• Aucun résultat trouvé

تجريم الإرهاب في القانون الدولي

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "تجريم الإرهاب في القانون الدولي"

Copied!
363
0
0

Texte intégral

(1)‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫جامعة وهران‪-‬قطب بلق ايد‬ ‫كلية الحقوق‬. ‫رسالة دكتوراه في الق انون الدولي و العالق ات الدولية‬. ‫تحت إشراف األستاذ‪:‬د‪ .‬محمد بوسلطان‬. ‫إعداد الطالب‪ :‬طيبي محمد بلهاشمي األمين‬ ‫لجنة المناقشة مشكلة من األساتذة ‪:‬‬ ‫د‪ :‬العربي الشحط عبدالقادر‬. ‫جامعة وهران‬. ‫أستاذ‬. ‫رئيسا‬. ‫د‪ :‬محمد بوسلطان‬. ‫أستاذ‬. ‫جامعة وهران‬. ‫مقررا‬. ‫د‪ :‬شربال عبد القادر‬. ‫أستاذ‬. ‫جامعة البليدة‬. ‫مناقشا‬. ‫د‪ :‬مكلكل بوزيان‬. ‫أستاذ‬. ‫جامعة سيدي بلعباس‬. ‫مناقشا‬. ‫د‪ :‬بوكعبان العربي‬. ‫أستاذ محاضر‪-‬أ‪-‬‬. ‫جامعة سيدي بلعباس‬. ‫مناقشا‬. ‫د‪ :‬بوسماحة نصر الدين‪.‬‬. ‫أستاذ محاضر ‪-‬أ‪-‬‬. ‫جامعة وهران‬. ‫مناقشا‬. ‫السنة الجامعية‪0210 - 0211 :‬‬. ‫‪1‬‬.

(2) ‫والدي و إخوتي وفاء لحقهم و عرفانا بفضلهم‬ ‫إلى‬ ‫ّ‬ ‫إلى كل من ساعدني في إنجاز هذا العمل‬ ‫إلى ضحايا اإلرهاب في العالم‬. ‫‪2‬‬.

(3) ‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬. ‫﴿ ألنتم أشد رهبة في صدورهم من اهلل ذلك بأنّهم قوم ال يفقهون ﴾‬. ‫(اآلية ‪31‬من سورة الحشر)‬. ‫‪3‬‬.

(4) ‫مـــقدمـة ‪:‬‬. ‫تشكل الجريمة الدولية تهديدا لمصلحة المجتمع الدولي في الحفاظ على كيانه‬ ‫وأمنه و ال زالت تشغل فكر فقهاء القانون الدولي‪ ،‬خاصة مع تزايد نسب ارتكاب‬ ‫الجرائم وظهور جرائم متطورة مثل الجرائم اإللكترونية‪ ،‬استخدام القنابل العنقودية‪،‬‬ ‫والنشاطات اإلرهابية ‪ ،‬واختطاف األفراد والطائرات‪ .‬وأضحى منع ارتكاب الجريمة‬ ‫والقضاء عليها من أولويات تحقيق العدالة الجنائية في المجتمع الدولي‪.‬‬ ‫أصبح من الضروري أن يتعامل القانون الدولي مع اإلرهاب لمعالجته وحصره‬ ‫وتجريمه ومحاولة ردعه والقضاء عليه كشكل أو أسلوب مميز للجريمة الدولية‪ ،‬إال‬ ‫أن تعامل القانون الدولي مع ظاهرة اإلرهاب لم يتسم بالسهولة في معالجة وتجريم‬ ‫مختلف الظواهر‪.‬‬ ‫حيث أن تجريم هذه الظاهرة أفرز العديد من الصعوبات والتناقضات‪ ،‬أهمها‬ ‫االختالف حول مفهوم الجريمة كفعل أو ممارسة غير شرعية وبين أبعاد هذه‬ ‫الظاهرة وحدودها وخصوصياتها‪ ،‬فإذا كانت الجريمة‪ ،‬كمؤسسة قانونية‪ ،‬لها‬ ‫مفهومها ووظيفتها وأهدافها الواضحة والدقيقة والمتفق حولها‪ ،‬فإن اإلرهاب بمدلوله‬ ‫الحديث‪ ،‬وهو مدلول متغير ومتطور دوما ‪ ،‬ينظر إليه من زوايا مختلفة باختالف‬ ‫المواقع والمصالح والثقافات‪ ،‬ال تتسم بهذا الوضوح والدقة‪.‬‬ ‫اإلرهاب الدولي كظاهرة عالمية يرتكب في سياق سلوك إجرامي منافي ومخالف‬ ‫للقوانين الوطنية والدولية وبالتالي ينبغي تجريمه وإنزال العقوبات على مرتكبيه‬ ‫وتنفيذها لضمان احترام الحياة اإلنسانية وضمان حماية الممتلكات وسيادة الشرعية‬ ‫الدولية‪.‬‬. ‫‪4‬‬.

(5) ‫تكمن الصعوبة في تجريم اإلرهاب الدولي في عدة نواحي‪ ،‬سواء من حيث‬ ‫تعريف اإلرهاب الدولي‪ ،‬أومن حيث تحديد األعمال التي تدخل فيما يشكل جرائم‬ ‫اإلرهاب الدولي‪ ،‬أومن حيث كذلك تحديد القائمين بهذه األعمال سواء أكانوا دوال أو‬ ‫جماعات إرهابية‪ ،‬فتحديد مفهوم الجريمة اإلرهابية يقوم على معيارين معيار مادي‬ ‫أي األفعال التي تشكل جرائم اإلرهاب الدولي‪ ،‬والثاني شخصي أي تحديد‬ ‫األشخاص المرتكبة لهذه الجرائم‪.‬‬ ‫من خالل التجريم يمكن استخالص أهم الخصائص التي تميز اإلرهاب الدولي‬ ‫عن الجرائم األخرى وبالتالي التعرف إذا ما كانت األعمال اإلرهابية تشكل في حد‬ ‫ذاتها جريمة دولية أم أنها صورة أو وسيلة الرتكاب أعماال أخرى يعتبرها القانون‬ ‫الجنائي الدولي جرائما دولية ‪ ،‬ذلك أن موضوع التجريم يثير عدة إشكاالت قانونية‬ ‫سواء من حيث تكييف األعمال التي تدخل في دائرة اإلرهاب من جهة‪ ،‬و التمييز بين‬ ‫جرائم اإلرهاب الدولي وبعض الجرائم الدولية المشابهة ‪ ،‬كجرائم الحرب والعدوان‪،‬‬ ‫ومن جهة أخرى التمييز بين اإلرهاب الدولي كجريمة دولية ‪ ،‬واستعمال القوة من‬ ‫أجل تقرير المصير كحق مشروع بموجب القانون الدولي ‪.‬‬ ‫إن عدم وجود تعريف موحد لإلرهاب الدولي ال ينفي إمكانية دراسته‪ ،‬فحتى وإن‬ ‫كانت الدراسات الخاصة بتجريم اإلرهاب الدولي حديثة نسبيا‪ ،‬إال أن هدف اإلرهاب‬ ‫الدولي و تقنياته لم تتغير بمرور الزمن‪ ،‬حيث أن جل التعريفات تركز على دوافع‬ ‫القائمين بالجرائم اإلرهابية المتمثلة في ترويع األفراد وابتزازهم ونهب ممتلكاتهم‬ ‫وقتلهم ‪ ،‬فهذه التعريفات تركز على الجانب األخالقي في الموضوع وهو ما يمنع‬ ‫الوصول إلى اتفاق عالمي حول مفهوم اإلرهاب الدولي‪ ،‬لسبب تحكم الضوابط الذاتية‬ ‫ال الموضوعية في التعريف‪.‬‬. ‫‪5‬‬.

(6) ‫إن غياب تعريف موحد ودقيق متداول بين الفقهاء وبين أعضاء الجماعة‬ ‫الدولية لإلرهاب‪ ،‬يدفعنا إلى تسليط المزيد من الضوء على هذه الظاهرة من خالل‬ ‫التطرق ألهم التصنيفات المتضاربة حولها‪.‬‬ ‫تتعدد وتتنوع أصناف وأوجه اإلرهاب بتعدد وتنوع المدى والنطاق واألطراف‬ ‫والفاعلين والطبيعة واألهداف المرتبطة بهذه الظاهرة‪ ،‬لذلك يمكن القول بداية بأن‬ ‫محاولة اإلحاطة بكل صور اإلرهاب ومظاهره صعبة للغاية بالنسبة ألي باحث‪،‬‬ ‫ذلك ألنه ليس هناك تعريف موحد على المستوى الدولي لتحديد جريمة اإلرهاب‬ ‫الدولي من جهة وتكييف األعمال التي تدخل في دائرة اإلرهاب ‪ ،‬ومن ثمة‬ ‫استخالص أركان هذه الجريمة من ركن شرعي‪ ،‬مادي‪ ،‬معنوي‪ ،‬دولي‪ ،‬وركن‬ ‫خاص‪.‬‬ ‫تثير مسألة تجريم اإلرهاب في القانون الدولي ‪ ،‬تحديد األشخاص القائمين‬ ‫بالجرائم اإلرهابية‪ ،‬من حيث اعتبار األعمال المحظورة في اتفاقيات مكافحة‬ ‫اإلرهاب الدولي و التي ترتكبها الدول أعماال إرهابية أو تدخل في عداد جرائم‬ ‫أخرى‪ ،‬ومدى مسئولية الدولة عن الجرائم اإلرهابية التي تقع على أرضها‪ ،‬بجانب‬ ‫التساؤل عن مدى جواز استخدام حق الدفاع الشرعي الوقائي ضد الدولة التي يصدر‬ ‫عنها اإلرهاب‪.‬‬ ‫إن تطور األحداث واألوضاع الدولية جعل األمم المتحدة تغير من موقفها تحت‬ ‫تأثير وضغط بعض الدول القوية والنافذة داخل هذه المنظمة‪ ،‬فأصبحت قرارات‬ ‫الجمعية العامة ال تشمل ممارسات الدولة الرسمية‪ ،‬وإنما انحصرت في العنف الذي‬ ‫ت مارسه التنظيمات بدعم من الدول‪ ،‬وغابت عن هذه القرارات اإلشارة القديمة إلى‬ ‫حقوق الشعوب في تقرير المصير ومقاومته االحتالل بجميع الوسائل المتاحة‪.‬‬ ‫وأصبح اإلرهاب حسب هذه القرارات غير مبرر في كل األحوال والحاالت‪ ،‬وفي‬ ‫هذه الحالة يطرح التساؤل حول الخط الفاصل بين العمليات اإلرهابية وعمليات‬ ‫المقاومة وبالتالي التمييز بين التنظيمات اإلرهابية و حركات التحرر‪.‬‬ ‫‪6‬‬.

