• Aucun résultat trouvé

الأمن القومي وحقوق الإنسان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001: الولايات المتحدة الأمريكية أنموذجا

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "الأمن القومي وحقوق الإنسان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001: الولايات المتحدة الأمريكية أنموذجا"

Copied!
173
0
0

Texte intégral

(1)‫جامعة ابتنة ‪1‬‬ ‫كلية احلقوق و العلوم السياسية‬ ‫قسم العلوم السياسية‬. ‫األمن القومي وحقوق اإلنسان بعد أحداث ‪11‬‬ ‫سبتمبر ‪: 2001‬الواليات المتحدة األمريكية أنموذجا‬. ‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجستري يف العلوم السياسية‬. ‫ختصص‪ :‬حوكمة وتنمية‬. ‫إشراف األستاذ‪:‬‬. ‫إعداد الطالبة‪:‬‬. ‫أ‪.‬د صاحل زايين‬. ‫وفاء العمري‬. ‫جلنة املناقشة‬ ‫االسم واللقب‬. ‫الرتبة‬. ‫اجلامعة األصلية‬. ‫الصفة‬. ‫د‪ /‬دالل حبري‬. ‫أستاذة حماضرة – أ ‪-‬‬. ‫جامعة ابتنة – ‪- 1‬‬. ‫رئيسا‬. ‫أ‪.‬د‪ /‬صاحل زايين‬. ‫أستاذ التعليم العايل‬. ‫جامعة ابتنة – ‪- 1‬‬. ‫مشرفا و مقررا‬. ‫د‪ /‬عادل زقاغ‬. ‫أستاذ حماضر – أ ‪-‬‬. ‫جامعة ابتنة – ‪- 1‬‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫د‪ /‬عبد احلق زغدار‬. ‫أستاذ حماضر – أ ‪-‬‬. ‫جامعة ابتنة – ‪- 1‬‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫السنة اجلامعية‪2016 / 2015 :‬‬.

(2)

(3) ‫بسم رب العرش العظيم الذي أكرمني‪ ،‬والذي لواله ‪ ،‬لما وصلت إلى ما أصبو إليه‪،‬‬ ‫سبحانه وتعالى جلّت أسماؤه وعظم شأنه‪.‬‬ ‫دوا إِاال إِيااهُ َوبِا ْل َوالِدَ ْي ِن إِ ْح َسانًا "‬ ‫ضٰ‬ ‫ى َربُّ َ‬ ‫ك أَاال تَ ْعبُ ُ‬ ‫ق ال تعالى‪ ":‬وقَ َ‬ ‫أهدي ثمرة جهدي هذا‪،‬إلى التي رآني ق لبها قبل عينيها وحصنتني أحشائها قبل‬ ‫يديها‪،‬إلى من سقتني حنانها ‪،‬إلى سبب نجاحي وقنديلي في ظالم الحياة‪،‬إلى من‬ ‫كانت سندا لي بال حدود‪ ،‬إليك يا أمي الحبيبة‪.‬‬ ‫إلى من علمني أن الحياة جد واجتهاد‪،‬إليك يا منبع فخري واعتزازي ‪ ،‬أبي الغالي‪.‬‬ ‫إلى جميع إخوتي وأخواتي ‪ ،‬وكل العائلة كبيرا وصغيرا‪.‬‬ ‫إلى جميع من تق اسمت معهم‪،‬مشوار العلم و الدراسة‪.‬‬ ‫وإلى كافة األساتذة والعمال بقسمي العلوم السياسية ‪ ،‬في كل من جامعة الحاج لخضر‬ ‫باتنة ‪ ،‬وجامعة محمد خيضر بسكرة‪.‬‬.

(4) ‫الحمد هلل ممدا كثيرا طيب ا مباركا فيه ملئ السماء و األرض‬ ‫غاية االمتنان و التقدير و العرف ان‪...‬‬ ‫إلى أستاذي ومشرفي الف اضل ‪" ،‬األستاذ الدكتور‬ ‫صالح زياني" على طيبته و تفهمه و صبره‬ ‫وتوجيهاته ونصائحه القيمة‪.‬‬. ‫إلى من شرفوني ‪ ،‬باإلطالع على متن الرسالة و توجيه انتق اداتهم البناءة و مالمظاتهم‬ ‫الصائبة‬ ‫من األساتذة‬ ‫وأخص بالذكر ‪ ،‬الدكتور "عبد الحق زغدار" ‪ ،‬الدكتور "عادل زق اغ" ‪ ،‬وأختي‬ ‫األستاذة صالحة العمري ‪ ،‬واألستاذ "لطفي قواسمي"‪.‬‬. ‫كما أتقدم بخالص الشكر واالمتنان‪ ،‬إلى أعضاء لجنة المناقشة الموقرة‪،‬التي تحملت‬ ‫عناء قراءة هذا العمل ومناقشته‪.‬‬. ‫شكرا جزيال‬.

(5) ‫ملخص الدراسة‪:‬‬ ‫تهدف الدراسة إلى توضيح جدلية العالقة ‪ ،‬بين األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬في الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية ‪ ،‬بعد أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ ، 1001‬وتحاول اإلجابة عن إشكالية أساسية ‪،‬‬ ‫وهي كيف يمكن الحديث عن مكانة حقوق اإلنسان ‪ ،‬في ظل تزايد التهديدات األمنية العابرة‬ ‫للحدود ‪ ،‬واالهتمام باألمن القومي من طرف الدول ‪.‬‬ ‫وقد تناولت الدراسة اإلطار المفاهيمي والنظري ‪ ،‬لمفهومي األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪،‬‬ ‫وتعددت التعاريف المدرجة لكليهما ‪ ،‬وذلك الختالف المرجعيات الفلسفية للمفكرين ‪ ،‬ولقد حاولنا‬ ‫النظرية ‪ ،‬وما‬ ‫اإللمام بأهم التعريفات ‪ ،‬و أكثرها دقة للمصطلحين كما حاولنا مسح أهم المقاربات ّ‬. ‫تم التركيز‪،‬على‬ ‫تطرقت إليه حول جدلية األمن القومي ‪ ،‬وحقوق اإلنسان ‪ ،‬وفي هذا السياق ّ‬ ‫االتجاهين التفسيري والتكويني‪.‬‬ ‫وتطرقت الدراسة في الجزء الثاني ‪،‬إلى توضيح أهم اآلليات المستخدمة ‪ ،‬من االتجاه المدافع عن‬ ‫أولوية األمن القومي ‪ ،‬وكذا اآلليات المستخدمة ‪ ،‬من طرف االتجاه القائل ‪ ،‬بأولوية حقوق‬ ‫اإلنسان‪.‬‬ ‫أما الجانب التطبيقي ‪ ،‬فقد تطرقنا فيه إلى ‪ ،‬إبراز انعكاسات أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ ،‬على‬ ‫ّ‬. ‫فتم إبراز‬ ‫األمن القومي ‪ ،‬وحقوق اإلنسان في الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬بشيء من التفصيل ‪ّ ،‬‬ ‫مكانة األمن القومي و حقوق اإلنسان في الدستور األمريكي‪.‬‬ ‫تم إدراج تقييم للسياسات األمريكية ‪ ،‬السيما بعض السياسات ذات الطابع العنصري ‪،‬‬ ‫ثم ّ‬ ‫ّ‬ ‫السلوكيات األمريكية ‪،‬‬ ‫تجاه العرب والمسلمين ‪ ،‬وكذا موقف المنظمات غير الحكومية ‪ ،‬تجاه ّ‬. ‫فيما يخص حقوق اإلنسان‪.‬‬.

(6) ABSTRACT: The study aims to clarify the dialectical relationship between national security and human rights in the United States after the events of September, the 11th, 2001. The study is an attempt to answer a basic problem which is how you can talk about the status of human rights in the light of the increasing security transnational threats and, the concern of national security by the rest of the other countries. The study dealt with the conceptual and theoretical framework of the two concepts of national security and human rights. There are many definitions listed for both of them due to differing philosophical background of the thinkers. I have tried to find the intersection between the most important definitions, the most accurate definitions of the two terms as we surveyed the most important theoretical matches. And, my focus was on both the interpretative and formative approaches of the two definitions. Turning to the second part, the study clarifies the most important mechanisms used; the attitude of defending the national security priority, as well as the mechanisms used by the attitude of the primacy of human rights. As for the practical side, we highlighted the implications of the events of September the 11th, on national security and human rights in the United States with some details. As well as highlighting the position of national Security and Human Rights in the US Constitution. Then we included an evaluation of the US policies especially, some of the discriminatory policies towards Arabs and Muslims, as well as the position of nongovernmental organizations towards the American behaviors with respect to human rights..

(7) ‫خطة الدراسة‪:‬‬ ‫مقدمة‬. ‫الفصل األول‪:‬اإلطار المفاهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬ ‫المبحث األول‪:‬مقاربة مفاهيمية لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األمن القومي‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان‬ ‫المبحث الثاني‪:‬المقاربات المفسرة لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬ ‫المطلب األول‪ :‬اإلتجاهات التفسيرية لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اإلتجاه التكويني لتفسير األمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫الفصل الثاني ‪ :‬اآلليات المتبعة من طرف االتجاه المدافع عن األمن القومي‬ ‫واالتجاه القائل بأولوية حقوق اإلنسان‬ ‫المبحث األول‪ :‬اآلليات المستخدمة من طرف االتجاه المدافع عن األمن القومي‬ ‫المطلب األول‪ :‬اآلليات اإلعالمية والثقافية‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلليات السياسية‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اآلليات األمنية‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬اآلليات االقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‪:‬اآلليات المستخدمة من طرف االتجاه القائل بأولوية حقوق اإلنسان (المنظمات‬ ‫غير الحكومية الناشطة في مجال حقوق اإل نسان)‬ ‫المطلب األول‪ :‬اللجنة الدولية للصليب األحمر‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منظمة العفو الدولية‬.

