مسؤولية الناقل البحري على ضوء إتفاقية روتردام : إتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بعقود النقل الدولي للبضائع عن طريق البحر كليا أو جزئيا 2008
Texte intégral
(2) مقدمــة ٌعتبر النقل البحري من أهم وسابل نقل البضابع فً المجال الدولً ،إذ تتم عن طرٌقه أؼلب المبادالت التجارٌة الدولٌة .وعلى هذا األساس فقد زاد االهتمام به على الصعٌدٌن الدولً والداخلً ،من خالل محاولة توحٌد القواعد التً تحكمه و تنظم مختلؾ مراحله و المنازعات الناشبة عنه. ول مسإولٌة الناقل البحري أهمٌة بالؽة بٌن شتى موضوعات القانون البحري نظرا لما تثٌره من منازعات عدٌدة أمام القضاء. ولما كان االلتزام الربٌسً للناقل هو نقل البضاعة وتسلٌمها إلى المرسل إلٌه سلٌمة فً المٌعاد المحدد فإنه ٌكون مسإوال عن عدم تنفٌذ هذا االلتزام. ولقد كان الناقلون ٌمثلون الطرؾ االقتصادي األقوى ،و ٌصعب على أي شاحن مواجهة الشروط التً ٌملٌها الناقل فً وثٌقة الشحن ،السٌما فٌما ٌتعلق باألجرة، و كذا إعفابه من المسإولٌة فً حالة هالك أو تلؾ البضاعة ،هذه الشروط ألحقت ضررا بلٌؽا بالشاحنٌن أدت بهم للمطالبة بالحد منها وهذا األمر أدى إلى نشوب نزاع كبٌر اشتركت فٌه فٌما بعد شركات التؤمٌن و البنوك.. 1. و قد تضخم النز اع إلى أن أصبحت دوال أطرافا فٌه ،فصدر أول قانون فً الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة فً 31فبراٌر 3561سمً باسم واضعه هارتر 2للحد من هذه الشروط أي الشروط التً ٌملٌها الناقل ،و كان من أهم مزاٌا قانون هارتر أنه لم ٌكن متطرفا فً محاربة هذه الشروط لذلك لقً استحسانا عاما.. 3. .1مصطفى كماؿ طو ،أساسيات القانوف البحري ،منشورات احلليب احلقوقية .ص. 592 .5وىو قانوف فدرايل صدر يف 9991/25/99بالواليات ادلتحدة األمريكية مسي كذلك نسبة إىل مقرتحو على رللس الشيوخ ،وىو كاف نتيجة نضاؿ كبري من الشاحنني ضد شروط اإلعفاء من ادلسؤولية ،باعتبار أف الواليات ادلتحدة األمريكية آنذاؾ كانت من الدوؿ الشاحنة. .3على حسن يونس ،العقود البحرية ،دار الفكر العريب،9999 ،ص . 95 ،99 1.
(3) وبعدها تم توقٌع مشروع االتفاقٌة فً 52أوت 3651ببروكسل 4بشؤن توحٌد بعض القواعد المتعلقة بسندات الشحن والتً جرى االنجلٌز على تسمٌتها بقواعد الهاي ،وقد لقٌت معاهدة بروكسل 3651ترحٌبا و قبوال من الشاحنٌن إذ أنها أنهت عصر اإلعفاء المطلق من المسإولٌة ،و أعطت حال مقبوال لمشكلة توزٌع مخاطر النقل 5.إال أن التطبٌق العملً لهذه االتفاقٌة كشؾ عن عٌوب فٌها أوجب النظر فً نصوصها األمر الذي أدى إلى تعدٌلها ببروتوكول 3635الذي عرفت قواعده بقواعد فٌسبً ،وعدلت من جدٌد ببروتوكول .3646. 6. إن هذه االتفاقٌات و البروتوكوالت المعدلة لها ،و بالرؼم من انضمام ستٌن دولة إلٌها ،وقد جرى العمل بها ألكثر من ستٌن عاما اكسبها ثباتا و رسوخا فً قضاٌا النقل البحري ،إال أنها عجزت -أمام مطالبة دول الشاحنٌن و هً الدول النامٌة بؤؼلبٌتها الساحقة -عن مجاراة التطور االقتصادي للنقل لما كانت تإمن للناقل من إمكانٌات كبٌرة لإلفالت من المسإولٌة ،وذلك بؤن وضعت قرٌنة المسإولٌة على عاتق الناقل البحري ولكنها كانت فً صؾ الناقلٌن بحٌث جاءت بقابمة طوٌلة من أسباب اإلعفاء من المسإولٌة والتً تعمل على نفً هذه القرٌنة ،كما حددت مسإولٌة الناقل البحري بموجب حد أقصى للتعوٌض 7.األمر الذي دفع بالشاحنٌن إلى المطالبة بإلؽابها واستبدالها بؤخرى.. .4معاىدة بروكسل اخلاصة بتوحيد بعض القواعد ادلتعلقة بسندات الشحن لسنة ، 9954وتعرؼ باسم قواعد الىاي ،دخلت حيز النفاذ دوليا عاـ 9919أي بعد ذتانية أعواـ من التوقيع عليها وعدلت مبوجب بروتوكوؿ فسيب سنة 9999مث عدلت مرة أخرى سنة 9999 انضمت اجلزائر إىل معاىدة بروكسل دوف تعديالهتا مبوجب ادلرسوـ رقم 99 - 94ادلؤرخ يف 5مارس 9994اجلريدة الرمسية رقم 59و يبلغ عدد الدوؿ األعضاء يف معاىدة 9954أي قواعد الىاي وتعديالهتا يف الوقت احلايل 49دولة. .5ملزي عبد الرزتاف ،نظاـ ادلسؤولية احملدودة يف عقد النقل البحري ،أطروحة دكتوراه ،جامعة اجلزائر،5229،ص44 .6ازتد زلمود حسين ،النقل الدويل للبضائع ،منشاة ادلعارؼ الطبعة الثانية.5225 ،ص.52 7 . Boukhatmi Fatima , le contrat de transport de marchandise par mer en droit algérien, Le phare N° 39-juillet , 2002 page 6. 2.
(4) و تجدر اإلشارة إلى أن انضمام الجزابر إلٌها كان مبكرا منذ 3631/01/31 و لم ٌصدر القانون البحري الجزابري إال فً 51أكتوبر 3643بموجب األمر 8.50/43و أعطى للمعاهدة بموجب المادة 414قوة القانون الداخلً فً النقل المتمم بٌن الموانا األجنبٌة ،ضؾ إلٌه انه تضمن معظم أحكام المعاهدة. و لقد تم تعدٌله بموجب قانون رقم ،02/65فرفع بذلك االحتكار على نشاط النقل البحري و فتحه أمام األشخاص الخواص الطبٌعٌٌن و االعتبارٌٌن.. 9. و تعتبر اتفاقٌة بروكسل أول تشرٌع دولً ٌوحد قواعد سندات الشحن البحري ،وقد ساهمت بشكل كبٌر فً إعادة التوازن العقدي بٌن الشاحن و الناقل إال أن هذا التوازن سرعان ما تبدد أمام التكنولوجٌا الجدٌدة التً حدثت فً جمٌع وسابط النقل و التً أثرت سلبا على أحكام اتفاقٌة بروكسل،. 10. إذ أصبحت ال تتماشى مع. المتطلبات العصرٌة الحالٌة ،و إزاء هذا الوضع عقد مإتمر فً هامبورغ بؤلمانٌا تحت وساطة الجمعٌة العامة لألمم المتحدة وتم فٌه توقٌع اتفاقٌة األمم المتحدة لنقل البضابع بطرٌق البحر بتارٌخ 13مارس 3645وعرفت باسم قواعد هامبورغ.. 11. و لقد اهتم واضعو هذه االتفاقٌة كان تقدٌم حماٌة أفضل للشاحنٌن إزاء الناقلٌن ،وقد نجحت فعالا فً هذا الصدد بتقدٌم مزاٌا مهمة للشاحنٌن ،األمر الذي أصبح ٌتذمر منه الناقلون ،فقد أتت اتفاقٌة هامبورغ منحازة لصالح الشاحنٌن ،األمر الذي ٌفسر عدم انضمام الدول ذات األسطول البحري الكبٌر إلٌها ،كبرٌطانٌا والوالٌات. .8ادلرسوـ رقم 99-94ادلؤرخ يف ،9994/21/25اجلريدة الرمسية عدد .59 .9قانوف رقم ،22/99ادلؤرخ يف 29ربيع األوؿ 9499ىػ ادلوافق لػ 52يوليو ،9999يعدؿ و يتمم األمر رقم 92/ 99ادلؤرخ يف 59شواؿ عاـ 9199ىػ ادلوافق لػ 51أكتوبر ،9999و ادلتضمن القانوف البحري. .92رلرب زلمد ،حتديد ادلسؤولية يف عقود النقل للبضائع غرب البحر يف اتفاقية بروكسل و يف التشريع البحري اجلزائري ،أشغاؿ ادللتقى الدويل يف ادلنازعات البحرية 5و 1ماي 5229حتت إشراؼ األستاذة بوخادتي فاطمة ،جامعة وىراف ،كلية احلقوؽ و العلوـ السياسية ،منشورات األلفية الثالثة.. . 11مل تصادؽ اجلزائر على اتفاقية ىامبورغ بالرغم من أهنا أخذت الكثري من أحكامها يف القانوف البحري اجلزائري. 3.
