التغيير السياسي لدى الأحزاب الإسلامية في الجزائر : حركة مجتمع السلم و حركة النهضة نموذجا
176
0
0
Texte intégral
(2) ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ.
(3) ﺷﻜﺮ و ﺗﻘﺪﯾﺮ:. ﺑداﯾﺔ أود أن أﺗﻘدم ﺑﺷﻛري و ﻋرﻓﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزﻫراء ﺳﺎﻋﻲ –رﺣﻣﻬﺎ اﷲ -واﻟﺗﻲ ﺷﺎءت إرادة اﻟرﺣﻣﺎن أن ﺗﻧﺗﻘل روﺣﻬﺎ إﻟﯾﻪ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ و ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺑل أن ﻧﺗم ﻫذا اﻟﻌﻣل ،و ﻟﻛن أرﺟو أن ﯾﻛون ﻣﺎ ﺑدأﻧﺎﻩ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﻣﯾزان ﺣﺳﻧﺎﺗﻬﺎ ﺑﺈذن اﷲ. ﻛﻣﺎ أﺗﻘدم ﺑﻔﺎﺋق ﺷﻛري و اﻣﺗﻧﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف ﻧﺻر اﻟدﯾنﺑوﺳﻣﺎﺣﺔ ،اﻟذي ﻛﺎن ﻟﻲ ﻧﻌم اﻟﻣﻌﻠم و اﻟﻣرﺷد. -إﻟﻰ ﻛل ﻣن ﺳﺎﻧدﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺷواري ﺑﺎﻟﻔﻌل أو ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟطﯾﺑﺔ.. ﺟزاﻛم اﷲ ﻋﻧﻲ ﺧﯾر اﻟﺟزاء..
(4) اﻹھﺪاء:. إﻟﻰ واﻟدي اﻟﻛرﯾﻣﯾن ،أﺻﻠﻲ و ﻣﻧﺑﺗﻲ وﻧﺎﻓذﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻧﺔ. إﻟﻰ أﺧواﺗﻲ :ﻓﺎطﻣﺔ ،ﻣرﯾم وﻧور اﻟﻬدى. إﻟﻰ أﺧوي :ﻣﺻطﻔﻰ و ﯾﺎﺳﯾن.. إﻟﻰ ﻛل ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ و أﺻدﻗﺎﺋﻲ..
(5) ﻣﻘـدﻣﺔ.
(6) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ:. ﻣﻘـدﻣ ـﺔ. ﺗﺳﻌﻰ اﻷﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧوات طوﯾﻠﺔ إﻟﻰ إﯾﺟﺎد ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺧرﯾطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻛوﻧﻬﺎ ﻓﺎﻋﻼ ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺗوﻗف ﻋن ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ داﺧل اﻟﺑﻼد و ﻣﻊ ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺣرﻛﺔ. اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣرت ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻛﺳﺑﺗﻬﺎ ﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻣﻛﻧﺗﻬﺎ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺟﻧﺑﺎ إﻟﻰ ﺟﻧب ﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﯾﺎرات اﻟﺣزﺑﯾﺔ اﻷﺧرى وذﻟك ﺑﻔﺎرق زﻣﻧﻲ ﻣﻬم ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟدول اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ و اﻟﻌرﺑﯾﺔ.. وﻗد ﻧﺎدت اﻷﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،واﻋﺗﺑرﺗﻪ ﻏﺎﯾﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ. ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﺗﻬﺎ اﻟﺑﻼد ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ،واﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﺗﻬﺎ اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﻧﻛرا ﻟﻠﻬوﯾﺔ و اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﺗﺟﺎوزا ﻟﻠﻣوروث اﻟﺣﺿﺎري ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ،وذﻟك ﻟﺻﺎﻟﺢ. اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﯾﺳﺎرﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣت ﺑﺻﻠﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻫدﻓﻪ ﻣن اﻟﺛورة اﻟﻣﺟﯾدة .وﻫو اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ ﻣﺻﺎدﻣﺎت ﻋدﯾدة ﺑﯾن اﻟﻘﺎدة اﻹﺳﻼﻣﯾﯾن و ﺑﯾن أﺟﻬزة اﻟﻧظﺎم ﻣن. ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وأﯾﺿﺎ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع وﺗﯾرة اﻟﻌﻧف اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔﺋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ. ﺗﺗﺑﻧﻰ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،واﺗﺳﻌت داﺋرة اﻟﻌﻧف ﻟﺗﺷﻣل اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻓﻲ إطﺎر ﻏﯾﺎب ﻓﺿﺎء. إﻋﻼﻣﻲ ﺣر و ﺗﻌددي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺧﻔف ﻣن ﺣدة اﻟﺧﻼف ﺑﺧﻠق ﻣﺗﻧﻔس ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﯾﺎرات اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد.. وﻗد ﻣﻛﻧت أﺣداث أﻛﺗوﺑر 1988اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺧروج ﻣن داﺋرة اﻟﻌﻣل اﻟﺳري ،ﺣﯾث. أﻗر دﺳﺗور 1989اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﺳﻣﺢ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻫو ﻣﺎ اﻋﺗﺑر. ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺗﻲ طﺎل اﻧﺗظﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺔ ،وﻛﺎن ذﻟك ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﺣول اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟزاﺋر، ﺣﯾث ﺗﻣﻛﻧت اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ أن ﺗﻛﺗﺳﺢ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻣﺗﻔوﻗﺔ. ﻋﻠﻰ اﻟﺣزب اﻟﻌﺗﯾد ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟوطﻧﻲ ،ﺣﯾث ﺣﺻدت اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻣﺟﺎﻟس. اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،1990ﺛم أﻋﺎدت اﻟﻛرة ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،1991و ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﻣرﻣﻰ ﺣﺟر ﻣن ﺗﺳﻠم ﻣﻘﺎﻟﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ﻟوﻻ ﺗوﻗﯾف اﻟﻣﺳﺎر اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﻲ ،وﻓﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ. اﻟﻣﻧطﻘﺔ دﺧﻠت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ دواﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﻧف وﺳط ﻣوﺟﺔ ﻣن اﻻﺣﺗﺟﺎﺟﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻣوﺟﺔ أﺧرى ﻣن اﻻﺣﺗﺟﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺗرﻗب وﺧوف ﻣن طرف دول اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أدرﻛت اﺣﺗﻣﺎل ﺗﻛرر. ﺳﯾﻧﺎرﯾو اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ أراﺿﯾﻬﺎ.. 1.
