) (5إﺑراھﯾم ﻋﺑد ﷲ رﻓﯾدة ،اﻟﻧﺣو و ﻛﺗب اﻟﺗﻔﺳﯾر1040 /2 ، 19.
Documents relatifs
.5ﺘﺘﺄﺴس ﻫذﻩ اﻝﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺒﻘﺘﻬﺎ وﺘرﺘﺒط ﺒﻬﺎ ،ﻓﺈذا ﻜﺎن اﻝﺸﺎﻋر اﻝﻌرﺒﻲ اﻝﻘدﻴم ،ﻻ ﻴﺼدر ﻓﻲ ﻤﻘدﻤﺎﺘﻪ اﻝطﻠﻠﻴﺔ ﻤن ذاﻜرة ﺘﺨﺘزن آﻻف
-1ﻫل ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺧططﻲ اﻟذي ﯾﻛﺗﺳﺑﻪ اﻟﻼﻋب اﻟﻧﺎﺷﺊ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟﺗﺣرك ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﻬﺟوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎدﻓﻪ ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺎراة ؟..
ﺑﻌد أن أﻧﻬﯾﻧﺎ ﺗﺣﻠﯾل ودراﺳﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺑﯾﺎن وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎس رﺗﺑﻧﺎ اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل ،ﺳﻧﻘوم ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻫذﻩ
اﻟذي ﺣدث ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻹﻧﻔﺟﺎر اﻟﺷﻌﺑﻲ ووﻗﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺑدل ﻛﺑﯾر داﺧل اﻟﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ وﯾﻘول اﻟﺳﺎرد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ » ﺧﻼل أﺣداث اﻛﺗوﺑر
اﻟﺷﻛل رﻗم :10داﺋرة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﺑﯾن ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻻﺧﺗﻼل ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻐذاﺋﻲ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﺟﺳﻣﻲ ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أن:.. أﻣﺎ ﻧﺳﺑﺔ
ﺧﺎﻣﺳﺎ :دواﻓﻊ اﺧﺗﯾﺎر ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ. ﺗﻛﻣن دواﻓﻊ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ واﻟذاﺗﯾﺔ ﻧذﻛرﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ: -1اﻟدواﻓﻊ اﻟذاﺗﯾﺔ:
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺗطور ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻷرﺑﺎح ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2017 -2014 ﯾﺗﺣﺻل اﻟﺑﻧك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺷطﺗﻪ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
ﯾﺗﻌرض اﻟﻧﻣوذج إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل أﺛر ﺗوازن ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﺻرف و ﯾرﻛز اﻟﻧﻣوذج ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻔﺗوح اﻟﺻﻐﯾر ﻧﺳﺑﯾﺎ اﻟذي ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎه أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