• Aucun résultat trouvé

المجاز وأثره في انسجام النص دراسة تطبيقية في ديوان في البدء كان أوراس لعز الدبن ميهوبي

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "المجاز وأثره في انسجام النص دراسة تطبيقية في ديوان في البدء كان أوراس لعز الدبن ميهوبي"

Copied!
159
0
0

Texte intégral

(1)‫ا

(2) ر  اا  ا

(3) ا  ا‬ ‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬ ‫وزارة ا ا وا ا

(4) ‬ ‫‪Ministère de l’enseignement supérieur et de la recherche scientifique‬‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ 8‬ﻣﺎﻱ ‪ 1945‬ﻗﺎﳌـﺔ‬. ‫‪UNIVERSITE 08 MAI 1945-GUELMA‬‬. ‫ﻛﻠﻴﺔ‬. ‫‪faculté : des lettres et des langues‬‬. ‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ‬. ‫‪Département de langue et littérature Arabe‬‬. ‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬ ‫ﺍﻟﺮﻗﻢ‪............... :‬‬. ‫‪N° : …………..‬‬. ‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪ‪‬ﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ‬ ‫)ﲣﺼ‪‬ﺺ‪ :‬ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﹼﺴﺎﻥ(‬. ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﹼﺎﻟﺒﺔ‪:‬‬. ‫ﺇﺷﺮﺍﻑ‪:‬‬. ‫ﺩﻧﻴﺎ ﺯﺩﺍﺩﺭﺓ‬. ‫ﺃ‪ .‬ﺩ ﺭﺷﻴﺪ ﺷﻌﻼﻝ‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪2015/11/18:‬ﻡ‪.‬‬. ‫ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺃ‪.‬ﺩ ﻣﻮﺳﻰ ﺷﺮﻭﺍﻧﺔ‬. ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘ‪‬ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‬. ‫‪ -‬ﺃ‪.‬ﺩ ﺭﺷﻴﺪ ﺷﻌﻼﻝ‬. ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘ‪‬ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪8‬ﻣﺎﻱ ‪1945‬ﻗﺎﳌﺔ‬. ‫ ﺩ‪ .‬ﺑﻮﺯﻳﺪ ﺳﺎﺳﻲ ﻫﺎﺩﻑ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ)ﺃ(‬‫‪ -‬ﺩ‪ .‬ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺯﺭﻗﲔ‬. ‫ﺭﺋﻴﺴﺎ‬ ‫ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭﻣﻘﺮ‪‬ﺭﺍ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪8‬ﻣﺎﻱ ‪1945‬ﻗﺎﳌﺔ‬. ‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬. ‫ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﳏﺎﺿﺮﺓ )ﺃ( ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪8‬ﻣﺎﻱ ‪1945‬ﻗﺎﳌﺔ‬. ‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬. ‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴ‪‬ﺔ‪2015/2014 :‬‬.

(5)

(6)

(7) ‫ا

(8) ر  اا  ا

(9) ا  ا‬ ‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬ ‫وزارة ا ا وا ا

(10) ‬ ‫‪Ministère de l’enseignement supérieur et de la recherche scientifique‬‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪ 8‬ﻣﺎﻱ ‪ 1945‬ﻗﺎﳌـﺔ‬. ‫‪UNIVERSITE 08 MAI 1945-GUELMA‬‬. ‫ﻛﻠﻴﺔ‬. ‫‪faculté : des lettres et des langues‬‬. ‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ‬. ‫‪Département de langue et littérature Arabe‬‬. ‫ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ‬ ‫ﺍﻟﺮﻗﻢ‪............... :‬‬. ‫‪N° : …………..‬‬. ‫ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻣﻘﺪ‪‬ﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﳌﺎﺟﺴﺘﲑ‬ ‫)ﲣﺼ‪‬ﺺ‪ :‬ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﹼﺴﺎﻥ(‬. ‫ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﹼﺎﻟﺒﺔ‪:‬‬. ‫ﺇﺷﺮﺍﻑ‪:‬‬. ‫ﺩﻧﻴﺎ ﺯﺩﺍﺩﺭﺓ‬. ‫ﺃ‪ .‬ﺩ ﺭﺷﻴﺪ ﺷﻌﻼﻝ‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪2015/11/18:‬ﻡ‪.‬‬. ‫ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬ ‫‪ -‬ﺃ‪.‬ﺩ ﻣﻮﺳﻰ ﺷﺮﻭﺍﻧﺔ‬. ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘ‪‬ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ‬. ‫‪ -‬ﺃ‪.‬ﺩ ﺭﺷﻴﺪ ﺷﻌﻼﻝ‬. ‫ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘ‪‬ﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪8‬ﻣﺎﻱ ‪1945‬ﻗﺎﳌﺔ‬. ‫ ﺩ‪ .‬ﺑﻮﺯﻳﺪ ﺳﺎﺳﻲ ﻫﺎﺩﻑ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﳏﺎﺿﺮ)ﺃ(‬‫‪ -‬ﺩ‪ .‬ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺯﺭﻗﲔ‬. ‫ﺭﺋﻴﺴﺎ‬ ‫ﻣﺸﺮﻓﺎ ﻭﻣﻘﺮ‪‬ﺭﺍ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪8‬ﻣﺎﻱ ‪1945‬ﻗﺎﳌﺔ‬. ‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬. ‫ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﳏﺎﺿﺮﺓ )ﺃ( ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪8‬ﻣﺎﻱ ‪1945‬ﻗﺎﳌﺔ‬. ‫ﳑﺘﺤﻨﺎ‬. ‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴ‪‬ﺔ‪2015/2014 :‬‬.

(11) ‫﴿ربَّنَا الَ تُؤَاِخذْنَا إِن نَِّسينَا أَ ْو أَ ْخطَأْنَا َربَّنَا َو َال‬ ‫َ‬ ‫كما حملْته عَلَى الَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين مِن‬ ‫ذ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ص‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَ ْحم ْ َ َْ ْ ً َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫اع‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫اق‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ْ ُ‬ ‫قَْب ل َ َََّ َ ُ َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫انص ْرنَا‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫الن‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫نت‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ار‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫اغ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عَلَى ا ْلقَوِم ا ْلكَافِ‬ ‫ِ‬ ‫ين﴾‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫صدق هللا العظيم‬ ‫سورة البقرة اآلية ‪.286‬‬.

(12)

(13) ‫مقدمة‬ ‫حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫رب العاملني‪ ،‬و ه‬ ‫احلمد هّلل ه‬ ‫السالم على نبيهنا ه‬ ‫الصالة و ه‬. ‫يع هد اجملاز أحد أهم اآلليات البالغيهة اليت تعمل على خرق احلدود الوضعيهة للهغة‪ ،‬وتكسبها‬ ‫أبعادا دالليهة وإحيائيهة متج هددة‪ ،‬وذلك ملا حيتوي عليه من قدرة على اختصار األلفاظ‪ ،‬مقابل توسيع‬ ‫الشعريهة من مجال ورونق‪ ،‬وإحياء‪ ،‬وهلذا قيل‬ ‫الصورة ه‬ ‫ال هداللة وتكثيفها‪ ،‬ابإلضافة إىل ما يضفيه على ه‬ ‫عنه أنهه أبدا أبلغ من احلقيقة‪.‬‬ ‫الشعراء على وعي أبمهيهة اجملاز وفاعليهته‪ ،‬فحفلوا به ووظهفوه يف الكثري من قصائدهم‪،‬‬ ‫وقد كان ه‬. ‫للسمو أبفكارهم واالرتقاء هبا من عاملها املادي احملدود إىل عاملها‬ ‫وأصبح من مثه وسيلتهم األوىل ه‬ ‫الروحي الواسع‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الشاعر عن احلقيقة إىل اجملاز يكون لغرض مل تستطع احلقيقة إحرازه؛‬ ‫شك يف أ هن عدول ه‬ ‫وال ه‬ ‫عما تكنهه نفسه من مشاعر وعواطف‪ ،‬وقد وجد يف‬ ‫إذ كثريا ما كانت ختون األلفاظ ه‬ ‫الشاعر للتهعبري ه‬. ‫الشعر‬ ‫هذا األسلوب ضالته‪ ،‬ملا له من قدرة على تكثيف املعاين وجتسيدها‪ ،‬ومن مثه ع هد اجملاز جوهر ه‬. ‫الشاعر على جتسيد ما يعتوره من انفعاالت‬ ‫السحريهة اليت تساعد ه‬ ‫وعماده؛ إذ يع هد مبثابة األداة ه‬ ‫وعواطف وما جيول بداخله من أفكار وخواطر‪ ،‬كما أنهه وسيلته األوىل يف إقناع املتلقي والتهأثري فيه؛‬. ‫ذلك أ هن األلفاظ اخلياليهة أقرب إىل ذهن اإلنسان العادي من األلفاظ املنطقيهة الربهانيهة‪.‬‬ ‫الشاعر أن يكون غامضا يف لغته‪ ،‬وأن ال يع هرب عن معانيه ومقاصده‪،‬‬ ‫من هنا كان الب هد على ه‬. ‫وانفعاالته ورؤاه‪ ،‬أبسلوب صريح مباشر‪ ،‬وإهّنا يكتفي ابلتهلميح هلا‪ ،‬وذلك من خالل استعمال خمتلف‬ ‫األّناط اجملازيهة‪ ،‬حبيث ينقل اللهفظ من معناه الوضعي األصلي‪ ،‬إىل معىن آخر جديد وموح‪ ،‬وأكثر‬ ‫الشعري ومجاله يكمن يف غموضه وخفائه‪ ،‬ويف حاجته إىل من يف هكر‬ ‫اتهساعا؛ ذلك أ هن سحر املعىن ه‬ ‫ويك هد يف البحث‪ ،‬للوقوف على مكنوانته وأسراره‪.‬‬. ‫أ‬.