(7) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: وﻗد ﻣﺛﻠت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ آﻟت إﻟﯾﻬﺎ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣؤﺷرات واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺣل اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ وﺣظر أي ﻧﺷﺎط ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻬﺎ ،ﻏﯾر أن اﻟﺣرﻛﺔ اﺳﺗﻣرت ﻣن ﺧﻼل ﺣرﻛﺗﯾن ﺳﯾﺎﺳﯾﺗﯾن ﻫﻣﺎ ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ)ﺣرﻛﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم ﻻﺣﻘﺎ( ،و ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ)ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻻﺣﻘﺎ( ،ﺣﯾث ﺗﻣﻛن ﻫذﯾن اﻟﺣزﺑﯾن ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ. اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن و ﺗﺑوّء ﻣﻧﺎﺻب ﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻔﺎدت اﻟﺣرﻛﺗﯾن اﻻﺻطدام ﺑﺎﻟﻧظﺎم ﻣﺳﺗﻔﯾدة ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺗﺣوﻟت إﻟﻰ ﻻﻋب داﺋم ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ.. وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف. اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬﺟﺗﻬﺎ اﻟﺣرﻛﺗﺎن ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﻣﺎ داﺧل ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﻠطﺔ، واﻻﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟطﺎر ﺋﺔ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺳﺗﺷراف ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ. اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ ﺑﻌد أن ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺑﻠوغ ﻣراﻛز ﻣﻬﻣﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﺋﺗﻼﻓﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ واﻟﺗﺣﺎﻟف اﻟرﺋﺎﺳﻲ ،وأﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻣواﻗف اﻟﺣرﻛﺗﯾن ﻣن. ﻣﺧﺗﻠف اﻷطراف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دورا ﻣؤﺛرا ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،دون أن ﻧﻧﺳﻰ ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﺎﻋدة ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺟوار.. وﺑﻌد أن أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣؤﻛد أن اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﻟﯾوم ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ. ﻫﻲ ﺣرﻛﺎت ﻣﻌﺗدﻟﺔ ،ﺗؤﻣن ﺑﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و ﺗﻌﺗرف ﺑﺎﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻛﻧظﺎم ﻟﻠﺣﻛم ،ﯾﺳﺗﻣد ﺷرﻋﯾﺗﻪ ﻣن إرادة اﻟﺷﻌب ،وأن اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺳﺗﻣد ﻣن اﻟﺛواﺑت اﻟوطﻧﯾﺔ وﻫﻲ اﻹﺳﻼم واﻟﻌروﺑﺔ واﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ،ﻫو اﻟﻣﺻدر اﻟذي ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ،وأن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ. ﻣﺣﺳوﻣﺔ ،ﻫدﻓﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺣﺳب اﻟظروف واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺳﺗﺟدة ،وﻏﺎﯾﺗﻬﺎ ﺿﻣﺎن اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﺗﻌددﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﻣﻘﺎﺻد اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧطرح اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:. ﻣﺎ ﻫﻲ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﺟﻬﺎ ﻛل ﻣن ﺣرﻛﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم وﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل. ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗرﻣﻲ إﻟﯾﻪ؟ وﻫل ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻌﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ. اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺳﻠطﺔ؟ و ﻣﺎ ﻫو ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﺣرﻛﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ظل. اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ؟. و ﺗﺳﺗﻧد اﻟدراﺳﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﻫﻲ:. .1. ﺗؤدي اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ. ﻣﻧﻬﺟﻬﺎ ،و ﺗﺣوﯾل أﻓﻛﺎرﻫﺎ و أﺳﺎﻟﯾﺑﻬﺎ. 2.
(8) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: .2. ﺗﺗﯾﺢ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺣز اب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻻﻛﺗﺳﺎب اﻟﺧﺑرة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،وﺗؤدي. إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾﻧﻬﺎ و ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ. .3. ﺗﻠﻌب اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟدوﻟﯾﺔ و اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ دورا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ. وﻋﻠﻰ رؤﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ. .4. ﺗؤﺛر اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻧظﺎم ﺑﺷﻛل ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ. اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري.. و ﺗﺳﻌﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺣول اﻷﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻫداف. اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ: .1 .2. اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ و اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث.. دراﺳﺔ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻷﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر ،وﻣدى ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ. اﻟوﺻول إﻟﻰ ذﻟك ،ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﺣزاب ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻛﺎﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ و اﻟﻣواﺟﻬﺔ. .3. اﻟوﺻول إﻟﻰ أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣث ﻣن. ﺗﻛوﯾن ﺻورة واﺿﺣﺔ و ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻋن اﻷﺣزاب ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ . .4. ﻣﺣﺎوﻟﺔ وﺿﻊ إطﺎر ﻧظري ﯾﻣﻛن أن ﺗدرس اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ،ﯾﻣﻛّن. اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﺳﺗﺷراف ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟظﺎﻫرة ﻣﻊ اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﺗﻌﻣﯾم واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ.. ﻛﻣﺎ ﺗرﻣﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﻫداف اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﯾﻣﻛن أن. ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﻐﻣوض ﻋن اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣدروﺳﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺷرح ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣرﺟﻌﯾﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻌﺗدﻟﺔ و ﺑﯾن اﻟﺣرﻛﺎت اﻷﺻوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺗطرﻓﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﻣن. ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ أو اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻠﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻣﻧﺣﻬم ﻣﻘدﻣﺔ ﻷﻋﻣﺎل ﻻﺣﻘﺔ،. أو ﺗﺟﻧب أوﺟﻪ اﻟﻘﺻور و اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗطرق ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ.. وﻗد رﻛزﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر ﻛﺈطﺎر ﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ،وذﻟك ﻷن ﺗﺟرﺑﺔ اﻷﺣزاب. اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻌرﺑﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت ﻣﻧﻌطﻔﺎت ﻛﺛﯾرة و طرأت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗطورات و اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺛل ﻣﺣور ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻣن طرف ﺑﺎﻗﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﻐرﺑﯾﺔ.. ﻛﻣﺎ ﺣوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ أن ﻧﻐطﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟزﻣﻧﻲ اﻟﻣﻣﺗد ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 1989إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﯾوﻣﻧﺎ. ﻫذا ،ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ دور و ﻧﺷﺎط اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻗﺑل ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وذﻟك ﻟﻺﻟﻣﺎم 3.
(9) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: ﺑدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ اﻟظﺎﻫرة و اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ ،وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟزﻣﺎﻧﻲ ﺗوﻗﻔﻧﺎ ﻋﻧد ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣواﻋﯾد اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﺎرﻛت ﻓﯾﻪ اﻟﺣرﻛﺗﺎن ،ﻣﻊ اﺳﺗطﻼع ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ و ﻣﺣﺎوﻟﺔ. ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ وﻓق اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟظرﻓﯾﺔ ﻟﻛل ﻣرﺣﻠﺔ.. و ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ دراﺳﺔ وﺻﻔﯾﺔ ﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ ،ﺗﻬدف إﻟﻰ وﺻف اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر. ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗﺟرﺑﺔ ﻛل ﻣن ﺣرﻛﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم و ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ ،وﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ دراﺳﺔ أوﺟﻪ اﻟﺗﻐﯾﯾر. اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺣزﺑﺎن إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ و إﻟﻰ اﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟذي طرأ ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺣرﻛﺗﯾن ﺗﻣﺛﻼن اﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﺗﻌﻛﺳﺎن درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ. ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.. و ﻣن أﺟل اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧب اﻟﺑﺣث ،اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﺗوﻓق ﺑﯾن. ﻣﻧﻬﺞ دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄي وﺣدة ﺳواء أﻛﺎﻧت ﻓردا أو ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻧظﺎﻣﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ أو ﻣﺟﺗﻣﻌﺎ ﻣﺣﻠﯾﺎ أو ﻣﺟﺗﻣﻌﺎ ﻋﺎﻣﺎ ،وﻫو ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻌﻣق. ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟوﺣدة أو دراﺳﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ ،و ذﻟك ﺑﻘﺻد اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾﻣﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﺣدة اﻟﻣدروﺳﺔ و ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻬﺎ).(1. ورﻛزت اﻟدراﺳﺔ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت و اﻟﻣﻌطﯾﺎت. اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﯾﻼد ظﺎﻫرة اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻣوﻣﺎ و ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺷﻛل أﺧص ،وﻣن. ﺛم اﺳﺗﺧﻼص اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت و اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻗﺻد ﺗﻔﺳﯾر اﻟظﺎﻫرة و ﻓﻬم اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬﺎ ،وﻟم ﻻ وﺿﻊ أطر ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ و اﺳﺗﺷراﻓﯾﺔ ﻟﻬﺎ.. و أﺧﯾرا ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ،ﻟرﺻد أوﺟﻪ اﻻﺧﺗﻼف. واﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن اﻟوﺣدات ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ وأﯾﺿﺎ ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف ﻣواطن اﻟﺗﻐﯾﯾر و اﻟﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻬﺎ و ﻣﻧﺎﻫﺟﻬﺎ.. ﻟﻘد اﺳﺗﻔدﻧﺎ ﻣن اﻟﺗراﻛم اﻟﺑﺣﺛﻲ و اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،و ﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻻطﻼع. ﻋﻠﻰ أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣراﺟﻊ و اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،وذﻟك ﻹﺛراء اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻟﻧظري و اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌل ﻣﺻﺎدرﻧﺎ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺟﻣوﻋﺎت:. أوﻻ :اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧظري :اﺳﺗﻌﻧﺎ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﺑﻣﺟﻣوع دراﺳﺎت. اﻟﺑﺎﺣث اﻷﻣرﯾﻛﻲ ، John. L Esposito :اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أﺣد أﻫم اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و أﺳﺑﺎب ﻧﺷﺄﺗﻪ ،وطرﯾﻘﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻊ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﺗﺎب 1. ﻣﺣﻣد ﺷﻠﺑﻲ ،اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ) ،اﻟﺟزاﺋر :دار ﻫوﻣﺔ ،(2002 ،ص.87 .4.
