• Aucun résultat trouvé

الشخصية في روايتي رائحة الأنثى وشارع إبليس لأمين الزاوي – دراسة سيميائية-

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "الشخصية في روايتي رائحة الأنثى وشارع إبليس لأمين الزاوي – دراسة سيميائية-"

Copied!
168
0
0

Texte intégral

(1)‫انجــًــهــىسيــح انجــضائــشيــح انذيــًــقــشاطــيح انشــعـــثـــيح‬ ‫وصاسج انتعهــيى انعانــي وانثحــث انعهــًي‬ ‫جايــعــح يحًذ خيضش‪ -‬تسكشج ‪-‬‬ ‫كــهيح اآلداب وانهغاخ‬ ‫قسى اآلداب وانهغح انعشتيح‬. ‫صص‪ :‬سشدياخ عشتيح‬ ‫يزكشج تخ ّشج نُيم شهادج انًاجستيش في اآلداب وانهغح انعشتيح تخ ّ‬. ‫إع‬. ‫إشــشاف األستار‪:‬‬ ‫د‪َ /‬صش انذيٍ تٍ غُيسح‬. ‫انطــانة ‪:‬‬ ‫ج‬ ‫إعـذاد‬ ‫َىسانهذي قشتاص‬ ‫نجُح انًُاقشح‬ ‫انشتثح‬ ‫االسى و انهقة‬ ‫أستار‬ ‫عثذ انشحًٍ تيثشياسيٍ‬ ‫أستار‬ ‫َصش انذيٍ تٍ غُيسح‬ ‫أستار‬ ‫عًشو عيالٌ‬ ‫أستار يحاضش "أ"‬ ‫جًال يثاسكي‬. ‫انجايعح‬ ‫تسكشج‬ ‫تسكشج‬ ‫خُشهح‬ ‫تسكشج‬. ‫انسـُـح انجايعـيـّح ‪:‬‬ ‫‪ 2015 /2014‬و ‪1436 / 1435 -‬هـ‬. ‫انصفح‬ ‫سئيسا‬ ‫يششفا ويقشسا‬ ‫عضىا يُاقشا‬ ‫عضىا يُاقشا‬.

(2)

(3) ‫شكر وعرفان‬ ‫الفعال لما يريد‪ ،‬إذا‬ ‫حمدا لمن بيده زمام األمور‪ ،‬يصرفيا عمى النحو الذي يريده فيو ّ‬. ‫أراد أم ار فإنما يقول لو‪ :‬كن فيكون سبحان من لفظ ‪ ،‬وتقدست أسماؤه وجمت صفاتو‪.‬‬. ‫وكانت أفعالو عيون الحكمة‪ .‬والصالة والسالم عمى النبي العربي‪ ،‬أفصح من نطق‬ ‫بالضاد محمد عبد اهلل ورسولو‪ ،‬والصالة عمى آلو واخوانو من الرسل واألنبياء‪ ،‬مصابيح‬ ‫اليدى وأعالم النجاة‪.‬‬ ‫الحمد هلل الذي ىدانا إلتمام ىذه المذكرة بفضل ما وىبنا إياه من عمم ‪.‬‬ ‫أتقدم بالشكر الجزيل إلى أساتذي المشرف نصر الدين بن غنيسة وأساتذي بقسم‬ ‫اآلداب والمغة العربية أوال وآخرا‪ ،‬كما أقدم شكري إلى محافظ مكتبة كمية اآلداب والمغات‪.‬‬ ‫عبد العظيم قويدر الذي كان بحق نعم المساند في إنجاز ىذا البحث‪.‬ولوالدي الكريمين‪.‬‬ ‫إلى كل من ساعدني من قريب أو من بعيد‪.‬‬.

(4)

(5) ‫مقدمة‪:‬‬. ‫مقـدمـة‪:‬‬ ‫ايتي "رائحة األنثى" و "شارع‬ ‫ يندرج ىذا البحث الموسوم بـ " سيميائية الشخصية في رو ّ‬‫إبميس" ألمين الزاوي – دراسة سيميائية ‪ -‬في إطار البحث عن سيميائية الشخصية‪ ،‬وىو‬ ‫موضوع اىتمت بو الدراسات الحديثة‪ ،‬وخاصة الباحثون في مجال السيميائيات "‬ ‫‪." Sémiologie‬فبينما ركزت المناىج القديمة ذات األسس االجتماعية والنفسية عمى النظرة‬ ‫نصانية‬ ‫اىتمت بمضمونيا‪ ،‬نجد ّ‬ ‫أن المناىج الحديثة أحدثت ثورة ّ‬ ‫األحادية لمشخصية عندما ّ‬ ‫وذلك بانصرافيا باالىتمام بيوية الشخصية من خالل وظيفتيا أي شكميا‪.‬‬. ‫يتجز من العممية‬ ‫اىتمت بدراسة الشخصية بوصفيا جزء ال ّأ‬ ‫ّ‬ ‫إن نظريات السرد الحديثة ّ‬. ‫السردية‪.‬والشخصية عنصر ميم بالنسبة لمرواية‪ ،‬فيي تساعد عمى فيم األحداث وتصويرىا‬ ‫وأيضا مرتبطة بالزمان والمكان ‪،‬ومن ىنا لفت انتباىنا موضوع الشخصية من خالل اعتبارىا‬ ‫داال ومدلوال‪،‬معتمدة عمى رأية فميب ىامون في تقسيمو الشخصية‪.‬‬ ‫لألىمية التي باتت يكتسبيا التحميل السردي خاصة في الدراسات األدبية‬ ‫ونظ ار‬ ‫ّ‬. ‫المعاصرة‪ ،‬بعد دراسة فالديمير بروب في مورفولوجيا الحكاية‪ ،‬فقد شيدت السرديات تحوالت‬ ‫عميقة عمى صعيد المنيج والموضوع وتحولت الرواية إلى نتاج سردي مثير لإلغراء واإلثارة‬ ‫قراءا كانوا أم نقادا وذلك لثرائيا بعناصر التشويق‪ ،‬والتالعب الفني‬ ‫لمجميور المتمقي‪ّ ،‬‬. ‫باألدوات السردية‪.‬اخترت روايتين ألمين الزاوي‪.‬‬. ‫ألنو األكثر مالئمة لمتعامل مع الخطاب السردي‪ ،‬وذلك‬ ‫وقد اعتمدت المنيج السيميائي ّ‬. ‫من خالل استنطاق المتن الروائي وابراز جمالياتو‪.‬‬ ‫ولم يكن اختياري لمروايتين‬. ‫«‬. ‫رائحة األنثى‪ ،‬وشارع إبميس‬. ‫»‬. ‫اختيا ار عشوائيا‪ ،‬واّنما وفق‬. ‫متأنية لمخطاب السردي ذي الوجية السياسية ممثال في عممين ألمين الزاوي‪ ،‬حتى‬ ‫رؤية ّ‬. ‫أحدد مدى الوعي الوطني بحقبتين زمنيتين فاصمتين في تاريخ الجزائر الحقبة األولى متمثّمة‬. ‫في ما بعد االستقالل والحقبة الثانية زمن المحنة أي زمن التسعينيات‪.‬‬ ‫ترى كيف كانت حالة شخصيات روايتي "رائحة األنثى " و "شارع إبميس"؟‬ ‫أ‬.

(6) ‫مقدمة‪:‬‬. ‫تضمنت‪ :‬مدخال وفصمين وخاتمة لخصت‬ ‫وقد اعتمدت في ىذه الدراسة عمى خطة‬ ‫ّ‬. ‫فييا أىم نتائج الدراسة‪.‬‬. ‫أما الفصل األول فعنونتو بسيميولوجية الشخصية‪.‬‬ ‫فضمنت المدخل ماىية الشخصية‪ّ .‬‬. ‫وتناولت فيو بالدراسة والتطبيق (البناء المورفولوجي لمشخصيات‪ ،‬وداللة األسماء( سيميائية‬ ‫الشخصيات)‪ ،‬ثم أشرت إلى البناء الداخمي لمشخصيات‪ ،‬وتعرضت لتواتر الشخصيات‬ ‫ومرجعياتيا الشخصية النسوية والحب‪ ،‬الجسد‪ ،‬الجنس‪ ،‬والوطن)‬ ‫أما الفصل الثاني خصصتو لـ‪ :‬لتفاعل الشخصيات مع الزمان والمكان‪ ،‬وتناولت فيو‬ ‫( الزمن بأنواعو المختمفة وتعمق األمر‪ ،‬بالزمن التاريخي‪ ،‬واألزمنة النفسية‪ ،‬وزمن التجربة‬ ‫وزمن الحكي والزمن النحوي‪،‬ثم تطرقت إلى المكان‬. ‫– وأىميتو‪ ،‬كما ذكرت أنواع األمكنة‬. ‫ايتي رائحة األنثى وشارع إبميس‪،‬وعرجت عن قضية أنسنة المكان‪.‬‬ ‫الموجودة في رو ّ‬ ‫نت بين دفتييا مجموعة من النتائج المتحصل من‬ ‫ضم ُ‬ ‫ألخمص في النياية إلى خاتمة ّ‬. ‫خالل ىذه الدراسة‪.‬‬. ‫أىميا‪:‬‬ ‫معتمدة عمى جممة من المصادر والمراجع المتان كانتا ّ‬. ‫(بنية النص السردي ) لحميد لحميداني‪ ( ،‬بنية الشكل ) لعبد المالك مرتاض‪.‬‬ ‫ وسي از قاسم ( بناء الرواية )‬‫ وفيميب ىامون ( سيمولوجيا الشخصيات الروائية )‬‫ وبرنار فاليط (النص الروائي تقنيات ومناىج )‬‫ وعبد اهلل الغذامي ( المرأة والمغة )‬‫ ورشيد بن مسعود ( جماليات السرد النسائي )‬‫ ونصر الدين بن غنيسة ( فصول في السيميائيات )‬‫ولقد ارتكزت عمى الروايتين "رائحة األنثى‪ ،‬وشارع إبميس" وألن كل عمل أدبي ال يخمو‬. ‫فإن ليذا البحث بعض الصعوبات‪ ،‬وأىم صعوبة تتعمق بالتطبيق عمى‬ ‫من الصعوبات‪ّ ،‬‬. ‫مرات‪ .‬وفي األخير أشكر أستاذي المشرف نصر‬ ‫مما يتطمّب قراءة الرواية ّ‬ ‫عدة ّ‬ ‫الروايتين‪ّ .‬‬ ‫ب‬.

