• Aucun résultat trouvé

صورة المراة في الشعر الجزائري المعاصر دراسة تحليلية مقارنة

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "صورة المراة في الشعر الجزائري المعاصر دراسة تحليلية مقارنة"

Copied!
344
0
0

Texte intégral

(1)‫אאא א

(2) א א ‬ ‫אאאאא ‬ ‫)(א'&‪  !!"# $%‬‬ ‫‪Université de Batna‬‬. ‫‪/‬א‪-.‬א‪,‬א‪ *+‬‬. ‫‪Université de Batna‬‬. ‫‪12‬א‪+‬א ‪-0#‬א‪ #‬‬. ‫<<‬ ‫<<‬ ‫<<‬. ‫<<‬. ‫<<‬ ‫<<‬. ‫ﺻـــﻮﺭﺓ ﺍﻟـﻤـﺮﺃﺓ‬. ‫<<‬. ‫<<‬ ‫<<‬ ‫<<‬. ‫ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮﻱ ﺍﻟـﻤﻌﺎﺻﺮ ‬. ‫<<‬. ‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ‬. ‫<<‬ ‫<<‬ ‫<<‬. ‫<<‬. ‫‪< <<Ýç×ÃÖ]<å]…çjÒ

(3)

(4) ^ã<ØéßÖ<íÚ‚ÏÚ<ì†Ò„Ú‬‬ ‫¡’“<‪< <†‘^ÃÚ<æ<oè‚u<êe†Â<h

(5) _<V‬‬ ‫ ‬. ‫ אא‪ W‬‬ ‫

(6) א‬. ‫ ‬. ‫ אאא‪ W‬‬ ‫א

(7) ‬. ‫الرتبة العلمية‬ ‫الجامعة‬ ‫االسم و اللقب‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫جامعة باتنة‬ ‫األستاذ الدكتور ‪ :‬السعيد لراوي‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫جامعة باتنة‬ ‫األستاذ الدكتور ‪ :‬الطيب بو دربالة‬ ‫األستاذ الدكتور ‪ :‬محمد العيد تاورته أستاذ التعليم العالي جامعة قسنطينة‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫جامعة عنابة‬ ‫األستاذ الدكتور ‪ :‬بشير مخناش‬ ‫أستاذ محاضر " أ " جامعة باتنة‬ ‫الدكتورة ‪ :‬مليكة النوي‬ ‫أستاذ محاضر " أ " جامعة تبسة‬ ‫الدكتور ‪ :‬لزھر فارس‬. ‫الموسم الجامعي ‪ 1437 / 1436:‬ھـ‬ ‫‪ 2016 / 2015‬م‬. ‫الصفة‬ ‫رئيسا‬ ‫مشرفا و مقررا‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫عضوا مناقشا‬.

(8) ‫אאא א

(9) א א ‬ ‫אאאאא ‬ ‫)(א'&‪  !!"# $%‬‬ ‫‪Université de Batna‬‬. ‫‪Université de Batna‬‬. ‫‪/‬א‪-.‬א‪,‬א‪ *+‬‬ ‫‪12‬א‪+‬א ‪-0#‬א‪ #‬‬. ‫<<‬ ‫<<‬ ‫<<‬ ‫<<‬. ‫<<‬. ‫<<‬ ‫<<‬. ‫ﺻـــﻮﺭﺓ ﺍﻟـﻤـﺮﺃﺓ‬. ‫<<‬. ‫<<‬ ‫<<‬ ‫<<‬. ‫ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺰﺍﺋـﺮﻱ ﺍﻟـﻤﻌﺎﺻﺮ ‬. ‫<<‬ ‫<<‬ ‫<<‬. ‫<<‬. ‫ﺩﺭﺍﺳﺔ ﲢﻠﻴﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ‬ ‫<<‬ ‫‪< <<Ýç×ÃÖ]<å]…çjÒ

(10)

(11) ^ã<ØéßÖ<íÚ‚ÏÚ<ì†Ò„Ú‬‬ ‫¡’“<‪< <†‘^ÃÚ<æ<oè‚u<êe†Â<h

(12) _<V‬‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬. ‫ אא‪ W‬‬ ‫

(13) א‬. ‫ ‬. ‫ אאא‪ W‬‬ ‫א

(14) ‬. ‫الموسم الجامعي ‪ 1437 / 1436:‬ھـ‬ ‫‪ 2016 / 2015‬م‬.

(15) @floàž Èfl ãžc @ïčnÛ a@Ùnflàfl Èž čã@flŠØ‘ž c @žæc @ïčäÇž ‹ ëž c @ğl‰fl } @Žêbfl™Šž mfl@bĆzčÛbfl•@flÝàfl Çž c @žæc ëfl @Şð†fl čÛaflë@óÜÇfl ëfl @ŞïÜÇfl @@@{@fl´čzčÛbŞ–Ûa@Úč…bfljčÇ@ïčÏ@Ùčnàfl yž Šfl či@ïčäÜ4 č5…ž cëfl 19@òíŁa@ÝàäÛa@ñ‰ì8.

(16)

(17)         

(18)  

(19)  

(20)    

(21)    . "# $%  & '   ، )*+,  -. ‫ ـ‬0

(22)  12 ! 4@  ، 4>? <= 8 %  9:; 45 67 3  CD*

(23) % E A+  9

(24) B= 0M

(25)  ، I

(26) %23% JK

(27)  2GL

(28)  , G7H F 0, G7 ! )6 4:G% R= S  ، Q$6 L R @ ،<N <= O P L P G L ) ، U $  3VL L I$W

(29)  IT3 LH ]N*% [ \ I : Y2 Z I+ X

(30)  67 ! I*'  & =  ^23_ ]M6 7  ،I+c Ib Z Z $X

(31)  2 N I*D`  

(32)  # W`a% G  

(33)  M" ; d Z [ <= Ref  L gL 7.

(34) ‫ ‪ :‬صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر‬. ‫‬ ‫شعر العربي منذ أن أنطقه حسه في أولى قوافيه بمتعة الشعر ‪ ،‬فاتخذه متنفسا‬ ‫يرتجي فيه الطمأنينة واالرتياح النفسي ‪ ،‬ھروبا من قساوة ظروف الطبيعة التي يعايشھا‪،‬‬ ‫و رغم ذلك لم يبتعد بناظريه عن محيطه ذاك الذي ترعرع فيه ‪ ،‬باحثا في عمقه ـ قصرً ا‬ ‫ـ عن مالمح التناسب التي ُتحيي معالم الجمال في فضاء أعماقه الجافة ‪ ،‬ليقف من ھذه‬ ‫المظاھر على لمسات من وئام نغمة ارتاحت بفعلھا نفسه ‪ ،‬وانجذبت إليھا روحه ‪ ،‬خاصة‬ ‫بعد أن استطاعت تلك اآللية ترجمة مشاعره ‪ ،‬فأحس بواسطتھا شعورا جديدا تملكه ‪،‬‬ ‫وفضا ًء ساعده في احتواء بوحه بالعشق للطرف اآلخر ‪ ،‬فانتعش بھذا الوجود قوله‬ ‫واستأنس ‪ ،‬وتفجرت فيه ينابيع رقيقة ما اعتادھا سلفا‪ ،‬وھكذا راح العربي الشاعر يحس‬ ‫بُر ُع َم المرأة يفلق صالبة دخيالئه ‪ ،‬ليطل على مساحات الجفاف التي تملكت باعا من‬ ‫مشاعره ‪ ،‬فقام لينصّبھا ملِكة قصيدته ومصدر إرواء إيحائه ‪ ،‬فصارت نغمة القصيدة ‪،‬‬ ‫وباتت القصيدة ح ً‬ ‫ِلية في جيدھا ؛ ال ُتذكر الواحدة إال في سياق ذكر األخرى‪ ،‬توحدتا في‬ ‫جسد وروح واحدة ال تفترقان أبدا‪ ،‬ھكذا أنطقت المرأة الشاعر بالقصيدة واشتشعر في‬ ‫بنات أفكاره مالمح محبوبته واقعا و فنا ‪ ،‬وترك للنقاد تلك التساؤالت تتدافع محيرة ‪ :‬ھل‬ ‫المرأة في القصيدة تقليد فني أم ركيزة جمالية ؟ أم حاجة إنسانية للشاعر؟ وھل يمكننا أن‬ ‫نرى قصيدة عربية دون حضور المرأة ؛ ُتطل عميقا في بنائھا أو ھي التي تنسج ھذا‬ ‫البناء ؟‪.‬‬ ‫و أظن أن دراسة ھذه الثيمة في الشعر العربي برمته منذ عھود الجاھلية ‪ ،‬يُع ُّد‬ ‫تشعبا ال يمكن الوصول من ورائه إلى نتيجة محددة ‪ ،‬بل ھو انفتاح معرفي على تعدد‬ ‫وتنوع صورة تناول الطبيعة في دالالتھا المختلفة ‪ ،‬و المتضادة في بعض األحيان ‪ ،‬ذاك‬ ‫أن المرأة كانت رفيق القصيدة الشعرية العربية في كل العصور ‪ ،‬وخاصة زمن الھيام‬ ‫واالفتتان األندلسي ‪ ،‬وقد أخذت حيزا ھاما و مساحة كبرى من االھتمام ‪ ،‬و فضا ًء رمز ًيا‬ ‫منفتحً ا من التوظيف عند شعراء الرومانسية ‪ ،‬في العصر الحديث الغربيين منھم‬ ‫والشرقيين ‪ ،‬فتع َّمقت مدلوالتھا و تعددت رموزھا ‪ ،‬فباتت داللة على ما يختزنه الشاعر‬ ‫أ‬.