(7) ‫إن تحديد طبيعة األشخاص الذين يرتكبون الجرائم اإلرهابية ( دولة‪ ،‬منظمات أو‬ ‫جماعات‪ ،‬أفراد) يعد أمرا بالغ األهمية لتحديد المسؤولية الدولية والمسؤولية الجنائية‬ ‫لتوقيع العقاب إعماال بقاعدة ال جريمة وال عقوبة إال بنص‪.‬‬ ‫احتلت جرائم اإلرهاب جانبا مهما من موضوعات القانوني الدولي وقد‬ ‫ارتكزت هذه الموضوعات في القدرة على التوازن بين نوعين من المتطلبات‪،‬‬ ‫فاألولى تتعلق بمكافحة اإلرهاب من خالل تدابير المنع ووسائل التجريم والعقاب‬ ‫حماية للمجتمع أما الثانية تتعلق باحترام الحقوق والحريات األساسية للمواطنين‪.‬‬ ‫ال يقتصر اإلرهاب على اعتباره جريمة وطنية ‪ ،‬بل أصبح ذو اهتمام دولي‪،‬‬ ‫ويتخذ أحيانا شكل التهديد للسلم واألمن الدوليين‪ ،‬فاإلرهاب يتمثل في سلوك جسيم‬ ‫ينتهك القيم العالمية التي يؤمن بها المجتمع الدولي‪ ،‬وقد ألقى هذا التكييف القانوني‬ ‫لإلرهاب مسؤولية على القانون الدولي‪ ،‬فباشرها من خالل عدد كبير من االتفاقيات‬ ‫الدولية والبروتوكوالت التي تناهض اإلرهاب باإلضافة إلى عدد آخر من االتفاقيات‬ ‫اإلقليمية ‪ ،‬مما أمكن تسمية هذا العدد من الوثائق الدولية بالقانون الدولي لإلرهاب‪.‬‬ ‫ويشمل هذا القانون حتى اآلن أكثر من ‪ 02‬اتفاقية دولية وبروتوكوالت‬ ‫ومجموعة معتبرة من توصيات الجمعية العامة لألمم المتحدة و قرارات مجلس‬ ‫األمن لمواجهة أنماط معينة من العنف تتخذ طبيعة االرهاب‪ .‬وقد لوحظ أن الوثائق‬ ‫الدولية قد عالجت االرهاب بطريقة نوعية‪ ،‬أي يتعلق كل منها بنوع معين من‬ ‫المصالح المحمية التي تهددها أخطار اإلرهاب أو بالوسائل المتبعة في اإلرهاب‬ ‫دون أن تتصدى للمعالجة بطريقة عامة شاملة‪.‬‬ ‫تضافرت الجهود الدولية و اإلقليمية والوطنية لتجريم األفعال المكونة ألعمال‬ ‫اإلرهاب الدولي ‪ ،‬وتقرير العقوبات على مرتكبيها نظرا لخطورتها و تعدد أطرافها‬ ‫و تنوع وسائلها‪ ،‬وارتباطها بجرائم عديدة‪.‬‬. ‫‪7‬‬.

(8) ‫لقد قررت الجمعية العامة لألمم المتحدة في قرارها رقم ‪ 0203‬لسنة ‪2790‬‬ ‫إنشاء لجنة خاصة باإلرهاب الدولي لفحص هذه المسألة من جميع نواحيها‪ .‬إال أن‬ ‫هذه اللجنة عجزت حتى اآلن عن تقديم تعريف شامل لإلرهاب‪.‬‬ ‫ومن ناحية أخرى بذلت لجنة القانون الدولي جهودا مضنية في سبيل تعريف‬ ‫االرهاب بوصفه جريمة ضد السالم‪ .‬وجاء النظام األساسي للمحكمة الدولية الجنائية‬ ‫خاليا من التعرض لجريمة االرهاب‪ .‬وفى أكتوبر ‪ 0222‬على إثر األحداث‬ ‫االرهابية التي وقعت في الواليات المتحدة في ‪ 22‬سبتمبر ‪ 0222‬أ صدر قرار‬ ‫مجلس األمن رقم ‪ 2090‬بناء على الفصل السابع من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وقد‬ ‫أثارت الطبيعة اإللزامية لهذا القرار التساؤل ألن مجلس األمن بمقتضى هذا القرار‬ ‫مارس سلطة تشريعية لم يمنحها له ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬ ‫أبرمت العديد من االتفاقيات الخاصة بمكافحة جرائم اإلرهاب الدولي في إطار‬ ‫المنظمات اإلقليمية‪ ،‬وهذه االتفاقيات لها نطاق محدود الفعالية ‪ ،‬ألنها تحكم العالقات‬ ‫بين أعضاء منظمات إقليمية معينة ولكنها على أية حال تسهم في المناقشات الدائرة‬ ‫حول تعريف اإلرهاب في القانون الدولي‪ ،‬وبذلك أكملت على الصعيد اإلقليمي‬ ‫االتفاقيات الدولية‪ ،‬فأرسى معظمها إجراءات مشتركة لتسليم المجرمين‪ ،‬ويحدد‬ ‫هدف التعاون و يدعو إلى تبادل المعلومات‪.‬‬ ‫في غياب أداة دولية لتنفيذ قرارات مجلس األمن مستقلة عن إرادة الدول‬ ‫األعضاء‪ ،‬تلعب الدول القوية دورا هاما لمحاولة تطبيق قرارات مجلس األمن‪،‬‬ ‫حيث حظيت الواليات المتحدة عل دعم كبير في محاولتها لبناء تحالف دولي ضد ما‬ ‫يسمى باإلرهاب الدولي‪ ،‬لكن العديد من الدول رفضت الدخول في حرب تقودها‬ ‫الواليات المتحدة ‪ ،‬معلنة أنه سيكون أسهل إذا تمت تحت الشرعية الدولية‪ ،‬إذ اعتبر‬ ‫األمين العام للجامعة العربية مثال أن مسألة التحالف الدولي ضد اإلرهاب الذي‬ ‫تسعى الواليات المتحدة لتشكيله ليس عمال عسكريا فحسب‪ ،‬و إنما يجب أن يكون‬ ‫مسألة تعاون سياسي ودبلوماسي وقضائي و اقتصادي و مالي‪.‬‬ ‫‪8‬‬.

(9) ‫قامت عدة دول بسن تشريعات جديدة أو بتعديل تشريعاتها القائمة واستحدثت‬ ‫طرق وممارسات جديدة لمجابهة اإلرهاب‪ ،‬طبقا لما أمالها إياها مجلس األمن في‬ ‫القرار رقم ‪ ،2090‬ويتعين أن تتماشى هذه القوانين الجديدة تماما مع مبدأ سيادة‬ ‫القانون واإلطار القانوني الدولي‪ ،‬السيما القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪.‬‬ ‫وعلى المستوى الوطني قامت تقريبا كل الدول بسن تشريعات مكافحة اإلرهاب‪،‬‬ ‫وعملت على محاربته ومحاولة القضاء عليه‪ ،‬وهذا يدخل في إطار الممارسات‬ ‫الدولية في تجريم اإلرهاب الدولي‪ ،‬ويمكن اعتبار الجزائر نموذجا يحتذى به على‬ ‫الصعيد الدولي‪ ،‬في تعاملها مع اإلرهاب الدولي سواء فيما تعلق بتدابير الرحمة أو‬ ‫الوئام المدني أو تجربة المصالحة‪.‬‬. ‫الهدف من البحث‪:‬‬ ‫إن موضوع تجريم اإلرهاب الدولي لم يخضع إال لبعض الدراسات الموضوعية ‪،‬‬ ‫وعليه فهذه الدراسة تهدف إللقاء الضوء على أبعاد اإلرهاب الدولي من جوانبه‬ ‫القانونية المختلفة بدءا من تحديد المفاهيم إلى دراسة أشكال اإلرهاب من إرهاب‬ ‫الذي تدعمه الدولة و إرهاب التنظيمات ‪ ،‬وتبيان دور الدول و المنظمات الدولية‬ ‫واإلقليمية والخاصة بمكافحة جرائم اإلرهاب الدولي وهذا بدراسة مسألة تجريم‬ ‫اإلرهاب من وجهة نظر قانونية‪.‬‬. ‫‪9‬‬.

