محاضرات في مقياس المالية العامة:مطبوعة موجهة لطلبة السنة الثالثة ليسانس تخصص قانون عام السداسي الخامس
Texte intégral
(2) ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣـــﻘـدﻣــــﺔ ﯾوﺟد ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺣﺎﺟﺎت ﺗﻬم اﻟﻣواطﻧﯾن، وﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻔرد أن ﯾﻘوم ﺑﺈﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻧﻬﺎ اﺳﺗﻘﻼﻻ .وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت " اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ" وأﻣﺛﻠﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟدﻓﺎع واﻷﻣن واﻟﻌداﻟﺔ. ﻓﺎﻟﻔرد ﺑﻣﻔردﻩ ﻻ ﯾﻘوى ﻋﻠﻰ أن ﯾﺣﻘق ﻟﻧﻔﺳﻪ اﻷﻣن اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،إذ أن ﻫذا اﻷﻣن ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﻛﻛل ﻻ ﯾﺗﺟزأ ،ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻌود ﺑﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻛﺎﻓﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣرم أي ﻣﻧﻬم ﻣن اﻹﻓﺎدة ﺑﻬذا اﻷﻣن .وﻟﻬذا ﯾﺟب أن ﺗﻘوم وﺗﺳﻬر ﻋﻠﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺄﺟﻬزﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ، ﻓﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺈﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻧظ ار ﻟﻌﺟز ﻛل ﻓرد ،ﺑﺳﺑب ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ. وﺗﺧﺗﻠف اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ﻣﺛﻼ اﻟزواج واﻷﻛل واﻟﻣﻠﺑس...اﻟﺦ ﻫذﻩ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻔرد ﺑﻣﻔردﻩ أن ﯾﺳﺗﻘل ﺑﺈﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻧﻬﺎ ،طﺎﻟﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ دﻓﻊ ﺛﻣﻧﻬﺎ ،وﻟﻛن ﺗوﺟد طﺎﺋﻔﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛل ﻓرد أن ﯾﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻣﻔردﻩ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن إﺷﺑﺎع اﻵﺧرﯾن ﻟﻬﺎ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ وﺗﺷﺑﻌﻬﺎ وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ: اﻟﺗﻌﻠﯾم ،اﻟﻌﻼج ،اﻟﻧﻘل واﻟﻣواﺻﻼت....اﻟﺦ. وﻟﻛﻲ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺈﺷﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺿطر إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام ﺑﻌض اﻷﻣوال وأن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت ﺑﻌض اﻷﺷﺧﺎص وذﻟك ﺑﻣﻘﺎﺑل وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻧﻘدﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻟﻛﻲ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﻬذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻻﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺑﺣث ﻋن إﯾرادات ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺿراﺋب. وﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟدول ،ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣرآة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ وأﻫداﻓﻬﺎ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﺗﺗﻌﺎظم ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وذﻟك ﺑﻔﻌل اﻟدور اﻟﻣﺗزاﯾد اﻟذي أﺻﺑﺣت ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة. -1-.
(3) ﻣﻘﺪﻣﺔ وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إو ﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أداة ﻫﺎﻣﺔ ﻣن اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺗزداد أﻫﻣﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر أﻫﻣﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﺳﻧﺔ ﻷﺧرى ،وﯾﺗﺟﻠﻰ ﻫذا ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطور اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﺣﺟم اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ. ﺗﺷﻛل اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻌﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ .ﻏﯾر أن ﻟﻧﺷﺎط اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻛوﻧﻬﺎ وﺣدة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻣﺎرس وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻟﺟزء ﻣن اﻟﻣوارد اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،إو ﻧﻔﺎق وﺗﺣﺻﯾل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ،آﺛﺎر ﻫﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺟم وﺗﻛوﯾن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ،وﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوزع ﺑﻬﺎ ﻫذا اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻓراد واﻟﻔﺋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ،وﯾﺳﺗوﺟب ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر و دراﺳﺗﻬﺎ و ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ،و ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻘد ﺧﺻص ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟدراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺟوﻩ. و ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻛوّن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻣﺣور اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﺗﻣﺛل ﻓﻲ آن واﺣد اﻷدوات اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟرﺳم و ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻟﻠﺗﻌرﯾف ﺑﻌﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺑﯾﺎن ﻧطﺎﻗﻪ وطﺑﯾﻌﺗﻪ وأﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر. وﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ 03ﺛﻼث ﻓﺻول ﻧﺳﺗﻬل اﻟدراﺳﺔ ﺑداﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻣدﺧل ﻋﺎم اﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ذﻟك ﺑﺗﺑﯾﺎن أﺳﺎﺳﯾﺎﺗﻬﺎ ،و اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ)،اﻟﻔﺻل اﻷول( ﺛم ﺗﻧﺻب اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ )اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣؤﻟﻔﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺛم ﻧﺗﺗﻌرض ﺑﺎﻟﺷرح و اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث( اﻟﻔﺻل اﻷول :ﻣدﺧل اﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣؤﻟﻔﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﯾزاﻧﯾﺔ -2-.
