• Aucun résultat trouvé

واقع و ممارسات الأحزاب السياسية في ولاية عين تموشنت

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "واقع و ممارسات الأحزاب السياسية في ولاية عين تموشنت"

Copied!
174
0
0

Texte intégral

(1)‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعــبيــة‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلــمــي‬. ‫جامعة وهران‬ ‫كلية الحقوق‬ ‫قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‬. ‫واقع وممارسات األحزاب السياسية في والية عين‬ ‫تموشنت‬ ‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية‬ ‫تخصص حركات وطنية وتشكيالت الدولة في الجزائر ودول المغرب العربي‬ ‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫الدكتور ‪ :‬يعالوي احمد‬. ‫إعداد الطالب‪:‬‬ ‫وسام قويدر‬. ‫اعضاء لجنة المناقشة‬. ‫‪2013/12/12‬‬. ‫برابح عبد المجيد‬. ‫استاذ محاضر ‪ -‬أ ‪ -‬جامعة وهران‬. ‫رئيسا‬. ‫يعالوي احمد‬. ‫استاذ محاضر ‪ -‬أ ‪ -‬جامعة وهران‬. ‫مقررا‬. ‫بن طرمول عبد العزيز‬. ‫استاذ محاضر ‪ -‬أ ‪ -‬جامعة وهران‬. ‫مناقشا‬. ‫غالـم محمد‬. ‫استاذ محاضر ‪ -‬أ ‪ -‬جامعة وهران‬. ‫مناقشا‬. ‫السنة الجامعية‪2102 – 2102 :‬‬. ‫‪1‬‬.

(2) ‫مقدمة‪:‬‬ ‫إن مسار تطور الممارسة السياسية عبر المراحل التاريخية المختلفة و نضج الفكر السياسي‬ ‫قادا إلى ميالد األحزاب السياسية‪ ،‬التي تعتبر العمود الفقري للحياة السياسية الطبيعية‪ ،‬و قد‬ ‫عرفت الظاهرة الحزبية ميالدها في بدايات القرن التاسع عشر‪ .‬لتخوض في عملية تطورية‬ ‫تراكمية ‪ .‬حيث جعلت منها صاحبة الدور األساسي في األنظمة السياسية مهما اختلفت هذه‬ ‫األنظمة‪ ،‬ومهما كانت مساحة حركة األحزاب داخلها‪ .‬لقد ولدت األحزاب األولى بالمعنى الحديث‬ ‫للكلمة مع ظهور النظم التمثيلية في بريطانيا العظمى في القرن ‪91‬م ثم فرنسا‪ ،‬تتطور فيما بعد‬ ‫النماذج الحزبية و اهدافها و الية عملها مع ديمقراطية التصويت وهو ما جعل مساحة احتكاكها‬ ‫تتوسع و ال تتركز في فئة أو جغرافية معينتين ‪،‬و مع ذلك ‪ ،‬فان التطور الحزبي لم يأخذ مشهدا‬ ‫واحدا موحدا فمسارها التطوري لم يأخذ ذات المنحى و انما خضع لخصوصية االنظمة السياسية‬ ‫وكذلك المجتمعات ‪.‬‬ ‫وقد عرفت الجزائر الظاهرة الحزبية‪ ،‬خالل الحقبة االستعمارية‪ ،‬بفعل االحتكاك وذلك نتيجة‬ ‫نضج الوعي الوطني ومحاولة االنتظام داخل األحزاب لتحقيق المصلحة الوطنية‪ ،‬مع االختالف‬ ‫في تحديد مفهوم المصلحة بالنسبة لكل حزب في تلك المرحلة‪.‬‬ ‫إن فترة التعددية الحزبية التي عاشتها الجزائر خالل الفترة االستعمارية‪ ،‬عرفت نهايتها خالل‬ ‫االستقالل‪ ،‬أين دخلت الجزائر في نظام الحزب الواحد‪ ،‬احتكرت جبهة التحرير الوطني المشهد‬ ‫السياسي‪ ،‬في نموذج لحزب –الدولة إلى غاية أحداث أكتوبر ‪ ،9111‬التي دفعت النظام‬ ‫السياسي إلى فتح المجال أمام التعددية الحزبية ‪ ،‬و ذلك أمام ضغوط هذه األحداث التي كادت‬ ‫أن تعصف بالنظام‪ -‬هذه التعددية كرسها دستور فيفري ‪ 9111‬و الذي كان معب ار للنظام‬ ‫الديمقراطي الحديث الذي يكرس التعددية و التنافس و مبدأ التداول على السلطة‪ ،‬مع العلم أن هذا‬ ‫الدستور طرح إشكالية من حيث تنظيم العمل الحزبي أين أخضع األحزاب لقانون الجمعيات أي‬ ‫أصبحت جمعيات ذات طابع سياسي‪.‬‬. ‫‪2‬‬.

(3) ‫إن مساحة التفاؤل وسقف التوقعات التي أوجدها دستور ‪ 9111‬سرعان ما يصطدم مع أول‬ ‫تجربة انتخابية تعددية سنة ‪ ،9119‬عندما ألغيت االنتخابات التشريعية في دورها األول بعدما‬ ‫سجلت الجبهة اإلسالمية لإلنقاذ تفوقها الكبير‪ .‬مؤكدة نجاحها التي حققته قبل عدة أشهر على‬ ‫مستوى المحليات‪ .‬إن إلغاء النتائج أو ما يسمى في الجزائر ''وقف المسار االنتخابي'' بتدخل‬ ‫الجيش‬. ‫بالجزائر‬. ‫دفع‬. ‫دولة‬. ‫و مجتمع الدخول في أزمة دموية و عضوية عطلت الحياة السياسية‪ ،‬و كرست أكثر دور‬ ‫المؤسسة العسكرية في العمل السياسي بشكل أكثر وضوحا‪ ،‬من خالل إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬التي‬ ‫ال يمكن من خاللها إيجاد حياة سياسية حزبية طبيعية‪.‬‬ ‫و قد شكلت االنتخابات التشريعية ‪ 9111‬محاولة العودة إلى الشرعية من طرف السلطة التي‬ ‫قامت بتسيير األزمة عن طريق االنتخابات في ظل حالة الطوارئ‪ ،‬و قد جاءت النتائج في صالح‬ ‫حزب التجمع الوطني الديمقراطي و الذي لم يمضي على تأسيسه سوى ‪ 30‬أشهر في إشارة‬ ‫واضحة ‪ ،‬أن الظاهرة الحزبية في الجزائر‪ ،‬و نتائجها االنتخابية ال عالقة لها بالحزب و مدى‬ ‫تواجده و تغلغله في المجتمع‪.‬‬ ‫فعملية ضبط الممارسة الحزبية من طرف السلطة لم تتوقف على التأثير في النتائج و إنما هناك‬ ‫تدخل الو ازرة الداخلية في أداء األحزاب عن طريق ورقة التصحيحات التي تعتبر شائعة داخل‬ ‫األحزاب الجزائرية‪ .‬إضافة إلى التوقف غير المبرر قانونيا عن اعتماد األحزاب الجديدة الذي‬ ‫مارسته و ازرة الداخلية خالل مدة انتهت ألحداث ما يسمى "الربيع العربي" و الذي تفاعل معه‬ ‫النظام بإصالحات يحاول من خاللها الفلتان من الموجة التي اجتاحت المنطقة‪ ،‬ما كان نتيجته‬ ‫انفتاح و ازرة الداخلية على األحزاب و الذي يعتبر كانفتاح ثاني بعد الذي حدث في أكتوبر‬ ‫‪ .9111‬و قد عرفت الساحة ما يقارب من ‪ 64‬حزب حديث التأسيس‪ ،‬و التي ال شك أن‬ ‫إصالحات الرئيس و الوعود بشفافية االنتخابات‪ ،‬جعلت من مشاركة هذه األحزاب في تشريعيات‬ ‫‪ 2392‬عكس سابقاتها ( في اعتقاد األحزاب على األقل) أين كانت مشاركة ''مراسمية احتفالية"‬ ‫دون اختيارات كبرى‪ ،‬فهذه االنتخابات اعتبرت انتخابات ""التغيير''‪.‬‬. ‫‪3‬‬.