(10) ‫أهمية الدراسة‪:‬‬ ‫تأتي هذه الدراسة متزامنة مع االهتمامات الدولية و اإلقليمية بدراسة ظاهرة‬ ‫اإلرهاب الدولي بأبعادها المختلفة على المستوى العالمي و اإلقليمي و الوطني‪ ،‬ومع‬ ‫الجهود التي تبذلها الدول و المنظمات الدولية في مكافحة جرائم اإلرهاب‪ ،‬لذلك نجد‬ ‫أهمية الدراسة تمكن في تحديد المفاهيم التي كثر استعمالها و التي عجزت عن‬ ‫تفسير ظاهرة اإلرهاب الدولي‪ ،‬ولهذا يمكن حصر أهمية الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪-1‬هذه الدراسة تأصيلية‪ ،‬تؤصل تجريم اإلرهاب في القانون الدولي‪ ،‬وبذلك تختلف‬ ‫عن بعض الدراسات التي قد تكون مقارنة أو تحليلية‪.‬‬ ‫‪ -2‬هذه الدراسة تبرز النقص التشريعي في مواجهة اإلرهاب في القانون الدولي‪.‬‬ ‫‪ -3‬تخص هذه الدراسة تتبع تطور االتفاقيات الدولية واإلقليمية في مواجهة جرائم‬ ‫اإلرهاب الدولي‪.‬‬ ‫‪ -4‬إبراز دور الجزائر في مكافحة جرائم اإلرهاب الدولي و اعتبارها سباقة ورائدة‬ ‫في هذا المجال‪.‬‬. ‫إشكالية البحث‪:‬‬. ‫لقد أثار موقف القانون الدولي من االرهاب عددا من المشكالت القانونية‪ ،‬ذلك أن‬ ‫الوثائق الدولية المتعلقة باإلرهاب تقتصر على دعوة الدول إلى مكافحة االرهاب‬ ‫سواء عن طريق المنع أو التجريم ‪ ،‬ولكنها ال تصلح في ذاتها أساسا للعقاب ألنه ال‬ ‫جريمة وال عقوبة إال بنص ‪.‬‬ ‫إن قاعدة "ال جريمة وال عقوبة إال بنص" من المبادئ المسلم بها في القانون‬ ‫الدولي‪ ،‬فالتجريم يكون في شقين‪ ،‬يتعلق الشق األول بحصر الجريمة والثاني في‬ ‫‪10‬‬.

(11) ‫العقاب على هذه الجريمة‪ ،‬ومن خالل هذه القاعدة يطرح تساؤال حول تحديد‬ ‫الجريمة اإلرهابية (الجزء األول) فتجريم اإلرهاب يثير إشكالين األول يتعلق‬ ‫بحصر مفهوم الجريمة اإلرهابية التي تقوم على معيارين معيار مادي مرتبط‬ ‫باألفعال‪ ،‬بمعنى هل كل األفعال التي تدخل في ما يسمى أعمال اإلرهاب الدولي‬ ‫مجرمة دوليا وهل هي واردة على سبيل الحصر؟ (الباب األول) والثاني شخصي‬ ‫يتعلق بتحديد األشخاص المرتكبة لهذه الجرائم‪.‬فهل التنظيمات اإلرهابية أو ما يسمى‬ ‫بالجماعات وحدها المخاطبة بقواعد القانون الدولي المتعلقة بمكافحة اإلرهاب؟ أم أن‬ ‫الدول ك ذلك معنية بهذه القواعد وتأخذ بالتالي وصف الدول اإلرهابية أو الداعمة‬ ‫لإلرهاب؟ (الباب الثاني)‬ ‫والتساؤل الثاني يثار حول العقاب ومكافحة الجرائم اإلرهابية ( الجزء الثاني)‬ ‫فالقضاء على جرائم اإلرهاب الدولي يتطلب تعاونا دوليا سواء في إطار المنظمات‬ ‫الدولية واإلقليمية (الباب األول) أو على مستوى تعاون الدول فيما بينها على‬ ‫المستوى الدولي أو المحلي( الباب الثاني)‪.‬‬. ‫المنهج المستخدم‪:‬‬ ‫نظرا لعدم وجود اتفاق على تعريف جامع و موحد في القانون الدولي لإلرهاب‬ ‫الدولي فسوف نحاول الوصول إلى العناصر المكونة لجريمة اإلرهاب الدولي منهجا‬ ‫قائما على االستبعاد وليس التجريد‪ ،‬حيث نحاول التمييز بين اإلرهاب الدولي‬ ‫والجرائم الدولية األخرى كالعدوان و الجرائم السياسية و جرائم الحرب ‪.‬‬. ‫‪11‬‬.

(12) ‫القسم األول ‪ :‬إشكالية تجريم اإلرهاب الدولي‬ ‫إن تجريم اإلرهاب في القانون الدولي يطرح لنا عدة إشكاليات تتعلق بمفهوم‬ ‫هذه الظاهرة من جهة (الباب األول) ‪ ،‬واختالف اآلراء الفقهية حول اعتبار‬ ‫اإلرهاب الدولي جريمة من عدمه( الباب الثاني)‬. ‫الباب األول ‪ :‬مفهوم اإلرهاب في القانون الدولي‬. ‫يثير موضوع التكييف القانوني لإلرهاب عدم إجماع الفقه الدولي حول اعتبار‬ ‫اإلرهاب الدولي جريمة دولية( الفصل األول)‪ ،‬في حين يرى البعض اآلخر من‬ ‫الفقه أن عدم االتفاق حول تعريف موحد لإلرهاب الدولي هو السبب الرئيس في‬ ‫عدم إمكانية وضع اإلرهاب ضمن خانة الجرائم الدولية( الفصل الثاني)‬. ‫الفصل األول ‪ :‬الجدل الفقهي حول تجريم اإلرهاب الدولي‬ ‫ليس هناك أي وثيقة دولية تنص على اعتبار اإلرهاب الدولي جريمة دولية وال‬ ‫تعريف موحد على المستوى الدولي ‪ ،‬االمر الذي جعل بعض الفقه ينفي تجريم‬ ‫اإلرهاب في القانون الدولي على أساس القاعدة الدولية "ال جريمة وال عقوبة إال‬ ‫بنص" في حين يرى جانب من الفقه أن اإلرهاب الدولي جريمة دولية قائمة بحد‬ ‫ذاتها حيث ال يمكن تجاهل الواقع الدولي ‪ ،‬كما أن الدول تكافح الظاهرة بناء على‬ ‫عدة أصعدة وبالتالي يستحيل إنكار هذه الحقيقة‪(،‬المبحث األول) وعليه وطبقا لهذا‬ ‫االتجاه يجب اعتبار اإلرهاب الدولي جريمة دولية يمكن استخالص أركانها من‬ ‫االتفاقيات الدولية المعنية بجرائم اإلرهاب (المبحث الثاني)‬. ‫‪12‬‬.

(13) ‫المبحث األول‪ :‬محاوالت تجريم اإلرهاب في القانون الدولي‬ ‫للبحث فيما إذا كان اإلرهاب الدولي يشكل جريمة دولية قائمة بحد ذاتها‪ ،‬البد من‬ ‫تحديد مفهوم الجريمة الدولية من جهة (المطلب األول)‪ ،‬والتطرق إلى الجدل الفقهي‬ ‫حول إمكانية تجريم اإلرهاب الدولي (المطلب الثاني)‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الجريمة الدولية‬ ‫نتطرق في هذا المجال إلى تعريف الجريمة الدولية من جهة و مكانة اإلرهاب‬ ‫الدولي ضمن هذه الجرائم‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الجريمة الدولية‬ ‫إن الجريمة الدولية هي جريمة من جرائم القانون الدولي العام و تهدد النظام‬ ‫الدولي بكامله‪ ،‬وتهدف إلى انتهاك المصالح العليا للمجتمع الدولي ‪ ،‬ومن حق كل‬ ‫دول ة أن تمارس إزاءها اختصاصا جنائيا بغض النظر عن جنسية مرتكبها أو‬ ‫ضحيتها أو مكان ارتكابها‪ ،‬ويطبق جزاء على مرتكبها‪ ،‬وهذا الجزاء مقرر بمقتضى‬ ‫قواعد القانون الدولي الجنائي‪ ،‬واألخير فرع من فروع القانون الدولي العام الذي‬ ‫يعين الجرائم ضد السالم و أمن البشرية و ينص على الجزاءات بهدف الدفاع عن‬ ‫النظام العام الدولي‬. ‫(‪)3‬‬. ‫وعليه يمكن القول بأن الجريمة الدولية فعل يعترف به دوليا بأنه جنائي‪ ،‬ويعني‬ ‫هذا أن الفعل يعد جريمة في ضوء المبادئ العامة للقانون الجنائي التي يعترف بها‬ ‫المجتمع الدولي‪ ،‬ومن ثم مناقضا ألحكام القانون الدولي‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫‪3- SchwarzenBerger-The problem of international criminal law current legal problem‬‬‫‪London 1950p155‬‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي‪ -‬محاضرات في المسؤولية الدولية‪ -‬دار الهومة –الجزائر –طبعة ثانية ‪-2002-‬ص ‪81-13‬‬. ‫‪13‬‬.

(14) ‫أوال ‪ :‬تعريف الجريمة الدولية في الفقه الدولي‬ ‫اختلفت التعريفات حول الجريمة الدولية وتعددت‪ ،‬إال أن أغلب الفقه يجمع على‬ ‫أنها سلوك إنساني غير مشروع‪ ،‬صادر عن إرادة إجرامية يرتكبه الفرد باسم الدولة‬ ‫أو برضا منها‪ ،‬ويؤدي إلى انتهاك مصلحة دولية يقرر القانون الدولي حمايتها عن‬ ‫طريق الجزاء الجنائي‪.‬‬ ‫لم يجمع الفقه الدولي على اتفاق كامل بشأن تعريف محدد للجريمة الدولية‪ ،‬ولذا‬ ‫يمكن التمييز بين أكثر من رأي في هذا الخصوص‪ ،‬طبقا لرأي أول‪ ،‬فإن الجريمة‬ ‫الدولية هي أفعال خطرة للغاية يكون من شأنها إحداث االضطراب في أمن الجماعة‬ ‫الدولية ونظامها العالمي‪.‬‬. ‫(‪)1‬‬. ‫وطبقا لرأي ثان فإن الجريمة الدولية هي التي يترتب على وقوعها إلحاق الضرر‬ ‫بأكثر من دولة‪.‬‬. ‫(‪) 2‬‬. ‫وطبقا لرأي ثالث‪ ،‬الجريمة الدولية هي تصرفات مخالفة للقواعد المنصوص عليها‬ ‫في القانون الدولي الجنائي‪.‬‬. ‫(‪) 3‬‬. ‫فنجد الفقيه جالسير ‪ Glasser‬يعرف الجريمة الدولية بأنها الفعل الذي يرتكب‬ ‫إخالال بقواعد القانون الدولي العام و يكون ضارا بالمصالح التي يحميها هذا القانون‬ ‫مع االعتراف لهذا الفعل بصفة الجريمة و استحقاق فاعله العقاب‪.‬‬. ‫(‪)4‬‬. ‫‪1-Pella.v – la condition du droit pénal international- R.G.D.P.I-1952-P398‬‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص ‪12‬‬ ‫‪3-Lombois.c –Droit pénal international-1971-p155‬‬ ‫‪4-Glasser Stefan, Le terrorisme international et Dives Aspects, revue internationale de droit‬‬. ‫‪comparé, Noa,Octobre-Decembre1973p850‬‬ ‫انظر أيضا‪ -‬د‪ .‬محمد منصور الصاوي‪ -‬أحكام القانون الدولي المتعلقة بمكافحة الجرائم ذات الطبيعة الدولية‪-‬رسالة‬ ‫دكتوراه مقدمة لكلية الحقوق –جامعة االسكندرية‪ 3294-‬ص ‪22-31‬‬ ‫‪14‬‬.