(10) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: اﻟﺑﺎﺣث اﻟﻌرﺑﻲ ﺳﻣﯾر أﻣﯾن و ﺑرﻫﺎن ﻏﻠﯾون "ﺣوار اﻟدوﻟﺔ و اﻟدﯾن" ،اﻟذي ﯾﺿﻊ ﺑدورﻩ اﻷﺳس. اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن ﻣﺣﻣد ﻋﻣﺎرة وﺣﺳن ﺣﻧﻔﻲ اﻟذﯾن ﯾرﻛزان ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.. ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑدراﺳﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر :ﺗﺗﻌدد اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺗطرق. ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻛﺗﺎب " "L'islamisme algérien de la genèse au terrorismeﻟﻠﻣؤﻟﻔﯾن ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑوﻣزﺑر و ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻋزاﻟدﯾن ،و اﻟذي ﯾﺗﻧﺎول ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ اﻟﺣرﻛﺔ. اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ ﻣﻧذ اﻟﺗﺄﺳﯾس إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟدﺧول ﻓﻲ اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم.. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﺗﺎب " ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر" ﻹﺳﻣﺎﻋﯾل ﻗﯾرة و آﺧرون ،وﻛﺗﺎب. ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟرﯾﺎﺷﻲ و آﺧرون " اﻷزﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ :اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ"،. و ﻛﺗﺎب " اﻟﺟزاﺋر :ﻣﺣﻧﺔ اﻟدوﻟﺔ و ﻣﺣﻧﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ﻟﻠﻣؤﻟف ﻧﺎظم ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺟﺳور ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ. إﻟﻰ ﻛﺗﺎب أﺣﻣﯾدة ﻋﯾﺎﺷﻲ" :اﻹﺳﻼﻣﯾون ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ و اﻟرﺻﺎص" ،و ﻛﺗﺎب ﻋﻧﺻر. اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ" :ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ و اﻟﺗﻣرد ﺑﺎﻟﺟزاﺋر".. ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوﺣدات ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ :ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣرﻛﺗﻲ. ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم و اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻧﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟدراﺳﺎت ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﺔ ، Amel Boubekeur :واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺗﯾن وأﻫم اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﻲ ﻣرﺗﺎ ﺑﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗطرق ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻌﻬﻣﺎ. ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ وﻵﻓﺎق اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻛﻼ اﻟﺣزﺑﯾن.. و اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﺎب أﺣﻣد ﯾوﺳف " :اﻟﺟزاﺋر :اﻷزﻣﺔ و ﺳﻔر اﻟﺧروج"،. واﻟذي ﯾطرح اﻟﻣؤﻟف ﻏﯾﻪ أﻫم اﻟﺷؤون اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺔ و اﻷزﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن. اﻟﻘﯾﺎدات ﻓﻲ اﻟﺣزب ،و ﻛﺗﺎب ﻧﺎﺟﻲ ﻋﺑد اﻟﻧور " ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ و اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر" ،واﻟذي ﯾرﺻد ﻓﯾﻪ أﻫم اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب. اﻷﺣزاب اﻷﺧرى ،و ﻛﺗﺎب ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﻣﻧﺎﺻرة ":اﻹﺻﻼح اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أوﻟوﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺄﺟﯾل".. ﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ و اﻟدراﺳﺎت وﺗﻘﺎرﯾر ﻣراﻛز اﻟﺑﺣوث، وأﺧﯾرا اﺳﺗﻌﻧﺎ ﺑﺑﻌض اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣوﻗﻊ ﺣرﻛﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم.. أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺧطﺔ اﻟﺑﺣث ،ﻓﻘد ارﺗﺄﯾﻧﺎ أن ﺗﻘﺳم إﻟﻰ ﻓﺻﻠﯾن ،ﺧﺻص اﻟﻔﺻل اﻷول ﻟدراﺳﺔ. اﻷﺻول اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﺟزاﺋر ،ﻗﺳم اﻟﻔﺻل ﺑدورﻩ إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن، ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﺑﺣث اﻷول اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﺷﺄة ،ﺣﯾث ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول إﻟﻰ 5.
(11) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳر ظﻬور ﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،و ﺗﺣﺎول أن ﺗرﺑط ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺣددات اﻟﻔﻛرﯾﺔ و اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎ وراء اﻧﺗﺷﺎر أﻓﻛﺎر اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﺳﺗﺣواذﻩ ﻋﻠﻰ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن و رﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،ﺛم ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ. اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ أﻫم اﻟﺗﯾﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺿوي ﺗﺣﺗﻬﺎ اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ورﺑطﻧﺎ ﻛل ﺣرﻛﺔ. ﺑﻣرﺟﻌﯾﺗﻬﺎ ﻣﺣﺎوﻟﯾن ﺑذﻟك ﻓﻬم ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﺳﺗﻘراء ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﺛم ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث أن ﻧﻘدم ﻧﻣﺎذج ﻋن أﻫم اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ،واﺧﺗرﻧﺎ أن. ﻧﺗطرق ﻟﻠﺣرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺟﺎورة ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ رﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،وﻟﻔﻬم اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ إن وﺟدت.. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ظﺎﻫرة اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ،ﻓﺎﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ. اﻟﻣطﻠب اﻷول ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ أﺻول اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺛم ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ. ﻋﻣل اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ،و أﺧﯾرا ﻋرﺿﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻣل اﻟﺣرﻛﺎت. اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻌد إﻗرار اﻟﺗﻌددﯾﺔ و دﺧول ﻫﺎﺗﻪ اﻷﺧﯾرة إﻟﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.. و ﺧﺻص اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟدراﺳﺔ ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻸﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ. اﻟﺟزاﺋر ،ﻣن ﺧﻼل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﺣرﻛﺗﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم و اﻟﻧﻬﺿﺔ ،و ﻗﺳم اﻟﻔﺻل ﺑدورﻩ إﻟﻰ ﻣﺑﺣﺛﯾن ﺗﻌرض اﻟﻣﺑﺣث اﻷول إﻟﻰ ﺣرﻛﺔ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺳﻠم ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﺷﺄة و اﻟﻬﯾﺎﻛل ﻓﻲ ﻣطﻠﺑﻪ اﻷول،. ﺛم إﻟﻰ ﻧﺷﺄة ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ وأﻫم ﻣﻣﯾزاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،و أﺧﯾرا ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث ﻣﺳﺎر اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺗﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻋرض و ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻﻠﺗﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺣﺎوﻟﻧﺎ أن ﻧﺗطرق ﻓﯾﻪ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻟﻠﺣزﺑﯾن ،ﺣﯾث ﻋرﺿﻧﺎ أﻫم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﺣزﺑﯾن ﻓﻲ. اﻟﺟزاﺋر ،ﺛم اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ ﻟدراﺳﺔ أﺛر ﻫذﻩ اﻟﺗﺣدﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻟﺣرﻛﺗﯾن و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻐﯾﯾر. اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﻗﺎﻣت ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان ،وﺣوﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷﺧﯾر أن ﻧﺳﺗﺷرف اﻵﻓﺎق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺣرﻛﺔ. اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ.. و ﻗد اﺷﺗﻣﻠت اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم و اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺿﺑطﻬﺎ ﻣن. أﺟل ﺑﻧﺎء اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠدراﺳﺔ. ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ:. ﯾﺷﯾر اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻠﻐوي ،أن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﯾﻌﻧﻲ إﺣداث ﺷﻲء ﻟم ﯾﻛن ﻗﺑﻠﻪ).(1 -1ﻣﺣﺳن اﻟﺧﺿﯾري ،إدارة اﻟﺗﻐﯾﯾر ،ط ) ،1دﻣﺷق :دار اﻟرﺿﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،(2003 ،ص.15 . 6.