(8) ‫خطة الدراسة‪:‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬منظمة مراقبة حقوق اإلنسان‬. ‫الفصل الثالث‪ :‬الواليات المتحدة األمريكية (األمن القومي وحقوق اإلنسان)بعد‬ ‫أحداث ‪11‬سبتمبر ‪1001‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬واقع األمن القومي وحقوق اإلنسان في الدستور األمريكي ومنظومة القيم‬ ‫األمريكية‬ ‫المطلب األول‪ :‬األمن القومي من منظور الدستور األمريكي والقيم األمريكية‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مكانة حقوق اإلنسان في الدستور األمريكي وضماناتها‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أحداث ‪11‬سبتمبر وتأثيراتها على األمن القومي وحقوق اإلنسان في الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‬ ‫المطلب األول‪ :‬إنعكاسات أحداث ‪11‬سبتمبر على األمن القومي األمريكي‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير أحداث ‪11‬سبتمبر على حقوق اإلنسان في الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬دراسة تقييميه لألمن القومي وحقوق اإلنسان بعد ‪ 11‬سبتمبر بالواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‬ ‫المطلب األول‪ :‬العنصرية ومعاداة العرب والمسلمين‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬موقف المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق اإلنسان من ممارسات‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم السياسات األمريكية في مجال األمن القومي وحقوق اإلنسان بعد أحداث‬ ‫‪ 11‬سبتمبر‪1001‬‬ ‫الخاتمة‬.

(9) ‫‪ ‬‬. ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬.

(10) ‫مقدمة‬ ‫شكلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ‪ ، 1002‬تحديا كبي ار للواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬وألمنها‬ ‫القومي ‪ ،‬فكان من الضروري ‪ ،‬إعادة مراجعة سياساتها ‪ ،‬عن طريق القيام بإجراءات مختلفة‪،‬‬ ‫مؤسساتية ‪ ،‬قانونية ‪ ،‬سياسية ‪ ،‬اقتصادية ‪ ،‬أمنية ‪ ،....‬للحماية من التهديدات الداخلية والخارجية‬ ‫‪ ،‬حيث أوضحت أحداث ‪ 22‬سبتمبر‪ ، 1002‬مدى اختراق اإلرهاب ‪ ،‬ألمن المجتمع األمريكي ‪،‬‬ ‫ونظ ار لهاته الظروف االستثنائية التي مرت بها الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬فقد قدمت دواعي‬ ‫وضرورات األمن القومي ‪ ،‬على اعتبارات الحقوق والحريات العامة ‪ ،‬فوضعتهما على محك‬ ‫المواجهة ‪ ،‬فاإلجراءات المتخذة ‪ ،‬لتقوية األمن القومي والحفاظ عليه ‪ ،‬قيدت العديد من حقوق‬ ‫وحريات المواطنين‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬تكرس في دستورها حماية حقوق اإلنسان ‪،‬‬ ‫ومنها حق المساواة ‪ ،‬وعدم التمييز‪ ،‬إال أن هاته األخيرة ‪ ،‬وبحجة الحرب على اإلرهاب ‪ ،‬مارست‬ ‫العنصرية ضد األجانب المقيمين فيها ‪ ،‬بسبب عرقياتهم و دياناتهم ‪ ،‬وانتهكت حقوقهم بغير وجه‬ ‫حق ‪ ،‬واضعة األمن القومي على رأس قائمة أولوياتها ‪،‬على صعيد آخر ‪ ،‬صاعدت أحداث ‪22‬‬ ‫سبتمبر ‪ ، 1002‬بين الداخل والخارج ‪ ،‬فأعلنت الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬حربها على اإلرهاب‬ ‫‪ ،‬ضد الدول التي تدعم الجماعات اإلرهابية ‪ ،‬وربطت أمنها القومي ‪ ،‬بالحرب ضد أفغانستان‬ ‫والعراق ‪ ،‬والتدخل في الشؤون الدولية ‪.‬‬ ‫فلقد رأت اإلدارة األمريكية ‪ ،‬أن القوة العسكرية ‪ ،‬هي الوسيلة األمثل ‪ ،‬لضمان المحافظة‬ ‫على مصالحها اإلستراتيجية ‪ ،‬واتخذت ذلك مبر ار النتهاك حقوق اإلنسان دوليا ‪ ،‬و الدليل على‬ ‫ذلك ‪ ،‬تلك الشواهد والصور ‪ ،‬التي أوضحت المعاملة الالإنسانية ‪ ،‬والمهينة في سجني غوانتنامو ‪،‬‬ ‫وأبو غريب ‪ ،‬من طرف القوات األمريكية ‪ ،‬وذلك على الرغم من المبادئ الديمقراطية ‪ ،‬التي تدعيها‬ ‫الواليات المت حدة األمريكية ‪ ،‬ضاربة عرض الحائط ‪ ،‬كل المعاهدات والمواثيق الدولية ‪ ،‬التي تعنى‬ ‫بتكريس وحماية حقوق اإلنسان ‪ ،‬مؤكدة أنها فوق الجميع ‪.‬‬ ‫أهمية الموضوع ‪:‬‬ ‫ تكمن أهمية الموضوع في كون األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬من بين المواضيع ‪ ،‬التي شغلت‬‫تفكير الدارسين والباحثين في هذا الحقل‪.‬‬.

(11) ‫مقدمة‬ ‫ تتضح أهمية الموضوع هنا ‪ ،‬في التضييق على حقوق اإلنسان ‪ ،‬والذي تزايد بعد أحداث ‪22‬‬‫سبتمبر ‪ ، 1002‬في ظل اإلجراءات المتخذة ‪ ،‬لتعزيز األمن القومي وتقويته ‪ ،‬من أجل مواجهة‬ ‫التهديدات الداخلية والخارجية ‪ ،‬وذلك على حساب االنتقاص من الحقوق والحريات العامة ‪.‬‬ ‫أهداف الدراسة ‪:‬‬ ‫في سياق تناولنا لهذا الموضوع ‪ ،‬سنسعى لتحقيق جملة من األهداف ‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫ تبيان محتوى اإلستراتيجية األمنية‪ ،‬التي انتهجتها مختلف الدول ‪ ،‬بعد أحداث ‪ 22‬سبتمبر‬‫‪ ، 1002‬كالواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬لتحديد مختلف التهديدات ‪ ،‬التي تواجه المصالح القومية‬ ‫األمريكية‪.‬‬ ‫ لمعرفة تأثيرات أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪ ، 1002‬على سياسات األمن القومي األمريكي ‪ ،‬و‬‫انعكاساتها على حقوق اإلنسان ‪ ،‬داخل الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬وخارجها ‪.‬‬ ‫ استيعاب خطة التحول في العقيدة األمنية األمريكية ‪ ،‬من أجل فهم و إدراك ‪ ،‬جدلية العالقة بين‬‫األمن القومي األمريكي ‪ ،‬وحقوق اإلنسان من الناحية الممارساتية ‪.‬‬ ‫ توضيح كيفية تزايد انتهاكات حقوق اإلنسان ‪ ،‬تحت ذريعة مكافحة اإلرهاب ‪ ،‬و حماية األمن‬‫القومي ‪ ،‬باإلضافة إلى ‪ ،‬اإلطالع على تداعيات الوجود األمني األمريكي وممارساته ‪ ،‬باعتباره‬ ‫الحامل للواء القيم الديمقراطية ‪ ،‬وحقوق اإلنسان العالمية ‪.‬‬ ‫مبررات إختيار الموضوع ‪:‬‬ ‫يمكن تقسيم أسباب اختيار الموضوع‪ ،‬إلى أسباب ذاتية‪ ،‬وأخرى موضوعية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬األسباب الذاتية ‪:‬‬ ‫ الميول المعرفي ‪ ،‬بميدان الدراسات األمنية ‪ ،‬الذي يعد واحدا ‪ ،‬من أكثر مجاالت دراسة‬‫العالقات الدولية ‪ ،‬زخما في الوقت الراهن ‪ ،‬بما يميزه من نقاشات وحوارات ‪ ،‬تعنى بإيضاح‬ ‫مفهوم األمن ‪ ،‬وتطبيقاته العملية في السياسة العالمية ‪.‬‬ ‫ تعود إلى شغف علمي من طرف الطالبة ‪ ،‬في دراسة موضوع حيوي ‪ ،‬ينتمي إلى حقل‬‫الدراسات األمنية‪.‬‬.