(7) ‫مقدمة‪:‬‬. ‫الدين بن غنيسة عمى رعايتو البيداغوجية ‪،‬وقبولو احتضان ىذا البحث والسير عمى خروجو‬ ‫إلى النور‪.‬‬ ‫وأجدني في ىذا المقام شاكرة ألساتذتي بقسم اآلداب والمغة العربية‪،‬وذلك لما قدموه لي‬ ‫من يد العون ‪.‬‬. ‫ج‬.

(8)

(9)

(10) ‫ماهية الشخصية‬. ‫مدخل‪:‬‬. ‫مـ ــ ــدخـ ــل‪:‬‬ ‫تعتبر الرواية جنسا أدبيا تعبيريا لفت اىتمام األدباء والمفكرين‪ ،‬وذلك لتفردىا بسماتيا‬ ‫المميزة ليا‪ .‬فيي أكثر نتاج أدبي يدفع األدباء إلى دراستيا والدخول بيا في مقاربات إجرائية‬ ‫ّ‬ ‫ويرجع ذلك المتالكيا لعناصر تميزىا عن غيرىا من األجناس و من ذلك مثال نجد عنصر‬. ‫اإلغراء والمفاجأة والتشويق ويقول في ذلك محمود درويش " إني أحسد كتّاب الرواية وأغار‬ ‫حقا من الروائيين‪ ،‬ألن الرواية ىي الجنس األدبي األكثر قدرة عمى اإلحاطة بكل أجناس‬ ‫الكتابة والفنون " ولقد تعددت تعريفاتيا ومن ىذه التعريفات نجد أنيا‬. ‫«‬. ‫تتشكل أمام القارئ‬. ‫مانعا‪ ،‬وذلك ألننا نمفي الرواية تشترك مع‬ ‫تحت ألف شكل‪ ،‬مما يعسر تعريفيا تعريفا‬ ‫جامعا ً‬ ‫ً‬ ‫»(‪.)1‬الرواية تشترك مع الممحمة والقصة و‬. ‫األجناس األخرى في كثير من الخصائص‬. ‫األقصوصة والمسرحية في العديد من الخصائص‪.‬‬ ‫ومن تعريفات الرواية عند جممة من النقاد واألدباء الغربيين والعرب يقول " ميشال بوتور"‪:‬‬ ‫«‬. ‫إن الرواية بنية لغوية دالة‪ ،‬أو تشكيل لغوي سردي دال » (‪.)2‬أي أن الرواية تتكون من دال‬. ‫ومدلول‪.‬‬ ‫أما " فائق محمد "‪:‬‬. ‫«‬. ‫فيرى ّأنيا شكل خارجي تتصارع فيو تقاليد صارمة وأشكال‬. ‫تتميز بالصدق والح اررة وتسعى إلى التعبير عن الواقع وبمورة رؤية‬ ‫ّ‬ ‫متحدثة‪ ،‬وحياة داخمية ّ‬. ‫مستقمة والرواية وفق ىذا التعريف عبارة عن وعاء يمتمئ فيفيض‪ ،‬ويتحطم عمى يد ش اررة‪،‬‬. ‫جديدة طابعيا التطوير والتجديد ألنيا تنبع عن تجريبية العقل‪ ،‬وقمق النفس‪ ،‬في محاولة‬ ‫لمتجد ِد‪ ،‬والخروج من قُمقُ ْم القيود‬ ‫دائمة‬ ‫ُ‬. ‫»(‪ .)3‬يرى "فائق محمد" أن الرواية يجب أن تتمتع‬. ‫بطابع التجديد و الخروج عن السائد و المألوف‪.‬‬. ‫(‪ -)1‬عبد المالك مرتاض‪ :‬في نظرية الرواية‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،1998،‬ص‪.11‬‬ ‫(‪ -)2‬ميشال بوتور‪ :‬بحوث في الرواية الجديدة‪ ،‬منشورات عويدات‪،‬بيروت‪ ،‬ط ‪ ،1982 ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪2‬‬. ‫(‪ -)3‬فائق محمد‪ :‬دراسات في الرواية العربية‪ ،‬دار الشبيبة لمنشر والتوزيع‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،1978،‬ص‪.92- 93‬‬. ‫‪8‬‬.

(11) ‫ماهية الشخصية‬. ‫مدخل‪:‬‬. ‫وأما بالنسبة لنشأتيا ‪ ،‬فيبدو أن فن الرواية قد ظير في القرن السادس عشر ميالدي‪،‬‬ ‫حيث تعد رواية " دون كيخوتادي المنشا لسرفانش"‪ ،1547 /1610 :‬أول رواية عرفيا‬ ‫تاريخ األدب الغربي‪.‬‬ ‫أما في أدبنا العربي‬. ‫«‬. ‫فإن جذورىا تعود إلى ما جاء مبثوثا في كتب الجاحظ‪ ،‬وابن‬. ‫المقفع و بديع الزمان اليمذاني »(‪ ،)1‬أما الرواية كجنس أدبي فيي حديثة النشأة في األدب‬ ‫العربي ويرجع ظيورىا إلى مطمع القرن التاسع عشر الميالدي‪،‬‬. ‫«‬. ‫وقد كانت مصر رائدة في‬. ‫ىذا الميدان حيث استطاعت أن تَُنبِّوَ إلى ىذا الفن الجديد‪ ،‬ثم ّنبيت إلى ضرورة خمق مثمو‬ ‫»(‪)2‬‬ ‫أن ىذا الفن « الرواية‬ ‫في مصر وفي العالم العربي ‪ -‬لكن بعض الدارسين‪ ،‬يرجح َكفَّةَ ّ‬. ‫»‬. ‫مستورد‪ ،‬وىو نتيجة لممواجية بين الغرب بعمومو وثقافتو من جية‪ ،‬واعادة إحياء التراث‬ ‫الكالسيكي لمثقافة العربية اإلسالمية‬. ‫«‬. ‫يفسر األدب‬ ‫‪ ....‬ومن ىؤالء إسماعيل أدىم الذي ّ‬. ‫شيئا جديدا‬ ‫القصصي في القرن العشرين منقطعا عن األدب العربي في بنيتو التاريخية‪ ،‬ويراه ً‬. ‫أوجده االتصال بالغرب »(‪.)3‬إذن يرى " إسماعيل أدىم " أن األدب العربي تعود نشأتو إلى‬ ‫االحتكاك بالغرب‪.‬‬ ‫و« تعود نشأة الرواية العربية إلى التأثير المباشر بالرواية الغربية بعد منتصف القرن‬. ‫خاصا‬ ‫التاسع عشر الميالدي‪ ،‬وال يعني ىذا التأثير أن التراب العربي لم يعرف شكال روائيا‬ ‫ً‬. ‫بو‪ ،‬فقد كان التراث حافال بإرىاصات قصصية‪ ،‬تمثّمت في حكايات السمار‪ ،‬والسير الدينية‬. ‫والفمسفية‪ ،‬أما المقامات العربية فذات مقام خاص في بدايات فن القصص الشعبية وقصص‬ ‫العذريين‪ ،‬وأضرابيم‪ .‬والرواية في األدب العربي قد تركت بصمات واضحة في مؤلف‬ ‫المويمحي‪ ،‬حديث عيسى بن ىشام‪ ،‬وفي مؤلفات غيره من المحدثين الذين اتخذوا من أسموب‬ ‫المقامة شكال فنيا ليم‪ .‬وتعزى أول محاولة لنقل الرواية الغربية إلى عالم الرواية العربية‪ ،‬إلى‬ ‫رفاعة رافع الطيطاوي في ترجمتو لرواية" فنيمون مغامرات تميماك ( ‪1870 ،1867‬م) التي‬ ‫(‪-)1‬ينظر‪:‬مفقودة صالح‪ :‬المرأة في الرواية الجزائرية‪ ،‬دراسة‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫(‪ -)2‬السعيد الورقي‪ :‬اتجاىات الرواية العربية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،1997،‬ص‪.15‬‬ ‫(‪-)3‬مفقودة صالح‪ :‬المرأة في الرواية الجزائرية‪ ،‬دراسة‪ ،‬ص‪.44‬‬. ‫‪9‬‬.

(12) ‫ماهية الشخصية‬. ‫مدخل‪:‬‬. ‫تعد أول رواية عربية َق ْمًبا وقَالًِبا وتظل الرواية العربية قبل الحرب العالمية األولى‪ ،‬عمى حالة‬ ‫ّ‬. ‫من التشويق‪ ،‬والبعد عن القواعد الفنية‪ .‬وأقرب ما تكون إلى التعريب واالقتباس حتى ظيور‬ ‫رواية زينب ( ‪1914‬م) لمحمد حسين ىيكل التي يكاد يتفق النقاد عمى ّأنيا بداية الرواية‬. ‫العربية الفنية‪ ،‬حيث اقترب المؤلف فييا من البنية الفنية لمرواية الغربية التي كانت في أوج‬ ‫ازدىارىا أنذاك‪ ،‬وقد عالجت رواية زينب واقع الريف المصري‪ ،‬وىو أمر لم تألفو الكتابة‬. ‫الروائية قبل ذلك‪.‬‬. ‫»(‪)1‬‬. ‫أما في الجزائر نالحظ أن الثورة التحريرية كانت مميمة لألدباء‪ ،‬سواء قبل االستقالل أو‬ ‫بعده‬. ‫«‬. ‫وال تكمن أىمية الثورة وفضميا في ظيور ىذه األعمال وغيرىا بل في كونيا ظمت‬. ‫»(‪)2‬‬ ‫ت اإلنتاج الروائي‬ ‫تغذي اإلنتاج الروائي في فترة ما بعد االستقالل‬ ‫‪ .‬فالثورة الجزائرية أَثَْر ْ‬. ‫بعد االستقالل و « إذا عدنا إلى القرن الثامن عشر فإننا سنتفاجأ‬ ‫جزائري ىو " لرضا حوحو "‬. ‫بوجود أول نص روائي‬. ‫لمعرفتو أوال بشكل موضوعي وجاد واإلنصات النشغاالتو‬. ‫الكبرى‪ ،‬ألنو يستحق ذلك ونبحث بعد ذلك في العدد اليائل من األدباء الذين استطاع‬ ‫جديدا في الكتابة القصصية والروائية‪ ،‬فنحن‬ ‫معطف رضا حوحو أن يخبئيم‪ ،‬ويمنحيم مسم ًكا‬ ‫ً‬ ‫في نياية المطاف ندين ليذا الرجل العظيم والحداثي‪ ،‬بامتياز‪ ،‬بالكثير مما وصمنا من جيد‬ ‫ثقافي َبَّناء وحيوي عمى الرغم من ظروف الحرب والتمزق‪ ،‬كما ندين لمطاىر وطار بوصفو‬. ‫احدا من الذين أعطوا استم اررية ليذا الفن ورسخوه عميقا في جسد األدب الجزائري‪ ،‬الذي‬ ‫و َ‬. ‫كان وقتيا حبيس رؤية تقميدية لمغة والفكر »(‪.)3‬فنجد أدباء االستقالل قد ساىموا في ترسيخ فن‬ ‫الرواية في الجزائر‪ ،‬وخاصة "رضا حوحو" رغم اتسام روايتو "غادة أم القرى" بطابع السذاجة‪.‬‬. ‫* مصطلح الشخصية‪:‬‬ ‫مفهومه‪ :‬اختمف الباحثون في ضبط كممتي شخص وشخصية فنجد مفيوميا في القواميس‬ ‫مثل قاموس الروس الموسوعي‬. ‫«‬. ‫الشخصية األدبية‪ :‬شخص يشارك في الحدث في قطعة‬. ‫(‪ -)1‬ينظر‪ :‬روجر آلن‪ :‬الرواية العربية‪ :‬ترجمة حصة إبراىيم منيف‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،1997،‬ص‪.61‬‬ ‫(‪ -)2‬مفقودة صالح‪ :‬المرأة في الرواية الجزائرية‪ ،‬دراسة‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫(‪http://www.gulfup.cim/2010-11. -)3‬‬. ‫‪10‬‬.

