• Aucun résultat trouvé

تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها في ظل الكفاءة التواصلية المعاصرة

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها في ظل الكفاءة التواصلية المعاصرة"

Copied!
417
0
0

Texte intégral

(1)‫الجميكرية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫كزارة التعميـ العالي كالبحث العممي‬ ‫جامعػػػة باتنػػػػة ‪-1-‬‬ ‫كميػػػة المغػػػة كاألدب العربػي كالفنػػكف‬ ‫قسػػـ المغػػة كاألدب العربػػي‬. ‫تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها في ظل الكفاية التواصلية المعاصرة‬ ‫ المدرسة الخاصة في الجزائر أنموذجا‪.‬‬‫رسالة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في المغة كاألدب العربي‪.‬‬ ‫تخصص‪ :‬لسانيات‬ ‫ٌ‬. ‫إعداد الطالب‪:‬‬. ‫نكرالديف بكخنكفة‬. ‫إشراؼ أ‪ .‬د‪:‬‬. ‫عزالديف صحراكم‬ ‫لجنة المناقشة‬. ‫الدكتكر‬. ‫بمقاسـ دفة‬. ‫أستاذ التعميـ العالي‬. ‫جاهع ػػة‬. ‫باتىة‬. ‫رئيسا‬. ‫الدكتكر‬. ‫ع از لديف صحراكم‬. ‫أستاذ التعميـ العالي‬. ‫جاهع ػػة‬. ‫باتىة‬. ‫هشرفا‬. ‫الدكتكر‬. ‫جكدم هرداسي‬. ‫أستاذ التعميـ العالي‬. ‫جاهع ػػة‬. ‫باتىة‬. ‫هىاقشا‬. ‫الدكتكرة‬. ‫ليمى سٍؿ‬. ‫أستاذ هحاضر‪ .‬أ‬. ‫جاهع ػػة‬. ‫بسكرة‬. ‫هىاقشا‬. ‫الدكتكرة‬. ‫صكرية جغبكب‬. ‫أستاذ هحاضر‪ .‬أ‬. ‫جاهع ػػة‬. ‫خىشمة‬. ‫هىاقشا‬. ‫الدكتكر‬. ‫هحهد بف صالح‬. ‫أستاذ هحاضر‪ .‬أ‬. ‫جاهع ػػة‬. ‫هسيمة‬. ‫هىاقشا‬. ‫السنة الجامعية‪ 2017/2016 :‬ـ ‪1438/1437-‬ق‬.

(2)

(3) ‫اإلىداء‬. ‫إلى كؿ أساتذتي الذيف ساٌهكا في تعميهي‪.‬‬ ‫إلى جهيع األساتذة كالهعمهيف الذيف عمٌهكا كيعمٌهكف المغة العربية‪.‬‬ ‫الىاطقيف بغيرٌا‪.‬‬ ‫إلى كؿ الذيف يتعمٌهكف المغة العربية هف أٌمٍا كهف ٌ‬ ‫ص‬ ‫إلى كؿ هف ساٌـ هف قريب أك هف بعيد في تقديـ يد العكف في ٌذا العهؿ كأخ ٌ‬ ‫الديف بكصكفة‪.‬‬ ‫بالذكر األستاذيف الكريهيف هحهد‬ ‫عطية كهحي ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أٌدم ٌذا العهؿ‪.‬‬.

(4) ‫يقكؿ القاضي الفاضؿ عبد الرحيـ البيساىي العسقبلىي‪ :‬فيها كتبً في جكاب لً عمى رسالة‬ ‫لمعهاد االصفٍاىي‪:‬‬ ‫كاف أىحسف كلىك‬ ‫غ ًد ًه‪ ،‬لك ي‬ ‫قاؿ في ى‬ ‫أح يد يىـ في ىيك ًم ًو ًكتابان إال ى‬ ‫" إ ٌني ر ي‬ ‫غ ٌي ىر ىذا لى ى‬ ‫ب ى‬ ‫أيت أ ٌنو ما ىكتى ى‬ ‫ظًـ‬ ‫ِّـ ىذا‬ ‫كاف أجمؿ‪ ،‬كىذا ًمف أع ى‬ ‫لكاف أفضؿ‪ ،‬كلك تي ًر ىؾ ى‬ ‫يزِّي ىد ى‬ ‫ذاؾ لى ى‬ ‫ى‬ ‫ذاؾ لى ى‬ ‫كاف ييستىحسف‪ ،‬كلىك قيد ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫استيالء ال ٌن ٍق ً‬ ‫البشر‪".‬‬ ‫العبر‪ ،‬كىك ىدلي هؿ عمى‬ ‫ص عمى يجممىة ى‬ ‫[مف كتاب إتحاؼ السادة المتقيف بشرح إحياء عمكـ الديف لمرتضى الزبيدم]‬.

(5)

(6) ‫مقدمة‬ ‫يعد تعميـ الٌمغة العر ٌبية هف القضايا الٌتي شغمت عمهاء المساىيات العربية كالمساىيات التطبيقية‬ ‫ٌ‬. ‫عاهة‬ ‫كالمساىيات التعميهية‪ ،‬هىذ أهد بعيد‪ ،‬إلى جاىب هسألة ال ٌذكد عف‬ ‫الخمفية الهعر ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫فية لٍذي المٌغة كأقصد ٌ‬. ‫القضايا المغكية الٌتي تحتكيٍا‪ ،‬تحصيىا لهستعهميٍا هف كؿ هظاٌر االىح ارؼ المغكم كالمحف كالتداخؿ‬ ‫كاالكتساب المغكم كلذلؾ تأتي تعميهية المغة العربية لتقمٌؿ هف ٌذي الهظاٌر حفاظا عمى هكاىة المغة العربية‪.‬‬. ‫كال يهكف أف ىىكر ٌذي الجٍكد الهضىية التي بذلت كتبذؿ لمدفاع عف المٌغة العربية كتقكيـ ألسىة‬. ‫الىاطقيف بٍا‪ ،‬إالٌ أف ذلؾ كمًٌ قد يككف غير و‬ ‫كاؼ لدرء الهخاطر الهحدقة بٍا‪.‬‬ ‫ٌ‬. ‫كأهاـ ٌذي التحديات سىتىاكؿ إحدل قضايا المغة العربية‪ ،‬هف زاكية بيداغكجية تعميهية لها لٍذيف‬. ‫الهجاليف الحيكييف‪ ،‬هف أٌهية هعرفية كتطبيقية‪ ،‬أسٍها في هعالجة كثير هف القضايا المساىية‪ ،‬كاىت لٍا ىتائج‬ ‫ايجابية‪ ،‬إف عمى الهستكل الهىٍجي أك التطبيقي الهيداىي‪ ،‬ش ٌكمت حائبل أهاـ ٌذي العقبات المغكية‪ ،‬كبخاصة‬ ‫كىحف ىعيش أزهات لغكية هعقدة‪ ،‬كالعكلهة الصراع المغكم كلعمؿ أكثرٌا تعقيدا أزهة تعميهية المغة‪.‬‬ ‫أف هستعهمي المغة العربية يي ٍع ًكيزيٌ ٍـ التح ٌكـ في آلياتٍا الكظيفية‬ ‫كهف الهظاٌر التي تتجمٌى هف خبللٍا ٌ‬. ‫حيف استعهالٍا حيث تبيف أف هعظـ ٌذي الظكاٌر الهرضية ال تعكد إلى المغة العربية بقدر ها تعكد إلى‬ ‫هتكمٌهيٍا‪ ،‬كربها يتعمؽ األهر كذلؾ بجهمة هف األسباب اآلتية‪:‬‬ ‫‪1‬ػ الهىاٌج البيداغكجية‪.‬‬ ‫‪2‬ػ الهضاهيف البيداغكجية التي تقدـ لهتعمهيٍا‪.‬‬ ‫‪3‬ػ الطرؽ الهستخدهة في العهمية التعميهية لمغة العربية‪.‬‬ ‫‪4‬ػ الكسائؿ البيداغكجية الهستعهمة في العهمية التعميهية التعمهية لمغة العربية‪.‬‬ ‫برهتٍا‪.‬‬ ‫‪5‬ػ طرؽ التقكيـ لٍذي العهمية ٌ‬. ‫يتأسس عمى قكاعد عمهية‪،‬‬ ‫فالعائد إلى الهىاٌج‬ ‫ٌ‬ ‫الهعدة في تعميهية المغة العربية ىجد أف أغمبٍا ال ٌ‬. ‫تغيرٌا‪ ،‬كاعتهادٌا عمى تجارب هستقاة هف كسط غير كسطٍا الطبيعي كىقمٍا ىقبل‬ ‫فاضطراب الهىاٌج ككثرة ٌ‬. ‫هف خارج بيئات لغات كثقافات أخرل هثمها تستكرد األشياء الهادية‪ ،‬فيً كثير هف العيكب‪ ،‬كحتٌى كاف كاف‬ ‫ىقبل سميها إالٌ أىً هف حيث التطبيؽ فيً هف العمؿ ها قد تفسد المٌغة العربية حيف تعميهٍا‪ ،‬كؿ ذلؾ ها ٌك في‬. ‫يهيز كها أسمفىا السبب األكؿ كٌك الهىاٌج البيداغكجية‪.‬‬ ‫هها ٌ‬ ‫الحقيقة إالٌ فيض هف غيض ٌ‬. ‫إف عمٌة الهضاهيف البيداغكجية تتهثؿ في أىٍا ال تحهؿ تمؾ الدافعية التي هف شأىٍا أف تحفٌز الهتعمهيف‬ ‫ٌ‬. ‫كهها يدعـ‬ ‫عمى االقباؿ شغفا كحبا عمى تعمٌـ المغة العربية‪ ،‬بؿ تىفي ار لٍـ عىٍا كالكاقع أحسف حكها عمى ذلؾ‪ٌ .‬‬. ‫ٌذا الرأم ذلؾ الشعكر بثقؿ كطأة حصة المغة العربية عمى التتبلهيذ كحتى الطمبة بالجاهعة‪ .‬فيأتي الٍركب‬. ‫‪-‬أ‪-‬‬.

