• Aucun résultat trouvé

التنافر الزمني في رواية الصدمة ل ياسمينة خضرة

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "التنافر الزمني في رواية الصدمة ل ياسمينة خضرة"

Copied!
54
0
0

Texte intégral

(1)‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬ ‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫‪Ministère de l’enseignement supérieur et de la recherche scientifique‬‬ ‫‪UNIVERSITE 08 MAI 1945-GUELMA‬‬. ‫جامـــعــة‪ 8‬مـاي ‪ 5491‬قـالمــــة‬. ‫كلية اآلداب واللغات‬. ‫‪faculté : des lettres et des langues‬‬. ‫‪.‬‬. ‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬ ‫الماست ـ ـ ــر‬. ‫(تخصص تحليل الخطاب)‬ ‫عنـوان الم ــذكرة‬. ‫التنافر الزمني في رواية الصدمة لـ ( ياسمينة خضرة )‬ ‫مقدمة من طرف‪:‬‬. ‫لقريني ريمة‬ ‫تاريخ المناقشة ‪ :‬جـوان ‪4102‬‬. ‫معلم وردة‬. ‫رئيس ا‬. ‫الرتبة‬. ‫دكتورة محاضرة‬. ‫بويران وردة‬. ‫مقرر ا‬. ‫الرتبة‬. ‫أستاذة مساعدة أ‬. ‫راوية شاوي‬. ‫ممتحنا الرتبة‬. ‫أستاذة مساعدة أ‬. ‫السنة الجامعية‪4102/4102 :‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪F‬‬.

(2) 4.

(3) ‫النجاح نعمة والشكر واجب ف لنشكر المولى عز وجل‬ ‫الحمد هلل الذي ساعدنا على إتمام هذا العمل‬ ‫سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا إياه‬ ‫الحمد هلل الذي يسر لنا دروب المعرفة وأعاننا بالصبر فكان‬ ‫العلم غاية وكان العمل وسيلة‬ ‫نتقدم بالشكر الجزيل إلى أستاذتنا القديرة المؤطرة "نبيلة قريني"على ما‬ ‫قدمته لنا من توجيهات قيمة النجاز هذه المذكرة‪ ،‬ودفعتنا للسير على الدرب السليم‬ ‫وعلى ما أحاطتنا به به من دعم ورعاية أنارت لنا بها خلفيتنا العلمية‪ ،‬وصبرها معنا حتى‬ ‫النهاية‪ .‬فشكرا أستاذتنا‪.‬‬ ‫كما نتوجه بالتقدير والشكر الخاص إلى جميع األساتذة الكرام و باألخص‪:‬‬ ‫وردة بويران ‪ ،‬عبد الرحمان جودي‪.‬‬ ‫ونسأل اهلل سبحانه وتعالى أن يكون هذا العمل بذرة خير نافعة‬ ‫ف إن وفقنا فمن اهلل‪ ،‬وإن أخفقنا فمن أنفسنا‬ ‫ونسأل اهلل التوفيق‪.‬‬ ‫‪5‬‬.

(4) ‫مقدمـة‬ ‫ينهض النص الروائي على جمموعة من املكونات السردية‪ ،‬اليت متثل لبنات تش ّكله وبنائه‪ ،‬وفق منطق‬ ‫وقانون حيكم انتظامها اخلطايب‪ ،‬إذ تتبدى عربه شبكة العالقات بني العناصر املؤسسة لبنيته الكلية و‬ ‫واليت تتم عن طبيعة اآلليات املشكلة للمنت احلكائي وطرائق اشتغاهلا يف العمل الروائي‪.‬‬ ‫وهبذا تبدو مسألة البناء ضرورية لفهم األبعاد الفنية واجلمالية للنص بعيدا عن التقدمي املضمونايت‬ ‫اجلاهز‪ ،‬الذي جيعل من احملتوى نواة بناء السرد‪ ،‬حبيث يغدو معه الشكل جمرد وسيلة لكشف تلك‬ ‫املضامني املعرفية‪ ،‬مما جعل مؤسسي الدرس الروائي املعاصر يوجهون اهتمامهم لعملية البناء ذاهتا من‬ ‫حيث ميكانيزمات التوليد السردي وكيفية انبنائه وتشكيله انطالقا من الوعي الفين الذي حيققه اجلنس‬ ‫الروائي‪.‬‬ ‫ومنه تتبدى أمهية البناء الداخلي‪ ،‬كونه النظام الذي يصوغ احملكي الروائي صياغة فنية تتملص من‬ ‫التقرير املباشر‪ ،‬فتفكيك املادة الروائية أمر ذا شأن كبري‪ ،‬يتجاوز اجلاهز الذي يقوله النص إىل كيفية‬ ‫أدائه هلذا القول ذاته‪ ،‬من خالل مجلة الوسائل و األدوات الفنية اليت يوظفها الكاتب يف اجنازه العمل‬ ‫األديب‪ ،‬وال شك أن الرواية أكثر األجناس األدبية اليت تتوفر فيها كل وسائل نقل احملكي الروائي من‬ ‫كونه مادة خام إىل كونه فناً‪ ،‬فتصبح متعلقة باألحداث والشخصيات والزمن واملكان ‪ ،‬كطريقة يتم‬ ‫بواسطتها صوغ النظام احلكائي عرب متظهرات ومتفصالت البنية احلديثة داخل املنت احلكائي‪.‬‬ ‫والرواية مفتوحة إىل ما الهناية له من القراءات والتفسريات تبعا للخلفية اإلديولوجية والظروف التارخيية‬ ‫ملختلف اإلنتاجات اإلبداعية‪ ،‬وذلك أن العملية اإلبداعية بصفة عامة والرواية على وجه اخلصوص ال‬ ‫تنشأ من فراغ‪ ،‬أو من خيال حبث‪ ،‬إاما هي رمرة اللبنة الواقعية السائدة اإلجتماعية والسياسية والثقافية‬ ‫على السواء‪ ،‬فهي عبارة عن أحداث يف جمملها عبارة عن جمموعة من الوقائع تتطور وتتنامى وفق‬ ‫قانون يتيح هلا نظام خاص هبا‪ ،‬مرتبط أشد اإلرتباط بالزمن‪.‬‬. ‫‪6‬‬.

(5) ‫فالزمن إذن يشكل عالقة متعدية بني التاريخ والرواية‪ ،‬وال ميكن جتاهلها‪ ،‬بل هو احملور الرابط بينهما‪،‬‬ ‫والذي تتحرك يف إطاره الشخصيات ذلك أن رسالة األدب تعين اإللتزام بالشكل التارخيي مث حماولة‬ ‫التعبري عنه فنيا‪ ،‬وهذا ما حاول أن يرتمجه الكاتب اجلزائري يامسينة خضرة‪ ،‬من خالل تصويره جمموعة‬ ‫من األحداث وقعت بفلسطني خالل حقبة تارخيية معينة‪ ،‬للكشف عن خبايا هذه األحداث‬ ‫وداللتها املزجية‪ ،‬الضاربة جبذورها يف أعماق الزمن هذا األخري الذي مل تكن تعرف عنه شيئا‪ ،‬بل إنه‬ ‫جمسد يف كياننا وروحنا‪ ،‬وإحساسنا دون إمكانية التعرف عنه‪ .‬ويف حبثي هذا حاولت ضبط بعض‬ ‫مفاهيم الزمن النظرية ‪ ،‬إىل جانب التطبيق‪.‬‬ ‫ومبا أن دراسيت حتمل طابعا تطبيقيا‪ ،‬فاإلشكالية املطروحة هي‪:‬‬ ‫كيف تتمظهر البنية الزمنية عرب رواية الصدمة؟‬ ‫فطبيعة هذه اإلشكالية حتمت أن يكون عنوان املذكرة " التنافر الزمين يف رواية الصدمة ليامسينة‬ ‫خضرة"‬ ‫ومبا أن خمتلف األعمال والدراسات املعاصرة ال ميكنها القيام دون منهج‪ ،‬فقد ظهرت العديد من‬ ‫النظريات اليت تبنت خمتلف املناهج سواء كانت سياقية أم نصية‪ ،‬ذلك أن أساس احلياة نظام والنظام‬ ‫جوهر املعرفة‪ ،‬واملعرفة سبيل احلقيقة‪ ،‬وال يأيت ذلك لإلنسان دون منهج على حد تعبري ديكارت‪.‬‬ ‫فاملنهج املتبع الدراسة يتحدد وفق طبيعة النص‪ ،‬أي أن النص هو الذي يفرض املنهج املطبق عليه‪،‬‬ ‫علي تطبيق املنهج البنوي الذي يسعى إىل‬ ‫وعلى هذا األساس كان نص رواية "الصدمة" قد فرض ّ‬. ‫تفكيك النص وحماولة تركيبه بعد حني‪.‬‬. ‫وألن البحث حيتاج إىل عمود يستند إليه‪ ،‬ويش ّد كيانه واملتمثل يف اخلطة اليت حتدد اجتاهه ومعامل‬ ‫الدراسة‪ ،‬فقد جاءت مكونة من مدخل وفصلني تتصدرمها مقدمة وتذهلما خامتة‪.‬‬. ‫‪7‬‬.