(35) ‫ ‪ :‬صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر‬. ‫في ذاته العميقة ؛ تكشف عن حزنه وفرحه وكآبته وانشراحه وما كان من تنوع العواطف‬ ‫لديه‪.‬‬ ‫و انطالقا من ھذه التصورات العامة لألھداف والمنطلقات ‪ ،‬تم تحديد أھم النماذج‬ ‫اإلبداعية لكوكبة من الشعراء الجزائريين ‪ ،‬خالل المستويين الزمانيين الحديث‬ ‫والمعاصر ‪ ،‬و كان االختيار متوازنا بين أصحاب الخبرة الطويلة و المكانة المقدمة بين‬ ‫مبدعينا‪ ،‬وشبابنا الذي يسير في طريق النضج واالكتمال بخطى واعدة‪ ،‬و ال نغمط حق‬ ‫من لم نذكره‪ ،‬ألن ذكر مجموع المبدعين الجزائريين يتطلب منا فتح الباب لموسوعة قد‬ ‫ال تكون لھا نھاية ‪ ،‬و ما أريد من اختياري ھذا إال النموذج الذي أراه يمثل البقية ‪ ،‬و ما‬ ‫ذلك إال تكلي ًفا لألسماء المنتقاة ال تشريف لھا ‪ ،‬و من وجھة أخرى استكماال لتجربة‬ ‫رسالة الماجستير التي أنجزتھا ‪ ،‬وتناولت الطبيعة في الشعر الجزائري الحديث ‪ ،‬و ما‬ ‫ذلك إال لشغفي بمدونة الشعر الجزائري حديثا ومعاصرا كما سلف ‪ ،‬و محاولة التطبيق‬ ‫عليه الستنباط أھم درره المخبوءة ‪ ،‬والتي تنتظر األقالم لنفض غبار النسيان و التجاھل‪،‬‬ ‫و لن يكون ذلك إال بأيدي أبنائھا الغيورين‪ ،‬والمتيقنين من سمو تجربتنا اإلبداعية ببلوغھا‬ ‫مصاف القمم الشامخة من أسماء إخواننا في المشرق ‪.‬‬ ‫و من مجموع التساؤالت التي يطرحھا الواقع الثقافي حول مستوى االفتتان بصورة‬ ‫المرأة ‪ ،‬في مدونة الشعر القومية لكل قطر عربي ‪ ،‬احتفا ًء بقيمية ھذه الثيمة القديمة‬ ‫المتجددة ‪ ،‬تحركت في داخلي غيرة على اإلنتاج المحلي الجزائري ‪ ،‬متسائال ذاك السؤال‬ ‫الطبيعي و لماذا يتأخر التصور في شعرنا المحلي ‪ ،‬فانتابني شعور دفعني أن أكون ذاك‬ ‫المحاول إلضافة لبنة دراسية في ھذا المجال ‪ ،‬وشدتني الفكرة إلى إسقاط تلك التساؤالت‬ ‫على مستوى سيرة شعرنا المعاصر فقط ‪ ،‬فكان الطرح قد تبلور سياقه بعنوان يشمل‬ ‫"صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر دراسة تحليلية مقارنة " ‪.‬‬. ‫وباختصار ‪ ،‬يمكن حصر األسباب التي دفعتني إلى اختيار ھذا الموضوع فيما يلي‪:‬‬ ‫ا‪ -‬الذاتية‬ ‫ الميل الخاص للشعر و تذوقه ‪ ،‬و خاصة االستمتاع بالدرس النقدي األسلوبي ‪ ،‬الذي‬ ‫أرغب في التواصل معه من خالل الدراسات األكاديمية ‪.‬‬. ‫ب‬.

(36) ‫ ‪ :‬صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر‬. ‫ الرغبة في إضفاء مزيد من التعريف باإلبداع الجزائري ‪ ،‬و شعوري بنقص الساحة‬ ‫النقدية في الجزائر من متذوقي اإلبداع ‪ ،‬وخاصة من فئة الشباب منه ‪.‬‬ ‫ السعي لمحو فكرة اإلحساس بالنقص ‪ ،‬قياسًا إلى اإلنتاج المشرقي ‪ ،‬و كذلك أدب‬ ‫جيراننا شرقا وغربا ‪.‬‬. ‫ب‪ -‬الموضوعية‬ ‫ القيمة الفنية التجديدية التي يعرفھا مفھوم الصورة بين المبدعين و المنظرين ‪،‬‬ ‫وضرورة االستفادة من الطروحات الغربية لتأسيس مفاھيم خاصة ال تخضع للمفھوم‬ ‫التقليدي بل ترغب في استحداث الصورة الخاصة ‪.‬‬ ‫ ‪ -‬جدة الموضوع و اعتباره بصورة مجملة أرضا بكرا ‪ ،‬نأمل أن تكون بذرتنا فيھا‬ ‫تحفيزا لغيرنا في إعمارھا‪ ،‬و إحيا ًء لتربتھا المتعطشة أليادي أبنائه الجادين في خدمته‬ ‫الصادقين في مسعى تطويره ‪.‬‬ ‫ غنى الشعرية الجزائرية و وفرة اإلنتاج اإلبداعي فيھا ‪ ،‬قياسا بالدراسات النقدية‬ ‫الواعية التي الزالت قليلة و غير ممنھجة ‪ ،‬وبذلك فتأثيرھا مازال محدودا ‪.‬‬ ‫ القيمة التي باتت تمثلھا الصورة الشعرية في التصورات المستحدثة ؛ و التي تجعل‬ ‫منھا مقياسا معياريا من مقاييس اختبار مستوى الشاعرية ‪.‬‬ ‫ھكذا تدافعت بي األسباب إلى اختيار الشعر الجزائري ‪ ،‬و كانت فترته المعاصرة‬ ‫أنسب الفترات وأغناھا لتحقيق ھدفي في دراسة صورة المرأة‪ ،‬من خالل زخم أعايش‬ ‫إثماره من اإلنتاج اإلبداعي المتفاوت في القيمة الفنية‪ ،‬وتحقيق المتعة المنشودة‪،‬‬ ‫بانفتاح القراءة على ما يمكن من توسع الدراسة و إثمارھا ‪.‬‬ ‫و قد تم التوصل مع األستاذ المشرف األستاذ الدكتور الطيب بودربالة مشكورا ‪،‬‬ ‫إلى خطة تتكون من ثالثة فصول مجزءة إلى مبحثين في كل فصل ‪ ،‬مص َّدرة بمقدمة‬ ‫ومنتھية بخاتمة ‪ ،‬حوت جملة من النتائج المتوصل إليھا في التحليل ‪ ،‬و تفصيل‬ ‫الخطة كاآلتي ‪:‬‬ ‫ج‬.

(37) ‫ ‪ :‬صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر‬. ‫ُ‬ ‫عنوت الفصل األول بـ " الصورة والمرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية‬ ‫اإلبداعية"‪ ،‬قدمت في تمھيده االشتقاق اللغوي لمدلول الصورة الشعرية ‪ ،‬ليأتي بعد‬ ‫ذلك المبحث األول معنو ًنا بـ " الصورة الفنية ‪ ..‬من المفھوم البالغي إلى المفھوم‬ ‫األسلوبي" ‪ ،‬وقد حوى في عنوانه جملة من الطروحات ‪ ،‬حول المفھوم التقليدي‬ ‫ُ‬ ‫تطرقت فيه لجملة من رؤى بالغيينا العرب في عصور‬ ‫للصورة الشعرية ‪ ،‬و‬ ‫متفاوتة حول الصورة بمفھومھا البالغي‪ ،‬لنصل إلى قياس المفھوم بمدلوله األسلوبي‪،‬‬ ‫من خالل الرؤية الحديثة و المعاصرة للصورة الشعرية ‪ ،‬من خالل جملة من‬ ‫الحداثيين العرب ‪ ،‬ثم استخالص رحلة مفھوم الصورة بين القديم و الحديث ‪ ،‬لنخلص‬ ‫إلى تثمين أھمية الصورة و آليات إنتاج المعنى بواسطتھا ‪ ،‬و تم التمييز بين اآلليات‬ ‫اللفظية و اآلليات البالغية لھا ‪.‬‬ ‫و كان المبحث الثاني تاريخيا ‪ ،‬تم عنونته بـ "رحلة المرأة في فضاء الشعر العربي‬ ‫الحديث" ‪ ،‬متتبعين رحلة المبدعين العرب بصورة المرأة عبر بوابة زمنه الحديث من‬ ‫خالل أبرز روادھا ‪ ،‬متوقفين عند كل شاعر يعد إبداعه حاسما في حضور صورة المرأة‬ ‫في مدونة شعره انطالقا من رؤية خاصة و مختلفة ‪ ،‬فكان انفتاح الرؤية في الصورة من‬ ‫خالل إنتاج من اصطفينا م َمنْ أطلّت المرأة بصورة أنماطھا المتعددة في شعره ‪ ،‬فوقفنا‬ ‫عند الشعراء المحافظين اإلصالحيين ) الرصافي و الجواھري و حافظ إبراھيم (‪ ،‬ثم‬ ‫أمير الشعراء أحمد شوقي ‪ ،‬فأبو القاسم الشابي فنزار قباني فمحمود درويش ‪ ،‬ثم في‬ ‫شعر األنوثة بين نازك المالئكة و فدوى طوقان ‪ ،‬لنخلص في نھاية المبحث إلى صورتھا‬ ‫في مدونة الشعر الجزائري الحديث من خالل كوكبة من مبدعينا رجاال ونسا ًء ‪.‬‬ ‫ثم نفتح ملف الفصل الثاني ‪ ،‬المعنون بـ " أصول الراھن الشعري الجزائري‬ ‫وروافد تطوره " ‪ ،‬بالتطرق في مبحثه األول إلى " تقابلية الكتابة اإلبداعية في الشعر‬ ‫الجزائري المعاصر " ‪ ،‬والتعرف على اآلليات التي استفاد منھا الشعر الجزائري‬ ‫المعاصر‪ ،‬وتم تقسيمه إلى جنسي أقالمه ‪ ،‬فكان األدب الذكوري و تناولنا إنتاج مرحلة‬ ‫التواجد االستعماري‪ ،‬ومنه إلى صورة مبدعي مرحلة الستينيات )الوطنية ( ‪ ،‬ثم أدب‬ ‫السبعينيات )االشتراكية( ثم تخصيص الدراسة إلى ما اعتبره الباحثون يشمل مرحلة‬ ‫الشعر الجزائري المعاصر ‪.‬‬ ‫د‬.