(14) ‫مقدمة‬ ‫وهكذا اكتنف الغموض القصيدة العربيهة املعاصرة‪ ،‬وصار ميزة من ميزاهتا‪ ،‬إاله أ هن هلذا الغموض‬. ‫ومربراته‪ ،‬فهو األسلوب الذي يثري املتلقي‪ ،‬وجيعله يبحر مبخيهلته ويغوص بفكره‬ ‫كما أشران علله ه‬ ‫للكشف عن اجملهول الغامض‪ ،‬والعثور عليه‪ ،‬واالستمتاع يف األخري بل هذة الوصول إليه‪.‬‬ ‫وهبذا صار فهم القصيدة العربيهة املعاصرة يعتمد بدرجة كبرية على فهم اجملازات املبنيهة عليها‪،‬‬ ‫ومعرفة كيفية تعالقها‪ ،‬والقدرة على أتويلها‪ ،‬ومن مثه احلكم على مدى انسجامها‪.‬‬ ‫ومن أجل ذلك جاءت هذه ال هدراسة اليت نسعى من خالهلا إىل‪:‬‬. ‫الكشف عن البعد النهصي للمجاز‪ ،‬ومعرفة مدى مسامهته يف إنتاج النهص وانسجامه‪.‬‬ ‫ومن أهم األسباب اليت دفعتنا الختيار هذا املوضوع نذكر‪:‬‬ ‫السائدة يف النهقد وال هدرس البالغي‪.‬‬ ‫‪ ‬البحث عن وظيفة أخرى للمجاز من غري النهاحية اجلماليهة ه‬ ‫‪ ‬قلهة ال هدراسات اليت عاجلت اجملاز من منظور لسانيات النهص‪.‬‬. ‫الربط بني أجزائه‪.‬‬ ‫السعي إىل إبراز دور اجملاز يف تشكيل الكلم و ه‬ ‫‪ ‬ه‬ ‫عز ال هدين ميهويب" مادة هلذا‬ ‫الشعريهة "يف البدء‪..‬كان أوراس" ه‬ ‫وقد هاختذان من املدونة ه‬ ‫للشاعر " ه‬. ‫البحث‪ ،‬لع هدة أسباب منها‪:‬‬. ‫الشعرية اجلزائريهة يف ال هدراسات اللهغويهة‪.‬‬ ‫ابملدونة ه‬ ‫‪ ‬قلهة االهتمام ه‬ ‫‪ ‬شيوع الظهاهرة موضوع ال هدراسة يف هذا ال هديوان بشكل الفت يدعو إىل دراستها‪.‬‬ ‫لذلك كان موضوع هذه املذكرة‪ :‬اجملاز وأثره يف انسجام النهص دراسة تطبيقيهة يف ديوان‪ :‬يف‬ ‫لعز ال هدين ميهويب‪.‬‬ ‫البدء‪..‬كان أوراس ه‬ ‫أي ح هد ميكن أن يسهم‬ ‫وقد فرضت طبيعة املوضوع صياغة اإلشكاليهة على النهحو اآليت‪ :‬إىل ه‬. ‫اجملاز يف التئام أجزاء النهص املتنافرة يف أصل الوضع‪ ،‬مع ما يرافق ذلك من تكسري لقواعد التهعبري‪،‬‬ ‫خاصة ابلنهص؟‪.‬‬ ‫وإرساء لقواعد أخرى ه‬ ‫ب‬.

(15) ‫مقدمة‬ ‫قسمنا حبثنا إىل مق هدمة‪ ،‬فمدخل متبوع بفصلني‪ ،‬وخامتة‪ .‬حيث جعلنا‬ ‫ولتحقيق هذه الغاية ه‬ ‫الرئيس الذي نلج من خالله إىل صميم البحث‪ ،‬يليها تعريف موجز للمدونة‬ ‫املق هدمة مبثابة الباب ه‬. ‫تعرضنا فيه للعالقة‬ ‫ه‬ ‫الشعريهة "يف البدء‪..‬كان أوراس"‪ ،‬مع ترمجة خمتصرة حلياة صاحبها‪ ،‬أتبعناه مبدخل ه‬. ‫طرق إىل ذكر جهود بعض علماء العربيهة‬ ‫بني البالغة ولسانيات النهص احلديثة؛ وذلك من خالل الته ه‬ ‫القدامى يف بث بعض التهلميحات اليت ميكن ع هدها جذورا للتهحليل النهصي املعاصر‪.‬‬ ‫األول للمجاز مفهومه وأنواعه؛ إذ ح هددان فيه اإلطار النهظري ملوضوع‬ ‫ه‬ ‫وخصصنا الفصل ه‬ ‫البحث‪ ،‬وقد مته تقسيمه إىل مبحثني‪.‬‬ ‫األول تناولنا فيه مفهوم اجملاز‪ ،‬وقد سعينا قبل ذلك إىل عرض املفهوم الوضعي‬ ‫املبحث ه‬ ‫الصورة املقابلة له‪.‬‬ ‫واالصطالحي للحقيقة‪ ،‬على اعتبار أ هّنا ه‬ ‫اثنيا‪ :‬مفهوم اجملاز وضعا‪ ،‬واصطالحا‪.‬‬ ‫تطرقنا فيه إىل عرض خمتلف أنواع اجملاز‪ ،‬ابتداء ابجملاز العقلي‪ ،‬الذي‬ ‫أما املبحث الثهاين فقد ه‬ ‫معرجني على مفهومه وأنواعه من جماز مرسل واستعارة‪،‬‬ ‫قمنا بتعريفه وحتديد عالقاته‪ ،‬مثه اجملاز اللهغوي ه‬. ‫وكناية وتشبيه‪.‬‬. ‫هأما الفصل الثهاين عنو هانه بـ " األّناط اجملازيهة ودورها يف حتقيق االنسجام النهصي يف ديوان‪ :‬يف‬. ‫لعز ال هدين ميهويب" وقد مثهل هذا الفصل احلقل التهطبيقي والعملي هلذا البحث‪،‬‬ ‫البدء‪..‬كان أوراس ه‬ ‫عرض للمجاز‬ ‫أردان من خالله الكشف عن البعد النهصي ملختلف األّناط اجملازيهة‪ ،‬وذلك من خالل الته ه‬ ‫العقلي واملرسل‪ ،‬وكذا كل من االستعارة والكناية والتهشبيه‪ ،‬مربزين دورهم يف حتقيق ترابط وانسجام‬. ‫لعز ال هدين ميهويب‪.‬‬ ‫النهص ه‬ ‫الشعري من خالل مدونة "يف البدء كان أوراس" ه‬ ‫توصلنا إليها‪ ،‬أتبعناها بقائمة املصادر‬ ‫مثه اختتمنا البحث خبامتة‪ ،‬أدرجنا فيها أهم النهتائج اليت ه‬. ‫واملراجع‪ ،‬مثه فهرس املوضوعات‪.‬‬. ‫ج‬.

(16) ‫مقدمة‬ ‫لضمان سري البحث وفق خطهة منهجيهة كان البد أن خنتار منهجا يتوافق وموضوع ال هدراسة‪،‬‬. ‫وقد وقع اختياران على املنهج الوصفي؛ أل هن طبيعة البحث تقتضي حتييز الظهاهرة‪ ،‬ومن مثه ختصيصها‬ ‫وتبيان بنيتها فتحليلها‪.‬‬. ‫وقد اعتمدان يف إجناز هذا البحث واإلحاطة مبختلف جوانبه على جمموعة من املصادر‬ ‫واملراجع‪ ،‬من أمههها‪ :‬أسرار البالغة ودالئل اإلعجاز لعبد القاهر اجلرجاين‪ ،‬علم البيان لعبد العزيز‬ ‫عتيق‪ ،‬علم أساليب البيان لغازي ميوت‪ ،‬رؤى يف البالغة العربيهة دراسة تطبيقيهة ملباحث علم البيان‬ ‫لزين كامل اخلويسكي‪ ،‬وأمحد حممود املصري‪،‬اإلبداع والتهلقي حملمود درايسه‪ ،‬وغري ذلك ممها وجدانه‬. ‫مؤسسا لبحثنا‪.‬‬ ‫ه‬ ‫الصعوابت يف سبيل إجناز حبثه‪ ،‬وإن كانت حالوة‬ ‫وال ه‬ ‫أي ابحث تعرتضه بعض ه‬ ‫شك يف أ هن ه‬. ‫البحث يف مش هقته‪ ،‬ومن أهم األسباب اليت واجهتنا يف هذه ال هدراسة نذكر‪:‬‬. ‫الصعوابت يف اجلانب‬ ‫قلهة ال هدراسات اليت عاجلت اجملاز من هذا املنظور‪ ،‬ومن مثه وجدان بعض ه‬. ‫وجل‪ ،‬إمياان منها بضرورة جتاوز‬ ‫خاصة‪ ،‬إاله أنهنا تسلهحنا ابإلرادة‪ ،‬وتوهكلنا على هللا ه‬ ‫التهطبيقي بصورة ه‬ ‫عز ه‬ ‫العراقيل كيفما كانت‪.‬‬. ‫الشكر واالمتنان إىل األستاذ‬ ‫ويف األخري مل يبق لنا بعد محد هللا وشكره إاله أن نتق هدم جبزيل ه‬ ‫تفضل بقبول اإلشراف على هذا البحث‪ ،‬ومنحنا ثقته يف إجنازه‪ ،‬ومل‬ ‫ال هدكتور رشيد شعالل‪ ،‬الذي ه‬ ‫يبخل علينا بنصائحه وتوجيهاته‪ ،‬مع تقديران له على تواضعه وحسن تعامله معنا‪.‬‬ ‫نتوجه بشكران إىل أعضاء جلنة املناقشة لقراءهتم هلذه املذ هكرة‪ ،‬وإثرائها بتوجيهاهتم القيهمة‬ ‫كما ه‬ ‫السديدة‪.‬‬ ‫و ه‬. ‫د‬.

(17)

(18) ‫شعريّة وصاحبها‬ ‫التّعريف ابملدونة ال ّ‬ ‫عز ال ّدين ميهويب‪:‬‬ ‫شعريّة "يف البدء ‪..‬كان أوراس" لل ّ‬ ‫ّأوال‪ :‬التّعريف ابملدونة ال ّ‬ ‫شاعر ّ‬ ‫يف البدء كان أوراس‪ ،‬هي ابكورة أوىل‪ ،‬كتبها صاحبها خبط يده‪ ،‬وطبعت طبعة واحدة‪ ،‬كان‬ ‫ذلك يف سنة ‪1985‬م‪ ،‬يبلغ عدد صفحاهتا ‪ 238‬صفحة‪ ،‬تضم هذه املدونة جمموعة من القصائد‪،‬‬ ‫يعّب عنها‪.‬‬ ‫كل قصيدة هلا عنوان خاص هبا‪ ،‬مصحوب برسم ّ‬ ‫و ّ‬ ‫الرغم من أ ّن األوراس كان حمطة انطالقها‪ ،‬والقلب‬ ‫جتمع هذه املدونة قضااي متع ّددة‪ ،‬على ّ‬ ‫النّابض هلا‪ّ ،‬إّنا على ح ّد تعبريه "ابكورة‪..‬مجعت شتات ( قصائد سقطت من عاشق لألرض‬ ‫وضمت إليها‪( ..‬قصائد خارجة من حصار اجلرح)‪..‬وصلّت ركعتني يف األقصى‪..‬وعادت‬ ‫واألوراس)‪ّ ..‬‬. ‫مث ّقلة ‪ ..‬بقصائد (القدس‪ ..‬وكالم آخر)‪.)1 ("..‬‬ ‫عز ال ّدين ميهويب‪:‬‬ ‫اثنيا‪:‬ترمجة حياة ال ّ‬ ‫شاعر ّ‬. ‫عز ال ّدين ميهويب من مواليد ‪1959‬م ابلعني اخلضراء (والية املسيلة)‪ ،‬ج ّده حممد ال ّدراجي‪ ،‬من‬ ‫ّ‬. ‫الشيخ عبد احلميد بن ابديس‪ ،‬يف مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‪ ،‬وكان قاضيا ابلثّورة‬ ‫معيين ّ‬ ‫التّحريريّة‪ ،‬ووالده مجال ال ّدين‪ ،‬جماهد وإطار متقاعد‪.‬‬ ‫التّدرج ال ّدراسي واملؤهالت العلميّة‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫درس يف الكتّاب مبسقط رأسه‪ ،‬والتحق ابملدرسة النّظاميّة يف ‪1967‬م مبدرسة عني اليقني‬ ‫الرابعة ابتدائي‪ ،‬مث انتقل إىل مدرسة السعادة بّبيكة‪ ،‬مث مدرسة‬ ‫السنة ّ‬ ‫(اتزغت‪ -‬ابتنة) يف ّ‬ ‫لسان الفىت (اتزولت‪ -‬ابتنة) ومتوسطة عبد احلميد بن ابديس (ابتنة)‪ ،‬ودرس بثالث اثنوايت‬ ‫هي (عباس لغرور بباتنة‪ ،‬وحممد قريواين بسطيف‪ ،‬وعبد العايل بن بعطوش بّبيكة حيث‬ ‫حصل على شهادة الباكالوراي آداب‪.‬‬. ‫الشهاب للطباعة والنّشر‪ ،‬ابتنة‪1406 ،‬ه‪1985/‬م‪ ،‬ص‪.9 :‬‬ ‫عز ال ّدين ميهويب‪ ،‬يف البدء‪ ..‬كان أوراس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ّ‬ ‫(‪ّ )1‬‬ ‫‪2‬‬.