(6) ‫املدخ ـ ـ ـ ــل‬ ‫تناولت يف املدخل مفهوم الزمن واحلدث‪ ،‬إىل جانب التحدث عن التنافر الزمين والعالقة اليت تربط‬ ‫بني الزمن و العناصر الروائية‪.‬‬ ‫أما الفصل األول فتطرقت فيه إىل بناء الزمن يف الرواية من التطرق إىل املفارقات الزمنية والرتكيز على‬ ‫تقنييت االسرتجاع واالستباق بتحديد يف البداية املفاهيم النظرية‪ ،‬مث حتديد حددت موقع هذه التقنيات‬ ‫يف رواية الصدمة‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاين فقد ارتأيت أن أوجه النظر إىل حركية السرد من خالل مفهوم املدة والعناصر املكونة‬ ‫هلا ‪ ،‬وضبط دورها يف تبطيء عجلة السرد وتسريعها‪ .‬مع دعم هذه املفاهيم بنماذج تطبيقية توضيحية‬ ‫من الرواية املنتقاة للدراسة‪ .‬إل جانب التوقف عند مفهوم التواتر وأنواعه مع دعمه بأمثلة‪.‬‬ ‫أما اخلامتة فكانت عبارة عن النتائج املتوصل إليها من خالل الدراسة‪ ،‬باإلضافة إىل ملحق حيمل‬ ‫ملخص الرواية‪.‬‬ ‫وفيما خيص طريق البحث كان شاقا نتيجة أنه مل يكن ضمن اختيارايت‪ ،‬وهذا ما أدى إىل عدم‬ ‫استعاب له يف البداية‪ ،‬وكذلك مشكل ضيق الوقت‪ ،‬إالّ أن توفر املصادر واملراجع ساعدين يسر يل‬ ‫طريق اجنازه‪ ،‬ومن بني أهم املصادر واملراجع املعتمدة كتاب جريار جينات خطاب احلكاية حبث يف‬ ‫املنهج‪ ،‬مها حسن القصراوي الزمن يف الرواية العربية‪ ،‬حسن حبراوي بنية الشكل الروائي وغريهم‪.‬‬ ‫ويف اآلخري أتوجه بالشكر والعرفان إىل األستاذة املشرفة "وردة بويران" على جهدها وتعبها نعي‬ ‫إلخرج هذا البحث‪ ،‬وعلى ما قدمته من توجيهات سديدة إلثراء البحث أو باألحرى على االرتقاء‬ ‫سلم البحث املمنهج‪ ،‬فدمت ورد ًة يف جمال احلث العلمي‪.‬‬. ‫‪8‬‬.

(7) ‫مفهوم الزمن‪:‬‬‫ميثــل الــزمن دورا هامــا يف حياتنــا لــذا كانــت العنايــة بــه منــذ القــدم‪ ،‬واتســعت دائــرة تعريفــه‪ ،‬لصــعوبة‬ ‫حتدي ــده‪ .‬خي ــرج ال ــزمن لدالل ــة املك ــث وه ــي أبس ــط دالالت ال ــزمن‪ ،‬وه ــي "متي ــل إىل مع ــض الرتاض ــي‬ ‫والتبـاطؤ أي كـأن حركــة احليـاة تتباطــأ دورهتـا لتصــدق عليهـا داللـة الــزمن الـيت حتــول العـدم إىل وجــود‬ ‫‪1‬‬. ‫حسي أو زمين يسجل لقطة من احلياة حركتها الدائمة ودميومتها السرمدية"‬. ‫ف ـ ن الــزمن كمفهــوم شــامل ال ميكــن اإلجابــة عليــه بســهولة خاصــة أنــه يعــرب عــن املطلــق ولقــد عــرب‬ ‫أوغســتني عــن موقفــه مــن الــزمن قــائال‪....":‬مــا هــو الــزمن؟ (‪ )....‬عنــدما يطــرا هــذا الس ـؤال ف ـ نين‬ ‫آنـذاك ال أعــرف شــيئا" ‪2‬وهــذا مــا يعكــس حقيقـة يف أن اإلجابــة عــن ماهيتــه ليســت بالشــيء اهلــني‪،‬‬ ‫ويربز ذلك يف املصحف الكرمي سواءً من خالل القسم يف قوله تعاىل‪َ ":‬وال َف ْجـر(‪َ )1‬ولَيَـال َع ْشـر(‪)2‬‬ ‫‪3‬‬. ‫الوتْر(‪")3‬‬ ‫َو َّ‬ ‫الش ْفع وَ َ‬. ‫ُّحى(‪َ )1‬والَّ ْليل إذَا َس َجى(‪")2‬‬ ‫ويف قوله تعاىل‪َ ":‬و الض َ‬. ‫‪4‬‬. ‫أو من خالل تسمية سور حتيل إىل الزمن مثل سورة العصر وسورة اجلمعة‪ ،‬وسورة الليـل وهنـا يظهـر‬ ‫الزمن على روا احلياة‪.‬‬ ‫ويــرى عبــد امللــك مرتــاض بــأن الــزمن مظهــر ومهــي يــزمن األحيــاء واألشــياء‪ ،‬فتتــأثر مبضــيه الــومهي غــري‬ ‫املرئي وغري احملسوس اجملرد‪ ،‬ونفسي غري مادي‪ ،‬يتجسد الوعي به من خالل ما يتسلط عليه بتـأثريه‬. ‫‪-1‬عبد امللك مرتاض‪ :‬يف نظرية الرواية‪ ،‬حبث يف تقنيات السرد‪ ،‬ط‪ ،3‬عامل املعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.222:‬‬ ‫‪-2‬سعيد يقطني‪ :‬الرواية والرتاث السردي‪ ،‬ط‪ ،1‬رؤية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2222 ،‬ص‪.21:‬‬ ‫‪-3‬سورة الفجر‪،‬اآلية‪ ،)3،2،1(:‬ص‪.393:‬‬ ‫‪-4‬سورة الضحى‪،‬اآلية‪ ،)2،1( :‬ص‪392.:‬‬. ‫‬‫‪9‬‬.

(8) ‫اخلفــي‪ ،‬غــري الظــاهر ال مــن خــالل مظهــره يف حــد ذاتــه فهــو وعــي خفــي لكنــه متســلط وجمــرد و‬ ‫‪5‬‬. ‫يتمظهر يف األشياء اجملسدة"‬. ‫وميثل السرد دور املتحكم يف صريورة الزمن بالرغم من كونه اخلطوة األوىل لتـأطري السـرد واجلمـع بـني‬ ‫عناصره‪ ،‬وهذا ما يؤكده حسن حبراوي حينما يقول‪ ":‬ولكن الزمن يظل سـابقا منطقيـا علـى السـرد‪،‬‬ ‫‪6‬‬. ‫أي صورة قبلية تربط املقاطع احلكائية فيما بينها يف نسيج زمين"‬. ‫كما جند أيضا أن الزمن هـو "العصـر أو املرحلـة الـيت تـدور فيهـا أحـداث القصـة وهـو عنصـر رئيسـي‬ ‫‪7‬‬. ‫يف الرواية التقليدية وغري ذي شأن يف الرواية اجلديدة"‬. ‫إذن فالزمن داخل الرواية تقنية من أهم تقنياهتا‪ ،‬ذلك أنه حيدد سري أحداثها ويرتبها‪.‬‬ ‫‪-2‬مفهوم الحدث‪:‬‬ ‫احلـدث هــو املوضــوع الــذي يــدور حولــه الــنص الروائــي‪ ،‬ويعــد العنصــر الـرئيس فيــه إذ يعتمــد عليــه يف‬ ‫تســمية املواقــف وحتريــك الشخصــيات"‪ 8.‬فهــو مبثابــة اللبنــة األوىل أو الركيــزة األساســية الــيت تتمحــور‬ ‫حوهلا بقية العناصر السردية األخرى‪ ،‬وترتبط هبا ارتباطا وثيقا كارتباط اخليوط معا يف نسيج يشكل‬ ‫قطعة قماش‪.9‬‬. ‫ص‪. 22:‬‬. ‫‪-1‬يف نظرية الرواية‪،‬حبث يف تقنيات السرد‪،‬‬ ‫‪ -2‬بنية الشكل الروائي‪( ،‬الفضاء‪ ،‬الزمن‪ ،‬الشخصية)‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬ط‪ ،1‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪،1992 ،‬‬ ‫ص‪.111:‬‬ ‫‪-3‬مسري سعيد حجازي‪ :‬النظرية األدبية ومصطلحاهتا احلديثة‪ ،‬دراسات لغوية حتليلية‪ ،‬دار طيبة للنشر والتوزيع والتجهيزات‬ ‫العلمية‪ ،2223،‬ص‪. 133:‬‬ ‫‪-4‬عزيز مريدن‪ :‬القصة والرواية‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ص‪.22:‬‬ ‫‬‫‪-3‬عبد القادر أبو شريفة وحسن اليف قزف‪ ،‬مدخل إىل حتليل النص األديب‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر للطباعة والنشر‬ ‫والتوزيع‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬ص‪.142:‬‬ ‫‪10‬‬.

(9) ‫والـنص يف حـد ذاتـه حــدث‪ ،‬واحلـدث هـو وقــوع شـرا داخـل املتصــل الـزمين واملتصـل الفضــائي‪ ،‬ألن‬ ‫‪10‬‬. ‫الفضــاء هــو"العــامل الواســع الــذي يشــمل األحــداث الروائيــة"‬. ‫كمــا أنــه ال ميكــن أن نتصــور وقــوع‬. ‫حدث إال ضمن إطار مكاين معني‪.‬‬ ‫وال بــد جلريــان األحــداث مــن ت ـوافر إطــار زمــين ألن "احلــدث هــو اق ـرتان الفعــل بــالزمن وهــو عنصــر‬ ‫احلركة والتشويق" ‪ 11‬كما أنـه يعكـس عـادات اجملتمـع وتقاليـده‪ ،‬كمـا أنـه قـد يكـون مشـاكال للواقـع‪،‬‬ ‫وقد يكون من صنع اخليال "ويبتعد عن التخيل احلريف لألحداث"‪ .12‬وهذا النـوع مـن احلـدث جنـده‬ ‫ع ــادة يف النص ــوص الروائي ــة اجلدي ــدة ألن احل ــدث يف الرواي ــة الكالس ــيكية يك ــون عب ــارة ع ــن مجل ــة‬ ‫األفعـال والوقــائع املســتمدة مــن حبـر التجــارب الواقعيــة اليوميــة و اخلاضـعة للرتتيــب الســب والتسلســل‬ ‫املنطقي"حبيث تسري يف خط مستقيم حىت تبلغ غايتها"‪.13‬‬ ‫و يعتم ــد الروائ ــي مجل ــة م ــن الش ــروحات والتس ــاؤالت مم ــا جيع ــل طبيع ــة احل ــدث تتس ــم بالس ــطحية‬ ‫والبساطة حيث "يلتزم الروائي التسلسل املنطقي والتدفق الطبيعي لألحداث"‬. ‫‪14‬‬. ‫‪-3‬التنافر الزمني‪:‬‬ ‫يتجل ــى التن ــافر ال ــزمين م ــن خ ــالل استحض ــار زمن ــني متج ــادلني يف الرواي ــة‪ ،‬مه ــا زم ــن القص ــة وزم ــن‬ ‫اخلطاب إذ خيضع زمن القصة إىل التتابع املنطقي لألحداث‪ ،‬بينما ال خيضع زمن السرد هلذا التتـابع‬ ‫املنطقي‪.15‬‬. ‫‪-1‬محيد حلميداين‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األديب‪ ،‬ط‪ ،3‬املركز الثقفي‪ ،‬للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،2222،‬‬ ‫ص‪.23:‬‬ ‫‪-2‬حممد زغلول سالم‪ :‬النقد األديب‪ ،‬أصوله‪ ،‬واجتاهاته ورواده‪ ،‬منشأة املعرفة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1991 ،‬ص‪.111:‬‬ ‫‪-3‬نبيل راغب‪ :‬فنون األدب العاملي‪ ،‬ط‪ ،1‬الشركة املصرية للنشر والتوزيع‪ ،1992 ،‬ص‪.112:‬‬ ‫‪-4‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111:‬‬ ‫‪ -5‬نبيل راغب‪ :‬فنون األدب العاملي‪ ،‬ص‪.193:‬‬ ‫‪ -6‬محيد حلميداين‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األديب‪ ،‬ص‪.27:‬‬ ‫‬‫‪11‬‬.

