• Aucun résultat trouvé

عقد إمتياز خدمات النقل البحري

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "عقد إمتياز خدمات النقل البحري"

Copied!
200
0
0

Texte intégral

(1)‫الج ـ ـ ـ ـمه ـ ـ ـورية الـ ـجزائ ـريـ ـ ـ ـ ـة ال ـديم ـ ـ ـقـ ـراطية الشـ ـ ـعب ـي ـة‬ ‫وزارة التعليـم العال ـ ـ ـ ـ ـي و البحـ ـ ـث العلمـ ـ ـي‬ ‫جام ـع ـة وهـ ـ ـ ـ ـران‬ ‫كليـ ـة الحقـوق والعـ ـلوم الس ـياسيـ ـة‬. ‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص‬ ‫تخصص القانون البحري والنشاطات المينائية‬. ‫عــــــقـــد امتيـــــــــاز خــــــدمـــــات النقــــــــــــل الـــبـحـــــــري‬ ‫من‬ ‫تحت إشراف األستاذ‬. ‫الطالبة‬. ‫إعداد‬. ‫بلسبط سمية‬. ‫أعضاء اللجنة المناقشة‪:‬‬. ‫األستاذ حدوم كمال‬ ‫‪2013/06/30‬‬. ‫‪ -‬األستاذة بوخاتمي فاطمة الزهراء‬. ‫أستاذة التعليم العالي‬. ‫‪ -‬األستاذ تراري ثاني مصطفى‬. ‫أستاذ التعليم العالي‬. ‫‪ -‬األستاذ حدوم كمال‬. ‫‪ -‬األستاذ برابح عبد المجيد‬. ‫أستاذ التعليم العالي‬. ‫أستاذ محاضر (أ)‬. ‫رئيسا‬. ‫مشرفا‬ ‫عضوا مناقشا‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫السنــــــــة الدراســـيــــة ‪2102/2102‬‬.

(2) :‫قائمة المختصرات‬ ‫ المختصرات اللغة العربية‬:‫أوال‬ .‫ الجريدة الرسمية‬:‫ج ر‬ .‫ المادة‬:‫م‬ ‫ الصفحة‬:‫ص‬ .‫ الفقرة‬:‫ف‬ .‫ القانون الجزائري‬:‫ق‬ .‫ القانون المدني‬:‫ق م‬ .‫ القانون التجاري‬:‫ق ت‬ .‫ قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬: ‫ق إ م إ‬ ‫ المختصرات اللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬ BBCPO: Bareboat chartered with purchase option. CE : Conseil d’état. CMA.CGM : Compagnie maritime d’affrètement-compagnie générale maritime CNAN : Compagnie nationale Algérienne de navigation. CNAN NORD : Compagnie nationale Algérienne de navigation du nord. CNAN MED : Compagnie nationale Algérien de navigation du méditerranéenne. CON –RO: Container Roll- on roll- off. SNTM/HYPROC: Société nationale de transport maritime des hydrocarbures et produits chimiques..

(3) ENCAAT: Entreprise nationale de consignation et des activité annexe aux transports maritimes. ENTMV: Entreprise nationale de transport maritime de voyageurs. EPE: Enterprise publique économique. ERENAV: Entreprise de réparation navale Ibid: Ibidem. IBC: International bulk carriers. LGDJ: Libraire générale de droit et de jurisprudence. MSC: Mediterranean shipping company. NASHCO: National Shipping Company. NASEC : National services containers. NVOCC: Non vessel operating common carrier. Op.cit : Option citée. P: Page. PUF: Presse universitaire de France. RO –RO: Roll- on roll- off. T : Tome..

(4) ‫المقدمــــــــــــــــة‪:‬‬ ‫تمارس خدمات النقل بمختلف أنواعه (البري والبحري والجوي) دو ار حيويا وفعاال في دفع عملية اإلنماء‬ ‫االقتصادي واالجتماعي في كافة دول العالم‪ ،‬فخدمات النقل هي أساس التقدم الحضاري بصفة عامة‬ ‫والتقدم االقتصادي بصفة خاصة‪.1‬‬ ‫توفير وسائل النقل ضرورة ال تقتصر على حمل ونقل البضائع واألشخاص فقط‪ ،‬بل نقل المعارف‬ ‫والتقنيات من مكان إلى آخر عبر مسافات متباينة بسرعة ومرونة وأمان كل ذلك من أجل زيادة اإلنتاج‬ ‫والتخصص فيه وتوسيع نطاق السوق مما يحقق وفرات اقتصادية هامة لمختلف الصناعات‪ ،‬كما يدعم النقل‬ ‫االتصاالت ويقارب بين الشعوب ويدعم الجوانب االجتماعية سواء على مستوى العالمي أو اإلقليمي أو‬ ‫المحلي‪. 2‬‬ ‫تختلف وسائل تقديم خدمات النقل البرية والبحرية والجوية من حيث األهمية النسبية التي تحتلها كل‬ ‫واحدة منها عن األخرى من حيث أن لكل وسيلة خصائصها الفنية واالقتصادية التي تؤثر على نوعية‬ ‫الخدمة المقدمة وحجم المعروض منها وكذلك تكلفة استخدامها‪.‬‬ ‫ومع ذلك يحتل النقل البحري مركز الصدارة بين وسائط النقل األخرى‪ ،‬بحيث يقوم بنقل أكثر من‬ ‫‪ 90%‬من التجارة الخارجية‪ ،3‬ويرجع ذلك إلى ما يحظى به هذا القطاع من خصائص تميزه عن باقي‬ ‫القطاعات األخرى‪.4‬‬. ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬. ‫ سميرة أيوب إبراهيم‪ ،‬اقتصاديات النقل البحري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬طبعة ‪ ،1002‬ص ‪.21‬‬‫ نفس المرجع‪ ،‬ص‪.21‬‬‫‪ -‬فتحي الشين عبد القادر‪ ،‬المفاهيم الحديثة في إدارة خدمات النقل واللوجستيات‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية‬. ‫اإلدارية بحوث ودراسات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1002‬ص ‪.122‬‬. ‫‪4‬‬. ‫‪- Zeroklane kheyar Mohamed, La politique maritime algérienne après la libéralisation du commerce‬‬ ‫‪extérieur, université de Bejaia 2008, p 13.‬‬.

(5) ‫تبرز أهمية النقل البحري في انسياب حركة التبادل التجاري الدولي‪ ،‬فهو األرخص تكلفة في أجور‬ ‫الشحن‪ ،1‬كما أنه يكتسب أهمية خاصة في دعم عملية التنمية الكاملة‪ ،‬فهو يعد نشاطا إنتاجيا مكمال‬ ‫لألنشطة اإلنتاجية األخرى (الزراعة‪،‬الصناعة‪،‬السياحة‪ )..‬ويتحكم في عملية توطن الصناعة ومواقع اإلنتاج‬ ‫ومراكز التوزيع‪ ،‬و لتكلفته تأثي ار مباش ار على قيمة السلعة‪ ،‬بحيث تؤدي عدم كفاءة خدمات النقل البحري‬ ‫وتخلف أساليبها خاصة في الدول النامية إلى زيادة تكلفة سلعها نتيجة ارتفاع تكاليف نقلها‪ ،‬مما يؤثر على‬ ‫قدرتها التنافسية في األسواق الخارجية‪ ،‬فضال عن أهميته في التأثير على ميزان مدفوعات الدول وفقا لمدى‬ ‫قدرتها على امتالك أسطول تجاري وطني يساهم في توفير جانب كبير من العمالت األجنبية التي تستنفذها‬ ‫نفقات الشحن التفريغ ومصايف التأمين ‪ ...‬ومن ثم عدم توافر خدمات النقل البحري كما ونوعا يؤدي إلى‬ ‫ظهور اختناقات خطيرة في باقي القطاعات االقتصادية األخرى‪.‬‬ ‫غير أن مشاريع االستثمار في أنشطة النقل البحري تتصف بطبيعة خاصة تميزها عن باقي المشاريع‬ ‫في األنشطة االقتصادية األخرى‪ ،‬ذلك أن المشاريع الموجهة إلى هذا القطاع تتميز بارتفاع الكثافة‬ ‫الرأسمالية المتطلبة أوال الكتساب السفن التي يتم بها هذا النقل‪ ،‬ثانيا لما تتطلبه من مشروعات مالحية‬ ‫مكملة لها من موانئ وترسانة بناء السفن وتوفير مقاوالت الشحن والتفريغ ‪...‬‬ ‫لهذه األسباب كانت الدول خاصة النامية منها تلجأ إلى االحتفاظ بملكية هذا النوع من المشاريع‬ ‫واصباغ طابع المرفق العام عليها‪ ،2‬خاصة بعد انتشار المذاهب التدخلية وترك الدولة دورها كدولة حارسة‬ ‫واتجاهها إلى دور الدولة المتدخلة؛ ففي مقابل ما تحتاجه هذه النشاطات من رؤوس أموال ضخمة ال يملكها‬ ‫األفراد فإن تصدي الدولة لمثل هذه النشاطات يؤدي إلى تحقيق إرادات مالية ضخمة تساهم في الميزانية‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬محمد غريب عبد العزيز‪ ،‬النظام القانوني للنقل البحري والحاويات‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة ‪،1002‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات المالية العامة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬طبعة ‪ ،1002‬ص ‪.230‬‬. ‫ص‪.1‬‬.

