• Aucun résultat trouvé

الطعون في الإجراءات المدنية

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "الطعون في الإجراءات المدنية"

Copied!
182
0
0

Texte intégral

(1)‫الجمھورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫جـامعــة وھــران‬ ‫كلية الحقوق – بلقايد‬. ‫مـذكــرة لنيـل درجـة الماجستيـر في القـانــون الخـاص‬ ‫تخصـص ‪ :‬القانـون المــدني‬. ‫بعنــوان ‪:‬‬. ‫الطعـون في اإلجــراءات المـدنيــة‬ ‫إعــداد‬. ‫إشــراف‬. ‫محمد البار عبد الدائم‬. ‫األستاذ الدكتور زھدور سھلي‬. ‫لجنـة المناقشــة‬. ‫‪2013/06/10‬‬. ‫أ‪ -‬عدة جلول محمد ‪ /‬أستاذ التعليم العالي ‪ /‬جامعة وھران ‪ /‬رئيســــــا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬زھدور سھلي ‪ /‬أستاذ محاضر ‪ /‬جامعة وھـــــران ‪ /‬مشرفـــــــــــا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬لعربي شحط عبد القادر ‪ /‬أستاذ التعليم العـالي ‪/‬جامعة وھران ‪ /‬منــــاقشا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬فاصلة عبد اللطيف ‪ /‬أستاذ محاضر – أ‪/ -‬جامعة وھران ‪ /‬مناقشا‪.‬‬. ‫السنـــــة الجــامعيــة‬ ‫‪2013/2012‬‬.

(2) ‫شكر‬ ‫أتقدم بجزيل الشكر إلى من توجيھاته النيرة ذللت أمامي كل الصعوبات‬ ‫أستاذي المشرف وزادتني شجاعة وعزما خالل كل مراحل ھذا البحث‬ ‫الدكتور "زھدور السھلي"‪،‬‬ ‫أستاذي ال أجد الكلمات التي تستطيع أن تفي بقليل القليل من شكري لكم‬ ‫ومن خاللكم‬ ‫كل أساتذتي الكرام الذين ھم منارة من منارات العلم التي‬ ‫تشع في كل مكان وزمان‬ ‫لھم ولكم جزيل الشكر المرفق بالتقدير واالحترام‪.‬‬ ‫محمد البار عبد الدائم‬.

(3) ‫إھداء‬ ‫إلى كل أولئك الذين‬ ‫يريدون ممارسة حقھم في الطعن‬ ‫في األحكام القضائية‬ ‫و كل الدارسين والباحثين والمعتنين بالقانون‬ ‫والى الشعب الصحراوي األبي‬ ‫إلى كل اؤلئك اھدي‬ ‫والى روحي والدي الكريمين‬ ‫ھذا العمل المتواضع‪.‬‬ ‫محمد البار عبد الدائم‬.