(13) ‫ماهية الشخصية‬. ‫مدخل‪:‬‬. ‫مسرحية أو رواية أو فيمم »(‪.)1‬فنجد أن قاموس الروس جعل الشخصية و الشخص ىما وجو‬ ‫لعممة واحدة‪.‬‬ ‫فيعرفيا قائال‪:‬‬ ‫أما عبد المالك مرتاض ّ‬. ‫«‬. ‫إن الشخصية كائن حركي حتى ينيض في‬. ‫ٍ‬ ‫وحينئذ تجمع الشخصية قياسا عمى‬ ‫العمل السردي بوظيفة الشخص دون أن يكونو‪،‬‬ ‫الشخصيات ال عمى الشخوص الذي ىو جمع لشخص‪ .‬ويختمف الشخص عن الشخصية‬ ‫بأنو اإلنسان‪ ،‬ال صورتو التي تمثميا الشخصية في األعمال السردية‬. ‫»(‪)2‬‬. ‫« ‪ ...‬تم الخمط‬. ‫أي تصوير لمشخصية أو‬ ‫باستمرار بين مقولتي الشخصية والشخص‪ ،‬ومن البدييي أن ّ‬ ‫لمذات أو لمفرد‬. ‫»(‪)3‬‬. ‫وبذلك نجد أن فرقا بين الشخص وىو الصورة أما الشخصية فيي كائن‬. ‫ورقي‪.‬‬ ‫«‬. ‫فالروائي الحقيقي ىو الذي يخمق الشخصيات‪ ،‬إن شخصية ما في رواية تختمف عن‬. ‫شخصية تاريخية أو شخصية موجودة في الحياة الواقعية‪ ،‬فالشخصية في الرواية ّإنما تتألف‬ ‫فقط من الجمل التي تصفيا أو التي وضعيا المؤلف عمى لسانيا وليس لتمك الشخصية‬. ‫مستمرة‬ ‫ماض أو مستقبل‪ ،‬وليس ليا أحيانا حياة‬ ‫ّ‬. ‫»(‪)4‬‬. ‫فيذا ىو الفرق بين الشخص‬. ‫متخيل‪ ،‬بينما الشخصية ىي‬ ‫والشخصية فالشخص كائن حي حقيقي ينتمي لواقع حقيقي ال ّ‬ ‫نفرق بين‬ ‫كائن ّ‬ ‫متخيل يتحرك في فضاء ورقي ليس ليا ماض وال مستقبل‪ ،‬ويجب أن ّ‬ ‫الشخصية الواقعية والشخصية الروائية وتكمن ميارة الروائي في قوة محاكاتو وجعمو‬. ‫الشخصية الروائية أكثر تماثل مع الشخصية الواقعية‪.‬‬ ‫الشخصية عند بروب‪ :‬ال يمكننا إغفال دراسة فالديمير بروب عن الشخصية الحكائية‪ ،‬ذلك‬ ‫أن بروب يعتبر من أىم رواد الشكالنية وقد قدم الباحث في كتابو مرفولوجية الحكاية‬ ‫(‪ -)1‬رؤوف قماش‪ :‬سيمولوجية الشخصيات القصصية عند " أبي العيد دودو تحت إشراف الدكتور عز الدين بوبش‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في األدب العربي‬ ‫الحديث‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2004 _2003 ،‬ص‪.18‬‬ ‫(‪ -)2‬جميمة قيسمون‪ ( :‬الشخصية في القصة )‪ ،‬مجمة العموم اإلنسانية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬ع ‪ ،2000 ،‬ص‪.196‬‬ ‫‪13‬‬ ‫(‪ -)3‬فيميب ىامون‪ :‬ترجمة سعيد بنكراد‪ ،‬دار كرم اهلل لمنشر والتوزيع‪ (،‬د‪،‬ط)‪ ،2012 ،‬ص‪.17‬‬ ‫(‪-)4‬عبد العالي بوطيب‪ :‬مستويات دراسة النص الروائي‪ ،‬مقارنة نظرية‪ ،‬مطبعة األمينة دمشق‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،1999، 1‬ص‪.45 ،43‬‬. ‫‪11‬‬.

(14) ‫ماهية الشخصية‬. ‫مدخل‪:‬‬. ‫الخرافية‪ ،‬تصوره عن الشخصية‪،‬ويظير من خالل ىذه الدراسة اىتمام بروب بالجانب‬ ‫المورفولوجي لمشخصية الحكائية‪ ،‬وىي تعتمد عمى « أن فعل الشخصية تعرف من وجية نظر‬ ‫أىميتيا لمسيرة الفعل‬. ‫»(‪)1‬‬. ‫وقد عدت ىذه الدراسة ثورة نصانية أولت االىتمام بالشكل عمى‬. ‫حساب المضمون ‪.‬‬ ‫الشخصية عند سوريو‪ « :‬يتكون نموذج سوريو من ستة وحدات ىي ‪ :‬البطل والبطل المضاد‬ ‫والموضوع‪ ،‬والمرسل المستفيد والمساعد‪،‬وقد أطمق عمى ىذه الوحدات اسم الوظائف‬ ‫الدرامية»(‪ )2‬فنجد البطل وىو متزعم المعبة السردية والبطل المضاد والذي يمثل القوة المعاكسة‬ ‫التي تقف في وجو البطل‪ ،‬أما الموضوع فيمثل الغاية المرجوة من البطل‪ ،‬أما المرسل فيو‬ ‫المتدخل في التأثير في اتجاه الموضوع‪ ،‬أما المرسل فيو المستفيد من المرسل إليو‪ .‬ومما‬ ‫يعاب عمى نموذج سوريو ىو اعتماده عمى العمومية‪.‬‬ ‫الشخصية عند فليب هامون‪ « :‬تعتبر نظرية ىامون عن الشخصية من أىم النظريات الحديثة‬ ‫المنجزة إلى غاية يومنا ىذا‪،‬وقد حدد ىذا المفيوم بدقة عندما قال‪:‬أن اعتبار الشخصية‬ ‫وبشكل أولي عالمة أي اختيار وجية نظر تقوم ببناء ىذا الموضوع وذلك من خالل دمجو‬ ‫في اإلرسالية المحددة ىي األخرى كإبالغ أي مكونة من عالمات لسانية »(‪ .)3‬نفيم من ىذا‬ ‫التعريف أن فميب ىامون اعتبر الشخصية مكونة من دال ومدلول تؤدي وظيفة إرسال وتبميغ‬ ‫كما اعتبر فميب ىامون الشخصية مدلوال متواصال قابال لموصف « وىذا المدلول عبارة عن‬ ‫جمل تتمفظ بيا الشخصية أو يتمفظ بيا عنيا‪ ،‬وتعتبر مجموعة أوصاف الشخصية ووظائفيا‬ ‫ومختمف عالقاتيا (معايير كمية) المكون األساسي لمدلول الشخصية »(‪ .)4‬والشخصية عند‬ ‫فميب ىامون ال تكتمل إال في آخر صفحة‪.‬‬. ‫(‪ -)1‬فالديمير بروب‪ :‬مورفولوجية الحكاية الشعبية الخرافية الروسية‪ ،‬ترجمة‪ :‬إبراىيم الخطيب‪ ،‬الناشرون المتحدون‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ ،‬ط‪ ، 1986 ،1‬ص‪77‬‬ ‫(‪ -)2‬معمم وردة‪ :‬الشخصية في السميائيات السردية‪ ،‬محاضرات الممتقى الرابع السيمياء والنص األدبي‪ ،‬ع‪ ، 4‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،2006 ،‬ص‪.315‬‬ ‫(‪ -)3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.319‬‬ ‫(‪ -)4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.321‬‬. ‫‪12‬‬.