(19) ‫شعريّة وصاحبها‬ ‫التّعريف ابملدونة ال ّ‬ ‫‪‬‬. ‫‪1979‬م‪ :‬املدرسة الوطنية للفنون اجلميلة مث معهد اللّغة واألدب العريب جبامعة ابتنة (دراسة‬ ‫متقطعة)‪.‬‬. ‫‪‬‬ ‫‪‬‬. ‫ختصص اإلدارة العامة)‪.‬‬ ‫‪1984-1980‬م‪ :‬املدرسة الوطنيّة لإلدارة (ديبلوم ّ‬. ‫املتخصصة‪ -‬فرع‬ ‫‪2007 -2006‬م‪ :‬جامعة اجلزائر (ديبلوم يف ال ّدراسات العليا‬ ‫ّ‬ ‫االسرتاتيجيا)‪.‬‬. ‫الوظائف املتقلدة‪:‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬. ‫‪‬‬. ‫‪‬‬ ‫‪‬‬. ‫‪‬‬ ‫‪‬‬. ‫الشعب بسطيف‪.‬‬ ‫‪1990 -1986‬م‪ :‬رئيس املكتب اجلهوي جلريدة ّ‬ ‫(أول صحيفة يومية ابلعربية بعد‬ ‫‪1992 -1990‬م‪ :‬رئيس حترير صحيفة ّ‬ ‫الشعب ّ‬ ‫االستقالل)‪.‬‬ ‫مقرها‬ ‫‪1996 -1992‬م‪ :‬إدارة مؤسسة إعالمية خاصة (أصالة لإلنتاج اإلعالمي والفين) ّ‬ ‫بسطيف‪ ،‬أصدرت صحيفة "املالعب" وبعض الكتب الرايضيّة‪.‬‬ ‫املتخصصة ابلتلفزيون اجلزائري‪.‬‬ ‫‪1997 -1996‬م‪ :‬مدير األخبار واحلصص‬ ‫ّ‬. ‫الشعيب الوطين) عن حزب التّجمع الوطين‬ ‫‪2002 -1997‬م‪ :‬انئب ابلّبملان (اجمللس ّ‬ ‫الدميقراطي‪.‬‬ ‫‪2008 -2006‬م‪ :‬مدير عام املؤسسة الوطنيّة لإلذاعة‪.‬‬. ‫‪2010 -2008‬م‪ :‬كاتب دولة لالتصال ابحلكومة اجلزائريّة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫‪2013 -2010‬م‪ :‬مدير عام املكتبة الوطنية اجلزائرية‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫‪2015 -2013‬م‪ :‬رئيس اجمللس األعلى للغة العربيّة ابجلزائر‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫‪2015‬م‪ :‬وزير الثّقافة‪.‬‬. ‫‪3‬‬.

(20) ‫شعريّة وصاحبها‬ ‫التّعريف ابملدونة ال ّ‬ ‫مواقع أخرى‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫رئيس احتاد الكتاب اجلزائريني منتخب منذ مارس ‪( 1998‬أعيد انتخابه يف ديسمّب‬ ‫‪2001‬إىل ‪2005‬م)‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫عضو جملس األمناء ملؤسسة البابطني من ‪2007- 2000‬م‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫انئب األمني العام لإلحتاد العام لألدابء والكتاب العرب منذ ‪ 1998‬حىت ‪.2003‬‬. ‫‪‬‬. ‫رئيس االحتاد العام لألدابء والكتاب العرب (ديسمّب ‪ -2003‬أكتوبر ‪.)2006‬‬. ‫املؤلفات واإلصدارات ‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫الشهاب‪ ،‬ابتنة‪.‬‬ ‫يف البدء كان أوراس (ديوان شعر) عام ‪ .1985‬منشورات ّ‬. ‫‪‬‬. ‫الرابعيات (ديوان شعر) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬ ‫ّ‬. ‫‪‬‬. ‫الشمس واجلالد (نص أوبريت) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬ ‫ّ‬. ‫‪‬‬. ‫اللّعنة والغفران (ديوان شعر) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫النّخلة واجملداف (ديوان شعر) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫ملصقات (ديوان شعر) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫خالدات (نصوص متثيليّة) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫سيتيفيس (نص أوبرييت) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫حيزية (نص أوبرييت) ‪ ،1997‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫‪ A Candle for my Country‬مرتجم إىل اإلنكليزية عام ‪1998‬م‪ ،‬منشورات‬ ‫أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫كاليغوال يرسم غرنيكا الرايس (شعر) مرتجم إىل الفرنسية واإلنكليزية ‪2000‬م‪ ،‬منشورات‬ ‫أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫عوملة احلب عوملة النّار (شعر) ‪( .2002‬طبعتان) ومرتمجة إىل الفرنسية‪ ،‬منشورات أصالة‪.‬‬ ‫‪4‬‬.

(21) ‫شعريّة وصاحبها‬ ‫التّعريف ابملدونة ال ّ‬ ‫‪‬‬. ‫‪( Mondialisation de l'amour, Mondialisation du feu‬عوملة‬ ‫احلب‪ ،‬عوملة النّار) ترمجة نصيف العابد إىل اللغة الفرنسية‪ ،‬عام ‪ ،2002‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫التوابيت "رواية" ‪ ،2003‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫قرابني مليالد الفجر (شعر) ‪ ،2003‬منشورات أصالة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫فإّنا تدور (مقاالت) ‪ ،2006‬منشورات احملقق‪.‬‬ ‫ومع ذلك ّ‬. ‫‪‬‬. ‫طاسيليا (شعر) ‪ ،2007‬منشورات دار النّهضة العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫الروح (شعر) ‪ ،2007‬منشورات اتلة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫منايف ّ‬. ‫‪‬‬. ‫اعرتافات اتم سييت (رواية من جزئني) ‪2007‬م‪ ،‬منشورات اتلة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫ال إكراه يف احلريّة (مقاالت) ‪ ،،2007‬منشورات اتلة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫أسفار املالئكة (شعر) ‪ ،،2008‬منشورات البيت‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫اعرتافات أسكرام (رواية) ‪ ،2009‬منشورات البيت‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫‪( confessions d'assekrem‬اعرتافات أسكرام) ترمجة مهنا محادوش إىل اللغة‬ ‫الفرنسية‪ .‬منشورات القصبة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫‪.(Tora Bora‬فصل من اعرتافات أسكرام) ترمجة عمر زايين إىل اللّغة اإلنكليزية‪ .‬مل‬ ‫يطبع‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫الرابعيات ‪( quatrains‬ديوان شعر ابللغتني العربية والفرنسية ترمجة جياليل عطاطفة)‬ ‫ّ‬ ‫‪2011‬م‪ ،‬منشورات حّب‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬. ‫املوقع‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫لعز ال ّدين ميهويب ‪http://www.azzedinemihoubi.com-‬‬ ‫السرية ال ّذاتيّة ّ‬ ‫ّ‬. ‫‪5‬‬.

(22)

(23) ‫املدخل‬ ‫عالقة البالغة العربية بلسانيات النص احلديثة‪:‬‬ ‫الربط بني القدمي واحلديث منهجا قوميا لدراسة الفكر اإلنساين عامة‪ ،‬والفكر اللّغوي‬ ‫"يعد ّ‬ ‫خاصة‪ ،‬ولذا فقد قامت دراسات كثرية يف العصر احلديث على إنتاج القدماء‪ ،‬ودراسة النّص وحتليله‬ ‫ّ‬. ‫خاصة البالغة والتّفسري؛ بل النّحو كذلك أ ّكدت أن هناك حتليالت‬ ‫أ ّكدت القراءة لرتاثنا العريب ّ‬ ‫تقرتب من التّحليالت املعاصرة للنّص"(‪.)1‬‬ ‫الربط بني القدمي واحلديث؛‬ ‫"وقد ّ‬ ‫السعي حنو ّ‬ ‫حث العديد من علماء اللّغة املعاصرين على ّ‬ ‫وذلك ابلنّظر يف أصول املنهج العريب‪ ،‬مثّ دراسة هذه األصول على ضوء املناهج احلديثة"(‪.)2‬‬ ‫"فإغفال أربعة عشر قران من العمل اجلاد يف جمايل البالغة و التّفسري‪ ،‬مث يف جمال اللّغة‪ ،‬يع ّد‬. ‫(‪)3‬‬ ‫الصفر املنهجي يف هذا املقام – مقام‬ ‫أمرا يف غاية اخلطورة" ‪ .‬ومن مثّ "فإنّنا نؤمن أن البدء من ّ‬ ‫ال ّدراسة النّصية– يعين إهدار أربعة عشرة قران من النّتاج اللّساين املتميّز الذي هو إجناز قوم من أعلم‬. ‫النّاس بفقه اللّغة وأسرار تركيبها‪ ،‬وذخائر تراثها "(‪.)4‬‬. ‫وإذا ما نظران إىل البالغة العربيّة‪ ،‬جند أ ّن هلا عالقة وثيقة ابللّسانيات النّصية لدرجة أن بعض‬. ‫السابقة التّارخييّة‬ ‫السابقة التّارخييّة هلا‪ ،‬يقول فاندايك يف هذا ّ‬ ‫الصدد‪" :‬إ ّن البالغة هي ّ‬ ‫العلماء جعلوها ّ‬ ‫لعلم النّص؛ إذ حنن أخذان يف االعتبار توجهها العام‪ ،‬املتمثّل يف وصف النّصوص وحتديد وظائفها‬ ‫خاصة‪ ،‬كما‬ ‫املتع ّددة‪ ،‬لكنّنا نؤثر مصطلح علم النّص؛ أل ّن كلمة البالغة ترتبط حاليا أبشكال أسلوبيّة ّ‬ ‫كانت ترتبط بوظائف االتصال العام ووسائل اإلقناع"(‪.)5‬‬. ‫السور املكيّة‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار قباء للطّباعة والنّشر والتّوزيع‬ ‫(‪ )1‬صبحي إبراهيم الف ّقي‪ ،‬علم اللّغة النّصي بني النّظرية والتّطبيق‪ ،‬دراسة تطبيقيّة على ّ‬ ‫القاهرة‪ ،‬مصر‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫الراجحي ‪ ،‬النّحو العريب وال ّدرس احلديث "حبث يف املنهج" ‪ ،‬دار النّهضة العلميّة للطّباعة والنّشر ‪ ،‬بريوت‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.06‬‬ ‫(‪ )2‬عبده ّ‬ ‫(‪ )3‬صبحي إبراهيم الفقي ‪،‬علم اللّغة النّصي بني النّظرية والتّطبيق‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫الشعري ‪ ،‬ص‪.153‬‬ ‫(‪ )4‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪ ، 83‬نقال عن سعد مصلوح ‪،‬حنو آجرومية للنّص ّ‬ ‫(‪ )5‬سعيد حسن حبريي‪ ،‬علم لغة النّص املفاهيم واالجتاهات ‪،‬ط‪ ،1‬مكتبة لبنان انشرون‪/‬الشركة العاملية للنّشر لوجنمان‪ ،‬بريوت ‪ ،‬لبنان‪/‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪1997‬م‪ ،‬ص‪.06‬‬. ‫‪7‬‬.

