معايير مراجعة الحسابات في اللجنة الشعبية العامة لجهاز المراجعة المالية في ليبيا
Texte intégral
(2) ا ا
(3) )يَرْ فَـ ـ ِع ﱠ ين ين آ َمنُـــــ ـوا ِمن ُكـ ـ ْم َوالّـ ـ َ ِذ َ ﷲُ الّ ـ َ ِذ َ ت َواللﱠـــ ـهُ بِ َمــــ ـا أُوتُــ ـوا ْال ِع ْلـ ـ َم َد َر َجـــــ ـا ٍ ون َخــــبِي ٌر( . تَ ْع َمــــلُــ َ ق ا
(4) اﻵﻴﺔ ) ( 11ﻤن ﺴورة اﻝﻤﺠﺎدﻝﺔ. اهــاء إ
(5) روح أ ا
(6) ه ة. …………..………………..
(7) ا#$ل ! ا
(8) ا
(9) أن ' &…….………… % إ
(10) ــ ا
(11) ــ.ي
(12) ــ *+,ــ و'ــت ذا&ــ ……………………………. إ
(13) ا
(14) .ي أ& 2أن +أ 0 1أ / % ……………………….. إ
(15) + 6أ 3 2 %&# 4 5$ل ا
(16) ………………….… 67 وا
(17) ي ا
(18) 089 إ
(19) ا
(20) م ا
(21) .ي ; <8و……………………………… : إ
(22) 6أ? @588وأ?………………………………… >,8 إ
(23) 6أ @/ Aو ABون /. …………………………….. إ &,1ا7;Cاء
(24) @ ' 2أهي ه.ا ا
(25) Eا
(26) ,52ا4D وو ء ر7ا ً ً ا
(27) G? 8. Hـ و&ـ ا
(28) 29ــ ! ;ــ &ــE>+ ,ــ ز هــ*. ا
(29) $ـ
(30) Lوا
(31) KـJة وا
(32) ـJم ;ـ $ـ> %; 29ا
(33) JKة وا
(34) Jم @& 1ا
(35) 68 وO / $دم..
(36) /ــ هــ.ا ا
(37) 2ــ Pوا
(38) Eــ ا
(39) ,52اDــ4 >Rأ ' أ > 6 %ا
(40) 0 > PQ Bا
(41) PQ B Cه ، %وإ> PQ B
(42) / 6وا 5 +ن &.& $Cه *.ا
(43) L Eا
(44) L2ا
(45) 5 أ& Uف 2 5>+ /ء إ
(46) ،وأ U
(47) / V1 وا
(48) ــ ن وا5+ــ ن أ$ــ 5ذي ا
(49) D BــP ا 5$ Cذ ا
(50) آ,5ر ; B K /ري ا
(51) .ي & H / PQBاف ; ه *.ا 3Cو ? Lوو' وأر >Hو >; $و
(52) @ %5 :,/ ; PA 8 و'*. ن
(53) %ا
(54) PQBا
(55) 8وا
(56) L2K8. ا
(57) ,ا @
(58) / L9Dا
(59) . , أHـ آـ Y
(60) .أ;Qـ ء
(61) Eـ Lا
(62) U: 2ـL ا
(63) ام ; &,8 / @Q Bل LU :ه*. ا 3Cو? ،Lو; Z?J 6 %>,$ت ; @5$ L2إ[ اء ه.ا ا
(64) ،G98آ 2 أ& م U /ي و ا > 5ووا & ي
(65) 8 > L & / L Eاس ا
(66) @ وا
(67) ء، ^2ـ$ ] / Lـ 5وا
(68) ـ آـ Lا
(69) ـ,م.
(70) اK5:+ـ د Lو;ـ,م ا
(71) 5ـ وا
(72) E5ـ رة ا
(73) Kح ا
(74) 2ا
(75) 2 / L ^2 ، 2د& وه_ 5ا
(76) 5ر Lوادار Lوا
(77) U ,`,ل @: &.& $Cا
(78) .L8$ 92 '7ى ! ا
(79) ; 42Eآ 1 P ا
(80) G? 8. و! ا
(81) b,2.
(82) ــــ اـــــ .
(83) ﻤﻘدﻤﺔ إن اﻻﺴـﺘﺨدام اﻝﻔﻌــﺎل ﻝﻸﻤـوال اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻴﺸـﻜل أﺤــد اﻝﻤؤﺸـرات اﻷﺴﺎﺴـﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﻜـس ﺤﺴــن إدارة ﺘﻠــك اﻷﻤـوال و ﺘﺒــﻴن ﻓﻌﺎﻝﻴــﺔ ﺘطﺒﻴــق اﻝﻘ ـ اررات اﻹدارﻴــﺔ اﻝﺼــﺎدرة ﻋــن اﻝﺴــﻠطﺎت اﻝﻤﺨﺘﺼــﺔ ،ﻜﻤــﺎ أن ﺘﺤﻘﻴــق ﻫــذﻩ اﻷﻫــداف ﻻ ﻴﻤﻜــن أن ﻴــﺘم إﻻ ﺒوﺠــود ﺠﻬــﺎز أﻋﻠــﻰ ﻝﻠرﻗﺎﺒــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻴﻜﻔــل اﻝﻘــﺎﻨون اﺴــﺘﻘﻼﻝﻪ و ﻴﺘــوﻝﻰ اﻝرﻗﺎﺒــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷﺠﻬ ـزة اﻹدارﻴــﺔ ﻝﻀــﻤﺎن اﻻﺴــﺘﺨدام اﻝﻔﻌــﺎل واﻝﻤﻨﺎﺴــب ﻝﻸﻤ ـوال اﻝﻌﺎﻤــﺔ ،وﺨﺎﺼــﺔ ﺒﻌــد أن ﺘوﺴﻊ ﻨﺸﺎط اﻝدوﻝﺔ ﻝﻴﻤﺘد إﻝﻰ اﻝﻘطﺎﻋﻴن اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ. ـﺎز رﺴــﻤﻴﺎ ﻤﺴــﺘﻘﻼ ﻋــﺎم 1953ﻴﻬــدف إﻝــﻰ وﺘﻌﺘﺒــر ﻝﻴﺒﻴــﺎ ﻤــن أواﺌــل اﻝــدول اﻝﻌرﺒﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ أﻨﺸــﺄت ﺠﻬـ ا إﺠ ـراء ﻤراﺠﻌــﺔ ﻤﺎﻝﻴــﺔ ﺘﺨــص ﻜﺎﻓــﺔ اﻝﺠﻬــﺎت اﻝﺨﺎﻀــﻌﺔ ﻝرﻗﺎﺒﺘــﻪ ﻝﻠﺘﺄﻜــد ﻤــن ﻤــدى اﻝﺘزاﻤﻬــﺎ ﺒﺤﻤﺎﻴــﺔ اﻷﻤ ـوال اﻝﻤوﻜﻠﺔ إﻝﻴﻬﺎ ،ﺤﻴث ﻜﺎن ﻴطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻝﺠﻬﺎز ﻓﻲ ﺒداﻴﺔ ﻨﺸﺄﺘﻪ "دﻴوان اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ" ﺜم أﺼﺒﺢ اﺴﻤﻪ ﺤﺎﻝﻴـﺎً ﺠﻬﺎز اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ .و ﻨظ ار ﻝزﻴﺎدة اﻝﻌبء اﻝﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻝﺠﻬﺎز ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋدم ﺘوﻓر اﻝﻤوارد اﻝﺒﺸـرﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻓﻴـﻪ اﻝﻜﻔﺎﻴـﺔ ﻤـن ﺤﻴـث اﻝﻌـدد و اﻝﻜﻴـف ،اﻀـطر إﻝـﻰ اﻻﺴـﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻤﻜﺎﺘـب اﻝﻤﺤﺎﺴـﺒﺔ واﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴـﺔ اﻝﺨﺎﺼﺔ ﻤن أﺠل ﻤراﺠﻌﺔ ﺤﺴﺎﺒﺎت اﻝﺸرﻜﺎت و اﻝﻤؤﺴﺴﺎت اﻝﺘﺎﺒﻌﺔ ﻝﻠﻘطﺎع اﻝﻌﺎم. إن ﺠﻤﻴﻊ أﺠﻬزة اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻜـل دول اﻝﻌـﺎﻝم ﺘﻤـﺎرس ﻤﺨﺘﻠـف أﻨﺸـطﺘﻬﺎ اﺴـﺘﻨﺎدا إﻝـﻰ ﻤﻌـﺎﻴﻴر ﻤﻬﻨﻴــﺔ ﺘﺼــدرﻫﺎ ﻤﻨظﻤــﺎت وﻫﻴﺌــﺎت ﻤﺘﺨﺼﺼــﺔ )ﻋﻤوﻤﻴــﺔ و ﺨﺎﺼــﺔ( ،و إﻝــﻰ ﻗ ـواﻨﻴن ﺘﻨظﻴﻤﻴــﺔ و إﺠراﺌﻴــﺔ ﺘﺴــﻨﻬﺎ اﻝﻤﻨظﻤــﺔ اﻝﺘﺸ ـرﻴﻌﻴﺔ و ﺘﻌﺘﻤــد ﻜــذﻝك ﻋﻠــﻰ اﻷﻋ ـراف و اﻝﺨﺒ ـرات اﻝﻤﺠﻤﻌــﺔ أﺜﻨــﺎء اﻝﻤﻤﺎرﺴــﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ ﻓﻴﺘﻜون ﻋﻠﻰ ﻀوء ذﻝك ﻤﺎ ﻴﻌرف ﺒﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻤــن أﺠــل ﻗﻴــﺎم ﺠﻬــﺎز اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﺒــدورﻩ ﻓــﻲ اﻝﺤــرص ﻋﻠــﻰ ﻀــﻤﺎن ﺼــﻴﺎﻨﺔ ﻤﻤﺘﻠﻜــﺎت اﻝﻘطــﺎع اﻝﻌــﺎم و اﻝﺨــﺎص ﻴﺠــب أن ﺘﻤــﻨﺢ ﻝــﻪ درﺠــﺔ ﻜﺎﻓﻴــﺔ ﻤــن اﻻﺴــﺘﻘﻼﻝﻴﺔ و اﻝﺤﻴــﺎد .و ﺘﺘطﻠــب اﻻﺴــﺘﻘﻼﻝﻴﺔ ﻋــدم ﺨﻀ ــوع اﻝﺠﻬ ــﺎز ﻷي ﻀ ــﻐوط ﺴـ ـواء ﻜﺎﻨ ــت ﻤ ــن ط ــرف اﻝوﻜﻴ ــل أو اﻝﻤوﻜ ــل ﻓ ــﻲ ﺒرﻤﺠ ــﺔ وﺘﺨط ــﻴط وﺘﻨﻔﻴ ــذ اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت اﻝرﻗﺎﺒﻴــﺔ وﺘــوﻓرﻩ ﻋﻠــﻰ اﻹﻤﻜﺎﻨﻴــﺎت اﻝﻤﺎدﻴــﺔ واﻝﺒﺸ ـرﻴﺔ و اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴــﺔ اﻝﻜﺎﻓﻴــﺔ ﻝﺘﺤﻘﻴــق أﻫداﻓــﻪ ﺒﻜﻔــﺎءة وﺠودة ﻋﺎﻝﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺴﺘﺤﺴـن أن ﻴﻘﺘﺼـر اﻝﺠﻬـﺎز ﻋﻠـﻰ ﺘﻘـدﻴم اﻝـرأي واﻻﻗﺘـراح ﻝﻠﺠﻬـﺎت اﻝﺨﺎﻀـﻌﺔ ﻝﻤراﺠﻌﺘـﻪ دون اﻝﺘدﺨل ﻓﻲ اﻝﻌﻤل اﻝﻴوﻤﻲ ﻝﻬذﻩ اﻝﺠﻬﺎت ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺘﻪ .ﻓﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻝﻰ ﺘﺤﻘﻴق ﺸرط اﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ ﻴﺠــب ﻋﻠــﻰ اﻝﺠﻬــﺎز ﺒﻨــﺎء وﺘﻌزﻴــز ﻗد ارﺘــﻪ اﻝﻤﻬﻨﻴــﺔ و اﻝﻤؤﺴﺴــﺎﺘﻴﺔ وذﻝــك ﻤــن ﺨــﻼل ﺘــدرﻴب و ﺘﺄﻫﻴــل اﻷﻓـراد اﻝﻌــﺎﻤﻠﻴن ﻓــﻲ ﺠﻬــﺎز اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﻌﻤﺎل أﺤــدث ﺒـراﻤﺞ اﻝﺘﻌﻠــﻴم واﻝﺘــدرﻴب .أي أﻨـﻪ ﻻ ﻴﺠــب اﻻﻗﺘﺼــﺎر ﻋﻠــﻰ ﺘﻘوﻴــﺔ اﻝﻤﻌــﺎرف واﻝﻜﻔــﺎءات اﻝﻨظرﻴــﺔ ﻝﻠﻌــﺎﻤﻠﻴن ﻓﺤﺴــب ﺒــل ﻴﺠــب اﻝﺘرﻜﻴــز أﻴﻀــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝطــﺎﺒﻊ اﻝﻌﻤﻠــﻲ ﺒﺘﻜــوﻴن ﻓــرق ﻤﺘﻌــددة اﻻﺨﺘﺼﺎﺼــﺎت و ذات ﻤــؤﻫﻼت ﻋﺎﻝﻴــﺔ ﻗــﺎدرة ﻋﻠــﻰ ﻗﻴــﺎدة اﻝﻌﻤﻠﻴــﺎت اﻝرﻗﺎﺒﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺒﻴﺌــﺔ ﺘزداد ﺘﻌﻘﻴدا ﻴوﻤﺎ ﺒﻌد ﻴوم .ﻜﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻝﺠﻬـﺎز أن ﻴﺘﺤﻠـﻰ ﺒدرﺠـﺔ ﻋﺎﻝﻴـﺔ ﻤـن اﻝﻌﻨﺎﻴـﺔ واﻻﻫﺘﻤـﺎم أﺜﻨـﺎء اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ و اﻝﺘدﻗﻴق ﻤﻊ ﻀرورة ﺘﺸﺒﻊ ﺠﻤﻴﻊ أﻓرادﻩ ﺒﺎﻝﻘﻴم واﻵداب اﻝﺘﻲ ﺘﺤﻜم ﻤﻬﻨـﺔ اﻝﻤراﺠﻌـﺔ ﻤن أﺠل اﻜﺘﺴﺎب ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺘؤﺴس ﻝﻤرﺠﻌﻴﺔ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﺘؤطر ﻋﻤل اﻝﻤ ارﺠـﻊ و ﺘﻜﺴـﺒﻪ ﺜﻘـﺔ ﻤﺨﺘﻠـف اﻷطـراف اﻝﺘـﻲ ﻝﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺒﺎﻝﻤؤﺴﺴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎن ﻨوﻋﻬﺎ و ﺤﺠﻤﻬﺎ و طﺒﻴﻌﺔ ﻨﺸﺎطﻬﺎ.. ب.