(38) ‫ ‪ :‬صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر‬. ‫بعد ذلك انتقلنا إلى التجربة اإلبداعية النسائية ‪ ،‬و مناقشة مشكلة المصطلح بالبحث‬ ‫في األصول العربية أوال ‪ ،‬ثم االستقاللية من خالل اكتساب ھوية خاصة بمعالجة جملة‬ ‫من الطروحات ؛ ) روافد اإلبداع النسوي الجزائري ‪ ،‬الكتابة النسوية الجزائرية بين‬ ‫الواقع و المتخيل ‪ ،‬مفھوم الشعرية في اإلبداع النسوي‪ ،‬لغة اإلبداع الشعري النسوي بين‬ ‫الجسد واأللم (‪.‬‬ ‫ليخصص المبحث الثاني لـ " تجليات صورة المرأة في النص الشعري الجزائري‬ ‫المعاصر" ‪ ،‬من خالل جملة من الصور البارزة في التوظيف الشعري ‪ ،‬كاستخدام مالمح‬ ‫المرأة الجسدية كدالالت إيحائية‪ ،‬ثم صورتھا في شعر التصوف والغزل التذوقي ‪ ،‬ثم‬ ‫صورتھا تمثيال للوطن أو المدينة ‪ ،‬ثم التوظيف الرمزي لصورتھا ‪ ،‬ثم التوظيف‬ ‫األسطوري ‪ ،‬ثم صورة الجمال و الحسن في تمثل المرأة قصيد ًة ‪.‬‬ ‫و قد انفرد الفصل الثالث بإبراز ‪ " ،‬أدوات التشكيل الجمالي لصورة المرأة في‬ ‫الشعر الجزائري المعاصر" ‪ ،‬و تم تقسيمھا إلى تشكيل فني ‪ ،‬تناول سياقية اللغة الشعرية‬ ‫في اإلبداع الجزائري المعاصر ‪ ،‬ثم اإليقاع )‪ (rythme‬وفيه تطرقنا إلى صوتية الكلم‬ ‫وأھم تشكيالت األوزان ‪ ،‬ثم عرجنا على فنية التكرار بأنواعه ‪.‬‬ ‫أما المبحث الثاني فتناول البنية التصويرية و إنتاج الداللة ‪ ،‬و انطلقنا من صورة‬ ‫التركيب البياني ‪ ،‬من خالل توظيفات ) التشبيه ‪ ،‬االستعارة ‪ ،‬الكناية ( ‪ ،‬ثم تحدثنا عن‬ ‫شعرية البياض و كتابة المحو ‪ ،‬ثم االنزياح ‪ ، déviation‬فتوظيف الرمز و األسطورة‪،‬‬ ‫وأخيرا التناص ‪. l’ intertextualité‬‬. ‫لنختم األطروحة بخاتمة شملت ما تم رصده من نتائج كان نقاط االنشغال في دراستنا‬ ‫ومثار للعديد من التساؤالت خالل رحلة البحث الشاقة ‪.‬‬ ‫و من بديھي الدراسة أن تكون ھناك بعض الدراسات مساعدا حقيقيا لبحثنا ھذا ‪،‬‬ ‫في مجال الھندسة العامة ‪ ،‬و عديد معلومات الموضوع من مثل دراسة الدكتور صالح‬ ‫مفقودة )المرأة في الرواية الجزائرية ‪ ، (2003‬و دراسة الباحثة فاطمة تجور) المرأة‬ ‫في الشعر األموي ‪ ، (2000‬و دراسة األستاذ رفيق خليل عطوي ) صورة المرأة في‬ ‫شعر الغزل األموي ‪ ، (1986‬واألستاذ أحمد حيدوش في ) شعرية المرأة وأنوثة القصيدة‬ ‫ه‬.

(39) ‫ ‪ :‬صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر‬. ‫قراءة في شعر نزار قباني ‪ ، ( 2001‬و رسالة الباحث يوسف عبد المجيد الضمور‪:‬‬ ‫رسالة ماجستير ) صورة المرأة في شعر خليل مطران ( جامعة مؤتة األردن‪. 2011‬‬ ‫أما الدراسات األدبية التي ساعدتنا على ھذه األطروحة ‪ ،‬فيبقى من العسير تعدادھا‬ ‫كاملة في ھذا المقام ‪ ،‬و لھذا تبقى صفحات مكتبة البحث و قائمة المصادر و المراجع‬ ‫المثبتة في آخر ھذه الدراسة ‪ ،‬وجھة الراغبين في التعرف على زادنا في ھذا العرض و‬ ‫يمكن ‪ ،‬استثنا ًء أن نذكر مدى الجھد المبذول في عملية التساؤل واالستخالص و التحليل‬ ‫في مواجھة كم كبير من دواوين الشعر ‪ ،‬تم تقليب صفحاتھا و قد أخذت منا وقتا طويال ‪.‬‬ ‫و قد اعتبرنا في طرحنا ھذا أن المنھج النقدي األسلوبي التاريخي ‪ ،‬في رصد‬ ‫صورة المرأة في مدونة الشعر العربي عموما ‪ ،‬و كذلك التطور الحادث في مفھوم‬ ‫الصورة الشعرية كمبحث خاص غربيا و عربيا ‪ ،‬أنسب المناھج لھذه المھمة ‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى النقد األسلوبي األدبي من خالل قراءة النصوص الشعرية ‪ ،‬و تذوق التصور العربي‬ ‫وخاصة اإلبداع الجزائري حول صورة المرأة ‪ ،‬بتعدد مظاھرھا الواقعية و الرمزية‬ ‫خصوصا ‪ ،‬كما تم االعتماد على المنھج المقارن ؛ من خالل إبراز التصور الفني للمرأة‬ ‫في مسار الشعر النسوي و الذكوري ‪ ،‬و بيان مالمحھا في كال التركيبين ‪ ،‬فكان التساوق‬ ‫بين توظيف المنھج النقدي المناسب ‪ ،‬من خالل قراءة النماذج النسوية ؛ أي ما كتبته‬ ‫المرأة عن ذاتھا ‪ ،‬و ما تحتمله كتابتھا من منظور مقابل ‪ ،‬أي جعل المرأة مبدعا وقارئا‬ ‫وموضوعا ‪ ،‬أمام المنتج اإلبداعي الذكوري الذي تكون فيه المرأة موضوعا فقط ‪.‬‬ ‫أما عن الصعوبات التي صادفتنا و زادت من بع[ض حيرتن[ا أم[ام تش[عب الموض[وع‬ ‫و شساعة أفقه الذي تجاوز التصور األولي الموضوع للبحث يمكن حصرھا فيما يلي ‪:‬‬ ‫ وفرة اإلنتاج الشعري و صعوبة االختيار ‪.‬‬‫ انفتاحية القراءة التي قد تجعل من تصورنا للداللة النسائية يكون مغايرً ا ‪ ،‬وخاصة أمام‬‫وجود أصحاب األعمال ‪ ،‬ما يجعلنا أمام البحث الدقيق و القراءة المتفحصة للمتن ‪،‬‬ ‫حتى نجد اإلشارات الفعلية الدالة ‪.‬‬. ‫و‬.