(12) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: أﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ﻓﯾﺷﯾر اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ ":ﻣﺟﻣل اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺑﯾن اﻟﻘوى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﻐﯾﯾر. اﻷﻫداف ،ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻪ ﻛل ذﻟك ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣراﻛز اﻟﻘوة ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺎد ﺗوزﯾﻊ اﻟﺳﻠطﺔ و اﻟﻧﻔوذ داﺧل اﻟدوﻟﺔ )(1. ﻧﻔﺳﻬﺎ أو ﺑﯾن ﻋدة دول". ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ ﻣﺣﻣد ﻛوﻟﻔرﻧﻲ ﻗﺎﺋﻼ" :ﯾﺣﯾل ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺣول ﻓﻲ اﻟﺑﻧﻰ. واﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت واﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺗﺟﻠﯾﺎﺗﻬﺎ". )(2. و ﻧﺟد اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﻗدﻣﻪ ﻫﺷﺎم ﻣرﺳﻲ ":اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺈرادﺗﻪ ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣددة. إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ أﺧرى") ،(3وﯾﺷﯾر اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻣوم اﻷﺣزاب و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و ﺣﺗﻰ اﻟدول، وﻫو ﯾﻌﺗﺑر أن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ طوﻋﯾﺔ ﺗﺧﺗﺎرﻫﺎ اﻟﻔواﻋل اﻟﺗﻲ ذﻛرﻫﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻗﻧﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻘﯾﻬﺎ. ﻣن اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ ،إﻻ أن اﻟﺑﺎﺣث ﻗد أﻏﻔل دور اﻹﻛراﻩ و اﻟﻘﺳر ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧﺎﻗﺻﺎ.. *. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻏﻠﻰ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي وﺿﻌﻪ أﺑو اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻣودودي. ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻓﯾﻪ أن " :اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻫو ﺗﻠك اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف اﻷﺳﻣﻰ وﻫو إﻗﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطﺑق اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻟﻬﻲ وﻫو اﻟواﺟب اﻟذي ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق ﻛل )(4. ﻣﺳﻠم ﻣن أﺟل إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺷرع و ﻧﺷر اﻟدﻋوة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم" 1. -إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،ﻣﻌﺟم اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ) ،اﻟﻘﺎﻫرة :اﻟﻣرﻛز اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،. ،(2008ص.92 . 2. -ﻣﺣﻣد ﻛوﻟﻔرﻧﻲ" ،اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :دراﺳﺔ ﺗﺄﺻﯾﻠﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺎﻫﯾم" ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ،. اﻟﻌدد ،2008 ،125ص.143 . 3. -راﺋد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح دﺑﻌﻲ" ،أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟدى ﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﯾن اﻟﻔﻛر و اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ"،. 4. -راﺋد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح دﺑﻌﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.32 .. )ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح ،ﻓﻠﺳطﯾن ،(2012 ،ص.31 .. * -أﺑو اﻷﻋﻠﻰ اﻟﻣودودي ،( 1979 – 1903) ،وﻟد ﺑﺈﺣدى اﻟﻘرى اﻟﻣﺟﺎورة ﻟوﻻﯾﺔ ﺣﯾدر آﺑﺎد ﺑﺎﻟﻬﻧد ،ﻣن أﺳرة ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠم و اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،أﺳس إﺣدى أﻫم اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ آﺳﯾﺎ و ﻫﻲ "ﺟﻣﺎﻋت إﺳﻼﻣﻲ" ،وﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم. اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟذﯾن ﺗﺄﺛر ﺑﻬم ﺳﯾد ﻗطب ،وﻟﻪ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣؤﻟﻔﺎت ،ﯾﺗﺟﺎوز ﻋددﻫﺎ 120ﻛﺗﺎﺑﺎ ،أﺷﻬرﻫﺎ "اﻟﺟﻬﺎد ﻓﻲ اﻹﺳﻼم". 7.
(13) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: و ﯾرى اﻟﻣودودي ﺑﺄن اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺗم ﻋﺑر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣراﺣل وﻫﻲ: .1. )(1. ﻋرض اﻹﺳﻼم وﻧﺷر ﻗﯾﻣﻪ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﻔﻬوﻣﺔ و ﺑﻘﯾم ﺑﺻورة ﻋﺻرﯾﺔ،ووﺿﻊ ﺑراﻣﺞ ﻋﻣﻠﯾﺔ. ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق.و ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺳﻠم أن ﯾﻛون ﻣﻠﻣﺎ ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﺻرﻩ و ﻛذﻟك ﺑﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺣﺿﺎرات اﻷﺧرى ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻧﻘدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻌرﻓﻲ واﻗﻌﻲ. .2. ﺗوﻛل ﻣﻬﻣﺔ ﻧﺷر اﻟﻣﺑﺎدئ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺿم ﻛل ﺷﺧص ﯾؤﻣن. .3. إﺣداث اﻻﻧﻘﻼب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،و ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻘﯾم و اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﺎﺋدة.. ﺑﺄﻓﻛﺎرﻫﺎ ،وﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ و ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﺣﺟﺔ و اﻟﺑر ﻫﺎن ﻹﻗﻧﺎع اﻵﺧر. .4. ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻫو ﻣﺣور اﻟﺗﻐﯾﯾر وﻫدﻓﻪ ،ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟدﻋوة وﻧﺷر. اﻟﻌداﻟﺔ وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺟﻌل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾطﺎﻟب ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.. و ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أﺣد اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳب أﻫﻣﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻔﺳر. اﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗدرس اﻟﻣﻔﻬوم و ﺗﺣﺎول أن ﺗﻔﺳرﻩ ﻛظﺎﻫرة،و ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت ﻓﻲ:. .1اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ :و اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ. اﻷوﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟطﺑﻘﺎت ﺣول ﺛﻼث ﻋواﻣل ﻫﻲ :طﺎﻗﺔ اﻹﻧﺗﺎج ،طرق اﻹﻧﺗﺎج ،وﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج .وﺗﻛون اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻫو اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ.. .2ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوازن :ﺣﯾث ﺗرﻛز ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازﻧﺎت داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﺗﻬدف ﻣن ﺧﻼل. ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ رﺑط اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺑﺗﻠك اﻟﻘدرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾف ووﺿﻊ ﺑراﻣﺞ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ.. .3ﻧظرﯾﺔ اﻟﺻراع :ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻧظر ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ. ﻛﻣدﺧل ﻟﻺﺧﻼل ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار ،ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن ﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻣﯾل إﻟﻰ رﻓض اﻷوﺿﺎع اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ و اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺄوﺿﺎع ﺟدﯾدة و ﻫو ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ داﺋﻣﺔ ﻣن اﻟﺻراع.. )(2. .4ﻧظرﯾﺔ اﻻرﺗﻔﺎع و اﻟﺳﻘوط :ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ داﺋﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ أن. اﻟﺣﺿﺎرات ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﺑل ﺗﻣر ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻣراﺣل ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﺗﻔرض إﺣداﻫﺎ ﺳﯾطرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﯾﺔ ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟزﻣن إﻟﻰ أن ﺗﺑرز ﺣﺿﺎرة أو ﻣﺟﺗﻣﻊ أو ﺗﯾﺎر ﻓﻛري ﯾؤﻣن ﺑﺄن. اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻗد ﺗﺟﺎوزت ﻫذﻩ اﻟﺣﺿﺎرة و ﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻠق اﻟﺗﻐﯾﯾر. 1. -اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.33 .. 2. - Harry Eckstein, " A culturalist theory of political change", American political science revue, Vol 82, n°03, p. 793.. 8.