(4) ‫من الناحية األكاديمية هناك العديد من الدراسات التي تتناول موضوع األحزاب الجزائرية بطريقة‬ ‫نظرية دون التفصيل في بنياتها القاعدية‪ ،‬انتشارها على المستوى المحلي‪ ،‬مقراتها الحزبية‪،‬‬ ‫برامجها الوطنية‪ ،‬المحلية‪ ،‬آليات عملها النضالي ‪ ،‬سلوكها خالل االنتخابات و أثناء اللعبة‬ ‫االنتخابية ‪ ،‬الية الترشيح و تسطير القوائم طبيعة العالقات داخل الحزب و مدى تدخلها في‬ ‫استق ارره وربط العالقة بين البنية القاعدية و البنية المركزية ‪ ,‬مراحل النشاط الحزبي و ركوده و‬ ‫الية عمله في حالة النشاط ‪ ،‬كيفية اختيار المسؤولين الحزبين على المستوى المحلي والية تسييرهم‬ ‫للحزب‪ .‬وتبرز الدراسة الميدانية المحلية واقع الممارسات و السلوكات الحزبية أثناء المواعيد‬ ‫االنتخابية‪ ،‬والتي ترتبط بالسياق الوطني الذي يؤطرها‪ ،‬يؤثر عليها‪ ،‬ينتجها ويعيد إنتاجها‪.‬‬ ‫تسعى هذه الدراسة إلى فهم آليات اشتغال األحزاب السياسية بوالية عين تموشنت‪ ،‬من خالل‬ ‫توضيح عالقاتها مع المواطن ومع السلطة‪ ،‬وذلك عبر االنتقال من سؤال رئيسي‪ :‬كيف تتجسد‬ ‫وظيفة األحزاب السياسية في والية عين تموشنت‪ ،‬و كيفية تسييرها للحملة االنتخابية؟‪ .‬و الكشف‬ ‫عن البنى الداخلية التي تتحكم في عمل التنظيم الحزبي‪ .‬كما أن هذا البحث يستند إلى ما تقدمه‬ ‫دراسات العلوم السياسية وعلم االجتماع السياسي حول مفاهيم الحزب السياسي‪ :‬وظائفه‬ ‫وخصائصه‪ ،‬وكذا عالقة االنتخابات بالبنية الحزبية وانعكاساتها على الواقع المحلي‪ .‬لذلك وقبل‬ ‫الشروع في فك اإلشكالية الرئيسية‪ ،‬كان لزاما االجابة عن بعض التساؤالت الفرعية‪:‬‬ ‫‪ ‬ما هو الحزب‪ ،‬وهل هو تركيبة تنظيمية تراتبية متينة ؟‬ ‫‪ ‬ما هي برامج األحزاب السياسية الجزائرية وتطبيقاتها على المستويين المحلي‬ ‫والمركزي؟‬ ‫‪ ‬كيف تتوزع القوى الحزبية في واليات عين تموشنت‪ ،‬وما اإلمكانات المادية‬ ‫والبشرية التي تملكها؟‬ ‫‪ ‬ما مظاهر ومنطق إدارة األحزاب بعين تموشنت لالنتخابات التشريعية ‪، 2392‬‬ ‫وما خصائص حضورها؟ وما اشكال عالقاتها االتصالية بالمواطنين؟‬. ‫‪4‬‬.

(5) ‫‪ ‬كيف يمكن تحليل‪-‬انطالقا من النتائج الميدانية المحصلة‪-‬الواقع الحزبي في‬ ‫مستواه المحلي؟‬ ‫و لذلك جاءت الفرضيات على الشكل التالي‪:‬‬ ‫‪ -9‬العمل الحزبي في الجزائر يقوم على أسس و مرتكزات العملية الديمقراطية‬ ‫المتعارف عليها‪.‬‬ ‫‪ -2‬بنية األحزاب السياسية في الجزائر ال تستند على النضال الحزبي المستمر والدائم‬ ‫بل هي خاضعة لعوامل أخرى‪.‬‬ ‫‪ -0‬تزاحم األحزاب و كثرتها ال يعكس بالضرورة التنافسية و التنوع في البرامج‬ ‫الحزبية‪.‬‬ ‫‪ -6‬الخطاب االنتخابي لألحزاب السياسية ال يساير الواقع المجتمعي‪.‬‬ ‫إن عملية الترسيخ الديمقراطي داخل الحزب ليست مجرد هياكل مؤسساتية وقوانين انتخابية‪ ،‬بل‬ ‫هي رؤية شاملة و مستمرة لخلق الثقافة السياسية وتعزيز المواطنة‪ .‬وعملية البحث عن تمثالت‬ ‫السياسة لدى الفرد الجزائري عملية معقدة‪ ،‬إذ تجد لها جذو ار في التركيبة التاريخية بكل أبعادها‬ ‫السياسية‪ ،‬النفسية ‪،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬واالقتصادية‪ .‬وترتبط المسار الديمقراطي المتعثر الذي‬ ‫عرفته الجزائر وال تزال‪ .‬لذلك كانت ضرورات الدراسة التقيد ببعض المواضيع التي ستبحثها‪،‬‬ ‫كحصر التجربة االنتخابية المحلية في تشريعيات ‪ ،2392‬وتوصيف مظاهر التعبئة االنتخابية و‬ ‫نمذجة قوائم المترشحين‪ .‬والبحث عن مؤشرات االستم اررية في الممارسة الحزبية بين واقعها‬ ‫الوطني و واقعها المحلي‪.‬‬ ‫من هذا المنطلق فإن دراسة واقع األحزاب الجزائرية بعد إقرار التعددية‪ ،‬وكيفيات اشتغالها ال يتم‬ ‫إال باالعتماد على المادة العلمية المتخصصة في هذا المجال ‪ ،‬فقد تم االعتماد من الناحية‬ ‫النظرية على مجموعة من الدراسات األجنبية المتطرقة للموضوع ‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪،‬‬ ‫كتاب‬. ‫موريس‬. ‫دوفرجيه‪،‬‬. ‫األحزاب‬. ‫السياسية ‪Partis‬‬. ‫‪Les‬‬. ‫‪Duverger,‬‬. ‫‪Maurice‬‬. ‫‪Politiques,Paris.Ed Colin 1952. Robert Michels, Les Partis Politiques :‬‬. ‫‪5‬‬.

(6) ‫‪Essai sur les tendances‬‬. ‫‪oligarchiques des démocraties ; Paris, Edition,‬‬. ‫‪Flammarion, 1977.‬‬ ‫إضافة إلى العديد من الدراسات األخرى التي عمل عليها علماء من التخصص مثل جاك شارلو‬ ‫في كتابه األحزاب السياسية وماكس فيبر في كتابي االقتصاد و المجتمع‪ ،‬و العالم و السياسية‪،‬‬ ‫أما من ناحية اسقاط الموضوع على الجزائر‪ ،‬فقد اعتمدنا على مجموعة كتب و دراسات تطرقت‬ ‫الى الموضوع‪ ،‬ككتاب محمد بوضياف"" األحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني في‬ ‫الجزائر''‬ ‫و كتاب عيسى جاردي‪ ،‬األحزاب السياسية في الجزائر‪ ،‬و كتاب لرابح كمال لعروسي‪ ،‬المشاركة‬ ‫الس ياسية و التجربة التعددية الحزبية في الجزائر‪ .‬اضافة الى كتابات ناصر جابي المختلفة منها‬ ‫(لماذا تأخر الربيع العربي‪ ،‬الجزائر منشورات الشهاب ‪ ،2392‬و بعض الدراسات التي قدمها كل‬ ‫من ناجي عبد النور و عدي الهواري حول الموضوع‪ ،‬و غيرها من الدراسات التي سهلت علينا‬ ‫تناول الموضوع في أكثر من جانب‪.‬‬ ‫تعتبر هذه الدراسة و نظ ار ألهميتها فرصة للتفرغ لدراسة الظاهرة الحزبية في الجزائر بطريقة‬ ‫تفصيلية‪ ،‬كون األحزاب هي العمود الفقري لألنظمة السياسية‪ ،‬و أهميتها مدركة من قبل الدراسات‬ ‫السابقة المتطرقة للموضوع‪ ،‬و لكن أغلب هذه الدراسات قد أغفلت آلية عمل األحزاب على‬ ‫المستوى المحلي و القاعدي‪،‬‬. ‫و من هذا المنطلق تم اختيار الموضوع كونه يعتبر حقال خصبا‬. ‫للباحثين في المجالين (علم االجتماع و العلوم السياسية) و هي تترجم رغبة الباحث في االقتراب‬ ‫من واقع األحزاب السياسية و ممارساتهم على المستوى المحلي‪ -‬عين تموشنت نموذجا‪ -‬أثر‬ ‫عمل سياسي سوسيولوجي يحاول قراءة ممارسة األحزاب و منضاليها و آلية عملها‪ ،‬مقراتها‪،‬‬ ‫برامجها و أدائها االنتخابي‪ .‬فهذه الدراسة تحاول قدر اإلمكان معالجة نقاط الظل في الممارسة‬ ‫الحزبية على المستوى المحلي ‪ ،‬أين نجد قصو ار من حيث معالجة الموضوع في العديد من‬ ‫الدراسات ‪ ،‬كما أنها تعتبر استكماال لما تم التطرق له على المستوى الوطني و المحلي‪.‬‬ ‫وبالتالي فالدراسة هي تفصيلية تفسيرية للسلوك االنتخابي لألحزاب من خالل االنتخابات و بينية‬ ‫القاعدية و ذلك على المستوى المحلي‪ .‬و لذلك ارتأينا االعتماد على مجموعة من المناهج ‪،‬نعتقد‬. ‫‪6‬‬.