(4) ‫المقدمة‬. ‫مقدمــة‬ ‫المجتمع الحديث ھو الذي تقوم فيه دولة المؤسسات التي منھا مؤسسة البرلمان الذي يسن القوانين‬ ‫ومؤسسة القضاء المستقل )‪ (1‬الذي ھو من المؤسسات المتعلقة بإدارة شؤون الدولة والمجتمع ‪ .‬من خالل‬ ‫سلطة قضائية تطبق القانون وتراقبه بكل نزاھة)‪ (2‬عن طريق األحكام القضائية ومراجعتھا عن طريق‬ ‫الطعون العادية وغير العادية‪ .‬حيث عمدت غالبية دول العالم إلى إنشاء مجالس ومحاكم دستورية لمراقبة‬ ‫دستورية القوانين وسائر النصوص التي لھا قوة القانون ‪ ،‬كما منحت حق الطعن والمراجعة أمام تلك المحاكم‬ ‫والمجالس)‪ (3‬التي ينظم قانون اإلجراءات المدنية طرق الطعن في الحكم الصادر في الدعوى أمامھا)‪(4‬‬ ‫والطعون القضائية تخضع للقواعد العامة التي تضبط رفع الدعوى وتحكمھا ‪ ،‬أما معيار تقسيم طرق الطعن‬ ‫الى طرق طعن في األحكام القضائية العادية وغير العادية فھو مستمد من الفقه الذي جرى على اعتبار كل من‬ ‫المعارضة واالستئناف طريقي طعن عاديين وبقية الطعون غير عادية ‪،‬‬. ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)‪ (1‬عبد الحميد األنصاري – عميد كلية الشريعة والقانون ‪ -‬جامعة قطر‪ -.‬الموضوع‪ :‬نحو مفھوم عربي إسالمي للمجتمع المدني‪ .‬من مجلة‬ ‫المستقبل العربي السنة الرابعة و العشرون – العدد ‪ 272‬تشرين األول ‪ /‬أكتوبر ‪2001‬م رئيس التحرير‪ :‬خير الدين حسيب أنظر ص ‪.100‬‬ ‫)‪ (2‬سلوى شعراوي جمعة أستاذة السياسات العامة المساعدة ‪ -‬كلية االقتصاد و العلوم السياسية – جامعة القاھرة‪ - .‬الموضوع‪ :‬مفھوم إدارة شؤون الدولة و المجتمع إشكاليات‬ ‫نظرية‪ .‬من مجلة المستقبل العربي – السنة الثانية و العشرون العدد ‪ – 249‬تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر ‪ 1999‬رئيس التحرير‪ :‬خير الدين حسيب أنظر ص ‪ (3) .108‬محمد‬ ‫المجذوب‪ ،‬رئيس الجامعة اللبنانية سابقا‪ .‬الموضوع‪ :‬الوحدة في الدساتير العربية‪ .‬من مجلة المستقبل العربي ‪ /‬السنة الثانية و العشرون العدد ‪ – 250‬شباط ‪ /‬فبراير ‪ .2000‬رئيس‬ ‫التحرير‪ :‬خير الدين حسيب أنظر ص ‪ (4).06‬د‪ .‬خليل أحمد حسين قداده شرح النظري العامة للقانون في القانون الجزائري – طبعة ‪ -1994‬ديان المطبوعات الجامعية الساحة‬ ‫المركزية – بن عكنون ‪ -‬الجزائر أنظر ص ‪.61‬‬. ‫‪1‬‬.

(5) ‫المقدمة‬. ‫وقد حذا المشرع الجزائري الذي تبنى ھذا التقسيم حذو ھذه القاعدة بالنص على التماس إعادة النظر واعتراض‬ ‫الغير خارج عن الخصومة في الباب الرابع من الكتاب الرابع من قانون اإلجراءات المدنية الصادر بأمر‬ ‫‪ 1966/154‬والمؤرخ في يونيو ‪ 1966‬وما أدخلت عليه من تعديالت بمقتضى األمرين ‪81/80 ، 69/77‬‬ ‫المؤرخين على التوالي في ‪ (1) 1971/12/29 ، 1969/09/18‬كما اعتمد المشرع الجزائري ھذا التقسيم في‬ ‫القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1429‬ھـ الموافق ‪ 25‬فبراير سنة ‪ 2008‬الذي يتضمن قانون‬ ‫اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬حيث ينص في الفصل الثاني باعتبار إن المعارضة واالستئناف طريقا طعن‬ ‫عاديان ‪ ،‬أما طرق الطعن غير العادية فتم النص عليھا في الفصل الثالث وھي الطعن بالنقض واعتراض الغير‬ ‫الخارج عن الخصومة ‪ ،‬والتماس إعادة النظر ‪ ،‬كل ھذه الطعون تم النص عليھا في الباب التاسع من الكتاب‬ ‫األول من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية المؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪ 2008‬م‪.‬‬ ‫ولذلك سوف نتناول في ھذا البحث فصل تمھيدي عن النظرة التاريخية للطعون المتعددة للسندات القضائية على‬ ‫أن نتناول في الفصل األول من ھذا البحث طرق الطعن العادية وھي المعارضة واالستئناف ‪ ،‬أما الفصل الثاني‬ ‫من ھذا البحث فسيتناول طرق الطعن الغير عادية وھي الطعن بالنقض ‪ ،‬والطعن بالتماس إعادة النظر والطعن‬ ‫باعتراض الغير الخارج عن الخصومة‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)‪ (1‬من بحث لنيل شھادة الماجستير في اإلدارة و المالية من إعداد‪ :‬بشر محمد تحت إشراف‪ :‬حمادة محمد شطا جامعة الجزائر – معھد الحقوق و العلوم اإلدارية – االستئناف‬ ‫كطريقة طعن عادي في األحكام اإلدارية في الجزائر ‪ -‬ط أفريل أنظر ‪ 1983‬ص ‪.6‬‬. ‫‪2‬‬.