(12) ‫مقدمة‬ ‫ الرغبة الذاتية للتوسع في مقتضيات الموضوع‪ ،‬واإلطالع على مدى‪ ،‬توافق مبادئ حقوق‬‫اإلنسان النظرية ‪ ،‬والممارسات على أرض الواقع ‪ ،‬وذلك بالتركيز في هاته الدراسة ‪ ،‬على‬ ‫ممارسات الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬باعتبارها الراعية للقيم الديمقراطية في العالم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬األسباب الموضوعية ‪:‬‬ ‫ يعد موضوعي األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬من أهم المواضيع المطروحة حاليا للنقاش ‪،‬‬‫على الساحة الدولية ‪ ،‬باعتبارهما هدفا يسعى إليه ‪ ،‬األفراد والدول على حد سواء ‪ ،‬وهذا ما يدعونا‬ ‫لدراسة بعض المتغيرات ‪ ،‬التي تؤثر في الدول ‪ ،‬واستراتيجياتها الداخلية و الخارجية ‪ ،‬بصفة‬ ‫خاصة ‪ ،‬والعالقات الدولية بصفة عامة ‪.‬‬ ‫ كما أن هناك سبب آخر‪ ،‬الختيار الموضوع‪ ،‬يتمثل في تسليط الضوء‪ ،‬على تأثيرات أحداث ‪22‬‬‫سبتمبر ‪ ، 1002‬في منظومة األمن القومي األمريكي ‪ ،‬وانعكاسات ذلك‪ ،‬على الكيفية التي تعاملت‬ ‫بها الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬مع حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫ معظم الدراسات‪ ،‬أولت االهتمام بأحد متغيري الدراسة‪ ،‬وهما األمن القومي أو حقوق‬‫اإلنسان‪ ،‬ولكن لم تتطرق‪ ،‬للعالقة الجدلية بينهما‪ ،‬وهو ما ستركز عليه هذه الدراسة‪.‬‬ ‫حدود الدراسة ‪:‬‬ ‫تم تحديد الدراسة بعد ‪ ،‬أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪ ، 1002‬بالواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬إلى غاية‬ ‫سنة ‪.1022‬‬ ‫إشكالية الدراسة ‪:‬‬ ‫كيف يمكن الحديث عن مكانة حقوق اإلنسان في ظل تزايد التهديدات األمنية العابرة للحدود‬ ‫واالهتمام باألمن القومي من طرف الدول؟‬ ‫وتندرج تحت هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية تتمثل في‪:‬‬ ‫‪ -2‬فيما تتمثل التدابير واإلجراءات التي اتخذتها الواليات المتحدة لتقوية األمن القومي والحفاظ‬ ‫عليه؟‬ ‫‪ -1‬هل تحتم حماية األمن القومي التقييد على حقوق وحريات المواطنين؟‬.

(13) ‫مقدمة‬ ‫‪ -3‬ما هي الضمانات التي قدمها دستور الواليات المتحدة األمريكية لحماية حقوق اإلنسان؟‬ ‫‪ -4‬ما هي تأثيرات ‪ 22‬سبتمبر ‪ 1002‬على األمن القومي وحقوق اإلنسان في الواليات المتحدة‬ ‫األمريكية؟‬ ‫‪ -2‬ما هي الطريقة التي تعاملت بها اإلدارة األمريكية تجاه مواطنيها من غير أصول أمريكية بعد‬ ‫أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪1002‬؟‬ ‫الفرضيات ‪:‬‬ ‫‪-2‬كلما زاد االهتمام باألمن القومي ‪ ،‬كلما تراجعت الدعوات لحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫‪-1‬كلما سنت قوانين لمكافحة اإلرهاب من أجل حماية األمن القومي‪ ،‬كلما انتهكت حقوق اإلنسان‬ ‫بدعوى ذلك‪.‬‬ ‫‪ -3‬كلما أفرطت الواليات المتحدة األمريكية في حماية حقوق اإلنسان ‪ ،‬كلما أدى ذلك إلى تزايد‬ ‫تهديد األمن القومي األمريكي ‪.‬‬ ‫المقاربة المنهجية ‪:‬‬ ‫اتبعنا في دراستنا مقاربة منهجية مركبة‪ ،‬تستند على مجموعة من المناهج و التقنيات ‪ ،‬تتمثل‬ ‫في‪:‬‬ ‫‪ /1‬المنهج المقارن‪:‬‬ ‫تم االعتماد عليه في الفصل الثالث‪ ،‬من خالل السياسات المتبعة‪ ،‬من طرف الواليات المتحدة في‬ ‫األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬بعد أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪ ، 1002‬إلى غاية ‪. 1022‬‬ ‫‪ /2‬منهج دراسة الحالة‪:‬‬ ‫وتكمن أهميته في الجانب التطبيقي للبحث‪ ،‬نموذج الدراسة ‪ ،‬و هو الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫‪/3‬المنهج اإلحصائي‪:‬‬ ‫حيث تم استخدام البيانات الرقمية‪ ،‬من أجل االستدالل بها‪ ،‬وذلك من خالل‪ ،‬استعمال‬ ‫اإلحصائيات حول اإلنفاق العسكري األمريكي‪ ،‬من سنة ‪ 1002‬إلى غاية ‪ ،1021‬لإلطالع على‬ ‫حجم هذا اإلنفاق‪.‬‬ ‫‪ /4‬تقنية تحليل المضمون‪:‬‬.

(14) ‫مقدمة‬ ‫الستكشاف المدلوالت والمعاني ‪ ،‬التي تطرحها بعض الوثائق الرسمية ‪ ،‬كتحليل نصوص الدستور‬ ‫األمريكي ‪ ،‬و دراسة وثيقة األمن القومي لسنة ‪. 1001‬‬ ‫أدبيات الدراسة‪:‬‬ ‫في سياق تناولنا لهذا الموضوع ‪ ،‬تم االطالع على العديد من الدراسات األكاديمية ‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫ كتاب الباحث "ياسين طاهر الياسري" ‪ ،‬بعنوان "مكافحة اإلرهاب في اإلستراتيجية األمريكية"‪،‬‬‫الصادر سنة ‪ ، 1022‬و الذي يحتوي على أربع فصول ‪ ،‬وما يهمنا ‪ ،‬هو ما جاء في الفصل‬ ‫الثالث ‪ ،‬والذي استهدف البحث ‪ ،‬في وسائل مكافحة اإلرهاب ‪ ،‬بعد أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪، 1002‬‬ ‫باعتبار أن اإلرهاب ‪ ،‬هو المهدد األساسي ‪ ،‬لألمن القومي األمريكي ‪ ،‬وقد صنف الباحث ‪ ،‬هذه‬ ‫الوسائل إلى ‪ ،‬سياسية ‪ ،‬قانونية ‪ ،‬دبلوماسية ‪ ،‬ثقافية ‪ ،‬معلوماتية ‪ ،‬وعسكرية ‪ ،‬وتتميز دراستنا‬ ‫بكونها حاولت أن ‪ ،‬تصنف هذه الوسائل المتبعة ‪ ،‬من طرف اإلدارة األمريكية ‪ ،‬إلى وسائل‬ ‫واجراءات على الصعيد الداخلي ‪ ،‬وأخرى على الصعيد الخارجي ‪.‬‬ ‫ كتاب للباحث " فهد العرابي الحارثي" ‪ ،‬بعنوان "أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والعدل" ‪ ،‬الصادر‬‫سنة ‪ ، 1004‬وجاء الكتاب في عشر فصول ‪ ،‬لكن ما يهمنا هو ما ورد في الفصل السادس ‪،‬‬ ‫حول تأثيرات أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪ ، 1002‬على حقوق اإلنسان في الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬ ‫غير أن هاته الدراسة ‪ ،‬لم تتطرق للحديث عن ‪ ،‬امتداد تأثيرات هاته األحداث ‪ ،‬إلى انتهاك حقوق‬ ‫اإلنسان ‪ ،‬على المستوى الدولي ‪ ،‬وما يأخذ عموما على هاته الدراسات السابقة ‪ ،‬أنها ركزت على‬ ‫أحد المتغيرين فقط ‪ ،‬أي األمن القومي أو حقوق اإلنسان ‪ ،‬دون الجمع بينهما‪.‬‬ ‫‪ -‬كتاب لمؤلفه‪ ، JEAN Jacques Roche،‬تحت عنوان‪« THéORIES DES RELATIONS :‬‬. ‫» ‪ ،INTERNATIONALES‬وتناول فيه الباحث‪ ،‬مسح شامل لمختلف المقاربات النظرية‪ ،‬التي تم‬ ‫االعتماد عليها في سياق ‪،‬اإلطار النظري للدراسة ‪.‬‬ ‫ مقال بعنوان‪«BALANCING NATIONAL SECURITY AND HUMAN :‬‬‫‪RIGHTS :ASSESSING THE LEGAL RESPONSE OF COMMON LAW NATIONS TO‬‬ ‫» ‪ ،THE THREAT OF TERRORISM‬للباحثين ‪BEN GOLDER ,GEORGE WILLIAMS :‬‬. ‫تطرق فيه الباحثين ‪ ،‬لتحديد المنطلقات الجدلية بين األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪،‬خاصة عقب‬ ‫صدور تشريعات مكافحة اإلرهاب ‪،‬لما بعد أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪ ،1002‬والتأثيرات السلبية لهاته‬ ‫التشريعات على حقوق اإلنسان في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬.