(7) ‫مقدمة‬ ‫الهرة قمة أٌؿ االختصاص في الدراسات المغكية الههتمكيف‬ ‫هف حصة المغة العربية هبلذا كهخرجا‪ .‬كالحقيقة ٌ‬. ‫لمهعارؼ المغكية ال لمهعمكهات حكلٍا‪.‬‬. ‫أها الٍدر المغكم الرٌيب الذم يعيشً هتعمهك المغة العربية هف حيث األخطاء المغكية عىد تداكلية المغة‬ ‫ٌ‬. ‫ىطقا‪ ،‬بمً كتابة‪ ،‬عىد التعبير عف أفكارٌـ كهشاعرٌـ‪ ،‬عمى الرغـ هف الطاقات الضخهة التي بذلت في عهمية‬ ‫تعميـ كتعمـ المغة العربية‪.‬‬ ‫أف الكاقع التعميهي أثبت القىاعة أىىا لـ ىستطع بمكرة‬ ‫أها األهر الثالث الهرتبط بطرؽ التدريس فبل ريب ٌ‬. ‫إلى اآلف‪-‬طرقا هضبكطة تتحقؽ هف خبللٍا الغايات التي ىرسهٍا في البداية هف تعميـ المغة العربية؛‬‫الحد األدىى هىٍا‪ ،‬اكتسابا لمكفاية التكاصمية عىد تكظيفٍا‪ ،‬عمى الرغـ هف‬ ‫كيته ٌكف الهتعمـ هف التح ٌكـ كلك في ٌ‬ ‫كـ الٍائؿ هف الٍياكؿ البيداغكجية الهسخرة في ذلؾ‪ .‬كٌذا ها جعمىا ىفرد لٍا هبحثا هستقبل في ٌذا البحث‪.‬‬ ‫ال ٌ‬. ‫أها الحديث عف استعهاؿ الكسائؿ التعمهية أثىاء الفعؿ التعمهي التعميهي لمغة العربية فإىىا ىرل – عمى‬. ‫الرغـ أٌهيتً – ىقصا همحكظا في استعهالٍا‪ ،‬رغـ تحديث تجٍيزٌا بالكسائط التكىكلكجية الهتطكرة عمى‬ ‫الهستكل التقىي كالحاسكبي‪ ،‬عمها أف ٌذي االدكات أصبحت هف البديٍيات لدل الهتعمهيف‪ ،‬بؿ ٌي هف كسائؿ‬ ‫األلعاب كالترفيً ىاٌيؾ عف كظيفتٍا االتصالية‪.‬‬ ‫إف ٌذا الكاقع التعميهي الهكصكؼ الذم يشهؿ تعميـ المغة العربية ألٌمٍا كلؤلجاىب‪ ،‬كاقع أليـ‪ ،‬فإذا كاف‬ ‫هدة تعميهية ال بأس بٍا أهاـ التحكـ في‬ ‫الهتعمـ الذم يىتهي لمغة العربية كيتحرؾ في أجكائٍا الثقافية ي ىك ُّؿ بعد ٌ‬ ‫لغتً‪ ،‬فبل ضير لؤلسؼ حيف يكاجً الهتعمـ األجىبي الحالة ىفسٍا‪ ،‬عمها أىً لـ يعش في بيئة المغة العربية كال‬ ‫هحيطٍا الثقافي‪.‬‬ ‫هف ٌىا جاء بحثىا الهكسكـ بػ« تعميمية المغة العربية لمناطقيف بغيرىا في ظؿ الكفاية التكاصمية‬ ‫المعاصرة ‪ -‬المدرسة الخاصة في الجزائر أنمكذجا‪ » -‬يتىاكؿ تعميـ المغة العربية في ظؿ الكفاية التكاصمية‬ ‫المعاصرة‪ ،‬التي ىقصد بٍا تحديدا هقاربة اإلطار األكركبي الهرجعي الهكحد لتعميـ المغات‪ ،‬باعتبارٌا ىهذكجا‬ ‫تطبيقيا كعهميا لجهيع هؤسسات تعميـ المغات في أكركبا‪ ،‬الٌتهاهً بهكضكع تعميهية المغة العربية لغير‬ ‫ص ٌكىرة‪ ،‬كهشركع في الجزائر التي تعمـ‪ ،‬غير‬ ‫الىاطقيف بٍا‪ ،‬في أكركبا‪ ،‬عبر أىهكذج الهدرسة الخاصة‪ ،‬يهتى ن‬ ‫العربي‪ ،‬المغة العربية‪ ،‬ضهف ٌذا الهىكاؿ‪ ،‬كلكف ال ضير‪ ،‬بؿ يهكف االستفادة هىً في هجاؿ تعميـ المغة‬. ‫العربية ألٌمٍا‪ ،‬ىظ ار الشتراؾ عىاصر عديدة بيف الفضاءيف‬ ‫إشكالية البحث‬. ‫‪-‬ب‪-‬‬.

(8) ‫مقدمة‬ ‫إف عهمية تعميـ المغة العربية في العديد هف هدارس كهؤسسات التعميـ في الدكؿ العربية كاإلسبلهية‬ ‫كفي بعض الهؤسسات األجىبية خاصة هىٍا تمؾ التي زرىاٌا في الهغرب كالسكداف كتركيا‪ ،‬حيث تزىاكؿ‬. ‫التدريس بهقاربات بيداغكجية كبلسيكية‪ ،‬ال تستىد إلى ىظريات لغكية كبيداغكجية كىفسية كاجتهاعية كطرؽ‬. ‫أضىٍا عشكائية‪ ،‬كيرجع ذلؾ لعدـ اعتهادٌا هىاٌج عمهية في تحضير الهضاهيف التعميهية‪ ،‬كعدـ تكظيؼ‬ ‫جدية التككيف كغير ذلؾ‪.‬‬ ‫طاقهٍا التعميهي لكسائؿ بيداغكجية ىاجعة‪ ،‬بسبب عدـ ٌ‬. ‫الهحددة لٍا‪ .‬كقد‬ ‫ٌذي األسباب كغيرٌا هىعت العهمية التعميهية‪ /‬التعمهية لمغة العربية أف تحقؽ الغايات‬ ‫ٌ‬. ‫صغىا ٌذي االشكالية في الرسالة عبر اإلجابة عف بعض األسئمة اآلتية‪:‬‬ ‫‪ٌ -1‬ؿ إف عهمية تعميـ المغة العربية‪ -‬حاليا‪ -‬لمىاطقيف بغير العربية في هؤسساتٍا التعميهية الهختمفة‪ ،‬تزاكؿ‬ ‫كفؽ هىاٌج قديهة؟‬ ‫‪ -2‬ها ىجاعة الهىاٌج القديهة في تعميـ المغة العربية لمىاطقيف بغيرٌا؟‬ ‫‪ -3‬ها هدل ىجاعة الكفاية التكاصمية في تعميـ المغة العربية لمىاطقيف بغيرٌا؟‬. ‫‪ -4‬ها فائدة استعهاؿ الهرجع األكركبي الهكحد لمغات باعتباري ىهذكجا قد يستفاد هىً‬ ‫في تعميـ المغة العربية لمىاطقيف بغيرٌا‪.‬‬ ‫أىمية البحث‬ ‫تكهف أٌهية البحث في سعىٍا إلى تقديـ إجابات لها جاء في اإلشكالية هف خبلؿ‪:‬‬ ‫‪ -1‬التعريؼ بتعميهية المغة العربية لغير أٌمٍا‬ ‫‪ -2‬التفريؽ بيف ها يستعهؿ في تعميهية المغة العربية ألٌمٍا كلغير أبىائٍا‪ ،‬هىٍجا كاسمكبا كطرقا‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعريؼ بالكفاية التكاصمية في تعميـ المغات‪ ،‬كالحث عمى استخداهٍا في تعميـ المغة العربية‪.‬‬ ‫حد الجكاىب السمبية لمهىاٌج القديهة في تعميـ المغة العربية لغير أٌمٍا‪ ،‬كضركرة تجىبٍا في ٌذا‬ ‫‪ -4‬بياف ٌ‬ ‫الهيداف‪.‬‬ ‫الحث عمى استعهاؿ الهىاٌج التعميهية‪ ،‬كطرؽ التعميـ كأساليبً‪ ،‬ككسائمً‪ ،‬الهعاصرة التي تىاسب طبيعة‬ ‫‪-5‬‬ ‫ٌ‬ ‫المغة العربية‪ ،‬كها يحتاجً هتعمهكٌا‪.‬‬ ‫أسباب اختيار المكضكع‬ ‫هف أٌـ األسباب التي جعمتىا ىبحث في ٌذا الهكضكع‪:‬‬ ‫‪ -1‬الشعكر بأف تعميهية المغة العربية غير كاؼ‪ ،‬عكس ها يجب اف تككف عميً المغة العربية‪.‬‬. ‫‪-‬ج‪-‬‬.

(9) ‫مقدمة‬ ‫‪ -2‬ادراكىا بأف المغة العربية هزاحهة في دارٌا هف لغات أخرل‪ ،‬تكفرت لٍا كؿ االهكاىات الهعاصرة في‬ ‫تعميهٍا ألٌمٍا كلغيرٌـ‪ ،‬إبعادا لمغة العربية كأخذا لهكاىٍا‪ ،‬في الكقت الذم ال تزاؿ تعميهية المغة العربية تتـ‬ ‫بطرائؽ كاساليب ككسائؿ غير التي تتكفر لغيرٌا هف المغات‪.‬‬ ‫‪ -3‬العربية لغة الكحي‪ ،‬كلذلؾ هف الضركرم تعميهٍا‪ ،‬تهكيىا لهتعمٌهيٍا هىٍا‪ ،‬تحقيقا لٍذي الهكاىة الكاجب أف‬ ‫تككف فيٍا‪.‬‬ ‫‪ -4‬تحكؿ المغة العربية اآلف إلى لغة تكاصؿ عالهية‪ ،‬يضهف لٍا الهكاىة الحقيقية باعتبارٌا لغة عالهية‬ ‫أصبح هف الضركرم تكفير كؿ ها هف شأىً أف يحقؽ لٍا ذلؾ‪ ،‬هىٍجا كاسمكبا ككسائؿ‪.‬‬ ‫‪ -5‬المغة إرث حضارم فكرم يتطمب تعميها هعاص ار تكاصميا بيف األهـ هها يحتٌـ عمى أٌمٍا عصرىتٍا‬ ‫لتتعاهؿ هع التحديات الراٌىة‪.‬‬ ‫‪ -6‬ال يهكف لمغة االىسجاـ هع التعميهيات التطبيقية الهعاصرة إال هف خبلؿ هكافقتٍا بعض الهىاٌج العمهية‬ ‫التي أثبتت حسب رأيىا كفايتٍا‪.‬‬ ‫أىداؼ البحث‬ ‫‪ -1‬طرح بعض التكجٍات السمبية في تعميهية المغة العربية كمغة أجىبية‪ ،‬إظٍا ار لهحدكديتٍا‪.‬‬ ‫‪ -2‬التعريؼ بالكفاية التكاصمية باعتبارٌا هقاربة هعاصرة‪ ،‬في تعميـ كتعمٌـ المغة الثاىية‪.‬‬ ‫‪ -3‬اإلفادة هف ٌذي الكفاية هىٍجا كأسمكبا ككسائؿ في تعميـ كتعمـ المغة العربية لغير الىاطقيف بٍا‪.‬‬ ‫‪ -4‬هسايرة التطكرات الهعاصرة عمهيا كتقىيا‪ ،‬الهتعمقة بٍا في هجاؿ تعميهية المغة الثاىية كهىٍا العربية لغير‬ ‫أٌمٍا‪.‬‬ ‫‪ -5‬تمبية حاجات خاصة لفيئات هف الهتعمهيف‪ ،‬هتعمقة بالعصر‪ ،‬ليس بكسع الهقاربات القديهة في تعميـ المغة‬ ‫تحقيقٍا‪.‬‬ ‫‪ -6‬إهكاىية تطكي ار هقاربات تعميـ المغة العربية ألٌمٍا كحتى لغيرٌـ‪.‬‬ ‫زػ كضع هشركع يهكف اعتهادي ككتاب في تعميـ المغة العربية لغير الىاطقيف بٍا هؤسس عمى هىٍج هعاصر‪.‬‬ ‫حدكد البحث‬ ‫تهيز بٍا حقؿ تعميهية المغات األجىبية هف ىٍايات القرف‬ ‫زمانيا‪ :‬يعالج البحث إحدل الهقاربات الهعاصرة التي ٌ‬. ‫العشريف إلى بداية القرف الكاحد كالعشريف‪.‬‬. ‫مكانيا‪ :‬رغـ أ ف البحث قد يتضهف أشٍر األهاكف التي تعمـ فيٍا العربية لغير أٌمٍا كلكف سيككف تركيزىا عمى‬ ‫إهكاىية إيجاد هدرسة افتراضية قد تككف أىهكذجا في تعميـ المغة العربية لغير الىاطقيف بٍا‪.‬‬. ‫‪-‬د‪-‬‬.