(6) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫الفصل التمھيدي‬ ‫نظرة تاريخية عن الطعون المتعددة للسندات القضائية ‪:‬‬ ‫ﻣقدﻣة ‪ :‬ال يمكن دراسة الطعون المتعددة للسندات القضائية تاريخيا إال بالمرور بمراحل تطور القانون في جميع‬ ‫المجتمعات اإلنسانية ألن األحكام القضائية التي يمكن الطعن فيھا ليست إال تطبيقا للقانون الذي مازال ساريا من حيث‬ ‫الزمان وقابال للتطبيق من حيث المكان واالختصاص‪.‬‬ ‫سواء كان القانون مستمدا من القانون الوضعي أو من الشريعة اإلسالمية ‪ ،‬ولتقصي ھذه النظرة التاريخية قسمت ھذا‬ ‫الفصل إلى خمسة مباحث وھي ‪:‬‬ ‫_ مقدمة ‪:‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الحالة القانونية في المجتمعات اإلنسانية األولى ‪.‬‬ ‫_ مقدمة ‪:‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬تطور القانون الروماني ‪.‬‬ ‫_ مقدمة ‪:‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬األحكام القضائية في الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫_ مقدمة ‪:‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬قابلية األحكام للطعن ‪.‬‬ ‫_ مقدمة ‪:‬‬ ‫المبحث الخامس ‪ :‬شروط رفع دعوى الطعون‬. ‫‪3‬‬.

(7) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫المبحث األول ‪ :‬الحالة القانونية في المجتمعات اإلنسانية األولى‪:‬‬ ‫ﻣقدﻣة ‪:‬‬ ‫لم تعرف المجتمعات اإلنسانية األولى لفض نزاعاتھا إال التحكيم وإذا لم يقبل أحد المتنازعين نتيجة ھذا التحكيم‬ ‫كانت القوة وسيلة استئناف لما سوف ينتھي إليه التحكيم ‪ ،‬الى أن ظھرت الصورة األولى التي برز فيھا القانون والتي‬ ‫تتمثل في صورة حكم إلھي يستلھمه الكاھن من اآللھة عند الفصل في النزاع المعروض عليه ‪.‬‬ ‫الحالة القانونية التي عرفتھا المجتمعات اإلنسانية األولى ‪:‬‬ ‫يثور التساؤل حول معرفتھا للقانون والذي نقصد به مجموعة القواعد العامة التي تنظم الروابط االجتماعية‬ ‫والتي تكون مقرونة بجزاء تفرضه السلطة العامة )‪ (1‬طبقا العتبارات سياسية واجتماعية وفلسفية )‪ (2‬نستطيع أن‬ ‫نحدد ثالث اتجاھات في اإلجابة عن ھذا التساؤل وھي ‪:‬‬ ‫ االتجاه األول ‪:‬‬‫استبعاد معرفة المجتمعات اإلنسانية األولى للقانون ‪ ،‬وھذا االتجاه يستبعد معرفة المجتمعات اإلنسانية األولى‬ ‫ألية صورة من صور القواعد القانونية ‪ ،‬ويرى بأن اإلنسان األول الذي وجد على األرض كان إنسانا متوحشا وھمجيا‬ ‫وأن فكرة القانون يرجع وجودھا الى الظروف االجتماعية ‪ .‬ذلك أن القانون ال يوجد إال حيث توجد الدولة إذ من‬ ‫الضرورة أن تقوم الدولة بنفسھا بتوقيع الجزاء المقرر للقاعدة القانونية ‪ ،‬وبذلك تكون فكرة الدولة سابقة على فكرة‬ ‫القانون ‪ ،‬وأنه من الصعب البحث عن قواعد قانونية في المجتمعات اإلنسانية التي سبقت الدولة ألن البحث عن فكرة‬ ‫القانون في ھذه المجتمعات لم يكن سوى مجموعة من القواعد فرضتھا طبيعة األشياء ويخضع لھا اإلنسان والحيوان ‪.‬‬ ‫ االتجاه الثاني ‪:‬‬‫عرفت المجتمعات اإلنسانية األولى القانون ولكن ليس بالصورة المعروفة حديثا ‪ ،‬وھذا االتجاه يرى بأن‬ ‫المجتمعات اإلنسانية األولى لم تكن تعرف القانون بمعناه المعروف في العصر الحديث وإنما عرفت أشكاال من التعاون‬ ‫فيما بينھا وأن القانون عرف قبل نشأة الدولة وكان يتمثل بظاھرتي سيادة رب األسرة والقوى المجردة في صالت‬ ‫الجماعة ‪،‬‬ ‫)‪ (1‬د‪ .‬عباس العبودي تاريخ القانون _ التاريخ العام للقانون _ القوانين في واد الرافدين _ القانون الروماني _ الشريعة اإلسالمية ط _ ‪1998‬‬ ‫للنشر و التوزيع عمان _األردن ص ‪28‬‬ ‫)‪ (2‬د‪ .‬السيد عبد الحميد فودة جوھر القانون بين المثالية و الواقعية ط ‪ 2005-‬دار الفكر الجامعي – اإلسكندرية ص ‪255‬‬. ‫‪4‬‬. ‫مكتبة دار الثقافة‬.