(15) ‫إال أنه وحسب رأيي فإن هذا التعريف في حد ذاته غير واضح ألنه لم يوضح‬ ‫من المختص باالعتراف لفعل أو ذاك بصفة الجريمة الدولية من جهة ‪ ،‬ومن جهة‬ ‫أخرى يقول أن فاعله يستحق العقاب لكن لم يتحدث عن من هي السلطة المختصة‬ ‫بذلك‪ ،‬وإن كان قد أوضح المالمح األساسية للجريمة الدولية من حيث أنها فعل يقع‬ ‫بالمخالفة لقواعد القانون الدولي‪ ،‬وفي نفس الوقت يضر بالمصالح األساسية للمجتمع‬ ‫الدولي و هدا سبب تجريم الفعل بمقتضى قواعد القانون الدولي الجنائي فنجده أورد‬ ‫مبدأ العقوبة التي توقع على مرتكب الجريمة الدولية ‪.‬‬ ‫يعرف بالوسكي ‪ Plawski‬الجريمة الدولية بأنها تصرف غير مشروع ألفراد‬ ‫معاقب عليه بالقانون الدولي ألنه ضار بالمصالح األساسية للمجتمع الدولي‪ .‬إال أن‬ ‫هذا التعريف وحسب رأيي يظهر و كأن المسؤولية الدولية يتحملها فقط األفراد دون‬ ‫الدول في حين كان عليه األخذ كذلك بعين االعتبار األفعال التي ترتكبها الدولة أو‬ ‫تسمح بارتكابها مخالفة بذلك القانون الدولي و يستتبع المسؤولية الدولية‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫وفيما يتعلق بالتعريف الذي جاء به الفقيه لومبوا ‪ Lombois‬و الذي يرى أن‬ ‫الجريمة الدولية هي عدوان على مصلحة أساسية للمجتمع الدولي تحظى بحماية‬ ‫النظام القانوني الدولي من خالل ما يسمى بقواعد القانون الدولي الجنائي(‪ ،)1‬لم يسلم‬ ‫من النقد ألنه من جهة عبارة عدوان على مصلحة أساسية للمجتمع الدولي هي في‬ ‫حد ذاتها عبارة غامضة‪ ،‬كما أن القانون الدولي الجنائي ليس وحده المختص في‬ ‫حماية المصالح األساسية للمجتمع الدولي فعناك فروع أخرى للقانون الدولي‬ ‫‪ -3‬د‪-‬مسعد عبد الرحمن زيدان‪-‬اإلرهاب في ضوء القانون الدولي‪– 2002-‬القاهرة –طبعة‪-3‬ص‪13‬‬ ‫‪pénal ,‬‬. ‫‪international‬‬. ‫‪droit‬‬. ‫‪du‬‬. ‫‪fondamentaux‬‬. ‫‪des principes‬‬. ‫‪Etudes‬‬. ‫‪2-Plawski,‬‬. ‫‪précité ,1929,p75‬‬ ‫انظر أيضا‪ - :‬د‪ .‬محمد منصور الصاوي‪-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪13-12-‬‬ ‫‪1- Lombois.c –Droit pénal international-op.cit1971-p156‬‬. ‫‪15‬‬.

(16) ‫هي األخرى تحظى بحماية النظام القانوني الدولي‪ ،‬كالقانون الدولي لحقوق اإلنسان‬ ‫والقانون الدولي اإلنساني و القانون الدولي االجتماعي‪.‬‬ ‫و بالرجوع إلى تعريف الدكتورة منى محمود مصطفى فالجريمة الدولية هي فعل‬ ‫أو امتناع إرادي غير مشروع‪ ،‬يصدر عن صاحبه بالمخالفة ألحكام القانون الدولي‬ ‫بقصد المساس بمصلحة دولية ‪ ،‬يكون العدوان عليها جديرا بالجزاء الجنائي بشرط‬ ‫أن تكون هذه المصلحة هامة و حيوية للجماعة الدولية ‪ .‬لكن السؤال الذي أطرحه ما‬ ‫المعيار الذي يميز بين المصالح الهامة و الحيوية و باقي المصالح األخرى حتى‬ ‫يتحقق الشرط الذي أتت به الدكتورة منى محمود مصطفى‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫و لعل أشمل تعريف حسب رأيي للجريمة الدولية هي كل فعل أو امتناع عن فعل‬ ‫يرتكبه شخص مسؤول جنائيا لحسابه الخاص أو لصالح دولة أو برضاها‪ ،‬وينتج‬ ‫عنه انتهاك خطير اللتزام دولي فيسبب ضررا بمصالح المجتمع الدولي ويترتب‬ ‫على ذلك توقيع العقاب على مرتكبه طبقا لقواعد القانون الدولي الجنائي‪.‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬مفهوم الجريمة الدولية لدى لجنة القانون الدولي‬ ‫لقد ميزت لجنة القانون الدولي في مجال تدوين قواعد المسؤولية الدولية في‬ ‫تقريرها عن أعمال الدورة‪ 40‬سنة ‪ 3299‬بين الخطأ الدولي و الجريمة الدولية ‪،‬‬ ‫حيث عرفت اللجنة الجريمة الدولية بأنها اإلخالل بالتزام دولي على درجة كبيرة من‬ ‫األهمية لحماية المصالح األساسية للمجتمع الدولي ‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫وأوردت اللجنة عدة أمثلة‬. ‫لهذا اإلخالل منها‪:‬‬. ‫‪ -3‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪42-40‬‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي – جريمة إبادة الجنس البشري‪-‬رسالة دكتوراه – جامعة الجزائر‪ -3223-‬ص‪ 43-23‬انظر‬ ‫كذلك ‪Pella –op.cit. p110-111 :‬‬. ‫وأيضا ‪Plawski- op.ci.t p17‬‬. ‫‪16‬‬.

(17) ‫ اإلخالل الجسيم بالتزام له أهمية سياسية في الحفاظ على السلم و األمن الدوليين‬‫مثل تحريم العدوان‪.‬‬ ‫ اإلخالل الجسيم بالتزام يهدف لحماية حق تقرير المصير مثل منع فرض السيطرة‬‫االستعمارية بالقوة‪.‬‬ ‫ اإلخالل الجسيم بالتزام يهدف إلى حماية اإلنسان مثل تحريم إبادة الجنس البشري‪،‬‬‫التفرقة العنصرية ‪ ،‬و الرق‪.‬‬ ‫ اإلخالل الجسيم بالتزام يهدف إلى المحافظة على بيئة اإلنسان و حمايتها مثل منع‬‫تلوث المياه و الهواء‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الجريمة الدولية‬ ‫تتميز الجرائم الدولية كونها توجب تسليم المجرمين الدوليين‪ ،‬ويعد نظام تسليم‬ ‫المجرمين من أبرز صور التعاون الدولي في مجال المعاقبة على الجرائم الدولية‬ ‫التي يرتكبها األفراد‪ ،‬وهو نظام الغرض منه ضمان عدم إفالت المجرم من العقاب‬ ‫إذا ما انتقل من دولة ألخرى‪ ،‬أو إذا ما وجد نظاما سياسيا يسعى إلبعاد الطابع الدولي‬ ‫عنها‪ .‬وهذا ما أكدته معاهدة فرساي ‪ ،1111‬وقرارات األمم المتحدة ‪،‬‬. ‫‪-1‬لقد قام األستاذ شريف بسيوني بدراسة شملت إحصاء أكثر من ‪ 281‬وثيقة دولية ذات صلة بالقانون الدولي الجنائي‪،‬‬ ‫توصل إلى وضع قائمة تضم ‪ 28‬جريمة دولية متفاوتة من حيث الخطورة‪ :‬جريمة العدوان‪-‬جريمة اإلبادة‪-‬الجرائم ضد‬ ‫اإلنسانية‪-‬جرائم الحرب‪ -‬االستعمال و االنتاج و التخزين غير المشروع لبعض األسلحة‪-‬سرقة المواد النووية‪-‬المرتزقة‪-‬‬ ‫االبرتايد‪ -‬الرق وممارسات شبيهة بالرق‪-‬التعذيب وكافة ضروب المعاملة القاسية أو المهنية أو االنسانية‪-‬االستغالل‬ ‫االنساني الالمشروع‪ -‬القرصنة‪-‬المساس بأمن المالحة الجوية الدولية‪-‬المساس بأمن المالحة البحرية و المنشآت القاعدية‬ ‫في البحار‪-‬االنتهاكات ضد األشخاص المتمتعين بحماية دولية‪-‬الجرائم ضد موظفي األمم المتحدة‪-‬احتجاز الرهائن‪-‬‬ ‫االستعمال غير المشروع للوسائل البريدية‪-‬جرائم استعمال و تفجير المتفرقعات‪ -‬تمويل اإلرهاب‪ -‬جرائم زراعة وإنتاج‬ ‫والمتاجرة بالمخدرات‪-‬الجريمة المنظمة العابرة للقارات‪-‬سرقة و تدمير الكنوز األثرية وممتلكات الثقافة الوطنية‪-‬الجرائم‬ ‫المتعلقة بالبيئة‪ -‬المتاجرة الدولية في المواد المخلة بالحياء‪-‬تزييف العملة‪ -‬قطع الكوابل في أعماق البحار‪ -‬رشوة موظفين‬ ‫عموميين أجانب‪.‬‬. ‫‪17‬‬.