(10) ‫مقدمة‬ ‫فرضيات البحث‬ ‫هف أٌـ الفرضيات التي يطرحٍا ٌذا البحث‪:‬‬ ‫‪ -1‬إ ف تعميهية المغة العربية لغير الىاطقيف بٍا كحتى ألٌمٍا‪ ،‬القائهة اآلف في العديد هف الفضاءات التعميهية‬ ‫الهختمفة تؤدل بهقاربات تقميدية غير ىاجعة هف حيث تحقيؽ أٌدافٍا‪.‬‬ ‫قيـ‪ ،‬يتهثؿ في كسب الهتعمـ لمغة‬ ‫‪ -2‬إف تعميهية المغة العربية كفؽ هقاربات هعاصرة‪ ،‬يفضي إلى هردكد ٌ‬ ‫العربية لمكفاية التكاصمية‪.‬‬ ‫منيج البحث‬ ‫اتبعىا في بحثا الهىٍج الكصفي‪ ،‬حيث ىراي األىسب لهثؿ ٌذي الدراسات الكصفية التطبيقية‪ ،‬كها لجأىا أحياىا‬ ‫إلى الهىٍج التقابمي‪ ،‬خاصة في الجزء التطبيقي هف الرسالة‪.‬‬ ‫خطة البحث‪:‬‬ ‫كقد جرل تقسيـ البحث عمى كفؽ الخطة اآلتية‪:‬‬ ‫ هقدهة‬‫عرفية تضهىت التٌطكر الكركىكلكجي لجذكر‬ ‫‪ -‬هدخؿ الهكسكـ بىظرة كركىكلجية عالجىا فيً أكليات ه ٌ‬. ‫لدراسات المٌساىية هىذ القدـ إلى غاية الدراسات الهعاصرة تعميهيا‪.‬‬ ‫اٌ‬. ‫ الفصؿ األكؿ الهكسكـ بتعميـ المغة العربية لغير الىاطقيف بٍا كهقاربة الكفاية التكاصمية‪ ،‬كقسهىاي إلى‬‫هبحثيف‪:‬‬ ‫ الهبحث األكؿ سهيىاي هقاربة هفٍكهية‬‫ كالهبحث الثاىي سهيىاي هقاربة كظيفية‪.‬‬‫ الفصؿ الثاىي الهكسكـ بالهٍارات التكاصمية كقسهىاي إلى هبحثيف أيضا‪:‬‬‫قسهيٍا‪ :‬الهٍارة التكاصمية السهاعية‬ ‫ الهبحث األكؿ ككسهىاي بهٍارات التكاصؿ الشفٍي عالجىا فيً‬‫ٍ‬ ‫كالكبلهية‪.‬‬. ‫ الهبحث الثاىي ككسهىاي بهٍارات التكاصؿ الكتابي‪ ،‬اشتهؿ عمى هٍارتي الق ارءة كالكتابة‪.‬‬‫– الفصؿ الثالث التطبيقي الهكسكـ بالدراسة التطبيقية قدهىا فيً ىهذكجا لهشركع كتاب هدرسي لتعميـ المغة‬ ‫يمبي حاجات الهتعمـ األجىبي لمغة العربية في هدرسة خاصة يهكف اىشاؤٌا‬ ‫العربية لمىاطقيف بغيرٌا ىظىً ٌ‬. ‫هستقببل في الجزائر لٍذا الغرض كاشتهؿ عمى هبحثيف‪:‬‬ ‫‪ -‬الهبحث األكؿ سهيىاي الحركؼ العربية كأصكاتٍا‪.‬‬. ‫‪-‬ق‪-‬‬.

(11) ‫مقدمة‬ ‫ كالهبحث الثاىي سهيىاي ىصكص الكضعيات التكاصمية‪.‬‬‫ ثـ الخاتهة ضهىاٌا حصيمة الىتائج التي تكصمىا إليٍا‪.‬‬‫كال يفكتىا أالٌ ىغفؿ بعض الصعكبات التي كاجٍتىا كىحف ىىجز ٌذا البحث كالتي يهكف ردٌا إلى‬ ‫األسباب اآلتية‪:‬‬ ‫‪ -1‬عدـ كجكد دراسات أكاديهية سابقة في تعميهية المغة العربية لمىاطقيف بغيرٌا في الجزائر‪.‬‬ ‫‪ -2‬قمة الهصادر التعميهية الهبىية عمى هىاٌج عمهية هعاصرة‪ ،‬كاف كجدت فٍي اجتٍادات فردية‬ ‫في أغمبٍا‪.‬‬ ‫صعب الكصكؿ إليٍا‪.‬‬ ‫‪ - 3‬قمة الهؤسسات كالهراكز العاهمة في ٌذا الحقؿ هها ٌ‬. ‫كال يسعىا في الختاـ إال أف ىتقدـ بخالص الشكر كالعرفاف لكؿ هف أسٍـ هعىا في إىجاز ٌذي‬. ‫األطركحة ىكر هف بيىٍـ الهؤسسات الدكلية التي هدتىا بها ىحتاجً كٌي‪:‬‬ ‫ هكتب تىسيؽ التعريب بالرباط بالههمكة الهغربية‪.‬‬‫ جاهعة إفريقيا العالهية‪ ،‬هف خبلؿ أحد هؤسساتٍا كٌك هركز يكسؼ الخميفة بالخرطكـ بدكلة‬‫جهٍكرية السكداف‬ ‫ أكاديهية اسطىبكؿ‪ ،‬ههثمة في جاهعاتٍا عبر كمية اآلداب قسـ المغة العربية‪ ،‬بتركيا‪.‬‬‫أها األشخاص فىذكر هىٍـ‪:‬‬ ‫ إبتداء الدكتكر البركفيسكر عز الديف صحراكم الهشرؼ عمى ٌذا البحث‪.‬‬‫ الدكتكر أحهد الهحجرم هدير هكتب تىسيؽ التعريب بالرباط‪.‬‬‫ البركفيسكر يكسؼ الخميفة هدير هركز يكسؼ الخميفة لكتابة المغات بالحرؼ العربي بالخرطكـ‪.‬‬‫ البركفيسكر أحهد طكراف أرسبلف عهيد كمية العمكـ االسبلهية بجاهعة السمطاف هحهد الفاتح‬‫بإسطىبكؿ تركيا‪.‬‬ ‫ الدكتكر عهر إسحاؽ أكغمك رئيس قسـ المغة العربية بكمية اآلداب جاهعة اسطىبكؿ تركيا‪.‬‬‫الديف بكصكفة‪.‬‬ ‫ دكف أف أىسى بالطبع األستاذيف الكريهيف هحهد‬‫عطية كهحي ٌ‬ ‫ٌ‬. ‫إف ٌذا الجٍد العمهي بادرة عمهية أرجك لٍا أف تستهر خدهة لمغة القرآف الكريـ‪ ،‬كعاء الكحي‬. ‫العظيـ‪ ،‬كلعمٍا تفتح آفاقا جديدة لمدارسيف كالغيكريف عمى تعميهية المغة العربية‪.‬‬ ‫كا﵀ هف كراء القصد كٌك يٍدم السبيؿ‪.‬‬. ‫‪-‬ك‪-‬‬.

(12) ‫مدخؿ‬ ‫نظرة كركنكلكجية‬.

(13) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫ىرل(‪ )‬أف لمغة قسطان كبي انر هف الدراسات العمهية في هختمؼ حقكؿ العمكـ اإلىساىية‪ .‬إىٍا آية‬ ‫إلبداع العقؿ‪ ،‬كهرآة صافية لثقافة الهجتهعات البشرية‪ .‬المغة ليست هجرد أداة لمتعبير عها في‬ ‫الىفس هف األفكار كاألحاسيس‪ ،‬بؿ تتجاكز ٌذا الحد‪ ،‬بتأثيرٌا الفاعؿ في ىفس الهتكمـ كالهخاطب‪،‬‬ ‫هف خبلؿ صبغ الهضاهيف بصبغتٍا‪ .‬كالمغة كثيقة الصمة باإلىساف كبيئتً‪ ،‬فٍي تيظٍر الهجتهع‬ ‫اإلىساىي عمى حقيقتً‪ .‬كليست المغة رابطة بيف أعضاء هجتهع كاحد بعيىً‪ ،‬كاىها ٌي عاهؿ هٍـ‬ ‫لمترابط بيف جيؿ كجيؿ‪ ،‬كاىتقاؿ الثقافات عبر العصكر ال يتأتى إال بٍذي الكسيمة‪.‬‬ ‫عها ذكر كهىٍا الهستجدات الحديثة لمدراسات المساىية‪ ،‬لكف‬ ‫كالمغة العربية ليست بهعزؿ ٌ‬. ‫الدراسة العمهية لمعربية كاىت هىذ ىزكؿ القرآف الكريـ أداة لفٍـ الهضاهيف القرآىية كسائر الىصكص‬ ‫األصيمة اإلسبلهية‪ ،‬فاعتادت أف تككف قائهة عمى االتجاٌات المغكية كالببلغية الهرتبطة بتفسير‬ ‫الىصكص الشرعية‪.‬‬ ‫كلقد أرست الدراسات المساىيات الحديثة قكاعد جديدة في الىظرة إلى عمكـ المساىيات حيث‬ ‫كسعت هف دائرة البحث في ٌذا الهجاؿ‪ ،‬فمـ يعد الهجاؿ الىظرم البحت لعمـ المساىيات كافيا لرسـ‬ ‫تـ االىتقاؿ بً إلى هقاربات جديدة ترتبط بىظريات كهىاٌج فكرية كفمسفية‬ ‫رؤية شاهمة لٍذا العمـ‪ ،‬بؿ ٌ‬ ‫هف جٍة‪ ،‬كبهياديف تطبيقية هيداىية‪ ،‬كبخاصة في تعميهية المغات هف جٍة أخرل‪ ،‬أكسبت عمـ‬ ‫المساىيات عهكها كالحديث هىً باألخص أبعادا جديدة تىاكلت بالدراسة إشكاالت لساىية عديدة أكثر‬ ‫تعقيدا كأعهؽ تساؤال هف تمؾ التي طرحتٍا الىظرة المساىية العاهة‪ ،‬القديهة هىٍا كالحديثة‪.‬‬ ‫كقبؿ التطرؽ إلى األبعاد الجديدة لمساىيات‪ ،‬البد أف ىمقي ىظرة عمى ها كاف قبمٍا‪ ،‬كها‬ ‫الخصائص التي طيبعت بٍا الحركة المغكية حتى ىتهكف هف إىشاء هقارىة بيف الكجٍتيف كرصد ها‬ ‫طبعت بً كؿ هرحمة سكاء في ارتباطٍا بها سبقٍا أك باىقطاعٍا عىً ابستهكلكجيا(‪()‬هعرفيا)‬ ‫‪ -‬أهيؿ ‪ -‬شخصيا ‪ -‬إلى استعهاؿ ضمير الجمع لممتكمـ" نحف" بدؿ الهفرد " أنا" تكافقا هع ها يراي الدكتكر‬. ‫االستاذ طً عبد الرحهف حيىها يقكؿ‪ ":‬إذا ىحف استعهمىا ضهير الجهع بدؿ ضهير الهفرد في كتاباتىا‪ ،‬فؤلف ٌذا‬ ‫االستعهاؿ تقميد عربي أصيؿ في صيغة التكمـ هف صيغ الكبلـ‪ ،‬ثـ ألىً ٌك االستعهاؿ الهتعارؼ عميً في الهقاؿ‬. ‫العمهي كالتأليؼ األكاديهي‪ ،‬فضبل عف أىً يفيد "الهشاركة" ك"القرب"‪ ،‬إذ يجعؿ الهتكمـ ىاطقا باسهً كباسـ غيري‪ ،‬كال‬ ‫غير أقرب إليً هف الهخاطىب‪ ،‬حتى كأف ٌذا الهخاطب عالًـ بها يخبري بً الهتكمـ كهشارؾ لً فيً‪ ،‬فيككف ضهير‬ ‫الجهع‪ ،‬هف ٌذي الجٍة‪ ،‬أبمغ في الداللة عمى التأدب كالتكاضع هف صيغة الهفرد‪ ،‬كال داللة لً إطبلقا عمى تعظيـ‬. ‫الذات كال عمى اإلعجاب بالىفس"( المساف كالميزاف أك التككثر العقمي‪ ،‬المركز العربي الثقافي‪ ،‬الدار البيضاء‪،‬‬ ‫المغرب‪ ،‬كبيركت‪ ،‬لبناف‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ص‪).5:‬؛ كىسألً تعالى أف يعصهىا هف الكبر كالعجب كالغركر‪.‬‬. ‫** ‪ -‬يىظر همحؽ الهصطمحات‬. ‫‪-‬‬. ‫‪11‬‬. ‫‪-‬‬.