(15) ‫ماهية الشخصية‬. ‫مدخل‪:‬‬. ‫أما الشخصية في الرواية الحديثة فكانت‬. ‫«‬. ‫محض خيال يبدعو المؤلف‪ ،‬لغاية فنية محددة‬. ‫يسعى إلييا »(‪ .)1‬يدل التعريف عمى أن الشخصية ىي ليست مؤلفا واقعيا ويرجع ذلك لكونيا‬ ‫إبداعا خياليا يصوره المؤلف‪.‬‬ ‫أبعاد الشخصية‪:‬‬ ‫«‬. ‫كانت الشخصية في الرواية الرومانسية قد تخمصت من القيود األرسطية‪ ،‬وذلك‬. ‫بصعود الطبقة البورجوازية في أوروبا وتجسد ذلك بظيور الرومانسية‪ ،‬بوصفيا مذىبا أدبيا‬ ‫أسيم في ظيور كثير من المفكرين‪ ،‬الذين نادوا باإلعالء من شأن اإلنسان وألحوا عمى‬ ‫حريتو‪ ،‬ومن بين ىؤالء المف ّكرين جان جاك روسو وان كانت التعبيرية التي نادت‬ ‫ضرورة نيمو ّ‬ ‫بيا الرومانسية تتوقف مع الشعر أكثر من الرواية غير أن تأثيرىا امتد إلييا‪ ،‬ويظير ذلك في‬. ‫أعمال كل من ولتر سكوت‪ ،‬وألكسندر دوماس »(‪ .)2‬ويظير إسيام الرواية الرومانسية في‬ ‫تطوير مفيوم الشخصية ويتمثل ذلك في تخميص الشخصية من إطار التسمية وتصوير‬ ‫التطرق إلى األفراد العاديين وتمثيل جميع طبقات المجتمع‪.‬‬ ‫األبطال مموك وأباطرة‪ ،‬إلى‬ ‫ّ‬. ‫«‬ ‫تميزت العالقة بين البطل الرومانسي والواقع االجتماعي بالتوتر فكان من المحتم أن‬ ‫و لقد ّ‬. ‫»(‪ .)3‬وسبب ذلك يعود إلى شخصية البطل‬. ‫تنتج الرومانسية أبطاالً مسرفين في ذاتيتيم‬. ‫الرومانسي الذي ينظر إلى المجتمع من خالل مشاكمو وأزماتو الخاصة‪.‬‬ ‫أما الشخصية في الرواية الواقعية ُي َرى أنيا اتجيت اتجاىا وطريقا مغاي ار عن الطريق‬ ‫الذي سمكتو الرواية الرومانسية‪ « .‬ويترتب عن ىذا أن الفنان الواقعي يصدر في رؤيتو لِ ْم َو ِاقع‬ ‫عن نظرة قواميا االلتفات إلى ىذا الواقع بجزئياتو ىذا االلتفات إلى الواقع‪ ،‬يترتب عميو أن‬ ‫يوزع الفنان رؤيتو بحيث تنبع من الواقع‪ ،‬وليس من الذات‬. ‫»(‪.)4‬فنجد الرواية الواقعية غالت‬. ‫في تمجيد الواقع وتطبيقو بكل حذافيره‪.‬‬ ‫(‪ -)1‬عدالة أحمد محمد إبراىيم‪ :‬الجديد في السرد العربي المعاصر‪ ،‬جائزة الشارقة لإلبداع العربي اإلصدار األول‪ ،‬الدورة ‪ ،2005 ،9‬ص‪.61‬‬ ‫(‪ -)2‬حسن األشمم‪ :‬الشخصية الروائية عند خميفة حسين مصطفى‪ ،‬ص‪ 24‬و‪.25‬‬ ‫(‪ -)3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.26 ،25‬‬ ‫(‪ -)4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.27‬‬. ‫‪13‬‬.

(16) ‫مدخل‪:‬‬ ‫«‬. ‫ماهية الشخصية‬. ‫أما عمى صعيد التشكيل الفني لمشخصية‪ ،‬في الرواية الواقعية فقد تم إىمال البطل بمعناه‬. ‫السابق‪ ،‬لتنقل العناية إلى تصوير عدة أشخاص‪ ،‬فيصبح الكل ىو البطل‪ ،‬لكن ذلك لم يمنع‬ ‫من وجود شخصية رئيسية‪ ،‬يقصد الروائي من خالليا رسم عامة لكشف وعي الشخصيات‪،‬‬ ‫المتخيل الذي رسمو الروائي لعرض‬ ‫وتحديد الموقف العام من الواقع وذلك من خالل العالم‬ ‫ّ‬. ‫الحقائق االجتماعية »(‪ .)1‬فقدست الرواية الواقعية البطل الواحد وجعمت منو السيد في الرواية‪.‬‬. ‫«‬. ‫لقد قامت فكرة الشخصية في الرواية الواقعية عمى مبدأ ميم وىو اإلييام فالروائي الواقعي‬. ‫ينوع شخصياتو‪ ،‬ويجعل لكل شخصية قصة خاصة بيا‪ ،‬كما يقوم برسم صورة لمشخصية‬ ‫تبرز مالمحيا الجسدية‪ ،‬والنفسية‪ ...‬إلخ »(‪ .)2‬حيث نجد فكرة الشخصية الواقعية في الرواية‬ ‫تقوم عمى اإلييام‪،‬وليذا لكل شخصية قصة تخصيا ومالمح جسدية ونفسية تبينيا وكأنيا‬ ‫جزء من الواقع المعيش‪.‬‬ ‫ولقد« ذىب ىذا المذىب بمزاك عندما تعيّد بأن ينقل الواقع من خالل شخصياتو‪ ،‬ليخمق‬ ‫متخيمة‪ ،‬تتماىا مع‬ ‫عالما منافس لمعالم الواقعي‪ ،‬الحقيقي ومن خالل تقديم شخصيات ّ‬. ‫الشخوص الواقعية »(‪ .)3‬نالحظ أن بمزاك قام بنسخ شخصياتو مع ما يتوافق مع الواقع‪،‬‬ ‫وبذلك مثمت الرواية الواقعية وجعمت الشخوص الروائية نسخة لصورتيا الواقعية‪.‬‬ ‫أما الشخصية في الرواية الواقعية االشتراكية فيي رفض المتداد لمشخصية في الرواية‬ ‫الواقعية‪ ،‬حيث واصمت الشخصية تَعرية الواقع‪ ،‬حيث يصل وصف الواقع إلى وصف‬. ‫تقريري‪.‬‬ ‫«‬. ‫رت في نظرية األدب‬ ‫والواقعية االشتراكية فنيا‪ ،‬ىي نتاج لإليديولوجيا الماركسية التي أثَّ ْ‬. ‫ومن بين تأثيراتيا في نظرية الرواية اعتبارىا لمواقعية بمفيوميا األوروبي امتدادا‬. ‫(‪-)1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬ ‫(‪-)2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫(‪ -)3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.29‬‬. ‫‪14‬‬.

(17) ‫ماهية الشخصية‬. ‫مدخل‪:‬‬. ‫لمرومانسية»(‪ .)1‬حيث تحتم عمى االشتراكيين باعتبارىم مصورون صادقون لمواقع أن يتخمّوا‬ ‫بصورة حاسمة عن تقديم عرض لمحياة الجميمة واالنسجام‪.‬‬ ‫ألنو ىو الصوت‬ ‫نالحظ أن البطل في الرواية الواقعية االشتراكية ىو بطل إيجابي‪ّ .‬‬. ‫المعبر عن الشعب‪.‬‬. ‫أما في الرواية الجديدة والتي ظيرت بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬و جاءت كردة فعل‬ ‫وثورة عمى أنماط الرواية التقميدية‪.‬‬. ‫«‬. ‫رواد الرواية الجديدة –‬ ‫حيث يرى " ميشال بوتور " أحد ّ‬. ‫يصر منذ اليوم األول‬ ‫يعمن أن ىناك رغبة قوية‪ ،‬تحممنا عمى لعن الروائي‪ ،‬ىذا الروائي الذي ّ‬ ‫الذي لبس فيو وجيو الواقعي‪ ،‬عمى أن يكممنا عن األوقات العادية‪ ،‬وعن أشخاص عاديين‬. ‫في بيئات عادية‪ ،‬مستعمال لكل حالة كمماتيا الخاصة‬. ‫»(‪ ".)2‬فميشال بوتور " ضد الرواية‬. ‫التقميدية التي جعمت الشخصية عبدة لمواقع ونسخة عنو‪.‬‬ ‫«‬. ‫حيث انحسرت قيمة البطل لصالح األشياء‪ ،‬وأصبحت تتمتع بسمطة دائمة ومستقمة‬. ‫عمى حساب سمطة اإلنسان المتالشية »(‪ .)3‬فالرواية الجديدة جعمت الشخصية البطمة مجرد‬ ‫شيء ال يتمتع باإلحساس وحصرت البطل في جماد عمى حساب اإلنسان‪.‬‬ ‫فنجد الشخصية الروائية عدت من أىم العناصر األساسية في بناء الرواية حيث ال‬ ‫يمكن لمروائي أن يصور حياة دون شخصيات تتحدث وتقوم باألفعال‪ ،‬كما نجد تعدد‬ ‫شخوص العالم الروائي بقدر تعدد واختالف وتشابك األفكار واألفعال وىذه الشخصيات إما‬ ‫مستمدة من واقع اجتماعي‪ ،‬أو تاريخي‪ ،‬من خالل تصرفاتيا وأنماط تفكيرىا‪ ،‬فيذه‬ ‫الشخصيات صورة حية لألنماط اجتماعية وثقافية‪ ،‬وتجعمنا نتفاعل ونتعايش معيا‪.‬‬. ‫(‪-)1‬حسن األشمم‪ :‬الشخصية الروائية عند خميفة حسين مصطفى‪ ،‬ص‪ 35‬و‪.36‬‬ ‫(‪-)2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫(‪-)3‬ينظر‪:‬حسن األشمم‪ :‬الشخصية الروائية عند خميفة حسين مصطفى‪ ،‬ن ص‪.‬‬. ‫‪15‬‬.

(18) ‫تمهيد‬ ‫‪ - 1‬داللة األسماء ( سيميائية الشخصية )‬ ‫‪ - 2‬البناء المورفولوجي للشخصيات‬ ‫‪ - 3‬البناء الداخلي للشخصيات‬ ‫‪ - 4‬تواتر الشخصيات مرجعياتها‬ ‫‪.I‬‬. ‫الحب‬ ‫‪- 1‬الفرق بين المرأة والزوجة‬ ‫‪- 2‬تعريف الحب‬. ‫‪ -II‬الجسد‬ ‫‪- 1‬وصف الشعر‪ ،‬السوالف‪ ،‬الجبهة‬ ‫‪- 2‬العيون والحواجب‬ ‫‪- I‬‬. ‫الشخصية النسوية والجنس‬ ‫‪- 1‬البعد االجتماعي للجنس‬ ‫‪- 2‬العضو الجسدي وداللته الجنسية‬ ‫‪- 3‬الوشم وداللته الجنسية‬ ‫‪- 4‬مخطط يوضح الجنس في الروايتين‬. ‫‪ - II‬داللة المرأة للوطن‬ ‫تمهيد‬ ‫‪ 1-II‬ماهية الرمز‬ ‫أ ‪-‬لغة‬ ‫ب ‪-‬الرمزية في الحقل األدبي‬ ‫أوال‪ :‬المرأة من خالل العنوان‬. ‫‪/‬‬. ‫ثانيا‪ :‬توظيف المرأة من خالل المضمون الروائي‬.