(4) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. إن ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. )(1. la science des finances publiquesﻫو ذﻟك. اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل اﻟﻼزم ﻹﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺗﻌرﯾف و ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﻟﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل إﺷﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ. وﯾﻌرف ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺗﺧﺻص ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﻧﻔﻘﺎت و اﻹﯾرادات. اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ. اﻟﻣﺳﺗوﺣﺎة ﻣن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ أو ﻫو ذﻟك اﻟﻌﻠم ﯾﺑﺣث ﻋن ﻧﺷﺎط اﻟدوﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ. ﺗﺳﺗﺧدم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺳﺗﺷﻣل دراﺳﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ أﺣد ﻓروﻋﺎ ﻻﻗﺗﺻﺎد أﻻ و ﻫو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻣن أﻧﺷطﺔ. ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺳﯾﺎ ﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺟزء ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷي ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي و اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.. وﻗد أدى ﻫذا اﻟﺗطور إﻟﻰ ﺗطوﯾر ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﻣﺟرد ﻛوﻧﻪ اﻟﻣوﺿوع. اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻹرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻰ ﻛوﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﺻﺎر ﺣﻘﯾﻘﺔ. اﻻﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ و اﻟﺟدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺣوﯾﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ. )(2. و ﻋﻠﻰ. ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﺗم دراﺳﺔﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﺗﻣﻬﯾدي. -1ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ les science des Finances Publicsﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻋدﯾدة ،ﺣﯾث ﺗﺷﯾر ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدي إﻟﻰ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ أو إﻟﻰ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ. ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ،أو ﻫو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ. أﻧظر ﻓﻲ ذﻟك :رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺿرﯾﺑﻲ ،ﻛﺗﺎب ﻣﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﺷﻛل PDFص ،11طﺑﻌﺔ ،2016ص .11. -أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﻌﺎﺻر ﺗﻌرف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ دراﺳﺔ ﻟﻣﺻروﻓﺎت إو ﯾرادات اﻟدوﻟﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف. أﻧواﻋﻬﺎ ،وﺑﯾﺎن ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟدول. أﻧظر ذﻟك ﻓﻲ :رﻣﺿﺎن ﺻدﯾق ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .12. -2ﺧﺎﻟد اﺣﻣد اﻟﻣﺷﻬداﻧﻲ ،ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم اﻟطﺎﺋﻲ ،ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻷﯾﺎم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن، اﻷردن،2015،ص .09. -3-.
(5) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻧذ وﺟود اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻷرض وﻫو ﯾﺣﺎول إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻣن ﻣﺄﻛل وﻣﺷرب و ﻣﻠﺑس وﻣن ﻫﻧﺎ ظﻬرت ﺑوادر ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻓﺑدأت ﺗﺗطور ﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن وﯾﺗطور ﻣﻌﻪ ﺷﻛل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺑﺷرﯾﺔ ،ﻓظﻬرت اﻟﻌﺷﺎﺋر واﻟﻘﺑﺎﺋل وﻣن ﺛم ﻧﺷﺄ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟدوﻟﺔ ،وأﺻﺑﺢ ﻟزاﻣﺎً أن ﯾﻛون ﻟﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ ودوﻟﺔ ﺷﺧص ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ وﻫذا. اﻟﺷﺧص ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ) ،(1وﻣن اﻟﺑدﯾﻬﻲ أﻧﻪ ﻻ وﺟود ﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻗﺑل وﺟود اﻟدوﻟﺔ ذاﺗﻬﺎ ،وﻗﺑل ﻫذا اﻟوﺟود ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﺗﺟﻣﻌﺎت ﻋﺎﻣﺔ اﺗﺧذت ﺷﻛﻼ ﻣﺎ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗﺟﻣﻊ وﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﻣﺎﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﺗﻬﺎ ﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺣﺳب ظروﻓﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻸﻋراف واﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ. وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﻘوم ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺑدراﺳﺔ ﻧﺷﺄة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ وﻣﺻﺎدرﻫﺎ.. اﻟﻣطﻠب اﻷول. ﻧﺷﺄة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻌد ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﺣدﯾﺛﺎ ،ﺣﯾث ﻟم ﯾﻛن ﻣﻌروﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻘدﯾم ﻛﻌﻠم ﻗﺎﺋم ﺑذاﺗﻪ ،إﻻ أن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻌﻠم ﺻﺎرت ﻣﻠﺣﺔ ﺑظﻬور اﻟدوﻟﺔ ﻣﻧذ اﻟﻘدﯾم ،ﻓﻘد اﺣﺗوت ﺑﻌض اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺟواﻧب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻫذا. -1ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد ،اﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻣ ﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻻﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ، ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،2008 ،ص ص 07-06. -4-.
(6) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﺿﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ،ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻣﺎ ﻣﺛل. ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى).(1. اﻟﻔرع اﻷول اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻛﺎﻧت دوﻟﺔ اﻟﻔراﻋﻧﺔ ﺑﻣﺻر واﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻓرض اﻟﺟزﯾﺔ ﻋﻠﻰ. اﻟﺷﻌوب اﻟﻣﻐﻠوﺑﺔ ،إو ﻟﻰ ﻋﻣل اﻷرﻗﺎء ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﺗﻧﻔق ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣراﻓﻘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻗد ﻋرﻓت ﻣﺻر اﻟﻔرﻋوﻧﯾﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠﻰ ﻧﻘل. ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷراﺿﻲ ،ﻛﻣ ﺎ ﻋرﻓت اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ أﯾﺿﺎ أﻧواﻋﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺿراﺋب ﻛﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﺎت).(2. اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ اﻧدﻣﺟت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺧﺎﺻﺔ أي ﻋدم اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺗﯾن ،إذ ﻟم. ﯾﻛن ﻫﻧﺎ ﻛﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺑﯾن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺣﺎﻛم وﻷﺳرﺗﻪ وﺣﺎﺷﯾﺗﻪ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻺﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ. ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣن أﻣوال ﺑﺎﻻﺳﺗﯾﻼء و اﻟﻣﺻﺎدرة ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻌض. اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺟﺎﻧﺎ .وﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻌﺻور ﺷﺄن ﯾذﻛر ،و ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺳﺗﻣد إﯾراداﺗﻬﺎ ﻣن أﻣﻼك اﻟﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔق ﻣن رﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ و أﺳرﺗﻪ و رﻋﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء).(3. -1ﺑرﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﺣﻔوظ ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2015 ،ص ص .08-07 -2ﻣﺣﻣد ﺧﺎﻟد اﻟﻣﻬﺎﯾﻧﻲ ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟدورة اﻟﺗﺣﺿﯾرﯾﺔ،2013 ، ص .5 -3ﻣﺣﻣد ﺧﺎﻟد اﻟﻣﻬﺎﯾﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،أﻧظر أﯾﺿﺎ أﺣﻣد ﺟﺎﻣﻊ ،ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ، ﻣﺻر 1970 ،ص .17 -5-.