(84) اﻹطﺎر اﻝﻌﺎم ﻹﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﺤث وﻜﻤدﺨل ﻝﻠﺘدﻝﻴل ﻋﻠﻰ إﻤﻜﺎﻨﻴﺔ وأﻫﻤﻴـﺔ اﺴـﺘﺨدام اﻝﻤﻌﻠوﻤـﺎت اﻝﻤﺤﺎﺴـﺒﻴﺔ و أي ﻤﻌﻠوﻤـﺎت أﺨـرى ﻝﺘﺤﻘﻴـق اﻻﺴﺘﺨدام اﻝﻜفء ﻝﻠﻤوارد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﻤﺘﺎﺤﺔ ﻓﻲ ظل أﻨﻤﺎط اﻝﺘﻨﻤﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻌﻴﺸﻬﺎ اﻝﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻝﻨﺎﺸﺌﺔ وﻤﻨﻬﺎ ﻝﻴﺒﻴــﺎ ،وﻝﻤﺴــﺎﻋدة ﻤﺨﺘﻠــف اﻷط ـراف اﻝﻔﺎﻋﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺘﻬﻴﺌــﺔ وﺨﻠــق ﻤﻨــﺎخ ﻴﺴــﺎﻫم ﻝــﻴس ﻓﻘــط ﻓــﻲ ﺘوظﻴــف اﻷﻤ ـوال اﻝداﺨﻠﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﻤﻴز ﺒﻤﺤدودﻴﺘﻬﺎٕ ،واﻨﻤﺎ ﻓﻲ اﺴﺘﻘطﺎب رؤوس أﻤوال اﻝﺸرﻜﺎت اﻝدوﻝﻴﺔ اﻝﻜﺒرى ﻓﺄن ذﻝك ﻴﺘوﻗف ﻋﻠــﻰ ﻤــدى اﺴــﺘﻌداد ﻤﻬﻨــﺔ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴــﺔ ﻓــﻲ إﺼــدار اﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر أو ﻋﻠــﻰ اﻷﻗــل ﺘطﺒﻴــق ﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻝــدول اﻝﻤﺘطــورة اﻝﺘــﻲ ﻤــن ﺸ ـﺄﻨﻬﺎ ﺘﻌزﻴــز اﻝﺜﻘــﺔ ﻓــﻲ اﻝﺘﻘــﺎرﻴر اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌــدﻫﺎ اﻝﺸــرﻜﺎت ﻓــﻲ اﻝﻘطــﺎﻋﻴن – اﻝﻌــﺎم واﻝﺨﺎص. وﻓــﻲ ﻀــوء ﻤــﺎ ﺴــﺒق ،ﻴﻤﻜﻨﻨــﺎ د ارﺴــﺔ وﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ إﺸــﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﺤــث اﻝﺘــﻲ ﺘﺘﻤﺤــور ﺤــول اﻝﺘﺴــﺎؤل اﻝرﺌﻴﺴــﻲ اﻝﺘﺎﻝﻲ: ﻤﺎ ﻫو واﻗﻊ ﻤﻌﺎﻴﻴر ﻤراﺠﻌﺔ اﻝﺤﺴﺎﺒﺎت ﻓﻲ اﻝﻠﺠﻨﺔ اﻝﺸﻌﺒﻴﺔ اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﺠﻬـﺎز اﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ ،وﻤﺎ ﻫﻲ اﻝﺘﺤدﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘواﺠﻪ ﺠﻤﻴﻊ اﻷطراف اﻝﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓـﻲ ﺘﺄدﻴـﺔ ﻤﻬـﺎم اﻝﻤراﺠﻌـﺔ ؟ ﻝﻺﺠﺎﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ إﺸــﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﺤــث اﺨﺘرﻨــﺎ طــرح ﺒﻌــض اﻝﺘﺴــﺎؤﻻت اﻝﻔرﻋﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻨﻌﺘﻘــد أﻨﻬــﺎ ﺘﻔﻴــد ﻓــﻲ د ارﺴــﺔ وﻤﻨﺎﻗﺸﺔ أﻫم اﻝﻘﻀﺎﻴﺎ واﻝﻤواﻀﻴﻊ اﻝﺘﻲ ﺘرﺘﺒط ﺒﺈﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﺤث ،وﻫﻲ: • ﻫل ﺘوﺠد ﻤﻌﺎﻴﻴر ﻋﺎﻤﺔ ﻤدوﻨﺔ ﻴطﺒﻘﻬﺎ ﺠﻬﺎز اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ؟ • ﻫ ــل ﺘﺘﻀ ــﻤن اﻝﻘـ ـواﻨﻴن واﻝﺘﺸـ ـرﻴﻌﺎت اﻝﻤﻨظﻤ ــﺔ ﻝﻤﻬﻨ ــﺔ اﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻝﻴﺒﻴ ــﺎ ﻤﻌ ــﺎﻴﻴر ﻴﻤﻜ ــن اﻻﺴﺘرﺸﺎد ﺒﻬﺎ أﺜﻨﺎء اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ؟ • ﻫــل ﺘﺘواﻓــق اﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝﻠﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺠﻬــﺎز اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻤــﻊ ﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﻤﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻌض اﻝدول واﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻤﺘطورة؟ ﻓروض اﻝﺒﺤث ﻝﻺﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ إﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﺤث ﻨﻌﺘﻤد ﻋﻠﻰ وﻀﻊ اﻝﻔروض اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ: -1اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ اﻝﻤﺸرﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻬﻨﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ ﻻ ﺘواﻜب اﻝﺘطورات اﻝﺒﻴﺌﻴﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ. -2ﺠﻬﺎز اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ ﻴﻔﺘﻘر ﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ. أﻫداف اﻝﺒﺤث ﻴﻬــدف اﻝﺒﺤــث إﻝــﻰ د ارﺴــﺔ اﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻝﻌﺎﻤــﺔ ﻝﻠﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﺘــﻲ ﺘﻌﺘﻤــد ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻤﺨﺘﻠــف أﺠﻬ ـزة اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ و ﻋرض أﻫم اﻝﻤﺤﺎوﻻت اﻝﻔﻜرﻴﺔ و اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ﻻﺴﺘﻘراء اﻝواﻗﻊ اﻝﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ اﻝﺒﻴﺌﺔ اﻝوطﻨﻴﺔ و اﻝدوﻝﻴﺔ .إذن ﺘﻜﻤن أﻫداف ﻫذا اﻝﺒﺤث أﺴﺎﺴﺎ ﻓﻲ اﻹﺤﺎطﺔ ﺒﺎﻝﻌﻨﺎﺼر اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ: -1ﺸــرح أﻫــم ﻤﻔــﺎﻫﻴم اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻤــﻊ اﺴــﺘﻌراض اﻝﻤ ارﺤــل اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻓــﻲ ﺘطورﻫــﺎ ،و ﻫــذا ﻤــن ﺸـﺄﻨﻪ أن ﻴﻌﻜس اﻝﺨﺼﺎﺌص اﻝﺘﻲ ﻴﻤﻜن اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺘطوﻴر اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ. ج.
(85) -2ﺘوﻀﻴﺢ أﻫﻤﻴﺔ ﻤﻌﻴﺎر اﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺘرﻜﻴز ﻤﻌظم اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ – اﻝوطﻨﻴﺔ ،اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ و اﻝدوﻝﻴﺔ -ﻓﻲ دراﺴﺎﺘﻬﺎ و ﺒﺤوﺜﻬﺎ ﺤول ﻫذا اﻝﻤوﻀوع. -3ﺘﻨــﺎول ﻋــرض ﻤﻌﻴــﺎر اﻝﺘﺄﻫﻴــل اﻝﻌﻠﻤــﻲ واﻝﻌﻤﻠــﻲ وﻓــق أﻫــم اﻝﺘﺠــﺎرب اﻝﺘــﻲ ﺘﻌرﻓﻬــﺎ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ دوﻝﻴــﺎ ﺒﻬدف اﻝﺘﺤﺴﻴس ﺒﺎﻝﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺴﺘدﻋﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻨﺎﺠﺤﺔ ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ. -4إن ﻤﻌﻴﺎر ﺒذل اﻝﻌﻨﺎﻴﺔ اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ﻻ ﻴﻘل أﻫﻤﻴـﺔ ﻋـن اﻝﻤﻌـﺎﻴﻴر اﻷﺨـرى ﻓـﻲ ﺘﺤﺴـﻴن اﻷداء اﻝﻤﻬﻨـﻲ و ﻤن ﺜﻤﺔ ﻓﻲ ﺘﻌزﻴز اﻝﺜﻘﺔ ﻓﻲ اﻝﺘﻘﺎرﻴر اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺨﻀﻊ ﻝﻠﻤراﺠﻌﺔ. ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻝﺒﺤث اﻋﺘﻤدﻨﺎ ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻤراﺠﻌـﺔ أﻫـم اﻝد ارﺴـﺎت و اﻷﺒﺤـﺎث ﻓـﻲ اﻝﻜﺘـب واﻝﻤﻨﺸـورات اﻝﻌﻠﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ اﻝﺘ ــﻲ ﺘﻌرﻀ ــت ﻝﻺط ــﺎر اﻝﻌﻠﻤـ ــﻲ ﻝﻠﻤراﺠﻌ ــﺔ ﺒﻬ ــدف اﺴ ــﺘﻘراء اﻷﺴـ ــﺒﺎب اﻝﻜﺎﻤﻨ ــﺔ وراء ﺘﺤﺴ ــﻴن ﻤﻤﺎرﺴ ــﺔ ﻤﻬﻨـ ــﺔ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻓــﻲ اﻝــدول اﻝﻤﺘطــورة و ﺒﻴـﺎن أﺜرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺘﻌزﻴــز اﻝــرواﺒط اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻴﺔ ﺒــﻴن ﻤﺨﺘﻠــف اﻝﺠﻬــﺎت اﻝﻤﻜوﻨــﺔ ﻝﻌﺎﻝم اﻝﻤﺎل و اﻷﻋﻤﺎل .وﻗد ﺘم ﺘﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت ذات اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻤوﻀوع اﻝﺒﺤث ﺜم ﺼﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺒطرﻴﻘﺔ ﺘﺨدم أﻫداف اﻝﺒﺤث اﻝذي ﺘﺘﻤﺤور أﺒﻌﺎدﻩ ﺤول دراﺴﺔ ﺤﺎﻝﺔ ﻝﻴﺒﻴﺎ. أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺒﺤث ﺘﺘﻤﺜل أﻫﻤﻴﺔ اﻝﺒﺤث ﻓﻲ: -1اﻝﺘﻌرﻴــف ﺒواﻗ ـﻊ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻝﻴﺒﻴــﺎ ﻝﻠوﻗــوف ﻋﻠــﻰ أوﺠــﻪ اﻝﻘــوة وأوﺠــﻪ اﻝﻀــﻌف اﻝﺘــﻲ ﺘﻤﻴــز اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ. -2اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺘوﻀﻴﺢ اﻷﺴس و اﻝﻘواﻋد اﻝﺘـﻲ ﺘﺒﻨـﻰ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻝﻤراﺠﻌـﺔ ﻓـﻲ اﻝـدول اﻝﻤﺘطـورة ﻤـن أﺠل اﻻﺴﺘرﺸﺎد ﺒﻬﺎ ﻝﺘﻨﻤﻴﺔ و ﺘطوﻴر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻝوطﻨﻲ. -3اﻝﺘوﻗﻴت ،ﻴﺄﺘﻲ اﻝﺒﺤـث ﻓـﻲ ظـروف ﺘﻜﺜـر ﻓﻴﻬـﺎ اﻝﺘﺴـﺎؤﻻت ﺤـول ﻤـدى ﻤﺼـداﻗﻴﺔ اﻝﺒﻴﺎﻨـﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤـﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﻔﺼﺢ ﻋﻨﻬﺎ اﻝﺸرﻜﺎت اﻝﻠﻴﺒﻴﺔ ،وﻜذﻝك ﺤول اﻝدور اﻝذي ﻴﻘوم ﺒـﻪ ﺠﻬـﺎز اﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ ﻤــن أﺠــل إﺒــداء رأي ﻤﺤﺎﻴــد وﻤﺴــﺘﻘل ﻴﺤﻤــﻲ ﻤﺼــﺎﻝﺢ ﻜــل ﻤــن ﻝــﻪ ﻋﻼﻗــﺔ ﺒﺎﻝﺸــرﻜﺔ .ﺨﺼوﺼ ـﺎً ﺒﻌــد ﺤﺎﻻت اﻝﺘﻌﺜر اﻝﻤﺎﻝﻲ اﻝﺘﻲ ﻤﻴـزت ﺒﻌـض اﻝﺸـرﻜﺎت ﻓـﻲ اﻝﻔﺘـرة اﻷﺨﻴـرة واﻝﺘـﻲ أدت إﻝـﻰ ﺘﺼـﻔﻴﺔ اﻝﻜﺜﻴـر ﻤﻨﻬﺎ. -4ﻨدرة اﻝدراﺴﺎت اﻝﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﻤﻌـﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌـﺔ ﻓـﻲ اﻷﺠﻬـزة اﻝﻌﻠﻴـﺎ ﻓـﻲ ﻝﻴﺒﻴـﺎ ﺒﺼـﻔﺔ ﺨﺎﺼـﺔ ،وﻤـن ﺘـم ﺘﻜـﺎد ﺘﻜون ﻫذﻩ اﻝدراﺴﺔ ،ﻓرﻴدة ﻤن ﻨوﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل. -5أﻫﻤﻴﺔ ﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻓﻲ ﻀﺒط و ﺘﻨظﻴم و ﺘوﺠﻴﻪ ﻋﻤل اﻝﻤراﺠﻌﻴن ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻝﻬم ،و ﻀﻤﺎﻨﺎ ﻝﺘﺤﺴﻴن ﻨوﻋﻴﺔ اﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﺤﺘوﻴﻬﺎ اﻝﺘﻘﺎرﻴر اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺘﺘﺨذ ﻋﻠﻰ ﻀوﺌﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠف اﻝﻘ اررات.. د.