(6) ‫العامة لدولة عن طريق ما يسمى في علم المالية بالثمن العام (أي مدا خيل النشاط) أومن خالل االحتكار‬ ‫المالي من أجل تحقيق كبر قدر ممكن من الربح ‪.1‬‬ ‫ولكن بالرغم من النجاحات التي حققها نموذج الدولة المتدخلة في التنمية االقتصادية عن طريق قيادة‬ ‫الدولة لمثل هذه المرافق الحساسة إال أن األزمة العالمية لسنوات السبعينات والتي ميزها الكساد وندرة الموارد‬ ‫أدت إلى تراجع هذا النموذج‪. 2‬‬ ‫ومن هنا ظهرت رؤية جديدة لدور الدولة في االقتصاد رؤية أساسها تقليص هذا الدور لصالح أعوان‬ ‫جدد لتسيير هذه المرافق دون حاجة لتخلي عن ملكيتها‪ ،‬وهم الخواص في إطار ما يسمى بتفويض المرافق‬ ‫العامة‪.‬‬ ‫إن هذا النوع من التسيير يعتبر طريقا وسطا بين خوصصة المرافق العامة والتنازل عنها للقطاع‬ ‫الخاص‪ ،‬وبين تسيرها تسيي ار مباشرا‪ ،‬وذلك بملكية وتنظيم المرافق العامة مع التخلي عن تسييرها لشخص‬ ‫آخر قد يكون عاما أو خاصا‪ ،‬وهكذا يحتفظ المرفق بخصوصية تقديم الخدمة العامة ال يستطيع القطاع‬ ‫الخاص ضمانها من مساواة وحياد‪ ،‬مع تسيير أكثر فعالية وأقل تكلفة‪ .‬يتم تفويض الم ارفق العامة عن‬ ‫طريق التعاقد مع شخص من القانون العام أو من القانون الخاص لتسيير مرفق عام حسب أحد العقود‬ ‫معروفة (عقد االمتياز‪ ،‬عقد اإليجار‪ ،‬عقد التسيير ومشارطه االستغالل) يتم اختيارها حسب نوعية المرفق‬ ‫وخصائصه ومميزاته‪.‬‬ ‫في الجزائر تحتفظ الدولة حاليا بملكية نشاط النقل البحري بموجب المادة ‪ 21‬من الدستور الجزائري‪.3‬‬ ‫بعد أن أحدثت الدولة مرفق النقل البحري منذ سنة ‪ 2223‬بموجب المرسوم رقم ‪ ، 4282/23‬الذي أنشأ‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.230‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬ظريفي نادية ‪ ،‬تسيير المرفق العام والتحوالت الجديدة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1001 ،‬ص ‪.222‬‬. ‫‪4‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 282/23‬المؤرخ في ‪ 2223/21/32‬المتضمن إنشاء الشركة الوطنية للمالحة البحرية ‪،‬ج ر‪.2‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪ -‬دستور ‪ ،2222‬وقبلها م ‪ 22‬من دستوري ‪ 2212‬و‪.2282‬‬.

(7) ‫الشركة الوطنية للمالحة البحرية‪ .‬ظل هذا النشاط محتك ار من قبل الشركة الوطنية للمالحة البحرية منذ‬ ‫سنة ‪ 12222‬و كرس بصدور األمر‪ 80/12‬المتضمن القانون البحري بموجب المادة ‪ 112‬منه‪.2‬‬ ‫إن تكفل الشركة الوطنية للمالحة البحرية خالل سنوات عديدة لوحدها بتسيير مرفق النقل البحري‬ ‫خاصة مع األهمية البالغة لهذا النشاط في االقتصاد الجزائري‪ ،‬أثر على مردودية هذا النشاط وأدى إلى‬ ‫ضعف الخدمات المقدمة كما ونوعا‪ ،‬وسبب لها عج از ماليا حادا وأصبحت هذه الشركة غير قادرة على تلبية‬ ‫الحاجات الكبيرة والمتنوعة لالقتصاد الجزائري‪ ،‬وفتحت بذلك المجال أمام شركات النقل البحري األجنبية‬ ‫المتجهة نحو الجزائر‪.3‬‬ ‫وفي ظل هذه المحدودية التي أظهرها تسير مرفق بالغ األهمية كمرفق نقل البحري عن طريق شركة‬ ‫عمومية تحتكر ممارسة هذا النشاط‪ ،‬كان البد من إعادة النظر في سياسة إدارة هذا المرفق والتوجه نحو‬ ‫إيجاد أنجع الطرق لتسييره واالستثمار فيه بهدف ترشيد الخدمات العامة التي يقدمها وتنميتها لتكون بمثابة‬ ‫انطالقة جديدة تثبت مصداقية الدولة في اختياراتها الجديدة ابتداء من سنة ‪ 2282‬وفي إطار التزاماتها‬ ‫الدولية‪4‬؛ فاإلطار العالمي الجديد الذي ساهمت فيه المؤسسات الدولية ومحاولة تقليص دور وتدخل الدولة‬ ‫شركات معها‬ ‫وتشجيع المنافسة والفعالية والتي جعلتها في الكثير من األحيان كشروط لالنضمام إليها وقيام ا‬ ‫وتقديم المساعدات والقروض لها‪ ،‬والضغط الداخلي الذي سببه عجز الشركات الوطنية على التكفل بتحديات‬ ‫التنمية ومسايرة التطورات االقتصادية الكبيرة التي تمر بها الجزائر وذلك لقلة الموارد البشرية والمالية‬ ‫الضرورية والتمسك بالممارسات السلبية والذهنيات االشتراكية المبنية أساسا على تدخل الدولة في كل‬ ‫النشاطات والميادين‪ ،‬كل هذا فرض على الدولة إيجاد طرق بديلة تتالءم مع االختيارات االديولوجية‬ ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬بموجب المرسوم رقم ‪ 10/22‬المؤرخ في ‪ 2222/02/1‬المتعلق باحتكار النقل بالمواعين والصيانة بالموانئ الجزائرية‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬تنص م ‪ 112‬ق ب ق على أنه‪" :‬ينشأ احتكار الدولة على نشاط النقل البحري واستئجار السفن واإلرشاد البحري‬. ‫والنقل البحري وايجار السفن‪ ،‬ج ر ‪.13‬‬. ‫وايداع السفن وسمسرة الحموالت البحرية والشحن والتفريغ في الشاطئ والقطر لدى دخول الموانئ الجزائرية وكذلك المالحة‬ ‫الساحلية بين جميع الموانئ الجزائرية "‪.‬‬. ‫‪- Boukhatmi Fatima, Privatisation du transport maritime en Algérie-troisième essai, Revue le Phare,‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪N° 12, 2008, p15.‬‬ ‫‪4‬‬. ‫‪ -‬يتعلق األمر باالنضمام إلى المنظمة العالمية لتجارة واتفاقية الشراكة مع االتحاد األوروبي‪.‬‬.

(8) ‫(المستعملة في النظام الليبرالي) كخوصصة المرافق وعقود تفويض المرفق بصفة عامة‪ ،‬طرق وان اختلفت‬ ‫أشكالها أال إنها تقوم على فكرة موحدة هي تفعيل دور الخواص في عملية التنمية واالرتقاء بدورهم من الدور‬ ‫المنفذ للسياسات االقتصادية إلى دور الشريك االقتصادي‪.‬‬ ‫بالنسبة لمرفق النقل البحري فقد ترجمة هذه السياسة في قانون ‪ 101 / 28‬الذي فتح أخي ار نشاط النقل‬ ‫البحري وباقي النشاطات المكملة والمساعدة له معتمدا على أسلوب االمتياز أحد طرق تفويض المرافق‬ ‫العامة‪ ،‬وهكذا تم تعديل المادة ‪ 112‬المكرسة لالحتكار‪ ،‬حيث أكد المشرع على الطابع العام لملكية النقل‬ ‫البحري من جهة‪ ،‬إال أنه نص على إمكانية أن يكون محال لالمتياز من جهة أخرى‪ ،‬يمنح االمتياز على‬ ‫أساس دفتر الشروط وفقا للشروط والكيفيات المحددة في التنظيم‪ ،‬وفعال تم إصدار عدة نصوص تنظيمية‬ ‫ابتداء من سنة ‪.21000‬‬. ‫اإلشـكالـيّة‪:‬‬ ‫إن اختيار الجزائر أسلوب االمتياز لتسيير مرفق حساس وهام كمرفق النقل البحري‪ ،‬رغم أنه كان‬ ‫نتيجة إطار عالمي جديد واختيارات االديولوجية فرضت تغيير تسيير المرافق العامة والبحث عن شريك‬ ‫جديد للنهوض بالقطاع االقتصادي‪ ،‬ورغم المحاوالت التي قام بها المشرع في تعديل المراسيم المنظمة‬ ‫لخدمات النقل البحري‪ ،‬إال أن تجسيد هذا األسلوب ظل غائبا عن أرض الواقع خاصة إذا ما قارناه بنظيره‬ ‫النقل الجوي‪ ،‬أو المجال المينائي‪.‬‬ ‫إن هذا الواقع هو ما دفعنا إلى اختيار هذا الموضوع للبحث والدراسة‪ ،‬وارتأينا أن أحسن طريقة لتناوله‬ ‫هي دراسة عقد امتياز خدمات النقل البحري من خالل المراسيم المنظمة له‪ ،‬لمعرفة كيف نظم المشرع هذا‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬. ‫ القانون رقم ‪ 01/28‬المؤرخ في ‪ 2228/2/11‬المتضمن القانون البحري‪ ،‬ج ر ‪.21‬‬‫‪ -‬يتعلق األمر بالمراسيم التالية‪:‬‬. ‫ المرسوم التنفيذي رقم ‪ 82/1000‬المؤرخ في ‪ 1000/2/2‬يحدد شروط استغالل خدمات النقل البحري وكيفياته‪ ،‬ج ر‪.1‬‬‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 122/1001‬المؤرخ في ‪ 1001/8/21‬يحدد شروط استغالل خدمات النقل البحري وكيفياته‪ ،‬ج‬. ‫ر‪.12‬‬. ‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 11/1008‬المؤرخ في ‪ 1008/1/23‬يحدد شروط منح امتياز خدمات النقل البحري‪ ،‬ج ر‪.02‬‬.