(7) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر )اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ( اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻧﺗﺎج ﺛورﺗﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار و اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ و ﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺗﻬﻣﺎ ﻣﯾﻼد اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ" دﻋﻪ ﯾﻌﻣل ،دﻋﻪ ﯾﻣر ". ﺣﯾث ﯾرى ﻫذا اﻟﻧظﺎم أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ﺗرك اﻷﻓراد أﺣ ار ار. ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻛل ﻓرد ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻔﻌﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ. ﯾؤدي ذﻟك ﻓﻲ آن واﺣد و ﺑﯾد ﺧﻔﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ )ﺣﺳب ﻣﻔﻬوم اﻟﯾد اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻵدم. ﺳﻣﯾث( ،و اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﺟﺑري ﻟﻣﺻﺎﻟﺢ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،أي ﻻﯾوﺟد ﺗﻌﺎرض ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔرد و ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.. وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ دور اﻟدوﻟﺔ أن ﯾﻛون ﻋﻧد أدﻧﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻣﻛن ﺑﺣﯾث ﯾﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ. إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن أﻣن ودﻓﺎع وﻋداﻟﺔ وﻣراﻓق ﻋﺎﻣﺔ ،ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون ﺗدﺧﻠﻬﺎ ﺣﯾﺎدﯾﺎ ﻻ ﺗﺄﺛﯾر ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻷﻓراد ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ. ﯾﻘوى اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻟﺿﺧﺎﻣﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬﺎ ،أو ﻟﺿﺂﻟﺔ ﻣﺎ ﺗدرﻩ ﻣن أرﺑﺎح ،ﻛﺎﻟﺗﻌﻠﯾم. و اﻟطرق و اﻟﻣواﺻﻼت و اﻟﻣﯾﺎﻩ ،و اﻟﻛﻬرﺑﺎء. و اﻟﻐﺎز…اﻟﺦ ،وﺣﺗﻰ ﺗﺗوﻓر اﻟﺣرﯾﺔ. اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﯾﺳﺗﻠزم اﻷﻣر ﻋدم ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻓراد إﻻ ﻓﻲ. ﺣدود ﺿﯾﻘﺔ ،ﻷن ﺗرك اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ﻛﻔﯾل ﺑﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ إﻧﺗﺎج ﻣﻣﻛن ،و ﺗﺣﻘﯾق. اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﺎدل ﻟﻠدﺧل واﻟﺛروة دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ).(1. -1ﻣﺣﻣد ﺧﺎﻟد اﻟﻣﻬﺎﯾﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ،6أﻧظر ﻛذﻟك :ﻛردي ﺻﺑرﯾﻧﺔ ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،2016/2015 ،ص.7 -6-.
(8) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ اﻟﻔﻛر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﺿطرت اﻟدوﻟﺔ وﻷﺳﺑﺎب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وزادت أﺑﻌﺎد ﻫذا اﻟﺗدﺧل ﺑوﻗوع أزﻣﺔ اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ. ﺳﻧﺔ ،(1)1929وﻣن ﺑﯾن أﺳﺑﺎب ﻫذا اﻟﺗدﺧل ﻣﺎﯾﻠﻲ: -رﻏﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ.. ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺑطﺎﻟﺔ و ﺗﺿﺧم.اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول و اﻟﺛروات ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.ﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻧﻣو ودﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.اﻟﺣد ﻣن ﻧﺷﺎط اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ و ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرةو اﻟﻣﺗوﺳطﺔ. و ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻔﻛر -1اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر أو اﻻﻧﻬﯾﺎر اﻟﻛﺑﯾر وﻫﻲ أزﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺷﻬدﺗﻬﺎ أﻣرﯾﻛﺎ ﺳﻧﺔ 1929م ،أدت إﻟﻰ ﺗوﻗف اﻟﻣﻌﺎﻣل ﻋن اﻻﻧﺗﺎج ،وﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ أن أﺻﺑﺣت ﻋﺎﺋﻼت ﺑﻛﺎﻣﻠﻬﺎ ﺗﻧﺎم ﻓﻲ أﻛواخ ﻣن اﻟﻛرﺗون وﺗﺑﺣث ﻋن ﻗوﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺎزن اﻷوﺳﺎخ واﻟﻘﻣﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﺳﺟﻠت داﺋرة اﻟﺻﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك أن أﻛﺛر ﻣن ﺧﻣس ﻋدد اﻷطﻔﺎل ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺳوء اﻟﺗﻐذﯾﺔ. ﻛﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣزدﻫ ار ﻗﺑل ﺧرﯾف 1929وﺑﻌدﻫﺎ ﺑدأ اﻧﺣدارﻩ ﺣﯾث ﻫﺑط اﻧﺗﺎج اﻟﺻﻠب اﺑﺗداء ﻣن. ﻣﻧﺗﺻف ﻋﺎم 1929ﻟﯾﻌﻠن ﻣوﺟﺔ رﻛود اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺻف ﺑﻛل ﻣؤﺷرات اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،وﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن اﻧﺗﺎج اﻟﺳﯾﺎرات ﻛﺎن ﻗد ارﺗﻔﻊ وازدادت أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺎت ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت أﺧرى وازدﻫﺎر اﻻﺋﺗﻣﺎن ،وﻣﻊ ﺗﺳﺎﺑق اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﻣﻧﺢ ﻗروض ﻣن ﻏﯾر ﻣراﻋﺎة ﺣﺎ ﻟﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺑﻧوك وﻣؤﺳﺳﺎت اﻻوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻟﻧﺻب ﻹﻏراء اﻵﻻف ﻣن اﻟﻣﺧدوﻋﯾن ﻟﺷراء أﺳﻬم ﻫﺑطت أﺳﻌﺎرﻫﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت ﻋﻠﻰ أﻣل ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻣﺎ ﻋﻣّق ﻣن اﻷزﻣﺔ ﺗراﺟﻊ ﺳوق اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ وﺗﺑﻌﻬﺎ اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺑورﺻﺔ اﻟﻌظﯾم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧﺔ.. أﻧظر :ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ﻋﻠﻲ ﺟﺎﺳم اﻟزﺑﯾدي ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2014 ،ص .15 -7-.