(40) ‫ ‪ :‬صورة المرأة في الشعر الجزائري المعاصر‬. ‫ صعوبة الحصول على األعمال اإلبداعية المناسبة ‪ ،‬خاصة و أن أغلب ھذا اإلنتاج‬‫يتطلب تواصال ذاتيا مع المعنيين ‪ ،‬وھذا غير متاح في كثير من األحيان ‪ ،‬وخاصة مع‬ ‫الشاعرات‪.‬‬ ‫ إن عناصر و أدوات التذوق الفني تعمل متكاملة ‪ ،‬و قد تطلبت منا الدراسة الفصل‬‫بينھا‪ ،‬ولذلك فدراستھا منفردة قد يجعل من مستوى الجمالية يكون أقل تحققا‪.‬‬ ‫ھذه أھم معطيات األطروحة قد يسر ُتھا كما بنيتھا و األستاذ المشرف ‪ ،‬و تجدني أمام‬ ‫شخصه المحترم أنحني احتراما و تقديرا ‪ ،‬لما خصني به أستاذي الفاضل األستاذ‬ ‫الدكتور الطيب بودربالة من مشمول الرعاية و التقدير ‪ ،‬و ما أوالني به من شعور الثقة‬ ‫بالنفس ‪ ،‬من خالل معايشته لحلمي في ھذا البحث ؛ بنصائحه وتوجيھاته الصميمية ‪،‬‬ ‫وعرفا ًنا مني أتقدم له بجليل آي الشكر و االحترام ‪.‬‬ ‫وال يسعني في األخير إال أن أتوجه إلى الدكاترة في لجنة القراءة والمناقشة الموقرة‪،‬‬ ‫بجزيل الشكر و االمتنان على ما أولتھه من أھمية خالل اطالعھا على متن ھذا العمل ‪،‬‬ ‫ولتسمح لي أن أكرر بذات اللسان و نفس الحال ‪ ،‬على مسامعھم الكريمة ما قاله أحدھم‪:‬‬ ‫» إِ ِّني َرأَ ُ‬ ‫ان أَحْ َسن ‪،‬‬ ‫يت أَ َّن ُه الَ َي ْك ُتب أَ َح ٌد ِك َتابا ً فِي َيو ِم ِه إِال ّ َقا َل فِي َغ ِد ِه لَو ُغي َِّر َھ َذا لَ َك َ‬ ‫ان أَجْ َمل ‪،‬‬ ‫ك َھ َذا لَ َك َ‬ ‫ضل ‪َ ،‬و لَو ُتر َ‬ ‫ان يُسْ َتح َسن ‪َ ،‬و لَو قُ ِّد َم َھ َذا لَ َكان أَ ْف َ‬ ‫َولَو ِزي َد َھ َذا لَ َك َ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫قص َعلَى جُملَ ِة ال َب َش ِر‪«.‬‬ ‫َو َھ َذا مِن أَعْ َظ ِم ال ِع َب ِر‪ ،‬و ھ َُو َدلِي ٌل َعلَى اِستِيالَ ِء ال ُن ِ‬ ‫و الحمد ‪ً 1‬‬ ‫أوال و آخرا‬. ‫)‪.(1‬صِ ِّديق بن حسن القنوجي ‪ :‬أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ‪ ،‬ج‪ ،1‬أعده للطبع و وضع فھارسه‬ ‫عبد الجبار زكار‪ ،‬منشورات وزرة الثقافة و اإلرشاد القومي ‪ ،‬دمشق ‪ ، ،‬سوريا ‪ ، 1978 ،‬ص ‪. 71‬‬ ‫ز‬.

(41) @@. @@.

(42) ‫الفصل األول ‪ :‬الصورة و المرأة بين المفھوم و الرؤية الجمالية‬. ‫تقديم ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الصورة الفنية ) من المفھوم البالغي إلى المفھوم األسلوبي(‬ ‫أ ـ المفھوم التقليدي للصورة الشعرية‬ ‫ب ‪ -‬المفھوم الحديث و المعاصر للصورة الشعرية‪:‬‬ ‫ج ‪ -‬الصورة بين القديم و الحديث‬. ‫المبحث الثاني ‪ :‬رحلة المرأة في فضاء الشعر العربي الحديث‬ ‫تقديم ‪ :‬صورة المرأة في الشعر العربي‬ ‫‪ 1‬ـ المرأة في أدب أعالم الشعر العربي الحديث ‪:‬‬ ‫) الرصافي ‪ ،‬الجواھري ‪ ،‬أحمد شوقي ‪ ،‬أبو القاسم الشابي ‪ ،‬نازك المالئكة‪،‬‬ ‫فدوى طوقان ‪ ،‬إبراھيم ناجي ‪ ،‬نزار قباني ‪ ،‬محمود درويش(‬ ‫‪ 2‬ـ المرأة في مدونة الشعر الجزائري الحديث‬.

(43) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫‬. ‫‪:‬‬. ‫لقد وقف الدارسون في جل دراساتھم للصورة الفنية ‪ ،‬قديما وحديثا ‪ ،‬على‬ ‫ت أھميتھا في البناء الفني اإلبداعي ‪ ،‬بل و اعتبرھا النقاد مركز الشعر‬ ‫عتبا ِ‬ ‫وضرورة من ضروراته ‪ ،‬ال يمكن استواء قوام ه بمعزل عن وجودھا ‪ ،‬ولذلك‬ ‫تنوعت الدراسات وتشعبت المدونات في تحدي د قيمتھ ا و تقدير آلياتھا ‪ ،‬فاغتنت‬ ‫الساحة النقدية باإلنتاج‪ ،‬الذي اتخذ منھا عنصرا فعاال في بناء و حيوية اإلبداع‬ ‫الشعري على مر عصور األدب ‪ ،‬في مسار تاريخه العربي قديمه وحديثه‪.‬‬ ‫غير أن ھذه اآلراء في مدلولھا العام ‪ ،‬تتقاطع في اعتبار الصورة حقيقة الشيء‬ ‫وھيئته و صفته ‪ ،‬وإن توسع بحثنا في معاجم اللغة ‪ ،‬فلن نجد في مادة ) ص و ر (‬ ‫بُعْ  َد أح  ِدھا في ذكر معنى آخر مختل ًف ا ‪ ،‬على ما َذ َك ر ابن منظور في التعريف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫توھمت صور َته ‪ ،‬و)تصوَّ ر لي على ھيئة‬ ‫فتصورت الشي َء( أي‬ ‫المذكور آنفا ‪) ،‬‬ ‫صورته( ‪ ،‬يقول ابن األثير » الصورة َت ِرد في كالم العرب على ظاھرھا ‪ ،‬و على‬ ‫معنى حقيقة الشيء وھيئته‪ ،‬وعلى معنى صفته ؛ يقال ‪ :‬صورة الفعل كذا وكذا أي‬ ‫ھيئته‪ ،‬وصورة كذا وكذا أي صفته«)‪. (1‬‬ ‫وليس ببعيد ما ذكره الفيروزآبادي والزمخشري وغيرھما ‪ ،‬مما أخذت المعاجم‬ ‫اللغوية من معنى الصورة الداللي ‪ ،‬في أنھا تعني الشكل و النوع والصفة والحقيقة‪،‬‬ ‫فالصورة إبداع المصور والمصور من أسماء ‪ L‬تعالى ِذ ْكرُه ‪ ،‬و قد شرح‬ ‫المفسرون مدلول االسم في أن ‪ L‬صوَّ ر جميع الموجودات و ر َّت َبھا ‪ ،‬وأعطى ك َّل‬ ‫شيء منھا صورته الخاصة ‪ ،‬وھيئته التي يختلف بھا عن غيره من المخلوقات ‪.‬‬ ‫يقول علي صبح » مادة الصورة بمعنى الشكل ؛ فصورة الشجرة شكلھا‬ ‫)‪.(1‬ابن منظور ‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬م ‪ ، 8‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪ ، 2004 ، 3‬ص‪. 304‬‬ ‫‪9‬‬.

(44) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫وصورة المعنى لفظه ‪ ،‬و صورة الفكرة صياغتھا«)‪ ، (1‬و من ھذا المنطلق نعتبر‬ ‫الصورة الشعرية مجموعة األلفاظ و الجمل التي تنطلق من عقيدة الشاعر‪ ،‬لترمز‬ ‫إلى داللة وتجسد صورة المعنى في لفظه ‪ ،‬و صورة الفكرة في صياغتھا و بنائيتھا‬ ‫العامة ‪ ،‬فالصورة الشعرية ما وقر في الفكرة كمعنى ‪ ،‬وجسده اللفظ بداللة ترجمة‬ ‫ما ترسب من صورته في الذھن ‪ ،‬غير أن األلفاظ و العبارات وسائل لترجمة‬ ‫المعنى الجامد ‪ ،‬و عليه تحتاج في استعماالتھا اللغوية إلى استخدام المجاز لتحقيق‬ ‫تشكيل الصورة الشعرية ‪ ،‬قي حين استعمال األلفاظ بصورة حقيقية ال يساعد على‬ ‫تحقيق الغاية ‪ ،‬و إن كان يساعد في الوصول إليھا في شكلھا البسيط ‪.‬‬. ‫الصورة الفنية ) من المفھوم البالغي إلى المفھوم األسلوبي (‬ ‫اختلف الدارسون في تحديد مفھوم ثابت للصورة الفنية ‪ ،‬و أتعبھم بذلك إيجاد‬ ‫عناصر متقاربة تتقاطع في مدلولھا تعاريفھم ‪ ،‬ما يجعلنا نقف على موضوع من‬ ‫الصعوبة بمكان ‪ ،‬و لعل ھذه الصعوبة كامنة في كثير من المصطلحات األدبية )‪،(2‬‬ ‫ف‬ ‫فھم لطالما عا ُنوا من مشكلة المصطلح‪ ،‬فوقفوا حيال ھذا المصطلح موق َ‬ ‫المتناقض؛ فبعضھم يرى أن لفظ الصورة الفنية » من المصطلحات الوافدة على‬ ‫أدبن ا وفكرنا ‪ ،‬جراء االحتكاك الثقافي والتقارب الفكري الواقع بين الثقافات ‪،‬‬ ‫وخاصة الشرقية والغربية‪ ،‬و أن اللفظ ال جذور له في نقدنا القديم «)‪ ، (3‬و أن ما‬ ‫ذكره أسالفنا القدامى من تحديد لمدلول المصطلح ‪ ،‬يدخل في سياق تعليل الصورة‬ ‫ال تناوال لھا ‪ ،‬وراحوا يسترسلون في إبراز ھذا المفھوم من مرجعيات رواد الفكر‬ ‫الغربي ‪ ،‬ويترجمون المعاني المرتبطة بتحديد تعريف الصورة الفنية من خالل‬ ‫الدراسات الغربية‪.‬‬ ‫)‪.(1‬ينظرعلي صبح ‪ :‬الصورة األدبية تاريخ و نقد ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪ ،‬القاھرة ‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫)‪(2‬إبراھيم أمين الزرزموني‪ :‬الصورة الفنية في شعر علي الجارم‪ ،‬دار قباء للطباعة‪ ،‬القاھرة‪ ،‬ط‪ ، 2000 ، 1‬ص‪.91‬‬ ‫)‪(3‬عبد الرحمن نصرت ‪ :‬الصورة الفنية في الشعر الجاھلي ‪ ،‬مكتبة األقصى‪ ،‬ع ّمان ‪ ،‬ط‪ ،1982، 2‬ص‪.12‬‬ ‫‪10‬‬.