(86) ﺤدود اﻝﺒﺤث ﻨﻌﺘﻘد أﻨﻪ ﻤن أﻫم ﻤﺤددات اﻝدراﺴﺔ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: -1اﻗﺘﺼر اﻝﺒﺤث ﻋﻠﻰ اﻝﺘرﻜﻴز ﻋﻠﻰ دراﺴﺔ ﺒﻌض اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻌﺎﻤﺔ ﻝﻠﻤراﺠﻌﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴﺔ ﻓﻘط ذﻝك أﻨـﻪ ﻤن اﻝﺼﻌب دراﺴﺔ ﺠﻤﻴﻊ اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤﺘﻌـﺎرف ﻋﻠﻴﻬـﺎ ،وﺤﺘـﻰ أن ﻝﺠﻨـﺔ إﺠـراءات اﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﺘﺎﺒﻌـﺔ ﻝﻤﺠﻤ ــﻊ اﻝﻤﺤﺎﺴ ــﺒﻴن اﻝﻘـ ـﺎﻨوﻨﻴﻴن اﻷﻤرﻴﻜ ــﻲ أﻜ ــدت ﻋﻠ ــﻰ أن اﻝﻤﻌ ــﺎﻴﻴر اﻝﻌﺎﻤ ــﺔ ﻝﻠﻤراﺠﻌ ــﺔ ﻜﺎﻝﻜﻔ ــﺎءة اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ،اﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ ،ﺒذل اﻝﻌﻨﺎﻴﺔ اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ اﻝﻼزﻤﺔ ﺘﻌﺘﺒر أﻫم اﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻌﺸرة. -2ﺘﻘﺘﺼ ــر اﻝد ارﺴ ــﺔ اﻝﺘﺤﻠﻴﻠﻴ ــﺔ اﻝﻤﻘﺎرﻨ ــﺔ ﻝﻤﻌ ــﺎﻴﻴر ﻝﻠﻤراﺠﻌ ــﺔ اﻝﺼ ــﺎدرة ﻋ ــن ﻜ ــل ﻤ ــن اﻝﻤﻨظﻤ ــﺔ اﻝدوﻝﻴ ــﺔ ﻝﻸﺠﻬـ ـزة اﻝﻌﻠﻴ ــﺎ ﻝﻠرﻗﺎﺒ ــﺔ واﻝﻤﺤﺎﺴ ــﺒﺔ )اﻷﻨﺘوﺴ ــﺎي( ،اﻝوﻻﻴ ــﺎت اﻝﻤﺘﺤ ــدة اﻷﻤرﻴﻜﻴ ــﺔ ،اﻻﺘﺤ ــﺎد اﻝ ــدوﻝﻲ ﻝﻠﻤﺤﺎﺴـﺒﻴن ،ﺒرﻴطﺎﻨﻴـﺎ ،ﺒﻌــض اﻝـدول اﻝﻌرﺒﻴـﺔ وﺨﺎﺼــﺔ ﺠﻤﻬورﻴـﺔ ﻤﺼـر اﻝﻌرﺒﻴــﺔ واﻝﻤﻤﻠﻜـﺔ اﻝﻌرﺒﻴــﺔ اﻝﺴﻌودﻴﺔ. -3ﻤن ﺤﻴث اﻝﺤدود اﻝﻤﻜﺎﻨﻴﺔ :ﻴرﺘﺒط ﻫذا اﻝﺒﺤث ﻓﻲ اﻝواﻗﻊ ﺒﻤﻌﺎﻴﻴر ﺠﻬﺎز اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ ظـل ﻨﻘص اﻝدراﺴﺎت اﻝﻤرﺘﺒطﺔ ﺒﺎﻝﺠﻬﺎت اﻝرﻗﺎﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ. ﻤﻌوﻗﺎت اﻝﺒﺤث أﺜﻨﺎء ﻗﻴﺎﻤﻨﺎ ﺒﻬذا اﻝﺒﺤث اﻋﺘرﻀﺘﻨﺎ اﻝﻌدﻴد ﻤن اﻝﺼﻌوﺒﺎت و اﻝﻌراﻗﻴل ﻨذﻜر أﻫﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ: -1ﻗﻠﺔ اﻝﻤراﺠﻊ ذات اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻷﻜﺎدﻴﻤﻲ واﻝﺘطﺒﻴﻘﻲ ﺒﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻓﻲ أﺠﻬزة اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻌﻠﻴﺎ اﻝﻌرﺒﻴﺔ ﺒﺼورة ﻋﺎﻤﺔ ،وﻓﻲ ﻝﻴﺒﻴﺎ ﺒﺼورة ﺨﺎﺼﺔ. -2ﻋدم ﺘﺠﺎوب اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﻊ اﻝﻨﺸﺎط اﻝﺒﺤﺜﻲ ﻓﻲ ﻜﺜﻴر ﻤن اﻷﺤﻴﺎن. -3ﻗﻠﺔ اﻝﻨدوات اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻤراﺠﻌﺔ و اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ. ﻤﺤﺘوﻴﺎت اﻝﺒﺤث ﻓﻲ ﻀوء اﻹطﺎر اﻝﻌﺎم ﻹﺸﻜﺎﻝﻴﺔ اﻝﺒﺤث وأﻫداﻓﻪ وﺤدودﻩ ﻨرى ﺘﻘﺴﻴﻤﻪ إﻝﻰ اﻝﻔﺼول اﻝﺘﺎﻝﻴﺔ: ﺘﻨﺎول اﻝﻔﺼل اﻷول اﻝﺘطور اﻝﺘﺎرﻴﺨﻲ ﻝﻤﻬﻨﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎم و ﻨﺸﺄة وﺘطور اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻓـﻲ ﻝﻴﺒﻴـﺎ ﺒﺸﻜل ﺨﺎص ،و اﺴﺘﻌرض ظﻬور أﻫم اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ واﻝﻌﻠﻤﻴـﺔ اﻝﻤﺤﻠﻴـﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴـﺔ واﻝدوﻝﻴـﺔ و ﺒـﻴن دورﻫـﺎ ﻓﻲ ﺘطوﻴر ﻤﻬﻨﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ .و ﺘم ﺘﺨﺼﻴص اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻨﻲ ﻝﺸرح ﻤﻔﻬوم اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﺨﺎرﺠﻴـﺔ ﻤـﻊ ﺒﻴـﺎن طﺒﻴﻌـﺔ اﻻﺨﺘﻼف ﻤن ﺤﻴث ﻤﻀﺎﻤﻴﻨﻬﺎ ،ﻨطﺎﻗﻬﺎ ،أﺴﺎﻝﻴب اﻝﻘﻴﺎم ﺒﻬﺎ ،إﻝﺦ... أﻤﺎ اﻝﻔﺼل اﻝﺜﺎﻝث واﻝراﺒﻊ ﻓﻠﻘد ﺘﻨﺎوﻝﻨﺎ ﻤﻌﻴﺎري اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻊ اﻝﺨﺎرﺠﻲ و اﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ أﺠﻬزة اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ اﻝﺼــﺎدرة ﻋــن اﻝﻤﻨظﻤــﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴــﺔ اﻝدوﻝﻴــﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴــﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼــﺔ ،و ﺘﻤــت ﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﻫــذا اﻷﺨﻴــر ﺒﻤﻌﻴــﺎر اﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ اﻝوارد ﻓﻲ ﻗـﺎﻨون ﺠﻬـﺎز اﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ وﻻﺌﺤﺘـﻪ اﻝﺘﻨﻔﻴذﻴـﺔ ،ﺒﻬـدف اﻝوﻗـوف ﻋﻠـﻰ أﻫـم ﻨﻘـﺎط اﻝﻘـوة واﻝﻀــﻌف ﻓــﻲ اﺴــﺘﻘﻼﻝﻴﺔ ﺠﻬــﺎز اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﺴــﻌﻴﺎً ﻝﺘــدﻋﻴم اﺴــﺘﻘﻼل اﻝﺠﻬــﺎز ،ﻤــن ﺨــﻼل ﺘطــوﻴر ﻨﻘــﺎط اﻝﻀـﻌف وزﻴـﺎدة وﺘﻔﻌﻴـل ﻨﻘـﺎط اﻝﻘـوة ﻝﻠﺨـروج ﺒﺠﻬـﺎز رﻗـﺎﺒﻲ أﻜﺜـ ار اﺴـﺘﻘﻼﻝﻴﺔ وﺒﺎﻝﺘـﺎﻝﻲ أﻜﺜـر ﻜﻔـﺎءة وﻓﻌﺎﻝﻴـﺔ ﻋﻨــد ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﻤﻬﺎﻤﻪ اﻝﻤﺘﻨﺎﻤﻴﺔ واﻝﻤﺘطورة. ه.
