• Aucun résultat trouvé

الاعتقاد و الحقيقة عنذ وليام جيمس دراسة تحليلية و نقدية

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "الاعتقاد و الحقيقة عنذ وليام جيمس دراسة تحليلية و نقدية"

Copied!
209
0
0

Texte intégral

(1)‫اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬ ‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ـ اﻟﺳﺎﻧﯾﺔ ـ وھران‬ ‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬ ‫ﻗﺳم اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‬ ‫ﺗﺧﺻص ‪ :‬ﻓﻠﺳﻔﺔ ﻏرﺑﯾﺔ ﻣﻌﺎﺻرة‬ ‫)ﻓﻠﺳﻔﺔ أﻧﺟﻠوﺳﺎﻛﺳوﻧﯾﺔ(‬. ‫ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﺑـ‪:‬‬. ‫اﻹﻋﺗﻘﺎد واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‬ ‫) دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ (‬. ‫إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور‪:‬‬. ‫إﻋداد اﻟطﺎﻟب‪:‬‬. ‫اﻟﺑﺧﺎري ﺣﻣﺎﻧﮫ‬. ‫زروﻗﻲ ﺛﺎﻣر‬. ‫أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‪:‬‬ ‫اﻹﺳم واﻟﻠﻘب‬. ‫اﻟرﺗﺑﺔ‬. ‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬. ‫اﻟﺻﻔﺔ‬. ‫أ‪.‬د‪ .‬ﻋﺑداﻟﻼوي ﻣﺣﻣد‬. ‫أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران‬. ‫اﻟﻣﻘـــــرر‬. ‫أ‪.‬د‪ .‬اﻟﺑﺧﺎري ﺣﻣﺎﻧﻪ‬. ‫أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران‬. ‫اﻟﻣﻧﺎﻗش‬. ‫د‪ .‬ﺳوارﯾت ﺑن ﻋﻣر‬. ‫أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿرـ أ ـ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران‬. ‫اﻟﻣﻧﺎﻗش‬. ‫د‪ .‬ﻣوﺳﻰ ﻋﺑداﷲ‬. ‫أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿرـ أ ـ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾدة‬. ‫اﻟرﺋﯾس‬. ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪2012/ 2011‬‬.

(2) ‫اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬ ‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ـ اﻟﺳﺎﻧﯾﺔ ـ وھران‬ ‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬ ‫ﻗﺳم اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‬ ‫ﺗﺧﺻص ‪ :‬ﻓﻠﺳﻔﺔ ﻏرﺑﯾﺔ ﻣﻌﺎﺻرة‬ ‫)ﻓﻠﺳﻔﺔ أﻧﺟﻠوﺳﺎﻛﺳوﻧﯾﺔ(‬. ‫ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣوﺳوﻣﺔ ﺑـ‪:‬‬. ‫اﻹﻋﺗﻘﺎد واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‬ ‫) دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ (‬. ‫إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذ اﻟدﻛﺗور‬. ‫إﻋداد اﻟطﺎﻟب ‪:‬‬. ‫اﻟﺑﺧﺎري ﺣﻣﺎﻧﮫ‬. ‫زروﻗﻲ ﺛﺎﻣر‬. ‫أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‪:‬‬ ‫اﻟﺻﻔﺔ‬. ‫‪:‬‬. ‫اﻹﺳم واﻟﻠﻘب‬. ‫اﻟرﺗﺑﺔ‬. ‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬. ‫أ‪.‬د‪ .‬ﻋﺑداﻟﻼوي ﻣﺣﻣد‬. ‫أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران‬. ‫اﻟﻣﻘـــــرر‬. ‫أ‪.‬د‪ .‬اﻟﺑﺧﺎري ﺣﻣﺎﻧﻪ‬. ‫أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران‬. ‫اﻟﻣﻧﺎﻗش‬. ‫د‪ .‬ﺳوارﯾت ﺑن ﻋﻣر‬. ‫أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿرـ أ ـ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران‬. ‫اﻟﻣﻧﺎﻗش‬. ‫د‪ .‬ﻣوﺳﻰ ﻋﺑداﷲ‬. ‫أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿرـ أ ـ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﯾدة‬. ‫اﻟرﺋﯾس‬. ‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪2012/ 2011‬‬.

(3)

(4) ‫ـ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻛرﯾم اﻟدﻛﺗور "اﻟﺑﺧﺎري ﺣﻣﺎﻧﮫ" اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﻲ‬ ‫ﻛرﯾﻣﺎ ﺑﺣﺳﮫ وﻋﻘﻠﮫ واﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗوﺟﯾﮭﺎﺗﮫ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﻣﺣﻔزا‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺑﺣث‪.‬‬ ‫ـ اﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻛرﯾم اﻟدﻛﺗور "ﺳوارﯾت ﺑن ﻋﻣر" اﻟذي ﻛﺎن‬ ‫ﻣﻌﻲ ﻛرﯾﻣﺎ ﻣرار ﻣﺣﻔزا ﻟﻲ ‪،‬ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ‪ ،‬دون ﻛﻠل‬ ‫أو ﻣﻠل‪،‬وﻛﺎﻧت ﺗوﺟﯾﮭﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻛل ﻣرة ﻣﺛﻣرة‪.‬‬ ‫ـ إﻟﻰ ﻛل أﺳﺎﺗذة ﻣﻌﮭد اﻟﻌﻠوم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ" ﻗﺳم اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ "‬ ‫ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ »اﻟﺳﺎﻧﯾﺎ « وھران‪.‬‬ ‫ـ إﻟﻰ زﻣﻼﺋﻲ اﻷﺳﺎﺗذة اﻟذﯾن ﻟم ﯾﺑﺧﻠوا ﻋﻠﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛون ﻣن ﻛﺗب‬ ‫وﻣراﺟﻊ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﻟﮭم ﺑذﻟك إﺳﮭﺎﻣﮭم ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺑﺣث ‪.‬‬ ‫ـ إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻛﺎن ﻟﻲ ﻣﺷﺟﻌﺎ وﻣﺣﻔزا ﻋﻠﻰ إﺗﻣﺎم ھذا اﻟﺑﺣث ‪.‬‬.

(5) ‫اﻹھداء‬ ‫ـ إﻟﻰ ﻣن ﻻ ﯾوﻓﯾﮭﻣﺎ إھداء أو ﺷﻛر ﻓﺿﻠﮭﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‬. ‫إﻟﻰ أﺑﻲ وأﻣﻲ ‪...‬‬ ‫ﻓﯾﺎ رﺑﻲ ﴿ إرﺣﻣﮭﻣﺎ ﻛﻣﺎ رﺑﯾﺎﻧﻲ ﺻﻐﯾرا ﴾‪.‬‬ ‫ـ إﻟﻰ ﻣن ﻛﺎﻧت ﻟﻲ ﻋوﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺳراء واﻟﺿراء ‪ ...‬وإﻟﻰ ﻣن ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺎﺑل ﻗﻠﻘﻲ‬ ‫ﺑﺻﺑرھﺎ وﻏﺿﺑﻲ ﺑﮭدوﺋﮭﺎ وﺳﻌﺔ ﺻدرھﺎ ‪،‬إﻟﻰ زوﺟﺗﻲ ﻣﺄوى ﻓؤادي ‪...‬‬. ‫ـ إﻟﻰ ھﺑﺔ ﷲ وﻋﻣراﻟﻔﺎروق وﺳﺎرة أﺑﻧﺎﺋﻲ اﻟذﯾن ﻣﻠؤوا ﺣﯾﺎﺗﻲ ﺑﮭﺟﺔ وأﻣﻼ‬ ‫‪...‬‬ ‫ـ إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﻛﺎن ﻟﻲ ﻣﺣﻔزا ﻣﺷﺟﻌﺎ ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻲ ‪...‬‬ ‫إﻟﯾﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ أھدي ھذا اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺗواﺿﻊ‬. ‫‪.‬‬.

(6) ‫ﻣﻘـــدﻣﺔ‬.

(7) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫ﻣﻘدﻣـﺔ ‪:‬‬ ‫‪،‬‬. ‫ﻹ‬. ‫ذﻛﻲ‬. ‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬. ‫ﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪،‬‬. ‫ﺎن‬ ‫ﺳﺎﺋد‪،‬وﺑﮭذا اﻟﺷك ﻛﺎﻧت ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻋﻼﻗﺗﮭﺎ ﺑﺎﻹﻋﺗﻘﺎد ﺗﺣﻲ وﺗﺗﺟدد ﺑﺎﺳﺗﻣرار‬ ‫طرح ﺧﺎص وﻣﺗﻣﯾز ﺗﺟﺎوز ﺑﮫ اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻣﺎ ﺟﺎءت ﺑﮫ اﻟﻔﻠﺳﻔﺎت ﻗﺑﻠﮫ ‪:‬‬ ‫)‪ 427-428 "(Plato‬ق‪.‬م \ ‪ 348-347‬ق‪.‬م" أ‬. ‫ﻓ‬. ‫ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﺣﺳﻲ‪ ,‬إﻧﮫ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺛل‪ .‬ﻛﻣﺎ‬ ‫ﻟﺳﺎن‬. ‫)‪-"399 -469" (Socrates‬‬. ‫ﻓﻲ ﻣﺣﺎورة ﺟورﺟﯾﺎس أن اﻟﺣوار ھو اﻟﺿﺎﻣن ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ أي أن ﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و ﻛوﻧﯾﺗﮭﺎ‬ ‫ـﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘـل و ﺗﺧﺎطب‬ ‫ﺗﺿﻣن ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ و طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ اﻟﻛوﻧﯾﺔ‬. ‫ن‬. ‫اﻟﺧﻠود‪ ،‬و ھﻧﺎك ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺣﺳوﺳﺎت أو ﻋﺎﻟم اﻷﺷﯾﺎء و اﻟﻣوﺟودات اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑرھﺎ ﻣﺟرد ﺻورة‬. ‫‪.‬‬. ‫أدت‬. ‫ﺑﺄرﺳطو)‪ 384 "( Aristotle‬ق م ‪ 322 -‬ق م"‬ ‫اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻷطروﺣﺔ اﻷﻓﻼطوﻧﯾﺔ ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟوا‬ ‫ﺧﺎرﺟﮫ ﺑل ھﻲ ﻣﺣﺎﯾﺛﺔ ﻷن‬. ‫أ‬.

(8) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫اﻟﻣﺗﻐﯾر‬. ‫(‬. ‫)‬ ‫اﻟﺟواھر)اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ( إﻻ أن‬. ‫"‬. ‫إﻟﻰ إ‬. ‫"‬. ‫روﻧﻲ‬. ‫)‪ "1650-1596"-( Renee Descartes‬أن ﻻ ﺑد ﻣن ﺗﺟﺎوز اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺣﺳﯾﺔ ﻟﺑﻠوغ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘل‬ ‫وﺣده‬. ‫ا‬. ‫إ ﻋﺗﺑر أن‬ ‫‪.‬‬. ‫؟و‬. ‫اﻟﺣﺳﯾﺔ ﻣﺎداﻣت ھذه اﻷﺧﯾرة ﺧداﻋﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟوﺛوق ﺑﮭﺎ‪.‬و ﻟﮭذا دﻋﺎ دﯾﻛﺎرت إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘل‬. ‫ﻟدﯾﻛﺎرت ھﻲ ﻣﺎ ﯾﻧﺗﮭﻲ إﻟﯾﮫ ا‬ ‫إ‬. ‫وواﺿﺢ‬. ‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻘﻠﯾﺔ ﺧﺎﻟﺻﺔ ‪ ،‬ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺷﺄ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺗﻠك اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠواﻗﻊ ؟‪.‬وأي واﻗﻊ‬ ‫ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﮫ‪ ،‬ھل ھو اﻟواﻗﻊ اﻟﺣﺳﻲ اﻟﻣﺷﻛوك ﻓﯾﮫ واﻟذي ﻻ‬ ‫آﺧر ﻣﻔﺎرق ﻟﮫ‪ .‬ﻓﻣﺎ ﯾدرﻛﮫ اﻟﻌﻘل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﺎف ﺑذاﺗﮫ و‬. ‫إ ﺳﺗﻧد‬. ‫إ‬. ‫ﻧد إﻟﻰ ﷲ‬. ‫ﻛﺿﺎﻣن ﻟﮭذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪.‬إن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑﻧت اﻟﻌﻘل وﺣده‪.‬‬. ‫ب‬.