(7) ‫أنها كفيلة بإيصالنا إلى درجة من الدقة والحياد العلمي ومن تم إلى دراسة موضوعية‪ .‬ومنه فالبد‬ ‫لكل دراسة من استراتيجية تحدد خطوات إجرائها بما تحققه من أهداف‪ ،‬و هنا يجب اإلشارة أيضا‬ ‫إلى أهمية أن يتكامل اإلطار المنهجي للدراسة مع مشكلة البحث و األهداف التي يسعى إلى‬ ‫تحقيقها‪ .‬إذ تندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفية‪ ،‬التي تهدف أساسا إلى التعرف على‬ ‫ظاهرة معينة بطريقة تفصيلية و دقيقة‪ .‬لذلك اعتمدنا على المنهج الوصفي الذي يهتم بدراسة‬ ‫األوضاع الراهنة من حيث خصائصها أشكالها و عالقاتها‪ ،‬و العوامل المؤثرة فيها كما أنه يشتمل‬ ‫في الكثير من األحيان‪ ،‬على عمليات التنبؤ بمستقبل الظواهر و األحداث‪ ،‬و لقد استعملنا هذا‬ ‫المنهج في توصيف الظاهرة الحزبية ‪.‬من خالل ممارستها على المستوى المحلي على اكثر من‬ ‫جانب ‪.‬‬ ‫باإلضافة الى منهج تحليل المضمون الذي يقوم على وصف منظم و دقيق لمحتوى نصوص‬ ‫مكتوبة‪ ،‬و لقد استعملنا هذا المنهج في دراستنا لمختلف القوانين الجزائرية و القوانين التي تعلقت‬ ‫باالنتخاب و األحزاب وتحليل الخطابات الحزبية و كذا سلوكات االحزاب ‪ .‬كما استندنا في هذه‬ ‫الدراسة على منهج المسح االجتماعي الذي يقوم على توصيف الظاهرة السياسية و تحليل‬ ‫أبعادها االجتماعية و الثقافية‪ ،‬اعتمادا على خطوات المنهج العلمي‪ .‬كما ساعدنا المنهج المقارن‬ ‫الذي يقوم على معرفة كيف‪ ،‬و لماذا تحدث الظاهرة‪ ،‬من خالل مقارنتها‪ ،‬مع بعض البعض من‬ ‫حيث أوجه الشبه‪ ،‬و االختالف‪ ،‬بغرض الوصول إلى العوامل المسببة لظاهرة معينة‪ ،‬و قد‬ ‫استعملنا هذا المنهج لمقارنة البرامج الحزبية المقدمة للناخب ليختارها كما استعملناه في مقارنة‬ ‫نوعية الخطاب الحزبي ‪.‬‬ ‫وقد اشتملت هذه الدراسة على خمسة فصول‪ ،‬منها فصل نظري تطرقنا فيه إلى المداخل‬ ‫النظرية المفسرة للظاهرة الحزبية وخصائصها وأدوارها‪ .‬أما الفصول األربعة األخرى فهي عمل‬ ‫ميداني‪ ،‬تناول واقع و ممارسات األحزاب السياسية في والية عين تموشنت و بينيتها الهيكلية و‬ ‫تصنيفاتها المختلفة ‪ ،‬و ألية اختيارها لمرشحيها في االنتخابات و كذلك برامجها الحزبية المقدمة‬ ‫للمواطن‪.‬‬ ‫انظر‪- :‬عمار بوحوش‪ ،‬محمد الذنيبات ‪:‬مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪.0991 ,‬‬. ‫‪7‬‬.

(8) ‫الفصــــــــل األول‬ ‫الدراسة النظرية لألحزاب السياسية‬. ‫المبحث األول‪ :‬في مفهوم الحزب‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬وظائف األحـــــــزاب السياسية‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع األحزاب السياسية وخصائصها‪.‬‬ ‫المبحث الرابع‪:‬االنتخابات والديموقراطية‪.‬‬. ‫‪8‬‬.

(9) ‫المبحث األول‪:‬مفهوم الحزب‪.‬‬ ‫رغم كون الحزب السياسي منن كالسنيكيات العلنوم السياسنية‪ ،‬فهنو لنيس ظناهرة سنهلة الفهنم أو‬. ‫التعريف‪ ،‬فمفهوم الحزب وتطوره مر بمرحلية معينة وعوامنل تاريخينة واجتماعينة وسياسنية متبايننة‪.‬‬ ‫إن الح ننزب بص ننفته عام ننة يعتب ننر مرك ننز اهتم ننام ب نناحثي العل ننوم السياس ننية كون ننه يع نند أح نند األعم نندة‬ ‫األساسية ألي نسق سياسي وأحد أهم مرتكزاته‪ ،‬وهو يعني عموما‪:‬‬. ‫‪ )9‬المفهوم اللغوي‪ party:‬مشتق من كلمة ‪ part‬االنجليزية والتي تعني الجزء أو القسنم‪ .‬فكلمنة‬ ‫حننزب‬. ‫‪ party‬تعننني " إن الحننزب هنننا جننزء مننن الكننل‪ ،‬والكننل يكننون تعنندديا‪...‬فبرغم مننن أن‬. ‫الحننزب يمثننل جننزءا مننن الكننل إالأن هننذا الجننزء عليننه أن يسننلك منهجننا غيننر جزئنني إزاء الكننل‪،‬‬ ‫كجزء ذي ارتباط بالكل"‪.1‬‬. ‫أمننا المفه ننوم اللغ ننوي لمفننردة ح ننزب ف نني اللغننة العربي ننة‪ ،‬ف ننورد لهننا أكث ننر م ننن صننورة عل ننى ع نندة‬ ‫دالالت‪ .‬جنناء فنني لسننان العننرب‪ )9" :‬الحننزب جماعننة مننن الننناس والجمننع أح نزاب ‪ )2‬وحننزب‬ ‫الرجل أحزابه وجنده الذين على رايه‪ )0 ،‬واألحزاب ايضا قوم تشاكلت قلوبهم وأعمالهم وان لنم‬ ‫يقتتلوا‪ )6 .‬والحزب‪ :‬الورد‪ )5 ،‬والحزب‪ :‬النصيب والحظ‪ ،‬والحزب‪ :‬النوبة فني ورود المناء أي‬. ‫دور في الورود‪ )4 .‬والحنزب‪ :‬الصننف منن النناس‪ )1 ،‬والحنزب‪ :‬الطائفنة ‪ ،‬يقنال حنزب النناس‬ ‫وتفرقوا‪ :‬أي تجمعوا وصاروا احزبا‪ ،‬وحزب فالن أي احزاب جمعهم"‪.2‬‬. ‫وفي الثقافة االسالمية والموروث الديني‪ ،‬فقد وردت كلمة حزب في القرآن والسنة الكريمة فني أكثنر‬. ‫من موقع في عدة معان تعبر عنن اتسناع مدلولنه فني اللغنة العربينة‪ ،‬وعلينه‪ :‬فقند وردت كلمنة حنزب‬. ‫فنني الق نرآن الك نريم ‪ 23‬م نرة وفنني ‪ 90‬سننورة‪ .‬وردت ‪ 1‬م نرات بصننيغة المفننرد (سننورة المائنندة (ا يننة‬ ‫‪ ،)54‬المؤمنن ن ن ننون (ا ين ن ن ننة ‪ ،)50‬الروم(ا ين ن ن ننة ‪ ،)02‬خن ن ن نناطر (ا ين ن ن ننة ‪ ،)4‬وم ن ن ن نرتين فن ن ن نني س ن ن ن ننورة‬. ‫المجادل ننة)‪.3‬ووردت م ننرة واح نندة بص ننيغة المثن ننى (الكه ننف (ا ي ننة ‪.)92‬كم ننا وردت المف ننردة بص ننيغة‬ ‫الجمننع (سننورة هننود (ا يننة ‪ ،)91‬الوعنند (ا يننة ‪ ،)04‬م نريم (ا يننة ‪ ،)23‬وتكننررت م نرتين فنني سننورة‬ ‫‪1‬أسامة الغزالي‪ ،‬األحزاب السياسية في العالم الثالث(الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬يصدرها المجلس الوطني‬ ‫للثقافة والفنون و ا داب في الكويت‪ .‬عدد ‪ 991‬سبتمبر ‪.)9111‬‬. ‫‪2‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين بن مكرم‪ ،‬لسان العرب(لبنان‪ ,‬دار صاادر‪ ،‬المجداد الماامب‪ ،‬بادون ان‬ ‫نشر) ص ‪.031 ،031‬‬ ‫‪3‬‬. ‫صهيب عمادي‪ ،‬التعددية السياسية في الفكر االسالمي المعاصر ‪ .‬عدى الرابط االلكتروني‬ ‫‪http://www.almullah.org/view.7331/‬‬. ‫‪9‬‬.