(9) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة و اﻟذي ﯾﺗزﻋﻣﻪ "ﺟون ﻣﺎﯾﻧرد ﻛﯾﻧز " اﻟذي ﯾؤﻣن ﺑدورﻩ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﯾﻌطﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ دو ار ﺟدﯾدا ﻣﺗﻣﯾ از ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،و ﺑذﻟك أﺻﺑﺢ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻛﺛر ﺗﻌﺑﯾ ار ﻋن ﻓﻛرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،ﻓﺎﺗﺳﻌت داﺋرة اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم وﺗﻌددت ﻣﯾﺎدﯾﻧﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻐﯾرت اﻟﻧظرة اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺿراﺋب ﻓﻠم ﺗﻌد أداة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎل ﻓﻘط ﺑل ﺗﻌددت وﺗﻧوﻋت أﻫداﻓﻬﺎ،واﺗﺧذت ﻣوازﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ طﺎﺑﻊ وظﯾﻔﻲ ﻓﻠم ﯾﻌد ﻫدﻓﻬﺎ ﻣﺟرد إﯾﺟﺎد ﺗوازن ﺣﺳﺎﺑﻲ ﺑﯾن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ،إو ﻧﻣﺎ ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوى. ﻣﻌﯾﺷﺔ اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن).(1. اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس ﻣراﺣل ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣرت ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺛﻼث ﻣراﺣل وﻫﻲ :ﻓﺗرة اﻟدوﻟﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﻧﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻹﺻرار ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﺣﯾﺎدﯾﺔ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ. أﻣﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻓﺗرة اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ واﻟﺗﻲ ﻧﺎدى ﻣؤﯾدو ﻫذا اﻟطرح ﺑﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺣراﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧزﻟق ﻓﯾﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﺔ وﺗﻌدﯾل وﺿﺑط ﻣﺳﺎرﻩ وﻓق اﻷﻫداف اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣرﺳوﻣﺔ ﻣن. ﻗﺑل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ).(2. أوﻻ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ ﺳﺎد ﻣﻔﻬ وم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ ،ﻓﻲ ظل ﺳﯾﺎدة أﻓﻛﺎر اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺑﻧﻰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗرك اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻓراد دون ﺗدﺧل ﻣن اﻟدوﻟﺔ ،إﻻ -1ﻣﺣﻣد ﺧﺎﻟد اﻟﻣﻬﺎﯾﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .6 -2رﺿﺎ ﺧﻼﺻﻲ ،ﺷذرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2016 ،ص .26 -8-.
(10) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن أﺟل ﺣﻣﺎﯾﺔ أﺳس ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ،وﻫذا. اﻟﻣﺑدأ ﻛﺎن اﻟﻣﺣرك اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻟﺗﺣدﯾد دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻪ).(1. ﻫﯾﻣﻧت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻣﯾﻼدي ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧت ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺣﺳب رأﯾﻬم ﯾؤدي ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﺧﻠﻼ ﻓﻲ ﺗوازن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﺿطراب ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣن ﺑﯾن اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: -1ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻔﻘﺎت :ﯾﺟوز ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ إﻻ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄداء اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻔرﯾط ﻓﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺳﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ وﻫذا ﺑﻬدف ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺎﻟﺿرﯾﺑﺔ أﻗل ﻋبء ﻣﺎﻟﻲ ﻣﻣﻛن ،وﻫذا ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟﻣﻧطق واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻓﻛرة اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة آﻧذاك ﻓﻲ اﻟﻘرن 19أﯾن ﻛﺎن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣﻣﺛل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟﺷرﻋﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾوﺟد ﺣذر. ﺷدﯾد اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ).(2. -2ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ :إن ﻓﻛرة اﻟﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧطق اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻧﻪ " :ﻋﻧد اﺧﺗﻼل ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺗﺿطر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻼﻗﺗراض ،ﺣﯾث أن اﻟﻘروض اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻟزﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻟﺳﻧوات اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﺎدام أن ﯾﺟب إﻫﺗﻼﻛﻬﺎ ودﻓﻊ اﻟﻔواﺋد ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﺧﯾم اﻟﻌﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﻲ". وﻟﻣواﺟﻬﺔ وﺿﻌﯾﺔ ﻣﺛل ﻫذﻩ ،ﺗﺿطر ﻟﻼﻗﺗراض ﻣن ﺟدﯾد ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ رﻫﯾﻧﺔ ظﺎﻫرة اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ ،واﻣﺎ ﺗﻌﺟز اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻻﻗﺗراض ﺳﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺑﻧك ﻟﻺﺻدار اﻟﻧﻘدي. -3ﺣﯾﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﯾﺗﻣﺛل دور اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،ﺣﺳب اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،ﻓﻲ إطﺎر اﻟدوﻟﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛﯾم أﺛﻧﺎء اﻟﻧزاﻋﺎت ﺑﯾن اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن دون اﻟﺗدﺧل -1ﻣﺣﻣد ﺧﯾر اﻟﻌﻛﺎم ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ 01اﻹﯾرادات واﻟﻧﻔﻘﺎت ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﻓﺗراﺿﯾﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ،اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ،2018 ،ص .05 -2رﺿﺎ ﺧﻼﺻﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .28 -9-.