(9) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫ﻏﯾرأن "أﺑﺎ اﻟوﻟﯾد اﺑن رﺷد")‪ (1126 - 1198‬ﯾﺑﯾن أن إﺧﺗﻼف طﺑﺎﺋﻊ اﻟﻧﺎس وإﺧﺗﻼف ﻗدراﺗﮭم‬ ‫اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﺧﺗﻼف طرق ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠﻧﺎس وھذا ﻣﺎ أﺛﺑﺗﮫ اﺑن رﺷد ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ ﻟﻠطرق‬ ‫اﻟﺗﻲ إﻋﺗﻣدھﺎ اﻟﻘرآن أو اﻟﺧطﺎب اﻹﻟﮭﻲ ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓرأﻓﺔ ﻣن ﷲ ﺑﻌﺑﺎده ﺧﺎطﺑﮭم ﻋﻠﻰ ﻗدر‬ ‫ﻣﺳﺗـوﯾﺎﺗﮭم اﻟﻣﻌـرﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘـرآن ﯾﺗﺿﻣن ﺛﻼث طـرق ﻟﺗﺑﻠﯾـﻎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪:‬ھﻧـﺎك اﻷﺳﻠوب اﻟﺧطـﺎﺑﻲ‬ ‫وﯾﺗﺿﻣن اﻟوﺻف وﺿرب اﻷﻣﺛﺎل وأﺳﻠوﺑﻲ اﻟﺗرھﯾب واﻟﺗرﻏﯾب‪.‬ھﻧﺎك اﻟطرﯾﻘﺔاﻟﺟدﻟﯾﺔ ‪ :‬وھﻲ ﻣوﺟﮭﺔ‬ ‫ﻟﺗﻠك اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋدﯾﺔ )ﻛﺎﻟرھﺑﺎن و اﻷﺣﺑﺎر( واﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا‬ ‫ﯾﺟﺎدﻟون ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘرآن ﻣﺛل )ﻗﯾﺎم اﻟﺳﺎﻋﺔ و اﻟﺑﻌث(‪.‬وھﻧﺎك اﻟطرﯾﻘﺔ‬ ‫اﻟﺑرھﺎﻧﯾﺔ‪:‬وھﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﺑن رﺷد ﺑﺎﻟراﺳﺧﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻠم أي أھل اﻟﺑرھﺎن وھﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺗﻣد‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄوﯾل ﺑﺈرﺟﺎع ﻣﺎ ھو ﻣﺗﺷﺎﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻘرآن إﻟﻰ ﻣﺎھو ﻣﺣﻛم ﻣﻊ ﺿرورة ﺗوﻓر ﺷروط اﻟﺗﺄوﯾل اﻟﺗﻲ‬ ‫ھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺷروط اﻻﺟﺗﮭﺎد‪.‬و إن ﻣﺎ ﯾﻘﺎل ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻣﮭﻣﺎ‬ ‫اﺧﺗﻠف ﻣﺟﺎﻟﮭﺎ ذﻟك أن اﻟﺧطﺎب اﻟدﯾﻧﻲ ﻧوع ﻣن أﻧواع ﺧطﺎﺑﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻛل ﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾراد ﺗﺑﻠﯾﻐﮭﺎ ﻟﻠﻧﺎس‬ ‫و إﻗﻧﺎﻋﮭم ﺑﮭﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣراﻋﺎة ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﮭم اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ و ﻗدراﺗﮭم اﻹدراﻛﯾﺔ‪ .‬ﯾﻌﺘﺒﺮ اﺑﻦ رﺷﺪ‬ ‫اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺠﻮھﺮ وﻟﻜﻨﮭﺎ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﺻﯿﻐﮭﺎ أو ﻣﻈﺎھﺮھﺎ‪ ,‬واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﺧﺘﻼف‬ ‫ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ وأﻧﻤﺎط اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻤﻌﺒﺮﻋﻨﮭﺎ ‪,‬و ھﻮاﻟﺘﻌﺪد و اﻻﺧﺘﻼف اﻟﺬي ﯾﺠﺪ ﻣﺒﺮره ﻓﻲ اﺧﺘﻼف‬ ‫اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﻤﻌﺮﻓﯿﺔ ) ﻣﺜﻼ اﻟﺪﯾﻦ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ و اﻟﻌﻠﻢ و اﻷدب‪ (.‬و ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﯿﻦ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻛﯿﻔﯿﺔ‬ ‫اﻟﻮﺻﻮل إﻟﯿﮭﺎ ‪.‬ﯾﻘﻮل اﺑﻦ رﺷﺪ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺼﺪد <‪:‬و إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ ﺣﻘﺎ‪ ,‬وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ‬ ‫اﻟﺒﺮھﺎﻧﯿﺔ‬. ‫ﺣﻘﺎ‬. ‫ﻓﺈن‬. ‫اﻟﺤﻖ‬. ‫ﻻ‬. ‫ﯾﻀﺎد‬. ‫اﻟﺤﻖ‬. ‫ﺑﻞ‬. ‫ﯾﻮاﻓﻘﮫ‬. ‫و‬. ‫ﯾﺸﮭﺪ‬. ‫ﻟﮫ‬. ‫‪.‬‬. ‫وﯾﻌﺮف اﻟﻘﺪﯾﺲ ﺗﻮﻣﺎ اﻷﻛﻮﯾﻨﻲ )‪ -(1274-1225)-(Tommaso d'Aquino‬اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ "اﻟﺘﻼؤم‬ ‫ﺑﯿﻦ اﻟﺸﻲء واﻟﺮوح"‪ .‬ﺗﺆﯾﺪ ﺗﺠﺎرب اﻟﺤﯿﺎة اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ھﺬا اﻟﺘﺼﻮر‪ .‬ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ أﻗﻮل ﻣﺜﻼ‪" :‬اﻟﻤﻄﺮ ﯾﺘﺴﺎﻗﻂ"‪،‬‬ ‫ﻓﺈن ﻗﻮﻟﻲ ﯾﻌﺘﺒﺮ ﺻﺤﯿﺤﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻤﻄﺮ ﯾﺘﺴﺎﻗﻂ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ .‬ھﻨﺎك إذن ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺑﯿﻦ ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻜﻼم واﻟﺘﺠﺮﺑﺔ‬ ‫أو اﻟﻮاﻗﻊ‪ .‬وﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻨﺎ ﺻﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﯾﻨﻌﺖ ﺑﮭﺎ اﻟﻜﻼم أو اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺬي أﺻﺪره ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ‪،‬‬ ‫وأﻣﺎ اﻟﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﻓﻼ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻋﻨﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﺻﺤﯿﺢ أو ﺧﺎطﺊ‪ .‬إن اﻟﺸﻲء ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﻟﯿﺲ ﺻﺤﯿﺤﺎ‬ ‫أو ﺧﺎطﺌﺎ‪ ،‬وﻟﻜﻨﮫ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮدا أو ﻏﯿﺮ ﻣﻮﺟﻮد‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺸﻲء ﻣﻮﺟﻮدا‪ ،‬إذا ﻛﺎن اﻟﻤﻄﺮ‬ ‫ﯾﮭﻄﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻓﺈن ﻛﻼﻣﻲ ﻋﻨﮫ ﻻ ﯾﻐﯿﺮ ﻣ ﻦ وﺿﻌﮫ ﺷﯿﺌﺎ‪ .‬ﻓﺈذا ﻗﻠﺖ ﻋﻨﮫ إﻧﮫ ﻻ ﯾﮭﻄﻞ ﻓﺈﻧﮫ ﻟﻦ ﯾﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﺘﺴﺎﻗﻂ‪.‬‬. ‫ج‬.

(10) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫وﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﯾﻜﻮن ﺣﻜﻤﻲ ﻋﻨﮫ ﺣﻜﻤﺎ ﺧﺎطﺌﺎ‪ .‬وﯾﺮى أﺻﺤﺎب اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ أن ﺣﻜﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‬ ‫ﻣﺎ ﯾﺠﺐ أن ﯾﻌﻜﺲ ذاك اﻟﺸﻲء ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻓﻲ ذاﺗﮫ‪ .‬وﻟﺬﻟﻚ ﻋﺮﻓﻮا اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻜﻢ أو اﻟﻔﻜﺮة‬ ‫وﺑﯿﻦ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻓﻲ ذاﺗﮫ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﻼل ﻋﻦ ﻣﺪارﻛﻨﺎ‪ .‬إن اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﮭﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺳﻌﻲ‬ ‫ﻣﺘﻮاﺻﻞ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﯿﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻊ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻟﺒﻠﻮﻏﮭﺎ ﻓﮭﻮ اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﻲ اﻟﺬي ﺗﻠﻌﺐ ﻓﯿﮫ‬ ‫اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﺘﺠﺮﺑﺔ دورا ﻛﺒﯿﺮا‪ .‬وأﻣﺎ دور اﻟﻌﻘﻞ ﻓﯿﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﻼص اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻄﯿﺎت‬ ‫اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ‪ .‬وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻟﺬ ي ﯾﻤﻜﻨﮭﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ اﻟﺼﻮاب واﻟﺨﻄﺄ‪ ،‬إﻧﮫ اﻟﻤﻌﯿﺎر اﻷﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﻟﻠﺤﻘﯿﻘﺔ‪ .‬و ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ إذن ھﻲ ﺻﻠﺔ اﻟﻮﺻﻞ ﺑﯿﻦ اﻟﺬات اﻟﻌﺎرﻓﺔ وﻣﻮﺿﻮع اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬إﻧﮭﺎ ﻗﻨﻄﺮة‬ ‫اﻟﻌﺒﻮر ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺪاﺧﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ‪ .‬ﯾﺴﺘﻠﺰم اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ‪ ،‬إذن‪ ،‬اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﺬات أو‬ ‫اﻟﺘﺠﺮد ﻣﻦ اﻟﺬاﺗﯿﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻓﮭﻢ اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻻ ﻛﻤﺎ ﻧﺮﯾﺪه أن ﯾﻜﻮن‪ .‬ﻣﻮاﺟﮭﺔ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺗﻌﻨﻲ‬ ‫ﺟﻤﻊ اﻟﻤﻌﻄﯿﺎت ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ وﺗﺤﻠﯿﻠﮭﺎ واﺳﺘﻘﺮاءھﺎ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ‪ ،‬واﺳﺘﻨﻄﺎﻗﮭﺎ‪ ،‬واﺳﺘﺨﻼص‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﻼﺻﮫ ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت‪ .‬إن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ وﺳﯿﻠﺔ ﻻﺳﺘﻨﻄﺎق اﻟﻮاﻗﻊ‪ ،‬إﻧﮭﺎ ﺣﻮار ﺑﯿﻦ اﻟﺬات‬ ‫اﻟﻌﺎرﻓﺔ واﻟﻄﺒﯿﻌﺔ‪ .‬ﯾﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﺒﻮح اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ ﺑﺄﺳﺮارھﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﺤﻮار‪.‬وﻣﻦ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮض‬ ‫اﻟﺒﺎﺣﺜﯿﻦ ﻣﻦ ذوي اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﺔ أﻧﮫ ﻛﺜﯿﺮا ﻣﺎ ﯾﻤﺘﺰج اﻟﻤﻌﻄﻰ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺬاﺗﯿﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺑﺤﻮﺛﮭﻢ‪ .‬ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﯾﺒﺬل اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻗﺼﺎرى اﻟﺠﮭﺪ ﻟﻔﺼﻞ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻋﻤﺎ ھﻮ‬ ‫ذاﺗﻲ‪ .‬ورﺑﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻟﻠﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺄ ھﻮ ﻋﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺷﺮط اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ‪ .‬إن‬ ‫ﺗﺤﻘﯿﻖ ﺷﺮط اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ ﯾﻌﻨﻲ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺄ‪ .‬وﻣﺎ أﺻﻌﺐ أن ﯾﺘﺨﻠﺺ اﻟﻤﺮء ﻣﻦ اﻟﺬاﺗﯿﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺮﺋﯿﺴﻲ ﻟﻠﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫وﺗﺒﻠﻮر اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻤﺎ ﻧﺘﺎج ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺮد ﻣﻦ اﻟﺬاﺗﯿﺔ واﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺷﯿﺎء ﻛﻤﺎ ھﻲ‪ .‬وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ‬ ‫ھﻮ ﻣﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﯿﮫ ﻋﺒﺎرة ﺑﺎﺷﻼر اﻟﻤﺸﮭﻮرة‪" :‬ﻟﯿﺴﺖ ھﻨﺎك ﺣﻘﯿﻘﺔ أوﻟﻰ‪ ،‬ھﻨﺎك ﻓﻘﻂ أﺧﻄﺎء أوﻟﻰ"‪.‬‬ ‫وإذا ﻛﺎن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﺘﺠﺮﯾﺒﯿﻮن اﻟﻜﻼﺳﯿﻜﯿﻮن ﻣﻦ أﻣﺜﺎل ﺟﻮن ﻟﻮك)‪-(1704 – 1632)-(John Locke‬‬ ‫وداﻓﯿﺪ ھﯿﻮم)‪ (1776-1711)-(David Hume‬ﯾﻌﺘﻘﺪون أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻲ اﻧﻌﻜﺎس ﻟﻠﻮاﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﺬھﻦ‪،‬‬ ‫ﻓﺈن اﻻﺗﺠﺎھﺎت اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﺗﺮى أن اﻟﻮاﻗﻊ ﯾﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﺟﻮد ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻻ ﯾﻮﺟﺪ ﻓﻲ‬ ‫اﺳﺘﻘﻼل ﺗﺎم ﻋﻦ اﻟﺬات اﻟﻌﺎرﻓﺔ‪ .‬ھﻨﺎك ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﯿﻦ اﻟﺬات اﻟﻌﺎرﻓﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﮭﺎ‪ .‬ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫اﻟﺬات اﻟﻌﺎرﻓﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻮﺿﻮﻋﮭﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﻌﻄﻰ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﯿﮫ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻌﯿﺪ‬ ‫ﺑﻨﺎءه وﻓﻘﺎ ﻟﻤﻘﻮﻻﺗﮭﺎ‪ .‬وھﻜﺬا ﯾﺼﺒﺢ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء‪ ،‬ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺎ وﻋﻘﻠﯿﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ‪.‬‬. ‫د‬.