(24) ‫املدخل‬ ‫تطور ال ّدراسات اللّغويّة من خالل انتقال االهتمام من األلسنيّة اليت ترتّكز على‬ ‫كما "أ ّن ّ‬ ‫اللّغة‪ ،‬إىل ألسنيّة الكالم‪ ،‬وبروز ظواهر العالقة بني املرسل واملتلقي يف جمال الت ّداولية‪ ،‬قد حدا بكثري‬. ‫من علماء اللّغة للعودة إىل البالغة "(‪.)1‬‬. ‫إالّ أ ّن األمر" بلغ ذروته لدى جمموعة أحباث األنثروبولوجيا األدبية‪ ،‬واللّغويّة‪ ،‬واالجتماعيّة‪،‬‬ ‫الضروري للتّداوليّة وعلم‬ ‫حيث أمجع الباحثون على أ ّن البالغة هي األفق املنشود‪ ،‬واملتلقي ّ‬. ‫النّص"‪.)2(.‬‬. ‫الرغم من كونه مصطلحا حديث النّشأة إالّ أ ّن‬ ‫وهكذا يتضح أ ّن مصطلح علم النّص على ّ‬ ‫سنتطرق يف هذا املقام إىل إبراز بعض املسامهات اليت قام هبا‬ ‫جذوره ّ‬ ‫متأصلة يف تراثنا البالغي العريب‪ ،‬و ّ‬. ‫علماؤان العرب القدامى يف هذا اجملال‪.‬‬. ‫(‪ )1‬صالح فضل‪ ،‬بالغة اخلطاب وعلم النّص‪،‬ط‪ ،1‬دار الكتاب املصري‪/‬دار الكتاب اللّبناين‪ ،‬القاهرة‪ /‬بريوت‪2004،‬م‪،‬ص‪.297‬‬ ‫(‪ )2‬املرجع نفسه‪،‬ص‪.297‬‬. ‫‪8‬‬.

(25) ‫املدخل‬ ‫الرماين ورسالته النُّكت يف إعجاز القرآن‪:‬‬ ‫الرّماين (ت‪386‬هـ) رسالته هذه يف إطار جوابه عن سؤال مؤداه‪" :‬ذكر النّكت يف‬ ‫ألّف ّ‬ ‫إعجاز القرآن الكرمي" بدقة واختصار‪ ،‬ومن دون التّطويل يف احلجاج‪.‬‬ ‫وقد كان جوابه يف أ ّن وجوه اإلعجاز تربز من جهات سبعة وهي‪" :‬ترك املعارضة مع توافر‬ ‫الصرفة‪ ،‬والبالغة‪ ،‬واألخبار الصادقة عن األمور‬ ‫ال ّدواعي‪ ،‬وش ّدة احلاجة‪ ،‬والتّحدي للكافة‪ ،‬و ّ‬ ‫بكل معجز"(‪.)1‬‬ ‫املستقبلية‪ ،‬ونقض العادة‪ ،‬وقياسه ّ‬ ‫ومل يفض (رمحه هللا) يف أحد من هذه الوجوه كما أفاض يف حديثه عن البالغة‪ ،‬حيث‬. ‫يفسر أ ّن البالغة عنده‬ ‫ّ‬ ‫خصص هلا جزءا كبريا من رسالته‪ ،‬قام فيه بتعريفها وذكر أقسامها‪ ،‬وهو ما ّ‬ ‫هي األساس يف إعجاز القرآن الكرمي‪ ،‬وهي عنده عشرة أقسام هي‪" :‬اإلجياز‪ ،‬والتّشبيه‪ ،‬واالستعارة‪،‬‬ ‫والتالؤم‪ ،‬والفواصل‪ ،‬والتّجانس‪ ،‬والتّضمني‪ ،‬واملبالغة وحسن البيان"(‪.)2‬‬. ‫الرّماين أ ّن هذه الفنون كلّما كانت أوفر يف الكالم ‪ ،‬كان أبلغ وأجود وأحسن؛ أي أ ّن‬ ‫ويرى ّ‬. ‫بالغة الكالم عنده تقرتن مبدى حت ّقق هذه الفنون البالغيّة فيه‪.‬‬. ‫الرّماين قد المس بعض الوسائل اليت ميكن ع ّدها بذورا‬ ‫ونلحظ من خالل هذه األقسام أ ّن ّ‬ ‫نصيّة‪ ،‬من ذلك حديثه عن ‪:‬احلذف‪ ،‬والتالؤم‪ ،‬والفواصل‪ ،‬والتّجانس‪.‬‬. ‫أوال‪ :‬احلذف‪:‬‬. ‫وعرفه أبنّه ‪ " :‬إسقاط كلمة لالجتزاء عنها بداللة‬ ‫الرّماين عن احلذف يف ابب اإلجياز‪ّ ،‬‬ ‫حتدث ّ‬. ‫غريها من احلال أو فحوى الكالم"(‪.)3‬‬. ‫القرية‪.‬‬. ‫اسأَل الْ َق ْريَةَ﴾(‪ )4‬تقديره‪ :‬وسأل أهل‬ ‫وقد ضرب ع ّدة أمثلة له من ذلك قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬و ْ‬. ‫الرّماين ‪،‬النّكت يف إعجاز القرآن‪(،‬ضمن ثالث رسائل يف إعجاز القرآن يف ال ّدراسات القرآنيّة والنّقد األديب)‪ ،‬ح ّققها وعلّق عليها‪:‬‬ ‫(‪ )1‬أبو احلسن ّ‬ ‫حممد زغلوم سالم‪،‬ط‪،3‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪1976،‬م‪،‬ص‪.75‬‬ ‫حممد خلف هللا أمحد و ّ‬ ‫ّ‬ ‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫(‪ )3‬املصدر نفسه‪،‬ص‪. 75‬‬ ‫(‪ )4‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية ‪.82‬‬. ‫‪9‬‬.

(26) ‫املدخل‬ ‫أما حذف األجوبة فهو عنده أبلغ من ال ّذكر‪،‬وهو كثري يف القرآن الكرمي ومن األمثلة اليت‬ ‫ساقها "قوله تعاىل﴿ َولَ ْو أ َّ‬ ‫ت به األ َْرض أ َْو كلّ َم به الْ َم ْوتَى﴾(‪ .)1‬كأنّه‬ ‫ت به ْ‬ ‫َن قـ ْر ا‬ ‫آان س َّري ْ‬ ‫اجلبَال أ َْو قطّ َع ْ‬. ‫قيل‪ :‬لكان هذا القرآن"(‪.)2‬‬. ‫السبب يف كونه أبلغ من ال ّذكر بقوله‪":‬وإّّنا صار احلذف يف مثل هذا أبلغ من‬ ‫ّ‬ ‫ويبني ّ‬ ‫الرّماين ّ‬. ‫تضمنه البيان"(‪.)3‬‬ ‫كل مذهب‪،‬ولو ذكر اجلواب لقصر على الوجه الذي ّ‬ ‫ال ّذكر؛أل ّن النّفس تذهب فيه ّ‬. ‫الرماين من الكشف عن أمهية احلذف‪،‬ودوره يف حتقيق ترابط النّص‪،‬فهو‬ ‫وهكذا فقد مت ّكن ّ‬ ‫عنده ال خي ّل ابملعىن‪ ،‬بقدر ما يساهم يف حتقيق التّواصل مع املتلقي؛إذ أنّه يف كثري من األحيان يكون‬ ‫ترك ال ّذكر أفصح من ال ّذكر‪.‬‬. ‫اثنيا‪ :‬التالؤم‪:‬‬ ‫يعرفه بقوله‪" :‬التّالؤم‬ ‫الرّماين التّالؤم من أقسام البالغة‪ ،‬وهو عنده نقيض التّنافر‪ ،‬إذ ّ‬ ‫اعترب ّ‬ ‫نقيض التّنافر‪ ،‬والتّالؤم على ثالثة أوجه‪ :‬متنافر‪ ،‬ومتالئم يف الطّبقة الوسطى‪ ،‬ومتالئم يف الطّبقة‬ ‫العليا"(‪.)4‬‬. ‫الشعر‪ ،‬ورأى أب ّن القرآن كلّه‬ ‫لكل واحد منهم‪ ،‬وذلك بذكر أبيات من ّ‬ ‫وقد ضرب مثاال ّ‬ ‫متالئم يف الطّبقة العليا‪.‬‬ ‫السبب يف التّالؤم تعديل احلروف يف‬ ‫ويذكر ّ‬ ‫السبب يف التّالؤم والتّنافر حيث يقول‪" :‬و ّ‬ ‫الرّماين ّ‬. ‫فالسبب فيه ما ذكره اخلليل من القرب‬ ‫التّأليف‪ ،‬فكلّما كان أعدل كان أش ّد تالؤما‪ .‬و ّأما التّنافر ّ‬ ‫الشديد"(‪.)5‬‬ ‫الشديد أو البعد ّ‬ ‫ّ‬. ‫(‪ )1‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬ ‫الرّماين‪ ،‬النّكت يف إعجاز القرآن‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫(‪ )2‬أبو احلسن ّ‬ ‫(‪ )3‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.77‬‬ ‫(‪ )4‬املصدر نفسه‪،‬ص ‪.94‬‬ ‫(‪ )5‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.96‬‬. ‫‪10‬‬.