(18) ‫ومن ناحية أخرى ال تسري أحكام التقادم على الجرائم الدولية فتبقى المسؤولية عنها‬ ‫قائمة مهما مر الزمن على ارتكابها‪.‬‬. ‫(‪) 1‬‬. ‫وتعتبر االتفاقية الخاصة بعدم تطبيق مبدأ التقادم على مجرمي الحرب والجرائم‬ ‫ضد اإلنسانية التي أقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة في‪ 22‬أفريل ‪( 1128‬في‬ ‫قرارها رقم ‪ )2311‬وثيقة أخرى تدخل في دائرة مصادر القانون الجنائي الدولي‪،‬‬ ‫و الغرض من دراسة هذه الخصائص هو تمييز الجرائم الدولية عن غيرها من الجرائم‬ ‫الداخلية والعالمية ‪.‬‬. ‫(‪) 2‬‬. ‫حيث تتميز الجريمة الدولية بعدة خصائص‪ ،‬تعود في مجملها لطبيعة القانون الدولي‬ ‫من حيث كونه حديث النشأة و عرفي التكوين‪ ،‬لذلك فإن الجريمة الدولية تتسم بأن‬ ‫ركنها الشرعي مستمد من العرف الدولي‪ ،‬وال يمكن أن يستدل عليه في نصوص‬ ‫مكتوبة كما هو الوضع في التشريعات الوطنية‪ ،‬و حتى في حالة وجود مثل هذا‬ ‫النص ‪ ،‬فال يعدو أن يكون دوره سوى كاشفا لوجود عرف دولي موجود سابق‪،‬‬ ‫وبسبب ذلك نجد صعوبة كبيرة في التعرف على الجريمة الدولية ألنه يجب البحث‬ ‫بدقة عن العرف الدولي الذي يجرمها‪ ،‬كما أن فكرتها تتسم بالغموض لذلك طالب الفقه‬ ‫الدولي بوجوب الرجوع إلى القواعد التي يقوم عليها العرف الدولي وقواعد العدالة‬ ‫واألخالق و الصالح العام الدولي و ذلك لمحاولة التغلب على هذه الصعوبة التي‬ ‫تصاحب التعرف على الجريمة الدولية‪.‬‬. ‫(‪) 3‬‬. ‫‪3- SchwarzenBerger-The problem of international criminal law current legal problem- op.cit‬‬‫‪p155‬‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬عبد العزيز العشاوي – جريمة إبادة الجنس البشري‪-‬رسالة دكتوراه‪-‬مرجع سابق‪ -‬ص‪ 43-40‬انظر كذلك‪ :‬د‪ .‬منتصر‬ ‫سعيد حمودة‪ -‬اإلرهاب الدولي‪ :-‬جوانبه القانونية ‪،‬وسائل مكافحته في القانون الدولي العام والفقه الدولي‪ -‬ص ‪14‬‬ ‫‪3-Bassiouni-M .chérif- introduction au Droit Pénal International-Bruylant-Bruxelles-2002‬‬‫راجع أيضا‪:‬‬. ‫‪pp25-28‬‬. ‫ د‪ .‬بوسماحة نصر الدين – مسؤولية رؤساء الدول عن ارتكاب جرائم دولية‪-‬رسلة دكتوراه‪-‬جامعة وهران‪-6002-6002-‬‬‫من بين معايير أخطر الجرائم الدولية‪ :‬أن تلحق الجريمة ضررا بمصالح البشرية كلها‪ -‬ص‪462-461‬‬ ‫‪18‬‬.

(19) ‫تتميز أيضا الجريمة الدولية بكونها غالبا ما تكون جناية حيث أوردت المادة‪32‬‬ ‫من مشروع لجنة القانون الدولي في دورتها الثالثين سنة ‪3229‬التمييز بين الجريمة‬ ‫الجناية الدولية و الجنحة الدولية‪ ،‬حيث ذكرت ما يعد جناية دولية على سبيل المثال‬ ‫ال الحصر وجود انتهاك خطير اللتزام دولي يتعلق بالمصالح األساسية للجماعة‬ ‫الدولية‪ ،‬بحيث تعترف األخيرة في مجموعها بأنه يشكل جريمة دولية فإن لم يكن‬ ‫مثل هذا االعتراف موجود اعتبر هذا الفعل جنحة دولية‪ ،‬و غالبا يرجع الفقه الدولي‬ ‫التمييز بين الجناية الدولية والجنحة الدولية إلى جسامة الفعل دون النظر إلى نوعية‬ ‫العقوبة‪ ،‬لكن السؤال المطروح هو ما معيار تقدير الجسامة لنفرق بين الجناية‬ ‫والجنحة الدولية؟‬. ‫(‪) 1‬‬. ‫تتميز الجريمة الدولية بمالزمتها لمبدأ عالمية حق العقاب بمعنى أن لكل دولة‬ ‫الحق في عقاب مرتكبها دون النظر لجنسية الجناة أو لمكان ارتكابهم للجريمة‪ ،‬أما‬ ‫فيما يخص الجرائم المنصوص عليها في المادة‪ 4‬من اتفاقية روما‪3229‬‬ ‫فاالختصاص يعود للمحكمة الجنائية الدولية‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫وبناء على ما سبق يطرح التساؤل حول ما إذا كان اإلرهاب الدولي تنطبق عليه كل‬ ‫هذه الخصائص و المميزات حتى نلصق وصف الجريمة الدولية عليه؟ هذا ما‬ ‫نتطرق إليه في المطلب الثاني‪.‬‬ ‫‪3-Bassiouni-M .cherif- introduction au Droit Pénal International- op.cit –pp31-36‬‬ ‫انظر أيضا‪ -:‬د‪ .‬منتصر سعيد حمودة –اإلرهاب الدولي ص ‪ 11‬انظر كذلك‪:‬‬ ‫ د‪ .‬بوسماحة نصر الدين – حقوق ضحايا الجرائم الدولية على ضوء القانون الدولي‪-‬دار الفكر الجامعي –اإلسكندرية‪-‬‬‫طبعة‪ -6002-4‬ص‪433‬‬ ‫‪ -‬د‪.‬عبد العزيز العشاوي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪42‬‬. ‫‪ -2‬د‪ .‬إبراهيم محمد العناني‪ ،‬اإلرهاب في ضوء أحكام القانون الدولي ‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬مالطا‪3222،‬‬ ‫‪.‬ص‪ 339‬انظر ايضا‬. ‫‪ SchwarzenBerger-OP.CIT.P157-160‬وأيضا‪:‬‬ ‫‪Glasser – op.cit. p113‬‬ ‫‪19‬‬. ‫‪-‬‬.

(20) ‫المطلب الثاني‪ :‬االختالف الفقهي حول تجريم اإلرهاب الدولي‬ ‫إن كون اإلرهاب الدولي ظاهر ة خطيرة ويمس باألمن والسلم الدوليين‪ ،‬األمر‬ ‫الذي دفع بالفقه في القانون الدولي إلى البحث عن إمكانية تجريم اإلرهاب الدولي‬ ‫وتقرير العقوبات على مرتكبيها وأحيانا حتى إعالن الحرب على الدول الداعمة‬ ‫لإلرهاب أو المساندة له‪.‬‬ ‫إن القول بوجود فعل إرهابي يستوجب أوال قيام جريمة بالمعنى التقليدي وبعده‬ ‫يتم بحث العناصر المكونة له‪ ،‬وعند ثبوت قيامها مجتمعة يمكن القول أننا أمام‬ ‫جريمة إرهابية‪ .‬لقد تباينت اآلراء حول مدى اعتبار اإلرهاب الدولي جريمة دولية‬ ‫فيثار التساؤل عن مدى اعتبار اإلرهاب الدولي جريمة قائمة بذاتها ولها أركانها‬ ‫الخاصة بها أم أنه مجرد باعث على ارتكاب الجريمة الدولية أم أنها ظرف مشدد‬ ‫لها؟ انقسم الفقه الدولي في هذا المجال إلى اتجاهين ‪ :‬اتجاه يرى أن اإلرهاب الدولي‬ ‫جريمة مستقلة لها أركانها التي تميزها‪ ،‬واتجاه آخر يرى اإلرهاب مجرد باعث على‬ ‫ارتكاب الجريمة الدولية‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫االتجاه األول‪:‬‬ ‫يذهب أنصار هذا االتجاه إلى إن المبدأ الثابت والمستقر في القانون‪ ،‬سواء منه‬ ‫الداخلي أو الدولي‪ ،‬أنه "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"‪ .‬فالجريمة ترتبط بالنص‬ ‫القانوني الجنائي‪ ،‬ولذلك يجب البحث في القانون الدولي عن نص يجرم اإلرهاب‪.‬‬ ‫فإن وجدنا هذا النص فإن اإلرهاب الدولي يكون جريمة‪ ،‬وإن لم نجد مثل هذا‬ ‫النص‪ ،‬فإن هذا يعني أن اإلرهاب الدولي ليس جريمة‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫‪ -3‬د‪ .‬منتصر سعيد حمودة –اإلرهاب الدولي‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص ‪11‬‬ ‫‪ -2‬من بين الرافضين‪ -:‬د‪ .‬محمد المجدوب‪-‬الواليات المتحدة األمريكية بين القانون و اإلرهاب‪-‬تحديد اإلرهاب‪ -‬كتاب‬ ‫الفكر‪ – 2009 -‬أيضا د‪ .‬إبراهيم العناني – النظام الدولي األمني‪.‬ص‪ 339‬انظر كذلك‪-‬‬ ‫‪-Wilkinson Paul-terrorism versus liberal democracy :the problem of reponse, in‬‬ ‫‪contemporary terrorism, Gutteridge William-ed the institute for the study of conflict‬‬‫– من الرافضين أيضا‪facts on file publication-1975p29 –ss Murphy-Martin et Romano:‬‬ ‫‪20‬‬.