(11) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫وﯾﺪل ﻣﻔﮭﻮم اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ اﻟﻨﻈﺮ ھﺬه ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻠﻮاﻗﻊ‪ .‬وھﺬا اﻟﺒﻨﺎء ھﻮ ﺑﻨﺎء ﻣﻨﻔﺘﺢ وﻟﯿﺲ‬ ‫ﻧﮭﺎﺋﻲ‪ ،‬ﯾﻨﻤﻮ وﯾﺘﻄﻮر‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﯾﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻧﺴﺒﯿﺔ ﺟﺪا‪ ،‬وأﻧﮫ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻞ اﻟﺤﺪﯾﺚ ﻋﻦ ﺣﻘﯿﻘﺔ‬ ‫ﻧﮭﺎﺋﯿﺔ‪ .‬وﻣﻌﻨﻰ ذﻟﻚ أﯾﻀﺎ أن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ھﻮ ﺑﺤﺚ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻻ ﯾﺘﻮﻗﻒ‪.‬ﻻ أﺣﺪ ﯾﻤﻠﻚ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ‪ ،‬إذن‪،‬‬ ‫اﻟﺠﻤﯿﻊ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻨﮭﺎ‪.‬واﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻛل ھذه اﻟﺗﻔﺳﯾرات ﯾﻘدم ﻟﻧﺎ وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس)‪ (William Jame‬ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻻﻋﺗﻘﺎد ﺗﻔﺳﯾرا ﺟدﯾدا‪،‬وھذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﺑذاﺗﮫ ھو اﻟذي ﺣﻔزﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﺑﻧﯾﮫ ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﺑﺣﺛﻧﺎ وﺳوف ﻧﺗﻌرض اﻟﯾﮫ ﻻﺣﻘﺎ‪.‬‬. ‫وھذاﻣﺎ ﺗﻌﺑرﻋﻧﮫ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺗﮭﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬إذا ﻛﺎن اﻹﻋﺘﻘﺎد واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‬ ‫ﻟﯾس ﺷﯾﺋﺎن ﻣﺧﺗﻠﻔﺎن‪،‬ﺑل ھﻣﺎ ﺷﯾﺊ واﺣد ‪،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻧﻌﺗﻘدھذا أن ﻧﺻل إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ‪ ،‬وأن‬ ‫ﻧﻌﻣل وﻓﻘﮭﺎ‪.‬ﻓﯾﺎﺗرى ﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻋﺘﻘﺎد واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس ؟ وھل اﻟﺣق ﻣﺎ‬ ‫اﻋﺗﻘده ﺣﻘﺎ‪ ،‬واﻟﺑﺎطل ﻣﺎ اﻋﺗﻘده ﺑﺎطﻼ‪.‬أي ھل اﻟﺣق ﻣﺎ ھو ﻋﻧدي أﻧﺎ ﺣق‪ ،‬وﻣﺎ اﻟﺑﺎطل إﻻ اﻷﻣر‬ ‫اﻟذي اﻋﺗﺑره ﻋﻧدي ﺑﺎطﻼ‪ .‬؟ وھل إن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻌﺗﻘدات أو ﺗﺑرﯾر اﻟﺗﻣﺳك ﺑﮭﺎ‪ ,‬ﯾﻔرض أﺧذﻧﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﺑن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻣﺎن ﺑﮭذه اﻟﻣﻌﺗﻘدات ذاﺗﮭﺎ ‪.‬؟ وھل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧد‬ ‫وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻋن اﻹﻋﺗﻘﺎد أم أﻧﮭﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭﺎ ارﺗﺑﺎطﺎ‬ ‫ﯾﺻﻌب ﻓﺻﻠﮫ ؟ وإذا ﻛﺎﻧت ﻧظرﺗﻧﺎ إﻟﻰ اﻹﻋﺘﻘﺎد ووﺻﻔﮫ ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ إذا ﻣﺎﺗﻘدم ﺑﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق‬ ‫اﻟﻐرض اﻟ ﻣﻧﺷود ووﺻﻔﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﺧﺎطﺊ إذا ﻓﺷل ﻓﻲ ذﻟك ‪.‬ﻓﮭل ﯾﻌﻧﻲ أن ﻧﺟﺎح اﻻﻋﺗﻘﺎد ﺛﺑوت‬ ‫ﺻﺣﺗﮫ ﺑﺎﻟﺧﺑرة وﻓﺷﻠﮫ ھو ﺛﺑوت ﺧطﺋﮫ ﺑﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ؟ وإذا ﺳﻠﻣﻧﺎ ﺑﺄن ﻓﻛرة أو ﻣﻌﺗﻘدا‬ ‫ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻣﺎ اﻟﻔرق اﻟﻣﻠﻣوس اﻟذي ﯾﺣدﺛﮫ ﻛوﻧﮫ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻷي ﺷﺧص؟ وﻣﺎ‬ ‫ھﻲ اﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻛون ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋ ن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث إذا ﻛﺎن اﻟﻣﻌﺗﻘد زاﺋﻔﺎ وﺑﺎطﻼ ؟ وھل‬ ‫ﯾوﺟد أي اﺛر ﻋﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﺳﻠوﻛك ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻋﺗﻘﺎدك ﺑﺻدق ﻗﺿﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺳﻠوﻛك ﻧﺗﯾﺟﺔ‬ ‫اﻋﺗﻘﺎدك ﺑﻛذﺑﮭﺎ ؟ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣﮭﻣﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺑرﻣﺗﮭﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺗرﻛز ﻓﻲ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﯾﺎ‬ ‫ﺗرى ﻣﺎﻟﻔرق اﻟﻣﺣدد اﻟذي ﺳﯾﺣدث ﻟﻧﺎ ﻣن ﻟﺣظﺎت ﻣﺣددة ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ إذا ﻛﺎن ھذا اﻟﺗﻔﺳﯾر‬ ‫ﻟﻠﻌﺎﻟم أو ذاك ھو اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺻﺣﯾﺢ ؟‬ ‫ه‬.

(12) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫وإذا ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك ﻓرق ﻓﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺑﯾن ﻛون اﻟﻔﻛرة اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ وﺑﯾن ﻛوﻧﮭﺎ ﺑﺎطﻠﺔ ﻓﺗﻛون زاﺋﻔﺔ‬ ‫؟وإذا ﻛﺎﻧت اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﺗﻧطﻠق ﻓﻲ ﻋﻣوﻣﮭﺎ ﻣن اﻟﻣﺣﺳوس واﻟﻣﺎدي ﻋﺑر اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻟﻠوﺻول‬ ‫إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﮭل اﻟﺣق ﻣﺎ ھو إﻻ اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻘودﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬ ‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ أو اﻟﻧﺎﻓﻌﺔ‪.‬؟ ھل ﯾﺟﻌل ﺟﯾﻣس ﻣن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ‪ :‬ﺣﻘﻧﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻹﻋﺗﻘﺎد‬ ‫ﺑﻣﺎ ﯾﻧﻔﻌﻧﺎ ؟ وھل أھم ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻟﻠﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧده ھﻲ اﻟﺗﺣﻘق اﻟﻌﻣﻠﻲ؟‪.‬‬. ‫و ﻟﻘد‬. ‫اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم ھذا اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﮭﺞ" اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ " اﻟﻧﻘدي ‪ ،‬ﻓﮭو ﯾﺗﻧﺎﺳب‪ -‬ﻓﻲ رأﯾﻧﺎ‪ -‬ﻣﻊ‬ ‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬اﻟذي ﯾﺗطﻠب اﺳﺗﻘﺻﺎء أﻓﻛﺎره ﻣن ﻣﺻﺎدرھﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ‪،‬ﺛم ﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ وﺗوﺿﯾﺣﮭﺎ‬ ‫واﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺎورد ﻓﻲ اﻟﻣراﺟﻊ واﻟدراﺳﺎت واﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ ﺣول وﻟﯾﺎم‬ ‫ﺟﯾﻣس‪،‬واﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك أﯾﺿﺎ أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﻋرض ﻧظرﯾﺔ وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس ﻓﻲ اﻻﻋﺗﻘﺎد‬ ‫واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﺣﺳب‪،‬وإﻧﻣﺎ ﻧﮭدف ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ إﺑراز اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻧظرﯾﺔ‬ ‫وﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ وﺗﻘﯾﯾﻣﮭﺎ ﺗﻘﯾﯾﻣﺎ ﻧﻘدﯾﺎ ﺑﻘدر اﻟﻣﺳﺗطﺎع ﻛﻣﺎ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ" اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ "ﻓﻲ ﺗﺗﺑﻊ‬ ‫اﻟظروف واﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﮭور اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑرﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺧذ ﻓﻲ‬ ‫اﻻﻋﺗﺑﺎر أﻧﻧﺎ ﻗد ﻟﺟﺄﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟﻣﻘﺎرن‪ ،‬ﻛﻠﻣﺎ اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ذﻟك‪.‬‬ ‫وﯾﻌﺗﺑر"وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس" ﻓﻲ ﻧظر اﻷوﺳﺎط اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻋﻠﻣﺎ ﻣن أﻋﻼم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‬ ‫واﻟﻣﻌروف اﻧﮫ أﯾﺿﺎ ﻣﺎزال ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﺗﮫ اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة وﺑﯾن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن وﻻ ﯾزال اﻟراﺋد اﻷول ﻟﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗرا واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‬ ‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪.‬ﺑل وﻻ زال ﻧﻘطﺔ اﻹ رﺗﻛﺎز اﻟﺗﻲ ﺑدأ ﻣﻧﮭﺎ وﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻷﻣرﯾﻛﺎن اﻟﻣﻌﺎﺻرون‬ ‫أﺑﺣﺎﺛﮭم اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة واﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪.‬أﻣﺎ ﻋن ﺳر ھذه اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ ﻓﮭو اﻧﮫ‬ ‫ﺟﻣﻊ ﺑ ﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ واﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﺧﻠﻘﯾﺔ ﻣﻌﺎ‪.‬‬. ‫و‬.