(19) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫تمهــيـــــد‪:‬‬ ‫مف المعمكـ أف اسـ " العمـ " في تحميؿ النصكص الركائية ىك سيد الدكاؿ السيميائية‪ ،‬كذلؾ‬ ‫مف خبلؿ تحميؿ رمكزه كأيقكناتو كتفكيؾ رمزيتو حسب مفيكـ البيرسي (‬. ‫‪ )peirce‬تشريحيا‬. ‫كتركيبيا‪ ،‬كمف المعركؼ أف اسـ العمـ يتككف مف اسـ الشخص كلقبو‪ .‬كأحيانا مف لؽب أك صفة‬ ‫لممينة الشخصية مثؿ‪ :‬الحداد اإلماـ‪ ...‬إلخ‪.‬‬ ‫كعمى ىذا األساس ارتأينا أف نحمؿ شخصيات ركايتي " رائحة األنثى " ك" شارع إبميس " كفؽ‬ ‫المنيج السيميائي‪ ،‬معتمديف عمى تكظيؼ مجمؿ الدالالت التي يرتكز عمييا اسـ العمـ‬. ‫مف‬. ‫خبلؿ عبلقتو بالشخصية ككظيفتو كعبلقتو بالركاية‪.‬‬ ‫‪ .I‬داللة األسماء‪)Signification des noms( :‬‬ ‫‪- 1‬اسم العمم الشخصي بين االعتباطية والقصدية‪:‬‬ ‫يمكف أف تككف العبلقة بيف االسـ الداؿ كمسماه المدلكؿ عبلقة اعتباطية "‬. ‫كمف جية يمكف‬. ‫ليذه األسماء مف ناحية أخرم إما أف تقيـ مع الشخصية عبلقة تداكلية محضة‪ ،‬كاما أف تكجد‬ ‫مقحمة في الجانب التركيبي " (‪ .)1‬أم تكجد عبلقة اتفاقية بيف اسـ العمـ أك اصطبلحية " كما‬ ‫يذىب إلى ذلؾ فريديناند دكسكسير " (‬. ‫‪ ،)f, D. Saussure‬كقد تككف العبلقة بيف الداؿ‬. ‫كالمدلكؿ كما ذىب بذلؾ أفبلطكف ( ‪ )Platon‬قديما أك عبلقة ًعمٌىية كسببية كاصطناعية مقترنة‬. ‫بقصدية ما (‪)2‬؛ أم أف اإلسـ مرتبط كمعبر عف خصكصية كسببية كاصطناعية مقترنة بقصدية‬ ‫(‪)3‬‬ ‫يعد أحيانا بكابة التكاصؿ بيف‬ ‫ما" ‪ .‬أم أف االسـ مرتبط كمعبر عف خصكصية الشخصية‪ .‬فيك ٌ‬. ‫القارئ كالنص الركائي " فاالسـ ىك الذم يحدد الشخصية‪ ،‬كيجعميا معركفة بعد أف كانت فكرة‬ ‫مختزلة في بعض الصفات المعبر عنيا‪ ،‬فبل بد لمشخصية مف اسـ يككف بمثابة السمة التي‬ ‫(‪ -)1‬جكيدة حماش‪ « :‬بناء الشخصية في حكاية عبدك الجماجـ كالجبؿ‪ ،‬مقاربة في السرديات»‪ ،‬منشكرات األكراس‪ ،‬الجزائر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،2007 ،‬ص‪.57 ،56‬‬ ‫(‪-)2‬جميؿ حمداكم‪ ،‬المغة في الخطاب الركائي‪ ،‬مجمٌة الرافد‬. ‫‪http://.arraFid.ae/arrafid/p20.html _ 3- 2012. /‬‬. ‫(‪-)3‬المكقع نفسو‪.‬‬. ‫‪16‬‬.

(20) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫م تحقؽ‬ ‫تميز الشخصية عف بقية الشخصيات المنتظمة في نفس اإلطار الفني " (‪ .)1‬فيذه القصد ة‬ ‫لمنص مقركئية كلمشخصية كاقعية أكثر (*) ألف االسـ الشخصي عبلمة لغكية "‬. ‫(‪)2‬‬. ‫متككنة مف‬. ‫داؿ كمدلكؿ تربط بينيما عبلقة اعتباطية‪ ،‬لذلؾ يجدر بنا أف نبحث في األسباب كالدكافع التي‬ ‫جعمت المؤلؼ يختار مف خبلليا أسماء الشخصيات‪.‬‬ ‫كنتكقؼ عند أىـ الشخصيات في ركايتي " رائحة األنثى " ك" شارع إبميس " لنقكـ بتحميؿ‬ ‫داللة أسمائيا كنبدأ بحقؿ األسماء في ركاية " رائحة األنثى "‪.‬‬ ‫ائحة األنثى‪ :‬زىار‪ " :‬نسبة ألزىار نكر كؿ نبات جمع زىر‪ ،‬كالزىر‪ :‬أبيض بياضا جميبل‬‫أ ر‬ ‫الحسف األبيض مف الرجاؿ "(‪ ،)3‬كنجد اسمو الحقيقي " جماؿ الديف زعيتر " أما لقبو فيك "زىار"‬ ‫كىك شخصية تعشؽ الحرية تنتمي إلى الطبقة المثقفة ذات أيديكلكجية شيكعية مؤمنة بأفكارىا‬ ‫لدرجة كمفتو فقد حياتو‪.‬‬ ‫ " يامنة "‪ :‬كىي "حمامة برية‪ ،‬مدينة بالسعكدية (زرقاء اليمامة)‪ :‬كانت تبصر عمى بعد مسيرة‬‫ثبلثة أياـ " (‪ .)4‬يمامة شخصية رئيسية كىذا المقب كليس اسميا الحقيقي فى ىع ىم ىد الركائي إلى ذكر‬ ‫نكه إلى أف ىذا االسـ ىك لقب ليا أما اسميا فيك‬ ‫لقبيا كتيميش اسميا الحقيقي‪ ،‬حيث ٌ‬. ‫فكاح يصنع منو العطكر" (‪ .)5‬ىك االسـ‬ ‫"ياسمينة"‪" :‬ياسميف"‪ :‬نبات أبيض كأصفر ٌ‬ ‫طيب الرائحة ٌ‬ ‫الحقيقي "ليامنة"‪.‬‬. ‫ "ابن بطوطة"‪ :‬رحالة يحكي حكايات شعبية شفاىية‪ ،‬مكجية لجميكر محدد نممس فييا أحيانا‬‫الكاقعية كاسمو مستمد مف التراث‪.‬‬ ‫(‪-)1‬جكيدة حماش‪ « :‬بناء الشخصية في حكاية عبدك الجماجـ كالجبؿ‪ ،‬مقاربة في السرديات»‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫(*)‪ -‬أم إقتراب الشخصية الركائية مف مطابقة الشخصية الكاقعية‪.‬‬ ‫(‪ -)2‬إدريس بكذيبة‪ :‬الرؤية كالبنية في ركايات طاىر كطار‪ ،‬منشكرات جامعة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ط‪ ،2009 ،1‬ص‪.150‬‬ ‫(‪ -)3‬خضر الخالدم‪ :‬األسماء معانييا العربية كأشير مف حمميا‪ ،‬مؤسسة الفرساف لمنشر‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬ص‪.24‬‬ ‫(‪ -)4‬المرجع نفسو‪ :‬ص‪.461‬‬ ‫(‪-)5‬المرجع نفسو ‪ ،‬ص‪.458‬‬. ‫‪17‬‬.

(21) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫ "عبد القادر عمولة"‪" :‬عبد القادر"‪ :‬كىك الخاضع هلل صاحب القكة" (‪" .)1‬عمكلة" لقبو العائمي‬‫المتعصبكف‪ ،‬كىك الشخصية الرئيسية في الركاية‪ ،‬كىك يتمتٌع‬ ‫كىك مثقٌؼ كفناف كمسرحي اغتالو‬ ‫ٌ‬. ‫بجرأة كقكة جعمتو يقؼ في كجو القتمة‪.‬‬. ‫ "حمامة"‪ :‬اسـ طائر ك "حمامة"‪ :‬ىي عاشقة لزىار كىي مدلمة الركاية كلقب "حمامة" ينطبؽ‬‫عمييا‪ ،‬ألف الركاية تظير شخصيتيا ىادئة قميمة الكبلـ محبة لمسفر‪.‬‬ ‫ "زبيدة"‪ :‬تصغر "زبدة"‪ :‬كىي صفك الشيء‪ ،‬كالزبد‪ :‬خبلصة الحميب الزباد‪ :‬الطيب‪ ،‬كزبيدة‬‫لقب امرأة "ىاركف الرشيد" الخميفة العباسي‪ ،‬لنعمة في يدىا كىي أـ األميف بف ىاركف الرشيد‬ ‫كبنت جعفر المنصكر"(‪.)2‬‬ ‫ "لوفا"‪ :‬عشيقة ابف بطكطة "لكفا" التي ما ىي إال تحكير لكممة " ‪ "louve‬في الفرنسية التي‬‫(‪)3‬‬ ‫حبيا‬ ‫تعني الذئبة" ‪ .‬كينطبؽ عمييا االسـ كىي جاسكسة تعشؽ أنطكاف كىك مف كظٌفيا لحسابو ٌ‬. ‫لو حيث باعيا أكثر مف مرة فتظير لكفا كشخصية منقادة مستغمة حيث انتيى بيا األمر إلى‬. ‫البحث عف زبائف المتعة كعرض جسدىا لمبيع‪ .‬كما تحيمنا الذئبة إلى ذئبة المعبد التي أحبيا‬ ‫أكثر مف شاعر‪،‬ككاتب مف بينيـ أبكلينير الذم بكاىا طكيبل أماـ الجسر‪،‬أيضا نيتشو الذم‬ ‫إعترؼ أنو ليس فيمسكفا لمقكة كالذئبة امرأة تفكقت عمى العديد مف الرجاؿ‪.‬‬ ‫ب‪ -‬شارع إبميس‪:‬‬ ‫"زبيدة"‪ :‬سبؽ أف تعرضنا ليذا االسـ معجميا في ركاية "رائحة األنثى" كىي زكجة القائد‬‫كعشيقة إسحاؽ كينطبؽ عمييا االسـ فيي امرأة جميمة كشابة مقبمة عمى الحياة‪.‬‬. ‫(‪ -)1‬خضر الخالدم‪ :‬األسماء معانييا العربية كأشير مف حمميا ‪ ،‬ص‪.326‬‬ ‫(‪-)2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.212‬‬ ‫(‪-)3‬أميف الزاكم‪ ،‬رائحة األنثى‪ ،‬ص‪.66‬‬. ‫‪18‬‬.