(9) ‫العقد لفتح نشاط النقل البحري للخواص‪ ،‬واإلجابة على مجموعة من اإلشكاليات التي يثيرها اختيار أسلوب‬ ‫عقد االمتياز أهمها‪:‬‬ ‫ لماذا تم اختيار هذا األسلوب؟ وكيف نظم المشرع ممارسة خدمات النقل البحري في إطار هذا‬‫األسلوب ؟‬ ‫ ما هي اآلليات والتقنيات التي يستند إليها هذا العقد في تنفيذ مرفق النقل البحري؟ وما مدى‬‫توافقها مع المبادئ العامة التي تقوم عليها العقود المتعلقة بامتياز المرافق العامة؟ وفيما تبرز خصوصيته؟‬ ‫إن اإلجابة على هذه اإلشكاليات تجعلنا نجيب على اإلشكالية الرئيسية لهذا البحث وهي‪ :‬ما هي‬ ‫حاليا‪ ،‬وهل له آفاق في تنفيذ مرفق النقل البحري في‬ ‫حدود عقد امتياز خدمات النقل البحري المنظم ً‬ ‫الجزائر؟‬ ‫لإلجابة على هذه اإلشكالية سنتطرق أوال إلى كيف انتقلت خدمات النقل البحري من احتكار الدولة إلى‬ ‫اعتماد عقود االمتياز (الفصل األول)‪ ،‬ثم سنحاول تحليل النظام القانوني لهذا العقد (الفصل الثاني)‪.‬‬.

(10) ‫خـــطـــة الـــــبـــــــحــــــــث‪:‬‬ ‫المقدمـــــــــــة‪:‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬خدمات النقل البحري من ِاحتكار الدولة إلى نظام عقود االمتياز‬ ‫المبحث األول‪ :‬خدمات النقل البحري بين واقع التجهيز الوطني وحتمية الخوصصة‬ ‫المطلب األول‪ :‬واقع التجهيز الوطني‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشركة الوطنية للمالحة البحرية‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األسطول الوطني‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير الخوصصة على قطاع النقل البحري‬ ‫الفرع األول‪ :‬فتح رأسمال الشركة الوطنية للمالحة البحرية‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعديل القانون البحري وتحرير نشاط النقل البحري‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬اعتماد عقود االمتياز الستقبال القطاع الخاص في خدمات النقل البحري‬ ‫المطلب األول‪ :‬الطبيعة القانونية لخدمات النقل البحري أساس اختيار عقد االمتياز‬ ‫الفرع األول‪ :‬الطبيعة القانونية لخدمات النقل البحري‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬النتائج المترتبة على الطبيعة القانونية لخدمات النقل البحري‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬كيفية استغالل خدمات النقل البحري في إطار عقود االمتياز‬ ‫الفرع األول‪ :‬بالنسبة إلى صفة استغالل السفينة‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بالنسبة إلى نوع خدمات النقل البحري المقدمة‬. ‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القانوني لعقد االمتياز خدمات النقل البحري‪.‬‬.

(11) ‫المبحث األول‪ :‬مسار التعاقد في ِامتياز خدمات النقل البحري‬ ‫المطلب األول‪ :‬تقييم قواعد اختيار صاحب االمتياز من خالل المراسيم التنفيذية‬ ‫الفرع األول‪ :‬غياب كلي لطريقة التعاقد في كل المراسيم‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها بين الصرامة ومحاوالت التخفيف‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصوصية تكوين عقد ِامتياز خدمات النقل البحري‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أحكام خاصة بإبرام عقد ِامتياز خدامات النقل البحري‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة تحليلية للوثائق النموذجية المكونة لعقد ِامتياز خدمات النقل البحري‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار تفعيل التعاقد في ِامتياز خدمات النقل البحري‬ ‫المطلب األول‪ :‬اآلثار المترتبة على األطراف‬ ‫الفرع األول‪ :‬تنفيذ عقد ِامتياز خدمات النقل البحري‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نهاية عقد ِامتياز خدمات النقل البحري‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة على تسوية المنازعات‬ ‫الفرع األول‪ :‬ازدواجية االختصاص الوظيفي في ِامتياز خدمات النقل البحري‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬استبعاد التحكيم كأهم طريق بديل لحل المنازعات‬. ‫الخــــــــاتــمة‪:‬‬.

(12) ‫الفصل األول‪ :‬خدمات النقل البحري من ِاحتكار الدولة إلى نظام عقود‬ ‫االمتياز‬ ‫واجهت الجزائر مباشرة بعد استقاللها أزمات مختلفة وكانت في وضعية اقتصادية جد متدهورة‪ ،‬لرفع‬ ‫هذه التحديات وضعت السلطات الجزائرية إستراتجية تطورية تهدف إلى االنتقال من دولة متخلفة إلى دولة‬ ‫متطورة‪ ،‬وتثمين استقاللها السياسي باالستقالل االقتصادي‪.‬‬ ‫ركزت السلطات السياسية آنذاك اهتمامها على التجارة الخارجية لتمويل احتياجاتها األولية وانشاء‬ ‫القواعد األساسية من أجل تنميتها الشاملة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وبالتالي كان عليها االهتمام بأهم وسيلة‬ ‫تقوم عليها التجارة الخارجية وهي نقل البحري‪ ،‬واستغالل اإلمكانيات الهائلة التي تتمتع بها الجزائر في هذا‬ ‫المجال‪.‬‬ ‫إمكانات قطاع النقل البحري في الجزائر تظهر أوال من خالل موقعها االستراتجي‪ ،‬فهي تعتبر بوابة‬ ‫أفريقيا ومطلة على أوربا‪ ،‬ولها سهولة في االتصال مع باقي المحيطات؛ المحيط الهندي وبالتالي الدول‬ ‫اآلسيوية من خالل قناة السويس‪ ،‬والمحيط األطلسي والدول األمريكية من خالل مضيق جبل طارق‪ ،‬كما‬ ‫أنها تتمتع بواجهة بحرية تمتد على طول ‪ 2200‬كلم‪ ،‬وتمتلك عدة موانئ ذات تخصصات مختلفة‪.‬‬ ‫كانت بداية النهوض بهذا القطاع العام بإنشاء الشركة الوطنية للمالحة البحرية سنة ‪ ،2223‬والسعي‬ ‫من خاللها إلى اكتساب أسطول وطني لتأمين احتياجاتها المتنامية‪ ،‬ومع اختيار الجزائر النظام االشتراكي‬ ‫أصبحت هذه الشركة المجهز الوطني للدولة تمارس ِاحتكار على هذه النشاط خاصة بعد صدور القانون‬ ‫البحري الجزائري ‪1‬الذي أكد على هذا االحتكار بموجب المادة ‪ 118‬منه‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01/28‬المؤرخ في ‪ 2228/2/11‬المتضمن للقانون البحري‪ ،‬ج ر‪.21‬‬.

(13) ‫غير أن طبيعة هذا القطاع لم تكن لِتتماشى وهذا اإلطار القانوني كما كانت تخطط له السلطات‬ ‫السياسية آنذاك‪ .‬ففي الوقت الذي كانت الدول تجند كل طاقات القطاع العام والخاص لبناء أساطيلها نظ ار‬ ‫دوليا لدعم األساطيل الوطنية‬ ‫الرتفاع الكثافة الرأسمالية التي تتطلبها‪ ،‬واللجوء إلى مختلف السياسات المطبقة ً‬ ‫وحتى االعتماد على السياسات التشريعية كإنشاء نظام األعالم الموازية وجذب أعالم المجاملة‪ ،‬اعتمدت‬ ‫الجزائر على نظام االحتكار مخالفةً أغلب السياسات البحرية حتى السياسة المتبعة في الدول المجاورة‪.1‬‬ ‫ورغم أن هذه الشركة استطاعت خالل هذه الفترة اكتساب أسطول وطني احتل مكانة ال بأس بها بين‬ ‫أساطيل الدولة المستقلة حديثا ‪ ،2‬إال أنها سرعان ما تأثرت باألزمة االقتصادية التي تعرض لها النظام‬ ‫االشتراكي‪ ،‬وأخذت تبحث لنفسها عن حلول بديلة في إطار النظام الليبرالي الجديد الذي انتهجته الجزائر‬ ‫ابتداء من ‪ ،2282‬واالستفادة من طاقات المبادرة الخاصة التي حررها أخي ار هذا النظام ‪.‬‬ ‫غير أن االستفادة من هذا الشريك الجديد في مجال النقل البحري واجهتها عدة عقبات‪ ،‬أهمها امتداد‬ ‫النصوص ذات الطابع االشتراكي المكرسة منذ دستور ‪ 2212‬التي تعتبر أن النقل البحري ملكية عامة‬ ‫وبالتالي ضرورة اللجوء إلى نظام عقود االمتياز‪.‬‬ ‫من خالل ما تقدم سنتعرض في هذا الفصل إلى كيف أن واقع التجهيز الوطني وتأثيرات الخوصصة‬ ‫سببا في تحرير قطاع النقل البحري واستقبال القطاع عن طريق اعتماد عقود االمتياز‬ ‫(المبحث األول)‪ ،‬كانا ً‬ ‫(المبحث الثاني)‪.‬‬. ‫المبحث األول‪ :‬خدمات النقل البحري بين واقع التجهيز الوطني وحتمية‬ ‫الخوصصة‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬تونس والمغرب على سبيل المثال‪،‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬كان األسطول الوطني يحتل المركز الثالث بين الدول العربية في سنة ‪ ،2228‬أنظر قارون عمران‪ ،‬تخفيض تكاليف‬. ‫أنظر ‪Mohamed-Cherif Fatima Zohra, L'activité portuaire et maritime‬‬. ‫‪de l'Algérie, problèmes et perspectives, OPU, 2004, p112.‬‬. ‫النقل البحري باستخدام البرمجة الخطية‪ :‬حالة الشركة الوطنية للنقل البحري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2221 ،‬ص‬ ‫‪.21‬‬.