(10) ‫"إن الــزمن يف اخلطــاب خيتلــف عنــه يف القصــة‪ ،‬فــزمن القصــة يكــون متوازنًــا أي مــن املمكــن أن يقــع‬ ‫حادثان يف وقت واحد‪ ،‬ولكن حني حتول هذا إىل خطاب‪ ،‬ف ن اخلطاب ال يكون إال متواليا مهما‬ ‫جتزأ أو تكسر‪ ،‬بينما هو يف القصة يكون متوازيًا إذ كانت األحداث متزامنةً"‬. ‫‪16‬‬. ‫كمــا أن املفارقــة الزمنيــة "تــدل علــى كــل أشــكال التنــافر واالخــتالف بــني ترتيــب زمــن القصــة وزمــن‬ ‫اخلطــاب" فبدايــة تقــع يف الوســط يتبعهــا عــودة إىل وقــائع حــدثت يف وقــت ســابق تشــكل اموذجــا‬ ‫مثاليا للمفارقة يف عالقتها باللحظة الراهنة ف هنا اللحظة اليت يتوقف فيها احلكي املتساوق مع الزمن‬ ‫ملساق ما ليتيح نطاقا هلا‪ .‬وميكن أن تعود بنا إىل املاضي‪ ،‬و هلا مدى أو امتداد معني‪.17‬‬ ‫‪-4‬عالقة الزمن بالعناصر الروائية‪:‬‬ ‫أ‪-‬عالقة الزمن بالحدث‪:‬‬ ‫إن الــزمن هــو العصــر الــذي تــدور فيــه أحــداث القصــة‪ ،‬وهــو عنصــر رئيســي يف الروايــة‪ ،‬ومــن هــذا‬ ‫املنطلــق جنــد أن ارتبــاط الــزمن باحلــدث جــد لصــيق‪ ،‬واملتصــفح للمعــاين اللغويــة جيــد أن الــزمن مـرتبط‬ ‫باحلــدث مــن حيــث أن "الــزمن يف احلقــل الــداليل حتــتفغ بــه اللغــة العربيــة اليــوم هــو زمــن ينــدمج يف‬ ‫‪18‬‬. ‫احلدث"‬. ‫كما أن خصوصية العمل الروائي تنبين انطالقا مـن أمهيـة الـزمن كعنصـر بنـائي‪" ،‬فأمهيـة هـذا العنصـر‬ ‫بالنســبة للروايــة يتــأتى مــن كونــه ميثــل روحهــا املتفتحــة وقلبهــا النــابض‪ ،‬فبــدون عنصــر الــزمن تفقــد‬ ‫األحداث حركيتهـا"‪ ،19‬إذ يسـتحيل جتريـد األحـداث الروائيـة مـن الـزمن الـذي يبقـى لصـيقا هبـا علـى‬ ‫‪-1‬عبد احلميد احملادين‪ :‬التقنيات السردية يف الرواية‪ ،‬ط‪ ،1‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،1111 ،‬ص‪.61:‬‬ ‫‪ -7‬ينظر‪:‬جري الدبرنس‪ :‬قاموس السرديات‪ ،‬ترمجة‪ :‬السيّد إمام‪ ،‬ط‪ ،1‬مريوت للنشر واملعلومات قصر النيل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪ ،2223‬ص‪.24:‬‬ ‫‪-3‬مها حسن القصراوي‪ :‬الزمن يف الرواية العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر املركز الرئيسي‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫لبنان‪ ،2224،‬ص‪.13،12:‬‬ ‫‪-1‬عباس إبراهيم‪ ،‬تقنيات البنية السردية يف الرواية املغاربية‪( ،‬دراسة يف بنية الشكل)‪ ،‬الطاهر وطار‪ ،‬عبد اهلل العروي‪ ،‬حممد‬ ‫العروسي املطوي" املؤسسة الوطنية لالتصال والنشر واإلشهار‪ ،‬اجلزائر‪ ،2222 ،‬ص‪.99:‬‬ ‫‪12‬‬.

(11) ‫طــول املســار الســردي للروايــة‪ ،‬حمــددا هويتهــا وعالقتهــا داخــل املســار‪ ،‬كمــا أنــه يســاهم يف"تصــميم‬ ‫شخصــيات العمــل األديب وبنــاء هيكلهــا وتشــكيل مادهتـا وأحــداثها"‪ ،20‬وبــذلك يـرتبط هــذا اجلهــاز‬ ‫جبه ــاز احل ــدث باعتباره ــا الن ـواة ال ــيت تتأس ــس حوهل ــا احلبك ــة‪ ،‬والوس ــيط ال ــذي تنب ــين علي ــه تط ــورات‬ ‫احلدث الروائي‪.‬‬ ‫يتكشف لنا كقيمة زمنية حمددة حتديـدا صـرفيا علـى‬ ‫أما زمن القصة‪ :‬يقصد به الزمن احلكائي الذي ّ‬. ‫مســتوى العمــل الروائــي‪ ،‬علــى اعتبــاره "جممــوع الفــرتة الــيت تســتغرقها القصــة‪ 21"....‬كمــادة تأسيســية‬ ‫للخطــاب يضــطلع الســارد ب عــادة صــوغها وتشــكيلها ســرديا‪ ،‬قصــد ترســيم خصوصــيات معينــة متيــز‬ ‫النص عن سواه من النصوص‪.‬‬. ‫ب‪ -‬عالقة الزمن بالمكان‪:‬‬ ‫املكــان والزمــان كلمتــان يس ـريان منــذ أن خلــق اهلل الكــون‪ ،‬ومهــا وجهــان لعملــة نقدي ـة وهــي الفضــاء‬ ‫"فاملكان والزمان مها مكونا الفضاء الذي شكل فيه الوجود اإلنساين ولكل بيئة مكانية خصائصـها‬ ‫الطبيعية واملناخية واجليولوجية و األركولوجية و األنثروبوجية‪ ،‬كما هلا ذاتيتها التارخيية"‬. ‫‪22‬‬. ‫فمــن هنــا يتضــح لنــا أنــه بــالرغم مــن التكوينــة املعقــدة للفضــاء عامــة واملكـان خاصــة‪ ،‬فللزمــان تــأثريه‬ ‫اخلاص على املكان مما يبني العالقة الوطيدة بني الزمن واملكان‪.‬‬ ‫وال خيفي علينا أن "الزمان لصيق الصلة باملكان وكالمها يشكالن حمورا جدليا لفهم الوجود" ‪ 23‬من‬ ‫خالل هذا القول يتضح لنا مدى ترابط الزمن واملكان بعضهما بـبعض‪ ،‬فـال ميكـن للـزمن االنفصـال‬ ‫‪-2‬سعيد يقطني‪ :‬حتليل اخلطاب الروائي(الزمن‪ ،‬السرد‪ ،‬التبئري)‪ ،‬املركز الثقايف العريب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‬ ‫ص‪.12:‬‬ ‫‪ -3‬رونيه ويليك‪ ،‬أوسنت وارين‪ ،‬نظرية األدب‪ ،‬ترمجة‪ :‬حمي الدين صبحي‪ ،‬حسام اخلطيب‪ ،‬ط‪ ،2‬املؤسسة العربية للدراسات‬ ‫والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،1992 ،‬ص‪.229:‬‬ ‫‪ -4‬عبد احلميد احملادين‪ :‬جدلية املكان و الزمان واإلنسان يف الرواية اخلليجية‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت‪،‬‬ ‫‪،2221‬ص‪.22:‬‬ ‫‪-1‬منصور نعمان جنم الديلمي‪ :‬املكان يف النص املسرحي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1999 ،‬ص‪.49:‬‬ ‫‪13‬‬.