(14) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫كتطبيقيا‪ ،‬ألف هعرفة الىظرية العمهية التي تأسست عميٍا الدراسة المغكية كتطبيقاتٍا سكؼ تهىحىا‬ ‫هؤسس لٍا هفٍكهيا " كلٍذا كاف هف‬ ‫ىظرة كلك بككىٍا هقدهة ىمج هف خبللٍا إلى تككيف رؤية عمهية ى‬ ‫الههكف أف ىكتفي باإلشارة الكجيزة إلى ها ط أر في العصكر السالفة هف البحكث ألسرار المغات‪،‬‬ ‫غير أف ٌذا سكؼ يحرهىا هف الهعمكهات األصيمة التي تساعدىا عمى فٍـ الىظريات الحديثة‪ ،‬ألف‬ ‫الهفاٌيـ التي بىيت عميٍا ٌذي الىظريات لـ تىشا هف العدـ‪ ،‬بؿ ٌي ىتيجة لتطكر طكيؿ استهر عدة‬ ‫قركف‪".‬‬. ‫( ‪)1‬‬. ‫الهسدم‬ ‫كلقد سمكىا في طرحىا‪ ،‬االتجاي الكركىكلكجي ىفسً الذم تىاكلً عبد السبلـ‬ ‫ٌ‬. ‫(‪)‬‬. ‫في هؤلفً‬. ‫ؼ الهؤرخيف عمى الرجكع‬ ‫التفكير المساىي في الحضارة العربية كٌك هىٍج ىع ٍكىد ًك ّّ‬ ‫ع ٍر ي‬ ‫م " استقر ي‬ ‫بالتفكير المغكم إلى الهراحؿ الكبرل التالية‪:‬‬. ‫أ‪ -‬العصر القديـ‪ :‬كىستعرض فيٍا احتهاالت التفكير المغكم في فترة ها اصطمح عميً فترة ها‬ ‫قبؿ التاريخ ابتداء بالٍىكد كقكفا خاصة عىد باىيىي"‪ "panini‬في بحر القرف الخاهس قبؿ الهيبلد بؿ‬ ‫إلى أبعد هف ذلؾ؛ ثـ ىظرية الهصرييف القدهاء بها يعكد إلى أكثر هف ‪ 3000‬سىة قبؿ الهيبلد‪،‬‬ ‫فالحضارة اليكىاىية ثـ الركهاىية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬العصر الكسيط‪ :‬كيهتد بيف القرف الرابع كالقرف الرابع عشر هف التاريخ الهسيحي‪ ،‬حيث‬ ‫يقتصر ركاد الدراسات في الهجاؿ المساىي في ٌذي الهرحمة عمى هبلحظات ٌاهشية تتركز خاصة‬ ‫عمى بعض خصكصيات لغكية دارت بيف أىصار الدياىتيف اليٍكدية كالهسيحية‪.‬‬ ‫ابتداء هف القرف الخاهس عشر‪ :‬كيقؼ‬ ‫ج‪ -‬العصر الحديث‪ :‬هىذ الىٍضة في العالـ الغربي‬ ‫ن‬. ‫الهؤرخكف عادة عمى ظٍكر الىحك الفمسفي أك العقبلىي ثـ عمى ازدٌار الىحك الهقارف في القرف‬ ‫التاسع عشر بعد اكتشاؼ المغة السىسكريتية‪.‬‬. ‫( ‪)2‬‬. ‫الهسدم‬ ‫كىضيؼ لكؿ ٌذي الهراحؿ فترة عمهاء المغة العرب التي غيبت فيها ذكر‪ ،‬حيث الحظ‬ ‫ٌ‬ ‫بشأىٍا قائبل " كٌكذا يىعدـ ذكر العرب عىد التأريخ لمتفكير المساىي البشرم بها يحدث القطيعة في‬ ‫( ‪)3‬‬ ‫الهسدم ىفسً عمى ٌذا الخمؿ الهعرفي قائبل" إف ٌذي الثغرة‬ ‫ثـ يعقب‬ ‫ٌ‬ ‫تسمسؿ التاريخ اإلىساىي" ‪ٌ .‬‬. ‫‪ -1‬عبد الرحهاف الحاج صالح‪ ،‬بحكث كدراسات في عمكـ المساف‪ ،‬هكفـ لمىشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص‪47 :‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ األعبلـ‪.‬‬. ‫‪ -2‬عبد السبلـ الهسدم‪ ،‬التفكير المساىي في الحضارة العربية‪ ،‬دار الكتاب الجديد الهتحدة‪ ،‬ط‪ ،2009 ،3‬بيركت‪،‬‬ ‫لبىاف‪ ،‬ص‪.33-32 :‬‬ ‫‪ -3‬الهرجع ىفسً‪ ،‬ص‪.33 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪12‬‬. ‫‪-‬‬.

(15) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫تخمك‬ ‫في تكاصؿ التفكير المغكم عبر الحضارات االىساىية ال يهكف أف تككف عفكية كال يجكز أف‬ ‫ى‬ ‫هف هؤشرات تاريخية تفسرٌا كاف لـ تستطع تبريرٌا‪ ،‬كقد يسعىا أف ىستشؼ حكافز ٌذي الظاٌرة‬ ‫الغ ٍرب‪ ،‬فالىٍضة البلتيىية قاهت أساسا‬ ‫الع ىرب إلى ى‬ ‫بالعكدة إلى ههيزات عبكر الحضارة االىساىية هف ى‬. ‫عمى هستخمصات الحضارة العرب ية بعد أف أقبمت عمى ترجهة أهٍات التراث فيٍا‪ ،‬كقد عهد الغرب‬. ‫إباف ىٍضتً إلى ىقؿ عمكـ العرب كهعارفٍـ"(‪.)1‬‬ ‫‪ -1‬الدراسات المغكية القديمة‪:‬‬ ‫ال يهكف تصكر أف هباحث المساىييف الهحدثيف كالهعاصريف حكؿ الدراسات المساىية كاىت‬ ‫طفرة‪ ،‬كأىٍا قد اىطمقت هف عبقرية ف ٌذة كحدٌا‪ ،‬لـ تسبقٍا هحاكالت عديدة في دراسة المغة قديها‪،‬‬ ‫عمى هذٌب ها يقكلً واٍتٌُ ‪ )(Whitney‬قبؿ أكثر هف قرف فيها أكردي جكرج هكىاف‬. ‫( ‪)‬‬. ‫عىً‪ ،‬عىدها‬. ‫الصفة العمهية هف‬ ‫قاؿ‪" :‬إف عمـ المغة ٌك في جهمتً هف صىع ٌذا القرف ‪ ...‬كال شيء يستحؽ ٌ‬ ‫الىتائج التي تكصمت إليٍا األبحاث القديهة (السابقة لمقرف التاسع عشر) ‪( ...‬كال بد أف ىؤرخ هف‬. ‫ٌذا القرف) البداية الحقيقة لعمـ المغة"(‪ .)2‬إف ٌذي الرؤية تىـ عف ىهذكج(‪ )‬لىرجسية‬. ‫(‪)‬‬. ‫حادة‪ ،‬ىظرة‬. ‫التعالي كالخطاب الىرجسي لمغرب عف ىفسً‪ ،‬كشعكري القكم باألٌهية كالعظهة كالتفردهىذ زهف ليس‬ ‫بالقريب عبر إيديكلكجياتً الهختمف ة‪ ،‬يٍهش أكثر فأكثر الخطاب الىقدم الذم صىع ثكرة الغرب‬ ‫يدا ال هثيؿ لً‬ ‫الحقيقية‪ .‬فأصبح الخطاب الىرجسي الذم يجعؿ هف تطكر العالـ الغربي استثىاء فر ن‬. ‫حد االفتتاف (‪ .)3‬هها يجعؿ الخطاب الغربي في عهكهً‪ ،‬يدكر عمى ىفسً‬ ‫في تاريخ البشرية إلى ٌ‬. ‫أم تىاكؿ جدم لمصيركرات الهعقدة التي يشٍدٌا التطكر الثقافي لمعالـ كهىٍا‬ ‫بشكؿ هطمؽ هف دكف ّْ‬ ‫هجاؿ الدراسات المغكية‪.‬‬ ‫ت الدراسات الىقدية لبلستشراؽ كهىاٌجً‪ ،‬أف عبلقة الغرب بالشرؽ‪ ،‬كاىت دكها عبلقة‬ ‫بيى ٍ‬ ‫كلقد ى‬. ‫سيطرة كٌيهىة هف لدف الغرب عمى الشرؽ بكؿ هككىاتً‪ ،‬أكثر ها ٌي عبلقة تكاصؿ كحكار كتبادؿ‬. ‫‪ -1‬عبد السبلـ الهسدم‪ ،‬الهرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.33 :‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ االعبلـ‪.‬‬ ‫‪ -‬يىظر همحؽ الهصطمحات‪.‬‬ ‫‪ -2‬جكرج هكىاف‪ ،‬تاريخ عمـ المغة هىذ ىشأتً إلى القرف العشريف‪ ،‬تر‪ :‬بدرالديف القاسـ‪ ،‬هطبعة جاهعة دهشؽ‪ ،‬د ط‪،‬‬ ‫‪1972‬ـ‪ ،‬ص‪.32 :‬‬. ‫‪ -3‬يىظر‪ :‬طً عبد الرحهاف‪ ،‬سؤاؿ األخبلؽ‪ :‬هساٌه ة في الىقد األخبلقي لمحداثة الغربية‪ ،‬الهركز الثقافي العربي‪،‬‬. ‫ط‪ ،2000 ،1:‬الدار البيضاء‪ ،‬الهغرب‪ ،‬ص‪.59 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪13‬‬. ‫‪-‬‬.