(11) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم وﻣن ﯾﺗم رﺳم دور اﻟدوﻟﺔ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﻻ ﯾﺗﻌدى ﺳوى ﺿﻣﺎن. اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ داﺧل اﻹﻗﻠﯾم دون اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ).(1 وﻟﻘد ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻋدة ﻧﺗﺎﺋﺞ أﻫﻣﻬﺎ:. إن وظﯾﻔﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻫو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ أوﺗﻌﺟﯾز آﻟﯾﺔ اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻧظﺎم ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد أﺛﻣﺎﻧﻬﺎ ،أو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد ﺗﺣدد دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﻌداﻟﺔ واﻟدﻓﺎع. إن اﻟﻣﺑدأ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻧظﺎم ﻫو اﻟﻣﺑدأ اﻟﺣﯾﺎداﻟﻣﺎﻟﻲ ،أي ﺗﺣدﯾد اﻹﯾرادات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻷداء وظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ اﻗﺗﺻرت ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻬﺎ دون أي اﺳﺗﺧدام ﻟﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓ ﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي أو ﻓﻲ ﻗوى اﻟﺳوق أو ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق. ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ).(2. ﺛﺎﻧﯾﺎ:ﻣرﺣﻠﺔ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﻘﺑت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾزت ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ .وﺗرﻛت اﻟدوﻟﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ ل اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻋﻘب اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺳﻧﺔ .1929 وﯾظﻬر ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ):(3 -1زﯾﺎدة اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ :ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟوﺗﯾرة اﻟﺗﻲ طﺑﻌت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ أﻋﻘﺑت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﺑﺳرﻋﺔ ﺗﻔوق ارﺗﻔﺎع اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻹﯾرادات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﻓﻘط. -1ﻣﺟﯾدي ﻓﺗﺣﻲ ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور، اﻟﺟﻠﻔﺔ ،2010 -2009 ،ص.490 -2ﻣﺣﻣد ﺧﯾر اﻟﻌﻛﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .06 -3ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2003،ص ص .24 -21 - 10 -.
(12) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ -2إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﻲ :ﻟﻘد ﺗم إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﻗدﺳﻬﺎ اﻟﻣﻔﻛرون اﻟﻛﻼﺳﯾك .ﻓﺑﻌد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،اﺿطرت ﺣﻛوﻣﺎﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﺗوازن اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺻﺎدر أﺧرى ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز ،أﻛﺛر ﻣن ﻫذا ،اﻋﺗﺑر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧظرﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻣؤﯾدﯾن ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺷؤون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أن ":اﻟﻌﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﻲ أداة ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻔﯾز واﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻫذا ﻓﻲ ظل ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺟب. ﺗوﻓرﻫﺎ").(1. -3ﺧروج اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﯾﺎدﯾﻬﺎ :ﺻﺎرت ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ،ﺑﻔﻌل ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ اﻷﻣر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻏﯾر ﺣﯾﺎدﯾﺔ وراﺣت ﺗﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾر ﻫﺎﻣﺎ وﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗطور اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﺣﯾﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺻت طوﯾﻼ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻗد ﺗم اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ ﻟﺳﺑﺑﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل: اﻷول :ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺻﺎرت ﺗﻣﺗص ﺟزءا ﻫﺎﻣﺎ ﻣن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺻﺎر ﻣن اﻟﺿروري أﺧذ اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر. اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﻪ ﻛل اﻟدول ﺻﺎرت ﺗﺳﺗﻌﻣل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺄداة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ. اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ).(2. إن ﺗطور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ أدى إﻟﻰ ﺗطور ﻣﻣﺎﺛل ﻷﻫداف اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﻠم ﯾﻌد ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻘط ﺑﻘدر ﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ،وﻟﻌل أﻫم ﻫذﻩ اﻷﻫداف: -1اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺎ أﻣﻛن وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﺛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻸزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ. -1ﻫﯾﺛم ﺻﺎﺣب ﻋﺟﺎم ،ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣود ﻣﺳﻌود ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ دار اﻟﺑداﯾﺔ ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون ،ط ،2015 ،1ص 113 -2ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .25 - 11 -.
(13) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ -2ﺗﺣﻘﯾق ﻗدر ﻣن اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ،وﺗﻘﻠﯾل اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﺣدة اﻟﻔوارق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ دون اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺗﻔﺎوت ﺑﯾن اﻟدﺧول واﻟﺛروات. -3دﻋم اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻌﺎم. -4ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻛﻔؤ ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﺎ ﺗﺣدﺛﻪ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ. واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن آﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻧﺣو ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت. واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ).(1. اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ارﺗﺑط ﻣﻔﻬوم وﻣﺿﻣون ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗطورﻩ ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺗطور دور اﻟدوﻟﺔ. ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،و ﺑﻌد أن ﻛﺎن ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي) (2ﻣﻘﺗﺻ ار ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻌد اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻓﻘط ،أﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﻟﻪ أﺑﻌﺎد ﻣﺗﻌددة ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأﺧرى اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ.. اﻟﻔرع اﻷول ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﯾﺗﻛون ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺗﯾن إﺣداﻫﻣﺎ: أ-اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ:و ﺗﻌﻧﻲ " اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ " أي اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت و اﻟدﯾون و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟداﺋن ،و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣداﺧﯾل و اﻹﯾرادات و اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣدﯾن و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت و اﻟدﯾون. -1ﻣﺣﻣد ﺧﯾر اﻟﻌﻛﺎم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .07 -2ﻋرﻓت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﺄﻧﻬﺎ " :اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد". وﺗﺟدر اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ ان اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻌﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺗﻧﺎول ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻧﻔﻘﺎت اﻟدوﻟﺔ و اﯾراداﺗﻪ ،أوﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻫو ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﯾرادات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ و اﻟﻣوازﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ. دﻏﻣﺎن زوﺑﯾر ،ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف ﻣﺳﺎﻋدﯾﺔ ،ﺳوق أﻫراس ،اﻟﺟزاﺋر ،ص.04 - 12 -.