(14) ‫امتالك أسطول وطني بعد االستقالل أصبح ضرورة ملحة‪ ،‬فهو يسمح بتموين حيوي للمنتجات‬ ‫اإلستراتيجية ويساعد على رفع نسبة المبادالت الخارجية وتوفير التنوع فيها‪ ،‬كما أنه يخفف من التبعية‬ ‫لألساطيل األجنبية‪ ،‬بصفة عامة الحاجة لتجهيز أسطول وطني بمثابة بناء القتصاد مستقل وتأكيدا لسيادة‬ ‫لوطنية تجمع بين االستقالل السياسي واالستقالل االقتصادي‪.‬‬ ‫تم اعتماد النظام االشتراكي لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬إال أن هذا النظام بدأ يتعرض لتناقضات وتشوهات‬ ‫خطيرة انتهت بعجز كبير ومستمر في ميزان المدفوعات وارتفاع معدالت التضخم المالي ومع انتشار‬ ‫بيروقراطية وانخفاض مستويات اإلنتاجية وتخلف التكنولوجيا المستخدمة‪ ،‬كل ذلك أدى إلى ِانحسار وتراجع‬ ‫االشتراكية في نهاية الثمانينات‪.‬‬ ‫وِانساقت السلطة بفعل ضغوط داخلية وأخرى خارجية إلى تبني فكرة الخوصصة‪ ،‬ليس كحل لمشكلة‬ ‫المديونية واإلنتاج‪ ،‬ولكن كجزء من فلسفة جديدة لتنظيم االقتصاد والمجتمع حسبما ما تمليه أطروحات‬ ‫صندوق النقد الدولي الذي كان أول المبشرين بحلول عصر الخوصصة‪.‬‬ ‫وهكذا كان للنقل البحري حصة من األزمات االقتصادية التي أفرزها النظام االشتراكي (المطلب األول)‪،‬‬ ‫ودخل ضمن مخططات الخوصصة في إيطار التحوالت الجديدة (المطلب الثاني)‪.‬‬. ‫المطلب األول‪ :‬واقع التجهيز الوطني‬ ‫خالل الفترة االستعمارية ضلت الجزائر ولمدة أكثر من قرن وهي تحت التبعية لالقتصاد األوروبي‬ ‫خصوصا فرنسا وكانت كل المبادالت الجزائرية مع الخارج تتم عن طريق األسطول الفرنسي‪.‬‬ ‫االهتمام بقطاع النقل البحري أصبح ضرورة ملحة بعد االستقالل‪ ،‬فبدأت السلطات السياسية بوضع‬ ‫خطط خاصة بهذا الشأن الهدف منها القضاء على التبعية إلى الخارج‪ ،‬كذلك تأمين السلع المنقولة من والى‬ ‫الجزائر‪.‬‬.

(15) ‫رغم التطورات السياسية واالقتصادية التي مرت بها الجزائر منذ االستقالل إلى يومنا هذا‪ ،‬وبالتالي‬ ‫الخطط المرسومة للنهوض بهذا القطاع‪ ،‬إال أن هذا القطاع كما سنرى بقي على حاله أكثر من ذلك زاد‬ ‫تدهور في العشريات األخيرة‪.‬‬ ‫ا‬ ‫خالل هذا المبحث سنحاول إعطاء لمحة عن واقع التجهيز الوطني‪ ،‬من خالل تطور الشركة الوطنية‬ ‫للمالحة البحرية (الفرع األول)‪ ،‬ومن خالل األسطول الوطني ودوره في حركة نقل البضائع (الفرع الثاني)‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تطور الشركة الوطنية للمالحة البحرية‬ ‫إن السلطات العمومية الجزائرية في بداية االستقالل ولكي تستجيب للمطالب االجتماعية التي كانت‬ ‫مقيدة أثناء الفترة االستعمارية والتي تحررت في بداية االستقالل محملة الدولة كل شيء ومعتمدة عليها في‬ ‫كل شيء وحتى تتمكن من االنطالق في عمل التنمية في جميع الميادين‪ ، 1‬لجأت إلى جميع أساليب تسيير‬ ‫المرفق العمومية باستعماالت المتفاوتة كالتسيير المباشر‪ ،‬الشركة العمومية‪ ،‬الشركة الوطنية وذلك حسب‬ ‫ا‬ ‫طبيعة المرفق وخصوصيته‪.‬‬ ‫بالنسبة لمرفق النقل البحري‪ ،‬فقد اختارت السلطات العمومية منذ سنة ‪ 2223‬طريق الشركة العامة‬ ‫لتسيير هذا المرفق وذلك بإنشاء الشركة الوطنية للمالحة البحري‪ .‬الشركة الوطنية أو شركة الدولة هي نظريا‬ ‫‪2‬‬ ‫كليا رأسمال‬ ‫شركة يحكمها كليا القانون الخاص ‪ ،‬والسمة األصلية التي تميزها تكمن في أن الدولة تملك ً‬. ‫الشركة وتعتبر الشركة األسلوب المفضل لتأمين تدخل الدولة في نشاطات االقتصادية والذي استعمل مباشرة‬. ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬لباد ناصر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬مطبعة الجزائر‪ ،‬طبعة األولى ‪ ،1002‬ص ‪.288‬‬. ‫‪ -‬عكس المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري التي تخضع الزدواجية قانون المطبق عليها‪ ،‬قانون عام وقانون‬. ‫خاص‪.‬‬.

(16) ‫بعد االستقالل‪ ،1‬فهذا األسلوب في اإلدارة يضمن بالنسبة لمرفق النقل البحري نقل ملكية وادارة الشركة للدولة‬ ‫في الوقت الذي يحفظ لها شكل الشركة الخضوع للقانون الخاص‪.‬‬ ‫منذ نشأتها عرفت الشركة الوطنية للمالحة البحرية عدة تحوالت متأثرة كغيرها من الشركات الوطنية‬ ‫بالسياسات االقتصادية المنتهجة على مستوى التنظيم من جهة (أوال) وعلى مستوى المهام الموكلة إليها من‬ ‫جهة أخرى (ثانيا)‬. ‫أوال‪ :‬تطور التنظيم القانوني للشركة الوطنية للمالحة البحرية‬ ‫ترتبط مردودية أي مرفق عام خاصة إذا كان ذو طبيعة اقتصادية باألسلوب المتبع في إدارته‪ ،‬ذلك أن‬ ‫االهتمام بالجانب التسيير عند أغلب المختصين هو شرط مسبق ألي عملية تنموية‪.‬‬ ‫كباقي الشركات الوطنية كانت الشركة الوطنية للمالحة البحرية تدار بجهازين هما‪ :‬مجلس اإلدارة‬ ‫والهيئة التنفيذية (المدير)‪ ،‬عرفت السلطات الموكل لكل منهما وطرق تعيينها عدة تعديالت‪ ،‬مسايرة في كل‬ ‫مرة التطورات والتقلبات التي عرفتها المنظومة القانونية الجزائرية‪ ،‬هذه التطورات يمكن أن نجمعها في ثالث‬ ‫مراحل‪:‬‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة الشركة الوطنية‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬هذا ما جاء في ميثاق الجزائر لسنة ‪ 2222‬الذي اعتبر الشركة الوطنية ضمان لتدخل الدولة‪ ،‬وتأمين انجاز‬. ‫المشاريع المخططة خاصة بعد فشل أسلوب التسيير الذاتي‪ .‬أنظر عجة الجياللي‪ ،‬قانون المؤسسات العمومية االقتصادية‬. ‫من االشتراكية إلى الليبرالية‪ ،‬الدار الخلدونية‪ ،‬الجزائر طبعة ‪ ،1001‬ص ‪.28‬‬.