(87) أﻤﺎ ﻓﻲ اﻝﻔﺼل اﻝﺨﺎﻤس ﻓﻘد ﻗﻤﻨﺎ ﺒدراﺴﺔ ﻤﻌﻴﺎر اﻝﺘﺄﻫﻴل اﻝﻌﻠﻤﻲ واﻝﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻜل ﻤن ﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻷﻤرﻴﻜﻴﺔ واﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝدوﻝﻴﺔ ﻝﻠرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ وﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝدوﻝﻴﺔ و اﻝﺒرﻴطﺎﻨﻴﺔ وﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻋن ﺒﻌض اﻝدول اﻝﻌرﺒﻴﺔ و ﻤﻘﺎرﻨﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﻀﻤون ﻗﺎﻨون ﺠﻬﺎز اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ واﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﻠﻴﺒﻴﺔ ذات اﻝﻌﻼﻗﺔ ﺒﻤﻬﻨﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ. ﻓﻲ ﺤﻴن ﻴرﻤﻲ اﻝﻔﺼل اﻝﺴﺎدس إﻝﻰ ﺘﺴﻠﻴط اﻝﻀوء ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻴﺎر ﺒذل اﻝﻌﻨﺎﻴـﺔ اﻝﻤﻬﻨﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻝﺘﺸـرﻴﻌﺎت اﻝﺼــﺎدرة ﻋــن أﺠﻬ ـزة اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻋﻤوﻤــﺎ ،و اﻝﺘﺸ ـرﻴﻌﺎت اﻝﻠﻴﺒﻴــﺔ ﺨﺼوﺼــﺎ ،ﻤــن ﺤﻴــث ﺘﺤدﻴــد ﻤﻨﺎﻗﺸــﺔ ﻤﻔﻬــوم اﻝﻌﻨﺎﻴــﺔ اﻝﻤﻬﻨﻴــﺔ ،و د ارﺴــﺔ ﻤــدى أﻫﻤﻴﺘــﻪ ﻓــﻲ ﻤﺠــﺎل اﻝوﻓــﺎء ﺒﺎﻝﻤﺴــؤوﻝﻴﺎت اﻝﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻝﻤ ارﺠــﻊ اﻝﺤﺴــﺎﺒﺎت، وﻜذﻝك اﺴﺘﻌراض ﻗواﻋد اﻝﺴﻠوك اﻝﻤﻬﻨﻲ وﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﺼﺎدرة ﻋن اﻝﻤﻨظﻤﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻝﺨﺼوص و ﻤﻘﺎرﻨﺘﻬﺎ ﺒﻤﺎ ﻫو ﻤوﺠود ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت اﻝﺼﺎدرة ﻋن ﺠﻬﺎز اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ. و ﻓﻲ اﻷﺨﻴر ﺘم ﺘﻘدﻴم ﺨﻼﺼﺔ اﻝﺒﺤث و اﺴﺘﺨﻼص اﻝﻨﺘﺎﺌﺞ اﻝﺘﻲ ﺘم اﻝﺘوﺼل إﻝﻴﻬﺎ وﻋرض اﻻﻗﺘراﺤﺎت.. و.
(88) ا اول ة و
(89) ر اا.
(90) ﺘﻤﻬﻴد ﺘﺸ ــﻴر اﻝد ارﺴ ــﺎت إﻝ ــﻰ أن اﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ ﻗ ــد ﻋرﻓ ــت ﺘط ــو ار ﻤﻼزﻤ ــﺎ ﻝﻠﺘط ــور اﻝﺤﺎﺼ ــل ﻓ ــﻲ اﻝﻤﺴ ــﺘوى اﻻﺠﺘﻤ ــﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼــﺎدي ﻝﻸﻓ ـراد واﻝﻤﻨظﻤــﺎت .وأن ﺘ ازﻴــد اﻻﻫﺘﻤــﺎم ﺒﺎﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻋﺒــر اﻝﺘــﺎرﻴﺦ ﻴﻤﻜــن أن ﻴــوﻋز إﻝــﻰ ﻋــدة أﺴــﺒﺎب ﻴﻤﻜن ﺤﺼرﻫﺎ ﻓﻲ اﻵﺘﻲ: أ( ﻀرورة ﺘوﻓر ﻤﺎ ﻴﻤﻜـن اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠﻴـﻪ )اﻝﻤراﺠﻌـﺔ( ﻓـﻲ اﻹﺜﺒـﺎت واﻻﺴـﺘدﻻل ﻋﻠـﻰ ﺤﺴـن وﺼـدق ﻨﻴـﺔ ﻤـن ﻋﻬـد إﻝﻴﻬم اﻝﺘﺼرف ﻓﻲ اﻝﺴﻠﻊ واﻷﻤوال ﺘﺠﺎﻩ اﻝﻤﻼك واﻝداﺌﻨﻴن. ب( ضرورة توفر الكشوف و القوائم المالية من أجل استخدامھا من طرف المالك في تقييم أداء القائمين نيابة عنھم باإلدارة والتسيير،ومراقبة تطور حجم ممتلكاتھم ،ومعرفة درجة ربحيتھا .واتخاذ القرارات الرشيدة على ضوئھا. ج( الرغبة في تحديد الفعالية في تخصيص واستخدام الموارد االقتصادية من طرف مختلف فئات المجتمع ﺘطورت اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﺘﺎرﻴﺨﻴًﺎ اﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻻﺤﺘﻴﺎﺠﺎت ﻤﺘﻨوﻋﺔ ،وﺤدﺜت اﻝﺘﻐﻴﻴرات ﺘدرﻴﺠﻴﺎً ﻓﻲ اﻝﺘﺸرﻴﻌﺎت واﻷﺴﺎﻝﻴب ،وﻝﻜن اﻝﺤﺎﺠﺔ ﻝﻠﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﺠدﻴدة ﻓﻲ اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ و اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻜﺎﻨت ﻀرورﻴﺔ ﻝﻤﻼﺤﻘﺔ اﻝﻌﻼﻗﺎت واﻷﻨﻤﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝﻤﺘﻐﻴرة ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻤﺠﺎل ،وﻤﻊ ذﻝك اﺴﺘﻤر اﺴﺘﺨدام اﻝﻜﺜﻴر ﻤن اﻷﺴﺎﻝﻴب واﻝﻤﻔﺎﻫﻴم ﻓﺘرة طوﻴﻠﺔ ﺤﺘﻰ ﺒﻌد أن ﺘﻐﻴرت اﻝظروف اﻝﺘﻲ ﻜﺎﻨت ﺘﻔرﻀﻬﺎ .ﻝذﻝك ،وﻗد ﻋرﻓت اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻤﻨذ ﻋﺼور اﻝﺤﻀﺎرات .1 اﻷوﻝﻰ وارﺘﺒطت ﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ﺒﻨﺸﺄة اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ وﺘطورﻫﺎ ﺘﻌﺘﺒر اﻝﺘﻘﺎرﻴر اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺤوﺼﻠﺔ اﻝﻌﻤل اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﻲ ﻋن اﻝﻔﺘرة اﻝﻤﻨﺘﻬﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﻴﻘوم ﺒﺈﻋدادﻫﺎ اﻝﻤﺤﺎﺴﺒون داﺨل اﻝوﺤدة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ .وﻝﻜﻲ ﺘﻌﻜس ﻫذﻩ اﻝﻘواﺌم اﻝوﻀﻊ اﻝﻤﺎﻝﻲ وﻨﺘﺎﺌﺞ اﻷﻋﻤﺎل واﻷﻨﺸطﺔ ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﻤوﺜوق ﺒﻬﺎ -ﻤن وﺠﻬﺔ ﻨظر ﻤﺴﺘﺨدم اﻝﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ -ﻻ ﺒد وأن ﺘﺨﻀﻊ ﻝﻌﻤﻠﻴﺔ اﻝﺘدﻗﻴق واﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ ﻤن طرف ﻤﺤﺎﺴب ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻤﻌﺘﻤد ،ﻴﻜون ﻤﺤﺎﻴداً ﻓﻲ إﺒداء رأﻴﻪ ﺤول ﻋداﻝﺔ ﻫذﻩ اﻝﻘواﺌم .وﻤن ﺜم ﻓﺈن رأي اﻝﻤراﺠﻊ ﻴزﻴد ﻤن ﺜﻘﺔ ﻤﺴﺘﺨدﻤﻲ اﻝﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﺒﺎﻝﺒﻴﺎﻨﺎت واﻝﻤﻌﻠوﻤﺎت اﻝﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﺒﻬﺎ .وﻫﻨﺎك ﻋدد ﻤن اﻝﻌواﻤل اﻝﺘﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ أن ﺘﺠﻌل رأي اﻝﻤراﺠﻊ ﻤوﺜوق ﺒﻪ ﻴﻤﻜن ﻤﺴﺘﺨدﻤﻲ اﻝﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ .وﻤن ﻫذﻩ اﻝﻌواﻤل: أ( ب(. اﻻﺴﺘﻘﻼﻝﻴﺔ. اﻝﻜﻔﺎءة اﻝﻌﻠﻤﻴﺔ واﻝﻤﻬﻨﻴﺔ.. اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒق ،ﻓﺈن اﻷطراف اﻝﺘﻲ ﺘؤﺜر ﻓﻲ اﻝﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻫﻲ: • اﻝﻤﺤﺎﺴﺒون داﺨل اﻝوﺤدة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝذﻴن ﻴﻘوﻤون ﺒﺘﻠﺨﻴص اﻝوﻀﻊ اﻝﻤﺎﻝﻲ ،وﻨﺘﺎﺌﺞ اﻷﻨﺸطﺔ وﺘﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻝﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ. • اﻝﻤراﺠﻌون اﻝﻤﺴﺘﻘﻠون اﻝذﻴن ﻴﻤﺎرﺴون ﻤﻬﻨﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻹﺒداء رأﻴﻬم ﺤول ﻋداﻝﺔ اﻝﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ. • اﻝﻤﺴﺘﻌﻤﻠون ﻝﻠﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﺨﺎرج اﻝوﺤدة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ اﻝذﻴن ﺘرﺒطﻬم ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﻊ ﻫذﻩ اﻝوﺤدة.. - 1إبراھيم عثمان شاھين ،(1987)،نحو مدخل لمراجعة منشآت األعمال في ضوء النظرية العامة للنظم ،مجلة المحاسبة ،ص.238. 2.