(10) ‫األح نزاب (ا يننة ‪ ،)22 ،23‬م نرتين فنني غننافر (ا يتننين ‪ ،)4 ،5‬م نرتين فنني الزخننرف (ا يتننين ‪،5‬‬ ‫‪.1)4‬‬. ‫القرن الكريم سورة كاملة تسمى األحزاب في اشارة النى القبائنل‪ ‬التني اجتمعنت‬ ‫هذا وتوجد في آ‬. ‫نرن علنى االجتمناع والتنرابط‬ ‫على محاربة الرسول (ص)‪ .‬وفي الغالب فنإن لفنظ الحنزب يندل فني الق آ‬ ‫سواء لقصد الخير أو الشر‪ ،‬فقد جاء بمعنى المندح كلفظنة (حنزب هللا) ومقابلهنا (حنزب الشنيطان)‪،‬‬ ‫وفي معنى آخر بمعنى مفتوح " كل حزب بما لديهم فرحون" (المؤمنون‪ ،‬ا ية ‪.)22‬‬. ‫أمننا فنني السنننة النبويننة الكريمننة فقنند جنناء ذكننر الحننزب بعنندة معننان‪" ،‬فننالحزب قنند يعننني الننورد‬. ‫الي ننومي للقن نرآن كق ننول الرس ننول (ص)‪ :‬طن ن أر عل نني ح ننزب م ننن القن نرآن فأحبب ننت أن ال أخ ننرج حت ننى‬. ‫أقضيه‪.2"‬ويظهر المعنى االهم في الموروث الديني بمعنى الماعة‪ ،‬أو الطائفة‪ ،‬مثل ما يشير إليه‬ ‫الحديث الشريف‪ :‬اللهم أهزم األحزاب‪.3‬‬. ‫بصفة عامة جاء مدلول الحزب بمعاني مختلفة ضمنها الطائفة والجماعة من الناس ولكن‬. ‫ال عالق نة لهننا بننالمفهوم االصننطالحي لمعنننى الحننزب‪ ،4‬فمننن الصننعب الحننديث عننن حننزب بمعننناه‬ ‫االص ننطالحي داخ ننل المجتم ننع االس ننالمي فكلم ننة ح ننزب وان كان ننت متداول ننة ف نني الم ننوروث لل ننديني‬. ‫اليسننتطيع أحنندأن ينسننبها لمفهننوم الحننزب فنني أي مننن مراحلننه التطوريننة‪ ،‬فالظنناهرة الحزبيننة ظنناهرة‬. ‫غربية بامتياز وان وجدنا بادرة االحزاب في الدولة االسالمية بعند حكنم الخليفنة عثمنان بنن عفنان‪،5‬‬ ‫ولكن دائما يبقى االختالف في المفهوم األيديولوجي واستعماالته الرمزية‪.‬‬. ‫‪ )2‬التعريف االصطالحي‪ :‬علينا االشارة إلنى أن مفهنوم الحنزب حالينا اليعبنر عنن الصنورة‬. ‫الحقيقية التي كان يمثلها الحزب في البدايات‪" ،‬فمهوم الحنزب مفهنوم تراكمني‪ ،‬وال يشنكل بالضنرورة‬. ‫مفهوما ايجابيا‪ ،‬بل احيانا يعتبر موضوعا سلبيا وقد يتسبب فني انقسنام النروح العامنة اذا تنم النظنر‬ ‫الينه انننه ال يعبنر عننن االرادة الجماعينة‪" ،‬إذ أن التشننكيالت االجتماعينة ال تثننق أحياننا فنني األحنزاب‬ ‫وترتاب من أدائها"‪.6‬‬. ‫‪9‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫من بين أهم تلك القبائل التي آذت شوكتها الرسول (ص) هي‪ :‬قريش‪ ،‬بنو قريضة‪ .‬إضافة إلى بعض القبائل‬. ‫العربية األخرى‪.‬‬ ‫‪2‬‬. ‫عمادي‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬. ‫‪3‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪4‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪5‬سعيد بولشعير‪ ،‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة (الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪)9116 ،‬‬ ‫ص‪121‬‬. ‫‪Gerhart leibhalz,"Démocratie représentative et Etat modern” Revue International d’histoire‬‬ ‫‪politique etconstitutionnel, 1952, p 51.‬‬. ‫‪10‬‬. ‫‪6‬‬.

(11) ‫تطننور مفهننوم الحننزب بتطننور العمننل السياسنني والمؤسسنناتي لألنظمننة السياسننية وصنوال إلننى‬. ‫الشننكل الننذي هننو عليننه ا ن خصوصننا لنندى األنظمننة الديموقراطيننة‪ ،‬ولكننن بالمقابننل شننكلت الظنناهرة‬ ‫الحزبيننة ظنناهرة معقنندة يصننعب اعتمنناد تعريننف متفننق عليننه يحصننر كننل تلننك الخصننائص فنني إطننار‬ ‫نظننري ع ننام ق ننار عل ننى حص ننر االختالف ننات بينهننا‪ ،‬عل ننى عك ننس الكالس ننيكيين ال ننذين عرفن نوا الح ننزب‬. ‫استنادا إلى معيار أو مدلول محدد‪ ،‬هذا التعقيد ألزم الباحثين تصنيف األحزاب وفق عدة اتجاهنات‬ ‫نذكر‪:‬‬. ‫‪ ‬االتجاه الوظيفي‪ :‬يتم منن هنذا االتجناه تعرينف الحنزب وفقنا للوظنائف التني يؤديهنا‪ ،‬كمنا‬ ‫يعبر عن ذلك ريمون آرون* " الحزب هو تجمع دائم لمجموعة من األفراد يعملنون منن‬. ‫أجننل الوصننول إلننى السننلطة أو االحتفنناظ بهننا"‪ .1‬وركننز شننارلوت ‪J. Charlot‬علننى أن‬. ‫الحزب يقوم على مجموع وظنائف غينر متقطعنة أهمهنا الوصنول النى السنلطة"‪ ،‬وينذهب‬. ‫دافيد ابتر ‪David Apter‬على أن " أهم وظيفة للحزب هي قيامه بتنظيم وتوجيه الرأي‬ ‫العام وتلمس احتياجات الناس ونقلها إلى األجهزة المسؤولة‪ ،‬بهذا الشنكل يحندث تقنارب‬ ‫بين الحكام والمحكومين"‪.2‬‬. ‫يعاني هنذا التعرينف منن القصنور والمحدودينة‪ ،‬وعندم التحقنق النواقعي أحياننا‪،‬إذ يحصنل أن‬. ‫تفشننل العدينند مننن األح نزاب فنني الوص نول إلننى السننلطة‪ ،‬بعضننها يس نتمر والننبعض ا خننر يتالشننى‪،‬‬ ‫ويظهننر المشننكل ا خننر فنني حالننة وجننود الديموقراطيننة الصننورية‪ ،‬حيننث يبقننى التسنناؤل عننن منندى‬ ‫مطابقة وظائف الحزب لهذا المعيار‪.‬‬. ‫‪ ‬االتجن ن ن نناه االين ن ن ننديولوجي‪ :‬ين ن ن ننتم من ن ن ننن هن ن ن ننذا المنطلن ن ن ننق تعرين ن ن ننف الحن ن ن ننزب من ن ن ننن من ن ن نندلول‬ ‫إيديولوجي*نتلمسه في تعرينف رجنل الدولنة والفيلسنوف االنجلينزي ادمنون بينرك النذي لنم‬. ‫*ق ننام ريمننون آرون سنننة ‪ 9145‬بد ارسننة العدي نند مننن النندول الديموقراطيننة وال نندول الشننمولية انطالق ننا مننن تحلي ننل‬ ‫المؤسس ننات السياس ننية الناش ننئة هن ننا وهن نناك خل ننف ج نندار بن نرلين‪ ،‬فمي ننز مبن ندأ يس ننمح ب ننالتفريق ب ننين الش ننمولية‬ ‫الديموقراطية وصور تعدد االحزاب السياسية وقابنل بنين نمنوذجين ذات أحنزاب متعنددة وأنظمنة ذات الحنزب‬. ‫الواحد‪.‬‬. ‫‪Raymond Aron, Démocratie et totalitarisme (Paris, Gallimard, 1965) p 117.‬‬. ‫‪2‬نبيلننة عبنند الحلننيم كامننل‪ ،‬األح ـزاب السياســية فــي العــالم المعاصــر (مصننر‪ ،‬دار الفكننر العربنني‪ ،‬الطبعننة األولننى‬ ‫‪ )9112‬ص ‪.13‬‬. ‫*‬. ‫تقدم النظرية الماركسية االسهام الرئيسي في تعريف االيديولوجيا واستخداماتها‪ ،‬وتحلل وظائف الحزب بارتباطه‬ ‫بالطبقة‪ ،‬للتوسع أكثر انظر‪:‬‬ ‫‪Etienne Balibare, La crainte des masses (Paris, editionsGalilée , 1997) pp 186,189.‬‬. ‫‪11‬‬. ‫‪1‬‬.

(12) ‫يوافننق عل ننى الوص ننف المهننين لألحن نزاب ف نني القننرن الث ننامن عش ننر كونهننا أناني ننة وتش ننكل‬. ‫اختراقا للنسيج الجماعي‪ ،‬آراؤهنا غينر وطنينة‪ ،‬وقند وصنف بينرك األحنزاب بطريقنة أكثنر‬ ‫نبال وأكثر موضوعية‪ ،‬فقد صور وحدتها وأكدأنها بدل أن تبحث االحزاب عنن مطالبهنا‬. ‫الشخصية عليها أن تبذل جهدا في الميدان لتحقيق المنفعة العامة‪ ،‬ويرى أن‪ " :‬الحزب‬ ‫عب ننارة ع ننن أفن نراد متح نندين يس ننعون ن خ ننالل جه ننودهم المش ننتركة للعم ننل عل ننى م ننا في ننه‬ ‫المصننلحة الوطنيننة وفقننا لمبنندأ معننين يتفقننون عليننه جميعننا"‪.‬أو بكننل بسنناطة‪" :‬هيئننة مننن‬. ‫الرجال المتحدين حول مبدأ معين"‪.1‬‬. ‫يمكن من ناحية أخرى معرفة ا ثار التي تتركها االيدلوجية فني بنناء التمنثالت الجماعينة‬. ‫وتقوين ننة العمن ننل والمش ن نناعر الواحن نندة ف ن نني الكتابن ننات الماركسن ننية‪ .‬ويتجس ن نند معنن ننى الح ن ننزب‬ ‫االيننديولوجي فنني الممارسننة الماركسننية‪.‬فقد ركننز كننل مننن كننارل منناركس وفريننديريك انجلننز‬. ‫علننى التحننول والثننورة البروليتاريننة اللتننان تحتاجننان إلننى حننزب سياسنني مسننتقل ولننم يتعنامال‬ ‫مع الموضوع نظريا فقط بداية من "البيان الشيوعي"‪ ،2‬بل أكثر منن ذلنك حناوال الممارسنة‬. ‫مننن خننالل تنظننيم حننزب رابطننة الشننيوعيين(‪ )La Ligue Des Communiste‬سنننة‬. ‫‪ 9161‬والتي يمكن اعتبارها نموذجا (‪)prototype‬لألحزاب الشيوعية‪ .‬هنذا النمنوذج هنو‬. ‫ما طوره لينين‪ ،‬وهو من أهم إضافات لينين للماركسية‪.3‬‬. ‫يعد الحزب اللينيني الماركسي مثاال ونموذجا للحزب اإليديولوجي‪ ،‬بل يعتبر مثاال "متطرفا‬. ‫لمفهننوم الحننزب السياسنني كتجمننع ايننديولوجي"‪ .4‬ويعننرف الحننزب اللينيننني‪ ":‬حننزب النخبننة المنحصننر‬ ‫بمجموعة صغيرة من األعضاء المختارين والمكرسين والملتزمين والمنضبطين تماما"‪ ،5‬ومن خالل‬. ‫‪Henri Lefebvre, sociologie de Marx (Paris, Puf, 1968) p 50.‬‬ ‫‪George Labica, Dictionnaire critique du marxisme (Paris, Princesse de sciences 1985) p 567.‬‬. ‫‪1‬جيرالد م بومبر‪ ،‬مفاهيم األحزاب السياسية للديموقراطية األمريكية‪ .‬ترجمة‪ ،‬محمد نجار‪ ،‬فيصل الرفوع‬ ‫األردن دار النسر للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى ‪ )9111‬ص ‪.62‬‬. ‫‪Karl Marx, Friedrich Engels, Manifeste du parti communiste (1848) (Paris, librairie générale‬‬ ‫‪française, 1973) p 180.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪Les principes du marxisme léninisme (Manuel) (Moscou, Editions en langues étrangère, sans‬‬ ‫‪4‬‬. ‫‪date) p 408.‬‬. ‫جيرالد بومبر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬. ‫‪5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪12‬‬.

(13) ‫هننذه العناصننر والصننفات يننرى لينننين أن الحننزب*بإمكانننه التواجنند والتوجننه نحننو هدفننه الحقيقنني وهننو‬. ‫الثورة‪ ،‬فبالنسبة للينين" ال حزب ثوري دون وحدة فكرية ثورية‪ ،‬وال حركة ثورية دون نظرية ثورية"‪،1‬‬ ‫ويعني النظرية الماركسية‪" :‬أن نظرية ماركس هي قمة القوة ألنها تمثل الحقيقنة"‪ .2‬أمنا فيمنا يخنص‬ ‫بنية الحزب فيرى أن عليه أن يضم الرفاق بشكل واعني وطنوعي فني الفكنر والتفكينر‪ ،‬فنإذا انعندمت‬. ‫الوحدة الفكرية ألعضاء الحنزب يصنبح الحنزب كحشند جمناهير اليعنرف إلنى أينن يسنير"‪ ،3‬فنالحزب‬ ‫عليه أن يكون طليعة الثورة مثي ار ومحف از للطبقة العاملنة وهنو مايسنميه انتشنار النوعي بنين العمنال‪،‬‬ ‫وهنو الننوعي الطبقني بالنسننبة لكننارل مناركس‪ ،‬وان كننان لينننين ال يهمنل بنناقي القننوى ولكنن ينظننر الننى‬. ‫انصهارها داخل الحزب‪ ،‬يقول‪ ":‬مهمة حزبنا المباشرة اليمكن أن تكون دعوة جميع القوى الموجودة‬. ‫الننى الهجننوم‪ ،‬بننل يجننب أن تكننون النندعوة إلننى خلننق تنظننيم ثننوري أهننل لتوحينند جميننع القننوى‪ ،‬ولقيننادة‬ ‫الحركة ال باالسم فحسنب بنل بالفعنل أيضنا‪ ،4‬أمنا تركيبنة الحنزب منن حينث الكنادر البشنري فنالحزب‬. ‫اللينين ننى الماركس نني علينننه أن يعتم نند علن ننى الث ننوريين المحت ن نرفين‪" :‬أش ننخاص منخن ننرطين ف نني الثنننورة‬. ‫كاحتراف ألنهمباألساس يدركون برنامجه ويدعمونه سواء من الناحية المادينة أو بواسنطة االشنتراك‬. ‫الشخصنني"‪ .5‬إن لينننين يصننر علننى االنضننباط الننذي عليننه أن يكننون هرميننا ومعننز از بشنندة بتنظننيم‬ ‫مركزي يصدر جمينع القن اررات الرئيسنية للحنزب‪ ،‬أي ايجناد سنلطة مركزينة‪ ،‬وهنو مبندأ تنظيمني لثنورة‬. ‫ديموقراطية اجتماعية تناضل وتكافح من القناع مؤكندا علنى امتنداد وسنلطة المركنز علنى األجنزاء‪،6‬‬. ‫فالمركزية المطلقنة واالنضنباط القاسني هني إحدىالشنروط الضنرورية لنجناح الحنزب‪ .‬الحنزب ضنرورة‬. ‫فنني اللينينيننة و مركزيتننه أيضننا ضننرورية وصننيانه هننذه المركزيننة هنني عمليننة مهمننة جنندا‪ ،‬ولكننن مننن‬ ‫الضننروري إنشنناء العدينند مننن التنظيمننات الحزبيننة الشننعبية والشننبه الشعبيةالجديدةإضننافة الننى الحننزب‬ ‫وبشكل متزامن‪ ،‬وهذه التنظيمات الواسعة والمنتشرة يتم توجيهها بواسطة الحزب ونخبنه باتجناه دعنم‬. ‫األهداف االيديولوجية الجماعية‪.‬‬ ‫*‬. ‫لمزينند مننن التفاصننيل حننول برنننامج الحننزب االشننتراكي‪ -‬الننديموقراطي‪ ،‬ودور طبقننة البروليتاريننا علننى الصننعيدين‬ ‫الوطني والدولي‪ ،‬انظر‪ :‬فالديمير لينين‪ ،‬عن التحرر الوطني واالجتماعي‪ .‬ترجمة الياس شاهين (موسنكو‪ ،‬دار‬ ‫التقدم‪ ،‬الطبعة األولى ‪.)9111‬‬. ‫‪1‬‬. ‫لينين‪ ،‬ما العمل؟ ‪ .‬ترجمة إلياس شاهين (موسكو‪ ،‬دار التقدم‪ ،‬بدون تاريخ) ‪.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪Les principes du marxisme léninisme, opcit., p05.‬‬. ‫‪3‬لينين‪ ،‬ما العمل؟ ‪.‬‬ ‫‪4‬‬. ‫فالديمير لينين‪ ،‬بما نبدأ؟ (مقال منشور على المكتبة الماركسية‪ .‬الرابط االلكتروني‬ ‫‪http://www.marxists.org/arabic/archive/lenin/1901/where_to_begin.htm‬‬. ‫‪5‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪6‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪13‬‬.