(27) ‫املدخل‬ ‫ف‬ ‫الرّماين أب ّن الكالم املتالئم يستسيغه املتلقي ويطرب لسماعه‪،‬كما أ ّن لفظه يسهل وخي ّ‬ ‫ويرى ّ‬ ‫على من يتكلم به‪ ،‬وهو هبذا يوصل املعىن إىل النّفس بصورة أمجل‪ ،‬وداللة أبني وأوضح‪ ،‬مما يعين أنّه‬ ‫الصويت للنّص‪.‬‬ ‫يؤدي دورا فعاال يف حتقيق االنسجام ّ‬ ‫اثلثا ‪:‬الفواصل‪:‬‬. ‫الرّماين الفواصل أب ّّنا "حروف متشاكلة يف املقاطع توجب حسن إفهام املعاين"(‪ .)1‬وهي‬ ‫يعرف ّ‬ ‫ّ‬. ‫خاصة ابلقرآن الكرمي دون غريه‪.‬‬ ‫عنده ّ‬. ‫السجع‬ ‫السجع إذ هي أبلغ‬ ‫ّ‬ ‫والفواصل عند ّ‬ ‫منه؛ألّنا اتبعة للمعاين ّأما ّ‬ ‫الرّماين ليست مبعىن ّ‬ ‫لشكل فقط‪ ،‬ال‬ ‫لسجع خيدم ا ّ‬ ‫فاملعاين اتبعة له؛ ممّا يعين أ ّن الفواصل ختدم املعىن‪ ،‬يف حني أ ّن ا ّ‬. ‫املضمون‪.‬‬. ‫السجع عنده "خمدوما ال خادما‪ ،‬فيأيت القائل ابملعىن دوّنا قصد الفائدة فيه‪ ،‬فال‬ ‫وهبذا يكون ّ‬. ‫السجع غري األصوات املتشاكلة كما ليس يف سجع احلمام الذي استعري منه هذا املصطلح‬ ‫يبقى يف ّ‬. ‫أصال إالّ األصوات املتشاكلة‪ ،‬وبذلك يكون حلية لفظية فارغة ال قيمة هلا"(‪.)2‬‬. ‫يبني الفائدة منها بقوله‪" :‬والفائدة يف الفواصل داللتها‬ ‫ّأما الفواصل فهي عنده عكس ذلك‪ ،‬إذ ّ‬. ‫على املقاطع‪ ،‬وحتسينها الكالم ابلتّشاكل وإبداؤها اآلي ابلنّظائر"(‪.)3‬‬. ‫الرّماين ال تقتصر على اجلانب اجلمايل فحسب‪ ،‬وإّّنا تساهم‬ ‫وهكذا يتّضح أ ّن الفواصل عند ّ‬ ‫بشكل كبري يف إيصال املعاين بصورة أمجل وألطف‪،‬تلفت املتلقي وتؤثّر فيه‪،‬ممّا يعين أ ّّنا جتمع بني‬ ‫اجلانبني‪ :‬ال ّداليل‪ ،‬واجلمايل‪.‬‬. ‫السابق‪ ،‬ص‪.97‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر ّ‬ ‫الرّماين وابن سنان وصلة ذلك آبرائهما يف البالغة القرآنيّة‪ ،‬اجمللّة األردنية يف اللّغة العربيّة وآداهبا‪ ،‬جملّة علميّة‬ ‫(‪ )2‬عبد الكرمي احلياري‪ ،‬إعجاز القرآن بني ّ‬ ‫عامليّة حم ّكمة‪( ،‬اجمللد‪ ،)2‬العدد(‪ ،)1‬جامعة مؤتة‪ ،‬اململكة األردنيّة اهلامشيّة‪(،‬دت)‪ ،‬ص‪.101‬‬ ‫الرّماين‪ ،‬النّكت يف إعجاز القرآن‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫(‪ )3‬أبو احلسن ّ‬ ‫‪11‬‬.

(28) ‫املدخل‬ ‫رابعا‪ :‬التجانس‪:‬‬ ‫الرماين هو"بيان أبنواع الكالم الذي جيمعه أصل واحد يف اللّغة"(‪ ،)1‬وهو عنده‬ ‫التّجانس عند ّ‬. ‫نوعان‪ :‬مزاوجة ومناسبة‪.‬‬. ‫اعتَدواْ َعلَْيه﴾[البقرة‬ ‫فاملزاوجة عنده "تقع يف اجلزاء‪ ،‬كقوله تعاىل‪﴿ :‬فَ َمن ْاعتَ َدى َعلَْيك ْم فَ ْ‬ ‫يستحق من طريق العدل‪ ،‬إالّ أنّه استعري للثّاين لفظ االعتداء لتأكيد‬ ‫اآلية‪ ]194‬؛ أي جازوه مبا‬ ‫ّ‬ ‫ال ّداللة على املساواة يف املقدار‪ ،‬فجاء على مزاوجة الكالم حلسن البيان"(‪.)2‬‬. ‫ّأما املناسبة فهي عنده "تدور يف فنون املعاين اليت ترجع إىل أصل واحد‪ .‬فمن ذلك قوله‬ ‫اّلل قـلوبَـهم﴾[التوبة اآلية‪ .]127‬فجونس االنصراف عن ال ّذكر بصرف‬ ‫ف َّ‬ ‫صَر َ‬ ‫انصَرفواْ َ‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬مثَّ َ‬ ‫الشيء‪ّ ،‬أما هم فذهبوا عن ال ّذكر ‪،‬و ّأما قلوهبم‬ ‫القلب عن اخلري‪ ،‬واألصل فيه واحد وهو ال ّذهاب عن ّ‬. ‫فذهب عنها اخلري"(‪.)3‬‬. ‫الرّماين ليس جمرد زينة خارجيّة يكتسي هبا اللّفظ‪ ،‬بقدر ما هو الزمة‬ ‫وهكذا فالتّجانس عند ّ‬ ‫فعاال يف حتقيق‬ ‫فعال يف أتكيد ال ّداللة وتوضيحها‪،‬وهو هبذا يؤدي دورا ّ‬ ‫جوهريّة تساهم بشكل ّ‬. ‫انسجام ومتاسك النّص‪.‬‬. ‫الرسالة أن يكشف عن العديد من‬ ‫الرّماين استطاع من خالل هذه ّ‬ ‫يتضح من هذا كلّه أ ّن ّ‬ ‫الوسائل اليت ميكن ع ّدها معايريا نصيّة‪.‬‬ ‫بيان إعجاز القرآن للخطايب ‪:‬‬. ‫صرح من البداية‬ ‫الرسالة قضية "إعجاز القرآن الكرمي"‪ ،‬وقد ّ‬ ‫يعاجل اخلطّايب (ت‪ )388‬يف هذه ّ‬. ‫لسر‬ ‫أ ّن النّاس قد أكثروا القول يف هذه املسألة قدميا وحديثا‪ ،‬إالّ ّأّنم مل يستطيعوا أن يقفوا عند ا ّ‬ ‫احلقيقي لإلعجاز القرآين‪.‬‬. ‫السابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر ّ‬ ‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫(‪ )3‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.100‬‬. ‫‪12‬‬.

(29) ‫املدخل‬ ‫وقبل أن يورد اخلطّايب مكمن اإلعجاز عنده‪ ،‬ذهب إىل ذكر بعض وجوه اإلعجاز اليت كانت‬ ‫ابلصرفة‪ ،‬واإلخبار عن الكوائن يف األمور املستقبليّة‪ ،‬وكذا قضية‬ ‫مشهورة يف وقته‪ ،‬من ذلك القول ّ‬ ‫ردها ورفضها كلّها‪.‬‬ ‫البالغة‪ ،‬إالّ أنّه ّ‬ ‫الرغم من تصرحيه أ ّن املذهب البالغي هو مذهب الكثرة الكاثرة من أهل النّظر‪ ،‬وهو‬ ‫"وعلى ّ‬. ‫ويرده بعد كالم طويل ينسبه إىل أهل البالغة"(‪ )1‬يقول‬ ‫الرماين املعاصر له إالّ أنّه ال يرتضيه‪ّ ،‬‬ ‫مذهب ّ‬ ‫يف هذا الصدد‪" :‬وهذا ال يقنع يف مثل هذا العلم وال يشفي من داء اجلهل به‪ ،‬وإّّنا هو إشكال أحيل‬ ‫به إىل إهبام"(‪.)2‬‬. ‫"وإذا كان اخلطّايب يَـرّد ظاهرا يف ّأول األمر رؤية البالغيني‪ ،‬ليس ألنّه ال يرتضيها‪ ،‬وإّّنا ال‬ ‫تعجبه حججهم وأقواهلم يف بيان إعجاز القرآن"(‪ )3‬ذلك أ ّن "أصحاب هذا القول مل حي ّددوا هذه‬ ‫البالغة‪ ،‬ومل يضعوا هلا قواعدها وضوابطها‪،‬بل اكتفوا ابلقول ّإّنم حني يسمعون القرآن حيسون يف‬ ‫أنفسهم أ ّن له بالغة ال توجد يف غريه‪ ،‬فهم ‪ -‬إذن ‪ -‬يرجعون البالغة إىل ال ّذوق وحده دون أن‬ ‫تكون له ضوابط وقواعد وأسس‪،‬وال ّذوق ال يصلح وحده لنَبين عليه قضيّة اإلعجاز"(‪.)4‬‬. ‫الرسالة إىل إثبات عجز العرب على أن أيتوا مبثل القرآن‬ ‫كما ذهب اخلطّايب يف هذه ّ‬ ‫السبب يف ذلك أبنّه مل تكن هلم معرفة جبميع ألفاظ اللّغة العربيّة‪ ،‬وال ابملعاين اليت حتملها‬ ‫الكرمي‪،‬ويعلّل ّ‬ ‫تلك األلفاظ ‪ ،‬كما أ ّن معرفتهم مل تكن شاملة جلميع أنواع النّظم‪ ،‬والنّظم عند اخلطّايب هو "ترتيب‬. ‫كل لفظة يف حملّها الالّئق هلا‪ ،‬اخلاص هبا‪،‬وهذه األمور الثّالثة هي‪:‬‬ ‫الكلمات يف الوضع حبيث تكون ّ‬. ‫اللّفظ‪ ،‬واملعىن‪ ،‬والنّظم‪ ،‬وهي اليت يقوم هبا الكالم‪ ،‬ويصري مستأهال للبحث‪ ،‬حقيقا ابلعناية"(‪.)5‬‬. ‫(‪ )1‬أشرف عبد البديع ‪،‬ال ّدرس النّحوي النّصي يف كتب إعجاز القرآن الكرمي‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫حممد زغلوم‬ ‫حممد خلف هللا أمحد و ّ‬ ‫(‪ )2‬أبو سليمان اخلطّايب‪ ،‬بيان إعجاز القرآن (ضمن ثالث رسائل يف إعجاز القرآن)‪ ،‬ح ّققها وعلّق عليها‪ّ :‬‬ ‫سالم‪ ،‬ط‪ ،3‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪1976،‬م‪ ،‬ص‪.25 ، 24‬‬ ‫(‪ )3‬أشرف عبد البديع‪ ،‬ال ّدرس النّحوي النّصي يف كتب إعجاز القرآن الكرمي‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫الشركة العربيّة املتّحدة للتّسويق والتّوريدات ابلتّعاون مع شركة القدس املفتوحة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مجهورية مصر العربية‪،‬‬ ‫(‪ )4‬فضل حسن عبّاس‪ ،‬إعجاز القرآن‪ّ ،‬‬ ‫(دت)‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫(‪ )5‬أبو سليمان اخلطّايب‪ ،‬بيان إعجاز القرآن‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪13‬‬.