(12) ‫عـن املكــان كمـا ال ميكــن للمكــان التخلـي عــن الـزمن‪ ،‬فهمــا التـوأم احلقيقـي أينمــا حـل أحــدمها كــان‬ ‫اآلخر‪ ،‬وبذلك ميكن القول أن التغري يف املكان يعين التغري يف الزمن‪.‬‬ ‫فاملكــان والزمــان عضـوان مــثال زمــان لكــل منهمــا تــأثريه اخلــاص "فـ ن املكــان والزمــان يرتبطــان بعــرى‬ ‫وثيقـة ال تنفصـل‪ ،‬كمـا أن العالقـة بينهمـا وبـني عناصــر الروايـة األخـرى عالقـة محيمـة" ‪ ،24‬فمـن هنــا‬ ‫يتضح أن العالقة متينة بينهما‪ ،‬فوجود كل منهما مرهون بوجود اآلخر‪.‬‬ ‫من خالل هذا يتضح لنا أمهية املكان والزمان كل منهما بالنسـبة لخخـر‪ ،‬فـال مكـان بـال زمـان‪ ،‬وال‬ ‫زمان بال مكان‪.‬‬ ‫ج‪-‬عالقة الزمن بالشخصية‪:‬‬ ‫وإذا كان املكان ذلـك البعـد املـادي للحيـاة يف العمـل الروائـي‪ ،‬فـ ن الـزمن هـو احليـاة نفسـها‪ ،‬أو هـو‬ ‫ال ــوعي باحلي ــاة وم ــن رمـ ــة يق ــال‪" :‬أن املك ــان هـ ــو ع ــامل الثواب ــت بينم ــا ينـ ــدرج ال ــزمن ض ــمن عـ ــامل‬ ‫املتغريات"‪ . 25‬ويتمثل الزمن يف العمل الروائي بوعي الشخصيات به‪ ،‬وحبركة األحداث وتطورها فيـه‬ ‫فهــو"جــزء مــن فلســفة الــذات وحتميــة منهجيــة جيــب مراعاهتــا‪ ،‬أو بــاألحرى التقيــد هبــا يف كتابــة أي‬ ‫من النصوص"‬. ‫‪26‬‬. ‫و للــزمن أمهيــة كــربى يف بنــاء الشخصــية الروائيــة وتــأثريه واضــح يف حياهتــا ويف حركــة األحــداث‪ ،‬إذ‬ ‫تربطـه بالشخصــية صـلة وثيقــة ال ميكـن تصــور شخصـية مــا تفعـل فعلهــا يف الروايـة دون ارصــارها يف‬ ‫جمــال زمــين معــني‪ ،‬خاصــة ذلــك الــزمن النفســي الــذي تتميــز بــه الروايــة إذ يــدخل يف نســيج حياهتــا‬ ‫الشخصية‪ ،‬ويتلون بتلون حالتها الشخصية والشعورية فيطـول ويقصـر تبعـا لتلـك احلالـة فهـو يتجلـى‬ ‫مـن خـالل تـداعيات الشخصــية ذكرياهتـا و وعيهـا و تياراهتـا‪ ،‬وحــىت أحاديثهـا املباشـرة‪ ،‬وخاصــة وأن‬ ‫‪-2‬إبراهيم الفيومي‪ :‬قراءات نقدية يف الرواية العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬مؤسسة محادة للنشر والتوزيع‪ ،‬أربد‪ ،‬األردن‪ ،2221 ،‬ص‪.33:‬‬ ‫‪-3‬عثمان بدري‪ :‬بناء الشخصية الرئيسية يف رواية جنيب حمفوظ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار احلداثة‪ ،‬بريوت‪ ،1992 ،‬ص‪.133،134:‬‬ ‫‪-4‬عبد امللك مرتاض‪ ،‬حتليل اخلطاب السردي‪ ،‬ص‪.229:‬‬ ‫‪14‬‬.

(13) ‫الزمن ال مقاييس ثابتة له وإاما يـتم تتبعـه مـن خـالل العـامل الـداخلي للشخصـية‪" :‬ف هنـا تشـكل بعـدا‬ ‫فنيا‬. ‫ودالليا يف الصياغة الزمنيـة للـنص الروائـي‪ ،‬ألن بنـاء الشخصـية يف العمـل الروائـي يسـتند إىل‬. ‫ماضــيها وحاضــرها و مســتقبلها" ‪ .27‬فهــذه األبعــاد الــثالث متثــل اخلــط الــذي تســري عليــه األحاديــث‬ ‫وترســم مــن خاللــه الشخصــيات و أفعاهلــا فكــل روايــة عالقــة خاصــة ت ـربط بــني الزمــان واملكــان مــن‬ ‫ناحية و الزمان والشخصيات من ناحية أخرى‪-‬أي بني حاضر الشخصية وماضيها –"تسـم هاتـان‬ ‫العالقتان مبجموعة من القيم اجلمالية و االجتماعية اليت تشكل الرواية"‬. ‫‪28‬‬. ‫و مم ــا س ــبق ميك ــن الق ــول أن الشخص ــية تلع ــب دورا هام ــا يف بن ــاء العم ــل الروائ ــي حي ــث أهن ــا متث ــل‬ ‫الواســطة الــيت جتمــع عناصــره وجــوهر العالقــة احلميمــة الــيت تشــكل جــوهره فهــي األداة الــيت تشــكل‬ ‫األحداث‪.‬‬. ‫‪-1‬حمية حاج معتوق‪ ،‬أثر الرواية الواقعية الغربية يف الرواية العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر اللبناين‪ ،‬بريوت‪ ،1994 ،‬ص‪.92:‬‬ ‫‪-2‬أمينة رشيد‪ :‬تشظي الزمان يف الرواية احلديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص‪.12:‬‬ ‫‪15‬‬.

(14) ‫الفصل األول‪ :‬المفاهي ـ ـ ـ ــم‬ ‫أوال‪-‬مفهوم األسلوب واألسلوبية‪:‬‬ ‫يعترب األسلوب الركيزة األساسية يف التأصيل للعمل األديب مبختلف ضروبه و أجناسه‪ ،‬وشد وسائله‬ ‫بالبقاء و االستمرارية ‪ ،‬فضال على أنه ميثل نقطة االلتقاء بني علم اللّغة و النقد‪ ,‬وهذا ما يعكس‬ ‫أمهيته و حموريته يف ال ّدراسات األدبية ولكي أستحلي ذلك أحاول أن أبني‪:‬‬ ‫‪-1‬المعاجم اللغوية العربية‪:‬‬ ‫إن املعاجم اللغوية القدمية ال تنفعنا كثريا يف هذا اجملال فهي تقول الشيء نفسه ‪ ،‬دون أدىن‬ ‫الصحاا للجوهري(‪-‬حويل‪444‬ه) جنده يف لسان العرب البن‬ ‫اختالف فيما تقوله فما جند يف ّ‬ ‫املنظور(‪211-‬ه) و أيضا يف "تاج العروس" للزبيدي (‪1745-‬ه) من بعد‪.29‬‬ ‫األسلوب مشتق من املادة اللغوية (س‪.‬ل‪.‬ب) و اليت جاء معناها كما يلي يف معجم لسان‬ ‫العرب‪" :‬سلب شيء يسلبه و اللّباس فهو سلب وناقة سالب و سلوب‪ :‬و يقال للسطر من‬ ‫النخيل أسلوب وكل طريق ممتد فهو أسلوب ‪ ،‬قال و األسلوب الطريق ‪ ،‬الوجه‪،‬املذهب‪ ،‬و يقال‬ ‫بالضم‬ ‫أنتم يف األسلوب سواء و جيمع على أساليب و األسلوب الطريق التأخذ فيه‪ ،‬و األسلوب ّ‬ ‫الفن‪ ،‬يقال فالن يف األساليب من القول أي أفانني منه‬. ‫‪30‬‬. ‫جند ابن قيتبة مثال قد حاول التوغل عمقا يف ذات األسلوب ‪ ،‬وهو يقرأ يف تأويل مشكل‬ ‫القرآن فقد ربط بني كيان األسلوب و الطرائق الفنية اليت يسلكها املريدون يف أداء معانيهم حبيث‬ ‫يكون لكل مقام مقال‪.31‬‬ ‫‪ 1‬سامي حممد عبابنة ‪ :‬التفكري األسلويب‪،‬رؤية معاصرة يف انقدي و البالغي يف ضوء علم األسلوب احلديث‪،‬ط‪،1‬‬ ‫‪ ،7442‬اربد‪ :‬علم الكتب احلديث‪ ،‬ص ‪66‬‬ ‫‪ 30‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب اجمللد األول‪ ،‬ط‪1114 ,1‬م‪1474-‬ه‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان ص ‪.486-417‬‬ ‫‪ 6‬عبد القادر اجلليل ‪ :‬األسلوبية و ثالثية الدوائر البالغية ‪،‬ط‪7447 1‬م – ‪1477‬ه ‪،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪-‬‬ ‫األردن‪ ،‬ص ‪.146‬‬ ‫‪16‬‬.

(15) ‫فهذه الرؤية التّعددية يف اللّون األسلويب ترجع إىل ثالثية املوقف و املوضوع و القدرة‬ ‫كما جند مثال "الشايب" يطرا ثالثة تعريفات لألسلوب‬ ‫فن من الكالم" يكون قصصا‪ ،‬أو حوارا أو تشبيها‪ ،‬أو جمازا‪ ،‬أو كتابة‪ ،‬تقريرا أو حكما‪ ،‬أو‬ ‫‪ّ "-1‬‬. ‫مثال"رؤية ابتدائية"‬. ‫‪"-7‬طريقة الكتابة" أو طريقة اإلنشاء أو طريقة اختيار األلفاظ‪ ،‬وتأليفها للتعبري هبا عن املعاين‬ ‫قصد اإليضاا و التأثري( رؤية متوسطة)‬ ‫يعرب هبا عن املعاين‪ ،‬أو نظم الكالم وتأليفه ألداء األفكار و عرض‬ ‫اليت ّ‬ ‫‪"-6‬هو الصورة اللّفظية ّ‬ ‫املنسقة ألداء املعاين" (رؤية هنائية)‬ ‫اخليال‪ ،‬أو العبارات اللّفظية ّ‬. ‫الفين لكي يظهر مادته إىل الوجود‬ ‫مبعض أ ّن األسلوب يعترب فنّا باعتباره الطّريقة ّ‬ ‫اليت يسلكها العمل ّ‬. ‫الفعلي‪« ،‬وأدبا"‪ ،‬باعتباره الكيفية اليت يستخدم هبا املنشئ اللّغة بشقيها املنطوق و املكتوب‬ ‫خاصا إلنتاج ال ّداللة املميّزة‬ ‫استخداما ّ‬. ‫‪32‬‬. ‫عند الغرب‪:‬‬‫يعرف"يعرفون" بقوله‪ ":‬األسلوب هو الرجل" حيث حاول منخال له ربط قيم األسلوب اجلمالية‬ ‫ّ‬ ‫املتغرية من شخص إىل شخص ال بقوالب التّزييف اجلامدة اليت يستعريها‬ ‫خباليا التّفكري احليّة و ّ‬ ‫املقلّدون عادة من املبدعني دون إدراك حقيقي لقيمها أو استغالل جيّد هلا‪.33‬‬ ‫الشاعر‪،‬‬ ‫خنلص إىل حتديد مفهوم األسلوب يف حمتواه األوسع يف أنّه منحض الكاتب العام أو ّ‬ ‫وطريقته يف التأليف‪ ،‬والتعبري و النظم و التّفكري و اإلحساس على السواء‪.‬‬. ‫‪34‬‬. ‫‪1‬عبد القادر اجلليل ‪ :‬األسلوبية و ثالثية الدوائر البالغية ‪،‬ط‪7447 1‬م – ‪1477‬ه ‪،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪-‬‬ ‫األردن‪ ،‬ص ‪.117،111‬‬ ‫‪ 7‬أمحد درويش‪ :‬دراسة األسلوب بني املعاصرة و الرتاث‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪(،‬د‪،‬ت)‪ ،‬دار الغريب للطباعة والنشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‬ ‫‪.18‬‬ ‫‪17‬‬.