(5) المتحدة األمرٌكٌة وبعض الدول األوروبٌة 12.هذا وقد دخلت قواعد هامبورغ حٌز النفاذ دولٌا اعتبارا من أول نوفمبر .3665 و ٌالحظ من مراجعة بٌان الدول التً أصبحت أطرافا فً اتفاقٌة هامبورغ لعام 3645أن ؼالبٌتها تنتمً إلى مصاؾ الدول الشاحنة ،األمر الذي ٌضٌق من مجال تطبٌقها ،و هو ٌعتبر إجراء مقصود من قبل الدول ذات األساطٌل الكبٌرة و التً لم تلق هذه االتفاقٌة لدٌها أي قبول ألنها تصطدم بمصالحها بسبب المزاٌا التً حققتها للشاحنٌن على حساب هذه المصالح.. 13. لكن األمر لم ٌدم لفترة طوٌلة حٌث انه بعد مضً عشر سنوات من نفاذ هذه االتفاقٌة ،بدأ فرٌق عمل مكلؾ من لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولً()UNCITRAL. 14. إعداد مسودة اتفاقٌة جدٌدة أخرى تحكم عقود النقل. الدولً للبضابع بالبحر كلٌا أو جزبٌا بدعوى إٌجاد قانون معاصر وموحد ،ألن التطور المذهل فً مٌدان النقل البحري والتجارة الدولٌة ٌحتاج إلى أن ٌواكبه تطو ر مماثل فً التشرٌع البحري الدولً الموحد و ٌنظم العالقات القانونٌة بٌن طرفً عقد النقل البحري للبضابع ،و هم الشاحنون و الناقلون بشكل عادل و متوازن دون إفراط فً زٌادة أعباء الناقلٌن أو تفرٌط فً حماٌة الشاحنٌن فً تشرٌع دولً عصري للنقل البحري ٌجاري الثورة المتجددة للحاوٌات و نهضة تكنولوجٌا المعلومات وظهور التجارة االلكترونٌة ،وهو تشرٌع ٌرسً دعابم االستقرار فً المعامالت التجارٌة بٌن األمم ،و ٌعمل على إزالة العوابق القانونٌة أمام تدفق التجارة الدولٌة و ٌسهم إسهاما فعاال فً قٌام تعاون اقتصادي عالمً بٌن. .95زلمود هبي الدين ،عرض رلمل لقواعد روترداـ ، 5229أضواء على إصدارات جلنة األمم ادلتحدة للقانوف التجاري ،رلمع ادلنظمة البحرية الدولية. العدد مارس، 5229ص5 . 13زلمود هبي الدين،ادلرجع السابق،ص ب. .94و ىي األحرؼ األوىل من :. UNITED NATION COMMISSION OF INTERNATIONAL TRADE OF LAW.. 4.
(6) جمٌع الدول على أساس المساواة و اإلنصاؾ و المصلحة المشتركة و فً خٌر جمٌع الشعوب.. 15. إزاء اقتناع الجمعٌة العامة لألمم المتحدة بهذه األسباب الربٌسٌة ،اتخذت قراراا باعتماد مشروع لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولً ،وأطلقت علٌه االسم الرسمً "اتفاقٌة األمم المتحدة المتعلقة بعقود النقل الدولً للبضابع عن طرٌق البحر كلٌا ا وجزبٌا" .أما االسم ؼٌر الرسمً فهو قواعد روتردام حٌث أذنت الجمعٌة العامة للدول التوقٌع على هذه االتفاقٌة فً روتردام (هولندا) ابتداء من 51سبتمبر16 5006وهً تعتبر أحدث اتفاقٌة دولٌة تتعلق بالنقل البحري و أوصت الجمعٌة العامة لألمم المتحدة بتسمٌتها بقواعد روتردام.. 17. و لقد أتت اتفاقٌة روتردام على وجه عام بؤحكام تفصٌلٌة وتشعب مواضٌعها على نحو أوسع بكثٌر مما هو الحال فً اتفاقٌتً بروكسل و هامبورغ ،إذ أنها تضمنت 63مادة .وهناك من األحكام الموضوعٌة التً عالجتها اتفاقٌة روتردام ما كان قابما فً اتفاقٌتً بروكسل و هامبورغ فؤبقت على جزء منها وعدلت اآلخر ،فً حٌن أن هناك أحكاما مستحدثة عالجتها االتفاقٌة. ولما كانت مسإولٌة الناقل البحري هً جوهر موضوع النقل البحري و محور االتفاقٌات البحرٌة سواء اتفاقٌة بروكسل أو هامبورغ ،و تعتبر عصب النزاع بٌن الناقلٌن و الشاحنٌن على حد سواء و هو ما ٌجعل دوال تقبل على التوقٌع علٌها و أخرى تمتنع عن ذلك ،على اعتبار أنها تنقسم – الدول -إلى شاحنة و أخرى ناقلة .. .15مذكرة توصية من اجلمعية العامة لألمم ادلتحدة ،بشأف اتفاقية األمم ادلتحدة بعقود النقل الدويل للبضائع عن طريق البحري كليا أو جزئيا99، ماي. 5229ص .21 .99تطلبت االتفاقية لنفاذىا على ادلستوى الدويل انضماـ أو التصديق أو القبوؿ أو إقرار 20دولة وبعد اليوـ األوؿ من الشهر الذي يعقب انقضاء سنة واحدة على تاريخ إيداع الصك العشرين لدى األمانة العامة لألمم ادلتحدة. . 17زلمود هبي الدين .ادلرجع السابق ،ص .24 5.
(7) فهل أبقت قواعد روتردام على موضوع أحكام مسإولٌة الناقل البحري كما كان الحال فً االتفاقٌات السابقة أم كان لها حظ أوفر من نصوصها المستحدثة؟ و كٌؾ عالجت قواعد روتردام موضوع فض النزاعات التً تنتج عن هذه المسإولٌة ؟ من اجل اإلجابة على هذا الطرح واإللمام بكافة جوانب الموضوع قسمنا موضوع البحث إلى فصلٌن أساسٌن هما األحكام الموضوعٌة لمسإولٌة الناقل البحري على ضوء قواعد روتردام أما الفصل الثانً فهو األحكام الخاصة بفض النزاعات التً تثٌرها مسإولٌة الناقل البحري وفق قواعد روتردام .. 6.