(91) ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻝﻔﺼل ﺴﻴﺘم ﺘﻘدﻴم ﻨﺒذﻩ ﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ ﻤﺨﺘﺼرة ﻋن ﻨﺸﺄة اﻝﻤراﺠﻌﺔ وﺘطورﻫﺎ ﺜم ﻴﺘﺒﻌﻬـﺎ ﻋـرض أﻫم اﻝﻬﻴﺌـﺎت و اﻝﻤﻨظﻤـﺎت اﻝﻤﺤﺎﺴـﺒﻴﺔ اﻝﻤﺨﺘﺼـﺔ أﻜﺎدﻴﻤﻴـﺎ و ﻤﻬﻨﻴـﺎ اﻝﺘـﻲ ﺘوﻝـت ﻤﻬﻤـﺔ اﻝﻘﻴـﺎم ﺒﺘﻐذﻴـﺔ وﺘرﻗﻴـﺔ اﻝﻔﻜـر اﻝﻌﻤﻠــﻲ اﻝﻤﺤﺎﺴ ــﺒﻲ وﺘط ــوﻴرﻩ .ﺤﻴ ــث ﻨﺠ ــد اﻝﻌدﻴ ــد ﻤ ــن اﻝﻜﺘ ــﺎب واﻝﻤﺘﺨﺼﺼ ــﻴن ﻗ ــد ﺘﻨ ــﺎوﻝوا اﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺴ ــﻴﺎﻗﻬﺎ. اﻝﺘﺎرﻴﺨﻲ وﻓق اﻝﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻝﻤرﺤﻠﻴﺔ اﻝﻤواﻝﻴﺔ.. 2.1ﻤراﺤل ﺘطور اﻝﻤراﺠﻌﺔ إن ﻋرض ﻤراﺤل ﺘطـور اﻝﻤراﺠﻌـﺔ وﻓـق اﻝﺘﻘﺴـﻴم اﻝﻤـواﻝﻲ ﺴﻴﻜﺸـف ﺒـدون ﺸـك اﻷﺴـﺒﺎب اﻝﻜﺎﻤﻨـﺔ وراء ﻤﺨﺘﻠف اﻝﺘﻐﻴرات اﻝﺘﻲ ﺘواﻝت ﻋﺒر اﻝﻌﺼور ،و ﻴﺒﻴن أﻫم اﻝﺴﻤﺎت اﻝﺘﻲ ﺘﻤﻴز ﻜل ﻤرﺤﻠﺔ.. 1.2.1اﻝﻔﺘرة ﻤن اﻝﻌﺼر اﻝﻘدﻴم ﺤﺘﻰ ﺴﻨﺔ 1500م ﻴرﺠﻊ ظﻬور اﻝﻤﺤﺎﺴـﺒﺔ واﻝﻤراﺠﻌـﺔ إﻝـﻰ ﻤـﺎ ﻗﺒـل ﻤـﻴﻼد اﻝﻤﺴـﻴﺢ ﺒــ 3600 :ﺴـﻨﺔ ،ﺤﻴـث وﺠـدت ﺒﻌـض اﻝدﻻﺌل اﻝﺘﻲ ﺘﺸﻴر إﻝﻰ اﺴﺘﻌﻤﺎل ﺒﻌض اﻝﻤﻔﺎﻫﻴم اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ ﻜﺎﺤﺘﺴﺎب أﻗﺴﺎط اﻻﺴﺘﻬﻼك ﻋﻠﻰ اﻷﺴـوار اﻝﺘـﻲ ﺒﻨﻴت ﻓﻲ ﻋﻬد اﻝﺤﻀﺎرات اﻹﻏرﻴﻘﻴﺔ واﻝروﻤﺎﻨﻴﺔ اﻝﻘدﻴﻤﺔ .1 ﻜﻤﺎ أن ﺤﻜﺎم ﻗدﻤﺎء اﻝﻤﺼرﻴﻴن واﻝﻴوﻨﺎﻨﻴﻴن واﻝروﻤﺎن ﻜﺎﻨوا ﻴﺴﺘﺨدﻤون اﻝﻤـراﺠﻌﻴن ﻝﻠﺘﺄﻜـد ﻤـن ﺼـﺤﺔ اﻝﺤﺴــﺎﺒﺎت اﻝﻌﺎﻤــﺔ ،ﺤﻴــث ﻜﺎﻨــت اﻝــدﻓﺎﺘر اﻝﻤﺤﺎﺴــﺒﻴﺔ ﺘﺘﻠــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻤﺴــﻤﻊ اﻝﺤﻜــﺎم وﺒﺤﻀــور ﻤﺴﺘﺸــﺎرﻴﻬم ،وذﻝــك ﻝﻤﻌرﻓﺔ أوﻻ ً◌ ﻤﻘدار ﻤﺎ آﻝت إﻝﻴﻪ ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺘﻬم ،و ﺜﺎﻨﻴﺎ ﻝﻤﻨﻊ أو/و اﻜﺘﺸﺎف أي ﺘﺼرﻓﺎت ﻏﻴر ﻤﺴؤوﻝﺔ ﻤـن ﻗﺒـل اﻝﻘــﺎﺌﻤﻴن ﻋﻠــﻰ اﺴــﺘﻐﻼل و ﺘﺸــﻐﻴل ﺘﻠــك اﻝﻤﻤﺘﻠﻜــﺎت وﺤﻔظــﺔ اﻝﺤﺴــﺎﺒﺎت 2و ﻗــدﻴﻤﺎ ﻓــﻲ روﻤــﺎ ﻜــﺎن ﻴطﻠــق ﻋﻠــﻰ ﻤ ارﺠ ــﻊ اﻝﺤﺴ ــﺎﺒﺎت ﺘﺴ ــﻤﻴﺔ "اﻝﻤﻨﺼ ــت أو اﻝﻤﺴ ــﺘﻤﻊ" ﻨظـ ـ ار ﻝﻘﻴﺎﻤ ــﻪ ﺒﺈﺴ ــﻤﺎع ﻨﺘ ــﺎﺌﺞ اﻝﻌﻤﻠﻴ ــﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴ ــﺔ ﺒ ــدﻻً ﻤ ــن ﺘﻼوﺘﻬـ ــﺎ .وﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا اﻷﺴـ ــﺎس اﺸـ ــﺘﻘت ﻜﻠﻤـ ــﺔ اﻝﻤراﺠﻌـ ــﺔ Auditﻤـ ــن اﻝﻜﻠﻤـ ــﺔ اﻝﻼﺘﻴﻨﻴـ ــﺔ Audirsاﻝﺘـ ــﻲ ﺘﻌﻨـ ــﻲ اﻻﺴﺘﻤﺎع .3 ﻜﻤ ــﺎ وﺠ ــدت ﻓ ــﻲ اﻝﺼ ــﻴن أﻨظﻤ ــﺔ ﺘ ارﻗ ــب اﻝﻤ ــوظﻔﻴن اﻝﺤﻜ ــوﻤﻴﻴن ﻓ ــﻲ ﻜﻴﻔﻴ ــﺔ ﺘﺄدﻴ ــﺔ اﻝوظ ــﺎﺌف اﻝﻤﺎﻝﻴ ــﺔ واﺴــﺘﺨدام اﻝﻤﻤﺘﻠﻜــﺎت اﻝﻌﺎﻤــﺔ.4وﻋــرف أﻴﻀــﺎ ﺴــﻜﺎن ﻤــﺎ ﺒــﻴن اﻝﻨﻬـرﻴن اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ،ﺤﻴــث ﺘــدل اﻷﻝـواح اﻝﻤﺴــﻤﺎرﻴﺔ ﻋﻠﻰ وﺠود ﺘﺸـرﻴﻌﺎت ﺘـﻨظم اﻝﻤﻌـﺎﻤﻼت اﻻﻗﺘﺼـﺎدﻴﺔ آﻨـذاك .ﻓﻔـﻲ ﻗـﺎﻨون )أﺸـﻨوﻨﺎ( وﻫـو ﻤـن اﻝﻘـواﻨﻴن اﻝﻤدوﻨـﺔ ﺒﺎﻝﻠﻐﺔ اﻷﻜﺎدﻴﺔ ،ﻨﺠد ﻤﺎ ورد ﻓـﻲ ﻨـص اﻝﻤـﺎدة )" (40إذا ﻝـم ﻴـﺘﻤﻜن اﻝﺤـﺎﺌز ﻋﻠـﻰ اﻷﻤـوال اﻝﻤﻨﻘوﻝـﺔ ﻤـن ﺘﺜﺒﻴـت اﺴم اﻝﺒﺎﺌﻊ اﻝذي اﺒﺘﺎﻋﻬﺎ ﻤﻨﻪ ﻋـد ﺴـﺎرﻗﺎً" .وﻤـن ﺤﻴـث اﻝﻤﻌﻨـﻰ ﻓـﺈن ﻫـذﻩ اﻝﻤـﺎدة ﺘﺘواﻓـق ﻤـﻊ إﺠـراءات اﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﺤدﻴﺜﺔ ﺒﺨﺼوص اﻝﺤﺼول ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻜﻴدات أرﺼدة اﻝﻤدﻴﻨﻴن واﻝداﺌﻨﻴن.5. 1. - J. S.Arpan and L. H. Radebaugh (1981) ,International Accounting and Multinational Enterprises,WGL,p.1. - 2إدريس عبد السالم اشتيوى،(1990)،المراجعة معايير وإجراءات ،الدار الجماھيرية للنشر و التوزيع و اإلعالن ،بنغازي،ص.12 -3حسبن القاضي ،حسين دحدوح،(1999)،مراجعة الحسابات ،منشورات جامعة دمشق ،ص.6 4 -SHUO W.& YAM S.,(1987),Audit Profile people’s Republic of China. In International Journal of Government Auditing ,vol.14, No.4 october,p.11 - 5عبد الرزاق محمد عثمان،(1988)،أصول التدقيق والرقابة الداخلية ،مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ،جامعة الموصل،ص.13. 3.
(92) وﻓـﻲ اﻝﺘــﺎرﻴﺦ اﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻻزﻤــت اﻝﻤراﺠﻌـﺔ ﻨﺸــﺄة و ﺘﻨظــﻴم اﻝدوﻝـﺔ اﻹﺴــﻼﻤﻴﺔ ،ﻓﻘـد ﻜــﺎن اﻝرﺴــول )ص( ﻴﺒﻌث ﻤﻨدوﺒﻴﻪ إﻝـﻰ ﻤـدن وﻗﺒﺎﺌـل اﻝﺤﺠـﺎز واﻝـﻴﻤن ﻝﺠﻤـﻊ اﻝﺼـدﻗﺎت وﻏﻴرﻫـﺎ ﻤـن اﻷﻤـوال اﻝﻤﺴـﺘﺤﻘﺔ ﻋﻠـﻰ رﻋﺎﻴـﺎ اﻷﻤــﺔ ،وﻜــﺎن اﻝرﺴــول )ص( ﻴﻠﻘــن ﻤﻨدوﺒﻴــﻪ ﻤﻘــﺎدﻴر وطــرق ﺘﺤﺼــﻴل اﻝزﻜــﺎة واﻝﺠزﻴــﺔ ،وطــرق اﻹﻨﻔــﺎق اﻝﻌــﺎم و أﺤﻜﺎﻤﻪ ،وﻴﺤﺎﺴﺒﻬم ﻋﻠﻰ اﻝﻤﺴﺘﺨرج واﻝﻤﻨﺼرف ﻤﻨﻬﺎ ،وﻜـﺎن ﻝـﻪ ﻜﺘـﺎب ﻴوﺜﻘـون ﻝـﻪ أﻤـوال اﻝﺼـدﻗﺎت واﻝﻐﻨـﺎﺌم. ﻜﻤﺎ ﻜﺎن )ص( ﻴﺒث روح اﻝرﻗﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﻨﻔوس اﻝرﻋﻴﺔ .ﻏﻴر أﻨﻪ ﻝم ﻴﻜﺘف ﺒذﻝك ٕواﻨﻤﺎ ﻗﺎم ﺒﻤﺒﺎﺸـرة اﻝرﻗﺎﺒـﺔ ﺒﻨﻔﺴـﻪ ﻋﻠﻰ اﻝﺼﺤﺎﺒﺔ ﺒﺘوﺠﻴﻬﻬم ٕوارﺸﺎدﻫم وﻤﺤﺎﺴﺒﺘﻬم .وﻓـﻲ ﻋﻬـد أﺒـو ﺒﻜـر اﻝﺼـدﻴق رﻀـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﺴـﺎرت اﻝرﻗﺎﺒـﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﻔس اﻝﻨﻤط .1 وﺘﻤﻴــز ﻋﻬــد اﻝﺨﻠﻴﻔــﺔ ﻋﻤــر ﺒــن اﻝﺨطــﺎب )رﻀــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ( ﺒﺎزدﻴــﺎد ﻨﺠﺎﺤــﺎت اﻝﻔﺘوﺤــﺎت اﻹﺴــﻼﻤﻴﺔ، ﺤﻴـ ــث اﺘﺴـ ــﻌت رﻗﻌـ ــﺔ اﻝدوﻝـ ــﺔ وﻜﺜـ ــرت ﻤواردﻫـ ــﺎ و ﻨﻔﻘﺎﺘﻬـ ــﺎ ﻤﻤـ ــﺎ ﺘطﻠـ ــب رﻗﺎﺒـ ــﺔ أﺸـ ــد ﻋـ ــن ﺴـ ــﺎﺒﻘﺘﻬﺎ ﻓـ ــﻲ ﻋﻬـ ــد اﻝرﺴول)ص( وأﺒو ﺒﻜر.و ﻴﻤﻜن اﻋﺘﺒﺎر ﻤرﺤﻠﺔ ﺨﻼﻓﺔ ﻋﻤـر ﻤـن اﻝﻨﺎﺤﻴـﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴـﺔ واﻝرﻗﺎﺒـﺔ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻤرﺤﻠـﺔ ﻤﻤﻴـزة ﻷﻨــﻪ وﻀــﻊ أﺴﺴ ـﺎً و ﻗواﻋــد ﺘﻜﻔــل أﺤﻜــﺎم اﻝرﻗﺎﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻤ ـوال اﻝدوﻝــﺔ .ﺤﻴــث أﻨﺸــﺄ دﻴ ـوان ﺒﻴــت اﻝﻤــﺎل ﻝﻀــﺒط إﻴرادات اﻝدوﻝﺔ و ﻨﻔﻘﺎﺘﻬﺎ،ﻜﻤﺎ أﻨﺸﺄ ﻤﺠﻤوﻋﺔ ﻤـن اﻝـدواوﻴن اﻷﺨـرى اﻝﻤﻨظﻤـﺔ ﻝﻠﺸـؤون اﻝﻌﺎﻤـﺔ ﻝﻠﻤﺠﺘﻤـﻊ .وﺒـذﻝك ﻴﻜون ﻗد وﻀﻊ أول أﺴﺎس ﻝﻠرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ.2 وﺒﺎﻨﺘﻬــﺎء ﻋﻬــد اﻝﺨﻠﻔــﺎء اﻝ ارﺸــدﻴن وﻗﻴــﺎم اﻝدوﻝــﺔ اﻷﻤوﻴــﺔ ﺒــدأت ﻤرﺤﻠــﺔ ﺠدﻴــدة ﺘﻌﺘﺒــر اﻤﺘــدادا ﻝﻤ ارﺤــل ﺘطــور اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻓﻲ اﻝدوﻝﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺤﻴث ﺘم ﺘدﻋﻴم اﻝﻘواﻋد اﻝﺘـﻲ اﺴـﺘﻘرت ﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻝرﺴـول)ص( وأﺒـو ﺒﻜـر وﻋﻤر ﻤن ﺨﻼل إﻨﺸﺎء دﻴوان اﻝﺨراج ،ودﻴوان اﻝﻤﺴﺘﻐﻼت ،ودار اﻻﺴﺘﺨراج ﻝﻠﺘﺤﻘﻴق ﻤﻊ اﻝوﻻة واﻝﻌﻤـﺎل ﻋﻨـد ﻋزﻝﻬم ،ﻜﻤﺎ ظﻬر ﻨظﺎم رﻓﻊ اﻝﺘظﻠﻤﺎت ﻓﻜﺎن ذﻝك أﺴﺎس ﺒداﻴﺔ اﻝﻌﻤل ﺒﻨظﺎم وﻻﻴﺔ اﻝﻤظﺎﻝم.3 وﻓﻲ ﻋﺼر اﻝدوﻝﺔ اﻝﻌﺒﺎﺴﻴﺔ ﺘم إﺤﻜﺎم اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻤـوال اﻝﻌﺎﻤـﺔ ،ﺤﻴـث اﺴـﺘﺤدث دﻴـوان اﻝزﻤـﺎم، ودﻴـوان اﻝﺠﻨــد ،ودﻴـوان اﻝﻤـواﻝﻲ ،ودﻴـوان زﻤــﺎم اﻝﻨﻔﻘــﺎت ،ودﻴـوان اﻝﻨظــر ﻓــﻲ اﻝﻤظــﺎﻝم ودﻴـوان اﻝﻌطــﺎء ،ودﻴـوان اﻝﻤﻨﺢ أو اﻝﻤﻘﺎﻀﺎة ،وﻝﻘد ﻜﺎن دﻴوان اﻝزﻤﺎم وﻫو ﻴﻨﺎظر ﺠﻬﺎز اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ ،ﻤن أﻫم اﻝـﻨظم اﻝرﻗﺎﺒﻴـﺔ اﻝﺘـﻲ ادﺨﻠﻬــﺎ اﻝﺨﻠﻴﻔ ــﺔ اﻝﻤﻬ ــدي اﻝﻌﺒﺎﺴ ــﻲ ،ﺤﻴ ــث ﻜ ــﺎن ﻴﻘ ــوم ﺒرﻗﺎﺒــﺔ ﻤﺎﻝﻴ ــﺔ ﻓﻌﺎﻝ ــﺔ وﻤﺘﺨﺼﺼ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺠﻤﻴ ــﻊ دواوﻴ ــن اﻝدوﻝ ــﺔ،واﺨﺘص ﺒﻤراﺠﻌ ــﺔ ﺤﺴ ــﺎﺒﺎت اﻝوﻻﻴ ــﺎت وﻜ ــﺎن ﻴﺘﺒﻌ ــﻪ ﺠﻤﻴ ــﻊ اﻝﻌﻤ ــﺎل اﻝﻤﺘﺨﺼﺼ ــﻴن ﺒﻤراﺠﻌ ــﺔ ﺤﺴ ــﺎﺒﺎت اﻝوﻻﻴﺎت.4 ﻏﻴــر أن اﻝﺤرﻜــﺔ اﻻﺴــﺘﻌﻤﺎرﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﺒــدأت ﺒــﺎﻝﺤروب اﻝﻤﻐوﻝﻴــﺔ واﻝﺼــﻠﻴﺒﻴﺔ ،ﺜــم اﻻﺴــﺘﻌﻤﺎر اﻝﻌﺜﻤــﺎﻨﻲ وأﺨﻴ ـ ار اﻻﺴ ــﺘﻌﻤﺎر اﻝﻐرﺒ ــﻲ ﻗ ــد طﻤﺴ ــت ﻤﻌ ــﺎﻝم ﻫ ــذﻩ اﻝﻤﺤﺎﺴ ــﺒﺔ واﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ وﺤﻜﻤ ــت ﺒﺘﺨﻠ ــف اﻝ ــدول اﻝﻌرﺒﻴ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻝﻤﺠﺎل ،ﻓﻲ ﺤﻴن ﺤﻤﻠت اﻝدول اﻝﻐرﺒﻴﺔ ،و ﺨﺎﺼﺔ اﻴطﺎﻝﻴﺎ و ﺒرﻴطﺎﻨﻴﺎ اﻝرﻴﺎدة ﻝﺘﻘود ﻤﺴﻴرة اﻝﺘطـور ﻓـﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ واﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻓﻲ اﻝﻌﺼرﻴن اﻝﻤﺘوﺴط واﻝﺤدﻴث .5. - 1محمود المرسي الشين،(1977)،التنظيم المحاسبي لألموال العامة في الدولة اإلسالمية ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،ط،1 ص.301-203 - 2عوف محمود الكفراوي ،(1984)،سياسة اإلنفاق العام في اإلسالم ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية،ص.475 - 3المرجع السابق،ص.139 - 4المرجع السابق،ص.139 - 5نصر صالح محمد،(2004)،نحو إطار نظري عام للمراجعة و أثرھا على معاييرھا،منشورات أكاديمية الدراسات العليا،طرابلس،ص.35. 4.
(93) وﻗــد ﺒــدأ ﺘطــور اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻓــﻲ اﻝﻤــدن اﻹﻴطﺎﻝﻴــﺔ ﺒﻌــد ﺴــﻘوط اﻹﻤﺒراطورﻴــﺔ اﻝروﻤﺎﻨﻴــﺔ واﻨﻘﺴــﺎم اﻴطﺎﻝﻴــﺎ إﻝــﻰ دوﻴــﻼت ،وﺒﻌــد ظﻬــور اﻝﺤﺎﺠــﺔ ﻝﻌﻤﻠﻴــﺔ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ وﺨﺼوﺼ ـﺎً ﺒﻌــد ﻨﻤــو اﻝﻤــدن اﻹﻴطﺎﻝﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻜﺎﻨــت ﺘﺸــﺘﻬر ﺒﺎﻝﺘﺠﺎرة،ﻤﺜل ﻓﻠورﻨﺴـﺎ وﺠﻨـوة وﻓﻨﻴﺴـﻴﺎ،ﺤﻴث ﺘـم اﺴـﺘﺨدام اﻝﻤـراﺠﻌﻴن ﻷول ﻤـرة ﻓـﻲ ﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت اﻝﻤﺴـﺠﻠﺔ ﺒﺎﻝدﻓﺎﺘر واﻝﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻝﺒﻀﺎﺌﻊ اﻝﺘـﻲ ﻴﺠﻠﺒﻬـﺎ اﻝﺘﺠـﺎر ﻤـن وراء اﻝﺒﺤـﺎر ﻋﻠـﻰ ظﻬـور اﻝﺴـﻔن اﻝﺘﺠﺎرﻴـﺔ.وأﺨﻴ ار ﻴﻤﻜـن اﻝﻘــول ﺒــﺄن اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻓــﻲ ﻨﻬﺎﻴــﺔ ﻫــذﻩ اﻝﻔﺘ ـرة ﻗــد اﻗﺘﺼــرت ﻋﻠــﻰ ﻓﺤــص أﻤﺎﻨــﺔ اﻷﺸــﺨﺎص اﻝــذﻴن ﺘﺴــﻨد إﻝــﻴﻬم اﻝﻌﻤﻠﻴﺎت اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ.1وﻜﺎﻨت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﺤﻴﻨﻬﺎ ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻤﻊ ﻋدم وﺠود أو ﻤﻌرﻓﺔ ﻨظم اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ .2 وأﻫــم اﻝﺨﺼــﺎﺌص أو اﻝﺴــﻤﺎت اﻷﺴﺎﺴــﻴﺔ ﻝﻬــذﻩ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ ﻫــﻲ أن اﻝﻬــدف اﻷﺴﺎﺴــﻲ ﻤــن ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻫــو اﻝﺘﺄﻜد ﻤن أﻤﺎﻨﺔ اﻝﻘﻴﻤﻴن ﻋﻠﻰ اﻝﺸؤون اﻝﻤﺎﻝﻴﺔ،وأن ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻝﻤراﺠﻌـﺔ واﻝﺘـﻲ ﻋرﻓـت ﻓـﻲ ﻨﻬﺎﻴـﺔ ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘـرة ﻜﺎﻨـت ﺘﻔﺼﻴﻠﻴﺔ ﻤﻊ ﻋدم وﺠود أو ﻤﻌرﻓﺔ ﻨظم اﻝرﻗﺎﺒﺔ اﻝداﺨﻠﻴﺔ 2.2.1اﻝﻔﺘرة ﻤن 1500م إﻝﻰ 1850م. ﻜﺎن ﻝﻠﻨﺸﺎط اﻝﺘﺠﺎري اﻝﻤﺘﻨﺎﻤﻲ اﻝذي ﺘﻤﻴزت ﺒﻪ اﻝﻤواﻨﺊ اﻹﻴطﺎﻝﻴﺔ ﺨﻼل ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘـرة اﻷﺜـر اﻝﻜﺒﻴـر ﻓـﻲ ﺘطــوﻴر اﻷﻨظﻤــﺔ اﻝﺤﺴــﺎﺒﻴﺔ واﻝرﻗﺎﺒﻴــﺔ .ﻓﻘــد طــور اﻝﺘﺠــﺎر اﻹﻴطــﺎﻝﻴون أﻨﺸــطﺘﻬم و اﻓﺘﺘﺤ ـوا ﻓروﻋــﺎ ﺘﺠﺎرﻴــﺔ ﻓــﻲ أﻗطــﺎر ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ ،و أﺴﺴ ـوا ﺒﻨوﻜــﺎ وﻤؤﺴﺴــﺎت ﻤﺎﻝﻴــﺔ ﻝﻬــﺎ أﻨظﻤــﺔ ﺤﺴــﺎﺒﻴﺔ ورﻗﺎﺒﻴــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ.3وﻝﻘــد ﺼــﺎﺤب ﻫــذا اﻝﺘطور ظﻬور أول ﻤﻨظﻤﺔ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠـﺎل اﻝﻤراﺠﻌـﺔ ﻓـﻲ ﻓﻴﻨﺴـﻴﺎ ﺒﺎﻴطﺎﻝﻴـﺎ ﻋـﺎم .1581ﺤﻴـث ﺘﺄﺴﺴـت ﻜﻠﻴـﺔ ،ROXANATIوﻜﺎﻨت ﺘﺘطﻠب ﺴت ﺴـﻨوات ﺘﻤرﻴﻨﻴـﻪ ﺒﺠﺎﻨـب اﻻﻤﺘﺤـﺎن اﻝﺨـﺎص ﻝﻴﺼـﺒﺢ اﻝﺸـﺨص ﺨﺒﻴـ ار ﻓـﻲ اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ .وﻗد أﺼﺒﺤت ﻋﻀوﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ 1669ﺸرطﺎً ﻤن ﺸروط ﻤزاوﻝﺔ ﻤﻬﻨﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ،4ﻜﻤﺎ ﻜـﺎن ﻝظﻬور ﻨظرﻴﺔ اﻝﻘﻴد اﻝﻤزدوج اﻝﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﺴـﺠﻴل اﻝﻌﻤﻠﻴـﺎت اﻝﺤﺴـﺎﺒﻴﺔ اﻝﺘـﻲ اﻨﺘﺸـرت ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻝﻔﺘـرة اﻷﺜـر اﻝﻜﺒﻴـر ﻓﻲ ﺘطور ﻋﻠم اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﺔ واﻝﻤراﺠﻌﺔ .5 ﻜﻤ ــﺎ ﺘﻤﻴ ــزت ﻫـ ــذﻩ اﻝﻔﺘـ ـرة ﺒﺼ ــدور أول ﺘﺸ ـ ـرﻴﻊ ﻴﺘﻌﻠ ــق ﺒﺎﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ اﻝﺤدﻴﺜـ ــﺔ ﺘﻀ ــﻤﻨﻪ ﻗ ــﺎﻨون ﺸ ـ ـرﻜﺎت اﻝﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ اﻝﺒرﻴطــﺎﻨﻲ ﺴــﻨﺔ ،1844ﺤﻴــث ﺘطﻠــب ﻫــذا اﻝﺘﺸ ـرﻴﻊ ﺒــﺄن ﻴﻘــوم ﻤﺴــﺎﻫم أو أﻜﺜــر ﺒﻔﺤــص اﻝﻤﻴزاﻨﻴــﺔ اﻝﻤﻌ ــدة ﻤ ــن ط ــرف ﻤ ــدﻴري اﻝﺸ ــرﻜﺔ .أي أﻨ ــﻪ أﻋط ــﻰ اﻝﺤ ــق ﻝﻠﻤﺴ ــﺎﻫﻤﻴن ﻝﻔﺤ ــص دﻓ ــﺎﺘر و ﺴ ــﺠﻼت اﻝﺸ ــرﻜﺔ واﻻﺴﺘﻔﺴــﺎر ﻤــن اﻝﻤــوظﻔﻴن و اﻹدارة إذا ﻝــزم اﻷﻤــر ،وﻗــد أوﺠــب ﻜــذﻝك إﻋــداد اﻝﻤﻴزاﻨﻴــﺔ و اﻝﺘﻘرﻴــر ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻤــن طرف اﻝﻤراﺠﻊ و إﻴداﻋﻬﻤﺎ ﻝدى ﻤﺴﺠل ﺸرﻜﺎت اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻤﻊ ﺘﻘدﻴم ﻨﺴﺨﺔ ﻝﻜل ﻤﺴﺎﻫم.6 وﺘﺠدر اﻝﻤﻼﺤظﺔ ﻫﻨﺎ أﻨﻪ ﻝم ﻴﻜن ﻫﻨﺎك ﺘﻐﻴر ﻴذﻜر ﻓﻲ أﻫداف اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻴﻤﻴزﻫﺎ ﻋـن اﻝﻔﺘـرة اﻝﺴـﺎﺒﻘﺔ. ﻝﻜ ــن ﻋﻤﻠﻴ ــﺔ اﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ ﻜﺎﻨ ــت ﺘﻔﺼ ــﻴﻠﻴﺔ ،وأن ﻤﺠ ــﺎﻻت اﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ ﻗ ــد اﺘﺴ ــﻌت ﻝﻜ ــﻲ ﺘﺸ ــﺘﻤل ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻨﺸ ــطﺔ اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﺘﻲ ﺒدأت ﻤﻊ ﺒداﻴﺔ اﻝﺜورة اﻝﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ اﻝﻔﺘرات اﻝﺴﺎﺒﻘﺔ.. 3.2.1اﻝﻔﺘرة ﻤن 1850م إﻝﻰ 1950م. - 1حسين محمد ابوزيد، (1988)،دراسات في المراجعة ،الجزء األول ،دار النھضة العربية ،القاھرة ،ص.12 - 2إدريس عبد السالم اشتيوى،مرجع سابق ،ص.13 - 3محمد الفيومي،(1984)،قراءات في المشاكل المحاسبية المعاصرة ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية،ص.264 - 4خالد أمين عبدﷲ،(1986)،علم تدقيق الحسابات " الناحية النظرية"،ط ،1الجامعة األردنية ،عمان ،ص.264 - 5إدريس اشتيوى،مرجع سابق،ص.13 6 rd - David. N. Ricchiute ,(1992), Auditing op 3 . Ed., south- Western Publishing Co,. U. S., p8. 5.