(16) ‫عامة‪ ،‬أما األسلوب القصصي الذي هو موضوع دراستنا‪ ،‬فقد‬ ‫خيص األسلوب بصفة ّ‬ ‫هذا فيما ّ‬. ‫عرفه ال ّدكتور"حممد يوسف"الكاتب جنم يف الكتابة "فن القصة" عندما قال‪ ( :‬أسلوب القصة هو‬ ‫ّ‬ ‫اليت بني يديه لتحقيق أهدافه الفنّية)‬ ‫الطريقة اليت يستطيع هبا الكاتب أن يصنع الوسائل ّ‬. ‫قصته و يق ّدم هبا شخصياته إىل‬ ‫عرفه آخرون بأنّه الطّريقة اليت يعاجل هبا القاص أحداث ّ‬ ‫كما ّ‬ ‫يصور هبا بيئة القصة و مواقفها املختلفة و يصف هبا نظرته لألحداث و الشخصيات‬ ‫املتل ّقني و ّ‬. ‫أي أن أسلوب القصة يلتحم من العناصر األخرى‪ ،‬فهو ميت ّد مع النّسيج القصصي ليكون مع‬ ‫احلدث و الشخصيات و احلوار و بيئة القصة‬. ‫‪35‬‬. ‫قصته‬ ‫يقول حممد زغلول سالم ‪ ":‬نعين باألسلوب الصورة التعبريية اليت يصوغ هبا الكاتب ّ‬. ‫الصياغة‪ ،‬وف هذا‬ ‫متضمنة اللّغة و العبارات و الصور البيانية و احلوار وما إليها من عناصر ّ‬ ‫ّ‬ ‫األسلوب تنجلي براعة القاص يف العرض‪ ،‬ويف التأثري و اشتهر بعض الكتاب بقدرهتم األسلوبية‬ ‫الفائقة مثل ‪":‬مهنجواي" يف القصة األمريكية‪ ،‬و "طه حسني" و إن كانت املعاجلة الفنيّة أقل روعة‬. ‫عند "طه حسني"‬. ‫‪36‬‬. ‫الربط بني األسلوب و املضمون يف القصة شأن غريهم من نقاد‬ ‫وحياول بعض نقاد ّ‬ ‫القصة ّ‬ ‫الشعر‪ ،‬و هؤالء هم يف الغالب من أتباع االجتاه الواقعي‪ .‬يقول"ليدل" " ‪":"LIDDEL‬ميكننا‬ ‫القول بأن األسلوب ال ينفصل عن املعض إذا أردنا باملعض اإلمجايل كنا ذكره "رتشاردز" عندما لّله‬ ‫الشعور "‪ "FEELING‬و النّغمة "‪ ،"TONE‬و‬ ‫إىل أربعة أقسام‪ :‬اإلدراك "‪ ،"SENSE‬و ّ‬. ‫‪ 1‬محيد ادم ثوي ‪ :‬فن األسلوب‪ ،‬دراسة و تطبيق عرب العصور األدبية‪،‬ط‪1472-7446 1‬ه‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‬ ‫عمان‪ ،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪ 2‬علي عبد اجلليل‪ :‬فن كتابة القصة القصرية‪( ،‬د ط)‪2002 ،‬م‪ ،‬دار أسامة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪-‬عمان‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ 1‬حممود زغلول سالم‪ :‬دراسات يف القصة العربية احلديثة‪ ،‬أصوهلا‪ -‬اجتاهاهتا‪ -‬أعالمها‪(،‬د ط)‪( ،‬د ت)‪ ،‬منشأة املعارف‬ ‫باإلسكندرية جالل حزى و شركاه‪ ،‬ص ‪.67‬‬ ‫‪18‬‬. ‫ص‬.

(17) ‫الغرض "‪ ،"INTENTION‬و يذكر ما نقله "موباسان" عن "فلوبري"‪ " :‬إن كل معض يراد التّعبري‬ ‫عنه ال ب ّد له من كلمة لل ّداللة عليه وفعل حلركة‪ ،‬و صفة لبيان ماهيته‪ ،‬و هلذا فا ّن على الكاتب أن‬ ‫الصفة"‬ ‫يبحث ّ‬ ‫حىت يصل إىل تلك اللّفظة‪ ،‬و الفعل و ّ‬. ‫‪37‬‬. ‫كما يقول ‪":‬لقد تعلمنا أن نستبعد التّفريق اخلاطئ بني األسلوبية "‪ "style‬و املضمون"‬ ‫‪"subject matters‬و أ ّن اإلعجاب باللّغة على الطراز العتيق ‪ ،‬وقد علمنا يف كل األنواع‬ ‫األدبية عدم الفصل بني الشيء املقول و الطريقة اليت قيل هبا ‪ ،‬و أ ّن الفالسفة قالوا – وليس‬ ‫يعرب عنه بطريقتني خمتلفتني ال ميكن أن يكون ضنّوا‬ ‫رجال األدب وحدهم‪ -‬إن الشيء الذي ّ‬ ‫للشيء نفسه ضرورة‪ .‬وعلّمنا "مسرت رتشاردز" يف كتابة النقد التطبيقي " وغريه من النقاد الذين‬ ‫اعتنقوا رأيه أن ننظر بدقة يف الصياغة يف كل من النثر و الشعر"‪38‬كما يتحدث الباحث"حممد‬ ‫السرد والحغ بأ ّن‬ ‫طول" عن مفهوم األسلوبية و األسلوب و توافق املبض و املعض يف أسلوب ّ‬ ‫القص خيتلف طوال و قصرا حسب املواقف و احلاالت النفسية للشخصيات‪.39‬‬ ‫أسلوب ّ‬ ‫إن حتديد األسلوب يقتضي على األقل تشاحنا إجرائيا مع حتديدات األسلوبية و إذا كانت رمة‬ ‫دراسات تناولت حتديدات األسلوب مبغزل عن حتديدات األسلوبية فمن اجللي أهنا أضفت‬ ‫غموضا على تلك التحديدات‪ ،‬ووفق هذا اإلجراء تنبثق املواجهة أو االرتباط بني األسلوب و‬ ‫األسلوبية بوصفها عملية بسط للمشكالت اليت يثريها حتديد األسلوب لتشجيلها األسلوبية‪ ،‬و‬ ‫العكس‪ ،‬فما هي األسلوبية؟‬. ‫‪ 1‬حممود زغلول سالم‪ :‬دراسات يف القصة العربية احلديثة‪ ،‬أصوهلا‪ -‬اجتاهاهتا‪ -‬أعالمها ‪،‬ص ‪.64‬‬ ‫‪7‬حممود زغلول سالم‪ :‬دراسات يف القصة العربية احلديثة‪ ،‬أصوهلا‪ -‬اجتاهاهتا‪ -‬أعالمها‪(،‬د ط)‪( ،‬د ت)‪ ،‬منشأة املعارف‬ ‫باإلسكندرية جالل حزى و شركاه‪ ،‬ص ‪64‬‬ ‫‪ 6‬نور الدين السد‪ :‬األسلوبية و حتليل اخلطاب‪ ،‬دراسة يف النقد العريب احلديث‪ ،‬حتليل اخلطاب الشعري و السردي‪ ،‬اجلزء‬ ‫الثاين‪(،‬د ط)‪ ،7414 ،‬دار هومة للطباعة و النشرو التوزيع‪-‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪.126‬‬ ‫‪19‬‬.

(18) ‫‪/2‬األسلوبية‪ :‬هي منهج يف دراسة األدب و نقده‪ ,‬فاألسلوبية تقع ضمن املناهج املهتمة‬ ‫بالنص يف ذاته‪ ،‬بيد أهنا تتجاوز املقوالت البنيوية بعدم خضوعها لسلطة النّص املطلقة فهي ال تلزم‬ ‫البنية بوصفها حتمية أو مقيّدة‪ ،‬وال تتحدد حبدودها‪ ،‬إذ أهنا وجدت أساسا بسبب التّالقح بني‬ ‫خمتلف النظريات و املناهج‪،‬لذالك فهي تتخذ هلا منهجا يف التّحليل و االستقراء النظري حبسب‬ ‫اجلهة اليت تتبنّاها‬. ‫‪40‬‬. ‫فهي منهج علمي يدرس النص األديب أو األعمال األدبية وذلك بكشف قيمتها اجلمالية و‬ ‫الفنية انطالقا من شكلها اللغوي باعتبار أن األدب تكمن قيمته األوىل يف "طريقة التعبري" عن‬ ‫مضمون ما‪ ،‬و من خالل االختالف يف طريقة التّعبري ينقسم األدب إىل أجناس خمتلفة‪ ،‬فالطريقة‬ ‫اليت تعتمد على املوسيقى و اإليقاع و النّرب وتساوي وحدات التّعبري تصنّف اإلنتاج األديب يف‬ ‫جنس الشعر‪ ،‬و الطريقة اليت تعتمد على احلوار تصنّفه يف جنس املسرا و الطريقة اليت تعتمد على‬ ‫السرد و الوصف تصنفه يف اجلنس القصصي بصفة عامة ويتنوع هذا اجلنس بدوره إىل رواية و‬ ‫ّ‬ ‫قصة قصرية و أقصوصة‪ ،‬وكل ذلك يتم من خالل اخلصائص التّعبريية العامة قبل أن يدخل النقد‬ ‫يف حتليل قيمة كل عمل على حدا و ذلك يتم أيضا انطالقا من خصائصه الشكلية‬. ‫‪41‬‬. ‫فالدكتور طه وادي يشري إىل أنه مل يعد رمة ريب بني ال ّدارسني العرب للنّص األديب‪-‬رغم‬ ‫اختالف عصوره و تعدد أنواعه – أ ّن املنهج األسلويب قد أصبح أكثر املناهج املعاصرة قدرة على‬ ‫حتليل اخلطاب األديب بطريقة علمية موضوعية تعيد جمال ال ّدراسة‪ -‬دراسة النّص‪ -‬إىل مكاهنا‬ ‫الصحيح وهو دراسة األدب من جانب اللّغة‬ ‫ّ‬. ‫‪42‬‬. ‫فاللّغة هي القناة اليت يبث عربها األديب رسالته اإلبداعية إىل املتلقي و هي اليت تعطي للعمل‬ ‫الفين مسات خصوصية ت ّفرده عن غريه من األعمال وال سيّما إذا أحسن اختيار اجلمل و الرتاكيب‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬فرحان بدري احلريب‪ :‬األسلوبية يف النقد العريب احلديث‪ ،‬دراسة يف حتليل اخلطاب‪ ،‬ط‪7446 1‬م‪1474-‬ه‪ ،‬جمد املؤسسة‬ ‫اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان ص ‪.15 ،14‬‬ ‫‪ 41‬أمحد درويش‪ :‬دراسة األسلوب بني املعاصرة والرتاث‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪ 42‬فتح اهلل أمحد سليمان‪ :‬األسلوبية‪ ،‬مدخل نظري و دراسة تطبيقية‪،‬ط‪2229 ،1‬م‪1429-‬ه‪ ،‬دار األفاق العربية‪،‬ص ‪3‬‬ ‫‪20‬‬.