(21) ‫وبطبيعة الحال يستبعد العرف الدولي من بحثنا هذا‪ ،‬على الرغم من أهميته في‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬ألننا بصدد البحث عن جريمة‪ ،‬والجريمة سواء في القانون الجنائي‬ ‫الوطني‪ ،‬أو القانون الجنائي الدولي ال يمكن أن يكون مصدرها العرف ألنه " ال‬ ‫جريمة وال عقوبة إال بنص " ‪ NULLUM CRIMEN SIN LEGE‬فبالرجوع إلى‬ ‫النصوص الدولية‪ ،‬المكونة لقواعد وأحكام القانون الدولي‪ ،‬فنالحظ عدم وجود نصا‬ ‫قانونيا واحدا يمكن االعتماد عليه في اعتبار "اإلرهاب الدولي" جريمة مستقلة‬ ‫بذاتها‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫ما في األمر أن هناك اتفاقية لمنع اإلرهاب والمعاقبة عليه‪ ،‬تمت صياغتها‬ ‫ومناقشتها سنة ‪ ،3212‬في عهد عصبة األمم المتحدة‪ .‬ولكن هذه االتفاقية‪ ،‬لم يكتب‬ ‫لها حتى أن تولد‪ ،‬أو بتعبير آخر‪ ،‬ولدت ميتة‪ .‬ألنها لم توقع إال من قبل " ‪ " 24‬دولة‬ ‫فقط‪ ،‬ولم تصادق عليها بشكل نهائي سوى دولة واحدة ال غير‪ ،‬هي الهند‪ .‬وقد نسي‬ ‫العالم هذه االتفاقية إبان الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ولم يطالب أحد بإحيائها بعد تلك‬ ‫الحرب أو عند تأسيس منظمة األمم المتحدة سنة ‪.3243‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫قدمت لجنة اإلرهاب الدولي التابعة لجمعية القانون الدولي سنة ‪،3290‬‬ ‫مشروعا جديدا التفاقية موحدة بشأن الرقابة القانونية لإلرهاب الدولي‪ ،‬إال أن عددا‬ ‫من الدول العظمى‪ ،‬وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا‪ ،‬اعترضت‬ ‫على وضع تعريف واحد وموحد لإلرهاب الدولي‪ ،‬وفضلت أن يبقى " اإلرهاب‬ ‫الدولي " عنوانا ‪ ،‬أو مجرد شعار‪ ،‬كي يتاح لها االستنجاد به عند الحاجة ضد من‬ ‫يقف في وجه مصالحها‪.‬‬. ‫(‪)1‬‬. ‫‪3-Wilkinson Paul-OP.CIT-P33-35‬‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬صالح بكر الطيار‪-‬اإلرهاب الدولي‪-‬مركز الدراسات العربي‪-‬األوروبي‪C.E.E.A Champs Elysee75008 -‬‬ ‫‪–Paris‬الطبعة األلى‪ -‬فبراير‪ -3229‬ص‪ 12-10‬انظر أيضا‪:‬‬ ‫‪-Bardoza .J-International Criminal Law-Académie de droit international-vol278-1999-p48‬‬ ‫‪ -1‬د‪ .‬صالح بكر الطيار‪-‬اإلرهاب الدولي‪ -‬مرجع سابق –ص ‪323‬‬ ‫‪21‬‬.

(22) ‫ولقد تابعت لجنة اإلرهاب الدولي جهودها‪ ،‬فاجتمعت سنة ‪ 3294‬في باريس‪،‬‬ ‫وقرر ت إدخال تعديل على مشروع االتفاقية المشار إليها بحيث يغدو اإلرهاب‬ ‫الدولي جريمة يمكن أن ترتكب في زمن السلم أو في زمن الحرب‪ ،‬ومن قبل األفراد‬ ‫أو من قبل الدول‪ .‬ولكن ‪ -‬لحد اآلن‪ -‬ما زال مشروع االتفاقية هذا‪ ،‬حتى بعد تعديله‪،‬‬ ‫حبرا على ورق‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫إن من أوضح األدلة على عدم وجود جريمة مستقلة خاصة باسم "اإلرهاب‬ ‫الدولي " ما ورد في قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 332/42‬بتاريخ‪-32-2‬‬ ‫‪ ،3292‬الذي يشير إلى قرار الجمعية ذاتها رقم ‪ 13/40‬بتاريخ ‪،3293-3-2‬‬ ‫وكالهما يتعلقان بشجب واستنكار أعمال اإلرهاب الدولي‪ .‬فقد ورد في الفقرتين‬ ‫األخيرتين من مقـدمة هذا القـرار أن الجمعية العامة‪ " :‬إذ تسلم بأن من الممكن‬ ‫توسيع الكفاح ضد اإلرهاب‪ ،‬بوضع تعريف لإلرهاب الدولي متفق عليه عموما‪ .‬وإذ‬ ‫تأخذ في االعتبار االقتراح المقدم في دورتها الثانية واألربعين لعقد مؤتمر دولي‬ ‫بشأن اإلرهاب الدولي ‪. " ...‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫وواضح أن هذا النص يدل داللة قاطعة على ما‬. ‫يلي‪:‬‬ ‫‪3‬ـ ال يوجد لإلرهاب الدولي‪ ،‬حتى اليوم‪ ،‬تعريف‪ ،‬متفق عليه عالميا‪ .‬وال شك في أن‬ ‫هذا األمر‪ ،‬من الناحية القانونية والمنطقية‪ ،‬سبب كاف للتأكيد على أن "اإلرهاب‬ ‫الدولي" ال يش ّكل جريمة في نظر القانون الدولي‪.‬‬. ‫(‪)1‬‬. ‫‪2‬ـ إن التعريف المتفق عليه عالميا بالرغم من عدم وجوده حتى اآلن أمر ترغب فيه‬ ‫األسرة الدولية‪ ،‬ألنه شرط البد منه للقيام بأي كفاح أو تعاون ضد اإلرهاب ‪.‬‬ ‫‪1- Chirif Bassiouni-International criminal law-crimes Transnational Publishers.Inc-Dbs ferry‬‬‫‪New York-1988p11‬‬ ‫انظر أيضا‪:‬‬. ‫‪2- Glasser- op.cit-p55‬‬. ‫‪Bassiouni-M.cherif- introduction au Droit Pénal International-op.cit –PP 40‬‬ ‫‪ -3‬د‪ .‬بوسماحة نصر الدين‪ -‬مسؤولية رؤساء الدول عن ارتكاب الجرائم الدولية‪-‬مرجع سابق‪-‬ص‪ :431‬حيث غياب‬ ‫اإلرهاب من قائمة الجرائم التي وصفها البعض جزء من القواعد اآلمرة لعدم وجود تعريف لإلرهاب‪.‬‬. ‫‪22‬‬.

(23) ‫‪1‬ـ إن األسرة الدولية ترى أن تنظيم موضوع مكافحة اإلرهاب أمر يجب أن يتم في‬ ‫إطار مؤتمر دولي‪ ،‬وأن تتواله األسرة الدولية بكامل أعضائها‪ .‬وفي هذا التوجه‬ ‫إشارة صريحة‪ ،‬وذكية‪ ،‬إلى أن المجتمع الدولي ال يوافق على قيام دولة معينة‪ ،‬أو‬ ‫عدة دول‪ ،‬بتقليد نفسـها ـ بإدارتها المنفردة ـ وظيفة الشرطي العالمي‪ ،‬الذي يرتكب‬ ‫ما يحلو له من الجرائم بحجة أنه يناضل في سبيل مكافحة جريمة ال وجود لها‬ ‫أصال‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫بل إن ما حدث على الصعيد الدولي من ردود األفعال على األحداث األخيرة‬ ‫التي وقعت في الواليات المتحدة األمريكية في ‪ ،6004-00-44‬والتي تم فيها تفجير‬ ‫طائرتين مدنيتين ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك‪ ،‬وطائرة مدنية أخرى‬ ‫بمبنى وزارة الدفاع في واشنطن‪ ،‬ليؤ ّكد مجددا على أن المجتمع الدولي بأسره لم‬ ‫يتفق بعد على تعريف واضح ومحدد لـ "اإلرهاب الدولي"‪ .‬لذلك تداعت معظم دول‬ ‫العالم‪ ،‬ومعظم الهيئات والمنظمات الدولية واإلقليمية‪ ،‬على خلفية تلك األحداث‪ ،‬إلى‬ ‫تجديد المطالبة بوضع تعريف واضح ومح ّدد لإلرهاب الدولي‪.‬‬. ‫(‪)6‬‬. ‫يجب ذكر أن هناك نصوص تعرف اإلرهاب الدولي واردة في اتفاقيات‬ ‫إقليمية‪ ،‬وال تسري إال على الدول التي انضمت إليها وحدها‪ ،‬ولذلك ال يمكن‬ ‫االعتماد على هذه االتفاقيات‪ ،‬أو إحداها‪ ،‬للقول أن هناك جريمة في القانون الدولي‪،‬‬ ‫اسمها " اإلرهاب الدولي "‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫‪ -3‬د‪ .‬بوسماحة نصر الدين ‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص ‪319‬‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬أحمد محمد أبو مصطفى‪-‬اإلرهاب و مواجهته جنائيا‪ -‬الفتح للطباعة و النشر‪ -‬كلية الحقوق جامعة القاهرة‪-‬طبعة‬ ‫أولى‪-2002-‬ص‪21‬‬ ‫‪1-Merle et vitu-Traité de droit criminel - ze ed-p 721 et ss‬‬ ‫انظر كذلك ‪:‬‬ ‫‪Jean Pradel- les infractions de terrorisme un nouvel exemple de l’éclatement du droit pénal‬‬‫‪recueil Dalloz sirey-1987 N7-p39et ss‬‬. ‫‪23‬‬.