(16) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫ثقافي‪ ،‬حيث ذٌبت جؿ الدراسات االستشراقية ضحية ٌذي الىظرة التسمطية‪ ،‬بخضكع ها ٌك عمهي‬ ‫كهعرفي لها ٌك إيديكلكجي سياسي كاقتصادم‪.‬‬ ‫كهف الهسمـ بً أف عبلقة الغرب بالشرؽ‪ ،‬عبلقة هىفعة هادية استعهارية‪ ،‬أكثر ها ٌي عبلقة‬ ‫عمـ كهعرفة كتكاصؿ‪ ،‬كخير دليؿ عمى ذلؾ ٌك التقسيـ الجغرافي لمدراسات االستشراقية‪ ،‬حيث كاف‬ ‫ىصيب االستشراؽ الفرىسي ٌك شهاؿ إفريقيا‪ ،‬كىصيب االستشراؽ البريطاىي الدكؿ التي خضعت‬ ‫لبلىتدابية كها جاكرٌا‪ ،‬كاىفرد االستشراؽ الركسي بأكركبا الشرقية‪.‬‬ ‫لقد أكقعت الدراسات االستشراقية ىفسٍا في أزهة هعرفية كهىٍجية بعد بسط الىفكذ كالٍيهىة‬ ‫عمى العالـ الشرقي عهكها ‪ ،‬إذ أف الهطمب السياسي الغربي في صمتً بالشرؽ‪ ،‬اقتضى هتطمبات‬ ‫أخرل‪ ،‬بعد ىٍاية الحرب العالهية الثاىية كباتساع حركات الهد التحررم في العالـ الشرقي كغيري‪،‬‬ ‫ستعه ىرة هف هقكهاتٍا الذاتية‪ ،‬عكس ها كاف‬ ‫حيث عجز الهستعهر عف تجريد كفصؿ الذات اله ى‬ ‫يتكقع؛ أم أف جزءا كبي ار هف جٍد الدراسات االستشراقية ذٌب سدل‪ ،‬كٌذا يعىي هكت االستشراؽ‬. ‫القديـ الذم هف غاياتً األساسية التشكيؾ في أسس الهرجعية الخاصة بالبمداف الهحتمة كعمى رأسٍا‬ ‫ثقافاتٍا‪ ،‬استجابة لهطمب سياسي استعهارم هحض أكثر هها ٌك عمهي هكضكعي" ٌكذا جرت‬ ‫الهقابمة بيف المغات األكركبية كلغات العالـ الثالث‪ ،‬كقاهت ٌذي الهقابمة بدكر هٍـ في األيديكلكجية‬ ‫االستعهارية‪ ،‬كها جرت الهقابمة بيف المغات األكركبية ىفسٍا‪ ،‬كلـ تكف ٌذي الهقابمة غريبة عف‬ ‫هختمؼ الصراعات التي هيزت تاريخ الشعكب الغربية‪".‬‬ ‫يقدـ الغرب صكرة عف ىفسً‪-‬هف خبلؿ كايتىي‬. ‫(‪)1‬‬. ‫(*)‬. ‫(‪ )whitney‬كأهثالً‪-‬ىظرة تتسـ بأىً هكئؿ‬. ‫العمـ كالعقؿ كالتطكر الثقافي كاألدبي إلخ‪ ،...‬أم باختصار‪ ،‬الغرب َّ‬ ‫خزاف العمهية كالهكضكعية في‬ ‫أعمى تجمياتٍا‪ .‬كال يكتفي الغرب بتقديـ ٌذي الصكرة الىرجسية عف ىفسً‪ ،‬بؿ يذٌب البحث الغربي‬ ‫بهستكياتً الهختمفة إلى تقديـ صكرة ساخرة‪ ،‬كىظرة تحقيرية في كثير هف األحياف‪ ،‬بالىسبة إلى‬ ‫حضارات الشعكب األخرل كهؤسساتٍا كعاداتٍا كعف الشعكب الشرقية باألخص جهيعٍا‪ ،‬كاظٍار‬ ‫التفاكت الحضارم بيف الغرب كٌذي الشعكب في الشرقيف األدىى كاألقصى ‪ ،‬بخبلؼ الىظر العمهي‬ ‫الذم يفترض الهكضكعية كذلؾ بأف يككف هستقبل كؿ االستقبلؿ عف آثار الذات اإلىساىية‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫‪ -1‬لكيس جاف كالفي‪ ،‬حرب المغات كالسياسات المغكية‪ ،‬تر‪ :‬حسف حهزة‪ ،‬الهىظهة العربية لمترجهة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيركت‪،‬‬ ‫‪ ،2008‬ص‪.118 :‬‬ ‫‪ - 2‬طً عبد الرحهاف‪ ،‬سؤاؿ األخبلؽ‪ ،‬الهرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.93-92 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪14‬‬. ‫‪-‬‬.

(17) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫لـ يتجً الغرب لدراسة الشرؽ إال استجابة لىزعة ذاتية؛ "فأبرز ها قررتً الهركزية الغربية ٌك‬ ‫قكلٍا بالخصكصية الهطمقة لتاريخ الغرب الذم أىضجتً عكاهؿ خاصة داخمية‪ ،‬كأثهر عف حضارة‬ ‫غىية كهتىكعة‪ ،‬ثـ التأكيد عمى أف الهجتهعات التي تريد أف تبمغ درجة التقدـ‪ ،‬ليس أهاهٍا إال األخذ‬ ‫باألسباب ذاتٍا التي أخذ بٍا الغربيكف‪ ،‬كليس أهاـ تمؾ الهجتهعات إال التخمص هف خصكصياتٍا‬ ‫الثقافية"(‪.)1‬‬ ‫كٌذا ها خمص إليً إدكارد سعيد عىدها ذٌب إلى أف الدراسات االستشراقية قد ٌيهف عميٍا‬ ‫ٌاجس التفكؽ "الذم يضع الغرب في سمسمة كاهمة هف العبلقات الهحتهمة هع الشرؽ دكف أف يفقدي‬ ‫لمحظة كاحدة ككىً صاحب اليد العميا"(‪.)2‬‬ ‫أف ها ذٌب إليً(ر‪.‬ق‪.‬ركبىز)‬ ‫كرغـ ذلؾ ىجد ٌ‬. ‫( ‪)‬‬. ‫(‪ )Robenz R.H.‬في هؤلفً هكجز تاريخ‬. ‫يىـ عف هكضكعية راقية‪ ،‬كيىطبؽ عميً‬ ‫عمـ المغة في الغرب الذم ترجهً الدكتكر أحهد عكض – ُّ‬. ‫ش ً‬ ‫اٌ هد ًه ىف أى ًٌٍم ىٍا}[ يكسؼ ‪ ]26‬هخالفا الهكقؼ السابؽ تهاها حيىها يقكؿ" كعمـ‬ ‫ش ًٍ ىد ى‬ ‫قكلً تعالى‪ {:‬ىك ى‬ ‫المغة في الٍىد يعكد لزهف أبعد إلى الكراء هف عمـ المغة في أكركبا الغربية‪ ،‬كقد حفظ هىذ ذلؾ‬ ‫الكقت عف طريؽ استه اررية العمـ الهحمّْي‪ ،‬كقد أىجز هرحمتً الكبلسيكية في كقت هبكر هف تاريخً‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫بأىً‬ ‫كهع هركر الزهف أصبح األكركبيكف عمى كعي بً" ‪ ،‬بؿ يذٌب إلى أبعد هف ذلؾ عىدها يؤكد ٌ‬. ‫" كاف لدراسة األكركبييف المغكية لمسىسكريتية أثر هزدكج‪ ،‬فقد شكمت هقارىة السىسكريتية بالمغات‬. ‫األكركبية الهرحمة األكلى في التطكر الهىٍجي لعمـ المغة الهقارف كعمـ المغة التاريخي‪ ،‬إضافة لذلؾ‬ ‫أصبح األكركبيكف عمى اتصاؿ في الكتابات السىسكريتية بتراث العمـ المغكم في الٍىد الذم تطكر‬ ‫بشكؿ هستقؿ‪ ،‬كالذم تـ االعتراؼ بً في الكقت ىفسً‪ ،‬ككاف تأثيري في كثير هف فركع عمـ المغة‬ ‫األكركبي عهيقا كباقيا"(‪.)4‬‬. ‫‪ -1‬عبد ا﵀ إبراٌيـ‪ ،‬الهركزية الغربية‪ ،‬الهركز الثقافي العربي‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪ ،1997 ،1‬ص‪.33 :‬‬ ‫‪ -2‬إدكار سعيد‪ ،‬االستشراؽ‪ ،‬هؤسس األلحاف العربية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪ ،2005 ،7.‬ص‪.42 :‬‬. ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ االعبلـ‬. ‫‪ -3‬ر‪.‬ق‪ .‬ركبىز‪ ،‬هكجز تاريخ عمـ المغة في الغرب‪ ،‬تر‪ :‬أحهد عكض‪ ،‬عالـ الهعرفة‪ ،‬الهجمس الكطىي لمثقافة‬ ‫كالفىكف كاآلداب‪ ،‬الككيت‪ ،‬ىكفهبر‪ ،1997‬ص‪.200 :‬‬ ‫‪ -4‬الهرجع ىفسً‪ ،‬ص‪.200 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪15‬‬. ‫‪-‬‬.