(30) ‫املدخل‬ ‫أي كالم الب ّد أن تتوفر له عناصر ثالثة وهي‪ :‬لفظ حامل‪،‬‬ ‫وهكذا يذهب اخلطّايب إىل أ ّن ّ‬ ‫صرح أب ّن القرآن الكرمي صار معجزا جلمعه بني هذه العناصر‬ ‫ومعىن قائم‪ ،‬ورابط هلما انظم‪ ،‬وقد ّ‬. ‫"فتفهم اآلن واعلم أ ّن القرآن إّّنا صار معجزا؛ألنّه جاء أبفصح األلفاظ‪ ،‬يف‬ ‫الثّالثة‪ ،‬حيث يقول‪ّ :‬‬ ‫أصح املعاين "(‪.)1‬‬ ‫مضمنا ّ‬ ‫أحسن نظوم التّأليف‪ّ ،‬‬ ‫سر إعجاز القرآن الكرمي عند اخلطّايب كامن داخل نفسه‪ ،‬ويتمثل يف‬ ‫يتّضح من هذا كلّه أ ّن ّ‬. ‫حسن نظمه وأتليفه‪.‬‬. ‫كما يرى اخلطّايب أ ّن اإلعجاز ال يقتصر على األلفاظ املفردة اليت يرتكب منها الكالم‪ ،‬وإّّنا‬ ‫السياق ‪":‬ومل‬ ‫يف مالئمة األلفاظ ملعانيها‪ ،‬وجودة نظمها‪ ،‬وحسن التّأليف فيما بينها‪ ،‬يقول يف هذا ّ‬ ‫يقتصر فيما اعتمدانه يف البالغة إلعجاز القرآن على مفرد األلفاظ اليت يرتكب منها الكالم دون ما‬ ‫يتضمنه من ودائعه اليت هي معانيه‪ ،‬ومالبسه اليت هي نظوم أتليفه "(‪.)2‬‬. ‫الصدد هو طرح اخلطّايب للعديد من القضااي اليت ميكن ع ّدها جوهر‬ ‫يهمنا يف هذا ّ‬ ‫وما ّ‬ ‫وجهها املالحدة أللفاظ‬ ‫رده على بعض ّ‬ ‫اللّسانيات النّصية احلديثة‪،‬وقد كان ذلك أثناء ّ‬ ‫الشبهات اليت ّ‬. ‫القرآن الكرمي‪ ،‬ومعانيه‪ ،‬وطريقة نظمه‪.‬‬. ‫من ذلك حديثه عن احلذف والتَّكرار‪ ،‬حيث يرى أ ّن لكل منهما موضعه اخلاص به‪ ،‬الذي‬ ‫إذا وضع فيه كان ذلك أبلغ وأنفع يقول‪":‬و ّأما ما عابوه من احلذف واالختصار يف قوله سبحانه‪:‬‬ ‫﴿ َولَ ْو أ َّ‬ ‫ت به األ َْرض أ َْو كلّ َم به الْ َم ْوتَى﴾(‪ )3‬فإ ّن اإلجياز يف‬ ‫ت به ْ‬ ‫َن قـ ْر ا‬ ‫آان س َّري ْ‬ ‫اجلبَال أ َْو قطّ َع ْ‬ ‫سريت به اجلبال أو قطّعت به األرض أو كلّم به املوتى لكان هذا‬ ‫موضعه‪...‬واملعىن‪:‬لو أ ّن قرآان ّ‬ ‫كل مذهب"(‪.)4‬‬ ‫القرآن‪.‬وقد قيل إ ّن احلذف يف مثل هذا أبلغ من ال ّذكر؛أل ّن النّفس تذهب يف احلذف ّ‬ ‫مثّ يتح ّدث عن التَّكرار‪ ،‬ويرى أنّه نوعان ‪:‬أحدمها مذموم‪ ،‬وهو تكرار غري مستفاد به‪ ،‬وليس‬. ‫يف القرآن الكرمي شيء منه‪ّ ،‬أما النّوع اآلخر فهو تكرار مفيد‪،‬وقد ّبني اخلطّايب اهلدف من استعماله‬ ‫السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر ّ‬ ‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.52 ،51‬‬ ‫(‪ )3‬سورة الرعد اآلية ‪.31‬‬ ‫(‪ )4‬أبو سليمان اخلطّايب‪ ،‬بيان إعجاز القرآن‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪14‬‬.

(31) ‫املدخل‬ ‫املهمة اليت تعظم العناية هبا‪ ،‬وخياف برتكه وقوع‬ ‫بقوله‪...":‬وإّّنا حيتاج إليه ويعظم استعماله يف األمور ّ‬. ‫صحة رأيه بعرض آايت قرآنيّة حيث يقول‪:‬‬ ‫وحيتج على ّ‬ ‫الغلط والنّسيان فيها‪ ،‬واالستهانة بقدرها" ّ‬. ‫كرر األقاصيص واألخبار يف القرآن الكرمي‬ ‫"وقد أخرب ّ‬ ‫اّلل ّ‬ ‫ابلسبب الذي من أجله ّ‬ ‫وجل ّ‬ ‫عز ّ‬ ‫صَّرفْـنَا فيه‬ ‫فقال سبحانه‪َ ﴿:‬ولََق ْد َو َّ‬ ‫ص ْلنَا َهلم الْ َق ْوَل لَ َعلَّه ْم يَـتَ َذ َّكرو َن ﴾[القصص‪.]51‬وقال تعاىل‪َ ﴿:‬و َ‬. ‫حيدث َهل ْم ذ ْكارا ﴾ [طه‪.)1(" ]113‬‬ ‫م َن الْ َوعيد لَ َعلَّه ْم يَـتـَّقو َن أ َْو ْ‬. ‫"السياق"‪ ،‬الذي أطلق عليه اسم "املوضع"‪ ،‬واعتربه عمود البالغة‪،‬‬ ‫كما حتدث اخلطّايب عن ّ‬. ‫لكل لفظ موضعه اخلاص به الذي إذا وضع حملّه غريه نتج عنه ّإما فساد الكالم‪ ،‬أو‬ ‫إذ يرى أ ّن ّ‬ ‫الصفات هو وضع‬ ‫ذهاب رونقه ومجاله‪ ،‬حيث يقول‪" :‬مثّ اعلم أ ّن عمود البالغة اليت جتمع هلا هذه ّ‬ ‫كل نوع من األلفاظ اليت تشتمل عليها فصول الكالم موضعه األخص األشكل به‪ ،‬الذي إذا أبدل‬ ‫ّ‬. ‫الرونق الذي يكون‬ ‫مكانه غريه جاء منه ّإما تب ّدل املعىن‪ ،‬الذي يكون منه فساد‬ ‫ّ‬ ‫الكالم‪،‬وإما ذهاب ّ‬ ‫منه سقوط البالغة؛ذلك أ ّن يف الكالم ألفاظ متقاربة يف املعاين حيسب أكثر النّاس أ ّّنا متساوية يف‬ ‫الشكر‪.)2( ."...‬‬ ‫إفادة بيان مراد اخلطاب؛ كالعلم واملعرفة‪ ،‬واحلمد و ّ‬. ‫ويرد اخلطّايب على من يش ّكك يف دقة األلفاظ القرآنيّة‪،‬ويف أ ّن القرآن الكرمي مل يستعمل‬ ‫ّ‬ ‫السياق يذهب إىل تفسري استعماله أللفاظ دون‬ ‫الكلمات املناسبة يف الكثري من املواضع‪ ،‬ويف هذا ّ‬. ‫غريها يف بعض املواقع من اآلايت القرآنية‪ ،‬اليت متّ التّشكيك يف أ ّن ألفاظها غري منسجمة مع معانيها‪،‬‬. ‫(‪)3‬‬ ‫دق العنق ومعناه القتل‬ ‫فيبني أ ّن أصل الفرس هو ّ‬ ‫حيث يقول يف قوله تعاىل‪ ﴿:‬فَأَ َكلَه ال ّذئْب ﴾ ‪ّ .‬‬. ‫أي عضو من أعضائه‪ ،‬وهبذا يكون‬ ‫ّ‬ ‫فحسب‪،‬أما إخوة يوسف فقد ّادعوا أب ّن ال ّذئب أكله كلّه ومل يرتك ّ‬. ‫السياق أنسب من االفرتاس؛أل ّن "األكل"معناه اإلتيان على مجيع أعضاء الفريسة و‬ ‫األكل يف هذا ّ‬ ‫أي عضو من أعضائها‪،‬ولو أ ّن إخوة يوسف قالوا ألبيهم "افرتسه" بدال من "أكله" لطالبهم‬ ‫عدم ترك ّ‬ ‫السباع أمر شائع ومتداول‬ ‫ببقية أعضائه‪ .‬مثّ يذهب اخلطّايب إىل أ ّن استعمال األكل للذئب وغريه من ّ‬ ‫السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر ّ‬ ‫(‪ )2‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫(‪ )3‬سورة يوسف اآلية‪.17‬‬. ‫‪15‬‬.