(14) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ب-أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻓﺗﻌﻧﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺧص ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أي اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ و اﻟﻣوﺟودة ﺑﺎﻟدوﻟﺔ ،و ﻟذا ﺗﺟﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ. اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺣوﯾﻪ ﻣن ﻧﻔﻘﺎت و إﯾرادات) .(1ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌرف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑطرﯾﻘﺗﯾن و ﻓق ﻣﻧﻬﺟﯾن: أوﻻ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ :اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺑﺣث اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗوزﯾﻊ اﻟﻌبء اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻋﻠﻰ. اﻷﻓراد).(2. ﺟﺎﺳﺗون ﺟﯾز G.Jezeﯾرى " ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻫﻲ ان ﻫﻧﺎك. ﻧﻔﻘﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﯾﺗﻌﯾن ﺗﻐطﯾﺗﻬﺎ" "اﻣﺎ داﻟﺗون" ﻓﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ دراﺳﺔ ﻛل ﻣن إﯾرادات وﻧﻔﻘﺎت. اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣوازﻧﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑﺎﻻﺧرى". اي ان ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺟب ان ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﺑﻬﺎ. اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﯾرادات اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ان ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣﺣدودة ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗزﯾد ﻋﻣﺎ ﻫو ﺿروري ﻟﺗﺳﯾﯾر ﻣراﻓق اﻟدوﻟﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻋﺑر ﻋﻧﻪ ﻟﯾون ﺳﺎي leon. sayﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎل ان "اﻻﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم اﻻﻣﺛل ﻫو اﻷﻗل ﻣﻘد ار و أﻓﺿل اﻟﺿراﺋب ﻫﻲ اﻛﺛرﻫﺎ )(3. اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ". ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺣدﯾث :ﯾﻌرف ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ و اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف. اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ).(4. -1ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،أ.د ﯾﺳري أﺑو اﻟﻌﻼء" ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" ،دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،2003 ،ص.8 -2ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة ﺧطﯾب ،د .أﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ " ،أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ"،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،2005 ، ص.15 -3ﻣﻧﺻور ﻣﯾﻼد ﯾوﻧس ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟوطﻧﯾﺔ ،طراﺑﻠس ،2004 ،ص .08 -4ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة ﺧطﯾب ،د .أﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ،أﺳس اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار واﺋل ﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ، ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،2005،ص .16 - 13 -.
(15) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻫذا ﯾﻣﻛن اﻟﻘول :أن ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ: اﻷوﺟﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔﺑﺎﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ. -اﺳﺗﺧدام اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻘﺻد ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ. ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟﻬدف اﻟﻣﺎﻟﻲ).(1. ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أﻧﻪ أﻋطﻰ أﻫداف ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻫذا اﻟﻌﻠم ﯾﻬﺗم ب :ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،ﺗﻛوﯾن اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ أﻋﺑﺎء ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ،إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل و اﻟﺛروة. ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫو ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ،وﻫو ذﻟك اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﺗﺑذﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ).(2. و ﻫو ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻧﻔﻘﺎت ﻋﺎﻣﺔ و إﯾرادات ﻋﺎﻣﺔ و ﻣوازﻧﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدوﻟﺔ اﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻓﻠﺳﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎد).(3. وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ "اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣﻌﯾن ﯾوﺿﻊ ﻟﻔﺗرة ﻣﺣددة ،ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق إﻏراض اﻟدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ. )(4. -1ﻋﺎدل ﻓﻠﯾﺢ اﻟﻌﻠﻲ" ،ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ" ،دار زﻫران ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن،اﻷردن. 37،2008، -2ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎس ﻣﺣرزي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.34 -3ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻔﺎر ،اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن -اﻷردن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ2008 ، ،ص.08 -4ﻟوﻧﻲ ﻧﺻﯾرة ،رﺑﯾﻊ زﻛرﯾﺎء ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻘﯾت ﻋﻠﻰ طﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻗﺎﻧون ﺧﺎص و ﻋﺎم، ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺑوﯾرة ،2014 ،2013 ،ص ،02ﻣﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻠﻛﺗروﻧﻲ www.univ-bouira.dz - 14 -.
(16) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أوﻻ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺑﻌد أزﻣﺔ ﺳﻧﺔ 1929ﻟم ﺗﻌد اﻟﺑﻠدان ﺗﻬﺗم ﺑﺗﺣدﯾد اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑل ﯾﺑﺣث إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌبء اﻟﻣﺎﻟﻲ ،و ﺗﻘوم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳس اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ: اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟم ﯾﻌد اﻟﻬدف ،ﺑل أﺻﺑﺢاﻟﻬدف ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻟو ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺗوازن اﻟﻣﺎﻟﻲ أو اﻟﺣﺳﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺟزءا ﻣن اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ،ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺗدﺧل و اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة. إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أﺧذ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟدورات و اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،وذﻟك ﺑﺗﺧﺻﯾص ﻓﺎﺋض اﻹﯾرادات اﻟﻣﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺳﻧوات اﻻزدﻫﺎر ﻟﺗﻐطﯾﺔ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﺳﻧوات اﻻﻧﻛﻣﺎش و اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي. )(1. ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ و أﻫداﻓﻬﺎ ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر اﻟﺗﻌرف. ﺑﺈﯾﺟﺎز ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟدول و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ):(2. -1اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻓﺿﻼ ﻋن ﺳوء ﺗوزﯾﻌﻪ؛ -1ﺧﺎﻟد ﺷﺣﺎدة ﺧطﯾب ،د أﺣﻣد زﻫﯾر ﺷﺎﻣﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .37-36 -2ﻫدى اﻟﻌزاوي ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻣﯾﺳرة ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋﻣﺎن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ، 2007 ،ص.26 - 15 -.