(22) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫‪"-‬فوزية"‪ " :‬ناجية‪ ،‬ظافرة‪ ،‬ناجحة" (‪ .)1‬كفازك "ىك تصغير السميا الحقيقي‬. ‫(‪)2‬‬. ‫فكزية كحممت‬. ‫لقب فازك حتى تيرب مف ماضييا كربما لمتستر خمفو‪ ،‬فكأف لقب "فازك" قناع تتخفى خمفو‬ ‫فكزية كانطبؽ عمييا االسـ حيث نجحت كحققت شيرة في مجاؿ الغناء كالدراسة كحصمت عمى‬ ‫شيادة الماجستير مف جامعة سكريا‪ .‬فازك "امرأة صنعت الفرح"(‪.)3‬‬ ‫"سهى"‪" :‬كككب خفي مف بنات نعش الكبرل‪ ،‬كالناس يمتحنكف بو أبصارىـ (أرييا السيى‬‫كتريني القمر) كيقاؿ لو النعش" (‪ .)4‬كىي زكجة المانك كينطبؽ عمييا االسـ حيث اختفت مف‬ ‫حياة المانك كجعمتو يتع ٌذب في البحث عنيا‪.‬‬ ‫"المانو"‪ :‬كىي كممة تعني "الحظ" "بالميجة الكىرانية" (‪ .)5‬كينطبؽ عميو االسـ فالمانك شخصية‬‫تتمتع بحظ كبير فبنى مممكتو كجمع أمكاالن في مدة قصيرة‪.‬‬ ‫طيب الرائحة‪ ،‬الكاحدة زينبة (أصميا زيف أب) حذفت األلؼ‬ ‫‪"-‬زينب"‪" :‬شجرة حسف المنظر ٌ‬. ‫لكثرة استعماليا‪ ،‬دىف السمسـ"(‪.)6‬‬. ‫سميت المرأة" (‪.)7‬‬ ‫أما معجميا‪" :‬الزينب‪ :‬شجر حسف المنظر ٌ‬‫طيب الرائحة‪ ،‬كبو ٌ‬. ‫ككؿ ىذه األسماء التي تناكلناىا سكاء في ركاية "رائحة األنثى" أك ركاية "شارع إبميس"‬. ‫تحمؿ داللة المطابقة‪.‬‬ ‫‪ -2‬داللة المطابقة‪ :‬نعني بداللة المطابقة "أف يدؿ اسـ عمى الشخصية المرسكمة داللة إحالة‬ ‫أك استغراؽ كتطابؽ كذلؾ عمى مستكل األكصاؼ كالنعكت كالمزايا‪ .‬أم‪ :‬يعبر اسـ العمـ بكؿ‬ ‫(‪-)1‬خضر الخالدم‪ :‬األسماء معانييا العربية كأشير مف حمميا‪ ،‬ص‪.379‬‬ ‫(‪ -)2‬أميف الزاكم‪ :‬شارع إبميس‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫(‪ -)3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫(‪-)4‬خضر الخالدم‪ :‬األسماء معانييا العربية كأشير مف حمميا‪ ،‬ص‪.379‬‬ ‫(‪ -)5‬أميف الزاكم‪ :‬شارع إبميس‪ ،‬ص‪.83‬‬ ‫(‪ -)6‬خضر الخالدم‪ :‬األسماء معانييا العربية كأشير مف حمميا‪ ،‬ص‪.227‬‬ ‫(‪ -)7‬ابف منظكر‪ :‬لساف العرب‪ ،‬ج‪،1‬دار صادر بيركت‪،‬ط‪ 1،1997‬ص‪.453‬‬. ‫‪19‬‬.

(23) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫جبلء ككضكح عف الشخصية المكصكفة تعبي ار شامبل ككميا‪ .‬كبتعبير آخر‪ ،‬يصبح اسـ العمـ داال‬ ‫معنكيا مطابقا لمشخصية المرصكدة في الركاية" (‪ .)1‬مثبل "لكفا" يقكؿ الراكم "قالت لكفا"‪ :‬جئت‬ ‫إلى مالطا مف مكسكك في إطار عقد عمؿ بشركة طيراف ثـ كجدت بعد أسبكع أحمؿ اسـ‬ ‫"فاطمة" بجكاز سفر لبناني‪ ،‬سافرت بو إلى "اليمامة" أك عفكا إلى "المنامة" قضيت عشريف يكما‬ ‫ثـ مف ىناؾ سافرت بجكاز سفر يمني إلى طيراف ثـ قضيت ىناؾ أحدا عشر يكما كمف ثـ‬ ‫بجكاز سفر جزائرم باسـ جديد ىك "عائشة" سافرت إلى الرياض قيؿ لي‪ ...‬يمكف لؾ أف تؤدم‬ ‫العمرة ىناؾ‪ ...‬في كؿ رحبلتي عرفت الرجاؿ كالعكالـ الداكنة التحت‬. ‫–أرضية‪ ...‬ككنت أينما‬. ‫نزلت يتـ تزكيجي برجؿ أك أكثر (‪ .)2‬فانطبؽ لقب الذئبة عمى "لكفا" فيي امرأة ذكية شرسة تنقض‬ ‫عمى فريستيا مف الرجاؿ كال تتركو حتى تأخذ منو ما تريد‪.‬‬ ‫مف خبلؿ ىذا كمو يتضح لنا أف االسـ العمـ الشخصي قد يؤدم داللة المطابقة كنجد ذلؾ‬ ‫عند إحالة االسـ عمى مدلكلو بطريقة مباشرة‪.‬‬ ‫‪ -3‬داللة االعتباطية‪" :‬قد يكظؼ اسـ العمـ الشخصي في كثير مف الركايات بشكؿ اعتباطي‬ ‫عشكائي‪ ،‬بيد أف داللتو ال تككف مقصكدة بشكؿ دقيؽ كمضبكط‪ ،‬أم‪ :‬تستمر أسماء األعبلـ‬ ‫الشخصية في كثير مف األحياف مف دكف رابط سببي أك قصدية ما (‪ .)3‬كما ىك الحاؿ مع اسـ‬ ‫أبك بساـ‪ ،‬فاطمة‪ ،‬األـ‪ ،‬فنجد أف ال داللة لو داخؿ المتف الركائي‪.‬‬ ‫نبلحظ أف ىذه األسماء كجدت في الركايتيف "رائحة األنثى" ك "شارع إبميس" دكف أف تحمؿ‬ ‫داللة كما نبلحظ أيضا أف الركائي حر في تكظيؼ القصدية‪ ،‬فيك حر في التسمية فنجده أطمؽ‬ ‫ألقابا مينية مثؿ‪" :‬الحداد"‪" ،‬السكير"‪ ،‬كما عيف الشخصية حسب كضعيا الزكجي أك األمكمي‪،‬‬ ‫أك االعتماد عمى ألفاظ تدؿ عمى القرابة (األب‪ ،‬األـ) فيقكؿ‪:‬‬ ‫(‪ -)1‬حميد الحمداكم‪ :‬الدالالت السيميائية في الركاية العربية السعكدية‪ ،‬مجمٌة الرافد‪،‬‬. ‫‪3- 2012‬‬. ‫(‪ -)2‬أميف الزاكم‪ :‬رائحة األنثى‪ ،‬ص‪.31‬‬ ‫(‪ -)3‬جميؿ الحمداكم‪ :‬مجمة الرافد‪،‬‬. ‫‪3- 2012‬‬. ‫‪http://www.arraFid/p20htm/‬‬. ‫‪20‬‬. ‫‪http://www.arraFid/p20htm/‬‬.

(24) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫"زكجة الشيخ ككاكبي"‪ .‬كأحيانا يكتفي بذكر جنسية الشخصية نسبة إلى كطنيا‪ ،‬مثؿ‪" :‬اإليرانية"‬ ‫ك "المرأة السكدانية"‪ ،‬ك "األككرانية"‪.‬‬ ‫‪" -3‬داللة المفارقة"‪ :‬تعتمد داللة المفارقة عمى تثبيت المفارقة عمى تثبيت التناقض بيف اسـ‬ ‫العمـ الشخصي كأفعالو الكظائفية‪ ،‬أك التأشير إلى كجكد كصفات كأفعاؿ تعاكس االسـ الشخصي‬ ‫في كؿ إيحاءاتو الداللية" (‪ .)1‬كما ىك الحاؿ مع اإلماـ‪" :‬قدكة حسنة المثاؿ‪ .‬اإلماـ مف يقكد‬ ‫(‪)2‬‬ ‫مسمى الفقيو‬ ‫المصميف في الصبلة كاإلماـ الكاتب‪ :‬الحاكـ ككلي األمر" ‪ .‬كأكرده الركائي تحت ٌ‬. ‫تعمد الركائي السككت عنو ألنو بحاجة إليصاؿ رسالة كىي الدكر السمبي الذم يمعبو في‬. ‫المجتمع كتناقض اسمو مع شخصيتو‪.‬‬ ‫"إسحاق"‪ :‬كىك الشخصية الرئيسية في الركاية كاسمو الحقيقي عبد اهلل كىك اسـ مركب‬ ‫كمعنى "عبد اهلل"‪" :‬عبيد اهلل"‪ ،‬كالمحبكب هلل فاهلل سبحانو عميـ عمى الذات اإلليية" (‪.)3‬‬ ‫فيذه الشخصية بعيدة كؿ البعد عف ىذا االسـ‪ ،‬فيي شخصية تتبع شيكاتيا مقبمة عمى جميع‬ ‫المنكرات فاسمو ال يمت بصمة التقرب إلى اهلل كاإليماف‪.‬‬ ‫نستنتج مما ذكرناه أف الركاية العربية عنيت بتكظيؼ االسـ الشخصي بدالالت سيميائية‬ ‫متنكعة‪ ،‬فمرة معتمدة عمى الداؿ االعتباطي‪ ،‬كأخرل عمى القصدية‪ ،‬كالتي تحمؿ دالالت تفسيرية‬ ‫كأحيانا تعتمد عمى دالالت المفارقة كالتطابؽ‪ ،‬فاالسـ ال يختاره الركائي بشكؿ مجاني كانما كفؽ‬ ‫داللة نصية سياقية تفرضيا الركاية‪.‬‬ ‫أردت مف خبلؿ سيميائية األسماء الفاعمة في المتف الركائي‪ .‬أف أعزز كأخصب داللتيا مف‬ ‫خبلؿ التطرؽ إلى سيمائية األعمار‪ ،‬حتى أعطي لمقارئ فرصة تخمييا ألضفي عمى الركاية‬ ‫كاقعية‪ .‬غير أف أميف الزاكم لـ يعط أىمية ألعمار شخصياتو فسكت عنيا‪ ،‬كأكتفى بترسيـ عمر‬ ‫(‪ -)1‬المكقع السابؽ‪،‬‬. ‫‪3- 2012‬‬. ‫‪http://www.arraFid/p20htm/‬‬. ‫(‪-)2‬خضر الخالدم‪ :‬األسماء معانييا العربية كأشير مف حمميا‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫(‪-)3‬المرجع نفسو‪.327 ،‬‬. ‫‪21‬‬.