(17) ‫أهم ما ميز هذه المرحلة هو مركزية التسيير من طرف سلطة الوصاية‪.‬‬ ‫عند نشأتها في سنة ‪ 2223‬بموجب المرسوم ‪ 282/23‬كانت الشركة تدار بواسطة جهازين مجلس‬ ‫اإلدارة ومدير عام يعينون عن طريق المرسوم من طرف الوصاية‪ ،‬ما يمكن مالحظته على هذا المرسوم أنه‬ ‫من المفروض أن الشركة تسير مرفق النقل البحري تسيي ار ال مركزيا (المركزية مرفقية) يقوم أساسا على‬ ‫مبدأي االستقالل والتخصص‪ ،‬ولكن المالحظ أن الجهاز المسير كله معين من طرف السلطة الوصية‪ ،‬كما‬ ‫نالحظ أن الهيئة التنفيذية الممثلة في المدير العام معين من دون تحديد للمدة يمكن إنهاء مهامها في أي‬ ‫اللحظة‪ ،‬أو العكس ليبقى لمدة معتبرة من الزمن‪ ،‬وبالتالي ما يمكن استنتاجه هو غياب حقيقي الستقاللية‬ ‫سواء الهيكلة أو الوظيفة لهذا المرفق واعتبار كل من مجلس اإلدارة والمدير العام مجرد وسيلة تنفيذية‬ ‫لسياسة السلطة الوصية‪.‬‬ ‫ومع هذا‪ ،‬رغم غياب االستقاللية التي ذكرناها ما يمكن أن نقوله على هذا المرسوم مقارنة مع المراسيم‬ ‫التي تليه أن مجلس اإلدارة في عالقته مع الهيئة التنفيذية (المدير العام) ما هو إال وسيلة تنفيذية الختيارات‬ ‫وق اررات مجلس اإلدارة ولكن السؤال المطروح هل كان المجلس يلعب هذا الدور واقعيا‪.‬‬ ‫يرى معظم المختصين في هذا المجال منهم األستاذ محيو واألستاذ بوسماح أن هذه اللوحة بقيت‬ ‫نظرية بحتة ولم تعمل وترك الجهاز التنفيذي يصبح شيئا فشيئا سيد المؤسسة‪ ،‬أكثر من ذلك أصبحت هذه‬ ‫المجالس مجرد مجالس افتراضية بسبب الغياب المكرر لمعظم أعضاء‪ ،‬إذ نجد في غالب األحيان نفس‬ ‫المسؤولين في أجهزة متعددة ليس على مستوى الشركات بل حتى على مستوى الوصاية األمر الذي أدت إلى‬ ‫ظهور مشكل ازدواجية التمثيل‬. ‫‪1‬‬. ‫والنتيجة تركز السلطات بيد الجهاز التنفيذي الذي يخضع بصورة مطلقة‬. ‫للوزير المكلف بالوصاية‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬نفس أعضاء على مستوى الهيئة أعضاء مداولين‪ ،‬وعلى مستوى الوصاية هيئة تتمتع بالوصاية وسلطة التقدير تمتد‬. ‫إلى رفض المداولة‪.‬‬.

(18) ‫بعد إنشاءها في سنة ‪ 2223‬عدل القانون األساسي للشركة الوطنية للمالحة البحرية بموجب المرسوم‬ ‫‪82/21‬‬. ‫‪1‬‬. ‫؛ لم يغير هذا المرسوم الكثير في اإلدارة وبقي مكونا من مجلس إدارة والمدير العام‪ ،‬إال إن‬. ‫الجديد الذي جاء به هذا المرسوم هو مندوب الحكومة‪ ،‬يعين طبقا للمادة ‪ 30‬من المرسوم من طرف الوزير‬ ‫المكلف بالوصاية يحضر في مجلس اإلدارة بصوت استشاري‪ ،‬غير أن المالحظ من باقي المواد أنه يتمتع‬ ‫بسلطات ال تتماشى مع وضوح مصطلح "الصوت االستشاري" بحيث يملك حق رفض المداولة ويحق له‬ ‫الدخول إلى مختلف أماكن الشركة ومنشآتها وطلب تقديم أي مستند وأن يباشر جميع البحوث والمعاينات‬ ‫الالزمة‪ ،‬وهكذا قلص هذا المرسوم االستقاللية النظرية التي كانت موجودة في المرسوم ‪ 282/23‬وبدأ يتجه‬ ‫نحو المركزية التي سنراها في المرسوم الموالي له‪.‬‬ ‫في سنة ‪ 2221‬عدل القانون األساسي للشركة الوطنية للمالحة البحرية من جديد وذلك بموجب‬ ‫المرسوم ‪11/21‬‬. ‫‪2‬‬. ‫مركزيا واستبداديا‬. ‫‪3‬‬. ‫‪ ،‬إذا تماشيا مع التوجه الجديد في المؤسسات العامة منذ سنة ‪ 2222‬والتي تبنت بناءا‬ ‫تم إلغاء مجلس اإلدارة في هذا المرسوم‪ ،‬وتم استبداله بجهاز استشاري فقط‬. ‫‪4‬‬. ‫فحين‬. ‫يتمتع المدير بكافة السلطات التي تمكنه من ضمان حسن سير الشركة وهو يتخذ كل الق اررات‪ ،‬إن هذا‬ ‫التطور يبرر بشكل خاص بأسباب تتعلق بالفعالية‪ ،‬وتحقيق إدارة صارمة متشابهة مع إدارة المؤسسة‬ ‫الخاصة‪ ،‬إال أن هذه األسباب لم تكن بذلك اإلقناع‪ ،‬ويقول األستاذ محيو في هذا الصدد أن هذا تطور‬ ‫خطير ألنه يتجنب قضية هامة في قضية مشاركة العمال وهي تسيير المؤسسة وأن هذه القضية تضع كل‬ ‫التطور االقتصادي واالجتماعي موضع اتهام‪.5‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 82/21‬المؤرخ في ‪ 2221/03/12‬المتضمن تعديل القانون األساسي للشبكة الوطنية للمالحة البحرية‪،‬‬. ‫ج ر‪. 30‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 11/21‬المؤرخ في ‪ 2221/1/22‬المتضمن تعديل القانون األساسي للشركة الوطنية للمالحة البحرية‪ ،‬ج‬. ‫ر ‪.21‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪ -‬محيو أحمد‪ ،‬محاضرات في المؤسسة اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ ،‬بن عكنون – الجزائر‪ ،‬طبعة‬. ‫الثانية‪ ،2212 ،‬ص ‪.212‬‬. ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬. ‫ م ‪ 1‬من المرسوم ‪ ،11/21‬سبق اإلشارة إليه‪.‬‬‫‪ -‬محيو أحمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.211‬‬.

(19) ‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة التسيير االشتراكي‬ ‫تطبيقا لميثاق التنظيم االشتراكي للمؤسسات‪ ،‬واألمر‪ 12/12‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪ 2212‬المتعلق‬ ‫بالتسيير االشتراكي‪ 1‬للمؤسسات الذي وحد النظام القانوني للشركات والدواوين والمنشآت والمؤسسات‬ ‫العمومية‪ ،‬التي وان اختلفت في قوانينها ونظمها إال أنها اشتركت في نقطة واحدة هي استبعاد العمال من‬ ‫التسيير؛ تم تعديل القانون األساسي للشركة الوطنية للمالحة البحرية بموجب المرسوم ‪212/81‬‬. ‫‪2‬‬. ‫الذي‬. ‫نص على أنه يبقى كل ما يتعلق بهياكل الشركة خاضعا إلى األمر ‪.12/12‬‬ ‫بالرجوع إلى هذا األمر‪ ،‬نجده يقوم على مبدأ أساسي هو الممارسة الفعالة من قبل العمال أنفسهم‪ ،‬وذلك‬ ‫من خالل تقسيم إدارة المؤسسة على جهازين رئيسين؛ مجلس اإلدارة ومجلس العمال‪ ،‬بالنسبة لمجلس العمال‬ ‫فأعضاءه منتخبون لمدة ثالث سنوات يتمتع بمجموعة من االمتيازات والسلطات حددها بدقة المرسوم‬ ‫‪ ، 3210/11‬أهمها إعطاء آراء وتوصيات تثبت خطة التنمية والحسابات االحتياطية وبرامج النشاط‬ ‫واإلصالحات البنيوية‪ .‬إال أن هذه الصالحيات مقارنة مع الهيئة التنفيذية (المدير العام) تبدو جد محدودة‬ ‫كبير في المؤسسة‪ ،‬وفي مواجهة العمال يعتبر المدير‬ ‫دور ا‬ ‫إذ يظهر من خالل المرسوم ‪ 4212/11‬أن له ا‬ ‫العام المسؤول المباشر عن التشغيل‪.‬‬ ‫خالصة القول أن التنظيم اإلداري للمؤسسة الجديد ال يتماشى تماما والمحتوى االجتماعي الذي أعلن‬ ‫عنه الميثاق‪ ،‬والذي يهدف إلى سيطرة العمال على وسائل اإلنتاج بفضل التحوالت الجذرية في تسيير‬ ‫االقتصاد ابتداء من سنة ‪ ،2212‬فالمؤسسة بهذا الشكل ال تعدو أن تكون شخص اعتباريا ال متمرك از‬. ‫‪5‬‬. ‫يعمل لحساب الدولة‪ ،‬وعونا تنفيذيا للمخططات االستثمارية ليس له أي دور في إعدادها‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬ج ر ‪.202‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 212/81‬المؤرخ في ‪ 2281/1/22‬المتضمن تعديل القانون األساسي لشركة الوطنية للمالحة البحرية‪،‬‬. ‫ج ر‪. 12‬‬. ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬. ‫ المرسوم رقم ‪ 210/75‬المؤرخ في ‪ 2211/22/12‬المتعلق بتحديد صالحيات مجلس العمال‪ ،‬ج ر‪.21‬‬‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 222 /11‬المؤرخ في ‪ 2211/22/12‬المتعلق بتحديد صالحية مجلس اإلدارة‪ ،‬ج ر ‪.21‬‬. ‫‪ -‬أي يسير عن طريق عدم التركيز اإلداري وهو نوع من أنواع المركزية‪ ،‬فحين من المفترض أن يكون شخص المركزيا‪.‬‬.