(15) ‫مقدمة‬ ‫وجاءت معالجتنا لهاته الدراسة ‪ ،‬من أجل تكملة جوانب النقص ‪ ،‬التي لم يتم التطرق لها ‪ ،‬وذلك‬ ‫في إطار التراكم المعرفي ‪.‬‬ ‫صعوبات الدراسة ‪:‬‬ ‫إن أغلب الصعوبات التي واجهتنا ‪ ،‬خالل فترة إعداد الدراسة ‪ ،‬هي من طبيعة البحث‬ ‫العلمي ‪ ،‬وتتضمن ما يلي ‪:‬‬ ‫ تعدد المراجع ‪ ،‬مما صعب علينا ‪ ،‬تصنيف المعلومات ذات الشأن ‪ ،‬وعدم وجود مراجع‬‫متخصصة في الموضوع ‪ ،‬والتي اقتصرت على العمومية ‪.‬‬ ‫ تتعلق الصعوبات أيضا ‪ ،‬بطبيعة البحث نفسه ‪ ،‬من حيث الحيز الزمني ‪ ،‬الذي تحاول تغطيته‪،‬‬‫حيث امتدت الدراسة ‪ ،‬من أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪ ، 1002‬إلى غاية ‪ ، 1022‬ولقد واجهنا‪ ،‬نقص‬ ‫في المراجع ‪ ،‬بالنسبة للفترة األخيرة للرئيس األمريكي "باراك أوبا ما"‪.‬‬ ‫تبرير الخطة‪:‬‬ ‫سعيا لإلجابة على اإلشكالية المطروحة ‪ ،‬والتحقق من مدى صحة الفرضيات ‪ ،‬اقتضت‬ ‫الضرورة المنهجية ‪ ،‬تقسيم خطة الموضوع لثالثة فصول‪ ،‬فضال عن مقدمة والخاتمة‪.‬‬ ‫فقلد تضمن الفصل األول ‪ ،‬اإلطار المفاهيمي والنظري للبحث ‪ ،‬وتكون من مبحثين ‪ ،‬حيث تم‬ ‫التطرق في المبحث األول ‪ ،‬إلى مفهوم األمن القومي وكذا مفهوم حقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وتضمن المبحث الثاني ‪ ،‬الحديث عن المقاربات المفسرة ‪ ،‬لألمن القومي وحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني ‪ ،‬فيحتوي على مبحثين ‪ ،‬األول يتناول ‪ ،‬اآلليات المستخدمة ‪ ،‬من طرف االتجاه‬ ‫المدا فع عن األمن القومي ‪ ،‬بينما يتطرق المبحث الثاني ‪ ،‬لآلليات المستخدمة ‪ ،‬من طرف االتجاه‬ ‫القائل بأولوية حقوق اإلنسان ‪ ،‬وتم التطرق فيه ‪ ،‬للمنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال‬ ‫حقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫ويتناول الفصل الثالث ‪ ،‬ثالث مباحث ‪ ،‬وهو متعلق بدراسة األمن القومي وحقوق اإلنسان‪،‬‬ ‫بعد أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪ ، 1002‬في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫حيث تم إدراج واقع األمن القومي وحقوق اإلنسان‪ ،‬في الدستور األمريكي ‪ ،‬ومنظومة القيم‬ ‫األمريكية في المبحث األول ‪ ،‬أما المبحث الثاني ‪ ،‬فأوردنا فيه ‪ ،‬تأثيرات أحداث ‪ 22‬سبتمبر‬ ‫‪ ، 1002‬على األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬في الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬بينما تطرقنا في‬.

(16) ‫مقدمة‬ ‫المبحث الثالث ‪ ،‬إلى دراسة تقييمية لألمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬بعد أحداث ‪ 22‬سبتمبر ‪،‬‬ ‫بالواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬.

(17) ‫الفصل األول‬.

(18) ‫الفصل األول‬. ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫إ ّن األمن القومي من المتطلبات األساسية لإلنسان ‪ ،‬كفرد وكجماعة وكدولة‪ ،‬بل هو من‬ ‫الفعال ‪ ،‬وضمان أمن وحماية الدولة‬ ‫أهم تلك المتطلبات ‪ ،‬لضمان استم اررية الحياة ‪ ،‬بشكلها الطبيعي و ّ‬ ‫وأفرادها ‪ ،‬من مختلف التهديدات ‪ ،‬وفي نفس السياق ‪ ،‬نجد أن الحديث عن حقوق اإلنسان ‪ ،‬ال يمكن‬. ‫أن يكون حديثا فلسفيا مجردا ‪ ،‬فاإلنسان كائن اجتماعي ‪ ،‬يعيش في إطار دول ‪ ،‬تختلف فلسفاتها‬. ‫االجتماعية ‪ ،‬و السياسية ‪ ،‬و بالتّالي أنظمتها السياسية ‪ ،‬والتي تتحدد في إطار حقوق الفرد وواجباته ‪.‬‬ ‫ونظ ار الرتباط موضوع الدراسة ‪ ،‬بمفهومي األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬فإن منطلق الدراسة ‪،‬‬ ‫يقتضي تحديد اإلطار المعرفي للمفهومين ‪ ،‬لكي نتمكن من تحديد العالقة التي تربطهما ‪ ،‬وفي هذا‬. ‫النظرية ‪ ،‬لمفهومي األمن القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬في العالقات الدولية ‪،‬‬ ‫اإلطار‪ ،‬تنوعت المقاربات ّ‬ ‫حيث برزت الكثير من النظريات ‪ ،‬التي سلطت الضوء على كليهما ‪ ،‬سواء النظريات التفسيرية ‪ ،‬أو‬. ‫التكوينية ‪ ،‬وهذا ما سنحاول توضيحه من خالل هذا الفصل‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مقاربة مفاهيمية لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المقاربات المفسرة لألمن القومي و حقوق اإلنسان‬. ‫‪15‬‬.

(19) ‫الفصل األول‬. ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫المبحث األول ‪ :‬مقاربة مفاهيمية لألمن القومي وحقوق اإل نسان‬ ‫حد سواء ‪ ،‬لذا عملت الدول ‪ ،‬على إيجاد‬ ‫يعد األمن مسألة هامة ‪ ،‬في حياة األفراد والدول على ّ‬ ‫ّ‬ ‫السب ّل للمحافظة عليه ‪ ،‬لما له من أهمية قصوى ‪ ،‬في بقاء مقدرات األمم ‪ ،‬في جميع مجاالت حياتها‬ ‫السياق ‪ ،‬تعتبر حقوق اإلنسان ‪ ،‬من‬ ‫‪ ،‬السياسية ‪،‬االقتصادية ‪،‬االجتماعية و الثقافية ‪ ،‬وفي نفس ّ‬. ‫األولويات الضرورية ‪ ،‬لعيش اإلنسان بكرامة ‪ ،‬ولحمايته من التّهديدات ‪ ،‬واألخطار التي يواجهها ‪،‬‬ ‫سواء أكانت داخلية من الدول ذاتها ‪ ،‬أو خارجية من الدول المجاورة لها ‪ ،‬لذا نجد أن مفهومي األمن‬ ‫القومي وحقوق اإلنسان ‪ ،‬قد احتالّ األولوية ‪ ،‬في تفكير الدارسين والمفكرين ‪ ،‬بحيث أخذا موقع‬. ‫الصدارة في أبحاثهم ‪.‬‬. ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األمن القومي‬ ‫يعتبر األمن القومي ‪ ،‬من أكثر المواضيع إثارة للجدل ‪ ،‬في أدبيات العالقات الدولية ‪ ،‬وبعيدا عن‬. ‫أية محاولة ‪ ،‬لضبط أكاديمي لمفهوم األمن القومي ‪ ،‬يبقى هذا األخير كقيمة إنسانية ‪ ،‬مالزمة‬ ‫لإلنسان وكشرط لبقاء الدول ‪ ،‬وضمان حمايتها ‪ ،‬من التهديدات التي تواجه كيانها ‪ ،‬فمفهوم األمن‬. ‫بصفة عامة ‪ ،‬واألمن القومي كأحد مستوياته ‪ ،‬ش ّكال محور نقاش ‪ ،‬وبحث للعديد من المفكرين ‪ ،‬ذلك‬ ‫لما يتّسما به من غموض ‪ ،‬فإختلفت اتجاهات وتصورات الباحثين ‪ ،‬في مجال الدراسات األمنية ‪،‬‬ ‫حول وضع تعريف لألمن ‪ ،‬هذا ما إنعكس على تنوع التّعاريف ‪ ،‬تبعا إلختالف المرجعيات النظرية‬. ‫للمفكرين ‪.‬‬. ‫الفرع األول‪ :‬تعريف األمن ومستوياته‬ ‫ظهر مصطلح األمن » ‪ ،« SECURITY‬بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬ومع تطور الدراسات‬ ‫اإلستراتيجية واألمنية ‪ ،‬أصبح علما قائما بذاته ‪ ،‬ومن أهم محاور ‪ ،‬حقول المعرفة السياسية‬ ‫واإلستراتيجية‪.1‬‬. ‫التعريف اللغوي لألمن ‪:‬‬. ‫يعرف األمن في اللّغة العربية ‪ ،‬على أنه االطمئنان من الخوف‪ ،2‬كما يشير مدلول كلمة األمن ‪،‬إلى‬ ‫ّ‬. ‫ضد الخوف ونقيضه ‪ ،‬وقال تعالى‪":‬واذ جعلنا البيت‬ ‫أن مصدرها مشتق من آمن ‪ ،‬يأمن أمنا‪ ،‬واألمن ّ‬ ‫فإن األمن يعني ‪ ،‬حماية‬ ‫مثابة للناس وأمنا" ‪ ،‬سورة البقرة اآلية ‪ ،521‬وطبقا لما جاء في اآلية ‪ّ ،‬‬. ‫أراضي البالد وصيانتها من الخطر الخارجي ‪.3‬‬. ‫‪1‬‬. ‫علي بن فايز الجحني ‪،‬اإلعالم األمني والوقاية من الجريمة‪(،‬الرياض‪:‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،)0222،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪2‬‬ ‫محمد غالب بكزادة ‪،‬األمن وإدارة أمن المؤتمرات ‪،‬ط‪(،0‬القاهرة ‪:‬دار الفجر‪،)0222،‬ص‪.00‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ّ‬ ‫محمد سعيد آل عياش الشهراني‪،‬أثر العولمة على األمن الوطني ‪(،‬الرياض‪:‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،)0225،‬ص‪.65‬‬. ‫‪16‬‬.