(8) الفصل األول :األحكام الموضوعٌة لمسؤولٌة الناقل البحري فً ظل اتفاقٌة روتردام ان ه ال ٌمكن التطرق لدراسة مختلؾ أحكام مسإولٌة الناقل البحري للبضابع دون التعرٌج قلٌال على مفهوم عقد النقل البحري للبضابع باعتباره ٌبقى هو أساس هذه المسإولٌة .ولقد جرت العادة فً االتفاقٌات الدولٌة أن تتضمن تعارٌؾ لما ٌرد فٌها من اصطالحات قانونٌة ،وهذه العادة مصدرها المنهج االنكلوساكسونً ،وهو منهج حمٌد من هذه الناحٌة لما للتعارٌؾ من أهمٌة كبٌرة ،بحٌث ٌجب تشخٌص ما نعرؾ ،وبالتالً معرفة خصابصه قبل تؤطٌره قانونا ا لذا وجب فهم التعارٌؾ جٌداا ألنها هً التً تقودنا إلى الحلول الموضوعٌة للنزاعات المختلفة.18 وقد عنٌت المادة األولى من اتفاقٌة األمم المتحدة المتعلقة بعقود النقل الدولً للبضابع عن طرٌق البحر كلٌا أو جزبٌا بوضع تعارٌؾ لعدد من المصطلحات القانونٌة التً ورد ذكرها فً النصوص ،بشكل أوسع مدى وأكثر وضوحا مما قدمته سابقاتها بروكسل و هامبورغ.. 19. من هذا القبٌل نرى فً اتفاقٌة روتردام مدلوال خاصا لعقد النقل البحري ،حٌث تم توسٌع تعرٌفه القانونً لٌشمل لٌس فقط العقد الذي ٌكون جاري النقل فٌه عبر البحر ،إنما أجازت االتفاقٌة أن ٌكون النقل جار بعدة وسابط شرٌطة أن تكون إحدى مراحل النقل عبر البحر ،بحٌث ٌجوز أن ٌتضمن عقد النقل على النقل بعدة وسابط إضافة إلى النقل البحري ،و قد عرفته المادة األولى من قواعد روتردام “عقد النقل” ٌعنً عقدا ٌتعهد فٌه الناقل بنقل بضابع من مكان إلى آخر ،مقابل أجرة نقل .وٌجب أن ٌنص العقد على النقل بحرا ،وٌجوز أن ٌنص على النقل بوسابط .18أزتد زلمود حسين ،النقل الدويل البحري للبضائع ،منشأة ادلعارؼ باالسكندرية ،الطبعة الثانية ،ص .22 19 . PH. DELEBECQUE, L’évaluation du transport maritime. Brèves remarques , DMF , janvier 2009. 7.
(9) نقل أخرى إضافة إلى النقل البحري.. 20. أي وسعت المدلول القانونً لعقد النقل كما. أوردت اإلتفاقٌه تعرٌؾ "الناقل" ٌفٌد بؤنه هو الشخص الذي ٌبرم "عقد نقل" مع الشاحن 21.كما أن قواعد روتردام 5005استعملت مصطلح مستند النقل عوضا عن التسمٌة المتعارؾ علٌها منذ القرن 35وهً وثٌقة الشحن البحري.. 22. والجدٌر باإلشارة أن قواعد روتردام أتت بتعرٌؾ قانونً "للناقل" و "الشاحن" بسبب شٌوع استخدامهما على نطاق واسع ضمن نصوص القوانٌن ،خاصة فٌما ٌتعلق بؤحكام المسإولٌة ،األمر الذي ٌإدى إلى وجود األساس السلٌم الموحد عند تفسٌر النصوص وتطبٌقها فً شؤن طرفً عقد النقل البحري وهما الشاحن والناقل. وحس انا ما فعلت اتفاقٌة روتردام عندما أولت اهتمامها إلى تعرٌؾ مصطلحً الناقل والشاحن وألؽت من اعتبارها كلمة "المجهز".. 23. ولم تشترط أن ٌكون عقد النقل بحرٌا كلٌا ،و ٌمكن أن ٌتضمن عقد النقل عملٌات نقل أخرى سواء برٌة أو جوٌة أو بالسكة الحدٌدٌة المهم هو وجود رحلة بحرٌة ضمن عملٌة النقل.. 24. كما تجدر اإلشارة لما استحدثته هذه االتفاقٌة فً شان العقود. الكمٌة فنظمت العقد الكمً على وجه تفصٌلً .فعرفته بؤنه العقد الذي ٌتضمن نقل كمٌة محددة من البضابع فً سلسلة من الشحنات خالل فترة زمنٌة متفق علٌها. بعد هذه اللمحة نستطٌع الولوج إلى المبحث األول والذي ٌتضمن المبادئ القانونٌة لهذه المسإولٌة . . 20ادلادة ، 29اتفاقية األمم ادلتحدة ادلتعلقة بعقود النقل الدويل للبضائع عن طريق البحر كليا أو جزئيا، . 21ادلادة 29الفقرة ، 22اتفاقية األمم ادلتحدة ادلتعلقة بعقود النقل الدويل للبضائع عن طريق البحر كليا أو جزئيا 22 . PH. DELEBECQUE, La convention des nations unies sur le contrat de transport international de marchandises entièrement ou partiellement par mer et la liberté contractuelle, Annuaire de droit maritime et océanique(ADMO), 2008.P1. 23 .مقالة الدكتور فاروؽ ملش علي الربيد االلكرتوين.WWW.MARINEWS.NET 24 . PH. DELEBECQUE, convention CNUDCI. Règle de Rotterdam. Adoption RTD Com 2008 page 901, Laurent FEDI, Les Règle de Rotterdam, le droit de transport maritime du XXIe siècle, Synthèse du colloque IMTM des 20 et 21 mai 2010, Francesco BERLINGIERI, aspect multimodaux des règles de Rotterdam, DMF 11-2009 p.708 8.
(10) المبحث األول :المبادئ القانونٌة لمسؤولٌة الناقل البحري لما كان االلتزام الربٌسً للناقل هو نقل البضاعة وتسلٌمها إلى المرسل إلٌه سلٌمة فً المٌعاد المحدد فإنه ٌكون مسإوال عن الهالك إذا لم ٌسلم البضاعة إلى المرسل إلٌه ،وعن التلؾ إذا لم ٌسلمها فً حالة سلٌمة ،وعن التؤخٌر إذا لم ٌسلمها فً المٌعاد المحدد ،وال ترفع هذه المسإولٌة عن الناقل إال إذا أثبت أن الهالك أو التلؾ أو التؤخٌر ٌرجع إلى سبب أجنبً ال ٌد له فٌه كقوة قاهرة أو خطؤ من المرسل إلٌه أو عٌب خاص فً البضاعة.. 25. إذن تقوم مسإولٌة الناقل البحري للبضابع نتٌجة أسباب عدٌدة و التً ال تخلو أن تكون سوى خطؤ شخصً للناقل أو خطؤ تابعٌه مما ٌنجم عنه العدٌد عن األضرار تصٌب البضاعة.. المطلب األول :قٌام مسؤولٌة الناقل البحري حتى تقوم مسإولٌة الناقل البحري ٌجب أن ٌكون قد أخل بالتزاماته هو أو احد تابعٌه بحكم العالقة العقدٌة بٌنه و بٌن الشاحن .وقد نصت معاهدة روتردام على ذلك فً الفصل الرابع فً المواد من 99إلى 99و تتلخص هذه االلتزامات فً نقل البضاعة إلى مكان المقصد ثم تسلٌمها إلى المرسل إلٌه .وذلك بؤن ٌقوم الناقل بتسلٌم البضاعة و تحمٌلها ومناولتها و تستٌفها و نقلها وحفظها و العناٌة بها وتفرٌؽها بعناٌة و تسلٌمها على نحو مالبم إال إذا اتفق العقد على أن ٌتولى الشاحن أو الشاحن المستندي أو المرسل إلٌه القٌام بذلك. و الجدٌر بالذكر أن قواعد روتردام قد وسعت من هذه االلتزامات تحت عنوان التزامات معٌنة و نصت على اآلتً ٌ" :قوم الناقل بتسلٌم البضابع و مناولتها .52كماؿ زتدي ،مسؤولية الناقل البحري للبضائع يف قانوف التجارة البحرية مقارنة مع اتفاقية ىامبورغ ،منشأ ادلعارؼ باإلسكندرية .طبعة ،5سنة .5222 9.
(11) و تحمٌلها و تستٌفها و نقلها وحفظها و االعتناء بها و تفرٌؽها و تسلٌمها على نحو مالبم و بعناٌة".. 26. و القول أن معاهدة روتردام قد وسعت ذلك أن واجبً التسلم و التسلٌم لم ٌرد ذكرها فً نص معاهدة بروكسل المتعلقة بالتزامات الناقل بٌنما نصت المادة 25 على باقً االلتزامات . كما زادت هذه االتفاقٌة التزامات معٌنة تنطبق على الرحلة البحرٌة فً واجبات الناقل لصالح الشاحن بجعل السفٌنة وإبقابها صالحة لإلبحار و تقٌمها و تزوٌدها بالمعدات و اإلمدادات على نحو مالبم طوال الرحلة .27 و بذلك إذا اخل الناقل بؤحد هذه االلتزامات تقوم مسإولٌته و أردنا من أجل دراسة هذا المطلب أن نفصل قٌام هذه المسإولٌة من خالل فرعٌن أساسٌن نبٌن من خاللهما األساس القانونً الذي تقوم علٌه المسإولٌة و الفرع الثانً النطاق الزمنً الذي ٌحكم هذه المسإولٌة . الفرع األول :أساس مسؤولٌة الناقل البحري وفق قواعد روتردام إن تحدٌد أساس مسإولٌة الناقل هو بالػ األهمٌة وذلك الختالؾ النظم القانونٌة للمسإولٌة من العقدٌة عن التقصٌرٌة وانعكاسها على اإلثبات ،وعلى تحدٌد التعوٌض وعلى أطراؾ دعوى المسإولٌة.. 28. . 26ادلادة 91من قواعد روترداـ. . 27ادلادة 94من قواعد روترداـ. .28أزتد السعيد الزقرد ،بعض ادلشاكل اليت يثريىا عقد النقل ،رللة احملامي الكويتية ،العدد ،9999 ،29ص .51 10.