(20) ‫تبعية ذمتها المالية إلى الذمة المالية للدولة التي تم تكريسها في شكل عائدات مالية متنامية تقدمها الدولة‬ ‫من الخزينة العامة‪.‬‬ ‫ويالحظ أن هذه المشاكل استمرت حتى بعد اإلصالحات التي عرفتها المؤسسة ابتداء من إعادة‬ ‫الهيكلة‪1‬؛ بحيث كشفت هذه العملية عن أن ضعف المردودية لم يكن ناجما عن حجم المؤسسات واحتكاراتها‬ ‫بقدر ما كان ناجما عن تسييرها‪ ،‬وفشلها في التوفيق بين الدور االقتصادي وبين الدور اإليديولوجي لها‪،‬‬ ‫واستمر ذلك في ظل سلطة إعادة الهيكلة التي لم تنجح في إصالح المؤسسة بقدر ما ساهمت في مضاعفة‬ ‫مشاكلها تناسبا وعدد المؤسسات المنبثقة عن عملية إعادة الهيكلة‪ ،‬خاصة مشكل األزمات المالية بحيث‬ ‫أدت هذه العملية إلى انبثاق مؤسسات دون رأس مال وأخرى بديون هي أصال غير مسؤولة عن وجودها‪،2‬‬ ‫باإلضافة إلى التأثير السلبي على سياسات االستثمار‪ ،‬بحيث تم تقليص نسبة االستثمارات اإلنتاجية خالل‬ ‫هذه الفترة لحساب االستثمارات االجتماعية‪ ،‬وترك االستثمار االقتصادي للمؤسسات المهيكلة التي كانت‬ ‫تعاني في واقع األمر من عجز حاد في توفير أموال التشغيل فما بالك بأموال االستثمار‪.‬‬ ‫ومع ذلك فقد ساهمت هذه العملية بشكل غير مباشر في بداية التحرر من النظام االشتراكي بتفكيك‬ ‫المؤسسات ذات األحجام العمالقة التي كان يقوم عليها‪ ،‬نحو نظام آخر مناقض له تماما‪ ،‬ولم تكن في واقع‬ ‫األمر سوى مرحلة انتقالية لمرحلة جديدة‪.‬‬ ‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة االستقاللية‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬يقصد بإعادة الهيكلة عملية تهدف إلى مضاعفة عدد المؤسسات العمومية من خالل تفتيت المؤسسة األم إلى عدة‬. ‫وحدات قانونية مستقلة عن بعضها البعض وذلك على أساس معيار التخصص الوظيفي‪ ،‬دون المساس بالنظام القانوني‬. ‫لها‪ ،‬وقد شمل هذا التعديل البنيوي مستويين‪ :‬الهيكل الوظيفي والهيكل المالي‪ ،‬أنظر‪:‬‬. ‫‪Bouyacoub Ahmed, Quelque‬‬. ‫‪hypothèses concernant les nouveaux mécanisme de l’ entreprise restaurée , Revue Cread n° 12, 1987,‬‬ ‫‪p14.‬‬ ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬عجة الجياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬.

(21) ‫بعد التحوالت الجذرية التي عرفتها الجزائر في أواخر الثمانينات وتبني النظام الليبرالي في سنة ‪2282‬‬ ‫وقبلها صدور القانون التوجيهي للمؤسسات المرسوم ‪ 02/88‬المؤرخ في ‪ ،1 2288/2/21‬تم تحويل الشركة‬ ‫الوطنية للمالحة البحرية وباقي الشركات األخرى الناتجة عن إعادة هيكلة هذه الشركة إلى مؤسسة عمومية‬ ‫اقتصادية‪ ،2‬اتخذت كلها شكل شركة المساهمة‪ .‬وأصبح التنظيم اإلداري لها يشابه ذلك التنظيم اإلداري‬ ‫الخاص في الشركات التجارية‬. ‫‪3‬‬. ‫ولكن مع استثناءات ناتجة عن التمسك بالقانون العام أهمها احتفاظ الدولة‬. ‫بالرأسمال االجتماعي‪ ،‬الذي بقي مال خاضع لقواعد حماية المال العام وأحكام القانون ‪ 30/20‬المتعلق‬ ‫باألمالك الوطنية‪ ،‬وتحديدا األحكام المتعلقة باألمالك الخاصة التابع للدولة في حين من المفترض أن‬ ‫يخضع للقانون التجاري حسب طبيعة نظامها القانوني الجديد‪.4‬‬ ‫باإلضافة إلى عدم خضوعها ألحكام اإلفالس والتسوية القضائية المنصوص عليها في القانون التجاري‬ ‫واحتفاظ الدولة بإمكانية التدخل لدرء هذا الخطر وفقا لما تراه مناسبا‪ .‬وترتب عن ذلك تقديم السلطة عدة‬ ‫حوافز لمؤسساتها حتى تتمكن من تحقيق استقالليتها المنشودة ومن بينها تقنية التطهير المالي التي كلفت‬ ‫الدولة ماليير الدنانير خاصة بالنسبة إلى المؤسسات ذات الطابع االستراتيجي والتي بدت وكأنها عملية ليس‬ ‫لها نهاية أو بمعنى آخر حلقة مفرغة ال يمكن إقفالها‪.‬‬ ‫لم تجد السلطة العمومية من حل بعد فشل إجراءات التطهير المالي الذي كلفت خزينة الدولة إلى غاية‬ ‫‪ 2221‬حوالي ‪ 100‬مليار دينار‪ 5‬غير االختيار بين تقرير حل المؤسسات المفلسة أو خوصصتها‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد التوقيع على ثان تعديل هيكلي مع صندوق النقد الدولي المبرم بتاريخ ‪ ،6 2221/01/11‬إال أنها لم‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬ج ر ‪. 01‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪ -‬م ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 02/88‬المؤرخ في ‪ 2228/2/21‬القانون التوجيهي للمؤسسات‪ ،‬ج ر ‪.01‬‬. ‫‪4‬‬. ‫‪- Passage a l’autonomie de la CNAN: Une œuvre colossale, Les nouvelles de la CNAN, 1996, p5.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬سعودي زهير‪ ،‬النظام القانوني لتسيير ورقابة المؤسسات العمومية االقتصادية على ضوء األمر ‪ ،02/02‬مذكرة‬. ‫ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1001 ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪- Bada Ahmed Leila, L’assainissement des EPE, Revue Algérienne d économie et de gestion, N° 01‬‬. ‫‪5‬‬. ‫‪,1997, p 68.‬‬ ‫‪6‬‬. ‫‪ -‬سعودي زهير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬.

(22) ‫تخص سوى القطاعات التنافسية‪ ،‬وتم تأجيل خوصصة القطاعات اإلستراتيجية منها قطاع النقل البحري إلى‬ ‫غاية ‪ ،1002‬وصدور األمر رقم ‪ 02/02‬المتعلق بخوصصة المؤسسات‪.1‬‬. ‫ثانيا‪ :‬تطور المهام الموكلة إلى الشركة الوطنية للمالحة البحرية‬ ‫رغم أن الشركة الوطنية للمالحة البحرية والتي أصبح بعد مرسوم ‪82/21‬‬. ‫‪2‬‬. ‫تسمى "الشركة الوطنية‬. ‫للنقل البحري"‪ ،‬أنشأت كمرفق للنقل البحري إال أن النقل البحري بمختلف أنواعه لم يكن هدفها الوحيد بل‬ ‫كان يندرج ضمنه مجموعة من النشاطات التابعة للنقل البحري‪.‬‬ ‫عند إنشاءها بموجب المرسوم ‪ 282/23‬كان من أهم أهداف الشركة القيام بالنشاطات التالية ‪ :3‬النقل‬ ‫البحري بجميع أنواعه‪ ،‬باإلضافة إلى مختلف األنشطة المساعدة والمتممة للنقل البحري‪ :‬عمليات المناولة‬ ‫والقطر البحري‪ ،‬عمليات وكالة السفن ووكالة الحمولة‪ ،‬عمليات المرور‪ ،‬أعمال صيانة واصالح السفن‪،‬‬ ‫عمليات تموين السفن والقيام بنشاط وكيل األسفار بالنسبة لنقل المسافرين‪.‬‬ ‫ومنذ سنة ‪ 2228‬صدرت عدة نصوص قانونية جاءت إلعطاء هذه الشركة عدة ِاحتكارات أهمها‬ ‫ِاحتكار النقل البحري و إيجار السفن‪ 4‬و ِاحتكار المساحلة الوطنية‬. ‫‪5‬‬. ‫ثم ِاحتكار السمسرة البحرية‬. ‫‪6‬‬. ‫وبعدها‬. ‫وبعدها ِاحتكار نشاط وكالة السفن ووكالة الحمولة ‪. 7‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬األمر رقم ‪ 02/02‬المؤرخ في ‪ 1002/08/10‬المتعلق بتنظيم وسير المؤسسات العمومية وخوصصتها‪ ،‬ج ر‪.21‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ ، 82/21‬سبق اإلشارة إليه‪.‬‬. ‫‪4‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 10/22‬يتضمن احتكار النقل بالمواعين والصيانة بالموانئ الجزائرية والنقل البحري وايجار السفن‪ ،‬ج ر‬. ‫‪3‬‬. ‫‪ -‬م ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ ، 282/23‬سبق اإلشارة إليه‪.‬‬. ‫‪.13‬‬. ‫‪5‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 83/28‬يتضمن احداث منطقة خاصة بالمالحة للسفن الجزائرية‪ ،‬ج ر ‪.33‬‬. ‫‪7‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 218/12‬المؤرخ في ‪ 2212/02/30‬المتعلق باالحتكار التام لنشاط إيداع السفن‪ ،‬ج ر ‪.11‬‬. ‫‪6‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 210/12‬المؤرخ في ‪ 2212/01/23‬المتعلق بالسمسرة البحرية‪ ،‬ج ر ‪.20‬‬.