(8) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫وسنتناول شرح ھاتين الظاھرتين حسب التفصيل األتي ‪:‬‬ ‫أوال ‪ :‬نظام السلطة األبوية ‪:‬‬ ‫كان األفراد المنتسبون ألسرة واحدة ‪ ،‬يخضعون خضوعا تاما في حقوقھم الخاصة لسلطات رب األسرة ‪ ،‬إذ إن‬ ‫شخصيات أفراد األسرة تذوب في شخصيته القانونية ‪ ،‬ويخضعون له ويطيعونه طاعة عمياء وكانت له سلطة تمتد الى‬ ‫حياتھم وأرواحھم وأموالھم ‪ ،‬سواء حكم بينھم بالعدل أو الظلم ‪ ،‬دون أن يكون لھم الحق في التظلم وااللتماس ‪.‬‬ ‫والقانون الروماني القديم يمثل لنا مدى نفوذ ھذا السلطان خير تمثيل ‪ ،‬فقد كان لرب األسرة على األشخاص‬ ‫الخاضعين لسلطته األبوية الحق في أن يضم أو ال يضم ألسرته من يشاء ‪ ،‬وكان له بوصفه قاضي األسرة توقيع العقاب‬ ‫على أحد أفرادھا الى حد حكم الموت ‪ ،‬بل له فوق ذلك الحق بأن يبيع أوالده خارج مدينة روما بوصفھم رقيق ‪.‬‬ ‫إن التعاون بين أفراد المجتمع ‪ ،‬من شأنه أن ينشأ عالقات بينھم ‪ ،‬والبد لسالمة ھذه العالقات واستمرار‬ ‫التعاون ) ‪ ( 1‬من نظام يحدد الحقوق والواجبات ‪ ،‬وكان ھذا النظام حتى نشأة الجماعات األولى يقوم على القوة ‪ ،‬فكانت‬ ‫ھي التي تنشأ الحق وتحميه وھي الحكم في كل خصومة ‪ .‬لذلك لم يكن غريبا أن يقال إن حياة الجماعات البدائية كانت‬ ‫سلسلة من الحروب وإن القوة كانت ھي الوسيلة لفض المنازعات بين الجماعات المختلفة وفي ظلھا لم تكن لألجنبي‬ ‫حقوق معترف بھا ‪ ،‬فلقد كان لألجنبي على حد تعبير األستاذ ) مين ( عدو يبيح قتله كما يباح قتل الوحش الضار )‪. (2‬‬ ‫و لھذا لم يكن االعتداء على الشخص األجنبي أو ماله جريمة بل كان السلب واإلغارة واالنتقام‬ ‫منه واجبا تقتضيه المروءة وتحتمه الشھامة ‪ ،‬ولم يكن في ھذا الدور لإلنسان بمفرده شخصية‬ ‫مستقلة عن أسرته أو عشيرته ‪ ،‬ألنه الجزء الفاني في الكل وھذا الكل ھو العشيرة التي يغضب لغضبھا ويرضى‬ ‫لرضاھا ‪ ،‬وأبرز مظاھر القوى نظام االنتقام أو األخذ بالثأر الشخصي الذي يقوم على أساس إيقاع ضرر تقدره جماعة‬ ‫المعتدى عليه بالمعتدي أو بأحد أفراد جماعته ‪ ،‬لذلك لم يكن لالنتقام حدود وكان يجب توريثه ‪.‬‬. ‫) ‪(1‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪. 2‬‬ ‫) ‪ ( 2‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬د‪ .‬عباس العبودي ص ‪29‬‬. ‫‪5‬‬.