(20) ‫الفصل األول‬. ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫ضد‬ ‫وقال تعالى‪.... ":‬‬ ‫وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"سورة النور اآلية‪ ، 55‬وهذا تأكيد أن األمن ّ‬ ‫ّ‬. ‫النفس وزوال التهديد والخوف ‪ ،‬حيث يكون اإلنسان‬ ‫الخوف ‪ ،‬فأصل األمن في اللغة ‪ ،‬هو طمأنينة ّ‬ ‫مستق ار إذا إطمئن ولم يخف بمعنى إذا كان سالما ‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫التعريف االصطالحي لألمن‪:‬‬ ‫تخضع عملية تعريف أي مصطلح العتبارات كثيرة ‪ ،‬منها خلفية الباحث الفكرية ‪ ،‬والثقافية‪ ،‬وزوايا‬ ‫اهتمامه ‪ ،‬لذا سنحاول التطرق لبعض التعريفات ‪ ،‬التي وضعها دارسوا العالقات الدولية ‪ ،‬سعيا‬ ‫للتعرف أكثر على داللة هذا المصطلح‪ ،‬ومن أهم تعاريف األمن نجد‪ :‬تعريف الدكتور "عبد المنعم‬ ‫المشاط" إذ يقول "أن األمن ليس مواجهة لألحداث أو الوقائع الفردية ‪ ،‬بل يتعلق بمواجهة الطبيعة‬ ‫المركبة والحادة للعنف بجميع مظاهره "‪.2‬‬ ‫تعرض اإلنسان للخطر واألذى ‪ ،‬مع شعوره‬ ‫يرى جاكبسون » ‪ «jacobson‬أيضا ‪ ،‬أن األمن "هو عدم ّ‬ ‫بالعدالة االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬ومن مظاهرها حصول األفراد على الفرص المتكافئة ‪ ،‬من النمو‬. ‫والتطور‪ ،‬وتوافر الحد األدنى من متطلبات العيش الكريم "‪ .3‬فاألمن هو الشعور الذي يسود الفرد أو‬ ‫الجماعة باالطمئنان ‪ ،‬وزوال ما يهددهم من مخاطر‪ ،‬فهو يعني غياب المخاطر التي تهدد الدولة سواء‬ ‫في الداخل أو الخارج ‪ 4.‬ويمكن تعريف األمن باعتباره كشرط للوقاية ‪ ،‬يحاول من خالله رجال الدولة‬ ‫إما من التهديدات الخارجية أو الداخلية‪.5‬‬ ‫‪ ،‬الحفاظ على المكونات المختلفة لسياساتهم ‪ّ ،‬‬ ‫وبحسب الموسوعة الفقهية ‪ ،‬يعتبر األمن من أهم ما تقوم عليه الحياة ‪ ،‬فبه يطمئن األفرد على دينهم‬ ‫وأنفسهم ‪ ،‬وأموالهم ‪ ،‬و ذلك ما يرفع شأن مجتمعهم وينهض بدولهم ‪.‬‬. ‫‪6‬‬. ‫وتتعدد المستويات األمنية ‪ ،‬من حيث النطاق األمني‪ ،‬ال ّشخصي والجغرافي ‪ ،‬أو اإلقليمي ‪ ،‬على‬. ‫النحو التالي‪:1‬‬. ‫زكي زكي حسين زيدان‪،‬اإلستخبارات العسكرية ودورها في تحقيق األمن القومي للدولة في الفقه االسالمي والقانون الوضعي‪{(،‬د‪.‬ب‪.‬ن}‪:‬دار‬ ‫الكتاب القانوني‪،)0225،‬ص‪.20‬‬. ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬. ‫علي بن فايز الجحني‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.56-56‬‬. ‫‪3‬‬. ‫محمد سعيد آل عياش الشهراني‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.52-65‬‬. ‫‪4‬‬. ‫زكي زكي حسين زيدان‪،‬المرجع السابق ‪،،‬ص‪.22‬‬ ‫‪CHARLES F.HERMAN, “DEFINING NATIONAL SECURITY”,p19,in‬‬ ‫‪http://www.voxprof.com/cfh/hermann-pubs/Hermann-Defining%20National%20Security.pdf.2015/8/28‬‬. ‫‪6‬‬. ‫محمد سعيد آل عياش الشهراني‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.52‬‬. ‫‪17‬‬. ‫‪5‬‬.

(21) ‫الفصل األول‬. ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫البد من االشارة إلى أن ‪ ،‬الحديث عن هذا االمستوى ‪ ،‬في األدبيات‬ ‫‪-1‬المستوى الوطني ‪ :‬في البداية ّ‬ ‫السياسية العربية ‪ ،‬هو انطالقا من ترجمة كلمة "‪ ، " NATIONAL‬من اإلنجليزية أو الفرنسية ‪ ،‬إلى‬ ‫‪2‬‬. ‫كلمة " القومي" ‪ ،‬وبالتّالي يعتبر األمن القومي ‪ ،‬بالمفهوم الحديث مساويا في معناه لألمن الوطني‪.‬‬ ‫يشير هذا المستوى‪ ،‬إلى أمن كل الدول ‪ ،‬هو في إطار حدودها السياسية ‪،‬و التزاماتها القائمة‬ ‫‪،‬ويتضمن هذا المستوى ‪ ،‬التأمين من الداخل ‪ ،‬ودفع التهديد الخارجي ‪،‬بما يكفل تحقيق حياة مستقرة ‪.‬‬. ‫‪-2‬المستوى االقليمي ‪:‬يتعلق باألمن المشترك ‪ ،‬لمجموعة من الدول ‪ ،‬لها جوار مشترك ‪ ،‬ومصالح‬ ‫وتاريخ في نطاق جغرافي واحد ‪ ،‬وبذلك تتعهد الدول ‪ ،‬بالدفاع المشترك ‪ ،‬عن أي عضو في‬. ‫المجموعة ‪ ،‬يتعرض لتهديد أو هجوم من طرف خارجي ‪.‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪-3‬المستوى الدولي ‪ :‬يعني أمن الكوكب ‪ ،‬من خالل جهود ‪ ،‬مجموعة دول العالم ‪ ،‬المكونة للجماعة‬. ‫تميز بين دولة غنية ودولة فقيرة‪ ،‬لذلك تتكاثف جهود الدول ‪ ،‬ألمن‬ ‫البشرية ‪ ،‬فمهددات بقاء العالم ‪ ،‬ال ّ‬ ‫‪4‬‬ ‫كل ما يتعلق بمصالحها اإلنسانية المشتركة ‪ ،‬وركائز إستقرارها وتطورها ‪.‬‬ ‫ضد كل ما يهدد أمنه ‪ ،‬واحترام حقوقه وسالمته‬ ‫‪ -4‬المستوى الفردي‪ :‬يقصد به ‪ ،‬تأمين الفرد ‪ّ ،‬‬ ‫الشخصية ‪ ،‬فتتوفر له الحاجات األساسية ‪ ،‬لقيامه بالوظائف الحيوية واالجتماعية ‪ ،‬كعضو في‬. ‫المجتمع ‪.‬‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف األمن القومي‬ ‫سنركز في دراستنا هاته ‪ ،‬على المستوى القومي" الوطني "‪ ،‬حيث أصبحت قضية األمن القومي ‪،‬‬. ‫ذات أهمية بالغة‪ ،‬بفعل عوامل متعددة ‪،‬أهمها المتغيرات ‪ ،‬التي يشهدها النظام الدولي‪.5‬‬. ‫تم التّطرق في سياق الفكر السياسي القديم ‪ ،‬لمفهوم األمن القومي ‪،‬فالفكر السياسي اليوناني ‪،‬‬ ‫متمثال بـأرسطو"‪ ، " Aristotle‬تحدث عن قوة الدولة ‪ ،‬وكيفية المحافظة عليها ‪ ،‬وحدد األخطار التي‬ ‫تهددها ‪.‬‬. ‫‪6‬‬. ‫كما إهتم الفكر السياسي المعاصر باألمن القومي‪ ،‬تبعا لتطور الوعي اإلنساني‪ ،‬الحقوقي‬. ‫ضد أي تهديد ‪ ،‬قد يؤثر على نظامها‬ ‫والسياسي ‪ ،‬فكان المفهوم مقتص ار على أمن الدولة القومية‪ّ ،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫السياسي أو سيادتها ‪،‬وهكذا ساد األمن القومي ‪ ،‬منذ نشأة الدولة القومية سنة ‪.5461‬‬ ‫أخذ مفهوم األمن القومي يتطور ويتّضح ‪ ،‬بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬عندما أنشئت الواليات‬ ‫المتحدة األمريكية ‪ ،‬مجلس لألمن القومي سنة ‪ ،15461‬ومنذ ذلك التاريخ ‪ ،‬إنتشر مفهوم األمن‬ ‫‪1‬‬. ‫محمد األمين البشري‪،‬األمن العربي‪،‬المقومات والمعوقات‪(،‬الرياض‪:‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ‪،)0222،‬ص ‪.02-00‬‬ ‫‪2‬‬ ‫طارق رداف‪"،‬االتحاد األوروبي ‪:‬من إستراتيجية الدفاع في إطار حلف شمال األطلسي إلى الهوية األمنية األوروبية المشتركة"‪،‬رسالة‬ ‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير ‪(،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪،)2001 /2006،‬ص‪.22‬‬ ‫‪3‬‬ ‫محمد غالب بكزادة ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.23‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ذياب موسى البداينة‪،‬األمن الوطني في عصر العولمة‪(،‬الرياض‪:‬جامعة نمايف العربية للعلوم األمنية ‪،)0233،‬ص ص ‪.05-06‬‬ ‫‪5‬‬ ‫زكي زكي حسين زيدان‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.20‬‬ ‫‪6‬‬ ‫هايل عبد المولى طشطوش ‪،‬العالقات الدولية‪(،‬عمان‪:‬دار البداية ‪،)0232،‬ص‪.360‬‬ ‫‪7‬‬ ‫هايل عبد المولى طشطوش‪،‬األمن الوطني وعناصر قوة الدولة في ظل النظام العالمي الجديد‪(،‬عمان ‪:‬دار حامد‪،)0230،‬ص ‪.25‬‬. ‫‪18‬‬.