(13) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫ﻓﻧﺟﺎح أﻋﻣﺎﻟﮫ وإﻧﺗﺷﺎر ﻓ ﻛره اﻟﺑراﺟ‬. ‫ﻷﻧﺟﻠوﺳﺎ‬. ‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻔراﻧﻛﻔوﻧﯾﺔ وﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ‪.‬‬ ‫أ‪/‬ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ‪ :‬ﻓﻲ ﺟﻣﮭور‬. ‫اﻧﺟﺎز‬. ‫ﻓﻠﺳﻔﺔ وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‬. ‫‪ 1957‬وﻓﻲ‬. ‫إﺷراف د‪.‬‬. ‫دوﻟﺔ اﻟﻌراق ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ﺗم اﻧﺟﺎز رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪:‬اﻟﺑراﺟ‬ ‫ﺣﻣدي‪،‬ﻋﺎم ‪، 1997‬‬. ‫إﺷراف أ ‪.‬م ‪ .‬ﻓﺎﺗﻧﺔ‬. ‫ا ﻧﺟﺎز‬. ‫)‬ ‫ﻛﻔﺎح أﻋﻣر ﺑدران ‪،‬إﺷراف د‪ .‬ﻋﺑدﷲ اﻟﺟﺳﻣﻲ ‪،‬ﺳﻧﺔ ‪2006‬‬ ‫ب‪ /‬ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻻ‬ ‫ﺣﻣﺎﻧﮫ‪.‬‬ ‫وھﻧﺎﻟك ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺑﺎب رﺋﯾﺳﺔ دﻓﻌﺗﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺧوض ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﺿوع‪ ،‬اﻟﺳﺑب اﻷول‬. ‫ﻋدم أﻓراد‬. ‫و ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻹ ﻋﺗﻘﺎد ﻟدى اﻟﻔ ﻼﺳﻔﺔ اﻟﺑرا‬. ‫وﻷن‬. ‫ﺻﺔ‬ ‫در اﺳﺔ ﺧ ﺎ‬. ‫ھﻧﺎﻟك ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻗد ﺗﻧﺎوﻟوا ھﺎﺗﯾن اﻟﻣﺷﻛﻠﺗﯾن ﻋﻧد ﺟﯾﻣس ‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻧﺎوﻟﮭم ھذا ﻛﺎن ﺟزء ً ﻣن‬ ‫دراﺳﺔ ﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ‪ ،‬أوأن دراﺳﺔ ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻹﻋﺗﻘﺎد ﻛﺎﻧت ﺿﻣﻧﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ دﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ‬ ‫أﺟراء دراﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﮭﺎﺗﯾن اﻟﻣﺷﻛﻠﺗﯾن‬ ‫اﻟﺛﺎﻧﻲ‬. ‫ﺑ‬. ‫ا ﻟﺳﺑب‬ ‫ﻹ ﻋﺗﻘﺎد ﻓ ﻧﺟد‬. ‫ﻗد‬. ‫ﻣن‬. ‫ﺻت‬ ‫ﺧﺻ‬. ‫اﻟﻣوﺿوع ‪ ،‬ﻟدرﺟﺔ أن ﻓﻠﺳﻔﺔ ﺟﯾﻣس ﻛﺎﻧت ﺗﻧﻌت ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻓﻠﺳﻔﺔ ذات ﻧزﻋﺔ‬. ‫ﻹ ﻋﺗﻘﺎد‬. ‫واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪.‬أﻣﺎ اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻟث اﻟذي ﺣ ﻔزﻧﻲ إﻟﻰ اﻟ ﺑﺣث ﻓﻲ‬ ‫ﯾراودﻧﻲ داﺋﻣﺎ ً‪ ،‬وھو ﻛﯾف ﺗﻧظر اﻟﻔ ﻠﺳﻔﺔ‬. ‫ﻟﺳؤال ﻛﺎن‬ ‫إﻟﻰ‬. ‫ﻹ ﻋﺗﻘﺎد ؟‬. ‫ض ا ﻟ ﻣﺳﺎﺋل‬ ‫ﻓﺄن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻻ ﺗؤﻣن إﻻ ﺑﻣﺎ ھو ﻣﺎدي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺣس واﻟﺗﺟرﺑﺔ‪ ،‬و ﺗر ﻓ‬ ‫اﻟﻣﯾﺗﺎﻓﯾزﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌطﻲ ﻟﻸﻓﻛﺎر ﻣﻌﻧﻰ إﻻ ﺣﺳب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ان ﺗﻛون‬ ‫ز‬.

(14) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬. ‫و ﺑﻣﺎ أن ﻣﺷﻛﻠﺗﻲ‬. ‫ا ﻟﺣواس أوﻻ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻧﺎ ﻓﻌﺔ ﻓﻲ‬. ‫اﻷﺧﻼق واﻟدﯾن ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﻣﺎ ﯾﻘﻌﺎن ﺿﻣن ﻧطﺎق ﻣﺎ ھو ﻣﺟرد وﻣطﻠق وﻣﻔﺎرق ﻟﮭذا اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺎدي‪.‬‬ ‫وﻧﺄﻣل أن ﻧﺻل ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ھذا اﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﺑﻌض اﻟﺣﻘﺎﺋق ‪،‬ﺣول اﻹ‬. ‫ة‬. ‫وﻣؤﺳﺳﺎﺗﮭﺎ‪.‬وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻟدى اﻟﻐﯾر‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ وﻣوﺿوع اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻹﻋﺗﻘﺎد‬. ‫ﺑﺈﻧﺟﺎز ﺑﺣث أﻛﺎدﯾﻣﻲ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﮫ اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك‪.‬‬ ‫وﻗد إﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﺎول ﻣوﺿـوﻋﻧﺎ ﺧـطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن أرﺑﻌﺔ ﻓﺻول‬. ‫‪.‬‬. ‫‪،‬‬ ‫وھﻲ ﻋﻠﻲ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ﯾدورﺣول ﺗﻛون اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﺎ ﻓﯾﮫ‬ ‫ﺟ‬. ‫و‬. ‫ﺻب‬ ‫اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ‪،‬وﻧﺷﺄﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻲ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ‪ .‬ﻓﻘد ﺗﺿﻣن ھذا اﻟﻔﺻل ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺑﺎﺣث‪ ،‬ا ﻧ‬ ‫اﻷول ﻋﻠﻰ‬. ‫ﺟ‬. ‫اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ‪،‬وﻧﺷﺄﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻲ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ‪.‬وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن‬. ‫ﺿﻧﺎ‬ ‫ﺻل ﻓﻘد ﻋ ر‬ ‫اﻟ ﻔ‬. ‫ﺟﯾﻣس»‪ ،« William James‬وأھم اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻟت‬. ‫ﻓﻲ‬. ‫ھﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس‪،‬‬ ‫ﺎ‬. ‫ا ﻟﻣ ﺑﺣث‬. ‫ا ﻟﺟواﻧب‬. ‫اﻟ ﺑر اﺟﻣﺎﺗﻲ‬ ‫أﻣﺎ ا ﻟﻣ ﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻘد ﺗﻧ ﺎوﻟﻧﺎ‬. ‫ﺻل ﺗﻘﻊ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻹﻋﺗﻘﺎد‪ .‬وأھﻣﯾﺔ ھذا اﻟ ﻔ‬. ‫ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻔ ﻠﺳﻔﺔ‬. ‫ﺟﯾﻣس ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﮭم ﻣﻧﮭﺟﮫ اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﻲ‪ ،‬وھذا ﯾﺳﺎﻋد ﺑدوره ﻋﻠﻰ ﻓﮭم ﻣوﻗف ﺟﯾﻣس ﻣن ﻣﺷﻛﻠﺗﻲ‬ ‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻹﻋﺗﻘﺎد‪.‬‬. ‫ح‬.

(15) ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬. ‫أﻣﺎاﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ‬. ‫‪،‬‬. ‫اﻟوھم وإ‬. ‫ﻣﺳﺄﻟﺔ‬. ‫ﻲ‬. ‫ﻋرﺿﻧﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻدق ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس واﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﯾن ‪.‬ﺛم ﻣوﻗﻔﮫ ﻣن اﻟﻌﻘﻠﯾﯾن واﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﯾن‪ .‬ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد‬ ‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻣﻌﺎﯾﯾرھﺎ ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‪.‬‬ ‫‪،‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﺎرﯾف أﺧرى ﻋﺎﻣﺔ وﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ)ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧده(‪ .‬ﺛم ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﺧﺻﺎﺋص‬ ‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‬. ‫ﻹ‬. ‫إﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ واﻟواﻗﻊ ﻋﻧد اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﯾن‪ ،‬واﻟﻣﺎدﯾﯾن‪،‬واﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﯾن‪،‬وﻋﻧد ﻓﯾﻠﺳوﻓﻧﺎ وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‪.‬‬ ‫ھذا اﻟﻔﺻل ﺗﻘﻊ ﻓﻲ أﻧﮫ ﯾﻌطﻲ ﻧظرة‪،‬ﻋن ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺟدﯾد وﻣﻌﺎﯾﯾ‬ ‫ﻧظرﯾﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺻدق‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﯾﮫ إﻟﻰ اﻹﻋﺗﻘﺎد واﻟﺣﯾﺎة ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‪،‬‬ ‫اﻹﻋﺗﻘﺎد واﻟﻌﻣل‬. ‫‪.‬‬ ‫و‬. ‫اﻟﺧﻠﻘﻲ‪.‬‬ ‫ﺟﯾﻣس‪.‬ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺿﯾﺢ ﺣق اﻹﻋﺗﻘﺎد‪.‬‬. ‫اﻟ ﺗﺟرﺑﺔ‬. ‫وﻣوﻗف‬. ‫اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﺗﺻوف‪.‬‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﮫ اﻟﺑﺎﺣث اﻹﻋﺗﻘﺎد واﻟﻔﻠﺳﻔﺔ واﻹﻋﺗﻘﺎد واﻟﻌﻠوم‬. ‫)‬. ‫ﻛﻧﻣوذج أﺧذ ﻣن اﻟﻌﻠوم "ﻋﻠم اﻟﻧﻔس"(‪.‬وأھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﻔﺻل ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻛوﻧﮫ ﯾﻌطﻲ ﻧظرة‪،‬ﻋن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﻋﺗﻘﺎد‬ ‫واﻟﺣﯾﺎة اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻋﻧد وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس‪.‬‬ ‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‪:‬ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﯾﮫ اﻹﻋﺗﻘﺎد وﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪،‬ﻓ ﻔﻲ ا ﻟﻣ ﺑﺣث اﻷول‬ ‫اﻹﻋﺗﻘﺎد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪.‬‬ ‫ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻺﻋﺗﻘﺎد واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪.‬‬ ‫ا‬. ‫"اﻟ‬. ‫ﺻﻧﺎ‬ ‫‪.‬أي إ ﺳ ﺗﺧ ﻠ‬. ‫ﺑﻌض ﻧﺗﺎﺋﺞ‬. ‫اﻟ ﺗﺟرﺑﺔ‬. ‫ودﯾﻧﯾﺎ وﻓﻛرﯾﺎ‪ ،‬وأھم ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺧروج ﺑﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﯾرﺗﻧﺎ اﻟﺣﯾﺎﺗﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ‪.‬‬ ‫ط‬.