(12) و إن التشرٌعات فً شؤن تؤسٌس مسإولٌة الناقل بوحه عام ،تعتبر مسإولٌة الناقل البحري للبضابع مسإولٌة تعاقدٌة تقوم على إخالله بالتزام تحقٌق نتٌجة حٌث ٌضمن الناقل وصول البضاعة كاملة و سلٌمة وفً المٌعاد المحدد.. 29. و عن طبٌعة التزام الناقل الناشا عن عقد النقل البحري فهو ٌتمثل فً ضمان وصول األشٌاء المراد نقلها سلٌمة إلى المرسل إلٌه وهو التزام بتحقٌق نتٌجة فإذا تلفت هذه األشٌاء أو هلكت أو تؤخرت فً الوصول هنا تقع مسإولٌة الناقل. ومقتضى التزام الناقل بتحقٌق نتٌجة أن المضرور ال ٌلزم إقامة الدلٌل على ارتكاب الناقل لخطؤ ما أو إهماله فً تنفٌذ التزاماته الناشبة عن عقد النقل .وإنما ٌكفٌه – أي المضرور -إثبات أن الناقل لم ٌنفذ التزامه الذي هو توصٌل البضاعة كاملة وسلٌمة فً المٌعاد المحدد .فإذا ما فعل كان ذلك إثبات منه لخطؤ الناقل العقدي .. 30. و عدم تنفٌذ االلتزام هو بذاته الخطؤ العقدي فلٌس هو الخطؤ المفروض فً جانب المدٌن.. 31. وإذا ما اثبت المضرور الضرر و مقداره ،كانت عالقة السببٌة بٌن. الخطؤ و الضرر مفروضة و ٌتبع ذلك تحقق مسإولٌة الناقل . و فً هذا الصدد فلقد ورد النص فً اتفاقٌة روتردام بخصوص أساس مسإولٌة الناقل فً الفصل الخامس .والتً أقامت فٌه مسإولٌة الناقل البحري عن هالك البضاعة أو تلفها أو التؤخر فً تسلٌمها و ذلك بان ٌكون الناقل مسإوال عن هالك البضابع أو تلفها ،وكذلك عن التؤخر فً التسلٌم ،إذا أثبت المطالب أن الهالك أو التلؾ أو التؤخر ،أو الحدث أو الظرؾ الذي تسبب أو أسهم فٌه قد وقع أثناء مدة مسإولٌة الناقل حسبما حددت فً الفصل 1. 32. .29ىاين دويدار ،موجز القانوف البحري ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر سنة ، 9999ص .522 .30علي حسن يونس ،العقود البحرية ،دار الفكر العريب ،سنة .9999ص .99 . 31عبد الرزاؽ أزتد السنهوري ،الوسيط يف شرح القانوف ادلدين اجلزء األوؿ ،الطبعة الثانية ،9994بند .459 .32ادلادة 99الفقرة األوىل من قواعد روترداـ. 11.
(13) و مسبولٌة الناقل البحري فً كنؾ هذه االتفاقٌة الجدٌدة لٌست موضوعٌة تقوم على مجرد الضرر ،وإنما هً مسبولٌة شخصٌة تقوم على فكرة الخطؤ المفترض ،أي أن الناقل مكبل بقرٌنة الخطؤ ،فال ٌحتاج المطالب إال إلى إثبات حدوث الضرر أثناء وجود البضاعة فً حراسة الناقل ،فٌفترض وقوع خطؤ من الناقل ،وقٌام عالقة السببٌة بٌن الخطؤ المفترض والضرر الواقع ،فتفترض مسبولٌة الناقل.. 33. وبذلك فان مسإولٌة الناقل بمقتضى هذه االتفاقٌة قابمة على أساس قرٌنة الخطؤ أو الخطؤ المفترض وكما اشرنا إلٌه سالفا هو افتراض الخطؤ فً جانب المدعً علٌه وهو الناقل والذي ٌقع علٌه عبء إثبات انه لم ٌرتكب هذا الخطؤ أي أن هذه المادة وضعت على عاتق الناقل قرٌنة الخطؤ بالمسإولٌة عن األضرار الحاصلة للبضابع نتٌجة الهالك أو التلؾ أو الخسابر الناجمة عن تؤخٌر تسلٌمها شرٌطة أن ٌثبت الشاحن أو المرسل إلٌه أن هذه األضرار حصلت أثناء مدة مسإولٌة الناقل كما حددتها االتفاقٌة . هذه القرٌنة قرٌنة بسٌطة قابلة لإلثبات العكس فخولت المادة 34فقرة 5من االتفاقٌة للناقل إمكانٌة إبراء نفسه من المسإولٌة إذا أثبت أن األضرار الالحقة بالبضاعة أو الخسابر االقتصادٌة الناجمة عن التؤخٌر ال ٌعزى إلى خطؤ ارتكبه هو أو احد تابعٌه ومن فً حكمهم بموجب المادة 35فقرة .5 إلى هذا الحد تتفق هذه االتفاقٌة تماما ا مع اتفاقٌة هامبورغ .وفق المادة الخامسة منها ،34لكن مع الفرق أن هذه االتفاقٌة األخٌرة أعطت الناقل إمكانٌة نفً الخطؤ بإثبات انه اتخذ هو ومستخدموه أو وكالإه التدابٌر المعقولة لتفادي وقوع الحادث .11فاروؽ ملش ،قواعد روترداـ ،اساس مسؤولية الناقل و ىل ىي خطوة اىل الوراء ، ،األكادديية العربية للعلوـ والتكنولوجيا والنقل البحري ،أشغاؿ ادلؤدتر .العريب الثالث للقانوف التجاري و البحري يومي 99و 99ابريل 5229باإلسكندرية .مصر.ص.99 " .14يساؿ الناقل عن اخلسارة الناجتة عن ىالؾ البضائع أو تلفها،و كذلك الناجتة عن التأخري يف التسليم ،إذا وقع احلادث الذي تسبب يف اذلالؾ أو التلف أو التأخري أثناء وجود البضائع يف عهدتو على الوجو ادلبني يف ادلادة ، 24ما مل يثبت الناقل انو قد اختذ ىو و أو مستخدموه أو وكالؤه رتيع ما كاف من ادلعقوؿ تطلب اختاذه من تدابري لتجنب احلادث و تبعاتو". 12.
(14) المسبب للضرر باستثناء حالة الضرر الالحق بالبضابع الناجم عن الحرٌق، والضرر الالحق بالبضابع الناجم عن إهمال باتخاذ التدابٌر المعقولة إلخماد الحرٌق وتجنب تبعاته أو التخفٌؾ منها ،ففً هاتٌن الحالتٌن ٌنقلب عبء اإلثبات وٌصبح على الشاحن إثبات خطؤ الناقل فً حدوث الحرٌق ،أو إثبات خطؤ الناقل بعدم اتخاذ التدابٌر المعقولة إلخماد الحرٌق وتجنب تبعاتها والتخفٌؾ منها.. 35. كذلك أتاحت هذه االتفاقٌة إعفاء الناقل من المسإولٌة لٌس بإثبات انه لم ٌرتكب خطؤ ما ،إنما إثبات أن إحدى الحاالت المبٌنة فً الفقرة 1من المادة 34قد تسببت فً حدوث الضرر وحتى تتضح الصورة أكثر تجدر بنا اإلشارة إلى األساس الذي قامت علٌه مسإولٌة الناقل البحري فً كلتا المعاهدتٌن السابقتٌن. بالنسبة لمسإولٌة الناقل البحري فً معاهدة بروكسل فال ٌكلؾ الشاحن بإثبات خطؤ الناقل ،فإذا أراد الناقل دفع هذه المسإولٌة وجب علٌه إثبات السبب األجنبً وهذه القواعد العامة هً بعٌنها التً اعتمدتها المعاهدة فً تنظٌم مسإولٌة الناقل فنصت المادة 1فً الفقرة 5من االتفاقٌة انه ال ٌسؤل الناقل أو مالك السفٌنة على الهالك أو التلؾ الناتج أو الناشا عن أي سبب آخر عن فعل الناقل أو خطبه أو فعل وكالء الناقل أو مستخدمٌه أو أخطابهم .إنما ٌقع عبء اإلثبات على من ٌرؼب فً االستفادة من هذا االستثناء و ٌحق له أن ٌثبت انه لٌس للخطؤ الشخصً و ال لفعل الناقل وال لفعل وكالء الناقل أو مستخدمٌه أو أخطابهم أي صلة بالهالك أو التلؾ فهذا النص ٌقرر مسإولٌته عن خطبه وأخطاء تابعٌه فان أراد دفع المسإولٌة فال ٌكفً لذلك مجرد إثبات عدم وجود عالقة سببٌة بٌن فعله. . Francesco Berlingieri, a comparative analysis of the Hague- Visby rules, the Hamburg rules, and the Rotterdam rules, United nation commission of international trade Law,P 08. WWW.UNCITRAL.ORG le 19/04/2011. 35. 13.