(22) ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫الفصل األول‬. ‫القومي وشاع إستخدامه في العلوم السياسية ‪ ،2‬فسيطرت فكرة األمن القومي ‪ ،‬خالل الحرب الباردة‬ ‫على معظم المؤلفات ‪ ،‬وأخذ الصفة العسكرية ‪،‬حيث إنحصر اإلهتمام الرئيسي لدى األكادميين ورجال‬. ‫الدول ‪ ،‬على كيفية تطوير قدرات دولهم العسكرية‪ ،‬من أجل التصدي للتهديدات ‪.3‬‬. ‫تم تطوير كل ما من‬ ‫ففي ظل التنافس ‪ ،‬بين الواليات المتحدة األمريكية واإلتحاد السوفياتي‪ّ ،‬‬ ‫شأنه ‪ ،‬تهديد أمن الطرف اآلخر‪ ،‬وتراوحت الدول فيه بين دول عظمى ‪ ،‬رأت أن نطاق أمنها القومي‬ ‫ومصالحها ‪ ،‬يتعدى حدودها اإلقليمية ‪ ،‬ودول متوسطة إهتمت بأمنها القومي‪ ،‬من خالل تحقيق‬. ‫مصالحها ‪ ،‬بالحفاظ على كيانها الذاتي ‪ ،‬فعلى الرغم من إعطاء الدول أولوية كبيرة ألمنها القومي ‪،‬‬ ‫إالَ أن عقيدتها القومية تختلف ‪ ،‬بإختالف حجمها وموقعها ‪ ،‬حيث تقوم بصياغة سياسات أمنها‬. ‫القومي على أساس ذلك‪.‬‬. ‫‪4‬‬. ‫بعد ذلك شهد عالم ما بعد الحرب الباردة ‪ ،‬تغيي ار واضحا في الرؤية ‪ ،‬حيث أصبحت السياسة‬. ‫األمنية األمريكية ‪ ،‬في مواجهة تهديدات جديدة ‪ ،‬وتفككت المنظومة الشيوعية ‪ ،‬هذا ما ساهم في خلق‬. ‫مفهوم جديد لألمن القومي ‪ ،‬من قبل القوة العظمى في النظام العالمي "الواليات المتحدة األمريكية"‪،‬‬ ‫فسعت لتحقيق مصالحها الذاتية‪ ،‬بحجة توفير األمن العالمي أوال ‪ ،‬ثم اإلقليمي و القومي ‪ ،‬بهدف‬. ‫خفية ‪ ،‬تشير إلى أهمية توفير األمن القومي األمريكي‬ ‫الحصول على عالم مستقر ‪ ،‬لكن األهداف ال ّ‬ ‫‪5‬‬ ‫أوال وأخي ار ‪،‬من خالل السيطرة على منابع النفط والمياه وغير ذلك ‪.‬‬ ‫تم‬ ‫و بعد أحداث ‪ 55‬سبتمبر‪ ، 2005‬بدأت مراجعة شاملة للخطط الدفاعية األمريكية ‪،‬حيث ّ‬ ‫تشديد الدفاع عن الداخل ‪ ،‬واإلستعداد لمواجهة التهديدات المباغتة‪ ،‬وتطوير مفاهيم جديدة للردع ‪،‬‬ ‫حيث إعتمدت الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬على إستراتيجية الدفاع الوقائي‪ ،‬وبالتالي ترتيب أولويات‬. ‫تم تغيير اإلستراتيجية‬ ‫األمن القومي‪ ،‬لمواجهة الخطر من الداخل والخارج "اإلرهاب الدولي" ‪ ،‬كما ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫األمريكية لألمن القومي‪ ،‬باعتماد الضربات الوقائية‪.‬‬ ‫أما بالنسبة لمفهوم األمن القومي‪ ،‬فقد واجه العديد من المصاعب في تحديده ‪ ،‬وذلك بسبب‬. ‫حداثته ‪ ،‬فعلى الرغم من اإلنتشار الواسع لمفهوم األمن القومي ‪،‬والدراسات التي تعرضت له ‪،‬منذ‬ ‫ظهوره في ميدان العلوم االجتماعية ‪ ،‬إال أنه مازال مفهوما متشابكا وشديد الغموض ‪ ،‬ومما زاد في‬ ‫تعقيده ثورة االتصاالت‪ ،‬حيث أصبح مفهوما مرتبطا بالعالقات الدولية‪ ،‬والنظم السياسية في آن واحد‬. ‫‪7‬‬. ‫‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫معاذ البطوش ‪،‬تداعيات االحتالل األمريكي البريطاني على العراق وأثره على األمن القومي العربي ‪(،‬عمان‪:‬دار حامد‪،)0230،‬ص‪.20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫هشام محمود األقداحي‪ ،‬في تحديات األمن القومي ‪(،‬االسكندرية‪:‬مؤسسة شباب الجامعة‪،،)0225،‬ص‪.25‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جون بيليس ‪،‬األمن الدولي في حقبة ما بعد الحرب ‪،‬في عولمة السياسة العالمية ‪،‬ترجمة مركز الخليج لألبحاث (دبي‪ :‬مركز الخليج‬ ‫لألبحاث ‪،)0222،‬ص ‪.230‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نجدت صبري ئاكرة يي‪،‬اإلطار القانوني لألمن القومي ‪(،‬عمان‪:‬دار حامد‪،)0233،‬ص ص ‪.62-60‬‬ ‫‪5‬‬ ‫هايل عبد المولى طشطوش المرجع السابق ‪،‬ص ص‪.26-25‬‬ ‫‪6‬‬ ‫نجدت صبري ئاكرة يي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.63-62‬‬ ‫‪7‬‬ ‫نواف قطيش‪،‬األمن الوطني‪،‬األزمات ‪(،‬عمان‪:‬دار الراية ‪،)0233،‬ص ‪.36‬‬. ‫‪19‬‬.

(23) ‫الفصل األول‬. ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫في هذا السياق ‪ ،‬حاول العديد من المفكرين و الباحثين تعريف األمن القومي‪ ،‬فتعددت التعاريف‬. ‫قدمت فيه‪:1‬‬ ‫التي ّ‬ ‫‪-1‬المفهوم التقليدي لألمن القومي‪:‬‬. ‫وردت العديد من التعاريف ‪،‬التي وضعها دارسو العالقات الدولية ‪،‬للتعرف أكثر على داللة مفهوم‬. ‫األمن القومي ‪ ،‬وبدأت أولى المحاوالت األكاديمية لتعريف هذا المفهوم سنة ‪ ، 5461‬على يد "والتر‬ ‫ليبمان"‪ ،« WALTER LIPPMANN » 2‬الذي يرى أن األمن القومي يتمثل في ‪،‬عدم التضحية بقيم‬. ‫الدولة الجوهرية‪،3‬بحيث ال تكون هناك أي تهديدات للقيم األساسية ‪،‬التي تعتنقها الدولة أو تسعى‬. ‫إليها‪.4‬‬. ‫ما يؤخذ على هذا التعريف ‪ ،‬أنه ربط األمن القومي بالجانب العسكري فقط ‪ ،‬ومبرارت ذلك‬. ‫منطقية ‪،‬ألن المفكر " ليبمان"‪ ،‬أطلق تعريفه ‪،‬أثناء الحرب العالمية الثانية‪.‬‬. ‫‪5‬‬. ‫أ ّما بالنسبة لكل من ‪،‬بترسون »‪ «PETERSON‬و سيبنيوس » ‪ ، « SEPENIOUS‬فيعتمدان على‬ ‫قدم من قبل مجلس األمن القومي‪" :‬على أن األمن القومي هو ‪،‬الحفاظ التّام على‬ ‫التعريف الم ّ‬ ‫المؤسسات والقيم الجوهرية للمجتمع ‪.‬‬. ‫‪6‬‬. ‫في حين يرى " باري بوزان "‪ ، "BARRY BAUZAN‬أن مفهوم األمن القومي ضيق ‪،‬حينما نحصره في‬. ‫السياق التقليدي والقوة العسكرية ‪،‬وهو ما يعرف "باألمن الصلب" ‪ ،‬ويكون واسعا ‪،‬عندما يتعلق بقضايا‬ ‫ّ‬ ‫االستقرار السياسي واالقتصادي واالجتماعي للدولة ‪،‬ببعديها الداخلي والخارجي ‪ ،‬وهوما يعرف "باألمن‬. ‫الناعم"‪.7‬‬. ‫بينما يرى هنري كيسنجر "‪-، " HENRY KISSINGER‬وهو أحد أنصار المدرسة الواقعية ‪ ،‬شغل‬. ‫منصب األمن القومي والخارجية في الواليات المتحدة األمريكية –أ َن األمن القومي هو‪" :‬جملة‬ ‫اإلجراءات المتخذة ‪،‬من قبل المجتمع للحفاظ على حقه في البقاء"‪ 8.‬بمعنى أنهَ جوهر وجود الدولة‬. ‫‪،‬وأساس قيامها ‪ ،‬فال يمكن أن تتطور وتستقر ‪،‬إال إذا كانت قادرة على توفير األمن‪.‬‬. ‫‪9‬‬. ‫وضح كيسنجر من خالل التعريف السابق ‪،‬ضرورة إستخدام الدولة لجميع عناصر قوتها‪ ،‬من دون أن‬ ‫ّ‬ ‫يوضح شرعية تلك اإلجراءات‪ ،‬وال توقيت إستخدامها ‪ ،‬مما يترك المفهوم مفتوحا‪ ،‬إلجراءات وتصرفات‬ ‫ّ‬ ‫‪1‬‬. ‫هايل عبد المولى طشطوش ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.05‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جون بيليس ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.232‬‬ ‫‪3‬‬ ‫عبد الرحمان يوسف بن حارب ‪،‬العولمة وأثرها على األمن القومي الوطني في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪{(،‬د‪،‬ب‪،‬ن}‪،‬المكتب‬ ‫الجامعي الحديث ‪،)0226،‬ص‪.32‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عبد النور بن عنتر ‪،‬البعد المتوسطي لألمن الجزائري‪(،‬الجزائر‪:‬المكتبة العصرية ‪،)0226،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فوزي حسن حسين ‪،‬التخطيط اإلستراتيجي للسياسة الخارجية وبرامج األمن القومي للدول ‪(،‬القاهرة ‪:‬مكتبة مدبولي ‪،)0232،‬ص ص‬ ‫‪.063-062‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سامي الخفاجي ‪،‬اإلحتالل األمريكي ومستقبل العراق ‪،‬ط‪( ،0‬عمان‪:‬دار آمنة ‪ ،)0230،‬ص ‪.032‬‬ ‫صالح زياني‪"،،‬تحوالت العقيدة األمنيةالجزائرية في ظل تنامي تهديدات العولمة"‪،‬مجلة المفكر‪،‬جامعة محمد خيضر‪،‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫السياسية‪،‬العدد ‪،6‬مارس ‪،0232‬ص ص ‪.065-066‬‬ ‫‪8‬‬ ‫سامي الخفاجي‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.023‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ياسر نايف قطيشات‪،‬البعثات الدبلوماسية بين الضمانات و مقتضيات األمن الوطني‪(،‬عمان ‪:‬دار آمنة ‪،)0232،‬ص ‪.356‬‬ ‫‪7‬‬. ‫‪20‬‬.