(45) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫و اعتبر النقاد أن الصورة في الدرس النقدي عامة تأتي منعوتة بألفاظ ‪ ،‬تحمل‬ ‫ھذه المصطلحات ) فنية ‪ ،‬أدبية ‪ ،‬شعرية ( ‪ ،‬وقد ُتذ َكر في بعض المراجع منفردة ‪،‬‬ ‫و في ذلك وإن اختلفت النعوت في تحديد بنيتھا و مجالھا الداللي ‪ ،‬فإنھا حتما‬ ‫تشترك في أداء معاني متطابقة ‪ ،‬و مرد ھذا االختالف في التوظيف الوصفي يعود‬ ‫إلى التنوع والتعدد ‪ ،‬واالختالف في ترجمة المصطلح من اآلداب الغربية و ما‬ ‫تنتجه من فكر ؛ فمن منظور ما سبق و أن الصورة مصطلح وافد علينا من الغرب‪،‬‬ ‫فقد ترجم أدباؤنا اللفظة بمدلولھا المعنوي ؛ فقد جاءت في كتابات الغربيين‬ ‫ب المدلول اللفظي عند‬ ‫ار َ‬ ‫) ‪ ، ( L’ IMAGE PROFESSIONNELLE‬فتق َ‬ ‫مترجمينا‪ ،‬فكانت مرة الصورة الفنية ‪ ،‬و أخرى الصورة األدبية لقرب المفھومين‬ ‫في ذھننا في الداللة من بعضھما ‪ ،‬وإذا توجھنا إلى الشكل واعتبرنا ضِ منيًا‬ ‫» ارتباط مفھوم الصورة باإلبداع الشعري «)‪ ، (1‬فإنه علينا إطالق الكل على‬ ‫الجزء ‪ ،‬ومن باب تخصيص الشعر بھذه الحال من التصور كانت الصورة‬ ‫الشعرية‪.‬‬ ‫أ ‪ : -‬المفھوم التقليدي للصورة الشعرية‪:‬‬ ‫من منطلق تسليم النقاد بأن الشعر ذاته قائم على الصورة ‪ ،‬يمكن االستئناس‬ ‫بأن روح مفھوم مصطلح الصورة قد تناوله نقدنا القديم ‪ ،‬من خالل رؤية عديد‬ ‫ممارسيه وخاصة في شقه الشعري ‪ ،‬غير أن اتفاقھم في التناول لم يشمل المصطلح‬ ‫ذاته ‪ ،‬إنما يمكن اعتبار اقترابات أبي عثمان الجاحظ و عبد القاھر الجرجاني‬ ‫ً‬ ‫رغبة في التنظير للشعر ‪،‬‬ ‫وقدامة بن جعفر ‪ ،‬وغيرھم ممن خاضوا في ھذا المجال‬ ‫وحالة صاحبه و قيمة ما يحمله المعنى المبدَع ‪ ،‬إنما ھو تناول لمفھوم الصورة‬ ‫)‪(1‬بشرى موسى صالح ‪ :‬الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪،1994 ،1‬‬ ‫ص‪.19‬‬ ‫‪11‬‬.

(46) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫بمعناه البسيط المباشر ‪ ،‬وبذلك وإن كان للنقاد المحدثين رأي مغاير لبعض الضوابط‬ ‫صفين بين مؤيد لفكرة حداثة مدلول‬ ‫عموما ‪ ،‬إال أن النقاد قديما وحديثا وقفوا َ‬ ‫الصورة ‪ ،‬وعدم االطمئنان إلى اعتبار ما ذكره األقدمون منطل ًقا لبروز المصطلح‬ ‫وبداية رحلة الدراسة فيه ‪ ،‬و بين سرب ممن اعتبر جھد أولئك الدارسين بحق‬ ‫منطلقا لذلك ‪ ،‬وأفكارھم تمثل حجر األساس في ھذه التحوالت‪ ،‬التي يعرفھا مفھومه‬ ‫في دراساتنا الحديثة ‪ ،‬ولكل فريق أدلة وركائز ينطلق منھا‪.‬‬ ‫لقد استرعى انتباه نقاد األدب قديما ھذا التوافق بين اإلنتاج األدبي والحالة‬ ‫النفسية لصاحبه ‪ ،‬و ربطوا بينھما وفاضلوا من خالل ذلك بين شاعر وآخر ‪ ،‬من‬ ‫منطلق قوة حضوره داخل ذلك اإلنتاج الشعري ‪ ،‬و ع ُّدوا أبرعھم من يأتي بأقوى‬ ‫وأذكى ال ُنسُج التصويرية ‪ ،‬و أجودھم من أحسن إثارة انتباه الحكم تحت قبة سوق‬ ‫عكاظ ‪ ،‬واستثارته بأجمل اللوحات الفنية ‪ ،‬ما يدفعه بإحساسه المرھف إلى أن يقول‬ ‫» ھذا أحسن ما قالت العرب « ‪ ،‬تثمينا دقيقا للعمل من منطلق صور ٍة أحس َن‬ ‫الحكم نسجھا ‪ ،‬فيشمل الحُكم كل العمل دون استثناء ‪،‬‬ ‫الشاعر صوغھا ‪ ،‬و أطرب َ‬ ‫وما تنقيح زھير بن أبي سُلمى لقصائده إال العتبارات نقدية ينطلق فيھا من تثمين‬ ‫ذاتي ‪ ،‬مرتكزه المؤثرات النفسية التي أنتجت ھذا اإلبداع ‪ ،‬فيراه بعين الناقد بعد أن‬ ‫أنتجته قريحة المبدع ‪ ،‬فيحفظ ما َحس َُن منه بنا ًء ومعنى ‪ ،‬ويحذف ما تناقضت فيه‬ ‫روح الصورة و قوة البيان ‪ ،‬و ھكذا إذا استرسلنا في األمثلة فقد نقع على كثير من‬ ‫اإلنتاج ‪ ،‬الذي ثمن أصحابه من خالل المبنى قيمة المعنى ‪ ،‬ومن خالل الشكل قوة‬ ‫اللفظ وإيقاعه ‪ ،‬و من خالل التصوير ما جل عمقه وتتابعت إيحاءاته ‪ ،‬و أثارت في‬ ‫المتلقي ظالل الداللة ‪ ،‬واستقطاب كل إشارات اإليحاء وتجميعھا‪ ،‬في بناء يحق له‬ ‫أن يأخذ حيزا من انشغال المتلقي واھتمامه‪.‬‬ ‫وھكذا أثار انتباه نقادنا القدامى ھذا الترابط بين اللفظ و المعنى من جھة ‪،‬‬ ‫وبينھما و الحالة الشعورية لمبدع البناء الفني من األخرى ‪ ،‬و إن لم يحرصوا على‬ ‫‪12‬‬.