(15) و أفعال تابعٌه وبٌن الضرر الذي حصل ولكن ٌتعٌن علٌه إن ٌرد هذا الضرر إلى سببه الحقٌقً ومن ذلك إن مجرد وقوع الضرر ٌستوجب مسإولٌة الناقل.. 36. و قد جعلت التزام الناقل بنقل البضاعة و تسلٌمها التزاما ببذل ؼاٌة ولٌس بتحقٌق نتٌجة وهذا ما نصت علٌه الفقرة 3من المادة 2من اتفاقٌة هامبورغ على انه " ٌسؤل الناقل عن الخسارة الناتجة عن هالك البضابع أو تلفها وكذلك الناتجة عن التؤخٌر فً التسلٌم إذا وقع الحادث الذي تسبب فً الهالك أو التلؾ أو التؤخٌر إثناء و جود البضابع فً عهدته على الوجه المبٌن فً المادة 1ما لم ٌثبت الناقل انه قد اتخذ هو أو مستخدموه أو وكالءه جمٌع ما كان من المعقول تطلب اتخاذه من تدابٌر لتجنب الحادث وتبعاته.. 37. و لكن قد ٌحدث أن ٌكون هناك خطؤ مشتركا بٌن الناقل و المضرور و فً هذه الحالة ٌجب التفرقة بٌن حالة ما إذا كان خطؤ الناقل هو األكثر تسببا فً الضرر و بٌن الحالة التً ٌكون فٌها خطؤ المضرور هو األكثر تسببا فً الضرر و أخٌرا بٌن ما إذا كان خطؤ كل منهما قد ساهم بقدر متساو فً إحداث الضرر ،فإذا كانت مساهمة خطؤ الناقل هً األكبر فً إحداث الضرر انتفت رابطة السببٌة بٌن خطؤ المضرور و الضرر لٌصبح الناقل هو المسإول الوحٌد عن الضرر ،أما إذا تجاوزت نسبة خطؤ المضرور خطؤ الناقل فإن المسإولٌة تقع بالكامل على خطؤ المضرور و أخٌرا إذا تساوت نسبة خطؤ المضرور و الناقل فً المساهمة فً إحداث الضرر فإننا نكون فً هذه الحالة أمام خطؤ مشترك ٌستوجب تقسٌم المسإولٌة بالتساوي بٌن الناقل و المضرور.. 38. .36علي حسن يونس .أصوؿ القانوف البحري .دار الفكر العريب .طبعة .9999ص.199. 199 .37عاطف زلمد الفقي .قانوف التجارة البحرية .دار الفكر اجلامعي .طبعة سنة ،5229ص992و999 .19سوزاف على حسن ،عقد نقل البضائع باحلاويات ،النقل أحادي الوساطة والنقل الدويل ادلتعدد الوسائط ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر اإلسكندرية .5224ص99 14.
(16) وإذا كان االلتزام على هذا النحو ،فهو التزام ببذل عناٌة مع افتراض خطبه و إهماله فان ذلك ٌعنً أن المضرور -وعلى خالؾ حكم االلتزام ٌبذل عناٌة- لٌس مطالب بإثبات خطؤ الناقل وإنما ٌكفٌه إثبات وجود البضابع فً حراسة الناقل لحظة وقوع الضرر ،وهو أمر جد ٌسٌر ٌكفً فً خصوصه تقدٌم عقد النقل. وما ٌثبت استالم الناقل للبضابع. من الشاحن واثبات الضرر. المدعى به وعندبذ تعمل قرٌنة الخطؤ إذ ٌفترض وجود خطؤ أو إهمال من الناقل وقٌام عالقة السببٌة بٌن الخطؤ أو اإلهمال والضرر وٌكون على الناقل لدفعه مسإولٌته نفً صدور خطؤ أو إهمال من جانبه وذلك بإثبات انه قد اتخذ هو أو مستخدموه أو وكالءه كل ما كان من المعقول تطلبه أو اتخاذه من تدابٌر لتجنب الحادث وتبعاته.39 ولكن ٌستطٌع الناقل فً هذا الخطؤ المفترض دفع مسإولٌته إذا افلح فً إثبات انه قد اتخذ كافة ا لتدابٌر المعقولة لمنع الضرر أو الحد من نتابجه ،وتطبٌق لذلك فانه إذا نشؤ الضرر مثال عن مخاطر البحر فعلى الناقل لٌدرأ عن كاهله قرٌنة الخطؤ المفترض فً حقه أن ٌثبت انه قد اتخذ التدابٌر المعقولة للحٌطة منها اتقاء نتابجها . و ضابط التدابٌر المعقولة هو معٌار جدٌد على مفهوم المدرسة الالتٌنٌة التً تعتنق معٌار الرجل العادي ولكن ال خالؾ على كون هذا الضابط هو طبٌعة مادٌة ٌنظر إلى ما ٌفترض أن ٌفعله الناقل المتوسط الحرص فً نفس الظروؾ ال الناقل الؽافل و ال شدٌد الٌقظة.40. .19كماؿ زتدي ،مسؤولية الناقل البحري للبضائع يف قانوف التجارة البحرية مقارنة مع اتفاقية ىامبورغ ،الطبعة الثانية منشأة ادلعارؼ ،باإلسكندرية .3002ص.51.51 .40سعيد حيي .مسؤولية الناقل البحري وفقا التفاقية ىامبورغ ،ادلكتب العريب احلديث .سنة .3000ص42 15.
(17) أما بالنسبة للقانون البحري الجزابري فقد أكد فً المادة 770منه و المادة 772 على أن التزامات الناقل هً التزامات ببذل عناٌة ،وحسب نص المادة ،302فقرة أ- ط -ل ،فال ٌمكن للناقل التخلص من الخطؤ إال بإثباته أنه قد بدل العناٌة الالزمة ،أما االلتزام بتوصٌل البضاعة فهو التزام بتحقٌق نتٌجة ولدرء المسإولٌة ،فعلى الناقل إثبات خطؤ الؽٌر ،القوة القاهرة ،أو السبب األجنبً. أما الضرر فً المسإولٌة العقدٌة التً ٌتحملها الناقل البحري للبضابع فهو كما أشرنا سلفا فً المطلب األول فإنه ٌتمثل إما فً فقدان البضاعة أو هالكها وإنما فً التؤخر فً وصولها وهو ضرر مادي ،على أنه ٌجب أن تربط بٌن الخطؤ المفترض و الضرر المادي عالقة سببٌة لقٌام هذه المسإولٌة. ومن هنا ٌمكننا القول أن مسإولٌة الناقل البحري فً القانون البحري الجزابري هً مسإولٌة عقدٌة مإطرة بؤحكام تشرٌعٌة مستندة من معاهدة بروكسل .41 إذن وبخصوص هذه المسؤلة فان معاهدة روتردام قد وضعت قواعد متوازنة إلى حد بعٌد ألساس مسإولٌة الناقل والشاحن .راعت فٌها قواعد العدالة فؤقامت المـادة 57مسإولٌة الناقل عن هالك البضاعة أو تلفها أو التؤخر فً تسلٌمها على أساس الخطؤ المفترض إذا ثبت الؽالب أن الضرر الذي لحق بالبضاعة قد وقع أثناء مدة التزام الناقل. و نلخص القول فً هذا الفرع بان مدى التزام الناقل من المسابل بالؽة األهمٌة التً ٌتعٌن التعرؾ على موقؾ االتفاقٌة الجدٌدة حٌالها ،ومدى انحٌازها إلى أي االتجاهات القانونٌة التً تتراوح بٌن اعتبار مسإولٌة الناقل مإسسة على كــون التزام الناقل بتحقٌق نتٌجة أو كونه التزاما ببذل عناٌة.. .41أوسهة زلمد رضا ،التزامات و مسؤولية الناقل البحري .حبوث و دراسات.نشرة القضاة..5292-5229.العدد .92ص.992 16.