(24) ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫الفصل األول‬. ‫عدوانية‪ ،‬قد تخرج عن إطار األمن القومي ‪ ،‬و يعكس هذا التعريف ‪ ،‬عوامل القوة القومية للواليات‬. ‫المتحدة األمريكية‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫يعرف أرنولد ولفيرز"‪ ،« ARNOLD WOLFERS‬األمن القومي " بأنه حماية القيم و‬ ‫في نفس السياق ‪ّ ،‬‬ ‫يزيد ذلك وينقص ‪ ،‬حسب قدرة الدولة على ردع الهجوم ‪،‬والتغلب عليه "‪.2‬‬. ‫فاألمن القومي هنا يعني ‪ ،‬عدم وجود تهديدات للقيم المكتسبة ‪ ،‬ويشمل تقليديا ‪،‬االستقالل السياسي‬ ‫للدولة وسالمة أراضيها كقيم تجب حمايتها‪.3‬‬. ‫أ ّما بالنسبة لفريدريك هارتمان »‪، «Frédéric Hartmann‬فإ ّن األمن القومي هو "محصلة المصالح‬ ‫‪4‬‬ ‫الحيوية للدولة "‪.‬‬ ‫كما يرى جارلس مايرز »‪-«Charles Myers‬أستاذ العالقات الدولية في جامعة هارفارد –أن األمن‬. ‫القومي ‪":‬هو القدرة على التحكم بالظروف الداخلية والخارجية للدولة ‪ ،‬والتي تعتبر ضرورية لتقرير‬. ‫المصير واالزدهار"‪5‬ـ فاألمن القومي يرتبط ب ـ ـ‪:‬‬. ‫‪- 5‬حماية كيان الدولة ‪ ،‬ضد أعمال العدوان وسياسات التوسع ‪،‬بما يستلزم ضرورة قيام جيش قوي‬ ‫يمكنه من أداء هذه الوظيفة ‪.‬‬. ‫تعرضها لحرب دعائية ‪،‬أو ضغوط اقتصادية أو عمليات‬ ‫‪- 2‬حماية النسيج الداخلي للدولة ‪ ،‬بعدم ّ‬ ‫إرهابية ‪ ،‬تعرقل التنمية‪.6‬‬ ‫ورد أيضا في موسوعة العلوم االجتماعية ‪ ،‬أن األمن القومي هو ‪:‬قدرة الدولة على صيانة قيمها‬. ‫الداخلية من التّهديدات الخارجية ‪ ،7‬حيث يهدف األمن القومي هنا ‪،‬إلى دعم قوة الدولة في مواجهة‬ ‫العدو الخارجي ‪،‬بما يم ّكنها من حماية كيانها القومي ‪،‬وتوفير وحدة أراضيها ‪.8‬‬ ‫في نفس السياق ‪ ،‬يؤكد الباحث صباح محمود محمد ‪ ،‬على أن األمن القومي هو‪" :‬تأمين كيان الدولة‬. ‫ضد األخطار ‪ ،‬التي تواجهها داخليا وخارجيا ‪ ،‬وحماية مصالحها من خالل ‪ ،‬تهيئة الظروف المناسبة‬. ‫لتحقيق أهدافها القومية "‪،‬أي تأمين الدولة من الداخل ودفع التهديدات ‪ ،‬بما يكفل لها تحقيق حياة‬. ‫مستقرة ومزدهرة ‪.9‬‬. ‫‪1‬‬. ‫فوزي حسن حسين ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.063‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أماني جرار ‪،‬حقوق اإلنسان وتربية السالم‪(،‬عمان‪ :‬دار وائل ‪،)0230،‬ص ‪.056‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪DAVID A BALDWIN,”The concept of security”,p13,in‬‬ ‫‪http://www.princeton.edu/~dbaldwin/selected%20articles/Baldwin%20%281997%29%20The%20C‬‬ ‫‪oncept%20of%20Security.pdf. 2015/9/29‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ثامر كامل الخزرجي ‪،‬العالقات السياسية الدوليةوإستراتيجية إدارة األزمات‪(،‬عمان ‪:‬دار مجدالوي‪،)0225،‬ص‪.56‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فوزي حسن حسين ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.060‬‬ ‫‪6‬‬ ‫محمد سعيد آل عياش الشهراني ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.50‬‬ ‫‪7‬‬ ‫هشام محمود األقداحي ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.25‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ممدوح شوقي‪"،‬األمن القومي والعالقات الدولية" ‪،‬مجلة السياسة الدوية ‪ ،‬السنة ‪،22‬العدد ‪، ،306‬جانفي ‪،3556‬ص‪.26‬‬ ‫‪9‬‬ ‫عامر مصباخ ‪،‬معجم مفاهيم العلوم السياسية والعالقات الدولية ‪(،‬الجزائر ‪،‬المكتبة الجزائرية ‪،)0226،‬ص‪.20‬‬. ‫‪21‬‬.