(19) ‫بشكل دقيق ينسجم و اهلدف املتوخى‪ ،‬ويتجلّى دور اللّغة بصورة أوضح يف حتديد جنس‬ ‫اخلطاب‪ ،‬فضال عن إبرازها الطابع اجلمايل للنص مبا حتمله من مقومات و خصائص أسلوبية يثبت‬ ‫هبا األديب جدارة فنّه و إبداعه‪.‬‬ ‫الركاكة‪ ،‬و يشكل دليال ملموسا‬ ‫وال ريب أن النسيج املتقن للغة النص ينأى هبا عن الضعف و ّ‬. ‫على موهبة الكاتب ورقي ملكته اإلبداعية ذلك أنّه حني يعرب عن شخصيته تعبريا صادقا و ينهي‬ ‫به األمر إىل أسلوب أديب ممتاز يف طريقة التّفكري و التّصوير و التّعبري‬. ‫‪43‬‬. ‫و ميكن التّوجه إىل ما قاله (ريفاتري) للتعرف إىل األسلوبية فقد حدد مفهوم األسلوبية بأ ّهنا‪" :‬‬ ‫علم يعض بدراسة اآلثار األدبية دراسة موضوعية‪ ،‬وهي لذلك تعض بالبحث عن األسس القارة يف‬ ‫السياق املضموين‬ ‫إرساء علم األسلوب‪ ،‬وهي تنطلق من اعتبار األثر األديب بنية السنية تتحاور مع ّ‬. ‫حتاورا خاصا" مبعض أهنا تقوم على دراسة النّص يف ذاته إذ تقوم بتفحص أدواته و أنواع تشكيالته‬. ‫الفنّية وهي تتميز من بقية املناهج النصية بتناوهلا النص األديب بوصفه رسالة لغوية قبل كل شيء‪.‬‬ ‫‪44‬‬. ‫فمفهومه هذا ميثل أحد مرتكزات األسلوبية املهمة‪ ،‬إذ ينبثق من مقولة النقد املعاصرة حيث‬ ‫االجتاه فيها ب(األسلوبية البنيوية) و فيها يقام البحث يف‬ ‫العناية ببنية النّص األديب‪ ،‬وقد مسيّ هذا ّ‬ ‫بنية النّص األديب‪ :‬جهازه اللّغوي‪ ،‬وامطيته‪ ،‬و مفرداته‪ ،‬و تركيبه ‪ ،‬و داللته‬. ‫‪45‬‬. ‫كما سلف الذكر جيب أن يكون لكل أسلوب منهج لغوي يسري وفقه كما أنّه ال ميكن تصور‬ ‫أدب دون أسلوب ‪.‬‬. ‫‪ 7‬نفلة حسن أمحد العزي‪ :‬تقنيات السرد و آليات تشكيله الفين‪ ،‬قراءة نقدية يف قصص الكاتب العراقي – أنور عبد العزيز‪-‬‬ ‫ط‪7411 1‬م – ‪1467‬ه‪ ،‬ص ‪.176 -177‬‬ ‫‪ 44‬فرحان بدري احلريب‪ :‬األسلوبية يف النقد العريب احلديث‪ ،‬دراسة يف حتليل اخلطاب‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪،‬ص ‪,15‬‬ ‫‪ 45‬فرحان بدري احلريب‪ :‬األسلوبية يف النقد العريب احلديث‪ ،‬دراسة يف حتليل اخلطاب ‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪21‬‬.

(20) ‫‪-6‬سمات التميز األسلوبي‪:‬‬ ‫يرى "هانزر روبري ياوس" أن التّمكن من إعادة تشكيل أفق انتظار عمل ما‪ ،‬يعين أيضا التّمكن‬ ‫السمات وذلك‬ ‫من تعريف هذا العمل مبا هو عمل فين‪ ،‬ممّا جيعل األسلوب متميّزا مبجموعة من ّ‬. ‫تبعا ل‪:‬‬. ‫معني‪.‬‬ ‫‪ /1‬طبيعة وقوة تأثري هذا العمل األديب على مجهور ّ‬ ‫‪ /7‬معارضته "العمل األديب" لتجارب مألوفة‪ ،‬و ذلك بأن تكون املسافة بني أفق االنتظار املوجود‬ ‫قبال و العمل اجليد‪ ،‬الذي ميكن لتلقيه أن يؤدي إىل تغيري يف األفق‪ ،‬أو جيعل التّجارب األخرى‬ ‫مرة تنفذ إىل الوعي‪ .‬باالنزياا اجلمايل املقياس بردود فعل اجلمهور و بأحكام‬ ‫ّ‬ ‫املعرب عنها ألول ّ‬ ‫النقد (جناا فوري‪ ،‬ورفض أو استنكار‪ ،‬استحسان أفراد أو تفهم تدرجيي أو مؤجل)‪ ،‬فا ّن باملكان‬ ‫هذا االنزياا أن يكون مقياسا للتحليل التارخيي‪ ،‬إذ يشكل االنزياا أحد املفاهيم األساسية يف‬ ‫السواء‪ ،‬ويقصد به أساسا ارراف واقع لغوي عرضي عن‬ ‫البالغة و األسلوبية العربية و الغربية على ّ‬ ‫واقع أصلي‪ ،‬مبعض عدول ملحوظ ما عن معيار قد يكون سننا لغويا أو لغة علمية أو لغة‬. ‫عادية‪...‬اخل‪.‬‬. ‫‪46‬‬. ‫السرد الذي‬ ‫لقد تطور مصطلح السرد من مصطلح إىل نظرية سردية ّ‬ ‫حىت وصل غاىل علم ّ‬ ‫القص مبفهومه التّقليدي‪،‬‬ ‫السرد فيه ال يتوقف عند النّصوص األدبية اليت تقوم على عنصر ّ‬ ‫أصبح ّ‬ ‫السرد بأشكال خمتلفة كتلك األفالم السينمائية و لوحات‬ ‫بل تع ّدى ذلك إىل أنواع أخرى تتضمن ّ‬. ‫الصور و اإلمياءات‪ ،‬و األعمال األدبية من خالل النصوص القصصية و الروائية‪،‬‬ ‫األعمال الفنّية و ّ‬ ‫السرد فيها‪.‬‬ ‫حيث يقوم‬ ‫ّ‬ ‫املختصني بالسرد باستخراج احلكايات استكشاف عناصر ّ‬. ‫‪7‬‬ ‫السردية و إشكالية التلقي‪ ،‬روايات غسان كنفاين اموذجا‪،‬ط‪ ،1‬عامل الكتب احلديث‬ ‫املصطفى عمراين‪ :‬مناهج الدراسات ّ‬ ‫اربد‪-‬األردن‪7411‬ص ‪.11‬‬ ‫‪22‬‬.

(21) ‫ثانيا‪-‬مفهوم السرد‪:‬‬ ‫السرد لغة‪:‬‬ ‫‪ّ /1‬‬ ‫السرد يف املعاجم العربية‪ ،‬لذا سنحاول أن نقف عند بعضها فقد جاء يف(لسان‬ ‫ورد لفغ ّ‬ ‫السرد‪:‬تقدمة شيء إىل شيء تأيت به متّسقا بعضه يف أثر بعض متتابعا ‪ .‬سرد احلديث و‬ ‫العرب)‪ّ :‬‬ ‫السياق له‪ ،‬و يف صفة كالمه‬ ‫روه يسرده إذا تابعه‪ ،‬و فالن يسرده‪ :‬احلديث سردا اذا كان جيّد ّ‬. ‫صلّى اهلل عليه و سلم ‪ ":‬مل يكن يسرد احلديث سردا أي يتابعه و يستعجل فيه‪ ،‬و سرد القرآن ‪:‬‬ ‫تابع قراءته يف حذر منه"‬. ‫‪47‬‬. ‫و جاء يف معجم اللّغة‪ ،‬املعجم الوسيط مبعض‪ ":‬سرد الشيء سردا‪ ،‬تقبه واجللد خرزه وال ّدرع‬ ‫‪48‬‬ ‫السني و‬ ‫‪:‬‬ ‫سرد‬ ‫)‪":‬‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫مقياس‬ ‫(‬ ‫معجم‬ ‫يف‬ ‫جاء‬ ‫كما‬ ‫نسجها فشك طريف كل حلقيني و مسّرها"‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الراء و ال ّدال أصل مطرد متقاس وهو يدل على توايل أشياء كثرية يتّصل بعضها ببعض من ذلك‬ ‫ّ‬. ‫السرد‪ :‬اسم جامع لل ّدروع وما أشبهها من عمل احللق"‬ ‫ّ‬. ‫‪49‬‬. ‫السرد قد جاء يف خمتلف املعاجم السابقة حيمل نفس املعض هو التتابع و االتّساق يف‬ ‫إذن فان ّ‬. ‫نصا أو حديثا متكامال‪.‬‬ ‫احلديث ضمن سياق معني مشكال بذلك ّ‬ ‫السرد اصطالحا‪:‬‬ ‫‪ّ /7‬‬. ‫قص حدث أو‬ ‫السرد يف داللته االصطالحية فهو يعين" املصطلح العام الذي يشتمل على ّ‬ ‫أما ّ‬. ‫أحداث أو خرب أو أخبار سواء كان ذلك من صميم احلقيقة أم من ابتكار اخليال"‪ ،‬على أن‬. ‫‪ 1‬أبو فضل مجال ال ّدين حممد بن مكرم بن منظور اإلفريقي املصري‪ ،‬لسان العرب ط‪ ،1‬مج‪ ،6‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪،‬‬ ‫‪ ،1116‬ص ‪.711‬‬ ‫‪ 48‬معجم اللّغة‪ ،‬املعجم الوسيط‪(،‬د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الدعوة‪ ،‬اسطنبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬ص ‪476‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الرازي‪ ،‬معجم مقاييس اللّغة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1111 ،‬ص‬ ‫أبو احلسن أمحد بن فارس بن زكريا ّ‬ ‫‪. 517‬‬ ‫‪23‬‬.