(18) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫بؿ إىىا ىجد أيضا جكرج هكىاف في هؤلفً الذككر سابقا يعمؽ عمى قكؿ كايتىي (‪،)Whitney‬‬ ‫ألف‬ ‫الذم أكردي قائبل" لكف ٌذا الرأم ال بد هف أف يعاد الىظر فيً‪ ،‬كأف ييدرس في تفاصيمً‪ ،‬ذلؾ ٌ‬ ‫عمـ المغة لـ يىبثؽ فجأة هف القرف التاسع عشر كها تىفجر العاصفة في سهاء صافية"‬. ‫( ‪)1‬‬. ‫‪ -1-1‬عند قدماء المصرييف‪:‬‬ ‫يرجع اعتىاء الٍىكد بالدراسات المساىية إلى حكالي ها قبؿ األلؼ األكلى(‪ 10‬قركف) قبؿ‬ ‫الهيبلد عمى ضآلة الهعمكهات التي استقاٌا الباحثكف‪ ،‬إال أف فحص اآلثار الفرعكىية يجعمىا ىعرؼ‬ ‫هشاٌير فقٍاء المغة عىدٌـ حيث عثر‪ -‬في هعجـ الحضارة الهصرية القديهة ( ‪Glossairede‬‬ ‫‪L'ancienne Civilisation Égyptienne/ Dictionnaire De La Civilisation Égyptienne / Par‬‬ ‫(‪)‬‬. ‫)‪ Georges Posener ; En Collaboration Avec Serge Sauneron Et Jean yoyotte‬عمى هقالة‬ ‫حكؿ المغة التي ألفٍا سرج سكىركف(‪ ، )()Serge Sauneron‬يتضح هف خبللٍا أىً كاف لديٍـ اٌتهاـ‬ ‫كبير بالكتابة‪ ،‬كىسبت إلى اإللً "تكت"‪ ،‬كٌك إلً السحر أيضا كألف الحكـ الفرعكىي داـ فترة طكيمة‬ ‫أحس كتٌابٍـ بأٌهية‬ ‫السجبلت‪ ،‬ك ٌ‬ ‫(حكالي ‪ 3000‬سىة) استقرت اإلدارة لديٍـ كثيرا‪ ،‬كاٌتهكا بالكثائؽ ك ٌ‬. ‫الكتابة‪ ،‬كعهمكا عمى تطكيرٌا‪.‬‬. ‫كاىت الكتابة هف اٌتهاـ المغكييف الهصرييف القداهى‪ ،‬كبدأت بالرسكـ كالىقكش كاإلشارات‬ ‫الدالة عمى الهعاىي الهستخدهة في الٍيركغميفية القديهة‪ ،‬ثـ تطكرت ٌذي الرهكز إلى ترهيز أم‬ ‫هعيف كٌذا ها تؤكدي‬ ‫دالالت ككاىت عبارة عف ىصكص هكضكعاتي‪ ،‬بحيث يٍتـ كؿ ىص بهكضكع ٌ‬. ‫الدكتكرة زكية طبكزادة في إعادة ترجهتٍا ؿ (كتاب الهكتى لمهصرييف القدهاء) إلى المغة العربية‬ ‫بعدها ترجهً في األصؿ بكؿ بارجيً عف المغة الهصرية القديهة إلى المغة الفرىسية‪ ،‬حيىها تقكؿ"‬ ‫إلي بترجهة ىصكص ها يسهى اصطبلحا " بكتاب الهكتى" لمهصرييف القدهاء إلى المغة‬ ‫عٍد َّ‬ ‫عىدها ي‬. ‫بدأت فعبل في‬ ‫عمي أف أبذؿ جٍدا هضاعفا حتى‬ ‫العربية‪ ،‬لـ أكف أدرؾ أف هٍهتي صعبة‪ ،‬كأف‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ص يك ًتب في األصؿ بالمغة الهصرية القديهة كترجـ إلى‬ ‫عهمية الترجهة‪ ،‬خاصة كأىٍا ترجهة ًل ىن ٍّ‬ ‫الفرىسية‪".‬‬. ‫( ‪)2‬‬. ‫‪ - 1‬جكرج هكىاف‪ ،‬تاريخ عمـ المغة هىذ ىشأتً إلى القرف العشريف‪ ،‬الهرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.32 :‬‬ ‫(‪ -)‬أىظر‪ :‬همحؽ األعبلـ‪.‬‬ ‫(‪-)‬أىظر‪ :‬همحؽ األعبلـ‪.‬‬. ‫‪ - 2‬بكؿ بارجيً‪ ،‬كتاب الهكتى لمهصرييف القدهاء‪ ،‬تر‪ :‬زكية طبكزادة‪ ،‬دار الفكر لمدراسات كالىشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫القاٌرة‪2004 ،‬ـ‪ ،‬هقدهة الهترجهة ص‪.06:‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪16‬‬. ‫‪-‬‬.

(19) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫كٌذا ال يعىي إالٌ شيئا كاحدا كٌك أف ٌىاؾ ىصكصا هكتكبة أم هدكىة لغكية‪ ،‬كهف يقكؿ لغة‬ ‫يعىي فك ار كدراسات كٌكذا‪ ،‬كالتي كاىت في البداية رسكها ثـ اىتقمت إلى الترهيز كالداللة‪ ،‬فصارت‬ ‫هثبل الٍراكة لمضرب‪ ،‬كالٍبلؿ لمشٍر‪ ،‬كرأس البقرة فقط لمبقرة كاهم ة إلخ‪ ،‬بعدها كاىت الٍراكة لكحدٌا‬ ‫هجرد رسكهات‪.‬‬ ‫ككذلؾ الٍبلؿ كراس البقرة‪ٌ ،‬‬. ‫ثـ بدأت تصدر عىٍـ الدراسات المغكية التي ىاكلت عدة فركع هف األبحاث المغكية‪ ،‬فدرس‬. ‫بعضٍـ ها كصمٍـ هف ىتاج أدبي يكىاىي قديـ دراسة فمكلكجية‬. ‫(‪)‬‬. ‫‪ ،‬كاٌتـ آخركف بدرس الىحك‪ ،‬أها‬. ‫الفريؽ الثالث فقد اشتغؿ بكضع الهعاجـ‪ .‬كدارت كؿ ٌذي الدراسات حكؿ المغة اليكىاىية كتركزت‬ ‫جهيعٍا في االسكىدرية‪.‬أها الدراسة الفمكلكجية فقد كجدت في اإلسكىدرية في كقت هبكر ِّ‬ ‫جدا‪ .‬ككاف‬ ‫الٍدؼ هىٍا تصحيح الىصكص الهكتكبة كتفسيرٌا كالتعميؽ عميٍا كفي القرف الثالث قبؿ الهيبلد‬ ‫ظٍرت شركح عمى ها كتب ٌكهيركس كغيري هف الشعراء‪ .‬كها كجد أيضا هىحى آخر ذك طابع‬ ‫هعجهي اٌتـ بدراسة الهفردات كجهع األلفاظ الصعبة أك الكمهات الشعرية أك الكمهات التي تىتهي‬ ‫إلى لٍجات خاصة‬. ‫(‪)1‬‬. ‫‪ -2-1‬عند الينكد‪:‬‬ ‫تشير أغمب الدراسات كالبحكث المغكية‬. ‫(‪)2‬‬. ‫أف الٍىكد كاىكا هف أكائؿ األهـ في تاريخ‬ ‫إلى ٌ‬. ‫اإلىساىية التي أكلت الهسألة المغكية العىاية البالغة ككىٍا تعكد إلى بدايات القرف السابع قبؿ الهيبلد‬ ‫تقريبا‪ ،‬في هختمؼ هستكيات المغة كباألخص هف حيث الجاىب الصكتي‪ ،‬فقد كصفكا األصكات‬ ‫المغكية كصفا جد دقيؽ هف ىاحية ىطقٍا‪ ،‬بدافع اٌتهاهٍـ بالمغة السىسكريتية‬. ‫(‪)‬‬. ‫لغة الٍىد القديهة‪،‬‬. ‫بحيث قدهكا لٍا العديد هف الدراسات العمهية الهىظهة كالتي اعتهدت الهىٍج الكصفي في أبحاثٍا‬ ‫كالتي اٌتهت بالىظر في االستعهاؿ المغكم كتسجيمً كتحميمً عمى ىحك ها كرد في األصؿ المغكم‪،‬‬ ‫هها دفع بجكرج هكىاف‬ ‫ٌ‬. ‫(‪)‬‬. ‫)‪(Georges Mounin‬بأف يتعجب كتأخذي الدٌشة هف الجٍد الذم بذلً‬. ‫‪ -‬يىظر همحؽ الهصطمحات‪.‬‬. ‫‪ -1‬يىظر‪ :‬هحهكد السعراف‪ ،‬عمـ المغة هقدهة لمقارئ العربي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاٌرة‪ ،1997 ،‬ص‪.351 :‬‬ ‫‪ -2‬يىظر‪ :‬أحهد حساىي‪ ،‬هباحث في المساىيات‪ ،‬ديكاف الهطبكعات الجاهعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1994 ،‬ص‪.57-56‬كعبدي‬ ‫الراجحي‪ ،‬فقً المغة في كتب العربية‪ ،‬دار الىٍضة العربية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ص‪ .129‬كعصاـ ىكرالديف‪ ،‬عمـ األصكات‬. ‫المغكية‪-‬الفكىتيكا‪ ،‬الهقدهة‪ ،‬دار الفكر المبىاىي‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪ ،1992 ،1‬ص‪.02 :‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ الهصطمحات‪.‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ االعبلـ‪.‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪17‬‬. ‫‪-‬‬.

(20) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫الٍىكد في الهجاؿ الصكتي خاصة حيث قاؿ« كهها يدٌشىا في القكاعد الٍىدية أىٍا قاهت بالتحميؿ‬ ‫المغكم الثاىي‪ ،‬ككاف الٍىكد يعىكف عىاية قصكل باستبقاء المفظ الصحيح لمعبارات الديىية هها أدل‬ ‫بٍـ إلى تدكيف أكؿ كصؼ ألصكات المغة هف ىاحية ىطقٍا كعمى قدر كبير هف االتفاؽ"‬. ‫(‪)1‬‬. ‫ليس‬. ‫ٌذا فقط كاٌىها ظٍرت لديٍـ أيضا بحكث تدكر حكؿ تحميؿ الفركع المغكية الهختمفة كاألصكات‪،‬‬ ‫كاشتقاؽ الكمهات كالىحك كالداللة كالهعجهات؛ لذلؾ ىستطيع أف ىقكؿ إف الباحثيف الٍىكد قاهكا‬ ‫بعهمية هسح شاهمة تقريبا لكؿ ها يتصؿ بحقؿ الدراسة المغكية الكصفية في الفترة الزهىية التي‬ ‫اشتغمكا أثىاءٌا(‪.)2‬‬ ‫ؽ أف ٌىاؾ صبلت قربى لغكية قكية بيف السىسكريتية كالمغات األكربية القديهة‬ ‫كيبدك تى ىحقي ي‬. ‫كالحديثة أيضا كليست بزهف يسير‪ ،‬كٌكها أكدي السير كلياـ جكىس‬. ‫( ‪)‬‬. ‫في دراساتً التي كاف لٍا‬. ‫أصداء كاسعة عشية إعبلىً عىٍا‪ ،‬هؤكدا عمى القرابة الرحيهية المغكية بيىٍا‪ .‬كأها عهمية ترجهة‬ ‫األدب الٍىدم القديـ إلى المغات األكربية فالكؿ يجهع عمى أف بداياتً كاىت هىذ عاـ ‪ 1808‬ـ‬ ‫هها يقكدىا حتها إلى الحديث عف الجٍكد الٍىدية القديهة في البحث المساىي خدهة لمغة‬ ‫تقريبا‪ٌ ،‬‬. ‫السىسكريتية كتشييدٌا لهىظكهتٍا الىحكية الخاصة التي أبٍرت المساىييف الهعاصريف هف خبلؿ ذلؾ‬ ‫االبداع المساىي‪ ،‬فحاكلكا اتخاذي هرجعا أساسا لمتأصيؿ عميً في دراساتٍـ المساىية التالية (‪.)3‬‬ ‫‪ -1 -2 -1‬مجاالت االىتماـ المساني عند الينكد‪:‬‬ ‫أها عف هجاالت االٌتهاـ المساى ي عىد الٍىكد فيهكف تفريعٍا إلى اٌتهاهات تدخؿ في صهيـ‬ ‫الىظرية المساىية العاهة كاٌتهاهات تدخؿ في عمهي الداللة كالهعجـ كاٌتهاهات صرفية كىحكية‬ ‫كلكف يبقى االٌتهاـ الصكتي أبرزٌا‪ ،‬فقد ترؾ الٍىكد هبلحظات جد صائبة في كصؼ ىظاـ لغتٍـ‬ ‫الصكتي اعتهادا عمى هبدأ السهاع‪ ،‬بؿ إف الىتائج التي تكصمكا إليٍا تشبً إلى حد بعيد ىتائج‬ ‫المساىيات الحديث ة في هجاؿ الصكتيات‪ ،‬كيعتقد بعض الباحثيف أف ىنرم سكيت(‪)Henry Sweet‬‬. ‫‪ -1‬جكرج هكىاف‪ ،‬تاريخ عمـ المغة هىذ ىشأتٍا حتى القرف العشريف‪ ،‬الهرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.65‬‬. ‫‪ -2‬يىظر‪ :‬هحهكد سميهاف ياقكت‪ ،‬هىٍج البحث المغكم‪ ،‬دار الهعرفة الجاهعية اإلسكىدرية‪ ،‬ط‪،2000 ،1‬‬ ‫ص‪ 1617‬بتصرؼ‪.‬‬. ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ االعبلـ‪.‬‬ ‫‪ -3‬هحهكد سميهاف‪ ،‬الهرجع ىفسً‪ ،‬ص‪18 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪18‬‬. ‫‪-‬‬.