(18) ٌكفى طب اقا التفاقٌة روتردام أن ٌثبت المرسل إلٌه أو الشاحن المتعاقد الذي أصٌبت بضاعته بالضرر أثناء وجودها فً حراسة الناقل أن ٌثبت عدم نقل البضاعة إلى مكان المقصد أو نقلها مع إصابتها بؤضرار ،حتى تشؽل مسبولٌة الناقل بافتراض وقوع الخطؤ من جانبه أي على أساس "قرٌنه الخطؤ المفترض" ؼٌر أن االتفاقٌة م 3/57خولت للناقل التخلص من المسبولٌة بنفً قرٌنة الخطؤ المفترض ،إذا أقام الدلٌل على أن سبب الهالك أو التلؾ أو التؤخٌر ،ال ٌعزى إلى خطؤ ارتكبه هو أو أحد تابعٌه .وله بدال ا عن ذلك أن ٌقٌم الدلٌل على أن سبب الضرر الواقع للبضاعة هو أحد األحداث أو الظروؾ المستثناة الواردة باالتفاقٌة على وجه التحدٌد المادة 53الفقرة .2 ا ونظرا ا ألن الؽالب عمالا أن ٌضطر الناقل عند نفى ارتكاب أي خطؤ سواء من جانبه أو جانب أحد تابعٌه ٌكون قد أدى إلى حدوث الضرر للبضاعة ،أن ٌضطر إلى إثبات مصدر هذا الضرر ،أي السبب األجنبً القوة القاهرة أو فعل الؽٌر أو العٌب الذاتً فً البضاعة أو فعل الشاحن .وهذا هو نفس الطرٌق للتخلص من المسبولٌة فً حالة أن ٌكون االلتزام بتحقٌق نتٌجة إذا ما تخلفت تلك النتٌجة. وهكذا ٌمكن القول أن اتفاقٌة روتردام تتخذ فً شؤن مدى التزام الناقل منهجا ٌقترب من جعله التزاما بتحقٌق نتٌجة أو ؼاٌة أكثر منه التزاما ببذل عناٌة والنتٌجة أو الؽاٌة المستهدؾ تحقٌقها هً نقل البضاعة وتسلٌمها بحالة سلٌمة إلى المرسل إلٌه فً الوقت المتفق علٌه أو الوقت المعقول.. 42. فال نزاع فً أن نظام المسإولٌة األكثر دقة هو النظام الذي ٌضع على عاتق المتعاقد التزام بنتٌجة أي بتحقٌق ؼاٌة ،فً حٌن أن كل نظام ٌقوم على الخطؤ أو .42فاروؽ ملش .اتفاقية األمم ادلتحدة بشاف عقد النقل الدويل للبضائع بالبحر كليا أو جزئيا لسنة .5229احلسنات و االجيابيات.ص.4 17.
(19) قرٌنة الخطؤ هو نظام أقل دقة و صرامة ،إذ أن المتعاقد ال ٌعد بنتٌجة و هً وصول البضابع سلٌمة و إنما ٌعد فقط بؤن ٌبذل أقصى جهده.. 43. الفرع الثانً :النطاق الزمنً لمسؤولٌة الناقل البحري وفق قواعد روتردام إن النطاق الزمنً لمسإولٌة الناقل البحري هو الفترة الزمنٌة التً ٌبدأ فٌها التزامه بنقل البضابع إلى ؼاٌة انقضاء هذا االلتزام وذلك بتسلٌمها إلى المرسل إلٌه 44،وهو الشخص الذي ٌحق له تسلم البضابع بمقتضى عقد النقل أو مستند النقل أو سجل النقل اإللكترونً.. 45. و بالنسبة لهذه االتفاقٌة فان مبدأ مسإولٌة الناقل البحري تشمل مدة التزام الناقل أو حدود الفترة التً ٌسري فٌها هذا االلتزام .وقد نصت على أن مدة مسإولٌة الناقل تبدأ عندما ٌتسلم الناقل البضابع أو أي طرؾ منفذ -و قد قامت بتعرٌؾ هذا األخٌر بؤنه أي شخص ؼٌر الناقل ٌإدي أو ٌتعهد بؤن ٌإدي أٌا من واجبات الناقل بمقتضى عقد النقل فٌما ٌتعلق بتسلم البضابع أو تحمٌلها أو مناولتها أو تستٌفها أو نقلها أو االعتناء بها أو تفرٌؽها أو تسلٌمها ،متى كان ذلك الشخص ٌتصرؾ، بصورة مباشرة أو ؼٌر مباشرة ،بناء على طلب الناقل أو تحت إشراؾ الناقل أو سٌطرته.. 46. بؽرض نقلها وتنتهً عند تسلٌم البضابع بقولها ":تبدأ مدة مسإولٌة. الناقل بشؤن البضابع بمقتضى هذه االتفاقٌة عندما ٌتسلم الناقل أو أي طرؾ منفذ البضابع بؽرض نقلها ،وتنتهً عندما تسلم البضابع". 43. .ازتد زلمود حسين ،ادلرجع السابق ،ص. 529. 47. .44ادلادة 9الفقرة 99من قواعد روترداـ. .42عرفتو ادلادة 9الفقرة 99من قواعد روترداـ بانو يعين ادلعلومات الواردة يف رسالة واحدة أو أكثر يصدرىا الناقل بوسيلة اتصاؿ إلكرتونية مبقتضى عقد النقل ،مبا فيها ادلعلومات ادلرتبطة منطقيا بسجل النقل اإللكرتوين بواسطة مرفقات أو ادلوصولة بطريقة أخرى بسجل النقل اإللكرتوين إباف أو عقب إصداره من جانب الناقل حبيث تصبح جزءا من سجل النقل اإللكرتوين. .49ادلادة 9الفقرة 9قواعد روترداـ. .47ادلادة .95الفقرة 9من قواعد روترداـ. 18.
(20) و بذلك ٌتعٌن على الناقل البحري استالم البضابع من الشاحن ،وتعتبر واقعة االستالم بداٌة النطاق الزمنً لعقد النقل البحري وتبدأ التزامات الناقل ومسإولٌاته بمجرد استالمه البضاعة. وٌتم استالم البضاعة فً مٌناء الشحن فً الموعد المتفق علٌه ،وهذا ما نص علٌه القانون البحري الجزابري على أنه ٌجب على الشاحن أو من ٌنوب عنه أن ٌقدم البضابع فً األوقات و األمكنة المحددة باالتفاقٌة المبرمة بٌن األطراؾ أو حسب العرؾ فً مٌناء التحمٌل وفً حالة عدم تقدٌم الشاحن البضابع فً األوقات و األمكنة المحددة ٌدفع تعوٌضات للناقل الذي ٌقدر الخسابر التً لحقت به على أال تتعدى مبلػ أجر الحمولة المتفق علٌها ،إذ ٌمكن أن ٌتم استالم البضابع خارج حدود المٌ ناء كؤن ٌتم فً مخازن الشاحن أو مخازن الناقل وٌبقى على الناقل إتمام اإلجراءات الالزمة لنقل البضاعة إلى رصٌؾ المٌناء مع مراعاة اإلجراءات الجمركٌة.. 48. وتستمر التزامات الناقل أثناء النقل (الرحلة البحرٌة) ثم عند الوصول فك البضابع و تفرٌؽها و تسلٌمها إلى المرسل إلٌه كما أشارت إلى ذلك المعاهدة بالنسبة إلى التزامات الناقل مشٌرة إلى بداٌة االلتزام بالتسلم ونهاٌته بالتسلٌم فً مادتـها 52إذ نصت على ٌ " :قوم الناقل أثناء مدة مسإولٌته ،حسبما حددت فً المادة ، 53ورهنا بؤحكام المادة ، 31بتسلم البضابع وتحمٌلها ومناولتها وتستضٌفها ونقلها وحفظها واالعتناء بها وتفرٌؽها وتسلٌمها على نحو مالبم وبعناٌة". بالنسبة لمدة التزام الناقل المنطبقة علٌها االتفاقٌة أو النطاق الزمنً لمسإولٌة الناقل فقد تم توسٌعها أٌضا بالمقارنة مع اتفاقٌتً بروكسل وهامبورغ ففً اتفاقٌة .48ادلادة 995من القانوف البحري اجلزائري. 19.