(94) ﺘﻤﻴزت ﺒداﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻔﺘرة ﻤن ﻋﻤر اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﺒﺎﺴﺘﺠﺎﺒﺔ اﻝﻘواﻨﻴن اﻻﻨﺠﻠﻴزﻴﺔ ﻝﻼﻋﺘﻘﺎد اﻝﻌﺎم و اﻝرﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻀــرورة إﺨﻀــﺎع ﻤؤﺴﺴــﻲ اﻝﺸــرﻜﺎت وﻤــدﻴرﻴﻬﺎ ﻝرﻗﺎﺒــﺔ طــرف ﺜﺎﻝــث ﻤﺴــﺘﻘل ،ﻴﻘــوم ﺒﻔﺤــص أﻋﻤــﺎﻝﻬم و إﺒــداء اﻝرأي ﻓﻲ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫذا اﻝﻔﺤص ،وذﻝك ﺒﺼﻔﺔ دورﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻜل ﺴﻨﺔ ﻤﺎﻝﻴﺔ ﺨﺼوﺼـﺎ ﺒﻌـد اﻝﻨﻤـو اﻻﻗﺘﺼـﺎدي اﻝﻤﺘﻌــﺎظم اﻝــذي ﺸــﻬدﺘﻪ ﺒرﻴطﺎﻨﻴــﺎ ،وﺘ ازﻴــد اﻹﻨﺘــﺎج ﻓــﻲ أوروﺒــﺎ ﻨﺘﻴﺠــﺔ ظﻬــور اﻝﺜــورة اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ اﻝﺘــﻲ ﺼــﺎﺤﺒﻬﺎ اﻨﺘﺸـ ــﺎر ﺸـ ــرﻜﺎت اﻝﻤﺴـ ــﺎﻫﻤﺔ اﻝﺘـ ــﻲ ﺘﺘﻤﻴـ ــز ﺒﻤـ ــﺎ ﻴطﻠـ ــق ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﺒﻤﻔﻬـ ــوم اﻝﻤﻠﻜﻴـ ــﺔ اﻝﻐﺎﺌﺒـ ــﺔ )اﻨﻔﺼـ ــﺎل اﻹدارة ﻋـ ــن اﻝﻤﻠﻜﻴﺔ(.1ﻓﻔﻲ ﺴﻨﺔ 1856ﺼدر ﻗﺎﻨون اﻝﺸرﻜﺎت اﻝـذي ﺘﺨﻠـﻰ ﻋـن ﻀـرورة أن ﻴﻜـون اﻝﻤ ارﺠـﻊ ﻤـن ﻤﺴـﺎﻫﻤﻲ اﻝﺸــرﻜﺔ وأﻋطــﻰ ﻝﻠﺸــرﻜﺔ اﻝﺤــق ﻓــﻲ اﻻرﺘﺒــﺎط ﻤــﻊ أي ﻤ ارﺠــﻊ ﺨــﺎرﺠﻲ .وﻤــﻊ ذﻝــك أﻝــزم ﻫــذا اﻝﻘــﺎﻨون اﻝﺸــرﻜﺔ ﺒﻀرورة ﺘﻌﻴﻴن ﻤراﺠﻊ ﺨﺎرﺠﻲ إذا ﺘﻘدم طﻠب ﻤن طرف ﺨﻤس اﻝﻤﺴﺎﻫﻤﻴن ﻴﻤﻠﻜون ﺨﻤس رأس ﻤﺎل اﻝﺸرﻜﺔ. وﻗد ﺘﻀﻤن ﻗـﺎﻨون اﻝﺸـرﻜﺎت ﻝﺴـﻨﺔ 1862وﺼـﻔﺎ ﺘﻔﺼـﻴﻠﻴﺎ ﻝﻠﻤراﺠﻌـﺔ ﺒﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻝـﻰ ﻨﻤـوذج ﺘﻘرﻴـر اﻝﻤ ارﺠـﻊ.2. وظﻠت اﻝﻤراﺠﻌﺔ اﺨﺘﻴﺎرﻴﺔ وذﻝك ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ اﻝﻘرن اﻝﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸر،وﺘﺤرك اﻝﻬدف اﻝرﺌﻴﺴﻲ ﻝﻠﻤراﺠﻌـﺔ ﻤـن ﻤﺴـﺄﻝﺔ اﻝﺴــﻴوﻝﺔ ﻝﻴﺸــﻤل اﻜﺘﺸـﺎف ﻤواﻀــﻊ اﻷﺨطــﺎء واﻝﻐــش.3ﺜــم ﺠــﺎء ﻗــﺎﻨون اﻝﺸــرﻜﺎت ﺴــﻨﺔ 1900اﻝــذي ﻨــص ﻋﻠــﻰ وﺠوب أن ﺘﺨﻀﻊ دﻓﺎﺘر وﺴﺠﻼت ﻜل ﺸرﻜﺔ ﻝﻠﻤراﺠﻌﺔ وأن ﻴﺘم اﻝﺘﻘرﻴر ﻋن اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ. و ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر أوﻀﺢ اﻝﻘﺎﻨون اﻝﺴﺎﺒق ﺒﻌض ﻤﻬﺎم اﻝﻤراﺠﻊ ﻨوﺠزﻫﺎ ﻓﻲ اﻵﺘﻲ :4 -1 -2 -3. ﻤن ﺤق اﻝﻤراﺠﻊ أن ﻴﺤﺼـل ﻋﻠـﻰ ﻜـل اﻝﺴـﺠﻼت واﻝـدﻓﺎﺘر ﺒﺎﻝﺸـرﻜﺔ وﻤﺤﺎﻀـر ﻤﺠﻠـس اﻹدارة و اﻝﻌﻘود اﻝﺘﻲ ﻴﺤﺘﺎﺠﻬﺎ ﻓﻲ أداء ﻋﻤﻠﻪ. ﻋﻠﻰ اﻝﻤراﺠﻊ أن ﻴذﻴل ﺸﻬﺎدﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرﻗﺎم اﻝواردة ﺒﺎﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ ﻤﺤل اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻤﺤددا اﻝﺘزاﻤﻪ ﺒﻜـل اﻝﻤﺘطﻠﺒﺎت اﻝواردة ﺒﺎﻝﻘﺎﻨون. ﻴﺠـب أن ﻴﻘــرر اﻝﻤ ارﺠــﻊ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﻴزاﻨﻴـﺔ وﻴﻌرﻀــﻬﺎ ﻋﻠــﻰ اﻝﻤﺴــﺎﻫﻤﻴن وﻴﺤـدد ﻓﻴﻤــﺎ إذا ﻜــﺎن ﺤﺴــب رأﻴﻪ ،أن اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ ﺘﻌرض وﺠﻬﺔ ﻨظر ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ وﻋﺎدﻝﺔ ﻋن اﻝﻤرﻜز اﻝﻤﺎﻝﻲ ﻝﻠﺸرﻜﺔ.. ﻜﻤﺎ ﺘﻀﻤن اﻝﻘﺎﻨون ﻤﻜﺎﻓـﺄة اﻝﻤـراﺠﻌﻴن ﻤﻤـﺎ أﻋطـﻰ دﻓﻌـﺔ ﻗوﻴـﺔ ﻝﺘطـوﻴر اﻝﻤﻬﻨـﺔ ﻓﻴﻬـﺎ .5و ﺸـﻬدت ﻫـذﻩ اﻝﻤرﺤﻠﺔ ﺒداﻴﺔ ﺤرﻜﺔ اﻝﻜﺘﺎﺒﺔ و اﻝﺘﺄﻝﻴف ﻓﻲ ﻤﺠﺎل اﻝﻤﺤﺎﺴـﺒﺔ واﻝﻤراﺠﻌـﺔ ،ﺤﻴـث ﺼـدر ﻓـﻲ ﺴـﻨﺔ 1881أول ﻜﺘــﺎب ﻫــﺎم ﻓــﻲ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻝﻤؤﻝﻔــﻪ ) (pixleyﺒﻌﻨ ـوان "اﻝﻤراﺠﻌــون و واﺠﺒــﺎﺘﻬم و ﻤﺴــؤوﻝﻴﺎﺘﻬم" .وﻓــﻲ ﺴــﻨﺔ 1892ﺼــدرت اﻝطﺒﻌــﺔ اﻷوﻝــﻰ ﻤــن ﻜﺘــﺎب )اﻝﻤراﺠﻌــﺔ( ﻝﻤؤﻝﻔــﻪ " "Dicksceاﻝــذي ﺤــدد ﻓﻴــﻪ أن اﻝوظﻴﻔــﺔ اﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻝﻠﻤراﺠﻌﺔ ﺘﺘﻌﻠق ﺒﺎﻝﺘدﻗﻴق ﻓﻲ ﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﻴزاﻨﻴﺔ .وﻴرى اﻝﺒﻌض أن اﻝﺘزاﻴد ﻓﻲ ﻋدد ﺸرﻜﺎت اﻷﻤوال واﻹﻝ ـزام ﺒﺎﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﻝﻤﻬﻨﻴــﺔ اﻝﺘــﻲ ﻨــص ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻫــذا اﻝﻘــﺎﻨون ﻗــد أﻋطﻴــﺎ دﻓﻌــﺔ ﻗوﻴــﺔ ﻝﺘطــور ﻤﻬﻨــﺔ اﻝﻤﺤﺎﺴــﺒﺔ واﻝﻤراﺠﻌﺔ ﻓﻲ ﺒرﻴطﺎﻨﻴﺎ واﻝذي ﻜﺎن ﻝﻪ أﻜﺒر اﻷﺜر ﻓﻲ ﺘطور اﻝﻤراﺠﻌـﺔ ﻓـﻲ اﻝﻌدﻴـد ﻤـن اﻝـدول .6وﻓـﻲ أواﺨـر ﻫـذﻩ اﻝﻤرﺤﻠـﺔ أﺼـﺒﺢ اﻝﻤراﺠﻌـون ﻴﻌﺘﻤــدون ﻋﻠـﻰ ﻨظـم اﻝرﻗﺎﺒـﺔ اﻝداﺨﻠﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺎت اﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻝﺘـﻲ ﻴﻘوﻤــون - 1نصر صالح محمد ،مرجع سابق ،ص.37 - Richard Briston and Robert perks ,(1977) '' The External Auditor-His Rol and Cost to society", Accountancy ,Nov., p. 42. 3 -Amyas Mascarenhas and Stuart, Turley (1999), Spicer s practical Auditing. 18th. Ed., Butterworth and Co. (Publishers) Ltd., U.K.p 22 4 - Rodney J. Anderson (1977),The External Audit, Concepts and Techniques, Copp Clark pitman, Toronto ,.p 8. - 5حسين عامر شريف،(1968)،إطار النظرية العلمية في المحاسبة ،مجلة المحاسبة و اإلدارة والتامين ،كلية التجارة ،جامعة القاھرة، العدد الثالث ،ص .6 - 6حسين محمد ابوزيد ،مرجع سابق ،ص.16 2. 6.