(21) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫هؤسس الصكتيات اإلىجميزية قد بدأ درسً الصكتي هف حيث اىتٍى الٍىكد كيؤرخ لٍذي األعهاؿ ها‬ ‫بيف ‪ 8‬ؽ ـ ك‪ 150‬ؽ ـ‬. ‫(‪.)1‬‬. ‫هها تقدـ‪َّ -‬‬ ‫أف الحضارة الٍىدية القديهة بحثت في الظاٌرة المغكية بحث نا‬ ‫لقد اعتبركا‪ٌ -‬‬. ‫هستفيضان كالسيها في كجٍٍا الصكتي (‪ ) Phonétique‬هعتقديف أف الباحث الٍىدم"باىيىي" (‪)Panini‬‬. ‫"الهثهف"‪.‬فهف رجع إلى‬ ‫أبا الصكتيات في العالـ كالذم عاش في(ؽ ‪ 5‬أك ‪ 4‬ؽ ـ)‪ ،‬كاضع كتاب‬ ‫ٌ‬. ‫بحكث ٌذا الرجؿ هىذ حكالي أربعة آالؼ سىة فسيدٌش هف الدراسة الصكتية العهيقة التي قاـ بٍا‬. ‫سكاء أكاىت ٌذي الدراسة هبىية عمى المغات الٍىدية أـ عمى لغات بشرية أخرل(‪.)2‬‬ ‫بؿ إف هف الباحثيف هف يذٌب إلى َّ‬ ‫أف اإلرٌاصات األكلى لتبمكر الهىٍج الكصفي كاىت‬ ‫(‪)‬‬. ‫عمى يد ٌذا الرجؿ قائبل" كظؿ الحاؿ كذلؾ حتى جاء باىيىي (‪ )Panini‬الذم سمؾ هسمكا جديدا‬ ‫َّ‬ ‫هحددا كضعً لىفسً‪ ،‬ذلؾ ٌك الهىٍج الكصفي القائـ عمى كصؼ‬ ‫في درس لغتٍـ‪ ،‬كاختار هىٍجا‬ ‫الكاقع المغكم"(‪)3‬كال يكتؼ صاحب ٌذا الرأم ‪-‬الدكتكر كهاؿ بشر‪ -‬بها ذٌب إليً كاىها أجدي يرد‬ ‫كلك بطريؽ غير هباشر عمى الىفي الذم يتبىاي كايتىي )‪ )Witney‬لمدراسات المغكية السابقة عف‬ ‫القرف الذم عاش فيً باإلضافة غمى غيري‪ ،‬قائبل " كيسجؿ التاريخ المغكم أ َّف الفكرة الكصفية التي‬ ‫لهسٍا (باىيىي) كاف لٍا تأثيرٌا الكبير عمى الدارسيف فيها بعد‪ ،‬كأىٍا كاىت بهثابة ىقطة الضكء التي‬ ‫جذبت المغكييف األكركبييف إلى الىظر الدقيؽ في أبعاد ٌذي الفكرة كأٌهيتٍا‪ ،‬حتى تهكىكا بهركر‬ ‫الزهف هف كضع هىٍج كصفي هتكاهؿ الجىبات‪ ،‬هحدد الجٍات هىضبط في هبادئً كأٌدافً‪".‬‬. ‫(‪)4‬‬. ‫طمع في ٌذا‬ ‫جد دقيؽ هف ىاحية ىطقٍا‪ ،‬كيهكف أف ى ٌ‬ ‫فقد كصفكا األصكات المغكية كصفا ٌ‬ ‫اإلطار عمى كصفٍـ لمجٍاز الىطقي هف خبلؿ تقسيـ أعضاء الىطؽ إلى أعضاء فهكية (أسىاف‪،‬‬ ‫لساف‪ ،‬شفتاف)‪ ،‬أك أعضاء غير فهكية ( قصبة ٌكائية‪ ،‬رئتاف‪ ،‬فراغ أىفي)‪ ،‬كيبدك إدراكٍـ ألثر ٌذي‬ ‫األعضاء في تحديد صفات الصكت المغكم كاضحا ف يها كصؿ هف آراء‪ ،‬كها قسهكا األصكات إلى‬. ‫‪ -1‬يىظر‪ :‬هيمكا إفيتش‪ ،‬إتجاٌات البحث المساىي‪ ،‬تر‪ :‬سعد عبد العزيز ككفاء كاهؿ فيد‪ ،‬ط‪ ،2 :‬الهجمس األعمى‬ ‫لمثقافة‪ ،2000 ،‬ص‪.23 :‬‬ ‫‪ - 2‬يىظر‪ :‬الهرجع ىفسً‪ ،‬ص‪23-22:‬‬. ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ االعبلـ‪.‬‬. ‫‪ -3‬كهاؿ بشر‪ ،‬التفكير المغكم بيف القديـ كالحديث‪ ،‬دار غريب لمطباعة كالىشر كالتكزيع‪ ،‬القاٌرة‪ ،‬د ط‪،2005 ،‬‬ ‫ص‪.27 :‬‬ ‫‪ -4‬الهرجع ىفسً‪ ،‬ص‪.28-27 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪19‬‬. ‫‪-‬‬.

(22) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫أصكات أىفية كغير أىفية؛ أها هىٍجٍـ في كصؼ األصكات فقد اىطمؽ هف أقصى الحمؽ إلى‬ ‫الشفتيف كها قسهكا األصكات بسبب كضعية اإلعاقة التي تعترض الٍكاء أثىاء الىطؽ هها جعمٍـ‬ ‫يهيزكف بيف أصكات صكاهت كقفية كأىفية كاحتكاكية كأشباي صكائت لغة الٍىد القديهة‪.‬‬ ‫كقد تـ التهييز بيف الجٍر كالٍهس بالرجكع إلى اىغبلؽ أك اىفتاح القصبة الٍكائية‪ ،‬كالى‬ ‫جاىب ٌذي االٌتهاهات الصكتية ألهع الٍىكد إلى كجكد ثبلث ىغهات في السىسكريتية الفيدية كٌي‬ ‫الىغهة العالية كالهىخفضة كالٍابطة‪ ،‬كها تحدثكا عف الهقطع كطكؿ كهدة الصكت أثىاء الىطؽ بً‬. ‫(‪)1‬‬. ‫تدعك الحصيمة الهعرفية التي تكصؿ إليٍا الٍىكد في دراساتٍـ المغكية‪ ،‬كخاصة الصكتية‬ ‫هىٍا إلى اإلعجاب كالتىكيً فقد ركل هؤرخك الحضارة الٍىدية أف االسكىدر‬. ‫(‪) ‬‬. ‫حيف فتح الٍىد كاستقر‬. ‫فيٍا دٌش كهف كاف هعً هف العمهاء حيف أركا تقدـ الٍىكد في أهثاؿ ٌذي الدراسات التي تعىى‬ ‫بالمغة كدالالتٍا‪ ،‬كأبحاثٍـ في تطكر الدرس المغكم الحديث‪.‬‬. ‫( ‪)2‬‬. ‫أها عمى الهستكل التركيبي (الىحكم )‪ ،‬فقد ىاؿ ٌذا الجاىب قسطا كاف ار هف االٌتهاـ لديٍـ‬ ‫كاختصكا بً عف غيرٌـ‪ ،‬فٍـ الذيف َّ‬ ‫هي زكا الفعؿ عف االسـ كحركؼ الجر كاألدكات الهتههة‪ ،‬لذلؾ‬ ‫قيؿ أىً اهتاز " بأهكر تتعمؽ بطرائؽ الىظر في المغة كهعالجتٍا كالكصكؿ هىٍا إلى ىتائج أٌهٍا في‬ ‫– في ىظر الدرس الحديث‪ -‬أىٍ ـ بدأكا عهمٍـ بجهع الهادة المغكية الهراد درسٍا ثـ قاهكا بتصىيفٍا‪،‬‬ ‫هىتقميف إلى استخبلص القكاعد هىٍا‪ .‬كٌـ بذلؾ يخالفكف اليكىاىييف في هىٍجٍـ الهعركؼ‪ ،‬كٌك‬ ‫البدء هف الفكر الفمسفي هع هحاكلة تطبيؽ الهبادئ الفمسفية عمى حقائؽ المغة‪ ،...‬أها القكاعد‬ ‫الٍىدية فقد عمهت األكربييف كيؼ يحممكف صيغ الكبلـ‪".‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫أعدكا " قكائـ هف األلفاظ الصعبة في الىصكص الهقدسة‬ ‫أها في الهجاؿ الهعجهي‪ ،‬فقد ٌ‬ ‫بعد هعاجـ الهكضكعات أك‬ ‫س ّْهي ي‬ ‫القديهة‪ ،‬كأتبعكا ذلؾ بشرح هعاىي ٌذي األلفاظ‪ ،‬كٌك عهؿ يشبً ها ي‬. ‫هعاجـ الهعاىي‪ .‬كاهتد العهؿ عىدٌـ في ٌذا الهجاؿ‪ ،‬كاتسعت دكائري حتى كصمكا إلى صىع هعاجـ‬. ‫هىكعة في هكادٌا كطرائؽ ترتيب ألفاظٍا‪ ،‬كفي أحجاهٍا كذلؾ‪ )4(".‬هف ٌىا أتاحت الدراسات المغكية‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -1‬ي ىظر‪ :‬هحهكد السعراف‪ ،‬عمـ المغة هقدهة لمقارئ العربي‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاٌرة‪ ،‬ط‪ ،1997،2‬ص‪.90:‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ االعبلـ‪.‬‬. ‫‪ -2‬يىظر‪ :‬السيد أحهد خميؿ‪ ،‬الهدخؿ إلى دراسة الببلغة العربية‪ ،‬دار الىٍضة العربية لمطباعة كالىشر‪ ،‬بيركت‬ ‫لبىاف ‪ ،1968‬ص‪.06 :‬‬ ‫‪ -3‬كهاؿ بشر‪ ،‬الهرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.31/29 :‬‬ ‫‪ -4‬الهرجع ىفسً‪ ،‬ص‪.29 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪20‬‬. ‫‪-‬‬.