(16) ‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬ ‫اﻟﺨﻠﻔﯿﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻟﻤﯿﻼد اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﯿﺔ ﻓﻲ أﻣﺮﯾﻜﺎ‪.‬‬ ‫ﺗﻤﮭﯿﺪ‪:‬‬. ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ‬. ‫اﻷول‪:‬اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ‪)،‬اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﻧﺸﺄة ﻓﻠﺴﻔﺔ أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ اﻟﮭﻮﯾﺔ‪(.‬‬. ‫‪ -1‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﻟﻤﺤﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮ واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ أﻣﺮﯾﻜﺎ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺤﻮل اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺄﻣﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﻨﮭﺠﯿﺔ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﯿﺔ ﺧﯿﺮ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ‪.‬‬ ‫‪ -4‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﻤﯿﺰات اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﯿﺔ‪.‬‬. ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬وﻟﯿﺎم ﺟﯿﻤﺲ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﯿﺔ‬ ‫‪ -1‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﻧﺒﺬة ﻋﻦ ﺣﯿﺎة وﺳﯿﺮة وﻟﯿﺎم ﺟﯿﻤﺲ وﻓﻠﺴﻔﺘﮫ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ وﻟﯿﺎم ﺟﯿﻤﺲ ‪.‬‬ ‫‪ -3‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬اﻟﻤﻨﮭﺞ اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﻲ ﻋﻨﺪ وﻟﯿﺎم ﺟﯿﻤﺲ ‪.‬‬ ‫‪ -4‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﺳﺒﺐ إﺗﺠﺎه وﻟﯿﺎم ﺟﯿﻤﺲ ﻧﺤﻮ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﯿﺔ‪.‬‬. ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ‬ ‫‪ * -1‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﮭوم اﻹﻋﺗﻘﺎد‪.‬‬ ‫‪ * -2‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﮭوم اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‪.‬‬. ‫‪1‬‬.

(17) ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــ‬. ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪ :‬ﻋﻦ اﻟﺨﻠﻔﯿﺔ اﻟﺘﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻟﻤﯿﻼد اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﯿﺔ ﻓﻲ‬. ‫أﻣﺮﯾﻜﺎ‪.‬‬. ‫ﺗﻤﮭﯿﺪ‪:‬‬ ‫ﺷﮭدت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪،‬ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ھوة ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن اﻟﻔﻛر اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻣن‬ ‫ﻧﺎﺣﯾﺔ‪،‬واﻟﻔﻛر اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺣﯾﺎة ذاﺗﮭﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﺟد ﻓﯾﮫ اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ ﻗﻣﺔ ﻓوراﻧﮭﺎ‬ ‫ﻗﺻرﻟدواﺋر ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗردﯾد ﻣﺎ ذھﺑت إﻟﯾﮫ اﻟﻣذاھب اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬ﻧﺷﺎھد ﻛذﻟك ﺣرﻛﺔ‬ ‫اﻟﻛﺷوف اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪،‬وذﻟك اﻟﻔﯾض اﻟﮭﺎﺋل ﻣن اﻻﺧﺗراﻋﺎت‪،‬اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮫ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺣواﻟﻲ‬ ‫اﻟرﺑﻊ اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر‪،‬وﻓﻲ ھذااﻟوﺳط اﻟذي ﯾﻘدس اﻟﻌﻠم واﻟﻌﻣل ظﮭرت اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ‬ ‫ﻛﺛورة ﻋﻠﻰ اﻷوﺿﺎع اﻟراھﻧﺔ ﻣن ﺟﮭﺔوﻛرد ﻓﻌل ﻟﻠﺗﯾﺎرات اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى‪،‬ﻓﻠﺳﻔﺔ ﺗﻧظر ﻟﻠﺣﯾﺎة‬ ‫ﺑﻣﻧظﺎراﻟﻌﻠم وإﻛﺗﺷﺎﻓﺎﺗﮫ‪ ،‬وﻧﺗﺎﺋﺟﮫ اﻟواﺿﺣﺔ ﻟﻠﻌﯾﺎن‪،‬وﻟﯾس ﺑﻣﻧظﺎراﻟﺗﺄﻣل اﻟﺻرف ﻓﯾﻣﺎ وراء ھذا‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم‪،‬ﺣﺎوﻟت أن ﺗرﺑط اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺑواﻗﻊ وﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن‪،‬ﻣﺗﺧذة ﻣﻧﮭﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﺗﺳﺎھم ﺑﻘدراﻟﻣﺳﺗطﺎع ﻓﻲ‬ ‫ﺗطوراﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺷري‪،‬ﻣﺗﺄﺛرة ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﺗطور" ﻟﺷﺎرﻟز داروﯾن" »‪،«Charles Darwin‬‬ ‫)‪" (1882-1809‬وھﻲ ﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ إﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﻘﻠب ﻛﺛﯾراﻣن اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻔﺎھﯾم ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎةواﻟدﯾن‪،‬‬ ‫وﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﻣن ﺳﺑﯾل إﻟﻰ ذﻟك‪،‬إﻻ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺟﺎدة ﻟوﺿﻊ ﻗﯾم ﺟدﯾدة ﺗﺳﺎﯾر اﻟﺗطور‪،‬وﺗﺳﺗوﻋب روح‬ ‫اﻟﻌﺻراﻟﺣﺎﺿر"‪.‬‬. ‫) ‪(1‬‬. ‫وﻧظرا ﻟﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ﻣن أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة ﻛﺎن ﻟﮭﺎ أﺛرا ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻛر‬. ‫اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪،‬ﺗﻣﺛل أﻋظم ﺗﻣﺛﯾل ﻓﻲ إﺳﮭﺎﻣﺎت"وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس" »‪ ، (1910-1842)«William James‬أﺣد‬ ‫أﺑرزﻣؤﺳﺳﻲ اﻟﻣذھب اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺑﻌد"ﺗﺷﺎرﻟز ﺑﯾرس" ‪«Charles Sanders‬‬ ‫‪ (1914-1839)»Peirce‬وأﻛﺛرھم ﻧﺷﺎطﺎ وإﻧﺗﺎﺟﺎ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣن اﻟﺿروري اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب‬ ‫اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﻲ واﻟدﯾﻧﻲ ﻣن ﻓﻠﺳﻔﺗﮫ ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﻧﻘد‪،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ أن ھذا اﻟﻣوﺿوع ﻟم ﯾﺣظ ﺑرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻛﻣﺎ‬ ‫ﯾﻧﺑﻐﻲ‪،‬ﻋﻠﻰ ﺣد ﻋﻠﻣﻧﺎ‪،‬وﻛل ﻣﺎ ﻧطﺎﻟﻌﮫ ﻻ ﯾﻌدو ﻟﻸﺳف اﻟﺷدﯾد أن ﯾﻛون ﺗﻠﺧﯾص أوﻋرض ﺷﺎﻣل ﻟﻣﻌﻧﻰ‬ ‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق ﻓﻠﺳﻔﺗﮫ وﻋﻼﻗﺔ ذﻟك ﺑﺎﻹﻋﺗﻘﺎد وﻗد ﯾرﺟﻊ ذﻟك‪،‬إﻟﻰ ﺻﻌوﺑﺔ أﺳﻠوب ﻓﯾﻠﺳوﻓﻧﺎ ﻓﻲ ﻋرﺿﮫ‬ ‫ﻷﻓﻛﺎره‪،‬وﻗد ﺗﻛون ﺗﻠك اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮫ ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬ھﻲ اﻟﻣﺑرر اﻟذي‬ ‫ﻣن أﺟﻠﮫ ﺗﻌرﺿت ﻓﻠﺳﻔﺗﮫ ﻟﺳوء اﻟﻔﮭم ﻣن ﻗﺑل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟﻧﻘﺎد‪ ،‬رﻏم ﺗﻠك اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﺎز‬ ‫ﺑﮭﺎ أﺳﻠوﺑﮫ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻻ أﻧﮫ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺟدﯾﺔ واﻟﺗﻛﺷف اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــ‬ ‫‪(1)- H, Frederrack, the works of William James,Essays in philosophy. Harvard unive.press.1978‬‬ ‫‪p262.‬‬. ‫‪2‬‬.

(18) ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــ‬. ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻻول‪:‬اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ )اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﻧﺸﺄة ﻓﻠﺴﻔﺔ أﻣﺮﯾﻜﯿﺔ اﻟﮭﻮﯾﺔ(‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﻟﻤﺤﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﻋﻦ ﺗﻄﻮر اﻟﻔﻜﺮواﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ أﻣﺮﯾﻜﺎ‪:‬‬ ‫إن َ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ ھو ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‪،‬ﺣدﯾث ﻋن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ‪،‬وھذا ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ‪،‬اﻟدﺧول‬ ‫إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻣن ﻣﻧﺎﺑﻌﮭﺎ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻷوﻟﻰ‪.‬‬ ‫إن َ اﻟﻣﻧﺎخ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﻧﺷﺄ وإزدھر ﻓﻲ ظﻠﮫ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻓﻲ أﻣرﯾﻛﺎ ﻓرﯾدا ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪،‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ ھذه اﻟﻘﺎرة ﺗواﻓدت ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن أﺻﻘﺎع اﻟﻌﺎﻟم‪،‬ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﮭﺎ ﺑذور ﺛﻘﺎﻓﺎت واﻓدة ﻣن أﻗﺻﻰ‬ ‫اﻷﻗﺎﻟﯾم ‪،‬وﻣن أﺑﻌد اﻟﻌﺻور‪،‬ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ أﻧﺻﮭرت ﻣﺷﻛﻠَﺔ ﻣن ھذه اﻟﺧﺎﻣﺎت اﻟﻣﺳﺗوردة ﻧﺳﯾﺟﺎ ﻣن اﻟﻔﻛر‬ ‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣﻣﯾزا‪.‬ﺗم إﻛﺗﺷﺎف أﻣرﯾﻛﺎ ﻋﺎم ‪1492‬م‪،‬ﻋﻠﻰ ﯾد" ﻛرﯾﺳﺗوف ﻛوﻟوﻣﺑس" ‪Christophorus‬‬. ‫‪ (1451 – 1506)Columbus‬ﻓﻲ ﻋﺻرﻓﺟراﻟﻧﮭﺿﺔ اﻷوروﺑﯾﺔ‪،‬وﺑداﯾﺔ ﺗﺣﻠل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطﺑﻘﻲ‬ ‫اﻹﻗطﺎﻋﻲ‪،‬وﻣﺎواﻛﺑﮫ ﻣن ﺗﺣوﻻت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وإﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣروب وإﺿطﮭﺎدات دﯾﻧﯾﺔ أدت إﻟﻰ ﻧﺷوء ﺗﯾﺎرﻣن‬ ‫اﻟﮭﺟرة‪،‬ﻧﺣو اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﻣﺛل أﺣداﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﺻر‪.‬ﻏﯾرأن ﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﺗﯾطﺎن‬ ‫اﻷورﺑﻲ ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ‪-‬اﻟذي ﺑدا إﻧﺟﻠﯾزﯾﺎ وﺗﻧوع ﺑﻌد ذﻟك)‪ (2‬ﻛﺎن ﻓﻲ أﻓرﯾل ﻋﺎم‪1605‬م‪،‬وﻟم ﺗﻛن دواﻓﻊ‬ ‫اﻷورﺑﯾﯾن اﻟذﯾن ھﺎﺟرواإﻟﻰ أﻣرﯾﻛﺎواﺣدة‪،‬ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن إﻧﺗﻣﺎءاﺗﮭم اﻟﻘوﻣﯾﺔوطﺑﻘﺎﺗﮭم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أواﻟﻣذھﺑﯾﺔ‬ ‫واﺣدة‪.‬ﻓﻘد ھﺎﺟراﻟﺑﻌض طﻠﺑﺎ ﻟﻠﻌﯾش ﺑﻌدأن ﺿﺎﻗت ﺑﮭم ﺳﺑل اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬إﺛراﻟﺗطورات اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺣدﺛﮭﺎ‬ ‫اﻹﻧﺑﻌﺎث اﻷوروﺑﻲ‪،‬وﺗطور اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري اﻷورﺑﻲ‪،‬وھﺎﺟر اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﻧزوﻋﺎ ﻧﺣو اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪،‬‬ ‫وھروﺑﺎ ﻣن ظﻠم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﻗطﺎﻋﻲ‪،‬وﻛﺎن ھؤﻻء ﻣن اﻟﻛﺛرة ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻹﺳﺗﻌﻣﺎر‪ ،‬ﻛﻣﺎ ھﺎﺟر‬ ‫أﺧرون ﺧوﻓﺎ ﻣن اﻹﺿطﮭﺎد اﻟدﯾﻧﻲ‪،‬وﻛﺎن ھؤﻻء إﻣﺎ ﻓﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗدﯾﻧﯾن اﻟذﯾن ﺷد َ ھم اﻟﺣﻧﯾن إﻟﻰ اﻟﻌﻘﺎﺋد‬ ‫اﻟﻣﺗطﮭرة*‪،(3)PURITANISM‬ﻛﻣﺎﯾﺗﺻوروﻧﮭﺎ‪،‬أوﻣن دﻋﺎة اﻟﻣذھب اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻣﺗﺄﺛرﯾن ﺑﺄﻓﻛﺎراﻹﻧﺑﻌﺎث‪،‬‬ ‫ﺑﻌدإﺣﯾﺎء اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ‪،‬وﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﻣﮭﺎﺟرﯾن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرﯾن‪،‬اﻟذﯾن أرﺳﻠﺗﮭم اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺗﺻﺎرﻋﺔ ﻟﺗﺛﺑﯾت ﻧﻔوذھﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد‪ ،‬ھذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﻓود اﻟﻣﻐﺎﻣرﯾن ذوي اﻟﻌزاﺋم اﻟﻘوﯾﺔ‪ ،‬دون‬ ‫أن ﻧﻧﺳﻰ اﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟﺗﺑﺷﯾرﯾﺔ اﻹﺳﺑﺎﻧﯾﺔ‪،‬واﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻣﻘدﺳﺔ اﻟﺑﯾورﺗﺎﻧﯾﺔ وأﺻﺣﺎب اﻟﻣذاھب اﻟﻼھوﺗﯾﺔ‬ ‫واﻟطواﺋف اﻟﺑروﺗﺳﺗﺎﻧﺗﯾﺔ وﺷرﯾﻌﺔ اﻟﯾﮭود وﻧﺑوءاﺗﮭم‪.‬ﻛل ھذه اﻟﺗﯾﺎرات‪،‬ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ ﺑﻠورة وﻧﺳﯾﺞ اﻟﻔﻛر‬ ‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ‪ ،‬ورﻏم إﺧﺗﻼف دواﻓﻌﮭم وﻣﺷﺎرﺑﮭم‪،‬وﺟدوا أرﺿﺎ ﺑﻛرا واﺳﻌﺔ‪ ،‬ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻟﺗﻛوﯾن‬ ‫ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣط اﻟذي ﯾﻧﺷدوﻧﮫ‪،‬وﻗد ﺷد َ ھم ﺣب اﻟﻌﻣل وروح اﻟﻣﻐﺎﻣرة واﻟﺑﺣث‪،‬ﻣن أﺟل ﺗﺳﺧﯾر اﻟطﺑﯾﻌﺔ‬ ‫ﻟﺻﺎﻟﺣﮭم‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﮫ أﻋﻣق اﻷﺛر ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺳﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)‪ (2‬ﻧﻔﻧز أﻟن ‪ ،‬ﺳﺗﯾل ﻛوﻣﺟر ھﻧري ‪:‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺎﻣر‪،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣﺻر‪ ،‬دط ت ص‪12‬‬. ‫)‪ (3‬اﻟﺑﯾورﯾﺗﺎﻧﯾﺔ وﯾدﻋﻰ ﻣذھب اﻟﺗطﮭﯾر‪ ،‬ﻣن ﺑﯾن اﻟﺣرﻛﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﺣررة اﻟﺗﻲ ظﮭرت ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر‪ ،‬ﻛرد ﻓﻌل ﺿد ﺳﯾطرة‬ ‫اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ‪ ،‬وﻛل ﺿروب اﻟﻔﺳﺎد واﻟﺗﺣﻠل اﻷﺧﻼﻗﻲ‪ ،‬وإﻟﻰ ھذا اﻟﻣذھب ﻛﺎن ﯾﻧﺗﻣﻲ ﺟون ﻟوك ‪.‬اﻟﻣرﺟﻊ ‪:‬اﻟﺷﯾﺑﺎﻧﻲ ﻋﻣر ﻣﺣﻣد اﻟﺗوﻣﻲ ‪ ،‬ﺗطور اﻟﻧظرﯾﺎت‬ ‫واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗرﺑوﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ﻟﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬ﺗوﻧس ط‪، 2‬ﺳﻧﺔ‪ .1977‬ص‪. 148‬‬. ‫‪3‬‬.