(22) ‫الشكلني مبدأ إثارة املتعة الفنية عند املتلقي‪ ،‬و يعول ذلك‪-‬بالتأكيد على‬ ‫يراعي القاص يف كال ّ‬ ‫كيفية العرض اليت أساسها يتّم متييز هذا النّسيج البنائي على ذاك"‪.‬‬. ‫‪50‬‬. ‫" فالعرض ينتمي إىل النّمط املسرحي الذي تقوم فيه الشخصيات بتمثيل األحداث أمام املتلقني‬ ‫بشكل درامي مباشر‪ ،‬أي وجها لوجه‪ّ .‬أما العرض يف القصة فيعرف بأنّه" اخلطاب الذي يقوم فيه‬. ‫أي تدخل‪ ،‬وعندما يتدخل عن طريق الوصف أو التّعليق‬ ‫الراوي ب ثبات أقوال الشخصيات بدون ّ‬ ‫ّ‬. ‫يتفرع عن صيغة العرض امطان أساسيان مها‪:‬‬ ‫فذلك هو اخلطاب املعروض غري املباشر"‪ .‬وعليه ّ‬ ‫‪-1‬صيغة املعرض املباشر‪.‬‬ ‫‪-7‬صيغة املعروض الغري مباشر‪.‬‬. ‫‪51‬‬. ‫حىت‬ ‫الروائي أو القاص أو ّ‬ ‫السرد يسري إىل الطريقة ّ‬ ‫اليت خيتارها ّ‬ ‫"وبتعبري أكثر دقة و وضوحا‪ ،‬ف ّن ّ‬ ‫السرد إذن هو نسيج الكالم و لكن يف‬ ‫املبدع ّ‬ ‫الشع (احلاكي) ليق ّدم هبا احلدث إىل املتلقي فكأ ّن ّ‬ ‫صورة حكي‪ .‬ممّا يعين أنّه ب مكان القاص تنظيم مادته احلكائية وفق النّمط الذي يرتئيه يف تنسيق‬. ‫السرد مهمة تشكيل البناء‬ ‫الوقائع أو األحداث و توزيعها بني ثنايا ّ‬ ‫نصه اإلبداعي‪ .‬و بذلك يؤدي ّ‬ ‫الفين للحكاية‪ ،‬فضال عن إضفائه الطابع اجلمايل على جممل زواياها"‬ ‫ّ‬. ‫‪52‬‬. ‫أي‬ ‫فالسرد فعل غري حمدود يشمل مجيع اخلطابات األدبية و غري األدبية وهو إبداع الفرد يف ّ‬ ‫" ّ‬ ‫أي مكان‪ ،‬ويف هذا املعض يقول "روالن بارت" " ‪" :"roland barvh‬ميكن أن‬ ‫زمان‪ ،‬ويف ّ‬ ‫يؤدي احلكي بواسطة اللّغة املستعملة شفاهية كانت أم كتابية‪ ،‬و بواسطة اإلمتزاج املنظّم لكل هذه‬. ‫القصة و األناشيد و امللحمة" و يقوم احلكي عامة على دعامتني‬ ‫املواد‪ ،‬إنّه حاضر يف األسطورة و ّ‬. ‫أساسيّتني‪:‬‬. ‫‪50‬‬ ‫الفين‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫السرد آليات تشكيله ّ‬ ‫نفلة حسن أمحد العزي‪ :‬تقنيات ّ‬ ‫‪ 51‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.166‬‬ ‫‪52‬‬ ‫الفين ‪،‬ص ‪.16‬‬ ‫السرد آليات تشكيله ّ‬ ‫نفلة حسن أمحد العزي‪ :‬تقنيات ّ‬ ‫‪24‬‬.

(23) ‫أوال‪:‬‬ ‫تضم أحداثا معينة‪.‬‬ ‫أن حيتوي عل ّ‬ ‫قصة ما ّ‬ ‫ثانيهما‪:‬‬ ‫قصة واحدة‬ ‫أن ّ‬ ‫تسمى هذه الطريقة سردا ذلك أ ّن ّ‬ ‫يعني الطريقة الّيت حتكى هبا تلك ّ‬ ‫القصة‪ ،‬و ّ‬ ‫السرد هو الذي يعتمد عليه يف متييز أاماط احلكي بشكل‬ ‫السبب ف ّن ّ‬ ‫ميكن بطرق متع ّددة‪ ،‬و هلذا ّ‬. ‫قصة حمكيّة يفرتض وجود شخص حيكي‪ ،‬و شخص‬ ‫أساسي ‪ .‬أ ّن كون احلكي هو ّ‬ ‫بالضرورة ّ‬ ‫حيكى له أي وجود تواصل بني طرف ّأول يدعى" راويا" أو "ساردا" "‪ ،"narrateur‬وطرف‬ ‫ثان يدعى "مرويا له" أو قارئا"‪"narrataire‬‬. ‫‪53‬‬. ‫السرد" هو الكيفية الّيت تروى هبا القصة عن طريق هذه القناة نفسها‪ ،‬و ما ختضع له من‬ ‫و أ ّن " ّ‬ ‫بالراوي و املروي له‪ ،‬و البعض اآلخر متعلق بالقصة ذاهتا‪.‬‬ ‫مؤثّرات‪ ،‬بعضها متعلّق ّ‬ ‫بالشكل أو الطريقة اليت يق ّدم هبا ذلك املضمون‪ ،‬و‬ ‫القصة ال حت ّدد فقط مبضموهنا‪ ،‬ولكن أيضا ّ‬ ‫إ ّن ّ‬. ‫الرواية ال تكون مميّزة فقط مبادهتا‪،‬‬ ‫هذا معض قول "كيزرا" (‪ " :)wolf gang kayser‬إ ّن ّ‬ ‫ولكن أيضا بواسطة هذه اخلاصية األساسية املتمثّلة يف أن تكون هلا شكل ما مبعض أن يكون هلا‬ ‫الرواية‪ ،‬إنّه‬ ‫بداية و وسط و هناية‪ ،‬و الشكل هنا له معض الطريقة اليت تق ّدم هبا ّ‬ ‫القصة احملكيّة يف ّ‬. ‫القصة للمروي له"‬ ‫الراوي من وسائل و حيل لكي يق ّدم ّ‬ ‫جمموع ما خيتاره ّ‬. ‫‪54‬‬. ‫فأما‬ ‫قسمه إىل نوعني مباشر و غري مباشر‪ّ ،‬‬ ‫أما "موريس إخينباوم" فقد ّ‬ ‫السرد و ّ‬ ‫تطرق إىل ّ‬ ‫السرد التّمثيلي (غري املباشر) أو‬ ‫املباشر فهو الذي يتص ّدى فيه الراوي لريوي لنا ما حيدث‪ ،‬و ّ‬. ‫‪ 7‬محيد حلمداين‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األديب‪ ،‬ط‪ ،6‬املركز الثقايف العريب للطباعة و النشر و التّوزيع‪ ،‬ال ّدار‬ ‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،7444 ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪ 1‬محيد حلمداين‪ :‬بنية النص السردي من منظور النقد األديب‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪25‬‬.

(24) ‫القصة فتنبئ أفعاهلا أو أجواؤها‬ ‫الرواية أو ّ‬ ‫التشخيصي و هو الذي يغلب فيه تدخل شخصيات ّ‬ ‫‪55‬‬ ‫عن طريق احلوار بعضها مع بعض‬ ‫فالسرد من املفاهيم الواردة عند العرب‪ ،‬ما أدى إىل صعوبة ضبط مدلوله لذلك وجدت له ع ّدة‬ ‫ّ‬. ‫السرد هو كناية عن جمموعة من‬ ‫تعاريف‪ ،‬و من أمهها‪ :‬تعريف"جوزيف ميشال شرمي" يقول‪ّ ":‬‬ ‫السرد ليس ما يروى‬ ‫الكالم الذي يؤلف ّ‬ ‫نصا يتيح للكاتب أن يتّصل بالقارئ‪ ،‬فاملهم عن مستوى ّ‬ ‫الراوي يف إطالعنا عليها‪ ،‬و إذا كانت مجيع القصص تتشابه يف‬ ‫من أحداث بل املهم هو طريقة ّ‬. ‫السرد‪ :‬أي‬ ‫رواية ّ‬ ‫القصة األساسية‪ ،‬ف ّهنا ختتلف بل تصبح واحدة فريدة من نوعها على مستوى ّ‬ ‫‪56‬‬ ‫القصة"‬ ‫طريقة نقل ّ‬ ‫فالسرد عنده هو‪ ":‬اخلطاب اللفظي الذي خيربنا عن هذا العامل و هو‬ ‫ّأما "حممد بن بنسعيد" ّ‬ ‫الشخصية يف‬ ‫يسمى أحيانا بالتّلفغ‪...‬و قد يعين كذلك احلكي و القص من طرف الكاتب أو ّ‬ ‫ّ‬. ‫الفين‪ ،‬يهدف إىل تصوير الظروف التفصيلية لألحداث و األزمان‪ ،‬ز يعين كذلك برواية‬ ‫اإلنتاج ّ‬ ‫الروايات و املسرحيات و‬ ‫متت بصلة الواقع أوال ّ‬ ‫أخبار ّ‬ ‫متت أسلوب يف الكتابة تعرفه القصص و ّ‬. ‫السري‪.‬‬ ‫ّ‬. ‫‪57‬‬. ‫القصة و تقدمي‬ ‫الراوي هو الذي يقوم بتأديته‪ ،‬كونه املؤلف ب دارة أحداث ّ‬ ‫و األصل فيه أن ّ‬ ‫شخصياهتا للقارئ و لكنه يسمح لشخصية من الشخصيات مبمارسة عملية السردية‪ ،‬و رمبا يكون‬ ‫الراوي و دور‬ ‫هو نفسه إحدى هذه الشخصيات ن فيؤدي بذلك دورين يف آن واحد دور ّ‬ ‫‪58‬‬ ‫الشخصية القصصية‪.‬‬. ‫‪7‬إبراهيم حممود خليل‪ :‬النقد األديب احلديث‪ ،‬من احملاكاة إىل التفكيك‪ ،‬ط‪7446 ،1‬م‪1474-‬ه‪ ،‬دار املسرية للنشر و‬ ‫التوزيع و الطباعة‪ ،‬ص ‪.126‬‬ ‫‪ 6‬جوزيف ميشال شرمي‪ :‬دليل الدراسة األسلوبية‪ ،‬ط‪ ،1184 ،1‬املؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع بريوت‪،‬‬ ‫لبنان‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫‪57‬‬ ‫السرديات املغربية‪ ،‬سلسلة الثقافة املفامهيّة (د‪.‬ط)‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.41‬‬ ‫حممد سعيد‪ :‬قاموس ّ‬ ‫‪58‬‬ ‫الفين‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪.176‬‬ ‫السرد و آليات تشكيله ّ‬ ‫نفلة حسن أمحد العزي‪ :‬تقنيات ّ‬ ‫‪26‬‬.