(23) ‫في نفس الوقت ونتيجةً لتطور نشاط النقل البحري وتعقده‪ ،‬فصلت بعض نشاطات عن الشركة الجزائرية‬ ‫للمالحة البحرية‪ ،‬وتم إنشاء مؤسسات جديدة للتكفل بها مثل إنشاء الشركة الوطنية لشحن والتفريغ البضائع‬. ‫‪1‬‬. ‫التي انتقل إليها ِاحتكار نشاطات المناولة والتشوين‪.2‬‬ ‫بعد عملية إعادة الهيكلة التي مست كل االقتصاد الوطني في البداية الثمانينات‪ ،‬وبناءا على رأي اللجنة‬ ‫الوطنية إلعادة الهيكلة‪ ،‬وبمقتضى المرسوم رقم ‪ 121/80‬المتعلق بإعادة هيكلة المؤسسات‪ 3‬تتم تقرير إعادة‬ ‫إعادة هيكلة الشركة الوطنية للمالحة البحرية‪.4‬‬ ‫‪/2‬إعادة هيكلة الشركة الوطنية للمالحة البحرية‪:‬‬ ‫كانت بداية إعادة الهيكلة مع فصل نشاط نقل المحروقات والمواد الكيماوية بموجب المرسوم رقم‬ ‫‪ 112/81‬طبقا للمادة الثالثة منه ‪ .5‬ثم استمرت عملية إعادة الهيكلة في سنة ‪ 2281‬أين أستبعد المشرع مرة‬ ‫مرة أخرى من نشاط هذه الشركة نشاط إصالح السفن بموجب المرسوم رقم ‪ ،6 11/81‬ثم نقل المسافرين‬ ‫والخدمات البحرية التابعة للنقل البحري بموجب االمرسوم رقم ‪.7 212/81‬‬ ‫وظيفيا من أجل أداء‬ ‫أصبح هدفها الرئيسي بعد هذا القيام بعمليات النقل البحري للبضائع‪ ،‬وتم تقسيمها‬ ‫ً‬ ‫هذه المهمة إلى ثمانية وحدات حسب نوع النشاط‪ 8‬وهي‪ :‬وحدة لنقل الحبوب الجافة‪ ،‬وحدة المساحلة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬. ‫ األمر رقم ‪ 22/12‬المؤرخ في ‪ 2212/02/2‬يتضمن إحداث الشركة الوطنية لشحن وتفريغ البضائع‪ ،‬ج ر‪.21‬‬‫‪ -‬م ‪ 1‬من األمر رقم ‪ ": 22/12‬ينقل ِاحتكار نشاطات عمليات الشحن والتفريغ بالوسائل اآللية واليدوية في الموانئ‬. ‫الجزائرية‪ ،‬والذي كان في السابق من اختصاص الشركة الوطنية للمالحة البحرية بموجب األمر رقم ‪ 10/22‬إلى الشركة‬ ‫الوطنية لشحن وتفريغ البضائع"‪.‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 121/80‬المؤرخ في ‪ 2281/02/02‬المتعلق بإعادة هيكلة المؤسسات العمومية‪ ،‬ج ر ‪.22‬‬. ‫‪4‬‬. ‫‪ -‬أنظر في مقتضيات المرسوم رقم ‪ 112/81‬يتضمن تعديل القانون األساسي للشركة الوطنية للمالحة البحرية‪ ،‬ج‬. ‫‪5‬‬. ‫‪ -‬م ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ " 112/81‬تتولى الشركة في إطار المخطط التنمية القيام بما يأتي‪ :‬النقل البحري للمسافات‬. ‫ر‪.33‬‬. ‫البعيدة والمساحات الوطنية والدولية والبضائع باستثناء المحروقات والمواد الكيماوية في حالتها السائلة والغازية‪".‬‬. ‫‪6‬‬. ‫‪ -‬ج ر ‪.21‬‬. ‫‪8‬‬. ‫‪ -‬قارون عمران‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬. ‫‪7‬‬. ‫‪ -‬ج ر ‪.33‬‬.

(24) ‫الوطنية‪ ،‬وحدات الخطوط المنتظمة‪ :‬وحدة الشمال‪ ،‬وحدة الجنوب‪ ،‬وحدة البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وحدة‬ ‫المالحة حسب الطلب (‪ ،)Tramping‬وحدة الحاويات‪.‬‬ ‫وبعد ذلك بسنوات تمت إعادة هيكلة الشركة من جديد (تحضي ار لعملية خوصصتها)‪ ،‬وتحولت الوحدات‬ ‫المتفرعة عنها إلى فروع‪ ،‬اتخذ كل واحد منها شكل شركة مساهمة‪.‬‬. ‫‪/1‬الشركات الناتجة عن عملية إعادة هيكلة الشركة الوطنية للمالحة البحرية‪:‬‬ ‫بعد إعادة هيكلتها نتج عن الشركة الوطنية للمالحة البحرية حوالي أربعة شركات مستقلة تماما عن‬ ‫الشركة الوطنية للمالحة البحري‪ ،‬وثالث شركات فروع تشكل مجتمعة الشركة األم أصبحت تسمى بعد تاريخ‬ ‫‪" 1003/21/32‬مجمع الشركة الوطنية للمالحة البحرية" (‪.1)CNAN GROUP‬‬. ‫أ‪ -‬الشركات المستقلة تماما عن الشركة الوطنية للمالحة البحرية‪:‬‬ ‫ الشركة الوطنية لنقل المحروقات والمواد الكيماوية )‪ :(HYPROC‬أنشأت بموجب المرسوم رقم‬‫‪ 181/81‬المؤرخ في ‪ 2281 /08/22‬المتضمن إنشاء شركات وطنية لنقل المحروقات والمواد الكيماوية‪.2‬‬ ‫مهمتها األساسية النقل البحري للمسافات البعيدة‪ ،‬والمساحات الدولية والوطنية للمحروقات والمواد الكيماوية‬ ‫في حالتها الغازية والسائلة‪ .‬تعتبر هذه الشركة فرع للشركة الوطنية المالك الوحيد لرأسمالها بقيمة ‪ 21‬مليار‬ ‫دج‪ ،‬لها خمس فروع للوكالة في الجزائر‪ ،‬أما أسطولها فيتكون من ‪ 22‬سفينة‪.‬‬ ‫ الشركة الوطنية إلصالح السفن )‪ :(ERENAV‬تم إنشاءها بموجب المرسوم ‪ 11/18‬المؤرخ في‬‫‪ 2281/02/22‬المتضمن إنشاء الشركة الوطنية إلصالح السفن نشاطها الرئيسي طبقا للمادة الثانية من‬ ‫المرسوم إصالح السفن وتجديدها بإشغال تتعلق باألجهزة المعطوبة وعمليات المراجعة العامة توقف السفن‬ ‫التقني ماعدا سفن الصيد التي ال يتجاوز طولها ‪ 10‬متر‪ ،‬كما تساهم في إصالح السفن األجنبية‪.‬‬. ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬على‬. ‫الموقع‪http:// www.cnangroup.com :‬‬. ‫‪ -‬ج ر ‪.33‬‬.

(25) ‫ الشركة الوطنية لنقل المسافرين )‪ :(ENTMV‬تم إنشاءها بموجب المرسوم رقم ‪ 211/81‬المؤرخ‬‫في ‪ ،12281/01/22‬نشاطها الرئيسي طبقا للمادة الثانية من المرسوم هو النقل البحري الوطني والدولي‬ ‫ثانويا نقل بضائع وسيارات بالسفن المخصصة لنقل المسافرين‪،‬‬ ‫للمسافرين وأمتعتهم‪ ،‬وان دعت الحاجة‬ ‫ً‬ ‫وتمارس في هذا اإلطار أعمال الخدمات البحرية للسفن التي تقل المسافرين‪ ،‬وأعمال وكيل األسفار النقل‬ ‫البحري للمسافرين في الجزائر والخارج‪ ،‬باإلضافة إلى تأجير سفن المسافرين واستئجارها لحسابها الخاص‪.‬‬ ‫تملك هذه الشركة أسطوال يتكون من ثالث سفن لنقل المسافرين سفينة طارق ابن زياد وسفينة طاسيلي‬ ‫‪ 1‬وسفينة الجزائرية ‪ 1‬بقدرة استيعاب تتراوح من ‪ 2800‬إلى ‪ 1000‬مسافر و‪ 100‬إلى ‪ 800‬سيارة لكل‬ ‫واحدة‪ 2‬وتمارس النقل على الخطوط المنتظمة التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬خمسة خطوط نحو فرنسا (مرسيليا) من الموانئ الجزائرية التالية‪ :‬وهران‪ ،‬الجزائر بجاية‪،‬‬ ‫سكيكدة‪ ،‬عنابة‪.‬‬ ‫‪ ‬خطين نحو اسبانيا أي كانت وبرشلونة من الميناءين الجزائريين وهران والجزائر‪.‬‬ ‫ الشركة الوطنية للخدمات البحرية واألعمال الملحقة بالنقل البحري )‪ :(ENCAAT‬تم إنشاءها‬‫بموجب المرسوم ‪ 212/81‬المؤرخ في ‪ ،32281/22‬نشاطها الرئيسي طبقا للمادة الثانية من المرسوم القيام‬ ‫بجميع أعمال الصور سواء في الداخل أو في الخارج‪ .‬تودع لديها صناديق البضائع والعربات المقطورة‬ ‫والتأمن عليها‪ ،‬كما تقوم بالحراسة والمساعدة التنفيذية وجميع الخدمات التي يمكن تأديتها للسفن والحموالت‬ ‫والطاقم وتموين السفن‪.‬‬. ‫ب‪ -‬مجمع الشركة الوطنية للمالحة البحري‪:‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪3‬‬. ‫ المرسوم رقم ‪ 211/81‬المؤرخ في ‪ 2281/1/22‬المتضمن إنشاء الشركة الوطنية لنقل المسافرين‪ ،‬ج ر ‪.33‬‬‫‪- Revue de Algérie Ferries, édition 2012, p22.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 212/81‬المؤرخ في ‪ 2281/1/22‬المتضمن إنشاء الشركة الوطنية للخدمات البحرية واإلعمال المتعلقة‬. ‫بالنقل البحري‪ ،‬ج ر ‪.12‬‬.