(19) ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــ‬. ‫ﻟﻠﻔﻛر واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ‪،‬ھذا اﻟذي أورﺛوه‪ ،‬ﻟﻸﺟﯾﺎل اﻟﻣﺗﺄﺧرة ﻣن ﺟرأة وإﻗدام وإﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ‪،‬‬ ‫وﻣﺣﺑﺔ اﻟﻛﺷف وروح اﻟﻣﻐﺎﻣرة وإﺳﺗﺧدام اﻟﻌﻘل وإﺣﺗرام اﻟﻌﻣل وإﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﺟﺎح اﻟﻣﺎدي‪،‬دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ‬ ‫اﻟﺳﺑﯾل وأﻓﺿﻠﮫ‪.‬وھﻛذا إﻧﻘﻠﺑت ﺗﯾﺎرات اﻟﻔﻛراﻷورﺑﻲ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪،‬اﻟواﻓدة إﻟﻰ اﻟﻘﺎرة اﻟﺟدﯾدة أﻟواﻧﺎ وأﺳﺎﻟﯾب‬ ‫اﻟﺣﯾﺎة اﻷورﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ‪،‬وﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﺟﺑﮫ اﻟﻌﻘل اﻷورﺑﻲ ﻣن ﻣﻌﺗﻘدات وﻗﯾم ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﻣظﺎھر اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﺗﻣرد‬ ‫واﻹﻧﺑﻌﺎث‪،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ أﺣداث ھزت اﻟﺣﯾﺎة اﻷورﺑﯾﺔ‪ (4).‬ﯾﻣﻛن ﺣﺻرھﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪-1‬ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻓﻲ إﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷروأﺛرت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬ ‫‪-2‬اﻹﻧﻘﻼب اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﺑدأ ﻋﻧدﻣﺎ أﺟرى" ﻛوﺑرﻧﯾﻛوس)‪ (1543-1473)COPERNICUS (5‬ﺑﺣوﺛﮫ‬ ‫ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟﺷﻣﺳﻲ‪،‬واﻟذي وﺻل إﻟﻰ ﻗﻣﺗﮫ ﺑﺻدور ﻛﺗﺎب "إﺳﺣﺎق ﻧﯾوﺗن ‪" Isaac Newton‬‬ ‫)‪)(1727-1642‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻟﻠﻔﻠﺳﻔﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ(‪.‬‬ ‫‪-3‬اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر‪.‬‬ ‫‪-4‬اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطوراﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻷورﺑﯾﺔ ﻧﺣواﻟﺑورﺟوازﯾﺔ وﻣﻔﺎھﯾم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬. ‫‪-5‬ﻧظرﯾﺔ داروﯾن اﻟﺗطورﯾﺔ وأﺛرھﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻛري ھذااﻟﻌﺻر‪،‬ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد ﺻدور ﻛﺗﺎب "أﺻل اﻷﻧواع"‬ ‫ﺳﻧﺔ ‪1859‬م‪.‬‬ ‫‪-6‬اﻟﻔﻛر اﻟﺷﯾوﻋﻲ ﻛﻣﺎ ظﮭر ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﻛﺎرل ﻣﺎرﻛس)رأس اﻟﻣﺎل( ﺳﻧﺔ‪1867‬م واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﻟﺣﻘت‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﻛر اﻹﺷﺗراﻛﻲ ﺑﻌد ذﻟك‪.‬وﻛﺎن ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﺗﻔﺎﻋل ھذه اﻷﻓﻛﺎراﻷورﺑﯾﺔ ﻣﻊ ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‬ ‫اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺧﻠق ﻓﻛر ﺟدﯾد ﻣﺗﺳق ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟدﯾد‪،‬‬ ‫ﺗﺑﻠور ﻓﻲ ﺻورة ﻣذاھب ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن اﻷﺻول اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻷوﻟﻰ‪،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أن إﺳﺗﻘرت اﻟﻣﻌﺎﻟم‬ ‫اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ إﺛراﻟﺣرب اﻷھﻠﯾﺔ وإﻋﻼن اﻹﺳﺗﻘﻼل ﻋن‬. ‫إﻧﺟﻠﺗراﻋﺎم‪(6).1776‬‬. ‫وﻛﺎن اﻟﻔﻛر اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ‪،‬ﯾﺗﻣﺣور ﺣول ﺣﻘوق اﻷﻓراد‬ ‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪،‬اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮭﺎ أﻗﯾﻣت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﺣﻛم‪،‬وﺣﺗﻰ اﻟﻌﻘﺎﺋد اﻟدﯾﻧﯾﺔ‪،‬إذ ﻛﺎن اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن‬ ‫ﻣن اﻟﺑروﺗﺳﺗﺎﻧت اﻟﻣﺗزﻣﺗﯾن)اﻟﺑﯾورﯾﺗﺎن(وھؤﻻء ﯾرﻓﻌون ﻣن ﺷﺄن إرادة اﻟﻔرد‪،‬ﻓﻲ أن ﯾﻔﻛرأوﯾﻌﻣل ﺣر‪،‬‬ ‫وأن ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﺛﻣرة ﻋﻣﻠﮫ‪،‬وھذا اﻟذي ﺟﺎءت ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﻧوﯾرﻣؤﯾدة ﻟﮫ‪،‬إذ ﺟﻌﻠت أﺳﺎس اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﻌﺎﻗدا ﺑﯾن‬ ‫أﻋﺿﺎﺋﮫ‪ ،‬وﻟﻛل ﻓرد ﺣﻘوﻗﮫ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﻓﻲ اﻟﺣرﯾﺔ‪،‬وھﻲ ﺣﻘوق ﻓطرﯾﺔ‪،‬ﻟم ﯾﮭﺑﮭﺎ أﺣد‬. ‫ﻷﺣد‪(7).‬‬. ‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬. ‫)‪ (4‬أﻣﯾﻣﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺷوا ف ‪:‬اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺧﻠﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳﻔﺔ وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس)رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾرﻣﻧﺷورة(‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ آداب اﻟﻘﺎھرة‪،.‬ﻣﺻر ﻗﺳم اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ‪1973‬ص‬ ‫‪3،2‬‬ ‫)‪*(5‬ﻛرﯾﺳﺗوف ﻛوﻟوﻣﺑوس )‪1506-1451‬م( رﺣﺎﻟﺔ إﯾطﺎﻟﻲ ﻣﺷﮭور‪،‬ﯾﻧﺳب إﻟﯾﮫ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد) أﻣرﯾﻛﺎ( ‪.‬وﻟد ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺟﻧوة ﻓﻲ إﯾطﺎﻟﯾﺎ ودرس ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ‬. ‫ﺑﺎﻓﯾﺎ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت واﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ورﺑﻣﺎ اﻟﻔﻠك أﯾﺿﺎ ً‪ .‬ﻋﺑر اﻟﻣﺣﯾط اﻷطﻠﺳﻲ ووﺻل اﻟﺟزر اﻟﻛﺎرﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ‪ 12‬أﻛﺗوﺑر ‪1492‬م ﻟﻛن اﻛﺗﺷﺎﻓﮫ ﻷرض اﻟﻘﺎرة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‬ ‫اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎن ﻓﻲ رﺣﻠﺗﮫ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎم ‪ 1498‬م ‪.‬ﺑﻌض اﻵﺛﺎر ﺗدل ﻋﻠﻰ وﺟود اﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﻘﺎرة اﻷوروﺑﯾﺔ واﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻗﺑل إﻛﺗﺷﺎف ﻛوﻟوﻣﺑوس ﻟﺗﻠك اﻷرض ﺑوﻗت‬ ‫طوﯾل ‪ .‬ﻣن ﺷﺧﺻﯾﺗﮫ وﺣﻲ اﺳم ﺑﻠد ‪ :‬ﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ‪.‬‬ ‫)‪ -(6‬أﻟن ﻧﻔﻧز وآﺧرون ‪:‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ‪.‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛره‪ ،‬ص‪38 ،31‬‬ ‫)‪ - (7‬ﻣﺣﻣود‪ ،‬زﻛﻲ ﻧﺟﯾب ‪:‬ﺣﯾﺎة اﻟﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد‪ ،‬دار اﻟﺷروق ‪.‬اﻟﻘﺎھرة‪ ،‬ﻣﺻر ‪،‬طﺑﻌﺔ ‪، 1983‬ص‪.6‬‬. ‫‪4‬‬.