(25) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫البعض منيا‪ .‬كيرجع ىذا السككت قصدا لككف ىذه الشخصيات نماذج بشرية مثمت الصراع‬ ‫القائـ بيف أفراد المجتمع‪ .‬كىناؾ مقصدية كراء ىذا السككت باعتبار أف العذاب كاحد كاأللـ نفسو‬ ‫ألف شخصيات الركايتيف تساكت في كمية الكجع ‪.‬‬ ‫‪ -II‬البناء المورفولوجي لمشخصيات‪:‬‬ ‫اجتيد الركائي في رسـ شخصياتو‪ ،‬محاكال إعطاءىا صفة إنسانية‪ ،‬ككاقعية‪ ،‬حتى نتفاعؿ‬. ‫«‬ ‫كأنيـ أشخاص كاقعيكف‬ ‫معيا كذلؾ أف لمركاية قدرة خاصة عمى جعؿ شخصياتيا مقبكلة‪ٌ ،‬‬ ‫يخكضكف تجربة معاشة‪ ،‬أك يمكف أف تعاش »(‪ )1‬كانطبلقا مف التسميـ باستكماؿ الشخصية آخر‬. ‫صفحة مف صفحات الركاية‪ ،‬نتتبع مراحؿ نمكىا كبداية كيؼ كاف البناء الخارجي لمشخصيات‬ ‫المحكرية في ركاية " رائحة األنثى "؟‪.‬‬ ‫أ ‪-‬رائحة األنثى‪:‬‬ ‫صكر الركائي شخصياتو في ركاية " رائحة األنثى"‪ ،‬تصكي ار شامبل حيث‬. ‫«‬. ‫ينصرؼ المؤلٌؼ‬. ‫مككناتيا‪ :‬الينداـ‪ ،‬الييئة‪ ،‬العبلمات الخصكصية‪ ،‬كما‬ ‫إلى رسـ الصكرة الخارجية لمشخصية بكؿ ٌ‬. ‫إلى ذلؾ‬. ‫»(‪)2‬‬. ‫فصكر الركائي األـ كاآلتي‪:‬‬. ‫« كاف كجييا يقكؿ مف خبلؿ حمرة كجنتييا‪ ،‬كمف خمؼ زجاج نظٌارتيا‪ٌ ،‬إنيا مقبمة عمى فرح‬ ‫»(‪)3‬‬ ‫كبير بعد أف حزنت كثي ار لمكت أختي‬ ‫«‬. ‫كانت أمي عمى الرغـ مف حزنيا‪ ،‬كىي بتمؾ النظٌارة‪ ،‬مثيرة لمضحؾ‪ ،‬كانت تسقط مف عمى‬. ‫أرنبة أنفيا كؿ لحظة ‪ ،‬إلى أف اكتشفت حيمة جعمتيا تربطيا بشريط حريرم إلى عنقيا فارتاحت‬ ‫كأصبح شكؿ أمي بالنظارة مقبكال كعاديا كغير مضحؾ بعد شير تقر نيبا‬. ‫»(‪)4‬‬. ‫(‪ -)1‬حسف البحراكم‪ :‬بنية الشكؿ الركائي ( الفضاء‪ ،‬الزمف‪ ،‬الشخصية ) المركز الثقافي‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪ ،‬ط‪ ،1990 ،1‬ص‪.300‬‬ ‫(‪ -)2‬إبراىيـ صحراكم‪ :‬تحميؿ الخطاب السردم‪ ،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬دار اآلفاؽ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص‪.105‬‬ ‫(‪ -)3‬أميف الزاكم‪ :‬رائحة األنثى‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫(‪ -)4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.37‬‬. ‫‪22‬‬.

(26) ‫الفصل األول‪:‬‬ ‫«‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫كانت أمي تضحؾ‪ ،‬تعجبني أمي حيف تضحؾ فتممع ضرسيا الذىبية في البداية كانت‬. ‫لكنيا مع مركر الزمف نسيت ضرسيا كذىب‬ ‫تضحؾ بمؿء فميا حتى يبرز ذىب ضرسيا‪ٌ ،‬‬ ‫»(‪)1‬‬ ‫فميا‪ ،‬فاحتفظت بعادة اعكجاج جميؿ أنكثي لفـ يضحؾ‬. ‫«‬ ‫بأف الشخصية‬ ‫تعمد ذلؾ ألنو اعتمد فرضية تقكؿ ٌ‬ ‫مف خبلؿ ىذه األكصاؼ نجد ٌ‬ ‫أف الراكم ٌ‬ ‫المترككة دكف كصؼ أك بدكف تمييز يمكنيا أف تككف أكثر حضك ار في الركاية مف الشخصية‬. ‫المكصكفة بكضكح تاـ‬. ‫»(‪)2‬‬. ‫فاألـ تمثؿ الجماؿ العربي مف خبلؿ حمرة كجنتييا‪ ،‬كجماؿ ضحكتيا‬ ‫تقرر مكاصمة الحياة رغـ‬. ‫التي تكجتيا بضرس ذىبي‪ ،‬كما تمثؿ األـ الحنكنة البشكشة التي‬. ‫بأف الحياة معركة‬ ‫أف ىذه األـ كاعية ٌ‬ ‫اآلالـ كالمآسي مف أجؿ االعتناء بأكالدىا الباقيف‪ ،‬كما ٌ‬ ‫ىزائـ كانتصارات‪ ،‬فتفضؿ جمع شمؿ بناتيا كالتعايش مع ألميا‪.‬‬ ‫‪-‬فضيمة‬. ‫«‬. ‫التي كانت عيكنيا‪ ،‬كعيكف فيدة شرسة ىاىي منكسرة كفقدت عقميا فاستسممت‬. ‫ليذياف عميؽ‬. ‫»(‪)3‬‬. ‫عيكف فضيمة مثمت المرأة المجركحة‪ ،‬المحطمة المنكسرة‪ ،‬التي ال تطيؽ‬. ‫صب ار عمى فقد صديؽ‪ .‬كقد مثمت أيضا الصكرة اإلنسانية لتعاطؼ الشخصيات مع بعضيا‬ ‫اؿبعض في المصائب كالمحف‪.‬‬. ‫‪-‬عبد القادر عمولة‪ « :‬يسير عبد القادر عمى جانبي‪ ،‬كقد قمؽ لخبر إطبلؽ النار عمى الطاىر‬. ‫جاككت‪ ،‬اآلف أتأمؿ أكثر قامتو كضخامة جثٌتو‪ ،‬ضخامة مكزعة بتناسؽ جسد منحكت مف‬. ‫»(‪)4‬‬ ‫ككأف ىذه المبلمح لجندم حرب‪ ،‬كليست لفناف‪ ،‬رٌبما قصد الراكم إدماج القارئ مع‬ ‫مسرح‬ ‫ٌ‬ ‫ألف ق في نظره ىك مف يقؼ في كجو القتمة ٌإنو أشبو‬ ‫أحداث الركاية كرسـ عبد القادر بطبل‪ٌ ،‬‬ ‫«‬. ‫فنو ‪ ،‬كجنكده ىـ جميكره‪.‬‬ ‫بقائد‪ .‬ؼ‬ ‫الفناف قائد أيضا ‪ ،‬سبلحو ىك ٌ‬ ‫أق أر مبلمح كجيو الخمسيني الذم يبدك ككجو طفؿ غارؽ في حمـ ينيض مف قركف خمت‬. ‫(‪ -)1‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫(‪ -)2‬حسف البحراكم‪ :‬بنية الشكؿ الركائي‪ ،‬ص‪.227‬‬ ‫(‪ -)3‬أميف الزاكم ‪ :‬رائحة األنثى‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫(‪ -)4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.156‬‬. ‫‪23‬‬. ‫قاؿ ىذه الجممة كأنا ساكتة‬.

(27) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫»(‪)1‬‬ ‫أف عبد القادر عمكلة محافظ عمى براءة ركحو‬ ‫ثـ ييرب‬ ‫رغـ ٌ‬ ‫سنو الخمسيف إالٌ ٌ‬ ‫يداعب عينو ٌ‬ ‫كشفافيتيا‪ ،‬لذلؾ كصفو الراكم بالطفؿ الغارؽ في الحمـ‪.‬‬ ‫«‬ ‫أحدا كال يتكمٌـ العربية كال البربرية‬ ‫الطشقندي‪ :‬سحب الشاب الذم ال شكؿ لو‪ ،‬كالذم ال يشبو ن‬ ‫إالٌ قميبل‪ .‬سحب فنجانا مف عمؽ دفة الخرج مف فكؽ البغمة‪ ،‬دكف أف يسحب لسانو مف فمو‪،‬‬. ‫ثـ مضى في غبار الطريؽ‪ ،‬كتركني مف ساعتيا معمٌقة نيا ار في بياء‬ ‫منحني إياه ٌ‬ ‫حيكاناتو‪ )2(».‬فمثؿ الطشقندم اآلخر الذم يسعى إلى التعايش مع العرب‪ ،‬كخير دليؿ عمى ذلؾ‬ ‫قبكلو الختاف‬. ‫«‬. ‫الطشقندم (*) مختكف‪ ...‬يمكنو أف يظير بنزاىتو بعضكه المقصكص أماـ‬. ‫الجميع‪ ...‬قطع جمدةن كارتاح‪.‬‬. ‫» (‪)3‬‬. ‫‪-‬حمامة‪ :‬مدلٌمة الركاية لـ يبذؿ الراكئي جيدا في كصؼ مبلمحيا الخارجية كذلؾ بترؾ فرصة‬. ‫لتخيميا كرسـ مبلمحيا‪ « .‬حمامة فتاة ذكية »(‪ )4‬أ ٌكد الراكم ٌأنيا ذكية كمثقٌفة قميمة الكبلـ‪.‬‬ ‫لمقارئ ٌ‬ ‫فضؿ السككت عما يحدث في الكطف‪ ،‬خكفنا‪ ،‬أك حزنا‪.‬‬ ‫ليعبر عف المثقٌؼ الذم ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫«‬ ‫يامنة‪ :‬كانت أختي تحاكؿ عبثا‪ ،‬أف تخفي صفار عينييا بالمبالغة في استعماؿ الكحؿ‬‫اإليراني األصيؿ الذم اشترتو مف الطشقندم كانت تخاؼ دائما مف أف ينزلؽ الكتد القصبي‬ ‫الذم تنظـ بو زينة كحميا إلى البؤبؤ فيطفئ النكر نيائيا فييا‪ .‬خاصة ك ٌأنيا بدأت تشعر برجفة‬ ‫خفيفة تجتاح مفاصميا‪ )5(» .‬تجسد يامنة الجماؿ العربي الذم تغنى بو الشعراء العرب‪ ،‬العيف‬ ‫السكداء المتجممة بالكحؿ‪ ،‬رغـ مرضيا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬أما ركاية" شارع إبميس " فكاف البناء المكرفكلكجي لمشخصيات فييا كما يمي‪:‬‬. ‫(‪ -)1‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص(‪.)159،160‬‬ ‫(‪ -)2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.20‬‬ ‫(*) الطشقندم‪ :‬غير مسمـ كحبو ليامنة جعمو يقبؿ الختاف كيتعايش مع سكاف القرية‪ ،‬نسبة لبمد ق طشقند كىي كالية مف كاليات أكز باكستاف‪.‬‬ ‫(‪-)3‬أميف الزاكم‪ :‬رائحة األنثى ‪ ،‬ص‪.138‬‬ ‫(‪ -)4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫(‪ -)5‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.29‬‬. ‫‪24‬‬.