(14) ‫الحزب االيديولوجي اللينيني هو حزب صنلب إينديولوجيا وتنظيمينا‪ ،‬ألهنم أح ازبنا كثينرة عبنر‬. ‫العننالم كالفيتنننام‪ ،‬والننذي يؤكنند فيننه هوشنني منننه أن‪" :‬حننزب العمننال الفيتنننامي عليننه أن يكننون حزبننا‬ ‫كبيرا‪ ،‬قويا‪ ،‬متينا‪ ،‬ثوريا‪ ،‬بكل معاني الكلمة‪ ،‬حزب العمال الفيتنامي عليه أن يكون الموجه والنوفي‬ ‫للطبقننة العاملننة والشننعب الفيتنننامي وذلننك لتوجيننه وتوحينند األمننة حتننى تحقيننق النصننر الكامننل‪ ،‬ومننن‬. ‫أجل بناء ديموقراطية جديدة"‪ .1‬وفي اتجاه آخر هناك أحزاب ايديولويجية تشكل تجمعا حقيقيا ولكن‬ ‫على عكس الحزب اللينيني فقد تأسس وبني على قاعدة شعبية وليس على أساس نخبة‪.2‬‬. ‫ككننل اتجنناه‪ ،‬االتجنناه االيننديولوجي يمكننن أن توجننه إليننه العدي ند مننن المالحظننات والم خننذ‪،‬‬. ‫فجوزيننف شننومبيتر رد علننى بيننرك فنني هننذا االتجنناه قننائال‪" :‬الحننزب ال يمكننن أبنندا أن يعننرف حسننب‬. ‫مبادئه‪ ،‬الحزب هو تجمع أعضائه مدعوون إلى التفكير في نضال تنافسي من أجل السلطة"‪.3‬‬. ‫أهنم منا يوجنه إلنى هنذا االتجناه نقند هنو أن الحنزب االينديولوجي يتطلنب الت ازمنا طوينل األمند‬ ‫مفصوال عن المصلحة الشخصنية‪ ،‬وان كاننت األحنزاب اللنينينة تقنوم بعملينة تطهينر دورينة للحفناظ‬ ‫على الزخم االيديولوجي‪ ،4‬فهذا لنم يمننع حندوث تصندع اينديولوجي وصنراع فكنري بنين منن ينرى أن‬. ‫الخلل في النظرية‪ ،‬وفريق آخر يعتبر الممارسة غير صحيحة‪ .‬ان الحزب الشنيوعي كنمنوذج حقنق‬ ‫الهيمنن ننة البيروقراطين ننة‪ ،‬فن ننااللتزام والتضن ننحية حن نندثت ولكنهن ننا قاعن نندة غين ننر مؤكن نندة للعمن ننل السياسن نني‬. ‫المسننتمر‪ .‬وفنني النهايننة االيديولوجيننة ال تننؤدي بنناألحزاب إلننى الفشننل حتمننا إذا كانننت متوازنننة بمبنندأ‬ ‫العمل االنتخابي‪.‬‬ ‫‪ ‬االتجاه التنظيمي‪ :‬يركز هذا االتجاه على عناصنر التنظنيم فني الحنزب‪ ،‬وقند يكنون هنذا‬ ‫االتجاه االكثر مسلكا واألكثر دراسة ونقندا‪ .‬لقند اعتمند هنذا االتجناه مجموعنة علمناء فني‬ ‫وصننفهم للحننزب وكننذلك فنني تشنريحيهم المفصننل للظنناهرة الحزبيننة مننن منظننور تنظيمنني‪،‬‬. ‫وه ننو م ننا اعتم ننده أوسترس ننكي‪ ،‬وميل ننز وم نناكس فيب ننر‪ .‬وق نند واجهن نوا مش ننكل التنظ ننيم ف نني‬. ‫ديموقراطية الجماهير‪ ،‬وقد اتفق الثالثة على رفض الفكرة السابقة حول األحزابعلى أنها‬ ‫خرق وتشتيت لإلرادة الجماعية‪ ،‬يعتبر ميشلز الذي هو من مؤسسي النظرية التنظيمية‬. ‫الحديثننة أن الديموقراطيننة التننتم دون التنظننيم الننذي يعتبننر سننالحا فنني ينند الضننعفاء ضنند‬ ‫األقوياء‪ ،5‬كما اعتبر الحزب رابطا حيويا بين الرأي العام والسياسة العامة‪.1‬‬. ‫‪Ho Chi Minh, Sur Lénine et léninisme (Moscou, Editions de l’agence de presse, 1971) p 19.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪2‬بومبر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪3‬‬. ‫‪Josèphe Schumpeter, Capitalisme, socialisme et démocratie (paris, editions Payot, 1951) p 421.‬‬. ‫‪4‬بومبر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪5‬‬. ‫‪Robert Michels, Les partis politiques : Essais sur les tendances oligarchique des démocraties‬‬ ‫‪(Paris ; Editions Flammarion, 1977) p 25.‬‬. ‫‪14‬‬.

(15) ‫وذهب ماكس فيبر عالم االجتماع إلى اعطاء دالالت اجتماعية لصيغة الحزب‪ ،‬فيرى " أنه يتبادر‬. ‫إلينا من كلمة حنزب تنظيمنات تسنتند إلنى انتمناء وتطنوع حنر‪ ،‬هندفها إرسناء قينادة منع سنلطة داخنل‬ ‫التنظيم لتحقيق أهنداف موضنوعيةأو الحصنول علنى امتينازات شخصنية أو تحقيقهمنا معنا"‪ .2‬وطنور‬. ‫فيما بعد النموذج المثالي للحزب ولخصه في اكثر من بعد مبر از اهمي بعنض العوامنل كنالتنظيم و‬ ‫بنية هنذا التنظنيم و حرينة التطنوع و النفناذ النى التنظنيم بمعننى عندم وجنود أي ضنغوط منن أي ننوع‬ ‫تجبر الفرد على االلتزام الحزبي وما يمكن ان تحمله خطوة كهاته من تشويه للعمل الحزبي‪.‬‬. ‫واعتمد فيبر على العالقات االجتماعية في بعدها االجتماعي لدراسة الظاهرة الحزبية‪ ،‬واستعار في‬. ‫موق ننع آخ ننر لغ ننة اقتص ننادية لتوص ننيف الظ نناهرة حي ننث وص ننفها كمقاول ننة سياس ننية‬ ‫‪.politique‬‬. ‫‪entreprise‬‬. ‫أما موريس دوفرجيه المنظر األهم لألحزاب السياسية‪ ،‬فيرى أن األحزاب الحديثنة التنرى منن خنالل‬. ‫برامجهنناأو الطبقننة االجتماعيننة ألعضننائها‪،‬وانماتعرف حسننب طبيعننة تنظيمهننا‪ ،‬فننالحزب "عبننارة عننن‬ ‫جماعننات متننناثرة عبننر اقلننيم الدولننة‪ ،‬كاللجننان الحزبيننة و المننندوبيات و أقسننام الحننزب والتجمعننات‬. ‫المحليننة‪ ،‬كننل هننذه الجماعننات ي نربط فيمننا بينهننا الربنناط التنظيمنني الننذي يقننوم علننى أجه نزة الحننزب‬ ‫المختلفة وهذا الرباط يقوم على أساس تدريجي هرمي"‪.3‬‬. ‫ال تقنندم هننذا النظريننة كننال متماسننكا عننن صننيغة الحننزب النمننوذج‪ ،‬وقنند تعرضنت للعدينند مننن‬ ‫االنتقادات بسنبب االخنتالالت التني وردت خنالل الممارسنة الحزبينة‪ ،‬فنإذا كنان منن بنين خصنائص‬. ‫التنظيم التخصص في العمل‪ ،‬والخبرة المحترمة والهرمية التنظيمية‪ ،‬والتجنيد الداخلي والموضنوعي‬. ‫للقينادة‪ ،‬تنوافر المصنادر وتوجيههنا نحنو أهنداف معيننة ومحنددة وأكثرهنا اهمينة الحفناظ علنى التنظنيم‬. ‫ذاته‪ ،‬فإن ما يؤاخذ على هذا المندلول انطالقنا منن جنوهره التنظيمني هنو البيروقراطينة الحزبينة التني‬ ‫ستكون بيروقراطية وفقط‪ ،‬وهوما سيطور الظواهر المرضية للتنظيم‪ ،‬ويمكن ان تصنبح فرصنته فني‬. ‫التقنندم االجتمنناعي موصنندة وموجهننة وتنعنندم الحيويننة والنشنناط فنني نضنناله مننن أجننل النجنناح‪.‬ويرى‬. ‫ميشلز في ذات االتجاه أن للتنظيم دور مدمر للديموقراطية بشكل رئيسي‪ ،4‬كما يرى أنه يؤدي إلى‬. ‫االوليغارشننية‪ 5‬وأنننه يفننرز الكثيننر مننن السننلوكات السننلبية "كننون الزعمنناء يميلننون إلننى رؤيننة النجنناح‬ ‫والبقناء كهندف رئيسني بحند ذاتننه"‪ .6‬وكنون فشنلهم فني االنتخابنات ال يعننني إقنالتهم منن التنظنيم وهننو‬. ‫‪1‬بومبر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬ ‫‪2‬‬. ‫‪Max Weber, Economie et société (Paris, Edition Plan 1971) p 292.‬‬ ‫‪Maurice Duverger, Les partis politique (Paris, Edition seuil, 1976) p 20.‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪4‬بومبر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬. ‫‪5‬‬. ‫‪R.Michels, Ibid., p.33‬‬. ‫‪6‬بومبر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬ ‫‪15‬‬.