(17) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ -2ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك و اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼدﺧﺎر ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر؛ -3اﺗﺻﺎف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ " أﺣﺎدﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧب " ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ و اﻟﺧﺎﻣﺎت واﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ واﻵﻻت؛ -4ﺿﻌف اﻷﺟﻬزة اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و ﺗﺧﻠف اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ. إن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺧروج ﺑﺄﺳرع وﻗت ﻣﻣﻛن ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺧﻠف اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻠك اﻟدول ،ﻟذﻟك ﻓﺈن دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي. واﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻣدﻋوا إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾﻠﻲ):(1. -1اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺑﻧﺎء اﻟﻬﯾﺎﻛل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻋﺎدة ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻬﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﻘوم ﺑدور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﻧﺎء. -2اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،ﻣن ﻣﺎدﯾﺔ وﺑﺷرﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻟﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ وزﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ،وذﻟك ﻋن طرﯾق ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟزاﺋد وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎر وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ،ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ اﻹﻧﻔﺎﻗﯾﺔ واﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ. -3اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻﺗﺧﺎذ أﻧﻣﺎط ﺳﻠوك ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج واﻷﺛﻣﺎن ﺗﺗﻔق ﻣﻊ اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺻﻧﻌﻬﺎ ﺧطﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﯾﻘوم اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ. -4اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﺣﺔ وا ﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣن أﺟل ﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻼزم ﻟﺑﻧﺎء وﺗﺷﻐﯾل رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺎدي ﻓﯾﻬﺎ.. اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث -1ﻣﺣﻣد ﺧﯾر اﻟﻌﻛﺎم ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،01اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.10 - 16 -.
(18) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻣﺻﺎدر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ: اﻟﻔرع اﻷول اﻟﻣﺻﺎدر اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﯾﺿﻊ اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر. ﯾﻧص اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 78ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ " :(1)2016ﻛ ّل اﻟﻣواطﻧﯾن ﺿرﯾﺑﺔ. ﻣﺗﺳﺎوون ﻓﻲ أداء اﻟ ّ و ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل واﺣد أن ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل اﻟﺗّﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻣوﻣﯾّﺔ ،ﺣﺳب ﻗدرﺗﻪ ﺿرﯾﺑﯾّﺔ. اﻟ ّ ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗُﺣدَث أﯾّﺔ ﺿرﯾﺑﺔ إﻻّ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون". ﻛﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة :138ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﺻوﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺑرﻟﻣﺎن. ﻛﻣﺎ ﺣدد اﻟدﺳﺗور ﻣﺑﺎدئ وأﺳس ووﺳﺎﺋل ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ أﺳﺑﺎب وﻣﺧﺎطر اﻟﺗﺟدﯾد واﻟﺿﯾﺎع واﻟﻔﺳﺎد واﻟﺗﺳﯾب واﻻﻧﺣراﻓﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ. اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑوظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ).(2. اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ -1ﻗﺎﻧون رﻗم 01 -16ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟﻣﺎدى اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم 1437اﻟﻣواﻓق 6ﻣﺎرس ﺳﻧﺔ ،2016ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ،14اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 7ﻣﺎرس .2016 -2اﻟﻌروﺳﻲ راﺑﺢ ،ﻗراءة ﻧﻘدﯾﺔ ﺣول اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻌدد ،02اﻟﻣﺟﻠد ،4ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،03اﻟﺟزاﺋر ،ص .96 - 17 -.
(19) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻣﺛل ﻗواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻدر اﻷﻛﺑر ،إذ ﺗﻔﺻل اﻹﯾرادات و اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت و ﻣﺎداﻣت اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻗﺻﯾرة ،ﯾﺻدر ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛل ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻠﯾﻪ ﻗﺎﻧون ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟظروف اﻟﻣﺳﺗﺟدة ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺟزاﺋر ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون 17-84 اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1984/07/07اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌدل ،وﻗﺎﻧون 21-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ. 1990 /08/17اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ).(1. وﻛذﻟك ﻗﺎﻧون 32-90اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1990/12/04اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ و ﺳﯾرﻩ. اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ و ﻫﻲ اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﻣﺗﺧذة ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ):(2 ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 311-91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 07ﺳﺑﺗﻣﺑر 1991واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌﯾﯾناﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن واﻋﺗﻣﺎدﻫم ﻋدد اﻟﺟر ،43ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻻﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 34ﻣن ﻗﺎﻧون 21-90اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ان ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ﯾﺗم ﻣن طرف. ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 312-91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 07ﺳﺑﺗﻣﺑر 1991اﻟﻣﺗﺿﻣنﺷروط اﻷﺧذ ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن ،إو ﺟراءات ﻣراﺟﻌﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻛﺗﺗﺎب ﺗﺄﻣﯾن ﯾﻐطﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن. -1اﻟﻌروﺳﻲ راﺑﺢ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .97 -2وردت اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻻرﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻌدد 43ﻣن اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ، اﻟﻣواﻓق ﻟ ـ 18ﺳﺑﺗﻣﺑر .1991 - 18 -.
(20) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 313 -91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 07ﺳﺑﺗﻣﺑر 1991اﻟﻣﺗﺿﻣنإﺟراءات اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻵﻣرون ﺑﺎﻟﺻرف واﻟﻣﺣﺎﺳﺑون اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن. ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 314-91اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 07ﺳﺑﺗﻣﺑر 1991اﻟﻣﺗﻌﻠقﺑﺈﺟراءات ﺗﺳﺧﯾر اﻵﻣرﯾن ﺑﺎﻟﺻرف ﻟﻠﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻌﻣوﻣﯾن.. اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ. اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أي ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﻓراد و اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻔردﯾﺔ و اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ ،و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺣدد ﻓﯾﻪ دﺧل اﻟﻔرد ﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إﻧﻔﺎﻗﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣن دﺧل أو إﯾراد، ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻛﯾﯾف إﯾراداﺗﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ أن دﺧل اﻟﻔرد ﻣﺣدود ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻼ ﺣد ﻟﺳﻠطﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻓرض اﻟﺿراﺋب و إﺻدار اﻟﻘروض وزﯾﺎدة ﻣواردﻫﺎ ﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل. وأوﺟﻪ اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:. اﻟﻣطﻠب اﻷول. اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا ﻫو اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﻧﺷﺎط اﻷﻓراد .أﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻬدف ﻣن ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﺗﻌﺎرض ﻫذا ﻣﻊ ﻫدف ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ رﺑﺢ ﻣﻣﻛن ﻣن ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط.. - 19 -.