(28) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫«‬ ‫مصرة‬ ‫كانت‬ ‫لذا‬ ‫الدم‬ ‫ك‬ ‫أس‬ ‫ر‬ ‫في‬ ‫يعشعش‬ ‫الذم‬ ‫التقديس‬ ‫ىذا‬ ‫كؿ‬ ‫ييميا‬ ‫يكف‬ ‫لـ‬ ‫أمي‬ ‫زبيدة‪:‬‬‫ٌ‬. ‫عمى مناداتي زبيد‪ ،‬باسـ غريب ىك " مكالة السالؼ الطكيؿ "‬. ‫»(‪)1‬‬. ‫كالشعر الطكيؿ دليؿ عمى‬. ‫الجماؿ كأنكثة زبيدة‪ ،‬فالشعر بالنسبة لممرأة تاج لذلؾ نجدىا شديدة العناية بو‪.‬‬ ‫«‬. ‫كانت المرأة الشابة مبتسمة قادمة إلى الحياة بعنؼ تقضـ تفاحة الدنيا بقكة‪ ،‬لـ أتكمٌـ كنت‬. ‫أنظر إلى حركات شفتييا‪...‬‬. ‫» (‪)2‬‬. ‫ك ٌؿ ىذا يؤ ٌكد الجماؿ الفائؽ الذم تتمتع بو زبيدة‪.‬‬. ‫كثير إضافة إلى الربك فىقى ٍد فىقى ىد جزءا كبي ار‬ ‫القائد‪ « :‬رأيت فييا القائد‪ ،‬كانت حالتو قد تدىكرت نا‬‫»(‪)3‬‬ ‫مف قكة السمع‪ ،‬كىك ما جعمو يميؿ إلى العزلة‪ ،‬كاالنعزاؿ أكثر فأكثر‪.‬‬ ‫منقادا‪ ،‬أك عالة اختار العزلة الطكعية حتى‬ ‫يمثؿ القائد الرجؿ العربي الذم يرفض أف يككف‬ ‫ن‬ ‫يبتعد عف المحيط الذم حكلو‪.‬‬ ‫‪-‬عاممة الفندق‪:‬‬. ‫«‬. ‫أفاجأ بالمرأة صاحبة األنياب المغمفة بالذىب األصفر جالسة عمى طرؼ‬. ‫السرير‪ ،‬دكف حرج أك تردد أخذت تدلؾ لي أصابع قدمي‪.‬‬. ‫»(‪)4‬‬. ‫ييميا‬ ‫تمثؿ المرأة الساقطة التي ال ٌ‬. ‫شيء سكل جمع الماؿ حتى لك كاف عمى حساب جسدىا‪.‬أك ربما تغميفيا ألنيابيا بدافع لفت‬. ‫االنتباه‪ ،‬فالمرأة الساقطة تسعى دكما الستدراج الرجؿ مف خبلؿ المظير الخارجي (لباس‪ ،‬أفعاؿ‬ ‫أقكاؿ‪ ،‬إيماءات‪ ....‬إلخ)‪.‬‬ ‫‪-‬إسحاق‪:‬‬. ‫«‬. ‫بسرعة ارتديت ثيابي‪ ،‬كجدتني أنيقا عمى الرغـ مف التعب الكاضح في العينيف‬. ‫لحيتي بشعرىا الزغبي بدأت تمؤل كجيي قميبل فتجعمني أشعر بأنني أدخؿ مرحمة جديدة مف‬. ‫» ( ‪)5‬‬ ‫أف إسحاؽ بدأ ينضج أكثر فأكثر‪ ،‬كرٌبما ىك نضج ـ فركض عميو‬ ‫العمر‪.‬‬ ‫ىذه المبلمح تدؿ ٌ‬ ‫فمف مف خبلؿ بسفره لمدراسة كجد نفسو كحيدا‪ ،‬بعيدا عف مف يحب حتى كالدتو التي كانت‬. ‫مصدر الحناف بعيدة‪ ،‬فمف خبلؿ المحية كتغير ىندامو‪ ،‬حاكؿ أف يككف مسؤكال ىك ع ف نفسو‪.‬‬. ‫(‪ -)1‬أميف الزاكم‪ :‬شارع إبميس‪ ،‬ص‪.12‬‬. ‫(‪ -)2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫(‪ -)3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫(‪ -)4‬أميف الزاكم‪ :‬شارع إبميس ‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫(‪ -)5‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.58‬‬. ‫‪25‬‬.

(29) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫سيميولوجية الشخصية‬. ‫فازو‪ « :‬كانت االبتسامة العجيبة لمعنابية التي يطمؽ عمييا الجميع اسـ " فازك "‬‫«‬. ‫»(‪)1‬‬. ‫قفزت مف غفكتيا كأسرعت إلى الياتؼ‪ .‬تأممت جسدىا الممفكؼ في سركاؿ جيف بجيبيف‬. ‫»(‪)2‬‬. ‫صغيريف عمى اإل ٍلىيتىٍيف المنتفختيف المنصكبتيف قميبل‪ .‬بدت لي جميمة بقكاـ مشو كجسد مثير‪.‬‬ ‫« نظرت في عينييا فكجدتيما مميئتيف بدمع أخضر‪ ،‬كانت شبو مغمى عمييا‪ .‬خفت أف تمكت‬. ‫بيف يدم‪ ،‬طرحتيا فكؽ السرير كأسرعت إلى مكتب االستقباؿ كي أطمب طبيبا بالياتؼ كسيارة‬ ‫»(‪)3‬‬. ‫إسعاؼ‪.‬‬. ‫فازك كىي الفتاة الجميمة األنيقة‪ ،‬التي تفتقد لؤلماف كتعكضو ببيع جسدىا‪ ،‬الذم‬. ‫ألنو ال يستطيع الصمكد‪ ،‬لتستسمـ كتفارؽ الحياة‪.‬‬ ‫يخكنيا في األخير ٌ‬ ‫الهواري‪ « :‬كاف اليكارم يبدم لطفا كسمككا ناعما ككاف كمٌما حاكؿ المانك المس بكرامتي في‬‫أحاديثنا الميمية‪ ،‬كتمؾ طبيعتو الفبلحية‪ ،‬إالٌ كيتصدل لو بقكة‪ .‬كاف اليكارم شابا كسيما قاد ار‬. ‫مرات كثيرة كفي لحظات الخصاـ كنت‬ ‫عمى اإلغراء كىك يصغر المانك بخمس سنكات أك أكثر‪ٌ .‬‬ ‫أىرب إلى حضنو فأجده دافئا‪ .‬كنت أشتـ فيو رائحة الرجؿ الذم أبحث عنو‪ )4(» .‬ىي مبلمح‬ ‫رجؿ يرفض أف تياف امرأة أمامو حتي لك كاف الجاني ىك أخكه‪ ،‬فاليكارم ىك صكرة لمرجؿ‬ ‫العربي الشيـ المدافع عف المرأة كحامييا‪ .‬كالرافض لظمميا باعتبارىا كائف ضعيؼ‪.‬‬. ‫أتصكرىا عميو كانت‬ ‫فرح‪ « :‬بدت فرح دكف حجاب أصغر مف عمرىا أك باألحرل مما كنت‬‫ٌ‬ ‫طريقتيا في مص السيجار مثيرة كمغرية كانت تعض السيجارة بيف أسنانيا بطريقة جنكسية‬. ‫»(‪)5‬‬ ‫تتمرد عمى عاداتيا لتحقيؽ رغباتيا‪.‬‬ ‫كجنكنية‬ ‫مثمت فرح جماؿ اآلخر‪ ،‬التي ٌ‬ ‫‪-‬زينب‪ « :‬ىي زينب ال ترفع عينييا عف ركايات باكلك ككيمك‪ .‬لقد قرأت كمٌما نشره في العربية‬. ‫مرات أك يزيد كتحفظ بعض مقاطع مف بعض الفصكؿ‪ ،‬كىي‬ ‫بؿ ٌإنيا تق أر الركاية الكاحدة سبع ٌ‬ ‫أكبر قارئة ركاية في العالـ العربي‪ ،‬يجب أف تمنح ليا جائزة " القارئ العربي لمركاية" »(‪ )6‬مثمت‬. ‫(‪ -)1‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.66‬‬ ‫(‪ -)2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫(‪ -)3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص(‪.(102-101‬‬ ‫(‪-)4‬أميف الزاكم‪ :‬شارع إبميس ‪ ،‬ص‪.113‬‬ ‫(‪ -)5‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.146‬‬ ‫(‪ -)6‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.167‬‬. ‫‪26‬‬.

Références

Documents relatifs

Room temperature tensile tests of the hot-worked Ale~TitsMn, specimens with resistance strain gage glued on one side resulted in a small but definite plastic

Le rôle des institutions du marché du travail dans les effets plus importants de la crise sur certains travailleurs n’est en revanche pas établi pour l’Europe, car aucune

The determined Poisson’s ratios, particularly for the off-axis load directions, may be important elastic parameters for the modeling of material behavior, especially as the latter

Operative costs for closure of loop ileostomy were not different between ‘‘stapler only’’ and ‘‘suture only.’’ Suturing reduces material costs, whereas stapling reduces

After CST, clinicians used more often words related to the following subcategories: in the medical topic category for the subcategory precise oncological diag- nosis (p0.049); in

Fibrous dysplasia is a good example where separate interpretation of CT images with the pathognomonic “ground glass” pattern and absence of bone destruction overrules the positive

Therefore Jean Claude Trichet exerted in summer 2011 a lot of pressure on Euro Area Mem- ber States to construct the permanent ESM and reform the EFSF in such a way that the two