(24) ‫إذا يرتكز هذا الرأي على أن اإلرهاب الدولي ليس جريمة بحد ذاتها وفق قواعد‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬ذلك طبقا للقاعدة الدولية اآلمرة و التي تقضي بأنه "ال جريمة و ال‬ ‫عقوبة إال بنص" وهي من المبادئ القانونية المعترف بها عالميا‪ ،‬فاإلرهاب الدولي‬ ‫أو اإلرهاب العابر للحدود‪ ،‬لم يتم تعريفه و ال فرض العقوبات عليه بموجب قواعد‬ ‫القانون الدولي‬. ‫‪)3(.‬‬. ‫فاإلرهاب يبقى شعارا سياسيا يستخدم بشكل عشوائي لتمييز األعمال غير‬ ‫المرغوب فيها و التي يقوم بها الخصم على الساحة الدولية ‪ ،‬فلتجريم اإلرهاب‬ ‫الدولي بطرق قانونية البد من خلق آلية قضائية دولية لمعاقبة مرتكبي األعمال‬ ‫اإلرهابية أو إلحاق جريمة اإلرهاب الدولي بالجرائم المنصوص عليها في المادة ‪3‬‬ ‫من اتفاقية روما إذ تكون المحكمة الجنائية الدولية مختصة بالنظر في كل القضايا‬ ‫المتعلقة بمعاقبة جريمة اإلرهاب الدولي بما في ذلك المسؤولية الجنائية الدولية‬ ‫الناجمة عنها‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫وعليه ال يمكن القول بوجود جريمة إرهاب دولي مستقلة عن غيرها من الجرائم‬ ‫طبقا للمبادئ العامة للقانون التي أقرتها األمم المتمدنة‪ ،‬بمعناها الوارد في المادة ‪19‬‬ ‫من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية‪ ،‬كمصدر من مصادر القانون الدولي‬ ‫العام‪.‬‬. ‫(‪)1‬‬ ‫لمزيد من التفاصيل انظر كذلك ‪1- Merle et vitu-Traité de droit criminel-op.cit. p723-725:‬‬. ‫د ‪.‬محمود صالح العادلي‪ -‬موسوعة القانون الجنائي لإلرهاب‪-‬دار الفكر الجامعي ‪ 2003-‬ص‪ 33-30‬أيضا‪:‬‬ ‫‪-Ratner Steven R-Abrams Jason –Accountability for human Rights: Atrocities in Iternational‬‬ ‫‪Law-Carlendon press-Oxford-1997-p19‬‬ ‫‪ :‬انظر كذلك ‪2-Glasser- op.cit-p57‬‬ ‫‪-Cherif Bassiouni-International criminal law-op.cit-p17‬‬ ‫‪-Christian Tomuschat -l’Immunité des états en cas de violation graves des droits d l’ homme-in‬‬ ‫راجع أيضا‪RGDIP-Tome109-2005/1-p :‬‬. ‫‪ -3‬د‪ .‬بوسماحة نصر الدين ‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص ‪319-311- 321-324‬انظر أيضا‪:‬‬ ‫‪-Juan .c Salcedo-La cour pénal internationale : l’humanité trouve une place dans le droit‬‬ ‫‪international in RGDIP.Tome103-1999/1-p26‬‬ ‫‪24‬‬.

(25) ‫االتجاه الثاني‪:‬‬ ‫منذ مطلع القرن العشرين والمجتمع الدولي يستهجن أفعال اإلرهاب الدولي ‪،‬‬ ‫وخاصة في أعقاب الحرب العالمية األولى‪ ،‬حيث أوردتها لجنة الشراح سنة ‪3232‬‬ ‫ضمن قائمة الجرائم التي عددتها‪ ،‬فوفقا للتصنيف الثالثي للجرائم كما جاء في‬ ‫قضاء نورمبرغ إلى جرائم ضد السالم وجرائم ضد اإلنسانية و جرائم الحرب فإن‬ ‫غالبية الفقه الدولي صنف اإلرهاب الدولي ضمن جرائم ضد السالم وإن اختلط‬ ‫بغيرها من التصنيفات‪ ،‬وعقب الحرب العالمية األولى مباشرة ظهر تيار مناهض‬ ‫لإلرها ب‪ ،‬بحيث اعتبر باإلجماع كضرر على السالم وحقوق اإلنسان األساسية و‬ ‫تم بالفعل وضع نص يعرف اإلرهاب كجريمة دولية محظورة عالميا في إطار‬ ‫أعمال المؤتمر الدولي لتوحيد القانون العقابي في إطار ما يسمى "بمشروع بيال‬. ‫"‪)3(.‬‬. ‫لقد تضافرت الجهود الدولية لتجريم األفعال المكونة لإلرهاب الدولي وذلك‬ ‫لتوقيع العقوبات على مرتكبيها ومنعهم من اإلفالت من الجزاء‪ ،‬وهذا لتدعيم مبدأ‬ ‫فرض السلم و األمن الدوليين‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫لقد تم إدراج اإلرهاب السياسي ضمن جرائم قانون الشعوب في المؤتمر األول‬ ‫لتوحيد قانون العقوبات المنعقد في وارسو سنة ‪،3229‬كما تم التأكيد على أن‬ ‫اإلرهاب الدولي يتجلى في تلك الجرائم التي تتعارض والتنظيم االجتماعي في‬ ‫المؤتمر الثالث المنعقد في بروكسل سنة‪.3210‬‬. ‫(‪)1‬‬. ‫وفي المؤتمر الرابع المنعقد في‬. ‫باريس سنة ‪ 3213‬اعتبرت جرائم تفجير القنابل وغيرها من أجهزة التفجير‬ ‫‪ - 3‬د‪.‬صالح بكر الطيار‪ -‬مرجع سابق‪ -‬ص‪ 21‬انظر كذلك ‪Pella –op.cit. –pp128-129‬‬ ‫‪2- Gaor-34th Session –suppl-no37-A/34/37 –Repport of ad hoc Committee on International‬‬ ‫راجع أيضا‪:‬‬. ‫‪Terrorism-1979‬‬. ‫‪-1‬د‪ .‬محمد منصور الصاوي‪-‬أحكام القانون الدولي المتعلقة بمكافحة الجرائم ذات الطبيعة الدولية‪-‬رسالة دكتوراه مقدمة‬ ‫لكلية الحقوق –جامعة االسكندرية‪ -3294-‬ص ‪43-43‬‬. ‫‪25‬‬.

(26) ‫المماثلة‪ ،‬من ضمن األعمال اإلرهابية التي تستهدف‪ ،‬من خالل استخدام العنف‪،‬‬ ‫تدمير المؤسسات السياسية في المجتمع‪ .‬كما تم تصنيف النهب و التخريب‬ ‫واستخدام العنف من ضمن جرائم اإلرهاب السياسي في المؤتمر الخامس المنعقد‬ ‫في مدريد سنة ‪.3211‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫ويستند هذا الرأي أيضا على اتفاقيتي جنيف‪ 3212‬إذ في سنة ‪ 3214‬وعقب‬ ‫حادثة اغتيال الملك ألكسندر األول ووزير خارجية فرنسا في مرسيليا‪ ،‬أخذت‬ ‫الحكومة الفرنسية آنذاك زمام المبادرة وطالبت المجتمع الدولي بتجريم اإلرهاب‬ ‫الدولي وقد تمخض مسعاها في إطار عصبة األمم بإعداد اتفاقيتين دوليتين في‬ ‫جنيف في ‪31‬نوفمبر‪ 3212‬يتعلقان بمنع و قمع اإلرهاب من جهة‪ ،‬وإنشاء محكمة‬ ‫جنائية دولية لمحاكمة المتهمين باألعمال اإلرهابية من جهة ثانية‪ ،‬لكن االتفاقيتين لم‬ ‫تطبقا لعدم حصولهما على األصوات المطلوبة للمصادقة عليهما‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫كما أوصت لجنة الخبراء المتفرعة عن لجنة جرائم الحرب المكونة في لندن‬ ‫بتاريخ ‪20‬أكتوبر‪ 3241‬باعتبار جرائم اإلرهاب من جرائم الحرب‪ ،‬كما كان قمع‬ ‫اإلرهاب موضوع قرارات أصدرته الجمعية العامة لألمم المتحدة و كذا مجلس‬ ‫األمن باإلضافة إلى مجموعة االتفاقيات الجماعية و الثنائية التي تجرم اإلرهاب‬ ‫الدولي و تعتبره جريمة دولية‪ ،‬مثله مثل جرائم المخدرات و االتجار بالرق وغيرها‬ ‫من الجرائم العابرة للحدود‪.‬‬. ‫(‪)1‬‬. ‫‪1- Consuelo Ramon Chronet- op.cit-pp125-128‬‬ ‫انظر أيضا ‪:‬‬. ‫‪2- Cherif Bassiouni-International criminal law-op.cit-pp23-24‬‬. ‫‪ - - 1‬د‪ .‬محمد منصور الصاوي‪-‬مرجع السابق –ص ‪32-32‬‬ ‫‪4- Cherif Bassiouni- op.cit-p31‬‬. ‫‪26‬‬.