(21) بروكسل فقد تم تحدٌد هذه الفترة من الوقت الذي ٌمضً بٌن شحن البضابع فً السفٌنة وبٌن تفرٌؽها.. 49. فمدة التزام الناقل فً معاهدة بروكسل سنة 5231كانت تنسب إلى الوقت الذي ٌمضً بٌن شحن البضاعة فً السفٌنة و بٌن تفرٌؽها منها أي تنطبق على الرحلة البحرٌة التً تنقضً بٌن الشحن و التفرٌػ وهذا ما نصت علٌه من خالل المادة03 فقرة هـ التً بٌنت بعض التعرٌفات . و الفقرة هـ من المادة المذكورة على أن نقل البضابع ٌنسحب إلى الوقت التً ٌنقضً بٌن شحن البضابع فً السفٌنة وتفرٌؽها منها .أما ماعدا أي السابقة أو الالحقة لها تخضعان التفاق الطرفٌن الذي قد ٌخضعهما ألحكام االتفاقٌة أو ألحكام شروط تنصرؾ إلى إرادتهما.. 50. و معاهدة بروكسل جاءت ؼامضة فً هذا الصدد و أثارت جملة شكوك بسبب هذا الؽموض فمثال الفترة التً تكون فٌها البضاعة محمولة بالرافعة فً طرٌقها من الرصٌؾ إلى السفٌنة عند الشحن أو من السفٌنة إلى الرصٌؾ عند التفرٌػ هل تقع ضمن عملٌة النقل البحري وبذلك تقع المسإولٌة على الناقل أثناء هذه الفترة.. 51. وهذا الحكم ٌخالؾ ما استقر علٌه القضاء من أن عقد النقل البحري ٌشمل العملٌات السابقة على الشحن أو الالحقة للتفرٌػ بحٌث تكون هذه العملٌات جمٌعها كال ا ال ٌتجزأ تسري علٌه شروط سند الشحن و هذا ما ٌعرؾ بمبدأ وحدة عقد النقل البحري ،والشرط الجوهري إلكمال هذا المبدأ أن ٌتحمل الناقل البحري نفسه القٌام بالعملٌات السابقة على عملٌة النقل البحري بمعنى الكلمة أو الالحقة لها .أما لو قام بها أشخاص آخرون لحساب الشاحن أو المرسل إلٌه فإنها ال تكتسب صفة الناقل . Francesco Berlingier , Op .cit p 06.. . 50لطيف جرب كوماين ،القانوف البحري ،مكتبة الثقافة للنشر و التوزيع،عماف.ص.510.515 51. .لطيف جرب كوماين ،ادلرجع السابق ،ص . 921. 20. 49.
(22) البحري ،وبذلك فان معاهدة بروكسل تقتضً تجزبة عقد النقل البحري إلى ثالث مراحل ،فالمرحلة األولى تشمل الوقت الذي ٌنقضً بٌن تسلٌم البضاعة للناقل فً بدء عملٌات الشحن والمرحلة الثانٌة تشمل الوقت الذي ٌنقضً بٌن شحن البضابع فً السفٌنة وتفرٌؽها منها أما المرحلة الثالثة فتبدأ بعد نهاٌة التفرٌػ وتستمر فً تسلٌم البضاعة تسلٌما فعلٌا للمرسل إلٌه.. 52. إذن فال تسري المعاهدة إال على المرحلة الثانٌة وبذلك فان المرحلتٌن السابقة و الالحقة أو بعبارة أخرى المرحلتٌن األولى و الثالثة ال تسري علٌها هذه المعاهدة و لذا مسإولٌة الناقل محصورة هنا فً المرحلة الثانٌة . فجاءت معاهدة هامبورغ حاسمة لهذا الجدل بؤن قررت فترة عقد النقل البحري ما بٌن نقل البضابع من مٌناء إلى مٌناء فنصت الفقرة األولى من المادة الرابعة من االتفاقٌة على انه ":مسإولٌة الناقل على البضابع بموجب هذه االتفاقٌة تشمل المدة التً تكون فٌها البضابع فً عهدة الناقل فً مٌناء الشحن و أثناء النقل و فً مٌناء التفرٌػ".. 53. فالناقل مسإول عن البضابع طالما هً فً حراسته والتً من المفروض أن ٌتسلم البضابع فً مٌناء الشحن من الشاحن ،أو من ٌنوب عنه ،أو من السلطة ،أو من طرؾ ثالث ثم تسلٌم البضاعة فً مٌناء التفرٌػ كما قد ٌكون للمرسل إلٌه من ٌنوب عنه .وهنالك قرارات عدٌدة تؤكد على المسإولٌة الشاملة للناقل البحري عن تنفٌذ النقل البحري كامال ومن ذلك قرارها الصادر فً 3665/02/33الذي أقر بؤن األضرار الالحقة بالبضاعة فً المٌناء تستتبع مسإولٌة الناقل ،كون أن. .52مصطفى كماؿ طو ،مبادئ القانوف البحري ،الدار اجلامعية ،9999ص.549 53. .ادلادة 4من اتفاقية األمم ادلتحدة للنقل البحري للبضائع ،ادلوقع عليها هبامبورغ بتاريخ يف 19مارس 9999 21.
(23) التسلٌم لم ٌتم بعد ،حٌث بٌنت المحكمة العلٌا أن قضاة الموضوع أسسوا قرارهم بتحمٌل مإسسة المٌناء مسإولٌة األضرار التً لحقت بالبضاعة رؼم أن وضع البضاعة بالمٌناء ال ٌعد تسلٌما وفقا لنص المادة 505من القانون البحري وقٌام وكٌل التفرٌػ بتفرٌػ البضاعة وفقا للمادة 541من القانون البحري ال ٌعنً بؤنه مسإول عن الخسابر ،بل أن مسإولٌة الناقل تمتد إلى ؼاٌة التسلٌم النهابً إلى المرسل إلٌه ،إال إذا أثبت الناقل مسإولٌة وكٌل التفرٌػ ،وهو ما لم ٌثبت القٌام به فً قضٌة الحال وبالتالً استوجب النقض.. 54. و فصلت هذه االتفاقٌة متى تعتبر البضابع فً عهدة الناقل ،إذ قالت أن البضابع تعتبر فً عهدة الناقل من الوقت الذي ٌتسلم فٌه البضابع من الشاحن أو شخص ٌعمل بالنٌابة عنه أو من سلطة أو طرؾ ثالث توجب القوانٌن السارٌة فً مٌناء الشحن تسلٌمها إلٌه للشحن ،وحتى الوقت الذي ٌقوم فٌه بتسلٌم البضابع إلى المرسل إلٌه أو بوضعها تحت تصرؾ المرسل إلٌه أو إلى سلطة أو طرؾ ثالث توجبه القوانٌن السارٌة فً مٌناء التفرٌػ.. 55. ؼٌر أن معاهدة هامبورغ شابها النقص فً هذه النقطة قد ٌإدي إلى إبراء الناقل من المسإولٌة دون أن ٌكون ثمة تسلٌم فعلً للبضابع للمرسل إلٌه وٌبدو ذلك فً الحالة التً ٌضع الناقل البضابع تحت تصرؾ المرسل إلٌه دون أن ٌسلمها له فعلٌا.. 56. .54القرار الصادر عن الغرفة التجارية للمحكمة العليا يف 9992/22/99رقم ، 999991منشور اجمللة القضائية ،العدد األوؿ ،ص .999 . 55لطيف جرب كوماين ،ادلرجع السابق ،ص .929 .56كماؿ زتدي ،مسؤولية الناقل البحري للبضائع .ادلرجع السابق،ص29 22.