(16) ‫نفس ما أشار إليه ماكس فيبر عنندما اعتبنر أن البيروق ارطني الحزبني يتخنذ السياسنة كحرفنة ويصنر‬. ‫أن يجعل السياسة مصد ار دائما للدخل‪.1‬‬. ‫وممننا يؤخننذ علننى تعريننف مننوريس دوفرجيننه هننو أن بعننض التجمعننات لننديها صننفة تنظيميننة‬. ‫دون ان يكون لها بالضرورة صيغة حزب‪ ،‬كالجماعات الضاغطة وغيرها منن الهيئنات والجماعنات‬ ‫الت نني تتمي ننز بتنظيمي ننة وتراتبي ننة وقي ننادة وغيره ننا‪ .‬كم ننا أن دوفرجي ننه درس بني ننة األحن نزاب البريطاني ننة‬. ‫ونظامها النضالي وتقنياتها االنتخابية التني تسنتند عليهنا‪ ،‬وبنينة الحنزب وتطنوره وتنأثيره فني الحيناة‬. ‫السياسية البريطانية‪،‬واعتبر ان هذه العناصر تمثل أساسا لدراسة أي حزب‪ ،‬وهننا ينرى جنورج الفنو"‬. ‫أن هننذه العناصننر غيننر كافيننة لد ارسننة وفهننم الظنناهرة الحزبيننة كونننه لننم يتطننرق إليهننا بطريقننة شنناملة‬ ‫وأهمنل عناصننر هامنة كانننت منن الممكننن أن تجند صننيغة أكثنر مفهوميننة"‪.‬وهنناك مننن يعنرف الحنزب‬ ‫مننن جوانننب مختلفننة‪ ،‬وهننو اتجنناه آخننر مننن التعنناريف‪ .‬ويعتبننر الحننزب عمومننا "مجموعننة مننن األفنراد‬ ‫منظم ننة بص ننورة دائم ننة عل ننى المس ننتوى ال ننوطني تس ننعى للوص ننول إل ننى الس ننلطة وممارس ننتها بط ننرق‬. ‫مشروعة من أجل تنفيذ سياسة معينة"‪ ،2‬وينطلنق تعرينف آخنر منن االنسنجام النذي تشنكله الجماعنة‬ ‫لغ ننرض ام ننتالك الس ننلطة‪ ":‬ف ننالحزب عب ننارة ع ننن محالف ننة ووالء ب ننين جماع ننات تن نربط بي نننهم مص ننالح‬ ‫مشتركة ورغبة مشتركة في تولي زمام الحكم"‪.3‬‬. ‫األحنزاب السياسننية هنني تنظيمننات تقننوم بعنندة أدوار فنني العمليننة السياسننية‪ ،‬يعرفهننا جننوردون‬. ‫مارشننال فنني موسننوعته‪ " :‬هنني التنظيمننات الرسننمية التنني تمثننل أهننداف ومصننالح القننوى االجتماعيننة‬ ‫واالقتصادية الموجودة في المجال السياسي‪ ،‬مع ان هناك بعض المجتمعات التي ال تعنرف النظنام‬ ‫السياسي في الحكم‪ ،‬واألحزاب السياسية هي األداة التنظيمية التي يتم من خاللها تجنيند المرشنحين‬. ‫لشنننغل المناصن ننب المختلفنننة وتن ننرويج األينننديولوجيات بن ننين الن نناس وتسن ننعى إلنننى تنظن ننيم المؤسسن ننات‬ ‫الحكومية والسيطرة عليها"‪ .4‬ويعرف انتوني جيدنز في كتابه الضخم (علم االجتماع) " الحزب هو‬ ‫منظم ننة تس ننعى إل ننى تحقي ننق الس ننيطرة والوص ننول إل ننى الحك ننم بطريق ننة ش ننرعية ع ننن طري ننق العملي ننة‬. ‫‪1‬‬. ‫بونبر المرجع ‪،‬السابق‪ ،‬ص ‪ .01‬لمزيد من التفاصيل انظر‪ :‬ماكس فيبر‪ ،‬العلم والسياسة بوصفهما حرفة‪.‬‬ ‫ترجمة‪ ،‬جورج كتورة (لبنان‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة االولى ‪.)2392‬‬. ‫‪2‬عصام الدبس‪ ،‬النظم السياسية ‪ :‬أسس التنظيم السياسي‪ ،‬الدول‪ ،‬الحكومات‪ ،‬والحقوق العامـة (الجنزء األول)‬ ‫(األردن‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ )2393‬ص ‪090‬‬. ‫‪3‬محسن خليل‪ ،‬الـنظم السياسـية والدسـتور اللبنـاني (لبننان‪ ،‬دار النهضنة العربينة‪ ،‬الطبعنة األولنى ‪ ) 9110‬ص‬ ‫‪.692‬‬. ‫‪16‬‬.

(17) ‫االنتخابية"‪ ،1‬والمالحظ أن جيدنز يربط مفهوم األحزاب السياسنية بالنظرينة الديموقراطينة التني تفنتح‬ ‫مجال التنافس السياسي الحر‪.‬‬. ‫أم ننا تعري ننف الح ننزب انطالق ننا م ننن ق ننانون األحن نزاب الج ازئ ننري فنص ننت علي ننه الم ننادة ‪ ، 2‬إذ‬. ‫"يهدف الحزب السياسي إلى المشناركة فني الحيناة السياسنية بوسنائل ديموقراطينة وسنلمية منن خنالل‬ ‫مواطنين جزائريين حول برنامج سياسني دون ابتغناء هندف يندر ربحنا"‪ .2‬ولنذلك يمكنن الن ننتأكيد علنى‬. ‫أن تعريننف الحننزب يختلننف مننن نظننام دولننة إلننى أخننرى‪ ،‬ويتعنندد تعريننف الحننزب بتعنندد المنطلقننات‬. ‫الفكرية‪.‬‬. ‫المبحث الثاني‪ :‬وظائف األحزاب السياسية‪.‬‬ ‫في المجمنل وظنائف الحنزب كمفهومينه تمامنا‪ ،‬فهني عملينة تطورينة تراكمينة تصننف حسنب‬. ‫األنظمة الحزبية‪ ،‬وحسب االيديولوجيات‪ ،‬وكذلك حسب التصننيفات المختلفنة التني وضنعها منظنرو‬ ‫و مفكننرو األحنزاب السياسننية‪ .‬يننرى مننوريس دوفرجيننه حسننب تقسننيمه‪ ،‬أن الوظيفننة األساسننية للحننزب‬ ‫هي وظيفة اإلعالم السياسي وهو انما المنواطنين بالسنلوك السياسني النذي تسنلكه الدولنة والتصنرف‬. ‫حسب مقتضيات هذا السلوك إضافة على دور الوساطة الذي تلعبه األحزاب بيت الدولة والمواطن‬ ‫كم ننا أنه ننا تس نناهم ف نني تطبي ننق ودع ننم رك ننائز الديموقراطي ننة ع ننن طري ننق إدم نناج المن نواطن ف نني الحي نناة‬. ‫السياسننية مننا ينندعم االسننتقرار بهننا"‪ ،3‬وأضنناف جننون شننارلو وظننائف أخننرى وفننق تصنننيفه الجدينند‪،‬‬ ‫فنأحزاب التجمنع ‪ les partis attrapent tous‬ال تعتمند علنى االينديولوجيا ضنمنأطرها وعملهنا‬ ‫الحزبنني والنضننالي‪ ،‬وانمننا تهننتم أكثننر بالعمليننة االنتخابيننة وتقننديم مرشننحين إلننى االنتخابننات وتنفيننذ‬ ‫برنامج يتم االنتخناب علينه‪ ،‬وبهنذا تقنوم االحنزاب بتوجينه وتسنيير وتنأطير العملينة االنتخابينة وخلنق‬ ‫توجه موحد للمواطنين والجماعات االجتماعية داخل الدولة‪.‬‬ ‫بصفة عامة تعتبر األحزاب السياسية من أهم التنظيمات في الوقت المعاصنر لمنا تقنوم بنه‬. ‫من وظائف مختلفنة فني المجنال السياسنيين سنواء كاننت فني السنلطة أو المعارضنة‪ .‬إضنافة النى منا‬ ‫تم االشارة إليه يتلخص دورها في‪:‬‬. ‫‪ ‬تكوين االتجاهات واألفكار وتوجيه الرأي العام‪ :‬تتطلب إنماء المسؤولية لدى الفرد‬. ‫‪1‬أنتوني جيدنز‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬ترجمة فايز الصياغ (للطبعنة االصنلية الرابعنة) (لبننان‪ :‬المنظمنة العربينة للترجمنة‬ ‫ومؤسسة ترجمان‪ ،‬توزيع مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكتوبر ‪ )2335‬ص ‪.611‬‬ ‫‪2‬أمننر رقننم ‪ 1-11‬مننؤرف فنني ‪ 21‬شنوال ‪ ،9691‬الموافننق ل ‪ 4‬مننارس ‪ 9111‬يتضننمن القننانون العضننوي المتعلننق‬ ‫باألحزاب السياسية‪.‬‬ ‫‪Sociologie politique (Paris, Puf,1968) p 223.‬‬. ‫‪17‬‬. ‫‪3 Maurice Duverger,‬‬.