(25) ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫الفصل األول‬. ‫من هنا تبرز الحاجة إلى القوة ‪،‬للحفاظ على األمن القومي ‪ ،‬ولشن الحرب تحقيقا للمصالح‬. ‫القومية‪.1‬‬. ‫نالحظ أن التعريفات السابقة ‪ ،‬ترّكز على مفهوم األمن القومي من الزاوية العسكرية ‪ ،‬باعتبار‬. ‫‪،‬أن القوة العسكرية للدولة ‪ ،‬هي مرآة أمنها القومي ‪ ،‬غير أن البعض اآلخر ‪ ،‬ينظرون لمفهوم األمن‬ ‫القومي بشمولية ‪ ،‬حيث يجمعون بين المفهوم العسكري ‪،‬االقتصادي‪،‬االجتماعي و السياسي‪.2‬‬ ‫‪-2‬المفهوم الحديث لألمن القومي‪:‬‬. ‫هنا يعتبر األمن القومي ‪ ،‬مفهوما أوسع من مجرد الحماية من الحرب ‪ ،‬حيث يركز على قدرة‬. ‫الدولة في المحافظة على إقتصادها ‪ ،‬وأراضيها وكل مواردها الطبيعية ‪ ،‬ونظمها المختلفة( االجتماعية‬ ‫والسياسية والثقافية )‪. 3‬‬. ‫فاألمن القومي ال يكون إال عبر تحقيق أمن الفرد ‪ ،‬والذي يش ّكل مادة المجتمع ومضمونه ‪،‬و‬. ‫يتطلب ذلك تهيئة الظروف المناسبة ‪ ،‬لتحقيق االستقرار وغياب كل ما يهدده ‪ ،‬فاألمن القومي لم يعد‬. ‫محصو ار ‪ ،‬في التحرر من التّهديد العسكري وسالمة كيان الدولة ‪ ،‬وانما إمتد إلى تأثير أوسع ‪ ،‬يشمل‬ ‫معاني االستقرار السياسي ‪،‬التنمية االقتصادية ‪،‬التكامل االجتماعي ‪،‬التوازن البيئي‪.4‬‬. ‫يعرف‪ ،‬روبرت مكنما ار(*)» ‪، « ROBERT MCNAMARA‬األمن القومي على‬ ‫في هذا السياق ‪ّ ،‬‬ ‫بحد ذاتها ‪ ،‬و أن الدول التي ال تنمو ‪ ،‬اليمكن أن تظل آمنة " ‪ ،5‬حيث ربط هذا األخير‪،‬‬ ‫"أنه التنمية ّ‬ ‫بين التّنمية ال ّشاملة واألمن القومي ‪ ،‬على اعتبار أنهما شيء واحد‪ .6‬هذا ما يعكس الخلفية‬ ‫االقتصادية لصاحب التعريف‪.‬‬. ‫يؤكد أيضا المفكر "قابـلاير‬. ‫ألموند ‪ ، "Gabriel Allmond‬أن األمن القومي ليس القوة العسكرية‬. ‫وحدها ‪ ،‬بل يتعداها إلى التنمية ‪ ،‬ألن غياب التنمية ‪ ،‬يعني عدم وجود أمن ‪ ،‬واستقرار على‬. ‫اإلطالق‪.7‬‬. ‫من جملة التعريفات السابقة ‪ ،‬نتوصل إلى تعريف إجرائي لألمن القومي‪:‬‬. ‫"وهو أن األمن القومي ‪،‬عبارة عن جملة االجراءات التي تتخذها الدولة ‪،‬في حدود طاقتها للحفاظ على‬ ‫كيانها وحماية مصالحها وبقاء أفرادها ‪ ،‬مع تهيئة الظروف المناسبة اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬سياسيا‪،‬‬. ‫‪1‬‬. ‫محمد نصر مهنا‪،‬مدخل إلى األمن القومي العربي في عالم متغير‪(،‬االسكندرية ‪:‬مطابع القدس‪،)3555،‬ص‪.30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫محمد األمين البشري‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.03‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ذياب موسى البداينة‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.02‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نجدت صبري ئاكرة يي ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ص ‪.26-26‬‬ ‫(*)وزير الدفاع األمريكي ورئيس البنك الدولي األسبق‪،‬حيث لعب دورا هاما في إبراز المفهوم الشمولي لألمن القومي‪ ،‬من خالل كتابه‬ ‫المعنون "بجوهر األمن"‪،‬حيث انتقد المفهوم العسكري لألمن بقوله"إن أمن جمهورية الواليات المتحدة األمريكية ال يكمن في القوة العسكرية‬ ‫لكن يمكن بصورة متماثلة في تنمية نماذج مستقرة من النمو االقتصادي والسياسي في الداخل وفي الدول النامية وفي العالم أجمع‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نواف قطيش‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪6‬‬ ‫هشام محمود األقداحي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.25‬‬ ‫‪7‬‬ ‫هايل عبد المولى طشطوش ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.05‬‬. ‫‪22‬‬.

(26) ‫الفصل األول‬. ‫اإلطار المف اهيمي والنظري لألمن القومي وحقوق اإلنسان‬. ‫تعبر عن الرضا العام ‪،‬في المجتمع و إيجاد اإلستراتيجيات‬ ‫وبيئيا ‪،‬لتحقيق األهداف والغايات ‪،‬التي ّ‬ ‫والخطط الشاملة ‪،‬التي تكفل تحقيق ذلك"‪.‬‬. ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم حقوق اإلنسان‬. ‫إحتلت قضايا حقوق اإلنسان بعد الحرب العالمية الثانية ‪،‬موقع الصدارة واإلهتمام العالمي‬. ‫والمحلي‪ ،‬فعرفت تطو ار كبي ار ‪،‬خاصة نتيجة االنتهاكات الالإنسانية ‪،‬التي اقترفت بحق اإلنسانية ‪،‬‬. ‫فبدأت في تلك الفترة حركة دولية ‪،‬لتدوين حقوق اإلنسان في اتفاقيات دولية ملزمة ‪ ،‬حيث تبلورت من‬ ‫خاللها حقوق اإلنسان بشكل واضح ‪ ،‬وصدرت العديد من المواثيق واإلعالنات ‪ ،‬كاإلعالن العالمي‬. ‫لحقوق اإلنسان ‪ ،‬فيما بعد تزايد االهتمام بمفهوم حقوق اإلنسان ‪ ،‬مع أواخر القرن العشرين ‪ ،‬بالتّزامن‬ ‫مع بروز العديد من المنظمات غير الحكومية ‪ ،‬التي تعنى بحماية حقوق االنسان‪.‬‬. ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف حقوق اإل نسان‬. ‫أخذ موضوع حقوق اإلنسان حي از كبي ار ‪،‬من إهتمام الباحثين والخبراء ‪ ،‬فقد ركزت العديد من الدراسات‬ ‫والبحوث العلمية ‪،‬على الجوانب المختلفة لهذا الموضوع ‪ ،‬خاصة القانونية والسياسية منها‪.‬‬. ‫تعددت التعاريف المتعلقة بمفهوم حقوق اإلنسان‪ ،‬وفقا الختالف وجهة نظر الباحثين ‪ ،‬ومن بين هاته‬. ‫التعاريف ‪ ،‬نجد تعريف أنك لندين » ‪: )5444(« ANK LANDEEN‬‬. ‫حيث يرى أن حقوق اإلنسان هي ‪ ":‬الحقوق التي يتمتع بها كل شخص ويقوم بحمايتها ‪ ،‬و تعني أيضا‬. ‫الكرامة‪ ،‬التي اليمكن التخلّي عنها ‪،‬وهي أيضا تركيب اجتماعي متحرك ‪،‬وهي بالتالي عرضة للجدال والتغيير"‪.1‬‬. ‫ويعتبر رينيه كاسان(*) » ‪ «RENé CASSAN‬حقوق اإلنسان ‪ ،‬بأنها "فرع خاص من الفروع االجتماعية‬ ‫الرخص الضرورية التي تتيح إزدهار شخصية كل فرد في المجتمع استنادا إلى كرامته‬ ‫يختص بتحديد الحقوق و ّ‬ ‫‪2‬‬ ‫اإل نسانية " ‪.‬‬. ‫يعرفها الدكتور أحمد سعيفان على أنها‪:‬‬ ‫وفي نفس السياق ّ‬. ‫حية ‪،‬والتي تنبع من الطبيعة اإل نسانية‬ ‫"مجموعة الحقوق والحريات واإلمتيازات ‪،‬المعترف بها لألفراد بصفتهم كائنات ّ‬ ‫واللصيقة بهذه الطبيعة ‪،‬وتقع خارج وفوق أطر القانون الوضعي ‪ ،‬أي أنها سابقة والحقة للدولة ‪،‬التي يقع عليها‬ ‫حمايتها في ترتيب األهداف والوسائل "‪.3‬‬. ‫إذن حقوق اإلنسان ‪،‬تكمن في أّنها ملك للفرد‪ ،‬بوصفه كائنا إنسانيا ‪،‬ال يمكن حرمانه من جوهر‬ ‫هاته الحقوق ‪ ،‬وعلى هذا النحو ‪ ،‬هي مالزمة لإلنسان ‪ ،‬والدولة ملزمة بتأمينها ‪ ،‬لجميع األفراد الذين‬ ‫يخضعون لسلطتها ‪ ،‬فهي حقوق متأصلة ‪،‬في كافة أعضاء األسرة اإلنسانية وغير قابلة للتصرف‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫قدري علي عبد المجيد‪،‬اإلعالم وحقوق االنسان‪(،‬االسكندرية‪:‬دار الجامعة الجديدة‪،)0226،‬ص ص ‪.06-06‬‬ ‫(*)أحد الذين ساهموا في صياغة االعالن العالمي لحقوق اإلنسان وصاحب فكرة إنشاء معهد دولي لحقوق اإلنسان في ستراسبورج بفرنسا‬ ‫ومن أوائل المفكرين الذين حاولوا صياغة تعريف واضح لحقوق اإلنسان ‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫علي عبد هللا أسود‪،‬تأثير االتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق اإلنسان في التشريعات الوطنية‪(،‬بيروت‪:‬منشورات الحلبي‬ ‫الحقوقية‪،)0232،‬ص‪.23‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أحمد سعيفان‪،‬قاموس المصطلحات السياسية والدستورية والدولية‪(،‬بيروت‪:‬مكتبة لبنان ناشرون‪،)0222،‬ص ‪.352‬‬. ‫‪23‬‬.

Références

Documents relatifs

Differences in quadrant I indicate higher surface and air temperatures, higher windspeed above 400 hPa, stronger vertical component of the relative vorticity from the surface

et Claire Charters ont travaillé ensemble dans le secteur des droits de l’homme, le premier comme Rapporteur spécial des Nations unies sur les droits humains et les

Si bien los objetos cambiados tuvieron este valor cotidia- no en manos de los colectivos litorales como parte de su universo material, fue su ofrenda final a los muertos la

Pour les élèves, le buste de Quicherat est le seul buste de toute l'École : celui de Louis XVIII, caché dans le bureau du directeur, n'est guère populaire.. Sa situation et son

To cite this article: Sauveur Belviso, Martina Schmidt, Camille Yver, Michel Ramonet, Valerie Gros & Thomas Launois (2013) Strong similarities between night-time

All the results presented above conrm the reinforcing eect of trading time (proxied by distance) on the negative impact of rms facing nancial frictions on export sales.. This

formation of Trp photoproducts, NFKyn being again the major photoproduct and FICZ a very

The table aims at comparing the influence on spallation of the different para- meters related either to the material (a- the microstructure), the characteristics of the thermal