(24) و فً هذا الصدد فان اتفاقٌة روتردام وسعت أكثر فؤكثر مدة النقل التً ٌتحمل فٌها الناقل المسإولٌة وتطبق قواعد االتفاقٌة علٌها ،فقد نصت المادة /53فقرة 5منها على أن مدة مسإولٌة الناقل تبدأ عندما ٌتسلم الناقل البضابع أو أي طرؾ منفذ، بؽرض نقلها ،وتنتهً عند تسلٌم البضابع. وتابعت هذه المادة فً الفقرة 2بؤنه ٌجوز للطرفٌن (أي الناقل والشاحن) أن ٌتفقا على وقت ومكان تسلم البضابع وتسلٌمها ،لكن قٌدت إرادة األطراؾ فً هذا االتفاق بقٌدٌن: األول ٌتعلق بعدم جواز االتفاق على أن ٌكون وقت تسلم الناقل البضابع الحقا ا لبدء تحمٌلها األولً بمقتضى العقد. أما الثانً فٌتعلق بؤن ال ٌكون وقت تسلٌم البضابع إلى المرسل إلٌه سابقا ا إلتمام تفرٌؽها النهابً بمقتضى عقد النقل. ٌستنتج من ذلك أن مدة التزام الناقل مفتوحة من وقت استالم الناقل البضابع إلى وقت تسلٌمها ما خال اتفاق ٌحدد وقت ومكان التسلم والتسلٌم المقٌد بالقٌدٌن الواردٌن أعاله ،واللذٌن نرى اقتضاء اشتراطهما ٌعود إلى ما لمسه واضعو االتفاقٌة من تحاٌل احد األطراؾ العقد (الناقل عادة) فً ظل أحكام اتفاقٌة هامبورغ بإدراج بند فً عقد النقل ٌحدد مدة استالم الناقل للبضابع بعد تحمٌلها األولً أو أن ٌكون وقت تسلٌم البضابع إلى المرسل إلٌه سابقا ا إلتمام تفرٌؽها النهابً ،فكان هذا الشرط األخٌر دارج ألنه كان لصالح الناقلٌن ،فكان الناقل ٌتفق مع الشاحن على أن وقت التسلٌم الفعلً للمرسل إلٌه ٌكون سابقا ا إلتمام التفرٌػ الفعلً،. 57. أي ٌعد تسلٌما ا والبضابع مازال موجودة فً عنابر السفٌنة ،وكانت. معاهدة هامبورغ ال تمنع مثل هذا االتفاق حٌث تنص المادة 1منها على أن وقت .57فاروؽ ملش .اتفاقية األمم ادلتحدة بشأف عقد النقل الدويل للبضائع بالبحر كليا أو جزئيا لسنة .5229احلسنات و االجيابيات.ص4 23.
(25) تسلٌم البضابع ٌكون فً إحدى الحاالت التالٌة :إما بتسلٌمها إلى المرسل إلٌه ،وإما بوضعها تحت تصرؾ المرسل إلٌه وفقا ا للعقد فً الحاالت التً ال ٌتسلم فٌها المرسل إلٌه البضابع من الناقل ،هذه الحالة األخٌرة قد تإدي إلى إبراء الناقل من المسإولٌة دون أن ٌكون ثمة تسلٌم فعلً للبضابع إلى المرسل إلٌه ،وهذا ما حاولت تفادٌه اتفاقٌة روتردام ،حٌث أكدت على عدم جواز االتفاق على إن ٌكون تسلٌم الناقل للبضابع سابقا ا إلتمام تفرٌؽها الفعلً ،لذلك ٌمكن القول أن الحكم الخاص الوارد بالمادة /53فقرة 2من اتفاقٌة روتردام حمى الشاحنٌن على وجه افعل مما هو الحال فً اتفاقٌة هامبورغ.. 58. إذن فمعاهدة روتردام قد وسعت من هذه المدة عندما وسعت فً التزامات الناقل فالنطاق الزمنً ٌبدأ بالتسلم وٌنتهً بالتسلٌم فالقاعدة فً هذه االتفاقٌة هً وقوع موجب التسلم و المناولة و التحمٌل و التستٌؾ و النقل و االعتناء بالبضابع والتفرٌػ و تسلٌم البضابع على نحو مالبم و بعناٌة على الناقل. إال أن الفقرة 3من المادة 52منها أجازت لألطراؾ االتفاق على خالؾ هذه القاعدة فٌما تعلق بموجبات التحمٌل أو المناولة أو التستٌؾ أو التفرٌػ بشرط أن ٌدرج ذلك فً تفاصٌل العقد أضؾ إلى ذلك أنها نظمت موجبات التسلم والتسلٌم. فموجب تسلم وتسلٌم أدخلته االتفاقٌة ضمن الموجبات الواقعة على الناقل من بٌن الموجبات األخرى .وٌعتبر التسلٌم وهو تسلٌم البضابع إلى المرسل إلٌه نهاٌة االلتزام الواقع على عاتق الناقل وبذلك ٌنتهً عقد النقل البحري و التسلٌم ٌعتبر عملٌة قانونٌة ٌتمٌز عن التفرٌػ الذي هو مجرد عملٌة مادٌة و بذلك فان عملٌة. .58وجدي حاطوـ،ا جلديد يف النقل البحري يف ضوء اتفاقية روترداـ .رللة نقابة احملامني يف بريوت .العدد 1سنة .5292ص.9252. 24.
(26) التسلٌم ال تتم بمجرد تفرٌػ الناقل للبضاعة فً مٌناء الوصول بل تتبع أثرها عند قبول األطراؾ بالوثابق.59 وهذا ما ذهبت إلٌه المحكمة العلٌا فً القرار الصادر بتارٌخ 5225/01/20بٌن الشركة الجزابرٌة لتؤمٌن النقل بالجزابر ضد ألٌبال الٌنس كلٌبارا سترات بلجٌكا و الذي جاء فً إحدى حٌثٌاته '' من المقرر قانونا أنه ٌبدأ عقد النقل البحري بمجرد ما ٌؤخذ الناقل البضاعة على عاتقه وٌنتهً بتسلٌمها إلى المرسل إلٌه ومن ثم فإن القضاء بما ٌخالؾ هذا المبدأ ٌعد مخالفا للقانون .ولما كان من الثابت فً قضٌة الحال أن قضاة الموضوع عندما اعتبروا تفرٌػ البضاعة فً المٌناء بمثابة تسلٌمها وأعفوا بذلك الناقل من المسإولٌة أخطؤوا فً تطبٌق القانون .60واستقر اجتهاد المحكمة العلٌا على هذا المبدأ فً عدة قرارات أخرى. و فً هذا الصدد نشٌر إلى التفرقة بٌن تفرٌػ البضاعة وبٌن التسلٌم فاألول هو واقعة مادٌة تتمثل بإنزال البضاعة من السفٌنة ووضعها على رصٌؾ المٌناء أو شحنها إلى المخازن أما التسلٌم فهو تصرؾ قانونً فهو إعطاإها ومنحها لصاحبها أو من ٌنوب عنه بعد تفرٌؽها ،وقد ٌقترن التفرٌػ بالتسلٌم أي أن ٌكون التفرٌػ و التسلٌم فً وقت واحد .وهذا ما ذهبت إلٌه المحكمة العلٌا فً قرار صادر فً 5227/07/33جاء فٌه " :لما تبٌن من قضٌة الحال أن قضاة المجلس أخلطوا بٌن التسلٌم و التفرٌػ ،إذ جاء فً قرارهم أن عملٌة التفرٌػ من اختصاص المإسسة المٌنابٌة متناسٌن أن ذلك ال ٌعنً اإلعفاء الكلً أو الجزبً لمسإولٌة الناقل إلى. . .59فاروؽ ملش ،ادلرجع السابق ،ص .4 .92القرار الصادر عن الغرفة التجارية للمحكمة العليا يف 9999/29/12رقم ،91929منشور اجمللة القضائية ،العدد األوؿ ،ص،94انظر ادللحق رقم..25 25.
Documents relatifs
Loin de célébrer les grands personnages ou les amis qu’il mentionne dans son œuvre poétique, le poète Robert Herrick, qui apparaît sous son nom propre à vint-trois reprises dans
Nephropathy in males and females with Fabry disease: cross-sectional description of patients before treatment with enzyme replacement therapy. Kleinert J, Dehout F, Schwarting A
FORMSCHLUESSIGES DESIGN KRAFTEINLEITUNG TOPOGRAFISCH · UND QUANTITATIV PHYSIOLOGISCH AEOUIVALENT ANISOTROPER
With all 16 available transit times we determined the transit and secondary-eclipse timing residuals for TrES-1. The calculated times (using the ephemeris of Winn
The ends of each individual rating scale are defined by polar opposite adjectives (e.g. good-bad, large-small, spacious-<:ramped, hazy-clear etc.). People are asked to rate
Dans cet article, on se place dans le cas où l’ensemble des scénarios est fini et équiprobable et on s’intéresse à prendre en compte l’optimisme du décideur avec un critère
Abstract— Ranking-based semantics are a way of assessing the acceptability of arguments in an abstract argumentation framework, by providing a ranking on arguments.. This paper aims
3 ةملك ركش نا فرعو لله دمحلا يذلا يلع انم لوصولاب هذه ىلإ يتلا ةلزنملا نكام ت لله دمحلا ف هلضفب لاإ اهغلبلأ لجوزع يذلا ينمهلأ ربصلا