(21) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑل وأن اﻟدوﻟﺔ ﻗد ﺗﻘوم ﺑﻣﺷروع ﻣ ﺎ رﻏم أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠم ﺳﻠﻔﺎ أن إﯾراداﺗﻪ ﻟن ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎﺗﻪ ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺧﺳﺎرة ،وذﻟك ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﺣﻘق ﻧﻔﻌﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ،. وﻟﺗﺣﻘﯾق اﻋﺗﺑﺎرات أﺧرى ﻏﯾر اﻟرﺑﺢ ﻗد ﺗﻛون ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ).(1. وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف اﻟﻬدف ﻣن اﻹﻧﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص واﻟدوﻟﺔ ،وأن ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻧﺟﺎح اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﻣﻌﯾﺎر ﻧﺟﺎح اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص ﻫو ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ رﺑﺢ ﻣﻣﻛن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﻌﯾﺎر ﻧﺟﺎح ﻣﺷروﻋﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق. أﻗﺻﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ).(2. اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ. اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﯾرادات ﺗﺣﺻل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ﺑﺻورة اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،أي ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ،ﻋن طرﯾق ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ وﺧدﻣﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻷﻓراد .أﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن ﺳﻠطﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎدة .وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺳﻠطﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻻﺣﯾﺎن أن ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﺟﺑر ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﯾرادات ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺿراﺋب ،أو اﻟﻘروض اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ .إو ن ﻛﺎن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﻠوﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﯾراداﺗﻬﺎ ،وﯾظﻬر ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟدوﻟﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾﻣﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﻔس طرق اﻹدارة واﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ).(3. -1ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ﻋﻠﻲ ﺟﺎﺳم اﻟزﺑﯾدي ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .20 -2ﺳوزي ﻋدﻟﻲ ﻧﺎﺷد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .17 -3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .18 - 20 -.
(22) اﻟﻔﺼﻞ ا ٔول:ﻣﺪ ﻞ إﱃ ﲅ اﳌﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث. اﻟﺗﻣﯾﯾز ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻬدف ﯾﻬدف اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧﺎﺿﻌﯾن ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻬم ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ رﺑﺢ ﻣﻣﻛن ،ﺣﯾث أن اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﻗﯾﺎم اﻷﻓراد ﺑﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ،أﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻬدف ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻧﺷﺎطﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﯾﺣﻘق ﻟﻬﺎ ذﻟك رﺑﺣﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ، ﻓﻐﺎﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﻫﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻏراض اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﻧﺟزﻫﺎ ﻣن. أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﺗﻰ إو ن ﻛﺎن ذﻟك ﻻ ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑرﺑﺢ ﻣﺎﻟﻲ).(1. ﯾظﻬر ﻟﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ واﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻔرد أو اﻷﺷﺧﺎص ،وﺗﺧﺗﻠف أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻹﯾرادات ،ﻛﻣﺎ أن ﻏرض اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﻐرض اﻟذي ﯾﻧﻔق اﻟﻔرد أﻣواﻟﻪ ﻣن أﺟﻠﻪ. ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻫذﻩ اﻟﻔروق اﻟظﺎﻫرة ﺑﯾن وﺟوﻩ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻣن اﻧﻔﺎق و إﯾراد و ﻣوازﻧﺔ ،ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﺣﺟب ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺗراﺑط ﻗوي وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺧﺎص ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻪ وﺗؤﺛر ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺳوف ﻧراﻩ ﻋﻧد. دراﺳﺔ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد).(2. اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث. ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ﻋﻠﻲ ﺟﺎﺳم اﻟزﺑﯾدي ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .20 -1ﺑرﺣﻣﺎﻧﻲ ﻣﺣﻔوظ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .21 -2راﺟﻊ اﻟﺻﻔﺣﺔ 24-23ﻣن اﻟﻣطﺑوﻋﺔ. - 21 -.
Documents relatifs
To confirm the presence of fusions, we used extracted RNA from purified CD138 positive myeloma cells from identified patients ’ samples and from the t(4;14) MM cell lines KMS11,
Delivery events of AvrB-GFP 11 and AvrPto-GFP 11 effectors at this time point were visualized as small foci at the cell periphery in both mesophyll and epidermal pavement
Léonce unit les deux types de citations de nos fragments, textes accablants pour Paul de Samosate et ses épigones (Eusèbe de Dorylée, Timothée Elure, Justinien)
In order to characterize the interaction of environmental compounds with human ERRγ, we first developed a HeLa cell line expressing the luciferase gene under the control of the
Furthermore, our study highlights the concordance between metabolites profile associated with low adherence to healthy diet and the metabolites profile associated with 15.8-year
• Deletion of TRIM28 in NPCs results in transcriptional activation of ERVs • ERVs are marked by H3K9me3 in NPCs, which is lost upon TRIM28 deletion • Activation of ERVs in
For GRP based on general purpose polyester resin (0-phthalic anhydride- propylene glycol-maleic anhydride-based) the nature of surface degradation, which is
This paper proposes a new property called levelwise-pessimism (resp. levelwise-optimism) to be added to axioms characterizing Choquet integrals that may justify the use of a