(23) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫الٍىدية لؤلكركبييف الفرصة إليجاد صبلت القربى المغكية بيف السىسكريتة كالمغات األكربية القديهة‬ ‫كالحديثة‪.‬‬ ‫أها في الهجاؿ الداللي‪ :‬إذا كاىت الهباحث الداللية قد أكلت اٌتهاهان كبي انر لعبلقة المفظ‬ ‫بالهعىى‪ ،‬كارتبط ٌذا بفٍـ طبيعة الهفردات كالجهؿ هف جٍة كفٍـ طبيعة الهعىى هف جٍة أخرل‪،‬‬ ‫فقد درس الٍىكد ها يرتبط بعبلقة المفظ كالهعىى أم الصمة بيف الكمهة كه عىاٌا " كلـ يكف الٍىكد أقؿ‬ ‫اٌتهاها بهباحث الداللة هف اليكىاىييف‪ .‬فقد عالجكا هىذ كقت هبكر جدا كثي ار هف الهباحث التي‬ ‫ترتبط بفٍـ طبيعة الهفردات كالجهؿ‪ ،‬بؿ ال ىغالي إذا قمىا إىٍـ ىاقشكا هعظـ القضايا التي يعتبرٌا‬ ‫عمـ المغة الحديث هف هباحث عمـ الداللة"‬. ‫(‪)1‬‬. ‫بؿ هف الباحثيف هف يذٌب إلى أف لعمهاء المغة الٍىكد في ٌذا الهجاؿ هذٌبيف فهىٍـ هف‬ ‫ذٌب إلى كجكب الفصؿ بيىٍها عمى طرفي ىقيض كهىٍـ هف رأل ضركرة الهطابقة كعدـ الفصؿ‬ ‫كرأل فيٍا كجٍيف لحقيقة كاحدة فأحدٌها ضركرم لآلخر كلذلؾ اىقسهكا إزاء ٌذي الهسألة فريقيف‪:‬‬ ‫فريؽ يرل الصمة طبيعية حتهية‪ ،‬كالثاىي يراٌا اصطبلحية اعتباطية ‪ ،‬فقد " جذب ٌذا الهكضكع‬ ‫اٌتهاـ الٍىكد‪ ،‬ربها قبؿ أف يجذب اٌتهاـ اليكىاىييف‪ ،‬كقد تعددت حكلً اآلراء‪ .‬فهىٍـ هف رفض فكرة‬ ‫التبايف بيف المفظ كالهعىى قائبل‪ :‬إف كؿ شيء يتصكر هقترىا بالكحدة الكبلهية الدالة عميً‪ ،‬كال يهكف‬ ‫فصؿ أحدٌها عف اآلخر‪ .‬كعمى ٌذا فىحف ىعتبر الكمهة عىص ار هف العىاصر الهككىة لمشيء تهاها‬ ‫كها ىعتبر الطيف السبب الهادم أك الرئيسي لكؿ الهكاد الترابية‪ .‬كهىٍـ هف صرح بأف العبلقة بيف‬ ‫المفظ كالهعىى عبلقة قديهة كفطرية أك طبيعية‪".‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫‪ -2-2-1‬الخمفية النظرية لمدراسات المغكية اليندية‪:‬‬ ‫لقد تكلد ٌذا االٌتهاـ الهىقطع الىظير لديٍـ في ارتباطٍـ بحضارتٍـ القديهة عف شعكر ديىي‬ ‫أساسً الحفاظ عمى الىصكص الديىية الشفٍية التي تهثؿ الفيدا ذلؾ الكتاب الهقدس الذم ظٍر‬ ‫حكالي (‪ 1000-1200‬ؽ ـ) كالذم يهثؿ عقيدة كشريعة البراٌهية ‪ ،‬كلعؿ ٌذا الحرص تكلد عف شعكر‬ ‫بتمؾ الفكارؽ المٍجية اله كجكدة في ببلد الٍىد القديهة كالتي تظٍر في عادات كبلهية هتبايىة هف‬ ‫شأىٍا التأثير في سبلهة ىطؽ الىصكص الهقدسة أك سكء فٍهٍا" فإذا كاف الفيدا ٌك الذم دفع‬. ‫‪ -1‬أحهد هختار عهر‪ ،‬عمـ الداللة‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬القاٌرة‪ ،‬ط‪ ،1998 ،5:‬ص‪.18 :‬‬ ‫‪ -2‬الهرجع ىفسً‪ ،‬ص‪.19-18 :‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪21‬‬. ‫‪-‬‬.

(24) ‫نظرة كركنكلكجية‬. ‫مدخؿ‬. ‫الٍىكد إلى دراسة األصكات المغكية بتمؾ الدقة هف اإلتقاف (‪ )...‬فإف قراءة القرآف ٌي التي جعمت‬ ‫عمهاء العربية القدهاء يتأهمكف أصكات المغة‪".‬‬. ‫(‪)1‬‬. ‫غير أف ها يثير االىدٌاش ٌك كفايتٍـ عمى إعادة تشكيؿ تمؾ الىظرة الديىية إلى بىاء درس‬ ‫هىٍجي يتخذ هف المغة السىسكريتية هكضكعا لمدراسة كيجعمٍا هسألة هركزية هٍهة في التفكير‬ ‫الديىي حيف تعرض لدرس لغة بىي قكهً‪ ،‬كٌك‬ ‫الٍىدم القديـ‪ ،‬كقد سيطر عمى "باىيىي" ٌذا الٍدؼ ٌ‬ ‫أف ييسر لٍـ فٍـ كتاب الٍىد الهقدس الفيدا‪ ،‬كقد ألؼ كتابا عىكاىً ‪( astadhyayi‬الكتب الثهاىية)‬ ‫حاكؿ فيً تقديـ القكاعد الىحكية بطريقة هيسرة‪ ،‬هع االٌتهاـ ببعض القضايا المغكية كالتعرض لٍا‬ ‫باختصار؛ حتى يتهكف هعاصركي هف بىي جمدتً فٍهٍا‪ ،‬فقد احتكل عهمً ٌذا عمى زٌاء أربعة‬ ‫آالؼ قاعدة ىحكية‪ ،‬ككاىت بصهة الهىٍج الكصفي بارزة‪ ،‬كها أشرىا إليً أعبلي؛ كؿ ذلؾ يىـ عف‬ ‫هرحمة جد هتقدهة ىشأ فيٍا ٌذا االٌتهاـ‪ ،‬ثـ تطكر ليصؿ ىاضجا هع قكاعد (الكتب الثهاىية)‪ ،‬بؿ‬ ‫أف ٌذي القكاعد سرعاف ها تركت أث ار في التىظير الىحكم لمغات أخرل كالتاهيمية كٌي لغة‬ ‫درافيدية‬. ‫(‪)‬‬. ‫في كسط جىكب الٍىد كالتيبيتة‬. ‫(‪)2( )‬‬. ‫‪.‬‬. ‫‪ – 3-1‬عند اليكنانييف‪:‬‬ ‫أها عف بداية جٍكد اليكىاىييف المغكية فيرل بعض الباحثيف‬. ‫(‪)3‬‬. ‫قسـ األجىاس إلى‬ ‫أف أكؿ ىه ٍف ٌ‬ ‫(‪)‬‬. ‫هذكرة كهؤىثة كغير هذكرة أك هؤىثة ٌك السكفسطائي اليكىاىي الشٍير بركتاغكراس ‪ ،‬إذ قاؿ عىً‬ ‫كيؿ ديكراىت (‪( ، )Will Durant‬كاف هف أفضالً الكثيرة إىً كضع أساس الىحك كفقً المغة األكربييف‬ ‫س ىـ‬ ‫كيقكؿ عىً أفبلطكف أىً بحث في الطريقة الصحيحة الستعهاؿ األلفاظ‪ ،‬كاىً كاف أكؿ ىه ٍف قى ٌ‬ ‫األسهاء إلى هذكرة كهؤىثة كغير هذكرة كال هؤىثة‪ ،‬كأكؿ ىه ٍف ذكر أزهاف األفعاؿ كحاالتٍا‪ -‬إخبارية‬. ‫أك شرطية‪ ) -‬تقسيـ (بركتاغكاس) ٌذا لؤلجىاس أخذي أرسطك فيها بعد (لكىً الحظ أف أفراد الىكع‬. ‫‪ -1‬عبدي الراجحي فقً المغة في كتب العربية‪ ،‬هرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.129‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ الهصطمحات‪.‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ الهصطمحات‪.‬‬ ‫‪ - 2‬هحهكد سميهاف ياقكت‪ ،‬هىٍج البحث المغكم‪ ،‬دار الهعرفة الجاهعية اإلسكىدرية‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪18 ،17 :‬‬ ‫بتصرؼ‬. ‫‪ - 3‬يىظر‪ :‬أحهد هختار عهر‪ ،‬البحث المغكم عىد العرب هع دراسة لقضية التأثير كالتأثر‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬ط‪،7‬‬ ‫ص‪ .61‬كهحهكد السعراف‪ ،‬عمـ المغة‪ ،‬هقدهة لمقارئ العربي‪ ،‬هرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.258‬‬ ‫‪ -‬يىظر‪ :‬همحؽ االعبلـ‪.‬‬. ‫‪-‬‬. ‫‪22‬‬. ‫‪-‬‬.

Références

Documents relatifs

In this paper we focus on a specific AFM application in DNA fragment size measurements, i.e., short DNA fragments generated by ionizing radiation and in quantification of

Donc à partir de ces résultats, nous avons pu montrer le rôle des micro-organismes dans la bioremediation des sols contaminés par les métaux lourds, et même dans la

ﰲ ﺔﻴﺑﺮﻌﻟا ﺔﻐﻠﻟا ﺎﻬﻴﻓ ﺰﻴﻤﺘﺗ ﻻ ، ﺔﺻﺎﺧ ﺔﻠﻣﺎﻌﻣ ﺎﻬﺘﻐﻟ ﱃإ ةﺪﻓاﻮﻟا تﺎﻤﻠﻜﻟا ﻊﻣ ، ﻢﻣﻷا ﻞﻣﺎﻌﺘﺗ ﺘﻓ ، تﺎﻐﻠﻟا ﻦﻣ ﺎﻫﲑﻏ ﻦﻋ ﻞﻴﺧﺪﻟا ﻊﻣ ﺎﻬﻠﻣﺎﻌﺗ ، ﺎﻨﺘﺳارد ﺎﻬﻴﻟﻮﻧ نأ ﻞﺒﻗ ،

The cine sequences were thus used as indicators of pathological findings based on bowel motility alternations alone; patho- logical findings were finally interpreted on the static

Exact rate of convergence of some approximation schemes associated to SDEs driven by a fractional Brownian motion.. Calcul stochastique g´en´eralis´e et applications au

These results indicate that in wt cells, SUMO-dependent recruitment of the THO complex allows this specific subset of mRNPs to escape exosomal degradation, either by directly

After we first circulated our results in [14] and [7], we learned that for each n we consider, our configuration result had already been obtained [21, 25, 12, 9, 11, 8]

An orientation D of a graph G is a digraph obtained from G by replacing each edge by just one of the two possible arcs with the same endvertices.. An orientation with maximum