(14) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: ﻣﻔﻬوم اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ: ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول ﻣﺻطﻠﺢ اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻟذﻟك ﻻ ﻧﺟد إﺟﻣﺎﻋﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﯾف واﺣد ،و ﻣن ﺑﯾن ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد " :اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻫو ﺗﻠك اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻرح ﺑﺷﻛل. ﻣﻌﻠن ،ﺗﺳﻌﻰ ﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك ﺑﻧﯾﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣﻌﻠﻧﺔ أو ﺳرﯾﺔ و ﺗﺣظﻰ ﺑدﻋم ﺟﻣﺎﻫﯾري ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﻗطر إﻟﻰ آﺧر ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺟم و اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ و ﻟﻛﻧﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻷن ﯾﺗﺧذ أﺳﺎﺳﺎ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻧﺷود". )(1. وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻧرى أﻧﻪ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ رﻛﻧﯾن وﻫﻣﺎ وﺟود ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﯾﻛون اﻟﻣﺟﺎل. اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻫو ﻣﺟﺎل ﻋﻣﻠﻬﺎ ،و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻫو ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم وﻫﻲ إﻗﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،إﻻ أن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻐﻔل ﻋن ﻧﻘطﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ أن ﻣﻌظم اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إن ﻟم ﻧﻘل ﻛﻠﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﺗﻌﺗرف ﺑﺷرﻋﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﻣﺎرس ﻋﻣﻠﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺷروط و اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟن ﯾﻌد ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف. ﻣواﻛﺑﺎ ﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ راﺷد اﻟﻐﻧوﺷﻲ ﺑ ":أﻗﺻد ﺑﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ أن ﻧﻌﻣل ﻣن أﺟل ﺗﺟدﯾد ﻓﻬم. اﻹﺳﻼم ،وأﻗﺻد أﯾﺿﺎ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت و اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧﺎدي ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ أﺻول. اﻹﺳﻼم ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻷﺳﺎطﯾر اﻟﻣوروﺛﺔ ﻋن ﺿرورة اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺗﻘﺎﻟﯾد").(2 ﻣﻔﻬوم اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ:. وﻫو اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟذي ﯾﻔﺿﻠﻪ اﻹﺳﻼﻣﯾون ﺑدﻻ ﻋن اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ) ،(3وذﻟك ﻟﺗﺟﻧب اﻟﺟدل ﻣﻊ ﻣن ﯾرﻓﺿون ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ،و أﯾﺿﺎ ﻷﻧﻬم ﯾﻌﺗﺑرون أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻛس دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ أﻛﺛر.. ﻏﯾر أن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻌرﯾف اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " :ﺗﻠك. اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷط ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﺗﻧﺎدي ﺑﺗطﺑﯾق ﻗﯾم اﻹﺳﻼم و ﺷراﺋﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،و ﺗﻌﺎدي ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﺣﻛوﻣﺎت و اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ. اﻟﺗﻲ ﺗرى أﻧﻬﺎ ﻗﺻرت ﻓﻲ اﻻﻣﺗﺛﺎل ﻟﺗﻌﺎﻟﯾم اﻹﺳﻼم أو ﺧﺎﻧﺗﻬﺎ ،و ﯾطﻠق ﻫذا اﻻﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻲ. - 1راﺋد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح دﺑﻌﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق، 2. ص.13 .. -ﺑﻼل ﻣﺣﻣود ﻣﺣﻣد اﻟﺷوﺑﻛﻲ" ،اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟدى ﻣن ﻣﻧظور اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ و ﻗطﺎع. ﻏزة ،ﺣرﻛﺔ ﺣﻣﺎس ﻧﻣوذﺟﺎ") ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط و اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح، ﻓﻠﺳطﯾن ،(2007 ،ص.25 .. - Comprendre l'Islamisme, rapport Afrique du Nord/ Moyen Orient, n° 37, Mars 23005, p. 06.. 9. 3.
(15) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: ﺗﺻف ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣواﺻﻔﺎت و ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻓﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺗوﺻف اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺻوﻓﯾﺔ أو. اﻷﺣزاب اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣرﻛﺎت إﺳﻼﻣﯾﺔ").(1 ﻣﻔﻬوم اﻟﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ:. ﺗﺗﻌد اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻌرﻓﻪ " "Oberchallﺑﺄﻧﻪ :ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻛﻣﻣﺛل ﻟﻠﺷﻌب ،و ﻛﺣﺎﻣل ﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛﺑرى و اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺷر. اﻷراد ﺑﻘﯾﻣﺔ أﻫداﻓﻬﺎ وﺑراﻣﺟﻬﺎ ،و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻطدم ﺑﺗﻧظﯾﻣﺎت أﺧرى ﻗد ﺗﻛون ﻧﻘﺎﺑﯾﺔ، أﻓﻛﺎرﻫﺎ،وا ٕ ﻗﻧﺎع ﻓ )(2. دﯾﻧﯾﺔ أو ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ". ﻧﻼﺣظ أن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ و اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺣزب إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ. ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟواﻗﻊ ﯾﺛﺑت أن اﻷﺣزاب ﺗﺣﺗﺎج ﻷﻛﺛر ﻣن وﺟود أﻓﻛﺎر و ﻗﯾم ﺗداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺎﺗﻬﺎ.. ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺟد ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﺣزب وﻣﻧﻬﺎ :. "اﻟﺣزب ﻫو ﺗﻧظﯾم ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻪ ﻣﺑﺎدئ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻛم ﻋن طرﯾق اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت )(3. اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ". ﻏﯾر أن ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺗﺣﺎول أن ﺗﻠم ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑظﺎﻫرة. اﻷﺣزاب ،وﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ":اﻟﺣزب ﻫو ﺗﻧظﯾم ﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻟﻘوى اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺟﻣﻌﻬﺎ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺻﺎرﻫﺎ و ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،و ذﻟك ﺑﺟﻣﻊ أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﻐﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ أو. ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻗراراﺗﻬﺎ". )(4. ﻏﯾر أن أﻫم اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺣزب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺑﻘﻰ ﺗﻌرﯾف " ،"Joseph Lapalombaraاﻟذي. ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ":اﻟﺣزب ﻫو ﺗﻧظﯾم داﺋم ﯾﻔوق ﻋﻣرﻩ اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻌﻣر اﻟزﻣﻧﻲ ﻟﻠﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻪ ،ﻫو ﺗﻧظﯾم ﯾﺷﻣل ﻛل اﻟوطن وﻟﻪ ﻓروع و ﺻﻼت ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻟﻪ ﻣﺳﻌﻰ أﺳﺎﺳﻲ أﻻ وﻫو 1. -ﻏﻧﯾﺔ ﺷﻠﯾﻐم" ،اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗطرف اﻟدﯾﻧﻲ إﻟﻰ اﻻﻋﺗدال اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ و. اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻣن ﺟوان ،2012ص.303 .. - Philippe Braud, Sociologie politique, ( Algérie: Casbah édition, 2004), p. 405.. 2. - 3ﻣﺣﻣد اﻟﺳوﯾدي ،ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ :ﻣﯾداﻧﻪ وﻗﺿﺎﯾﺎﻩ) ،اﻟﺟزاﺋر :دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،(1990 ،ص. .89. - 4ﻋﻠﻲ ﯾوﺳف اﻟﺷﻛري ،ﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون اﻟدﺳﺗوري و اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ط) ،1ﻣﺻر :إﯾﺗراك ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،(2004، ص.338 . 10.