(20) ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــ‬. ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺣول اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻣن اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺄﻣﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ‪:‬‬ ‫ﻟﻘد ﺣوﻟت اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ إھﺗﻣﺎﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷرﻣن اﻟﺑﺣث اﻟﺗﺄﻣﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‬ ‫اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ وﺑﺻﯾﻐﺔ أوﺿﺢ؛ ﻓﺈن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﺗﺟﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة إﻟﻰ ﺣﺟرات اﻟدراﺳﺔ‪،‬‬ ‫وﻗﺎﻋﺎت اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت واﻟﻧدوات‪ ،‬وﻛﺎن ﻣن أﻛﺑر أﺳﺎﺗذة اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة "ﻣﺎرك ھوﺑﻛﻧز" اﻟذي ﻧﺷر‬ ‫ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺳﻧﺔ ‪ 1862‬م ﻓﻲ ﻋﻠم اﻷﺧﻼق ﺣﺎول ﻓﯾﮫ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻻھوت ﻋﻘﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾﻠﮫ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ‬ ‫اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪.‬ﺣﯾﻧﮭﺎ ﻏدت اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻗﺳﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻓﻲ اﻟﻛﻠﯾﺎت واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت ﻣن ﻗﺑل ﻋﻧﺻرا ﻣﺗﺿﻣﻧﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻣذاھب اﻟﻔﻛر اﻟرﺋﯾﺳﺔ اﻟﻼھوﺗﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬ﻷﻧﮫ ﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ ‪1810‬م ﻟم ﺗﻛن ھﻧﺎك ﺗﻌﺎﻟﯾم‬ ‫ﻣﺧﺻﺻﺔ ﺗﺣﻣل إﺳم "ﻓﻠﺳﻔﺔ" )اﻟﻼھوت واﻟﻌﻠم واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪ (......‬ﻛﺎﻧت ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﻓﻠﺳﻔﯾﺔ‪،‬وﻛﺎن ھﻧﺎك ﺗﻘﺳﯾم‬ ‫وﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺣﺎﺻل اﻟﯾوم ﺑﯾن اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬ ‫واﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﮭذا ﺑدأت ﺗظﮭر اﻟﻣذاھب اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‪ (8)،‬وﻣن ھﻧﺎ ﻧﻼﺣظ ﻛﯾف‬ ‫ﻓﻘدت اﻟﻔﻠﺳﻔﺔإرﺗﺑﺎطﮭﺎ ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﻲ وأﺻﺑﺣت ﻣﺟرد ﻣﻘررات ﻓﻲ ﻣﻧﺎھﺞ اﻟدراﺳﺔ‬ ‫اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت إﻧﻔﺻل اﻟدﯾن ﻋن اﻷﺧﻼق‪،‬ﺣﯾن ﻓﻘد رﺟﺎل اﻟﻼھوت إھﺗﻣﺎﻣﮭم اﻟﺗﺄﻣﻠﻲ‬ ‫واﻟﻔﻠﺳﻔﻲ‪،‬وإﻛﺗﻔوا ﺑﺗﮭذﯾب ﻣذاھﺑﮭم ﻣن أﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻣﺎن‪.‬وﻛﺎﻧت اﻟﻣدارس اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ‬ ‫ﻋﺎﻣﺔ ھﻲ أوﻟﻰ اﻟﻣدارس اﻟﺗﻲ إﻛﺗﺳﺑت ﺗﻌﺑﯾرا ﻣﻧﮭﺟﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة‬. ‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪(9)،‬‬. ‫ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬. ‫أﺧرى ﻣن اﻟﻌﻘﺎﺋد ﺗﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻣﻧطق اﻟﻌﻘﻠﻲ وﻣﻊ اﻟﻌﻠم وﻣﻊ ﺷﮭﺎدة اﻟﺣواس ﻟذا إﻋﺗﻣدت اﻟﺣدس أي اﻟﻌﯾﺎن‬ ‫اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷرﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن ورﺑﮫ ﻓﻌن طرﯾق ھذا اﻟﺣدس ﯾﺟﺎوزاﻹﻧﺳﺎن ﺣدود‬ ‫اﻟطﺑﯾﻌﺔاﻟﻣﺣﺳوﺳﺔ وﺣدود اﻟﻌﻘل وﺷروطﮫ ‪،‬ﺑل ﺣدود اﻟﻛﻧﺎﺋس وﻧظﺎﻣﮭﺎ ﯾﺟﺎوز ﻛل ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺣق اﻟﻛﺎﺋن‬ ‫وراﺋﮭﺎ‪،‬وﺑﮭذا ﺗﻛون اﻟطﺑﯾﻌﺔ وﻧظﺎﻣﮭﺎ ﻣن ﺷﺄن اﻟﻌﻠم وأدواﺗﮫ ﻣﻧﻌﻘل وﺣواس ‪،‬أﻣﺎم إ وراء اﻟطﺑﯾﻌﺔ‬ ‫وھواﻟﺣق اﻟﻣطﻠق ﻣن ﻗﯾود اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن‪،‬ﻓﯾﻛون ﻣن ﺷﺄن اﻟدﯾن وأدواﺗﮫ ﻓﻲ اﻹدراك ھﻲ‬. ‫اﻟﺣدس‪(10).‬‬. ‫وإذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﯾﺔ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﻹﺻﻼح اﻟدﯾﻧﻲ‪ ،‬ﻟوﺟدﻧﺎھﺎ أداة ﻧﺎﻓﻌﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺛﺎﻟﯾون‬ ‫ﻛﺎﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﯾن ﻣن ﻗﺑﻠﮭم ﻣﺗﻔﻘون‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗﺣطﯾم ﻗﯾود اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﯾﮭم‪،‬وﺗﺣرﯾر أﻧﻔﺳﮭم‬ ‫ﻣن اﻹﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎذﺟﺔ‪.‬ﻷﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺳﺗطﺎع اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﮫ أن ﯾﺣدس ﷲ‬ ‫ﺣدﺳﺎﻣﺑﺎﺷرا‪،‬ﺑﺈﻋﺗﺑﺎر أن اﻹدراك اﻟﺣدﺳﻲ ھو ﻣدار اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ‪،‬ﻓﻣﺎ ﺟدوى اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ وﻧظﺎﻣﮭﺎ ورﺟﺎﻟﮭﺎ‬ ‫ﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﻘﯾدة؟‪.‬ﻛذﻟك إذا ﻧظرﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻣن زاوﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪،‬ﻟوﺟدﻧﺎھﺎ ﺗﺧدم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ‬ ‫أﻏراﺿﮭﺎ ‪،‬إذا ﻛﺎن اﻟﻧﺎس ﺳواﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﺳﺗﺧدام اﻟﺣدس اﻟﻣﺑﺎﺷرﻹدراك ﷲ‪ ،‬ﻓﮭم ﻣن اﻟوﺟﮭﺔ‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)‪ (8‬ﺷﻧﯾدر ھرﺑرت‪" :‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ"‪.‬ﺗرﺟﻣﺔ‪ :‬ﻣﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ اﻟﺷﻧﯾطﻲ‪،‬اﻟﻘﺎھرة‪ :‬ﻣﺻر‪ (1964) .‬ص‪. 195‬‬ ‫)‪ - (9‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﮫ‪ ،‬ص‪292‬‬ ‫)‪ - (10‬ﻣﺣﻣود زﻛﻲ ﻧﺟﯾب‪:‬ﺣﯾﺎة اﻟﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺟدﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛره‪ ،‬ص‪.49‬‬. ‫‪5‬‬.