(25) ‫السرد أساسا على الضمائر "إذ ال سرد بدون ضمري"‪ ،‬ف نّه يتمظهر بصيغتني‪:‬‬ ‫و يقوم ّ‬ ‫‪-1‬صيغة اخلطاب املسرود‪:‬‬ ‫وهو اخلطاب الذي يرسله املتكلّم و هو على مسافة مما يقوله"‪ ،‬و هذه املسافة هي اليت جتعله‬ ‫يكثر من إستخدام ضمري الغائب يف سرده لألحداث و الوقائع‪ .‬و هذا النمط هو األكثر حضورا‬ ‫يف النّصوص القصصية‬. ‫‪59‬‬. ‫‪-7‬صيغة املسرود الذايت‪:‬‬ ‫ساردا ما يتعلق‬ ‫الراوي مرّكزا من خالهلا على ذاته" و ً‬ ‫ويقصد به "الصيغة السردية اليت يستعملها ّ‬. ‫مباضيها‪ ،‬و هو ما ميكن أن يتّصل بعملية التّذكر اخلاصة باالرتدادات املاضية‪ .‬فاملتكلم هنا ال ب ّد‬ ‫له أن يكون راويًا و شخصية قصصية يف الوقت نفسه‪.‬‬. ‫‪60‬‬. ‫السرد و‬ ‫و هكذا يتبني لنا أنّه مهما تعددت آراء النّقاد و إختلفت أساليبهم يف حتديد معض ّ‬ ‫مكوين‬ ‫بيان دوره الوظيفي يف النّص‪ ،‬إالّ ّأهنا تلتقي عند حمور رئيسي قائم على التو اشج املتني بني ّ‬. ‫مؤثرا‬ ‫( ّ‬ ‫القص) و (احلكاية)‪ ،‬ال تتأتى إالّ من خالل الكيفية اليت تروي لنا حمتواها و تصوره حيّا و ً‬ ‫معني‬ ‫يف الوقت ذاته‪ ،‬و هذه الكيفية ليس هلا حضور على ساحة األدب ما مل يكن رمّة حمتوى ّ‬ ‫تعرب عنه‪.‬‬ ‫ّ‬. ‫‪61‬‬. ‫علما شديد التّعقيد ميلك وسائلو‬ ‫السردي يعترب ً‬ ‫و هكذا فقد أمجع الدارسون على أن العمل ّ‬ ‫السرد(يصف النظر عن‬ ‫السرد" يدرس طبيعة و شكل و وظيفة ّ‬ ‫تقنيات خاصة به‪ ،‬و " علم ّ‬. ‫‪ 59‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.172‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الفين‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص‪.166‬‬ ‫السرد و آليات تشكيله ّ‬ ‫نفلة حسن أمحد العزي‪ :‬تقنيات ّ‬ ‫‪61‬‬ ‫الفين‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.12-16‬‬ ‫السرد و آليات تشكيله ّ‬ ‫نفلة حسن أمحد العزي‪ :‬تقنيات ّ‬ ‫‪27‬‬.

(26) ‫السردية و بصفة خاصة ف نّه يقوم بتحديد‬ ‫الوسيط أو امليديا املعروضة) كما حياول أن حي ّدد القدرة ّ‬. ‫السرد و العالقة بينهما)‪.‬‬ ‫السرد (على مستوى ّ‬ ‫القصة و ّ‬ ‫السمة املشرتكة بني كل أشكال ّ‬. ‫‪62‬‬. ‫الراوي يف نقل األحداث‪ ،‬وكل راوي لديه طريقة‬ ‫السرد هو الطريقة اليت يعتمدها ّ‬ ‫نستنتج أ ّن ّ‬ ‫القصة)‪ .‬اليت هي عبارة‬ ‫الراوي لتقدمي هذه األحداث( ّ‬ ‫خاصة لنقل األحداث فهو يدخل يف إبداع ّ‬. ‫عن نسيج متماسك متكون من جمموعة من العناصر و هي الزمن و املكان و احلوار و‬ ‫الشخصيات‪.‬‬ ‫السد" يف كتابه "األسلوبية و حتليل اخلطاب الذي أسرد فيه خطاطة‬ ‫و هذا ما بيّنه"نور ال ّدين ّ‬ ‫السردي الذي يقوم على منهج دراسة بنية النّص ضمن عملية التواصل كاملة‪.‬‬ ‫مكونات اخلطاب ّ‬ ‫هذه هي املكونات أو التقنيات السردية اليت يستعملها القص أثناء سرده لألحداث اليت تعترب‬ ‫السردي وسأحاول تعريف كل مكون على حدى‪.‬‬ ‫يف نفس الوقت من أساليب اخلطاب ّ‬ ‫ثالثا‪:‬خطاطة مكونات الخطاب السردي‪*:‬‬. ‫‪ 7‬جري الدبرنس‪ :‬املصطلح السردي(معجم املصطلحات)‪(،‬د‪.‬ط)‪7446،‬م‪ ،‬ترمجة عايد خزندار ‪ ،‬مراجعة و تقدمي حممد‬ ‫بربري‪ ،‬اجمللس اأعلى للثقافة‪ ،‬ص ‪. 154‬‬ ‫*نور الدين السد‪ :‬األسلوبية وتحليل الخطاب‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪،‬ص‪.745‬‬ ‫‪28‬‬.

(27) ‫اإلستشرافي‬. ‫زمن القصة "يخضع للتتابع‬ ‫النطقي لألحداث‬. ‫الزمن‪-‬النظام الزمني‬. ‫اإلستذكاري‬ ‫اإليجاز‬. ‫زمن السرد‬. ‫الحذف‬ ‫التوقف‬ ‫الفضاء‬. ‫الحيّز المكاني‬. ‫المشهد‬ ‫مغلق‬. ‫الحيز النصي‬. ‫مفتوح‬ ‫الحيز الداللي‬ ‫الحركة‬ ‫الوصف‬. ‫االستقرار‬. ‫طبيعته‬. ‫جمالية‬ ‫وظائفه‬. ‫توضيحية‬ ‫ما يخبر به الراوي‬ ‫ما يخبر به عن نفسها‬. ‫مصادر تحديدها‬ ‫الشخصيات الحكائية‬. ‫مما يستنتجه القارئ من النص‬ ‫النموذج العاملي‬ ‫الرسل‪،‬المرسل إليه‪،‬‬ ‫الذات‪ ،‬الموضوع‪،‬‬ ‫المساعد‪ ،‬المعارض‬. ‫الحوار‬. ‫خارجي‬. ‫تعددت أساليبه بتعدد‬ ‫الشخصيات المتحاورة‬. ‫داخلي‬. ‫سرد موضوعي رؤية موضوعية غير محايدة‬ ‫سرد ذاتي رؤية ذاتية‬ ‫الرؤية السردية‬ ‫الراوي<الشخصية الحكائية (الرؤية من الخلف أو من الداخل)‬ ‫الراوي=الشخصية الحكائية الرؤية مع‬ ‫الراوي>الشخصية الحكائية الرؤية من األمام أو من الخارج‬ ‫‪29‬‬.

Références

Documents relatifs

[r]

ىلع هثيح وهف ،ئشانلا ليلجا في اهخيسرت لجأ نم لضاني تيلا ،هفادهأ ىلع دكؤي ذإ ،ةيدصق داجأ دقف ،....اهدويق نم ررحتلاو ،يرئازلجا عمتلمجا دارفأ ينب ةيبصعلا ذبنو

ﻥﺒ ﻲﺒﺭﻌﻟﺍ ﻥﺃﻭ ،ﺔﻔﻠﺘﺨﻤ ﺔﻁﻭﻁﺨﻤﻟﺍ لﻭﺼﻷﺍﻭ ،ﻪﻨﻋ ﷲﺍ ﻲﻀﺭ ﺦﻴﺸﻟﺍ ﻥﻋ ﺕﺒﺜﻴ ،ﺦﺴﻨﻟﺍ ﻙﻠﺘ ﺽﻌﺒ ﻲﻓ ﻊﻗﻭ ﺎﻤﻤ ﺦﻴﺸﻟﺍ ﻥﻋ ﺕﺒﺜﻴ ﻻ ﺎﻤ ﻑﺫﺤﻴ ﻥﺃ ﺏﺤﻴ ﻥﺎﻜ ﺢﻴﺎﺴﻟﺍ ﻻ ﺎﻬﻨﺃ ﻪﻟ لﻴﻗ ﻲﺘﻟﺍ ﺀﺎﻴﺸﻷﺍ

[r]

[r]

قﻼﻄﻧﻻا ﺔــــــﻠﺣﺮﻣ ءﺎﺘﺑ ﻲﮭﺘﻨﺗ تﺎﻤﻠﻛ تﺎھ ـ... فﺮّﺼﻟا

:ةيلاتلا تارشؤملا ؿلاخ فم ةلودلا فع يندملا عمتجملا تاسسؤم ؿلاقتسا ةجرد أ - .ؾلذ يف ةلودلا ؿخدت دودحو يندملا عمتجملا تاسسؤم ةأشن ؼورظ. ب

راوحلا اذه يف لِّمأتملاف .ةّصقلا ثادحأ ريس يف هرودو نيزحلا كلام ُفقوم هللاخ نم َدَّدحت للاخ نم عقاولا يف نيزحلا كلام ةبرجت ىلإ ليحُي امك ةمامحلا ةاسأم رصتخي هّنأ