(18) ‫وخل ننق تط ننابق ب ننين المص ننلحة الخاص ننة والمص ننلحة العام ننة‪ ،‬وترجمته ننا ف نني اط ننار‬. ‫يعتنقننه هننذا الحننزب‪ .1‬وعليننه أن يكننون فنني مسننتوى تطلننع الجمنناهير ومعب ن ار لهننا‬. ‫‪2‬‬. ‫وذلننك بإيجنناد أطننر وصنني تنمنني وتحفننظ الشننعور السياسنني للشننعب‪ ، 3‬مننا تعتبننر‬ ‫حلقة اتصال بين الحكام والمحكومين وذلك من خالل إدارة الحوار الذي يدور بين‬. ‫أحنن نزاب المعارض ن ننة واألحن ن نزاب الحاكم ن ننة فيم ن ننا يخ ن ننص المس ن ننائل العام ن ننة المتعلق ن ننة‬ ‫بالدول ننة‪ ،4‬وتق ننوم بالكش ننف للن نرأي الع ننام واعالم ننه بك ننل م ننا يمك ننن أن يش ننكل أهمي ننة‬. ‫للمواطن‪.5‬‬. ‫‪ ‬إعن ننداد القن ننادة السياسن ننيين واختين ننار المرشن ننحين‪ :‬تعتبن ننر األح ن نزاب السياسن ننية وسن ننيلة‬ ‫أساسننية فنني تكننوين القننادة السياسننيين والمسننؤولين الحكننوميين عننن طريننق التكننوين‬. ‫علننى ممارسننة السننلطة وتطبيننق برنننامج الحننزب‪ ،6‬فهنني تعتبننر منندارس تلقننن فيهننا‬ ‫مبادئ ممارسة السلطة‪ ،‬وغالبنا منا ال تتعنرف الجمناهير إال علنى هنؤالء النذين يقنع‬. ‫اختيار الحزب عليهم لتمثيله في االنتخابات المختلفة وفق المبنادئ السياسنية التني‬ ‫صن ن ننقلهم عليهن ن ننا‪ ،7‬وبن ن نندافع تطبيقهن ن ننا علن ن ننى أرض الواقن ن ننع السياسن ن نني واالجتمن ن نناعي‬ ‫واالقتصادي‪ ،‬واحيانا تكون حتى سلوكياتهم مرتبطة بمبادئهم الحزبية‪.8‬‬. ‫‪‬‬. ‫تنظ ننيم المعارض ننة‪ :‬انطالقن ننا م ننن الهننندف االساس نني للح ننزب وه ننو الوص ننول النننى‬. ‫السن ننلطة او محاولن ننة التن ننأثير علن ننى ق ن ن اررات السن ننلطة الحاكمن ننة عن ننن طرين ننق تنظن ننيم‬ ‫المعارضة التي اصبح لها اولوية كبرى في الديموقراطيات الحديثة‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫التنشئة السياسية‪ :‬بحيث يقع على األحزاب وظيفنة تلقنين الفنرد ألنمناط اجتماعينة‬. ‫معينة عنن طرينق مختلنف أدوات الحنزب‪" ،‬وهني عملينة مسنتمرة ودائمنة وال تتوقنف‬ ‫‪1‬ثامر كامل محمد الخزرجي‪ ،‬النظم السياسية الحديثة والسياسات العامة‪ :‬دراسة معاصـر فـي اسـتراتيجية ردار‬ ‫السلطة ( األردن‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ )2336‬ص ‪.290‬‬ ‫‪2Jean‬‬. ‫‪Meachel De Waele, Partis politiques et démocratie en Europe central et oriental( Bruxelles,‬‬ ‫‪ULB, 2002) p 117.‬‬ ‫‪3‬‬. ‫حسان محمد شفيق العاني‪ ،‬األنظمة السياسية والدسـتورية المقارنـة( بغنداد‪ ،‬مطبوعنات كلينة الحقنوق‪ ،‬جامعنة‬ ‫بغداد‪ ،‬الطبعة األولى ‪ )9114‬ص ‪.251‬‬. ‫‪4‬عصام الدبس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.095‬‬ ‫‪5‬شفيق العاني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.251‬‬. ‫‪6‬عصام الدبس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.094‬‬ ‫‪7‬‬. ‫الخزرجي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.295‬‬. ‫‪8‬‬. ‫بالل أمين زين الدين‪ ،‬األحزاب السياسية من منظور الديموقراطية المعاصر (االسكندرية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬ ‫‪ )2399‬ص ‪.39‬‬. ‫‪18‬‬.

(19) ‫عن نند مرحل ننة معين ننة وه نني مجموع ننة الخبن ن ارت الت نني تح نندد س ننلوكيات الف ننرد داخ ننل‬. ‫المجتم ننع مث ننل المش نناركة السياس ننية أو ع نندمها‪ ،‬أي هن ننا يق ننع عل ننى األحن نزاب دور‬. ‫تسييس المجتمع وهو دور ذو أهمية كبرى خصوصا في الدول النامية"‪.1‬‬. ‫‪ ‬وظيفننة تنظننيم الحننزب داخليننا وفننك أي ص نراع داخلنني‪ :‬فنني أح نزاب القلننة المختننارة‬ ‫يتفاهم الننواب منع الشخصنيات البنارزة فني الحنزب‪ ،‬خصوصنا التني تمنول خزينتنه‪،‬‬ ‫بحيث ال يجد النواب أي تنظيم معيق لعملهم‪ ،‬أما في األحنزاب الجماهيرينة فيوجند‬. ‫جه ن نناز إداري معق ن نند ي ن نننظم الح ن ننزب والس ن ننائد ه ن ننو خض ن ننوع نن ن نواب البرلم ن ننان للق ن ننادة‬. ‫الحزبيين‪.2‬‬. ‫هننناك وظننائف أخننرى منوطننة بننالحزب فنني االنظمننة الديموقراطيننة وهنني وظننائف تعليميننة إعالميننة‪،‬‬ ‫فاألحزاب السياسية تستعمل وسائل االعالم كالصحف واالعالم للتواصل مع المواطنين‪.3‬‬. ‫إضننافة إلننى هننذه الوظننائف التنني تعتبننر تقليديننة‪ ،‬هننناك تحليننل حننديث للوظننائف الحزبيننة فنني محاولننة‬ ‫جدينندة لد ارسننتها مننن منطلننق وظيفنني أيننن يقننوم حسننب ف ارنننك سننو ارف ‪ Frank. J Sorauf‬بننثالث‬. ‫وظائف أساسية‪ -:4‬الوظيفة االنتخابية‪.‬‬. ‫ وظيفة السيطرة وتوجيه األجهزة السياسية‪.‬‬‫‪ -‬وظيفة تحديد والتغيير عن المواقف السياسية‪.‬‬. ‫ومننن هنننا يمننارس الحننزب وظيفتننه ابتننداءا مننن محيطننه الننذي تتننأثر بننه وتتفاعننل وتتكيننف معننه‪،‬‬. ‫فننالمحيط أو البيئننة التنني يعمننل بهننا الحننزب عبننارة عننن مجموعننة مننن العوامننل‪ :‬ثقافيننة‪ ،‬اجتماعيننة‪،‬‬ ‫اقتصن ن ننادية‪ ،‬وتقالين ن نند متعن ن ننارف عليهن ن ننا‪ .‬كمن ن ننا "أن رسن ن ننائله تس ن ن نتخدم كمرجن ن ننع مشن ن ننترك لن ن ننيس فقن ن ننط‬ ‫ألعضاءالحزب نفسه‪ ،‬وانما أيضنا لناخبينه والمتعناطفين معنه"‪ .5‬إن االحنزاب بتكيفهنا تسناعد النظنام‬ ‫على الديمومة عن طريق التنشئة السياسنية التني تختلنف منن حنزب إلنى آخنر ومنن نظنام إلنى آخنر‬. ‫ومن مجتمع إلى آخر‪ ،‬كأحزاب تقوم على تقوية العوامل الثقافينة والمحافظنة عليهنا كمنا هني‪ ،‬بينمنا‬. ‫تقوم أخرى باتخاذ تنشئة تقوم على تبديل األسس الثقافينة للمجتمنع عنن طرينق أنمناط أخنرى للحيناة‬ ‫والسلوك‪" .‬إن األحزاب تستطيع لحد ما النتأثير وتوجينه الثقافنة السياسنية لنثالث أبعناد‪ :‬أوال‪ :‬الحنزب‬ ‫‪1‬‬. ‫صالح نيوف‪ ،‬نظرية األحزاب السياسية‪ .‬منشور على الرابط‬. ‫االلكتروني‪.‬‬. ‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=40919‬‬ ‫‪2‬‬. ‫سعاد الشرقاوي‪ ،‬األحزاب السياسية وجماعات الضغط ( القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪. )2333 ،‬‬. ‫‪3‬المرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪4‬‬. ‫شفيق العاني‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.251‬‬. ‫‪5‬فيليننب بننرو‪ ،‬علــم االجتمــاع السياســي‪ .‬ترجمننة‪ ،‬محمنند عننرب صاصننيال ( لبنننان‪ ،‬المؤسسننة الجامعيننة للد ارسننات‬ ‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ )2334‬ص ‪.015‬‬. ‫‪19‬‬.

Références

Documents relatifs

Cependant la présence de répétitions C/A, site de fixation de la protéine hnRNP L, à proximité d’un site d’épissage peut inhiber la définition de l’exon comme cela a

Unstable combustion was always observed under operation with an extremely fuel lean mixture, low intake temperature, low compression ratio, high EGR rate or high engine speed.. All

αβ T cells, alpha beta T cells; CD1, (involved in the presentation of lipid antigens to T cells); CDR, Complementarity-determining region; γδ T cells, gamma delta T cells; HLA,

Parameter Type of data Data source or method of assessment Pre-procedural NYHA Ordinal (I, II, III, IV) Pre-procedural on-site examination Pre-procedural Karnofsky index Ordinal

It can unveil the unquestioningly accepted constructions used by professionals and replace the straightforward descrip- tions of social work practice by a different vantage point

To measure safety culture across a national sample of Swiss hospitals, we translated the SOS into German, French and Italian and then used the translated versions within the

A systematic comparison of four sustainability research projects in Kenya (vulnerability to drought), Switzerland (soil protection), Bolivia and Nepal (conservation vs.

For Sardoni, it is necessary to specify particular microfoundations for a bridging point between Marx and Keynes to be established. He argues that the microfoundations advocated by