(47) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫إيجاد المصطلحات المناسبة الدقيقة و المستقلة المعبرة عن الحال ‪ ،‬فتشابھت‬ ‫المسميات الدالة عن المعنى المختلف ‪ -‬وھذا من األسباب التي حدت ببعض النقاد‬ ‫المحدثين إلى القول بحداثية ھذه المفاھيم ‪ -‬و مرد ذلك انشغالھم عن وضع ھذه‬ ‫التسميات ‪ ،‬و تعلة ذلك أنھم ليسوا أھل تخصص واحد‪ ،‬بل كان فكرھم موزعا بين‬ ‫صنوف العلوم المختلفة والمتنوعة‪ ،‬فلم يوجھوا اجتھادھم إلى البحث عن‬ ‫المصطلحات المناسبة ‪ ،‬رغم أنھم قدموا لھا تفسيرا وتوضيحا يتقارب في عديد‬ ‫المواضع مع ما انطلق منه أدباء العصر الحديث ‪ ،‬فالجاحظ وھو يدلي بدلوه في‬ ‫تعريف مفھوم الصورة الشعرية وإبراز مظھرھا؛ يقول ‪» :‬بلغه أن أبا عمرو‬ ‫الشيباني استحسن بيتين من الشعر لمعناھما مع سوء عبارتھما ؛ قال‪ :‬ذھب الشيخ‬ ‫إلى استحسان المعنى والمعاني مطروحة في الطريق ‪ ،‬يعرفھما العجمي والعربي‬ ‫والبدوي والقروي ‪ ،‬و إنما الشأن في إقامة الوزن و في تخير اللفظ وسھولة المخرج‬ ‫وكثرة الماء ‪ ،‬و في صحة الطبع و جودة السبك ‪ ،‬فإنما الشعر صناعة وضرب من‬ ‫التصوير«)‪ ، (1‬وبالتمعن في ھذا القول يمكن اتخاذ ھذا التعريف منطلقا تأسيسيا‬ ‫ومبدئيا لتحديد مدلول الصورة الفنية ‪ ،‬فاستحسان الشيخ للمعنى دون اللفظ‪ ،‬والرغبة‬ ‫في الداللة على حساب الشكل ‪ ،‬يراه الجاحظ نقصا في إدراك الصورة التامة ‪،‬‬ ‫فالمعاني كما ذكر ملقاة على حافة الطريق ‪ ،‬و إشاعتھا إنما ھي في يسر تناولھا‬ ‫وأحقية كل فرد في التزود منھا‪ ،‬ألنھا وشيوعھا ال يجعل من انتقاء بعضھا إبداعا ‪،‬‬ ‫إنما – والرأي للجاحظ – كل اإلبداع في مزاوجة المعنى بغيره من آليات التعبير‪،‬‬ ‫التي تعطي ھذه المعاني إشعاعا تعبيريا يزيدھا قوة و داللة وإيحا ًء ‪ ،‬فمصطلح‬ ‫التصوير عنده » كان في نفس الوقت الذي يشير فيه إلى قدرة الشاعر كصانع على‬ ‫التأثير في اآلخرين ‪ ،‬يشير إلى أن الشاعر يستعين في صناعته بوسائل تصويرية‬ ‫تقدم المعنى تقديما حسيا ‪ ،‬من خالل اإللحاح على لغة المشھد والمنظور‪ ،‬مما يجعله‬ ‫)‪(1‬أبوعثمان الجاحظ‪ :‬الحيوان ج‪ ،3‬تحقيق عبدالسالم ھارون ‪ ،‬مكتبة الخانجي ‪ ،‬القاھرة ‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬ص ص‪.132 ،131‬‬ ‫‪13‬‬.

(48) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫نظير الرسام ومثيال له في طريقة التقديم«)‪.(1‬‬ ‫لقد كان » التصوير الجاحظي خطو ًة نحو التحديد الداللي لمصطلح‬ ‫الصورة«)‪ (2‬وقد اشترط في بنيته الفنية لدى الشاعر ‪ ،‬أن تشمل المعاني ألفاظا‬ ‫تمتاز بسھولة مخارجھا و يسر وجودھا في ذھن المتلقي ‪ ،‬لكي تجد االقتبال‬ ‫واالستيعاب‪ ،‬إضافة إلى بناء ھذه اآلليات التعبيرية بطريقة فنية لتؤدي معنا واضحا‬ ‫وجليا ‪ ،‬يمكن حصره و إدراك ماھيته و داللته ‪ ،‬و كان الشتراط ذلك أن المعاني‬ ‫مشاعة مطروحة في الطريق ‪ ،‬يعرفھا العام والخاص غير أن التعبير عنھا أي‬ ‫الطريقة ‪ ،‬ھي التي تميز ھذا الشاعر عن غيره و ترفع ھذا القول على حساب‬ ‫نظيره‪ ،‬فاآللية عند الجاحظ وحدة فاصلة في بناء الصورة وليس المعنى فحسب ‪،‬‬ ‫ومنھج بناء ھذه اآللية ھو الذي يعطي للصورة والمعنى التوفيق في أداء مھمتھا ‪،‬‬ ‫فكلما كانت أكثر يسرا و أقوى تأثيرا كان التصوير أوفق و التعبير أنجح ‪ ،‬فبرؤيته‬ ‫تلك » يطرح ألول مرة في النقد العربي فكرة الجانب الحسي للشعر ‪ ،‬و قدرته على‬ ‫إثارة صور بصرية في ذھن المتلقي ‪ ،‬و ھي فكرة ُت َع ُّد المدخل األول أو المقدمة‬ ‫األولى للعالقة بين التصوير و التقديم الحسي للمعنى‬. ‫«)‪(3‬‬. ‫واستفاد البالغيون من ھذه األقوال ‪ ،‬فقدامة بن جعفر قد خاض في موضوع‬ ‫أضاف إلى‬ ‫آليات الشعر و بنائه ‪ ،‬وعالقة شقه الشكلي بنظيره و جزئه المعنوي ‪ ،‬و‬ ‫َ‬ ‫الدراسات التي تسابقت في ھذا المجال ملمحا من الدقة في تحديد ھذا المفھوم ؛‬ ‫فيقول ‪ » :‬أن المعاني كلھا معروضة للشاعر‪ ،‬و له أن يتكلم منھا فيما أحب و آثر ‪،‬‬ ‫من غير أن يُحظ َر عليه معنى يروم الكالم فيه‪ ،‬إذ كانت المعاني بمنزلة المادة‬ ‫الموضوعة ‪ ،‬والشعر فيھا كالصورة‪ ،‬كما يوجد في كل صناعة من أنه البد فيھا من‬ ‫)‪.(1‬جابر عصفور‪ :‬الصورة الفنية في التراث النقدي والبالغي عند العرب ‪ ،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط ‪، 3‬‬ ‫‪ ،1992‬ص ‪.260‬‬ ‫)‪.(2‬بشرى موسى صالح ‪ :‬الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث ‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫)‪.(3‬جابر عصفور ‪ :‬الصورة الفنية في التراث النقدي والبالغي عند العرب ‪ ،‬ص ‪.260‬‬ ‫‪14‬‬.

(49) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫شيء موضوع ‪ ،‬يقبل تأثير الصور منھا ؛ مثل الخشب للنجارة والفضة للصياغة ‪،‬‬ ‫وعلى الشاعر‪ ...‬أن يتوخى البلوغ من التجويد في ذلك إلى الغاية المطلوبة «)‪. (1‬‬ ‫فالصورة في نظر قدامة ‪ ،‬بالعودة إلى القول السابق تمثل ‪ ،‬الوسيلة والسبيل‬ ‫الذي ينتھجه األديب من خالل البناء الفني في تشكيل المادة و صياغتھا الفعلية ‪،‬‬ ‫وھو بذلك ال يجد فرقا حينما يقرّ ب مدلول الصورة في البناء واإليجاد‪ ،‬بضرب‬ ‫ف عامة‪ ،‬ما يؤكد دور المادة في صناعة األشياء كما تعتمد بعض‬ ‫ِر ٍ‬ ‫أمثلة عن ح َ‬ ‫الحرف كما جاء في قوله )مثل الخشب للنجارة و الفضة للصياغة( ‪ ،‬و ينطلق ابن‬ ‫جعفر من خالل دور المعاني التي يراھا أيضا عامال مھما ‪ ،‬غير أنھا ليست كل‬ ‫العامل في تشكيل الصورة ‪ ،‬فالبد لألديب من مھارة و حذق الصنعة التي تمكنه من‬ ‫تحويل ھذه المعاني المعروفة المشھورة إلى بناء فني جميل ‪ ،‬تطرب له أذان‬ ‫السامعين و ترتاح عند َجمال داللته أفئدة المتلقين ‪ ،‬فالصانع الماھر من يحول‬ ‫الخشب أو الفضة إلى قطعة فنية كانت فيه سلفا ‪ ،‬وھذا المبدع ھو وحده من انتبه‬ ‫إلى وجودھا ‪ ،‬و بادر إلى إظھارھا بما أوتي من حس مرھف ‪ ،‬وشعور استولى‬ ‫عليه استشعار اإلبداع و الجمال ‪ ،‬وإال ما الفرق بين صانع وآخر‪ ،‬وبذلك نصل إلى‬ ‫لب تساؤلنا ‪ ..‬ما الفرق بين شاعر وآخر؟ ما دام األدب ـ على قول الجاحظ ‪-‬‬ ‫صناعة من الصناعات التي يتقرب منھا اإلنسان طلبا لِلَذة الجمال ‪ ،‬وبحثا الرتياح‬ ‫نفسي قد تجده بين ثنايا ألفاظ ألفتھا األذان ‪ ،‬غير أنھا لم تألف بناءھا الفني في غير‬ ‫ما أراد إبداع الشاعر ‪ ،‬والكالم مشاع قد عرف منه األقدمون أكثر ممن جاء بعدھم‪.‬‬ ‫و نخلص من رأي قدامة في الصورة ‪ ،‬أن البناء الفني إنما ھو معنى ال بد له‬ ‫من قالب يشكله و يرسم مالمحه ‪ ،‬فاللفظ بالنسبة للمبدع ھو الوسيلة التي ينحت‬ ‫بواسطتھا معانيه ‪ ،‬و يشكل من خاللھا صورا متكاملة متجانسة يحرص على‬ ‫إخراجھا إلى المتلقي في أبھى حلة و أتم أشكالھا الجمالية ‪ ،‬و يتنقل من خالل‬ ‫)‪.(1‬قدامة بن جعفر ‪ :‬نقد الشعر‪ ،‬تحقيق كمال مصطفى ‪ ،‬مكتبة الخانجى ‪ ، ،‬القاھرة ‪ ،‬ط‪1948 ،1‬م ‪ ،‬ص‪. 7‬‬ ‫‪15‬‬.