(95) ﺒﻬﺎ ،وﺒـذﻝك ﻋرﻓـت ﻷول ﻤـرة اﻝﻤراﺠﻌـﺔ اﻻﺨﺘﺒﺎرﻴـﻪ وذﻝـك ﺒﺎﺴـﺘﺨدام اﻝﻌﻴﻨـﺎت اﻝﺤﻜﻤﻴـﺔ و ﻤـن ﺜﻤـﺔ أﺼـﺒﺤت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ أﻗل ﺘﻔﺼﻴﻼً .أﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠق ﺒﺄﻫداف اﻝﻤراﺠﻌﺔ ﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻫذﻩ اﻝﻤرﺤﻠـﺔ ﻓـﻴﻤﻜن ﺘﻠﺨﻴﺼـﻬﺎ ﻓﻲ اﻵﺘﻲ:1 -1. اﻜﺘﺸﺎف اﻝﻐش واﻝﺘﻼﻋب ﺒﺎﻝدﻓﺎﺘر.. -2. اﻜﺘﺸﺎف اﻷﺨطﺎء اﻝﻔﻨﻴﺔ.. -3. اﻜﺘﺸﺎف اﻷﺨطﺎء ﻓﻲ ﺘطﺒﻴق اﻝﻤﺒﺎدئ اﻝﻤﺤﺎﺴﺒﻴﺔ.. 4.2.1اﻝﻔﺘرة ﻤن 1950م ﺤﺘﻰ وﻗﺘﻨﺎ اﻝﺤﺎﻀر. ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻝﻔﺘـرة اﺘﺴـﻌت داﺌـرة اﻝﻨﺸـﺎط اﻻﻗﺘﺼـﺎدي ﻝﺸـرﻜﺎت اﻝﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ ﻝﻌـدة اﻋﺘﺒـﺎرات ﻝﻌـل ﻤـن أﻫﻤﻬـﺎ أوﻻ ﻋــدم ﻤواﻜﺒــﺔ ﺸــرﻜﺎت اﻷﺸــﺨﺎص ﻝﻤﺨﺘﻠــف اﻝﺘﻐﻴ ـرات اﻝﺘــﻲ ﻜﺎﻨــت ﺴــﺎﺌدة ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﻔﺘ ـرة وﺜﺎﻨﻴـــﺎ اﻝﺘطــور اﻝﺼﻨﺎﻋﻲ اﻝذي أﺼﺒﺢ ﻴﻌﺘﻤد ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴر ﻋﻠﻰ ﻜﺜﺎﻓﺔ رأس اﻝﻤﺎل اﻝﺜﺎﺒت .ﺤﻴـث أن ﺘﺸـﻌب ﻨﺸـﺎطﻬﺎ واﺘﺴـﺎع ﺤﺠﻤﻬـﺎ أدﻴـﺎ إﻝـﻰ اﻝﺤﺎﺠـﺔ إﻝـﻰ ﺘـوﻓر إدارة ﻓﻌﺎﻝـﺔ ﺘﻀــﻤن ﺘﺤﻘﻴـق أﻫـداف ﻤﺨﺘﻠـف اﻝﻔﺌـﺎت و اﻝطواﺌـف اﻝﺘـﻲ ﻝﻬــﺎ ﺼ ــﻠﺔ ﺒﺎﻝوﺤ ــدة اﻝﻤﺤﺎﺴ ــﺒﻴﺔ ،ﻓﻌﻠ ــﻰ ﺴ ــﺒﻴل اﻝﻤﺜ ــﺎل ،ﻓﺈﻨ ــﻪ ﻨﺘﻴﺠ ــﺔ ﻝﺘﻌ ــدد اﻝﻌﻤﻠﻴ ــﺎت و اﻷﻨﺸ ــطﺔ وﺘﺸ ــﻌب اﻝﺒﻨ ــﺎء اﻝﺘﻨظﻴﻤــﻲ و ﺒــروز اﻝﻤﺸــﺎﻜل اﻝﺼــﻨﺎﻋﻴﺔ واﻹدارﻴــﺔ أﺼــﺒﺤت اﻝﻤراﺠﻌــﺔ اﺨﺘﺒﺎرﻴــﻪ ﺘﻌﺘﻤــد ﻋﻠــﻰ اﻝﻌﻴﻨــﺎت اﻝﻤﺨﺘــﺎرة ﻋﻠ ــﻰ أﺴ ــﺎس اﻝﺤﻜ ــم اﻝﺸﺨﺼ ــﻲ ،ﻜﻤ ــﺎ ﻜ ــﺎن ﻝﻠﺘط ــورات اﻝﺤﺎﺼ ــﻠﺔ ﻓ ــﻲ اﻝﻌﻠ ــوم اﻹﺤﺼ ــﺎﺌﻴﺔ اﻷﺜ ــر اﻝﺒ ــﺎﻝﻎ ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ،ﺒﺘﺤوﻴﻠﻬــﺎ ﻤــن اﺴــﺘﺨدام اﻝﻤــدﺨل اﻝﺤﻜﻤــﻲ إﻝــﻰ اﺴــﺘﺨدام اﻝﻤــدﺨل اﻹﺤﺼــﺎﺌﻲ ،ﻝﺘﺤﻘﻴــق اﻝﻤزﻴــد ﻤــن اﻝﻤوﻀــوﻋﻴﺔ ﻋﻠــﻰ ﻨﺘــﺎﺌﺞ اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ،ﻜﻤــﺎ أﻨــﻪ ﻨﺘﻴﺠــﺔ ﻝﻠﺘطــورات اﻝﺘﻜﻨوﻝوﺠﻴــﺔ وظﻬــور اﻝﺤﺎﺴــﺒﺎت اﻻﻝﻜﺘروﻨﻴــﺔ وﺘطورﻫﺎ ،واﺴﺘﺨداﻤﻬﺎ ﻜﺄداة ﻝﺘﺸﻐﻴل اﻝﺒﻴﺎﻨﺎت اﻝﻤﺤﺎﺴـﺒﻴﺔ ،ﻓﻘـد أﺼـﺒﺢ اﻝﻤ ارﺠـﻊ ذاﺘـﻪ ﻤﺴـﺘﺨدﻤﺎ ﻝﻠﺤﺎﺴـب ﻜـﺄداة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻝﻤراﺠﻌﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ظﻬور ﻤﺎ ﻴﻌرف ﺒﺄﻨظﻤﺔ اﻝﺨﺒـرة أو اﻝﺒـراﻤﺞ اﻝﺠـﺎﻫزة ﻓـﻲ اﻝﻤراﺠﻌـﺔ.2وأﺼـﺒﺢ اﻝﻬ ــدف اﻷﺴﺎﺴ ــﻲ ﻝﻌﻤﻠﻴ ــﺔ اﻝﻤراﺠﻌ ــﺔ ﻴﺘﻤﺜ ــل ﻓ ــﻲ إﻋط ــﺎء رأي ﻓﻨ ــﻲ ﻤﺤﺎﻴ ــد ﺤ ــول ﻤ ــدى ﻋداﻝ ــﺔ اﻝﻘـ ـواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴ ــﺔ وﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﻝﻠﻤرﻜز اﻝﻤﺎﻝﻲ وﻨﺘﺎﺌﺞ أﻋﻤﺎل اﻝﺸرﻜﺎت. ﻝﻘــد ﻗــدﻤت اﻝﻤﻨظﻤــﺎت اﻝﻤﻬﻨﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ ﻤﺴــﺎﻫﻤﺎت ﻜﺒﻴ ـرة وﺠﻬــود ﻤﺘﻤﻴ ـزة ﻤــن أﺠــل ﺘطــوﻴر اﻝﻤراﺠﻌــﺔ و ﺘﻌزﻴــز دورﻫــﺎ اﻻﻗﺘﺼــﺎدي واﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ ،و وﻀــﻊ اﻷﺴــس و اﻝﻘواﻋــد اﻝﻼزﻤــﺔ ﻝﻤﻤﺎرﺴــﺘﻬﺎ ﺒﺸــﻜل ﺼــﺤﻴﺢ .و ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻤﺠــﺎل أﺼــدر اﻝﻤﺠﻤــﻊ اﻷﻤرﻴﻜــﻲ ﻝﻠﻤﺤﺎﺴــﺒﻴن اﻝﻘ ـﺎﻨوﻨﻴﻴن ) (AICPAﻓــﻲ ﻋــﺎم 1956 ﺘﺼو ار ﻝﻤﻌﺎﻴﻴر اﻝﻤراﺠﻌﺔ واﻋﺘﺒرﻫﺎ أﺴﺎﺴﺎ ﻴﺤﻜم اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ. ﻜﻤ ــﺎ ﺸ ــﻬدت ﻫ ــذﻩ اﻝﻤرﺤﻠ ــﺔ ظﻬ ــور ﻤﺤ ــﺎوﻻت ﺘﻬ ــدف إﻝ ــﻰ ﺘوﺤﻴ ــد اﻝﻤﻤﺎرﺴ ــﺔ اﻝﻌﻤﻠﻴ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻝﻤﺴ ــﺘوى اﻝدوﻝﻲ ،ﺤﻴث ﺘﺄﺴس اﻻﺘﺤـﺎد اﻝـدوﻝﻲ ﻝﻠﻤﺤﺎﺴـﺒﻴن ﺴـﻨﺔ .1977وﻤﻨـذ ذﻝـك اﻝوﻗـت ﺸـرع ﻓـﻲ إﺼـدار ﻤﺠﻤوﻋـﺔ ﻤــن اﻝﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻝدوﻝﻴــﺔ ﻝﻠﻤراﺠﻌــﺔ .و ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ ﺸــﻬدت اﻝــدول اﻝﻌرﺒﻴــﺔ اﻫﺘﻤﺎﻤــﺎ ﻤﻠﺤوظــﺎ ﺒﺎﻝﻤﻬﻨــﺔ ﻓــﻲ ﻤﺤﺎوﻝــﺔ ﻤﻨﻬــﺎ ﻝﻠرﻓــﻊ ﻤــن ﻤﺴــﺘواﻫﺎ و ﻤﺠــﺎراة اﻝــدول اﻝﻤﺘﻘدﻤــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻝﻤﺠــﺎل واﻻﺴــﺘﻔﺎدة ﻤــن ﺘﺠﺎرﺒﻬــﺎ ،ﻓﻘــد وﻀ ــﻌت اﻝ ــدول اﻝﻌرﺒﻴ ــﺔ اﻝﻘـ ـواﻨﻴن اﻝﻤﻨظﻤ ــﺔ ﻝﻤزاوﻝ ــﺔ اﻝﻤﻬﻨ ــﺔ ﻋ ــﻼوة ﻋﻠ ــﻰ إﻨﺸ ــﺎء اﻝﻤﺠﻤ ــﻊ اﻝﻌرﺒ ــﻲ ﻝﻠﻤﺤﺎﺴ ــﺒﻴن اﻝﻘﺎﻨوﻨﻴﻴن ﻓﻲ ﺴﻨﺔ 1982ﻓﻲ ﻤﺤﺎوﻝﺔ ﻝﻠﻨﻬوض ﺒﺎﻝﻤﻬﻨﺔ وﺘوﺤﻴد اﻝﻤﻤﺎرﺴﺔ ﻋرﺒﻴﺎ. وﻓــﻲ اﻝﻔﺘـرات اﻷﺨﻴـرة ﻤــن ﻫــذﻩ اﻝﻤرﺤﻠــﺔ اﺘﺴــﻊ ﻤﺠــﺎل اﻝﻤراﺠﻌــﺔ أﻓﻘﻴــﺎ ﻓﻠــم ﺘﻌــد ﺘﻘﺘﺼــر اﻝﻤراﺠﻌــﺔ ﻋﻠــﻰ إﺒداء اﻝرأي اﻝﻔﻨﻲ اﻝﻤﺤﺎﻴد ﻓﻲ اﻝﻘواﺌم اﻝﻤﺎﻝﻴﺔٕ ،واﻨﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻝﺤﺎﺠﺔ إﻝـﻰ ﻤﻌﻠوﻤـﺎت إﻀـﺎﻓﻴﺔ ﻓـﻲ ﻤﺨﺘﻠـف ﻤﺠـﺎﻻت - 1إدريس اشتيوي ،مرجع سابق،ص.14 - 2نصر صالح محمد ،مرجع سابق ،ص. 41. 7.
Documents relatifs
0 5 10 15 20 25 Low educational attainment Medium educational attainment High educational attainment Total EU27 EU15 Source: Compendium (2009). The indicator for training and
L’archive ouverte pluridisciplinaire HAL, est destinée au dépôt et à la diffusion de documents scientifiques de niveau recherche, publiés ou non, émanant des
Guidance parentale : ses liens avec la.. psycho thérapie et
Le noyau sauvage étale peut donc être réalisé comme groupe.. de Galois d’une extension abélienne, non ramifiée et p-décomposée F’ de On pourrait ainsi prendre
Through the comparison between two major, long-lasting theoretical frameworks – geocentrism and genocentrism – we discuss the different epistemological role played
We show that the binary cut-and-project words have complexity n + 1 and therefore are Stur- mian ; the ternary words correspond to codings of three-interval
An influence of electric currents on other metallurgical mechanisms (precipita- tion, recrystallization…) has also been reported (Conrad 2000). This was interpreted by the fact
(A) ctDNA detection rate (KRAS exon 2 mutation with a variant allele frequency ≥ 0.1%) in all patients at baseline, and in the subgroup of patients with a KRAS exon 2 mutation