(9) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫وقد أدى انتقال اإلنسان من حالة الرعي الى الزراعة وما نجم عن ذلك من استقراره بجانب أرضه وزراعته‬ ‫إلى التخفيف من جنوحه الى القوة والعنف ‪ ،‬ويتوقف االلتجاء إلى الثأر على اعتبارات متعددة ‪ ،‬منھا التكوين السياسي‬ ‫للقبيلة والروابط التي تربط الجاني بالمجني عليه وكذلك طبيعة القتل ‪.‬‬ ‫فالثأر ال نجده شائعا إال لدى القبائل التي تتمتع بتنظيم سياسي وال تخضع لسلطة رئيس وليس فيھا جھاز قضائي‬ ‫‪ ،‬كما أن الثأر كجزاء للقتل يقتصر على حالة القتل العمد الذي يقترن بعذر أو ظرف ‪ ،‬وبسبب الخوف من الھزيمة‬ ‫واجتناب الحروب لجأت العشائر أحيانا الى التخلي عن المعتدي وتسليمه إلى جماعة المجني عليه أو إلى الصلح‬ ‫بتعويض عشيرة المعتدى عليه ودفع دية بدال من األخذ بالثأر أو الحرب‪.‬‬ ‫ومن ھنا كانت الخطوة األولى في المجتمعات البدائية نحو تفھم نشأة الفكرة القانونية )‪ ،(1‬التي تخضع لغاية‬ ‫اجتماعية وھي حفظ المجتمع والخير العام )‪ ، (2‬ولذلك ظھرت أول أشكال النظم القضائية والتي تعرف باسم القضاء‬ ‫الخاص ‪ ،‬وبخطوة الحقة توصلت الجماعات األولى الى االحتكام إلى شخص ثالث يرجع إليه الخصمان لفض النزاع‬ ‫بينھما ‪ ،‬وكان الحكم من شيوخ القبائل وعشائرھا ‪.‬‬ ‫وتنوعت طرق التحكيم بحسب عقلية الجماعات أو العشائر ودرجة تفكيرھا ‪ ،‬فمن مھارة الخصمين الفنية أو‬ ‫قوتھما على فض النزاع بينھما قد يلجآن في بعض األحيان إلى االحتكام إلى شخص بمجرد الصدفة‪.‬‬ ‫يقض على عھد القوة ‪ ،‬فقد ظلت القوة الملجأ األخير إذا لم يقبل‬ ‫ورغم تنوع طرق التحكيم إال أن االلتجاء إليه لم‬ ‫ِ‬ ‫أحد المتنازعين بنتيجة التحكيم ‪ ،‬فكانت القوة وسيلة استئناف لما سوف ينتھي إليه ھذا التحكيم ‪.‬‬. ‫)‪ (1‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪32‬‬ ‫)‪ (2‬د‪ .‬السيد عبد الحميد فودة المرجع السابق ص‪258‬‬. ‫‪6‬‬.