(26) ‫يتكون هذا المجمع من أربعة فروع للنقل البحري وفرع لألعمال المتصلة بالنقل البحري‪.‬‬ ‫ فرع خطوط الشمال)‪ :(CNAN NORD‬أنشأت في ‪ 1001/02/1‬تمارس نقل البضائع على‬‫الخطوط البحرية المنتظمة التالية ‪ :‬انفرس (بلجيكا) ‪ 2‬رحالت في الشهر‪ ،‬همبورغ (ألمانيا) رحلة في الشهر‪،‬‬ ‫بلبو(اسبانيا) رحلة في الشهر‪ ،‬أوستن (الواليات المتحدة األمريكية) رحلة في الشهر‪ ،‬تركيا ثالث رحالت في‬ ‫الشهر‪.‬‬. ‫تملك أسطوال يتكون من أربعة سفن من نوع سفن الشحن العام جرجرة‪ ،‬الجرف‪ ،‬ابن خلدون‪ ،‬ابن سينا‪،‬‬ ‫إلى جانب هذه السفن المملوكة لها تقوم باالستعانة بسفن مستأجرة بمشارطه إيجار لمدة من نوع سفن‬ ‫الدحرجة ‪ ،RO-RO‬وسفن من نوع سفن الدحرجة حاملة الحاويات ‪ CON –RO‬تقوم بنقل الحاويات والبضائع‬ ‫المغلفة (الطرود)‪.1‬‬ ‫ فرع خطوط البحر األبيض المتوسط )‪ :(CNAN MED‬أنشأت في ‪ 1001/02/01‬تقوم بتأمين‬‫عمليات النقل البحري على الخطوط المنتظمة في منطقة البحر األبيض المتوسط المتوجه من الموانئ‬ ‫الجزائرية التالية‪ :‬جزائر‪ ،‬بجاية‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬عنابة‪ ،‬وهران‪ ،‬مستغانم‪ ،‬جن جن‪ ،‬نحو الموانئ الدول التالية‪:‬‬ ‫جنوب فرنسا (مرسيليا)‪ ،‬سبيزيا (ايطاليا) ‪ ،‬برشلونة (اسبانيا)‪.‬‬ ‫تملك أسطوال يتكون من سفينتين من نوع سفن الدحرجة تبسة وتلغام إلى جانب هاتين السفينتين‬ ‫المملوكتين لها تقوم باالستعانة بسفن مستأجرة بمشارطه إيجار لمدة من نوع سفن الدحرجة ‪ RO-RO‬وسفن‬ ‫من نوع سفن الدحرجة حاملة الحاويات (‪ )CON –RO‬تقوم بنقل الحاويات والبضائع المغلفة (الطرود )‪.2‬‬ ‫ فرع لألعمال الملحقة بالنقل البحري‪ :‬باإلضافة إلى نقل البضائع والمسافرين تقوم الشركة الوطنية‬‫للمالحة البحرية بممارسة األعمال الملحق بالنقل البحري‪ ،‬عن طريق فرع تسوق خدمات النقل‬ ‫البحري)‪ (NASHCO‬أنشأ في سنة ‪.2222‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األسطول الوطني‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬. ‫‪ -‬على الموقع االلكتروني‪:‬‬. ‫‪http:// www.cnangroup. Com/files/cnan-nord.htm‬‬. ‫‪ -‬على الموقع االلكتروني‪:‬‬. ‫‪http:// www.cnangroup. Com/files/cnan-med.htm‬‬.

(27) ‫سعت الجزائر منذ االستقالل إلى امتالك أسطول بحري تجاري من خالل الشركة الوطنية للمالحة‬ ‫البحرية منذ سنة ‪ .2223‬األسطول التجاري ألي دولة يعد األساس والركيزة لتجارتها الخارجية‪ ،‬لهذا جميع‬ ‫الدول متقدمة كانت أو متخلفة توجه اهتمامها إلى دعم أسطولها التجاري لتحقيق أهدافها اإلستراتيجية ولتلبية‬ ‫الحاجات المتزايدة من تجارتها الخارجية‪ ،‬إلى جانب أن دعم أساطيلها التجارية وتحديثها يعد مظه ار من‬ ‫مظاهر السيادة خاصة في أوقات الحروب واألزمات‪ ،‬كما أنه يوفر فرص العمل البحري سوءا على السفن‬ ‫أو في مجال الشحن والتفريغ البضائع وبناء السفن ‪.1‬‬ ‫بالنسبة لألسطول الوطني في الجزائر فقد كان من أهم أهدافه في تلك الفترة أمن اإلمدادات خاصةً‬ ‫المنتجات اإلستراتيجية والعمل على خفض أسعار الشحن التي يتقاضاها أساطيل البلدان األجنبية‪.2‬‬ ‫معتبر‬ ‫ًا‬ ‫في بداية إنشاءه كانت تغطية األسطول الوطني للتجارة الخارجية منخفضة‪ ،‬ولكنها شهدت نموا‬ ‫بين عامي ‪ 2210‬و‪ 2280‬بحيث ارتفعت حصته اإلجمالية من التجارة الخارجية بشكل مطرد من ‪٪1.1‬‬ ‫في عام ‪ 2210‬إلى ‪ ٪13‬في عام ‪ 2280‬أي من ‪ 3.2‬مليون طن في ‪ 6,17‬مليون طن في عام ‪2280‬‬ ‫‪4 3‬‬. ‫بمعدل من ‪. ٪312‬‬. ‫في عام ‪ ،1001‬العلم الوطني ال يغطي سوى ‪ ٪20‬من التجارة الخارجية الجزائر‪ ،‬وهو انخفاض كبير‬ ‫حاليا‬ ‫مقارنة مع عام ‪ ،52280‬ويرجع هذا االنخفاض‬ ‫أساسا إلى انخفاض عدد السفن في جميع الفئات‪ ،‬أما ً‬ ‫ً‬ ‫فال يغطي األسطول الوطني سوى ‪ ٪1‬من التجارة الخارجية‪.6‬‬ ‫يتم تقييم األساطيل التجارية بحركتها المالحة الخارجية وعدد وحدات ونوعها‪ ،‬وهذا ما سنراه بالنسبة‬ ‫ألسطولنا الوطني‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -‬السيد محمد عبد الجليل‪ ،‬التطور التكنولوجي في صناعة النقل البحري‪ ،‬مجلة االكادمية العربية للعلوم والتكنولوجيا‬. ‫والنقل البحري‪ ،‬العدد ‪ ،1002 ،11‬ص‪.2‬‬. ‫‪- Zeroklane kheyar Mohamed, op.cit, p 47.‬‬ ‫‪- Sari Djilali, les mutations socio-économiques et spatiales en Algérie, OPU 1993, p 303.‬‬. ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬. ‫‪- Zeroklane kheyar Mohamed, op.cit, p 45.‬‬ ‫‪- Khelifa Kamel, La Cnan group : un armement en guête de plans de navigation, Revue le Phare, N°‬‬ ‫‪153, 2012, p 1.‬‬ ‫‪6‬‬.

Références

Documents relatifs

Deux variétés de niébé améliorées sont utilisées comme culture faux-hôtes en association avec le sorgho et le mil : il s’agit de la variété de niébé TN5-78, précoce avec

A high-resolution X-ray diffraction IT scan of the same exfoliated GaAs films (see Fig. B-6b) shows four-fold symmetry of the diffraction peaks corre- sponding to

The ends of each individual rating scale are defined by polar opposite adjectives (e.g. good-bad, large-small, spacious-<:ramped, hazy-clear etc.). People are asked to rate

Dans cet article, on se place dans le cas où l’ensemble des scénarios est fini et équiprobable et on s’intéresse à prendre en compte l’optimisme du décideur avec un critère

 Kokad was situated in the periglacial zone with continental climate throughout the LPG involving relatively warm summers even during maximum cooling, the

مﺎﻤﳊﺎﻓ (sale de bain) ﺔﻓﺎﻘﺛ ﲔﺒﻳ سﺎﻨﻟا. ﺎﻘﺘﻟا ﺪﻴﺴﲡ ﻦﻋ ﺚﺤﺒﻳ ﻦﻛﺎﺴﻟﺎﻓ ﲏﻌﻳ ﻻ تﻼﻳﻮﺤﺘﻟا ﻩﺬﻫ ﻞﻇ ﰲ تادﺎﻌﻟاو ﺪﻴﻟ يﺮﺼﻋ ﻮﻫ ﺎﻣو ﺪﻴﻟﺎﻘﺘﻟاو تادﺎﻌﻟا ﲔﺑ جﺰﻣ ﻮﻫ ﻞﺑ

Del Bimbo, “Deepfake video detection through optical flow based cnn,” in Proceedings of the IEEE International Conference on Computer Vision Workshops, 2019, pp. Kodovsky, “Rich

The Back and Forth Nudging (BFN) algorithm, introduced in [1], consists in solving first the forward nudging equation and then the model equations backwards in time with a