(16) ﻣﻘـﺪﻣـــــﺔ: اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ إﻣﺎ ﺑﺷﻛل ﻓردي أو اﻗﺗﺳﺎﻣﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺎدة اﻷﺣزاب اﻷﺧرى ،وﻟﻛن دون اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﯾﻬﺎ ،و ﯾﻬﺗم ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟدﻋم اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟداﺋم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﺎﺋف اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ، )(1. واﻟﺗﺟﻧﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت و ﻏﯾرﻫﺎ". 1. ﺳﻌﺎد اﻟﺷرﻗﺎوي :اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )،ﻣﺻر :ﻣرﻛز اﻟﺑﺣوث اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ،(2005 ،ص.13 .11.
(17) اﻟﻔﺻل اﻷول اﻟﺗﺄﺻﯾل اﻟﻧظري ﻟﻠﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﺟزاﺋر.
(18) اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺘﺄﺻﯿﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ. ﯾﻌﺗﺑر ظﻬور اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺟزءا ﻣن اﻟﻣد اﻟﻔﻛري اﻟذي ﺑدأ ﻓﻲ اﻟﻣﺷرق ﻣﻊ. اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﯾﺎرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟد أﺻوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،و ﻗد ﺗﺑدو ﻋﺑﺎرة اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻠﻔﺗﺔ إذ أﻧﻬﺎ ﺗرﺑط ﺑﯾن ﻣﺻطﻠﺣﯾن ﯾﺑدوان ﻟﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﻟﻰ طرﻓﻲ ﻧﻘﯾض ،ﻓﻛﻠﻣﺔ. إﺳﻼم ﺗرﻣز إﻟﻰ دﯾن ﺳﻣﺎوي ،و اﻗﺗراﻧﻬﺎ ﺑﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻛﺎن ﻣﺣل ﺟدل و اﻋﺗراض و اﺟﺗﻬﺎد ﻣﺗواﺻل ،اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻫو ﺟﻌل اﻟدﯾن ﻋﻧﺻرا ﺟوﻫرﯾﺎ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻛوﯾن اﻟﺳﻠطﺔ و إﻗﺎﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ. اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﺟﻣﺎﻻ.. و ﻟﻘد ﻋﻣﻠت اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﻧذ ظﻬورﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺳﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ. أرض اﻟواﻗﻊ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ طرﺣت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ﺣول ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ و اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ و ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ،ﺣﺗﻰ أن اﻟﻣﺗﺻﻔﺢ ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟدوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﺟدﻩ ﺣﺎﻓﻼ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎظرات. اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﯾن أﻧﺻﺎر اﻟطرح اﻟدﯾﻧﻲ و ﺑﯾن ﻣﻌﺎرﺿﯾﻪ ،ﺑل و ﯾﺟد أن اﻟﻧﻘﺎش ﻗد ﺗﺟﺎوز اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ. إﻟﻰ اﻟﻣواﺟﻬﺎت اﻟداﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،و اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻣرت ﻟﻌﻘود طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟزﻣن ﺳ ـﺎﻫﻣت ﻓﻲ إﻋطﺎء اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ طﺎﺑﻌﺎ ﺟدﯾدا.. 13.
(19) اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺘﺄﺻﯿﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ. اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻧﺷﺄة اﻷﺣزاب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﺟزاﺋر. ﺗﺗداﺧل اﻷﺳﺑﺎب و اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟظﻬور اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،. و ذﻟك ﻧظرا ﻟﻠظروف اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ ،و ﻟﻠﻣراﺣل اﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ ،ﻓﻣﻧذ ﺳﻘوط اﻟدوﻟﺔ. اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ رﻣز اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻧﻬﺎ ،و ﺗﻐﯾر اﻟﺧرﯾطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ. ﺗزاﯾد اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔﻛري اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد ﺑداﺋل ﻋن اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ،و طرح ﺣﻠول ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن ﺑﻧﺎء ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﻣدﻧﯾﺔ و إﺗﻣﺎم طﻣوﺣﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﻬﺿوﯾﺔ.. و ﻣﻊ اﻧﻘﻼب ﻣوازﯾن اﻟﻘوى إﻟﻰ اﻟﻐرب و زﯾﺎدة ﻫﯾﻣﻧﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم أﺻﺑﺣت. ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻬوﯾﺔ ﻋﺎﻣﻼ ﺟوﻫرﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﻧﺎء اﻟدوﻟﺔ و اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت. ﻋﺎﻣﻼ ﺟوﻫرﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻘوة اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرب و اﻟﺳؤال. اﻟذي ﯾطرح ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد :ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫم ﻋواﻣل ﻧﺷﺄة اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ ؟ و ﻣﺎ. ﻫﻲ أﺻول اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر؟ و ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺑداﺋل و اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﺟﻠﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ؟. 14.
(20) اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺘﺄﺻﯿﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ. اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ :أﺳﺑﺎب اﻟﻧﺷﺄة و اﻟدور اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﯾﺧﻠق اﻟﺑﺣث ﻓﻲ أﺻول ﻧﺷﺄة اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎﺳﺎ ﻟدى اﻟﻣﻔﻛرﯾن و اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ،ذﻟك. أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗداﺧل اﻹﯾدﯾوﻟوﺟﻲ و ﺗﻌدد اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻌدة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ. و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﻓﺑﻌد أن ﺳﯾطرت ﻓﻛرة اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ و ﻓﻛرة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧذ أواﺧر اﻟﻌﺷرﯾﻧﺎت ،اﻧﺗﻌﺷت اﻷﻓﻛﺎر اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﺗﺷﻛل اﻟﻣﺣور اﻟر ﺋﯾﺳﻲ ﻟﺑﻠورة اﻟﻘوى اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت.. إن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣطروﺣﺔ ﺣول اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻧطﻠق ﻣن اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ. و اﻟروﺣﯾﺔ أو ﺑﻣدى اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻌﺑﺎدات و اﻟﺷﻌﺎﺋر ،ﺑل إﻧﻬﺎ ﺗﺑﺣث ﻋن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟذي ﯾﺣدث ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺣرﻛﺎت و ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟﺑﻧﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة أﺻﻼ. و ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣن زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﻧدﻣﺎج ﺑﯾن اﻟﺷؤون اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻟدﯾن و ذﻟك ﻷن اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺧﻠﻘت ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﺗﺳﯾر ﻋﻛس ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ أدارت ظﻬرﻫﺎ ﻟﻠﻘﯾم اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻣﺗﺑﻧﯾﺔ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ ،و ﻣﻧﺗﻬﺟﺔ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﻼﺋﯾﻛﻲ آﺧذة ﺑﻘﯾم اﻟﺣداﺛﺔ و اﻟﻘﯾم اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ. واﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺳﺑﯾل ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗطور واﻟﺗﻘدم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ) ،(1ﻓﻛﯾف ﺗﺗﺟﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻛس ذﻟك؟. ﺗﺗﻌدد اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﺣول اﻧﺗﺷﺎر اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و ظﻬور اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم. اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻓﻧﺟد اﻟﺑﺎﺣث اﻟﻌرﺑﻲ ﺑرﻫﺎن ﻏﻠﯾون ﯾﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻓرﺿﯾﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ. ):(2. اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻷوﻟﻰ :و ﻫﻲ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ أﺳﺑﺎب ظﻬور اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ إﺧﻔﺎق اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث اﻧﺗﻬزت اﻟﺗﯾﺎرات اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﺑﻌد اﻟﻬزاﺋم اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻫزﯾﻣﺔ اﻟﺟﯾش اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻛون ﻣن اﻟﻘوات اﻟﻣﺻرﯾﺔ و اﻟﺳورﯾﺔ و اﻷردﻧﯾﺔ أﻣﺎم إﺳراﺋﯾل ﺳﻧﺔ. 1967م و اﺣﺗﻼل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟﺳﯾﻧﺎء وﺗو ﺳﯾﻊ اﺣﺗﻼﻟﻬﺎ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟﻘدس اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،و ﻋﻧدﻫﺎ أﺻﺑﺣت اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺳﻠم أو ﻗﺿﯾﺔ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و. 1. -Mohamed Ayoob, "The many faces of political Islam", Singapore: institute of defence and strategic studies, 2006, P.9.. 2. ﺑرﻫﺎن ﻏﻠﯾون ،ﻧﻘد اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ:اﻟدوﻟﺔ و اﻟدﯾن،ط )،4اﻟﻣﻐرب:اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ،(2007 ،ص216.15.