(21) ‫اﻟﻔﺻل اﻷول ـــــــــــــــــــــــــــــ‬. ‫اﻟروﺣﺎﻧﯾﺔ ﺳواﺳﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﮭم ﻣن اﻟوﺟﮭﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺳواﺳﯾﺔ ﻛذاﻟك‪.‬وﻗد ﺗﻣﺛﻠت ھذه اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻛﺛﯾر‬ ‫ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻣن ﺑﯾﻧﮭم "راﻟف واﻟدوإﻣرﺳن"‬. ‫)‪(11‬‬. ‫‪(1882-1803)Ralf Waldo Emerson‬‬. ‫و"ھﻧري داﻓﯾد ﺛورو)‪ (1862-1817)Henry David Thoro"(12‬وﺑوردن ﺑﺎرﻛﻧر ﺑﺎون ‪Bawen‬‬ ‫‪Bardon Parkner‬و"ﺟوزﯾﺎ روﯾس")‪ ،(1816-1855) Josioh royce(13‬ﺑﻌدأن ﻣﺛﻠﮭﺎ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻔﺗرا اﻷوﻟﻰ‪ ،‬ھواة ﻣن اﻟﺷﻌراء‪،‬ﻣن أﻣﺛﺎل" ﻛوﻟرﯾدج ‪-1772) Samual,Coleridge‬‬. ‫‪*"(1834‬و"ﺑرادﻟﻲ" * ‪ Bradley‬و"ﺟرﯾن*‪ Green‬ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗرا‪،‬و"ﺑﺎون "و"روﯾس "ﻓﻲ‬ ‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ‪،‬وﻛﻠﮭم‬ ‫إﯾﻣﺎن ﺑﺄن ھذه اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻗوة ﻹﺻﻼح اﻷﺧﻼق اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟدﯾن‪ ،‬وأﺳﺗطﺎﻋوا أن ﯾﺑﺛوا ھذه اﻷﻓﻛﺎر ﻓﻲ‬ ‫ﺗﻼﻣﯾذھم وﺧﻠﻘوا ﺑذﻟك ﻣﺻدرا ﻟﻠطﺎﻗﺔ اﻟروﺣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن اﻟﻛﻧﺎﺋس‪.‬ﻟﻘد ﻛﺎن ﻣﻌظﻣﮭم ﯾﻌﺗﻘدون ﺑوﺟود‬ ‫ﷲ ‪ ،‬وﻟﻛﻧﮭم ﻗﺻدوا اﻹﻗﺗراب ﻣن ﷲ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻛر‪ ،‬أﻛﺛر ﻣﻧﮫ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﺑﺎدة‪ ،‬ﻓﻧﻣوا ﺑذﻟك اﻟروح‬ ‫اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ‪(14).‬‬. ‫وھﻛذا ﻟم ﺗﻛن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﮭﺗم ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر‪،‬إﻻ ﻗﻠﯾﻼ ﺑﺎﻟﻣذھب‬. ‫اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ وﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﮭﺗم ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺑﺎﻟﻣذھب اﻟواﻗﻌﻲ ‪،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ‬. ‫اﻹﺑﺳﺗﯾﻣوﻟوﺟﯾﺔ)‪(15‬‬. ‫أواﻷﻧطوﻟوﺟﯾﺔ ‪،‬ﻣزدھرة ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن إﻟﻰ أن ﺗﻌرﺿت ﻟﮭﺟوم ﻣن ﺟﺑﮭﺗﯾن‪،‬ﺟﺑﮭﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ‬. ‫)‪(16‬‬. ‫وﺟﺑﮭﺔ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑراﺟﻣﺎﺗﯾﺔ)‪،(17‬وإﺳﺗﻣر اﻟﺻراع ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻟﻌﻘود ﻋدة ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن‪،‬ﻋﺑر اﻟﻘﺎﻋﺎت‬ ‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻟﺗﺣول"وﻟﯾﺎم ﺟﯾﻣس"اﻟﻔﻛري أﺛره اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ھذا‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــ‬. ‫اﻟﮭﺟوم"‪(18).‬‬. ‫)‪*(11‬إﻣﺮﺳﻦ راﻟﻒ واﻟﺪو‪(1882-1803)( Ralf Waldo Emerson):‬ﺷﺎﻋﺮ أﻣﺮﯾﻜﻲ وﻛﺎﺗﺐ ﻣﻘﺎﻻت وﻣ ُﺤﺎﺿ ِﺮ‪ ،‬ﯾُﻌﺘﺒﺮ رأس اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎﻣﯿﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻷدب اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ أواﺋﻞ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‪ .‬و ُﻟﺪ ﻓﻲ ‪ 25‬ﻣﺎي ‪ 1803‬وﺗُﻮﻓﻲ ﻓﻲ ‪ 27‬اﻓﺮﯾﻞ ‪ .1882‬ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ھﺎرﻓﺎرد‪ ،‬ﻟﯿﺘﻢ دراﺳﺘﮫ‬ ‫اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ أھﻠﺘﮫ ﻟﯿﺼﺒﺢ ﻗﺴﺎً‪ ،‬وﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺸﻜﻮﻛﮫ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒﺖ وﻓﺎة زوﺟﺘﮫ ﻓﻲ ‪ ،1831‬وﺷﻌﻮره ﺑﺄﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﻣﺆﻣﻨﺎ ً ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺒﻐﻲ‪،‬إﺳﺘﻘﺎل إﯾﻤﺮﺳﻮن‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﮫ اﻟﻜﻨﺴﻲ ﻓﻲ ‪.1832‬‬ ‫)‪*(12‬ھﻨﺮي داﻓﯿﺪ ﺛﻮرو‪ ،(1862-1817) Henry David Thoro:‬ﻣﺆﻟﻒ أﻣﺮﯾﻜﻲ ﻣﺜﺎﻟﻲ‪ ،‬طﺒﯿﻌﻲ‪ ،‬ﻣﻘﺎوم ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ‪ ،‬ﻧﺎﻗﺪ ﻟﻠﺘﻘﺪم‪ ،‬وﻓﯿﻠﺴﻮف‪ .‬و ُﻟﺪ ﻓﻲ‬ ‫‪12‬ﯾﻮﻟﯿﻮ ‪ 1817‬وﺗﻮﻓﻲ ﻓﻲ ‪ 6‬ﻣﺎﯾﻮ ‪ 1862‬ﻋ ُﺮف ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﮫ واﻟﺪن ‪.‬ﺗﺨﺮج ﻓﻲ ﻛﻠﯿﺔ ھﺎرﻓﺮد ‪ 1837‬اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺗﺨﺮج ﻓﯿﮭﺎ ﺻﺪﯾﻘﮫ ورﻓﯿﻖ درﺑﮫ اﻟﻜﺎﺗﺐ‬ ‫اﻷﻣﺮﯾﻜﻲ إﻣﺮﺳﻮن اﻟﺬي ﺗﻌﺮف ﻣﻨﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻤﺘﻌﺎﻟﯿﺔ ذات اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺘﺼﻮﻓﯿﺔ اﻟﻔﺮدﯾﺔ‪.‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺘﺎﺑﮫ ﺣﯿﺎة اﻟﻐﺎﺑﺎت‪"،‬أﺳﺒﻮع ﻓﻮق ﻧﮭﺮي اﻟﻜﻮﻧﻜﻮرد‬ ‫وﻣﯿﺮﻣﺎك ‪.1849‬‬ ‫)‪*(13‬ﺟﻮزﯾﺎ روﯾﺲ‪ (1816-1855) Josioh Royce :‬ﻓﯿﻠﺴﻮف أﻣﺮﯾﻜﻲ ﻣﻌﺎﺻﺮ‪ ،‬وﻟﺪ ﻋﺎم ‪ 1855‬وﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ،1916‬ﻣﻦ اﻟﮭﯿﺠﻠﯿﯿﻦ اﻟﺠﺪد‪ ،‬وﻣﻦ‬ ‫ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻣﻦ أھﻢ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﮫ‪ :‬اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺪﯾﻨﻲ ﻟﻠﻔﻠﺴﻔﺔ ﻧﺸﺮه ﻋﺎم ‪ ،1885‬وروح اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ ﻧﺸﺮه ﻋﺎم ‪ ،1889‬واﻟﻌﺎﻟﻢ واﻟﻔﺮد ﻧﺸﺮه‬ ‫ﻋﺎم ‪ ،1901‬وﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻮﻻء ﻧﺸﺮه ﻋﺎم ‪ ،1908‬وﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻤﺴﯿﺤﯿﺔ ﻧﺸﺮه ﻋﺎم ‪.1913‬ﻛﺎن أﺳﺘﺎذا ﻣﺤﺎﺿﺮا ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ )ھﺎرﻓﺎرد( اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ‪ ،‬وﻣﺎدة ﻛﺘﺎب‬ ‫ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻮﻻء ھﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﺎﺿﺮات أﻟﻘﺎھﺎ أﻣﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻛﺎدﯾﻤﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ھﺎرﻓﺎرد وﺟﺎﻣﻌﺔ )أﻟﯿﻨﻮي( ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻷﺧﻼق‬ ‫وﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﺑﺎھﺘﻤﺎﻣﺎت اﻟﻤﺪرﺳﯿﻦ(‪.‬‬ ‫)‪ -(14‬ﻣﺤﻤﻮد زﻛﻲ ﻧﺠﯿﺐ‪:‬ﺣﯿﺎة اﻟﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺠﺪﯾﺪ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه‪ ،‬ص‪297‬‬ ‫)‪ - (15‬اﻹﺑﺴﺘﯿﻤﻮﻟﻮﺟﯿﺎ ﻟﻔﻆ ﻣﺮﻛﺐ ﻣﻦ ﻟﻔﻈﯿﻦ‪:‬أﺣﺪھﻤﺎ اﺑﺴﺘﯿﻤﻲ وھﻮ اﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬واﻷﺧﺮ ﻟﻮﻏﻮس وﯾﻌﻨﻲ اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ أو اﻟﺪراﺳﺔ‪ ،‬ﻓﻤﻌﻨﻰ اﻹﺑﺴﺘﯿﻤﻮﻟﻮﺟﯿﺎ إذن‬ ‫ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬أو ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﻠﻮم‪ ،‬ﺗﻌﻨﻲ دراﺳﺔ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻠﻮم‪ ،‬وﻓﺮﺿﯿﺎﺗﮭﺎ‪ ،‬وﻧﺘﺎﺋﺠﮭﺎ‪،‬دراﺳﺔ ﻧﻘﺪﯾﺔ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ إﺑﺮاز أﺻﻠﮭﺎ اﻟﻤﻨﻄﻘﻲ‪ ،‬وﻗﯿﻤﺘﮭﺎ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﯿﺔ‪،‬‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﺻﻄﻼح اﻻﺑﺴﺘﯿﻤﻮﻟﻮﺟﯿﺎ ﻓﻲ اﻻﻧﺠﻠﯿﺰﯾﺔ ﻣﺮادف ﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻓﮭﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﮫ ﻷن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﯿﻦ‬ ‫ﻻ ﯾﻄﻠﻘﻮﻧﮫ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﻠﻮم وﺗﺎرﯾﺨﮫ ) ﺻﻠﯿﺒﺎ ﺟﻤﯿﻞ ‪:‬اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ج‪، 1‬دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ‪،‬ﺑﯿﺮوت ‪،‬ﻟﺒﻨﺎن ‪،‬دط ﺳﻨﺔ ‪ 1982‬ص‪32‬‬ ‫)‪ - (16‬ﻛﺎن أن ظﮭﺮت ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻮاﻗﻌﯿﯿﻦ اﻟﺠﺪد ﻣﺒﺪأھﻢ ﻧﻈﺮﯾﺔ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﻤﻌﻨﻰ ‪:‬أﻟﻒ ﺳﺘﺔ ﻣﻨﮭﻢ ﺳﻨﺔ ‪ 1910‬ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻟﺸﺮح ﻧﻮع ﺟﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ‬ ‫اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أھﻤﯿﺔ أن ﯾﺤﺬو اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺣﺬو اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﻋﺰل اﻟﻤﺸﻜﻼت‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺣﻠﮭﺎ واﺣﺪة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى‪،‬‬ ‫وھﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﯾﻨﺘﻤﻮن إﻟﻰ اﻟﻮﺿﻌﯿﺔ اﻟﻤﻨﻄﻘﯿﺔ‪ ،‬وﯾﻘﺘﺒﺴﻮن أﻓﻜﺎرھﻢ ﻣﻦ"ﻣﻮر"و"ﻓﺘﺠﻨﺸﺘﯿﻦ" ‪،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﯾﻦ‪:‬ﻣﻘﺎل ‪:‬ﻗﺼﺔ اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ‬ ‫اﻷﻣﺮﯾﻜﯿﺔ‪،‬ﺑﻘﻠﻢ‪ ،‬وﻟﯿﺎم‪،‬ب‪ .‬ﻣﻨﺘﺎﺟﻮ ‪.‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻧﻮﯾﺔ ﻋﺜﻤﺎن ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺳﺠﻞ اﻟﻌﺮب ‪ 1963‬ص‪205- 204‬‬ ‫)‪ - (17‬اﻟﺒﺮاﺟﻤﺎﺗﯿﺔ وھﻲ ﻣﺬھﺐ ﻓﻠﺴﻔﻲ ‪-‬إﺳﻢ ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ اﻟﻠﻔﻆ )‪ ( pragma‬ﺑﺮاﻏﻤﺎ وﻣﻌﻨﺎه اﻟﻌﻤﻞ‪ ) ،‬اﻟﺒﻌﻠﺒﻜﻲ‪ ،‬ﻣﻨﯿﺮ‪ :‬اﻟﻤﻮرد‪ ،‬ﺑﯿﺮوت‪ ،‬دار اﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻟﻠﻤﻼﯾﯿﻦ‪،‬دط‪ ،1977 ،‬ص‪ .107‬وھﻲ ﻣﺬھﺐ ﻓﻠﺴﻔﻲ ﯾﻘﺮر أن اﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﯾﺒﻠﻎ ﻏﺎﯾﺘﮫ إﻻ إذا ﻗﺎد ﺻﺎﺣﺒﮫ إﻟﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻨﺎﺟﺢ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﻜﺮة اﻟﺼﺤﯿﺤﺔ ھﻲ اﻟﻔﻜﺮة‬ ‫اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ‪،‬وﺗﻌﻨﻲ ﻣﺰاوﻟﺔ )ﺻﻠﯿﺒﺎ ﺟﻤﯿﻞ‪ :‬اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ج‪،1‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه‪،‬ص‪.( 203‬‬ ‫)‪ -(18‬ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮل وﻟﯿﺎم ﺟﯿﻤﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ‪).1904‬إﺳﻼم ﻋﺰﻣﻲ(‪:‬إﺗﺠﺎھﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‪،‬داروﻛﺎﻟﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت‪،‬اﻟﻜﻮﯾﺖ‪.،‬دت ط‪.‬ص‪32‬‬. ‫‪6‬‬.

Références

Documents relatifs

A formula allowing quantification of phosphate removal within one HD session was developed in 18 of 74 patients during 41 treatments 137 out of 177 data sets and was determined

The use of prophylactic antibiotics in patients with IVC is controversal (Mayhall et al., 1984; Clark et al., 1989), chiefly due to the fact that the penetration of antibiotics in

As it is likely that the central and peripheral symptoms observed during khat con- sumption are due to this effect of the alkaloid, it can be concluded that the widespread habit

In the multiple sclerosis brains, the additionally sampled areas of MRI-defined pathology data are summarized in Table 3 showed varying amounts of overlap with the areas of

Shortcomings in the management of these patients were (1) late initiation of rabies PEP in travelers who waited to seek medical care until returning to Switzerland, (2)

Using the trace formula, he proves a qualitative result that for suitable families of cusp forms on connected reductive groups over totally real fields, there is local

After one night of sleep deprivation, the slope and amplitude of the early (10--20 ms) TEP, measured at the same time of day (3:00 PM), increased significantly (P &lt; 0.001) in

The participants in the student cafeteria condition looked significantly longer and more often at other items than at nutrition items of Kellogg’s Frosties, Kellogg’s