(50) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫صورة اإلبداع المتخيلة من معنى إلى غيره ‪ ،‬بواسطة نحت األلفاظ وتشكيلھا‬ ‫للمعاني المرجوة ‪ ،‬و بذلك تتم عملية االنجاز مقربا صورة اإلبداع من خالل‬ ‫الح َِرف الصناعية ‪ ،‬فقطعة الخشب التي ال تقدم سرھا المكتنز في عمقا من رؤيتھا‬ ‫األولى ‪ ،‬وال تحرك في اإلنسان أي شعور تتحول بين أنامل النجار و فكره إلى‬ ‫عمل إبداعي ‪ ،‬يثير في كل نفس الشعور بالجمال ليثني على تلك األنامل المبدعة‬ ‫التي تواصلت شعوريا وعمق تلك القطعة الصماء ‪ ،‬وكذلك يمكن القول عن قطعة‬ ‫الفضة أو الذھب بين أنامل الصائغ الماھر ‪ ،‬الذي حذق مھنته قد تھامس مع تلك‬ ‫القطعة ‪ ،‬حتى جاءت على تلك الحال من اإلبداع العجيب الجميل‪ ،‬إنه الترابط التام‬ ‫بين الشكل و المعنى فلوال الخشب و لوال الفضة ما َوجدت أنامل الصانع مجال‬ ‫إبداعھا ‪ ،‬و لوال ھذا لبقي سر ھذه القطع مخفيا ‪ ،‬و ماتت بحسرتھا تختزن الجمال‬ ‫في عمقھا و ال تستطيع البوح به ‪ ،‬كذلك لوال األلفاظ و الجمل ما ظھرت براعة‬ ‫وحذق الشاعر أيضا ‪ ،‬و قد مال قدامة كما ظھر من خالل التحليل إلى الشكل أكثر‬ ‫من المعنى ‪ ،‬و يذكر أن معيار الجمال في تشكيل الصورة اھتمام مبدعھا بجزئياتھا‬ ‫البالغية ‪ ،‬فيذكر أن » أحسن البالغة الترصيع ‪ ،‬و السجع و اتساق البناء واعتدال‬ ‫الوزن واشتقاق لفظ من لفظ ‪ ،‬و عكس ما نظم من بناء ‪ ،‬و تلخيص العبارة بألفاظ‬ ‫مستعارة وإيرادھا موفورة بالتمام «)‪. (1‬‬ ‫و يذھب الشيخ عبد القاھر الجرجاني في تعريف الصورة الفنية منحا أوسع‬ ‫وأشمل و أدق من سابقيه ‪ ،‬فقد استثمر آراء من سبقوه ‪ ،‬وثمن رأي الجاحظ و ما‬ ‫وصل إليه قدامة و ما نطق به غيرھما ‪ ،‬وانطلق يصول في تعميق مدلول الصورة‪،‬‬ ‫واستنتاج آليات أخرى أخطأ طريقھا غيره ‪ ،‬فخلص إلى قوله ‪ » :‬فاعلم أن الصورة‬ ‫إنما ھو تمثيل قياس نعلمه بعقولنا ‪ ،‬على الذي نراه بأبصارنا«)‪ ، (2‬فملمح ھذا‬ ‫)‪(1‬قدامة بن جعفر‪:‬جواھر األلفاظ‪ ،‬تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،1985، 1‬ص‪.3‬‬ ‫)‪.(2‬عبد القاھر الجرجاني ‪ :‬دالئل اإلعجاز ‪ ،‬سلسلة األنيس األدبية ‪ ،‬موفم للنشر المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ‪،‬‬ ‫الرغاية ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1991 ،‬ص ‪.320‬‬ ‫‪16‬‬.

(51) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫التعريف ي َم ِّكننا من اعتبار الصورة المشھد الواعي ‪ ،‬الذي تشكله األلفاظ و ترسمه‬ ‫المعاني ‪ ،‬و تنتجه العقول الواعية في لحظة من اللحظات ‪ ،‬كما قد يكون ھذا المشھد‬ ‫حقيقة أو مجازا يتكون في الذھن‪ ،‬ويرتسم من بقايا ما يملكه من أدوات التعبير الفنية‬ ‫التي ُتشارك في إنتاج المعنى والداللة‪ ،‬و يشترط الجرجاني في استقبال الصورة‬ ‫مدى ما يتم من تنشيط لخيال المتلقي‪ ،‬فالصورة المراد تحقيقھا في ذھنه تستوجب‬ ‫نشاط الخيال ‪ ،‬بفعل ما تحويه من التراكيب المجازية ‪ ،‬وإال تحولت إلى معرفة‬ ‫إخبارية ‪ ،‬و ُي ْف َقد معھا الجمال الفني والشاعرية ‪ ،‬غير أن الصورة ليست مجازا‬ ‫كلھا‪ ،‬ال تتحقق في واقع األمر إنما األديب يرسمھا في عمق خياله من منطلق الواقع‬ ‫الحي ‪ ،‬ولكن بأدوات مجازية تساعد في ترتيب جزئياتھا وتنسيق عناصرھا على‬ ‫أساس التفاضل والتمايز فاأللفاظ أجساد والمعاني أرواح ‪ ،‬ونحن »إنما نراھا بعيون‬ ‫القلوب «)‪ ، (1‬ويتمكن منھا المتلقي و تؤثر فيه بحسب قوة الصورة ‪ ،‬وقدرتھا على‬ ‫إشغال ذھنه ‪ ،‬وبذلك يمكن قياس قدرة إبداع أو مستوى الجمال التعبيري للمبدع ‪.‬‬ ‫وزاد عبد القاھر في إبراز الصورة من خالل رأيه في السرقات األدبية ‪،‬‬ ‫حينما اعتقد أنه ال يرى في توحُّ د المعنى لبيتين مختلفين ‪ ،‬أنتجتھما قريحة شاعرين‬ ‫في زمن واحد أو في زمنين متباعدين ‪ ،‬إنھا اقتباس بالصورة ‪ ،‬ال يحدده اللفظ‬ ‫فحسب أو المعنى وحده ‪ ،‬إنما ھي جملة التأثيرات التي يحدثھا اللفظ من خالل‬ ‫معناه‪ ،‬و إن كان البيت السابق قدم مدلوال وحرك في المتلقي ظالال حية ‪ ،‬فإن البيت‬ ‫التالي قد فعل فعال مشابھا في الظاھر ‪ ،‬غير أنه مختلف في مدى التأثير الذي يحدثه‬ ‫في عمق المتلقي ‪ ،‬و إذا كان العامل واحدا و األثر مختلف ‪ ،‬فال يمكن اعتبار‬ ‫التوافق في المعنى بين الشاعرين سرقة‪.‬‬ ‫لقد درس الشيخ الجرجاني الصورة دراسة فنية متكاملة ‪ ،‬و وضع لتصوره‬ ‫حولھا مفھوما واضح المعالم ‪ ،‬يصلح أن يُستند إليه في تحديد المفھوم العام لھا ‪،‬‬ ‫)‪(1‬أبو ھالل العسكري‪ :‬كتاب الصناعتين ‪ ،‬تحقيق مفيد قميحة ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ط‪ ، 1984، 2‬ص‪.167‬‬ ‫‪17‬‬.

(52) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫وقد كانت وجھة نظره في ذلك محط اھتمام الدارسين و الباحثين ‪ ،‬مثنين على قوة‬ ‫تصوره ومحكم رأيه في ھذا السياق ‪ ،‬و معتبرين أنه » لم يتعمَّق أحد من النقاد‬ ‫العرب القدماء ‪ ،‬ما تعمَّقه عبد القاھر الجرجاني في فھم الصورة ‪ ،‬معتمدا في كل‬ ‫ذلك أساسا على فكرته على عقد الصلة بين الشعر والفنون النفعية و طرق النقش‬ ‫والتصوير«)‪. (1‬‬ ‫وبھذا يمكن استخالص نظرة عبد القاھر الجرجاني حول الصورة ‪ ،‬التي َتعتبر‬ ‫األلفاظ و اإليحاء و التأثير و جمال الصياغة ‪ ،‬و المعنى الحقيقي ھي عناصر‬ ‫الصورة وأركان بنائھا وعامل التواصل فيھا بين المبدع والمتلقي‪ ،‬فالصورة ال‬ ‫تشترط اختالف المعنى ‪ ،‬إنما المعاني مشاعة للناس و غير محروم منھا أي أديب‪،‬‬ ‫إنما قوة المبدع تكمن في نقل المعنى من الذھن بواسطة اللغة إلى المتلقي ‪ ،‬لترسم‬ ‫في ذھنه ظالال جميلة ‪ ،‬وتحيي نفسه و تغنيھا باألحاسيس ‪ ،‬لذلك » استطاع عبد‬ ‫القاھر أن يجمع في نظريته النقدية بين االتجاھات الرئيسية في تعريف الصورة‬ ‫الشعرية ‪ ،‬و أن يمزج بينھا بشكل رائع ‪ ،‬ملغيا – بفكره التحليلي الثاقب – ما يبدو‬ ‫من تناقض ظاھري ‪ ،‬كما تجلت في مذھبه النقدي الصورة الشعرية مجازا وانطباعا‬ ‫حس يا ‪ ،‬و رمزا بما في أشكال التعبير المختلفة ‪ ،‬موازية لما تمر به النفس من‬ ‫حاالت ‪ ،‬و ما يتدرج الفكر فيه من مستويات«)‪.(2‬‬ ‫و من بين من استفاد من جھود الشيخ عبد القاھر ‪ ،‬و زادت مساھمته الفكرية‬ ‫في ترسيخ مفھوم الصورة و تحديده من بعده ‪ ،‬حازم القرطاجني فقد كانت ھذه‬ ‫المادة الفنية سؤاال شغل عليه تفكيره ‪ ،‬فاستفاد » حازم من الفالسفة كل اإلفادة‪،‬‬ ‫واستطاع أن يتجاوز خطى أقرانه و أسالفه من النقاد ‪ ،‬و يصل إلى من لم يصلوا‬. ‫)‪.(1‬محمد غنيمي ھالل ‪ :‬النقد األدبي الحديث ‪ ،‬دار العودة ‪ ،‬بيروت ‪ ، 1973 ،‬ص ‪.168‬‬ ‫)‪(2‬ريتا عوض‪:‬بنية القصيدة الجاھلية‪ ،‬الصورة الشعرية لدى إمريء القيس‪ ،‬دار اآلداب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1992،1‬ص‪.88‬‬ ‫‪18‬‬.