(21) اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺘﺄﺻﯿﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﯾس ﻗﺿﯾﺔ اﻟدول و اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﻫزﯾﻣﺔ اﻟﺟﯾش اﻟﻌرﺑﻲ) .(1و أﺻﺑﺢ ﻣﺗداوﻻ. أن اﻟﺿﻌف و اﻟﻧﻛﺑﺎت ﺳﺗﻛون اﻟﺳﻣﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﺗﺣرك اﻟﺷﻌوب اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻟﻧﺻرة ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﻘدﺳﺔ) ،(2و ﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن ﻧﺗﺎﺋﺞ ذﻟك اﻧﻌدام اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺧطﺎﺑﺎت اﻟﻘوﻣﯾﺔ و. اﻟﺷﻌﺎرات اﻟﺗﻘدﻣﯾﺔ ،و ﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘوى اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ داﺧل اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺟزم ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﺑﺄن دﺧول اﻟﺗﯾﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻧﺗﺎج اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﻔﻛري اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ إﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ أوﺿﺎع ظرﻓﯾﺔ.و ﺗذﻫب ﻫدﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣن ذﻟك ،ﺣﯾث ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻹﺳﻼم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻫو ﻧﺗﺎج اﻟدﻋم اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻐرﺑﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣد اﻟﺷﯾوﻋﻲ ﻧﺣو اﻟدول. اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑل و ﺗرﺟﺢ أﯾﺿﺎ أن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ دﻋﻣﻪ ﻣﺎدﯾﺎ ﻣن أﺟل ﻛﺑﺢ اﻟﻧﻔوذ )(3. اﻟﯾﺳﺎري و ﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﻗوى ﻣﻌﺎرﺿﺔ.. ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻗد أﻏﻔﻠت ﻧﻘطﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ،اﻷوﻟﻰ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ أﻧﻪ و ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن. اﻟﺣرﻛﺔ اﺳﺗطﺎﻋت أن ﺗﺗﻠﻘﻰ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻐﺎﺿﺑﺔ أو ﺑﺎﻷﺣرى اﻟﺗﻲ ﺧﺎب أﻣﻠﻬﺎ ﻣن ﺷﻌﺎرات اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ و ﺑدورﻫﺎ ﻟم ﺗﺗﻣﻛن ﻣن إﺣداث ﻓﺎر ق ﻣﻠﻣوس ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ،ﺣﯾث ﯾؤﻛد اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ اﻟظﺎﻫرة ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﯾﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟم ﯾﺄت ﺑﺟدﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻟم ﯾﻘدم أي ﺑدﯾل ﺣﻘﯾﻘﻲ و ﻣوﺿوﻋﻲ ﻟﻠﺧطﺎب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺳﺎﺋد آﻧذاك ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺻﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ. ﯾﺿﻊ اﻟﻣواطن اﻟﻌرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﺑﺳﺎطﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن اﺳﺗدراﺟﻪ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل )(4. اﻟﺧطب اﻟﺣﻣﺎﺳﯾﺔ.. أﻣﺎ اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻫﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻓﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟدﻋم اﻟﻐرﺑﻲ ﻟﻠﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ. ﻣن أﺟل اﺣﺗواء اﻷﻓﻛﺎر اﻟﯾﺳﺎرﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻫذا اﻻﻋﺗﻘﺎد ظل ﺳﺎﺋدا ﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟزﻣن اﻧﺗﻬت ﺑﻌد. 1. - John L Esposito:" Claiming the center: Political Islam in transition", Harvard international revue, vol 229, N°03, September 2003, p 5. 2 -Are Knudsen, "Political Islam in the Middle East", (Norway: Chr Michelsen institute: development studies and human rights, 2003), P.19. 3. -ﺑرﻫﺎن ﻏﻠﯾون ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.222.. 4. -ﺣﺳن ﺣﻧﻔﻲ ،اﻟﺣرﻛﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ )،ﺑﯾروت :ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ،. ،(1987ص.35 .. 16.
(22) اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺘﺄﺻﯿﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺛورة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﯾران ،اﻟﺗﻲ أﺷﻬرت اﻟﻌداء ﻟﻠﻐرب و اﺗﺟﻬت ﻻﻧﺗﻘﺎد اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻓﻲ )(1. اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻌرﺑﻲ.. اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :و ﻫﻲ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﯾﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ ،و ﻫﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾن ﺗزاﯾد ﻫﯾﻣﻧﺔ اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ و ﺑﯾن ﺗردي اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي و. ﺗﻌﺛر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗؤدي ﻣظﺎﻫر اﻟﻔﻘر و ﺳوء اﻷﺣوال اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ و اﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﺳﺎد إﻟﻰ اﻧﺳداد اﻵﻓﺎق أﻣﺎم اﻟﻣواطن اﻟذي ﯾﺟد ﻓﻲ اﻟﺧطﺎب اﻟدﯾﻧﻲ اﻟداﻋﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ و اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن. زﺧم اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣﻊ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﻐرﯾﺎت وأﺷﯾﺎء ﻣﺎدﯾﺔ ﻻ طﺎﺋل ﻣﻧﻬﺎ ،و اﻻﻛﺗﻔﺎء. ﺑﺄﺳﻠوب ﻣﻌﯾﺷﻲ ﺑﺳﯾط ﻛﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﺳﺎﺑﻘﺎ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺑدأ اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺣﻠول وﻫﻣﯾﺔ. أو ﻏﯾﺑﯾﺔ ﻟﻣﺷﺎﻛﻠﻬﺎ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ).(2. أﻣﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﺳﻣﯾر أﻣﯾن ﻓﯾﻘول أن أﺳﺑﺎب ﺻﻌود اﻟﺗﯾﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻛﻣن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﯾﻪ ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،و ﯾﻘﺻد ﺑذﻟك أن اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﺟﺣت ﻓﻲ ﺗﺟﻧﯾد ﺟﻣﺎﻫﯾر واﺳﻌﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﻬﻣﯾش داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و اﻻﺳﺗﺑﻌﺎد ﻋن ﻧطﺎق اﻟﻧظم اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ،و ﯾﻔﺳر ﻗوﻟﻪ ﺑﺄن اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ )(3. ﺗﺷق طرﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ أﺧﻔﻘت ﻓﻲ إﺣﻼل ﻧظﺎم رأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻧﺎﺟﺢ. و ﻫو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ. ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ و اﻟﺿﯾﺎع ،ﺗﻘدم اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺟﺑﻬﺔ ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻫدﻓﻬﺎ ﺗرﺷﯾد. اﻷوﺿﺎع و إﺻﻼﺣﻬﺎ.. و ﯾرد اﻟﺗﯾﺎر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺻور ﺑﺎﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﺗﺻور ﯾﺳﻌﻰ ﻹﻓراغ اﻟﺻﺣوة. اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎﺋدي و ﻣن أﺻﺎﻟﺗﻬﺎ ﻛرؤﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ و ﺟدﯾدة ﻣﺳﺗﻘﺎة ﻣن اﻹﯾﻣﺎن اﻟدﯾﻧﻲ. اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﺣﯾث ﯾؤﻛد أن اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼﻟﯾﺔ ،و إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻣن وﺣﻲ اﻟﻘﯾم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗراﻋﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻟﻌداﻟﺔ و اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﻓراد. اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﺗﻧطﻠق ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﻣن ﻓﻛرة اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أو اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ. ﺣﯾث ﯾرى اﻟﻣﻔﻛر ﻣﺣﻣد ﻋﺎﺑد اﻟﺟﺎﺑري ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ "ﻧﻘد اﻟﻌﻘل اﻟﻌرﺑﻲ" ،أن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ 1. -Are Knudsen, Op.cit, p.18.. 2. -ﺑرﻫﺎن ﻏﻠﯾون ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.224.. 3. -ﺳﻣﯾر أﻣﯾن و ﺑرﻫﺎن ﻏﻠﯾون ،ﺣوار اﻟدوﻟﺔ و اﻟدﯾن ،ط) ،2اﻟﺟزاﺋر :اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻹﺷﻬﺎر،. ،(2003ص ص.59-58 .. 17.