(32) ‫املدخل‬ ‫الشعر (‪".)1‬وما ذكره اخلطّايب يتفق وينسجم‬ ‫عند العرب منذ القدمي‪ ،‬ويستشهد على ذلك أببيات من ّ‬ ‫مع القرآن الكرمي"‪.)2(.‬‬. ‫الرغم من تع ّدد املوضوعات‬ ‫كما يرى اخلطّايب أ ّن القرآن الكرمي منسجم ّ‬ ‫أشد االنسجام على ّ‬. ‫ردا منه على من ش ّكك يف طريقة نظمه‪ ،‬و ّادعى أب ّن‬ ‫السورة الواحدة‪ ،‬وقد كان هذا ّ‬ ‫اليت تعاجلها ّ‬ ‫الصفة من مجع أشياء‬ ‫موضوعاته غري منسجمة فيما بينها‪ ،‬حيث يقول‪" :‬وإّّنا نزل القرآن على هذه ّ‬. ‫لكل‬ ‫خمتلفة املعاين يف سورة واحدة ويف اآلية القليلة العدد‪ ،‬لتكون أكثر لفائدته و ّ‬ ‫أعم لنفعه‪.‬ولو كان ّ‬ ‫لكل معىن سورة مفردة‪ ،‬مل تكثر عائدته‪ ،‬ولكان الواحد من الكفار واملعاندين املنكرين‬ ‫ابب منه قبيل‪،‬و ّ‬. ‫السورة الواحدة فقط‪،‬‬ ‫السورة منه ال تقوم عليه احلجة إالّ يف النّوع الواحد الذي تضمنته ّ‬ ‫له إذا مسع ّ‬ ‫السورة الواحدة أوفر حظا‪ ،‬وأجدى نفعا من التّمييز والتّفريد للمعىن‬ ‫فكان اجتماع املعاين الكثرية يف ّ‬ ‫الذي ذكرانه"(‪.)3‬‬. ‫السبب الذي من أجله مجع القرآن الكرمي بني األمور املتفرقة يف‬ ‫وهبذا يكون اخلطّايب قد علّل ّ‬. ‫ووضح أب ّن هذا ال يؤدي إىل تف ّكك النّص‪ ،‬بقدر ما يساهم يف انسجامه والتئام‬ ‫السورة الواحدة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫أجزائه‪.‬‬ ‫وهكذا ميكننا القول أب ّن اخلطّايب يع ّد من األوائل الذين أشاروا إىل "النّظم"‪ ،‬وإىل دوره يف ربط‬ ‫أجزاء النّص والتئام وحداته‪ ،‬فالكالم عنده ال يقوم على اللّفظ واملعىن فحسب‪ ،‬وإّّنا الب ّد له من‬ ‫نظم‪.‬‬. ‫(‪ )1‬أنظر‪ :‬أبو سليمان اخلطّايب‪ ،‬بيان إعجاز القرآن‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫(‪ )2‬فضل حسن عبّاس‪،‬إعجاز القرآن‪ ،‬ص‪.74‬‬ ‫(‪ )3‬أبو سليمان اخلطّايب‪ ،‬بيان إعجاز القرآن‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫‪16‬‬.

(33) ‫املدخل‬ ‫ابن قتيبة‪:‬‬ ‫يعد كتاب أتويل مشكل القرآن البن قتيبة (ت‪ )276‬من أهم الكتب البالغيّة اليت تناولت‬. ‫بنص صريح من البداية‪ ،‬ويتمثل يف‬ ‫قضية إعجاز القرآن الكرمي‪ ،‬وقد كان اهلدف من الكتاب حمددا ّ‬ ‫اّلل ابلطّعن‬ ‫الرد على من حاول الطّعن والتّشكيك يف القرآن الكرمي حيث يقول ‪":‬وقد اعرتض كالم ّ‬ ‫ّ‬. ‫ملحدون و لغو فيه و هجروا ‪ ،‬واتّبعوا ما تشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء أتويله ‪...‬مث قضوا عليه‬ ‫اّلل ‪ ،‬وأرمي من‬ ‫ابلتّناقض‪ ،‬واالستحالة‪ ،‬وفساد النّظم‪ ،‬واالختالف ‪ ...‬فأحببت أن أنضج كتاب ّ‬ ‫النرية‪ ،‬والرباهني البيّنة‪ ،‬وأكشف للنّاس ما يلبسون"(‪.)1‬‬ ‫وراءه ابحلجج ّ‬. ‫خصص ابن قتيبة حيّزا كبريا من كتابه الستعراض مطاعن الطّاعنني يف القرآن حكاية‬ ‫"وقد ّ‬ ‫عنهم‪ ،‬حيث أورد أمثلة ملا اعتربوه حلنا‪ ،‬وأخرى ملا اعتربوه تناقضا‪ ،‬وأمثلة للحذف واجملاز املشكلني ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫رد من خالهلا على‬ ‫اّلل من إنزال املتشابه " مثّ عقد بعد ذلك أبوااب ّ‬ ‫مثّ حكى تساؤهلم عن حكمة ّ‬. ‫ردا حمكما‪ ،‬وأبسلوب علمي واضح ‪ ،‬استطاع من خالله أن يكشف‬ ‫االدعاءات ّ‬ ‫هذه االهتامات و ّ‬ ‫الستار على بعض املفاهيم اليت ميكن ع ّدها من صميم ال ّدراسات النّصية احلديثة‪ ،‬من ذلك ‪ :‬حديثه‬ ‫ّ‬. ‫عن احلذف والتّكرار‪.‬‬. ‫حيث حت ّدث ابن قتيبة عن احلذف وأعطاه بعدا تداوليا "من ذلك أن أييت ابلكالم مبنيا على‬. ‫أ ّن له جواب‪ ،‬فيحذف لعلم املخاطب به‪ ،‬كقوله سبحانه‪َ ﴿ :‬ولَ ْو أ َّ‬ ‫ت‬ ‫ت به ْ‬ ‫َن قـ ْر ا‬ ‫آان س َّري ْ‬ ‫اجلبَال أ َْو قطّ َع ْ‬ ‫به األ َْرض أ َْو كلّ َم به الْ َم ْوتَى بَل َّّّلل األ َْمر َمج ايعا﴾(‪ )3‬أراد لكان هذا القرآن ‪ ،‬فحذف‪ .‬وكذلك قوله‪:‬‬ ‫اّلل َعلَْيك ْم َوَر ْمحَته َوأ َّ‬ ‫وف َرح ٌيم﴾ (‪)4‬أراد لع ّذبكم فحذف"(‪ )5‬وهو هبذا يهتم‬ ‫َن َّ‬ ‫ضل َّ‬ ‫اّلل َرؤ ٌ‬ ‫﴿ َولَ ْوال فَ ْ‬ ‫الربط بني اآلايت القرآنيّة ‪.‬‬ ‫ابمللتقي وبدوره يف ّ‬. ‫املنورة‪1971،‬م‪،‬ص‪.23 ،22‬‬ ‫(‪ )1‬ابن قتيبة‪ ،‬أتويل مشكل القرآن‪ ،‬شرح ونشر‪ :‬السيّد أمحد صقر‪ ،‬ط ‪، 3‬املكتبة العلميّة‪ ،‬املدينة ّ‬ ‫الشرق‪ ،‬املغرب‪ ،‬ال ّدار البيضاء‪/‬بريوت ‪ ،‬لبنان‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.143‬‬ ‫حممد العمري‪ ،‬البالغة العربيّة أصوهلا وامتداداهتا‪ ،‬إفريقيا ّ‬ ‫(‪ّ )2‬‬ ‫الرعد‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬ ‫(‪ )3‬سورة ّ‬ ‫(‪ )4‬سورة النّور اآلية ‪.20‬‬ ‫(‪ )5‬ابن قتيبة ‪،‬أتويل مشكل القرآن‪ ،‬ص‪.214‬‬. ‫‪17‬‬.

(34) ‫املدخل‬ ‫كما حتدث عن التَّكرار‪ ،‬و رأى أن تَكرار الكالم يف القرآن الكرمي مل يكن عبثا وإّّنا جاء‬ ‫ألغراض‪ ،‬حيث يقول‪" :‬فقد أعلمتك أ ّن القرآن نزل بلسان القوم وعلى مذاهبهم‪ ،‬ومن مذاهبهم‬ ‫التَّكرار‪ :‬إرادة التّوكيد واإلفهام"(‪.)1‬‬. ‫ف تَـ ْعلَمو َن﴾ (‪،)2‬‬ ‫ف تَـ ْعلَمو َن مثَّ َكالَّ َس ْو َ‬ ‫ومن األمثلة اليت ساقها قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬كالَّ َس ْو َ‬. ‫(‪)3‬‬ ‫كل هذا يريد‬ ‫وقوله‪َ ﴿:‬وَما أ َْد َر َاك َما يَـ ْوم ال ّدين مثَّ َما أ َْد َر َاك َما يَـ ْوم ال ّدين﴾ وقد علّق عليها بقوله‪ّ ":‬‬. ‫به أتكيد املعىن الذي ذكر به اللّفظ "(‪.)4‬‬. ‫رده‬ ‫تطرق إليها ابن قتيبة قضية انسجام القرآن الكرمي ‪ ،‬وقد كان ذلك أثناء ّ‬ ‫ومن القضااي اليت ّ‬. ‫على الطّاعنني واملالحدة الذين ش ّككوا يف القرآن الكرمي‪ ،‬و ّادعوا عليه التّناقض واالختالف‪ ،‬حيث‬ ‫َّ‬ ‫ضريع﴾(‪ )5‬وهو يقول‬ ‫س َهل ْم طَ َع ٌام إالَّ من َ‬ ‫يقول‪" :‬فأما ما حنلوه من التّناقض يف مثل قوله تعاىل ﴿لْي َ‬. ‫س لَه الْيَـ ْوَم َهاهنَا َمح ٌيم َوال طَ َع ٌام إالَّ م ْن غ ْسلني ﴾(‪ .)6‬فإ ّن النّار دركات واجلنّة‬ ‫يف موضع آخر‪ ﴿:‬فَـلَْي َ‬. ‫الزقوم‪،‬‬ ‫درجات‪ ،‬وعلى قدر ال ّذنوب واحلسنات تقع العقوابت واملثوابت‪ ،‬فمن أهل النّار من طعامه ّ‬ ‫الصديد"(‪.)7‬‬ ‫ومنهم من طعامه غسلني‪ ،‬ومنهم من شرابه احلميم‪ ،‬ومنهم من شرابه ّ‬. ‫(‪)8‬‬ ‫اب‬ ‫َنس َ‬ ‫وقوله‪َ ﴿":‬وأَقْـبَ َل بَـ ْعضه ْم َعلَى بَـ ْعض يـَتَ َساءَلو َن﴾ ‪ .‬وهو يقول يف موضع آخر‪ ﴿:‬فَال أ َ‬ ‫(‪)9‬‬ ‫الصور نفخة واحدة‪ ،‬تقطّعت األرحام‪ ،‬وبطلت‬ ‫بَـْيـنَـه ْم يَـ ْوَمئذ َوال يـَتَ َساءَلو َن ﴾ ؛ فإنّه إذا نفخ يف ّ‬ ‫الس َم َوات َوَم ْن يف األَْرض﴾(اقتباس من‬ ‫األنساب‪ ،‬وشغلوا أبنفسهم عن التّسآل و﴿صع َق َم ْن يف َّ‬. ‫اّلل‪ ،‬فإذا نفخ فيه أخرى‪ ،‬قاموا ينظرون ﴿ َوأَقْـبَ َل بَـ ْعضهم َعلَى بَـ ْعض‬ ‫الزمر) إالّ من شاء ّ‬ ‫سورة ّ‬ ‫السابق‪ ،‬ص‪.225‬‬ ‫(‪ )1‬املصدر ّ‬ ‫(‪ )2‬سورة التكاثر اآلية ‪3،4‬‬ ‫(‪ )3‬سورة االنفطار اآلية ‪.17،18‬‬ ‫(‪ )4‬ابن قتبة‪ ،‬أتويل مشكل القرآن‪ ،‬ص ‪226‬‬ ‫(‪ )5‬سورة الغاشية اآلية ‪.6‬‬ ‫(‪ )6‬سورة احلاقة اآلية ‪.36-35‬‬ ‫(‪ )7‬ابن قتيبة‪ ،‬أتويل مشكل القرآن‪ ،‬ص ‪.66 ، 65‬‬ ‫(‪ )8‬سورة الطّور اآلية ‪.25‬‬ ‫(‪ )9‬سورة املؤمنون اآلية ‪.101‬‬. ‫‪18‬‬.