(27) ‫أتت لجنة اإلرهاب الدولي التابعة لجمعية القانون الدولي عام ‪ 3290‬بمشروع‬ ‫اتفاقية موحدة بشان الرقابة القانونية لإلرهاب الدولي‪ ،‬وعرفت اإلرهاب الدولي في‬ ‫المادة األولى من هذه االتفاقية بأنه ‪" :‬عمل عنف خطير‪ ،‬أو التهديد به ‪ ،‬يصدر عن‬ ‫فرد‪ ،‬سواء‬. ‫كان يعمل بمفرده‪ ،‬أو باالشتراك مع أفراد آخرين‪ ،‬ويوجه ضد‬. ‫األشخاص‪ ،‬أو المنظمات‪ ،‬أو األمكنة‪ ،‬أو أنظـمة النقل‪ ،‬أو المواصـالت‪ ،‬أو ضـد‬ ‫أفراد الجمهور العام‪ ،‬بقصد تهديد هؤالء األشخاص‪ ،‬أو التسبب بجرح أو موت‬ ‫هؤالء األشخاص‪ ،‬أو تعطيل فعاليات المنظمات الدولية‪ ،‬أو التسبب في إلحاق‬ ‫الخسارة أو الضـرر أو األذى بهـذه األمكنة أو الممتلكات‪ ،‬أو العبـث بأنظمـة النقل‬ ‫والمواصالت هذه‪ ،‬بهدف تقويض عالقات الصداقة بين الدول‪ ،‬أو بين مواطني‬ ‫الدول المختلفة‪ ،‬أو ابتزاز تنازالت من الدول‪ ،‬كما أن التآمر على ارتكاب‪ ،‬أو‬ ‫محاولة ارتكاب‪ ،‬أو االشتراك في ارتكاب‪ ،‬أو التحريض العام على ارتكاب الجرائم‬ ‫السابقة‪ ،‬يشكل جريمة إرهاب دولي"‪.‬‬. ‫(‪) 3‬‬. ‫فهذا الجانب من الفقه يرى أن اإلرهاب هو مجموعة من األفعال المجرمة أصال‬ ‫و تأخذ مظهر اإلرهاب عندما تأخذ طابعا سياسيا‪ ،‬فاالختطاف يعتبر جريمة عادية‬ ‫لكنه يصبح إرهابا إذا كان الغرض من هذا االختطاف هو مطلب سياسي‪ .‬ويخلص‬ ‫هذا الجانب من الفقه أنه مادام اإلرهاب هو مجموعة أفعال مجرمة‪ ،‬فال يعدو إال‬ ‫وأن يكون اإلرهاب مجرما‪ ،‬فأعمال اإلرهاب الدولي تأخذ صورة اختطاف‬ ‫الطائرات و حجز الرهائن وقتل األشخاص المحميين دوليا‪ ...‬وهذه كلها أعمال‬ ‫وأفعال مجرمة دوليا بنصوص و اتفاقيات دولية‪ ،‬فالفعل يكتسب صفته الجنائية‬ ‫الدولية من اعتراف الدول بهذه الصفة‪ ،‬ومن الطبيعي أن هذا االعتراف ال يأتي إال‬ ‫بعد أن يكون الفعل نفسه أو مجموعة من األفعال المكونة له خطيرة وذات اهتمام‬ ‫دولي‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫‪ - 3‬د‪ .‬صالح بكر الطيار‪ -‬مرجع سابق – ص ‪322-321‬‬ ‫‪2-Glasser- op.cit-p61‬‬. ‫‪27‬‬.

(28) ‫وفقا لهذا االتجاه فاإلرهاب الدولي جريمة مستقلة لها أركانها التي تميزها عن‬ ‫غيرها من الجرائم أو األفعال األخرى‪ ،‬فاإلرهاب سلوك جوهره العنف وغرضه‬ ‫الرعب‪ ،‬ويضرب لذلك مثال بالسلوك اإلرهابي المتمثل في خطف الطائرات وأخذ‬ ‫الرهائن و استخدام المتفجرات و تمويل العمال اإلرهابية‪.‬‬. ‫(‪)3‬‬. ‫نظرا لخطورة األعمال اإلرهابية و تعدد أطرافها وتنوع ضحاياها وارتباطها‬ ‫بجرائم عديدة أخرى‪ ،‬تضافرت الجهود الدولية لتجريم األفعال المكونة لتلك الجريمة‬ ‫الخطيرة وتقرير العقوبات على مرتكبيها وذلك للتخفيف من آثارها الجسيمة على‬ ‫البشرية ولتعزيز فرص السالم وتدعيمه بين الشعوب‪.‬‬. ‫(‪)2‬‬. ‫وحسب رأيي وإن لم يكن هناك تعريف موحد على المستوى الدولي فهناك إرادة‬ ‫دولية على اعتبار اإلرهاب الدولي جريمة دولية مستقلة عن غيرها من الجرائم‬ ‫الدولية‪،‬‬. ‫(‪)1‬‬. ‫فمن الجهود الدولية ( إبرام معاهدات دولية‪ ،‬قرارات الجمعية العامة‬. ‫ومجلس األمن لألمم المتحدة ) و السوابق القضائية ( المبادئ التي أتت بهما محكمتا‬ ‫النورمبرغ وطوكيو ) نستخلص قبول الرأي العام العالمي لفكرة قيام تجريم خاص‬ ‫شامل لإلرهاب الدولي وذلك من خالل تجريم مجموعة من األفعال المكونة لهذه‬ ‫الظاهرة بما في ذلك تجريم تمويل األعمال اإلرهابية‪.‬‬ ‫‪-3‬د‪ .‬حسنين المحمدي بوادي‪ -‬اإلرهاب الدولي بين التجريم و المكافحة‪ -‬دار الفكر الجامعي‪-‬االسكندرية‪-‬طبعة أولى‪-‬‬ ‫‪ -2004‬ص‪33-32‬‬ ‫راجع أيضا‪2- Cherif Bassiouni- op.cit-p31:‬‬ ‫ د‪ .‬محمد منصور الصاوي‪-‬أحكام القانون الدولي المتعلقة بمكافحة الجرائم ذات الطبيعة الدولية‪-‬رسالة دكتوراه مقدمة‬‫لكلية الحقوق –جامعة االسكندرية‪ 3294-‬ص ‪22-22‬‬ ‫‪ -1‬عدم وجدود تعريف للجريمة ال ينفي تجريمها في القانون الدولي فجريمة العدوان تم تجريمها في إطار اتفاقية روما‬ ‫لسنة ‪ 3229‬رغم أنه لم يتم اعتماد دول األطراف تعريف لجريمة العدوان إال في المؤتمر االستعراضي األول الذي عقد‬ ‫في أوغندا (كمباال )عام ‪2212‬‬. ‫‪28‬‬.

(29) ‫فيقصد باألساس القانوني لجرائم اإلرهاب الدولي أن يكون الفعل مؤثما ولكن‬ ‫مصدر التأثيم هنا يختلف عما عليه الحال في القانون الداخلي إذ ينبغي في القانون‬ ‫الداخلي أن يكون متضّمنا ً في نص مكتوب بينما ال وجود لمثل هذا الشرط في‬ ‫مجال القانون الدولي الجنائي نظراً لطبيعته الوفية الغالبة يكتفي الشراح بمجرد‬ ‫خضوع الفعل لقاعدة تجريمة دولية ‪.‬‬ ‫ما المقصود بالقاعدة التجريمة الدولية؟ يقصد بالقاعدة التجريمة الدولية تلك التي‬ ‫يقررّها العرف الدولي بصفة أصلية‪ ،‬أو تتضمنها االتفاقيات الدولية ومن هنا يبرز‬ ‫فارق جوهري بين القانون الدولي والقانون الداخلي‪.‬‬ ‫إذ يشترط العتبار الفعل جريمة داخلية أن يكون مطابقا لنص مكتوب من نصوص‬ ‫التجريم بينما يكتفى في الجريمة الدولية أن يكون الفعل المكون لها خاضعا لقاعدة‬ ‫تجريمه دولية وهي غالبا ما ال تكون مكتوبة وبذلك فإن مبدأ شرعية الجرائم‬ ‫والعقوبات في مجال القانون الدولي الجنائي إنما يختلف تماما عن نظيره في مجال‬ ‫القانون الداخلي ‪ .‬حيث يعتبر مبدأ المشروعية في القانون الداخلي بعبارة أنه ال‬ ‫جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني‪.‬‬ ‫وهذا يعني أنه ال يجوز أن يحاكم شخص عن فعل ال يعتبره القانون النافذ وقت‬ ‫ارتكابه جريمة بنص صريح يح ِّدد أركانها وشروطها وكل ما يرتبط بها من مشاكل‬ ‫قانونية وبحال مطابقة سلوك الجاني لحد نصوص التجريم فإن القاضي عندها ال‬ ‫يجوز له أن ينزل به عقابا يغاير ما نصَّ عليه القانون ال كما وال نوعا ويجد هذا‬ ‫المبدأ تبريره القانوني بكفاية الحماية الالزمة للحريات الفردية وذلك بعدم مفاجأة‬ ‫الشخص بالمحاسبة الجنائية عن فعل لم يكن محالً للتجريم عندما أتاه أو بإنزال‬ ‫عقوبة ال تسمح بها نصوص التشريع وتكرس هذا المبدأ بأغلب دساتير الدول‬ ‫المعاصرة وقوانينها الجنائية من لحظة ميالدها عقب اندالع الثورة الفرنسية‪.‬‬. ‫‪29‬‬.

Références

Documents relatifs

3-class groups, principalization of 3-classes, quadratic fields, cubic fields, S 3 -fields, metabelian 3-groups, coclass graphs..

self-product of an absolutely simple abelian variety for p in a set of positive density, while if X is of Mumford type, then X p is simple.. for almost

It should be noted that the operation of the omega analyzer is limited to the trans- port of ions with kinetic energy not more than 30 q keV as the cylindrical deflector electrodes

As for the technique based on equations, so the technique based on contrac- tions is meant to be used in combination with algebraic reasoning, on terms whose behaviour is not finite

L’accès à ce site Web et l’utilisation de son contenu sont assujettis aux conditions présentées dans le site LISEZ CES CONDITIONS ATTENTIVEMENT AVANT D’UTILISER CE SITE WEB..

We use the temperature gradient induced by a laser beam focused on a superconductor cooled down under external magnetic field to structure the vortex matter into dense clusters. In

Dispersal rate (3 hr) of three naïve Paramecium genotypes (63D, C173, C023), infected with core parasites (blue). or front

The closure phase is an ideal tool to constrain physically motivated models, since relativistic effects such as gravitational lensing, light bending, and Doppler beaming