(23) اﻟﻔﺼﻞ اﻷول: اﻟﺘﺄﺻﯿﻞ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻺﺳﻼم اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺷﻛﻠت ﻣﻧذ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻬﺟرة ﻣﺎزاﻟت ﺗﺗﺣﻛمإﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ و اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ .و أﯾﺿﺎ ﺗراﺟﻊ اﻟﻔﻛر اﻹﺻﻼﺣﻲ اﻻﺟﺗﻬﺎدي ﻣﻊ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺑﻌد ﻏﯾﺎب أﻋﻼم اﻟﺗﯾﺎر اﻹﺻﻼﺣﻲ أﻣﺛﺎل ﻣﺣﻣد ﻋﺑدﻩ و ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻛواﻛﺑﻲ،ﺣﯾث طﺎل ﻫذا اﻟﺗراﺟﻊ ﻛل ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺗﺟدﯾد و اﻹﺻﻼح ﻛﻣﺎ. ﻛﺎن اﻟﺣﺎل ﻋﻧد اﺳﺗﻧﻛﺎر ﻣﺿﻣون ﻛﺗﺎب "اﻹﺳﻼم و أﺻول اﻟﺣﻛم" ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق. ).(1. ﻛﻣﺎ. ﺗرى ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ أن اﻟﺣﺎل اﻟﺗﻲ وﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ و اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﺑﺳﺑب ﺿﻌف. اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ وﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،و ﻫذا ﻣﺎ ﯾذﻫب إﻟﯾﻪ اﻷﺳﺗﺎذ. ﻋﺑد اﷲ اﻟﻌرو ي ،إذ ﯾرى ﺑﺄن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﺄﺛرت ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ﺑﻌد أن اﻧﺗﻬﺟت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣدارس اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ أو اﻟﻛﺗّﺎﺑﯾﺔ و اﻟﻣدارس اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،و ﻫو ﻣﺎ رﺳم ﺣدودا ﺗﻣﻧﻊ. اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺗﺣدﯾث ﻧﻔﺳﻬﺎ و ﺗﺣدﯾث اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ آن واﺣد ).(2. ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﺗﻌﻣم اﻟﻘﺻور اﻟﻔﻛري اﻟذي ﺗﻣﯾزت ﺑﻪ اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ. ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺿﻌﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻛر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﻛل ،و ﺗﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟﺟﻣود و اﻟﻌﺟز ﻋن ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور اﻟﺣﺿﺎري ،و ﺗﻧظر إﻟﯾﻪ ﺑﻣﻧظﺎر اﻻﻧﻐﻼق ﻋﻠﻰ اﻟذات و ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟوﻗوف ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺳﯾرورة. اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺑﺄن اﻟﻘول ﺑﺿﻌف اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ و ﺗﺄﺧرﻫﺎ ﻫو ﺳﺑب ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟﺣرﻛﺔ. اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻗد أﺣدث ردة ﻓﻌل ﻋﻛﺳﯾﺔ و ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ آن واﺣد ،ﺣﯾث إن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺎت. اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺑﻧت ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة و ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾم "اﻟﺗﻘﻠﯾدي" و اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗﻌرﯾب ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻧﻘل اﻟﻘﯾم اﻟدﯾﻧﯾﺔ و ﻫو ﻣﺎ أدى ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ ﺷﻌور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﺗﻐرﯾب و ﺗﻣزق اﻟﻬوﯾﺔ و ﻫو ﻣﺎ ﺧﻠق ﺗطرﻓﺎ ﻓﻲ اﻷﻓﻛﺎر و رﻓﺿﺎ ﻟﻛل ﻣﺎ ﻫو أﺟﻧﺑﻲ أو ﻏﯾر ﻣﺄﻟوف ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن. اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟدﯾﻧﻲ اﻟﻔﻌﺎل ﯾﻠﺑﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ و ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن و اﻟرﺿﺎ ﺑدل ﺗﻌﻣﯾق اﻟﻘﻠق. و اﻹﺣﺑﺎط).(3. ﻏﯾر أن دراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻋﻧد ﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺎت وﺣﺳب وا ٕ ﻧﻣﺎ ﺗﺗﺟﺎوزﻫﺎ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ ﻣﺗﻐﯾرات أﺧرى ،ﻓﻧﺟد اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث ﯾؤﻛد اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ﻋﻠﻰ أن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ. 1. -ﻣﺣﻣد ﻋﺎﺑد اﻟﺟﺎﺑري ،اﻟﻣﺷروع اﻟﻧﻬﺿوي اﻟﻌرﺑﻲ )،ﺑﯾروت :ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،(2010 ،ص.38 .. 2. -ﻋﺑد اﷲ اﻟﻌروي" ،إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣدﯾث اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ أﻧوال ،اﻟﻌدد 14 ،17أﻛﺗوﺑر ،1989ص.32.. 3. -ﺑرﻫﺎن ﻏﻠﯾون،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص.229 .. 18.
Documents relatifs
In fact, in the case of SWCNTs we trapped bundles of tubes, resulting in low-resistive path across the electrodes compared with the case of MWCNTs, where we have only one tube
In order to observe adaptive and evolutionary capaci- ties of polyploids, we compared the growth, primary metabolism and transcriptomic expression level in the leaves of the
For particle analysis with cryo-FIB-nt, the main un- certainties are related to solid-liquid fractionation during sample preparation of suspensions, to drift artifacts during
Consistent with Marr’s conjecture that visual mechanisms of diving birds compensate for optical displa- cement of submerged objects, the visual compensation account of the
The plasma of human subjects following a 1-week AR-free diet also contained low amounts of AR (32 nmol/l) (Linko & Adlercreutz, 2005), similar to those concentrations in pigs
The dose delivered with the CT scan examination is increased by a factor of 4.3 for the eye lens and 2.0 for the thyroid in comparison with the examination done with the XperCT
The Euro Heart Survey on coronary revascularization was conducted in 130 voluntary participating hospitals from 31 ESC member countries, with the objective to evaluate clinical
In a nutshell, we showed here that it is possible to manipu- late the topological correlation between critical points and to control the transformation of critical points in