(53) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫إليه «)‪ ، (1‬فكان برأي بعض الدارسين عالمة إضافية أخرى‪ ،‬و شوطا ھاما في‬ ‫أبحاث البالغيين القدامى في مجال الصورة و آلياتھا ‪ ،‬وأھميتھا في بناء القصيدة‬ ‫الشعرية ‪ ،‬فقد انفرد » بميزة ھامة ھي محاولته إقامة توازن بين العناصر األربعة ‪،‬‬ ‫التي ال يمكن اكتمال أية نظرية في الشعر دونھا؛ أعني العالم الخارجي و المبدع‬ ‫والنص و المتلقي «)‪. (2‬‬ ‫كما ربط القرطاجني التأثير الذي ُتعمله األلفاظ في المتلقي ‪ ،‬في بلوغ نشوة‬ ‫يحبھا‪ ،‬أو مثلبة ينفر منھا ‪ ،‬و بين التخيل اآلني للمتلقي في وضع ھذا التصور‬ ‫المبدئي في تقييم الرسالة المراد تحقيقھا ‪ ،‬فعملية التخيل عند حازم ھي ذاتھا لحظة‬ ‫التصور التي تأخذ مجمل قيمتھا ‪ ،‬مما يملك المتلقي من صور لتجارب سابقة ‪،‬‬ ‫فالتخيل استحضار لتلك الصور و االنفعال بھا ‪ ،‬حين » تتمثل للسامع من لفظ‬ ‫الشاعر المخيل أو معانيه أو أسلوبه ونظامه ‪ ،‬وتقوم في خياله صورة أو صور‬ ‫ينفعل لتخيلھا و تصورھا ‪ ،‬أو تصور شيء آخر بھا انفعاال ‪ ،‬من غير رؤية إلى‬ ‫جھة من االنبساط أو االنقباض «)‪. (3‬‬ ‫فتشخيص األلفاظ للصور الذھنية و تحديد مالمحھا ‪ُ ،‬ي َع ُّد لُبَّ نظرة القرطاجني‬ ‫للصورة التي يتم إدراكھا عن طريق المكتسبات المعرفية ‪ ،‬التي تحققھا تسمية‬ ‫األشياء في الذاكرة الجماعية ‪ ،‬فتتحول المعاني في عملي ٍة ذھني ٍة إلى صور حسية‬ ‫محددة المالمح واألبعاد فنيا ‪ ،‬فتكون شفرات رسالة المبدع محفزا و دافعا في تحقيق‬ ‫المتعة الفنية ‪ ،‬وإضاءة الداللة لدى المتلقي ‪ ،‬و أبعاد ھذه النظرة يلخصھا قوله في‬ ‫أن » المعاني ھي الصور الحاصلة في األذھان عن األشياء الموجودة في األعيان ‪،‬‬ ‫فكل شيء له وجود خارج الذھن ‪ ،‬و أنه إذا أُدرك حصلت له صورة في الذھن‬ ‫تطابق لما أُدرك منه ‪ ،‬فإذا عبَّر عن تلك الصورة الذھنية الحاصلة عن اإلدراك ‪،‬‬ ‫)‪.(1‬جابر عصفور ‪ :‬الصورة الفنية في التراث النقدي والبالغي عند العرب ‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫)‪.(2‬المرجع نفسه ‪ ،‬الصفحة نفسھا ‪.‬‬ ‫)‪.(3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫‪19‬‬.

(54) ‫  ‪. :‬الصورة و المرأة بين المفھوم والرؤية الجمالية اإلبداعية‬. ‫أقام اللفظ المعبر عنه ھيئة تلك الصورة في أفھام السامعين «)‪ ، (1‬فالصورة اتخاذ‬ ‫المتلقي لموقف خاص من رسالة تصل شيفراتھا ‪ ،‬إلى ذھن من طبيعته أن يكون قد‬ ‫اكتسب من التجربة عديد الصور المتنوعة ‪ ،‬فأغنت فضاءه التخييلي و المرجعية ًإذا‬ ‫في مدلول الصورة عند حازم أنھا »لم َت ُع ْد تشير إلى مجرد الشكل أو الصياغة‬ ‫فحسب ‪ ،‬ولم تعد تحوم حول التقديم الحسي ‪ ،‬وإنما أصبحت محددة في داللة‬ ‫سيكولوجية خاصة ‪ ،‬تتصل اتصاال وثيقا بكل ما له صلة بالتعبير الحسي في‬ ‫الشعر«)‪.(2‬‬ ‫ويمكن اعتبار جھود حازم القرطاجني في إبراز مفھوم تقريبي للصورة‪ُ ،‬ي َع ُّد‬ ‫حسب طاقته و مستوى تفكير عصره فتحا فكريا ‪ ،‬يحسب لھذا البالغي المجتھد ‪،‬‬ ‫و ُتعتبر نظرته في الصورة و التي لم تقف عند حصرھا في الشكل ‪ ،‬و قوة اللفظ‬ ‫المشكل لھا فحسب ‪ ،‬بل توسعت لتشمل مدى تأثير المعاني التي ُت َمكن المتلقي من‬ ‫التريث في استلھام الداللة ‪ ،‬وتدفعه إلى تشكيل صور ھي من منطلق القرطاجني ‪،‬‬ ‫عملية إبداعية تخييلية مرحلية ‪ ،‬تمد حبل جسر التواصل بين المبدع و المتلقي ‪،‬‬ ‫تؤثر فيه و تغير مواقفه القديمة باستحداث أخرى جديدة‪ ،‬تكسبه النماء لقدرة التصور‬ ‫بالتفاعل مع الصور و المواقف الجديدة ‪ ،‬بواسطة الربط بين داللة األلفاظ و المعاني‬ ‫الحسية ‪ ،‬التي تختزنھا ذاكرة كل منھما على حد سواء ‪.‬‬. ‫ب ‪ : -‬المفھوم الحديث و المعاصر للصورة الشعرية‪:‬‬ ‫لقد كان للصورة الشعرية في العصر الحديث حيز من االھتمام ‪ ،‬استحوذ على‬ ‫جل الدراسات الفنية التي أنجزھا الدارسون ‪ ،‬فقد شغل بالھم ذاك النسيج المعنوي‬ ‫الذي تنجزه ھذه القوة الخفية ‪ ،‬وما تمد به المعنى من حياة و حيوية وحركية ‪،‬‬ ‫)‪.(1‬حازم القرطاجني ‪ :‬منھاج البلغاء ‪ ،‬تر محمد الحبيب بن خوجة ‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ،‬بيروت ‪ ،1986‬ص ‪.18‬‬ ‫)‪.(2‬جابر عصفور ‪ :‬الصورة الفنية في التراث النقدي والبالغي عند العرب ‪ ،‬ص‪.299‬‬ ‫‪20‬‬.

Références

Documents relatifs

Figure 1.Cross-section showing the layer of an elastomeric membrane system on a parking deck The flexible base coat, the waterproofing membrane itself, bridges surface

We propose to estimate the Hurst parameter involved in fractional processes via a method based on the Karhunen-Loève expansion of Gaussian process.We specifically investigate the

We obtained two convergence inequalities that ensure that the graph estimator converges to the true graph under assumptions that mainly control the model structure: graph size

Existence of weak solutions for this two-species ki- netic model is studied and the convergence of its diffusive limit towards a macroscopic model of Keller-Segel type is

دوﺠو ﺎﻨﺴﻤﺘﻝا ﺎﻤﻨ ٕاو ،ﺎﻬﻀﺎﻘﻨأ ﻰﻠﻋ تﻤﺎﻗ ﻲﻫ ﻻو ،ﻰﻝوﻸﻝ ضﻴﻘﻨ ﺔﻴﻨﺎﺜﻝا ﺔﻴرظﻨﻝا نأ ﻲﻨﻌﻴ ﻻ ﻰﻠﻋ ىرﺨﻷا نﻴﻌﺘ ﺎﻤﻫادﺤإ نأو ،ﺔﺌﻴﺒﻝا ءازﺠأ دﺤﺄﺒ مﺎﻤﺘﻫﻻا ىوﺘﺴﻤ ﻰﻠﻋ ﺎﻤﻬﻨﻴﺒ لﻤﺎﻜﺘ صﻨﻝا

]رثنلا ىلع دوعت ءاهلا[ هل امب&#34; يقوزرملا لوق ىنعم ام روهظلا يف حلي لااؤس نكل فرط وه لهو ؟عضوملا اذه يف مظنلا ىنعم امف &#34;مظنلاو ىنعملاو ظفللا ميساقت

[r]