(35) ‫املدخل‬ ‫ص َد َق املر َسلون﴾ (اقتباس من سورة يس‬ ‫يَـتَ َساءَلو َن َوقَالوا َم ْن بَـ َعثَـنَا م ْن َم ْرقَد َان؟ َه َذا َما َو َع َد َّ‬ ‫الر ْمحَن َو َ‬ ‫‪.)1( ")52‬‬. ‫وهكذا فقضية انسجام القرآن الكرمي تع ّد من أهم القضااي اليت طرحها ابن قتيبة يف كتابه هذا‪،‬‬ ‫وهي "قضية خطابيّة نصيّة كان من املمكن أن يرتتب عنها تنظري يف نسق النّص‪ ،‬غري أ ّن النّقاش‬ ‫البالغي حوهلا وقف عند حدود الكالم"(‪.)2‬‬ ‫الباقالين ونظرته الشمولية للنص ‪:‬‬ ‫الشهري "إعجاز القرآن"‪ ،‬وقد كان اهلدف من هذا الكتاب‬ ‫ألّف الباقالين(ت‪403‬ه) كتابه ّ‬ ‫سر إعجاز القرآن الكرمي ‪.‬‬ ‫كما هو واضح من العنوان هو الكشف عن ّ‬. ‫يبني أ ّن إعجاز القرآن الكرمي كامن داخله‪ ،‬وأنّه ليس إعجازا انبعا من‬ ‫وقد حاول الباقالين أن ّ‬. ‫تدخل خارجي ملنع العرب من اإلتيان مبثله‪ ،‬وهو وإن كان يعرتف أبن اإلخبار عن الغيوب وأمور‬ ‫يفسر ظاهرة اإلعجاز بناء على هذا املعيار وحده‪ ،‬ولو كان‬ ‫املستقبل وجه من وجوه اإلعجاز‪ ،‬فإنّه ال ّ‬. ‫اإلعجاز مردودا إىل خارج النّص‪ ،‬أو مقصورا على اإلنباء عن الغيوب وأمور املستقبل‪ ،‬لتساوى النّص‬ ‫السابقة عليه كالتّوراة واإلجنيل (‪)3‬يقول الباقالين‪" :‬فإن قيل‪:‬فهل‬ ‫هنا مع غريه من النّصوص ال ّدينيّة ّ‬ ‫الصحف‪ ،‬قيل ليس بشيء من‬ ‫تقولون أب ّن غري القرآن من كالم ّ‬ ‫اّلل ّ‬ ‫وجل معجز كالتّوراة واإلجنيل و ّ‬ ‫عز ّ‬ ‫يتضمن من اإلخبار ابلغيوب"‪.)4(.‬‬ ‫ذلك مبعجز يف النّظم والتّأليف‪ ،‬وإن كان معجزا كالقرآن فيما ّ‬. ‫سر إعجاز القرآن الكرمي عند الباقالين كامن يف نفسه؛ من حيث‬ ‫يتّضح من هذا كلّه أ ّن ّ‬ ‫نظمه البديع‪ ،‬وأسلوبه املنفرد‪ ،‬وهو هبذا خيالف بقية النّصوص اليت جاءت قبله كالتّوراة واإلجنيل‪.‬‬ ‫كما يرى الباقالين أ ّن القرآن الكرمي "يتميّز عن أساليب العرب‪ ،‬فالقرآن ليس سجعا‪ ،‬وال‬ ‫وتصرف وجوهه‪ ،‬وهو متناسب مل يطرأ‬ ‫الرسائل رغم تعدد مذاهبه‪ّ ،‬‬ ‫شعرا‪ ،‬وال خطابة‪ ،‬وال جاري جمرى ّ‬ ‫(‪ )1‬ابن قتيبة‪ ،‬أتويل مشكل القرآن‪ ،‬ص ‪.67 ،66‬‬ ‫حممد العمري ‪،‬البالغة العربية أصوهلا وامتداداهتا ‪ ،‬ص ‪.145‬‬ ‫(‪ّ )2‬‬ ‫(‪ )3‬عبد القادر حسني‪ ،‬املختصر يف اتريخ البالغة العربيّة‪ ،‬دار الغريب للطّباعة والنّشر والتّوزيع‪ ،‬القاهرة‪2005،‬م‪ ،‬ص‪.148‬‬ ‫الرزاق‪ ،‬مكتبة مصر‪( ،‬دت)‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫(‪ )4‬القاضي أيب بكر الباقالين‪ ،‬إعجاز القرآن‪ ،‬ح ّققها وق ّدمها وفهرسها‪ :‬أبو بكر عبد ّ‬ ‫‪19‬‬.

(36) ‫املدخل‬ ‫عليه االختالل أو االختالف ‪،‬أو التكلّف رغم طوله وكثرة سوره وآايته ‪،‬وإّّنا كان على ح ّد سواء من‬ ‫ومقصر‬ ‫الشاعر فيتفاوت شعره حبسب األحوال‪ ،‬فهو ابرع يف معىن‬ ‫الرصف‪ ،‬أما ّ‬ ‫ّ‬ ‫حسن النّظم‪ ،‬وبديع ّ‬. ‫(‪)1‬‬ ‫تصرفه يف‬ ‫وخيتل ّ‬ ‫يف معىن آخر" حيث يقول ‪":‬وأنت ترى غريه من الكالم يضطرب يف جماريه‪ّ ،‬‬ ‫معانيه ‪...‬ونظم القرآن يف مؤتلفة وخمتلفة‪ ،‬ويف فصله ووصله‪ ،‬وافتتاحه واختتامه‪ ،‬ويف كل ّنج يسلكه‬. ‫‪...‬ال يتفاوت "(‪.)2‬‬. ‫الرغم من تباعد مواقعها ومقاصدها‪ ،‬ويسوق‬ ‫وي ّبني الباقالين انسجام آايت القرآن الكرمي على ّ‬. ‫ك م َن ُّ‬ ‫َحسن َك َما‬ ‫آات َك َّ‬ ‫يما َ‬ ‫نس نَصيبَ َ‬ ‫الدنْـيَا َوأ ْ‬ ‫اّلل الد َ‬ ‫لنا مثاال هلذا بقوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وابْـتَغ ف َ‬ ‫َّار اآلخَرَة َوال تَ َ‬. ‫ين ﴾(‪.)3‬‬ ‫ك َوال تَـْبغ الْ َف َس َاد يف األ َْرض إ َّن َّ‬ ‫َح َس َن َّ‬ ‫اّللَ ال حي ُّ‬ ‫اّلل إلَْي َ‬ ‫أْ‬ ‫ب الْم ْفسد َ‬. ‫يعلّق الباقالين على هذه اآلية بقوله ‪" :‬وهي مخس كلمات‪ ،‬متباعدة يف املواقع‪ ،‬انئية املطارح‪،‬‬. ‫الشيء املؤتلف يف األصل‪ ،‬وأحسن توافقا من املتطابق يف‬ ‫قد جعلها النّظم البديع أش ّد آتلفا من ّ‬ ‫الوضع"‬. ‫(‪.)4‬‬. ‫الرغم من طوهلا‬ ‫كما يرى الباقالين أ ّن سور القرآن الكرمي كلّها متساوية يف النّظم على ّ‬ ‫واختالف موضوعاهتا وأغراضها ‪،‬حيث يقول يف حتليله لبعض اآلايت "وانظر بعني عقلك‪ ،‬وراجع‬ ‫جليّة بصريتك‪ ،‬إذا تف ّكرت يف كلمة كلمة مما نقلناه إليك‪ ،‬وعرضناه عليك‪ ،‬مثّ فيما ينتظم من‬ ‫الكلمات‪ ،‬مثّ إىل أن يتكامل فصال وقصة‪ ،‬أو يتم حديثا وسورة ال‪ ،‬بل ف ّكر يف مجيع القرآن على هذا‬. ‫الرتتيب‪ ،‬وت ّدبره على حنو هذا التّنزيل‪ ،‬فلم ن ّدع ما ّادعيناه لبعضه‪ ،‬ومل نصف ما وصفناه إالّ يف كلّه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن كانت ال ّداللة يف بعضه أبني "(‪.)5‬‬. ‫وهكذا‪ ،‬فنظم القرآن الكرمي عند الباقالين يفوق كل نظم‪ ،‬وأسلوبه مميّز وخمتلف عن غريه من‬. ‫تصرف وجوهه واختالف مذاهبه‪ ،‬خارج عن املعهود من نظام‬ ‫األساليب‪ ،‬يقول‪" :‬ونظم القرآن على ّ‬ ‫(‪ )1‬عبد القادر حسني ‪ ،‬املختصر يف اتريخ البالغة العربيّة‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫(‪ )2‬القاضي أيب بكر الباقالين‪ ،‬إعجاز القرآن‪،‬ص‪.150 ، 149‬‬ ‫(‪ )3‬سورة القصص‪ ،‬اآلية ‪.77‬‬ ‫(‪ )4‬القاضي أيب بكر الباقالين‪ ،‬إعجاز القرآن‪ ،‬ص‪.141‬‬ ‫(‪ )5‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.147‬‬. ‫‪20‬‬.

Références

Documents relatifs

Si une réponse anti-gliadine est détec- table dans le sang de sujets sains, cette réponse serait observée dans l’intestin exclusivement chez les patients atteints de maladie

Among the main contributions of this papers are : the first quantitative study of the predictive power of geodesic regression ; a new methodology for the prediction of shape

The definition of the cost function is the key point of the OSD algorithm. Three different classes of cost functions have been tested based on: 1) lo- cal image information

The d 18 O values of vein calcite are lower than in host rock carbonate and, together with microthermometric data from fluid inclusions in vein calcite, indicate precipitation from

To better under- stand the impacts of burning on ditch processes and ser- vices, several specific mechanisms that are likely to occur after burning must be explored: (i)

ﻪﻓﺭﻋ ﺎﻤﻜ (PNUD) ﺴﻨﻹﺍ ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺭﻴﺭﻘﺘ ﻲﻓ ﻡﺎﻌﻠﻟ ﺔﻴﺒﺭﻌﻟﺍ ﺔﻴﻨﺎ 2002 ﻪﻨﺃ ﻰﻠﻋ : '' ﺔﺴﺭﺎﻤﻤ ﺔﻁﻠﺴﻠﻟ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ ﺔﻴﺭﺍﺩﻹﺍﻭ ﺔﻴﺴﺎﻴﺴﻟﺍﻭ ﺓﺭﺍﺩﻹ ﻥﻭﺅﺸ ،ﺕﺎﻴﻭﺘﺴﻤﻟﺍ ﻊﻴﻤﺠ

The purpose of this validation was to see if values of the strength of undeformed first year ice relative to peak winter strength (0-100%) developed from data obtained in level

Estimation block and the communication required by the Estimation block. The Navigation Executive logic for the Leader and Follower vehicles is shown in two