(10) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫االتجاه الثالث ‪:‬‬ ‫المجتمعات اإلنسانية األولى عرفت القانون في مختلف أدوار حياتھا ‪ ،‬ولم يكن اإلنسان األول متوحشا أو‬ ‫ھمجيا ألن التسليم بذلك أمر يخالف المنطق والعقل والتاريخ ‪ ،‬بل كان محكوما بقوانين وھو لم ينزل بعد إلى األرض‬ ‫وتجري عليه النواھي ‪ ،‬فقد ورد في قوله تعالى ‪ " :‬وقلنا يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنة وكال منھا رغدا حيث شئتما‬ ‫وال تقربا ھذه الشجرة فتكونا من الظالمين ‪ ،‬فأزلھما الشيطان عنھا فأخرجھما مما كانا فيه ‪ ،‬وقلنا أھبطوا بعضكم لبعض‬ ‫عدو ولكم في األرض مستقر ومتاع إلى حين " سورة البقرة اآليتين‪.35-34 :‬‬ ‫ومن ھاتين اآليتين الكريمتين يستدل على وجود األمر " أسكن أنت وزوجك " على وجود النھي‪ " ،‬وال تقربا ھذه‬ ‫الشجرة " وھذا ھو مفھوم القانون في العصر الحالي إذ يعرف بأنه الخطاب المتضمن أمرا أو نھيا صادرا من سلطة‬ ‫عليا ‪ ،‬و حين تحمل اإلنسان األول مسؤولية مخالفة تلك القاعدة اآلمرة وتلقى العقاب أنزل الى األرض وأخرج من‬ ‫الجنة ؛ فاإلنسان األول لم يكن متوحشا أو ھمجيا وإنما كان متعلما ويعرف القانون ) ‪. ( 1‬‬ ‫أما األحكام اإللھية فكانت الصورة األولى )‪ (2‬التي راودت اإلنسان منذ القدم )‪ (3‬والتي برز فيھا القانون ‪،‬‬ ‫وتتمثل في صورة حكم إلھي يستلھمه الكاھن من اآللھة عند الفصل في النزاع المعروض عليه ‪ ،‬وكان الكاھن في نظر‬ ‫الجماعات البدائية يمتاز بقدرته على االتصال باآللھة والتعرف على مشيئتھا وتلقي أحكامھا ؛ فإذا نطق بالحكم فإنه‬ ‫يعبر عن إرادة اآللھة إال أن الحاجات البشرية المتزايدة فرضت على الحكام تطوير القوانين التي تحكم شعبھا وھذا ما‬ ‫سوف نتناوله في المبحث الثاني ‪.‬‬. ‫) ‪ ( 1‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪32‬‬ ‫) ‪ ( 2‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪, 48‬‬ ‫)‪ (3‬د‪ .‬السيد عبد الحميد فودة المرجع السابق ص ‪26‬‬. ‫‪7‬‬.

(11) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫المبحث الثاني ‪ :‬تطور القانون الروﻣاني‬ ‫ﻣقدﻣة ‪:‬‬ ‫القد تطور القانون وازدھر في عھد دولة الرومان إال أنه كان يميز بين المواطنين الذين كان لھم قانون يتضمن‬ ‫أعراف الرومان وتقاليدھم حيث يتولى تطبيق ھذا القانون حاكم قضائي يسمى ) بريتور المدينة ( ‪ ،‬وآخر خاص‬ ‫باألجانب الذين كانوا يفدون الى روما يسمى ) قانون الشعوب(‬ ‫أوال ‪ :‬القانون الروﻣاني ‪:‬‬ ‫أن نجمع في سطور محددة معالم القانون الروماني فھذا أمر من المستحيل ‪ ،‬ألن القانون الروماني خالفا ألي‬ ‫قانون قديم كان ثريا في مبادئه القانونية ‪ ،‬غنيا بتحليالته الفقھية ‪.‬‬ ‫ومن ھنا كان خلوده على جسر الزمن وصيرورته أساسا لمعظم التشريعات القديمة والحديثة على حد سواء )‪(1‬‬ ‫‪ ،‬وقد قيل على لسان فقيه روما وخطيبھا وفيلسوفھا شيشرون ) أن اآللھة قد اختارت الرومان ليحملوا رسالة القانون‬ ‫إلى العالم ( )‪.( 2‬‬. ‫ثانيا ‪:‬العدالة ‪:‬‬ ‫العدالة ھي شعور كامن في النفس ‪ ,‬يكشف عنه العقل السليم ويوصي به الضمير المستنير ويھدف إلى إعطاء‬ ‫كل ذي حق حقه ‪ ،‬وفكرة العدالة ظھرت لتحكم العالقات بين أفراد المجتمع ولتحقيق المساواة فيما بينھم ‪ ,‬ولتعويض‬ ‫األفراد عما يلحقھم من ضرر جراء تصرفات الغير والقانون يسعى إلبراز ھذه األھداف التي ترمي العدالة إلى تحقيقھا‬ ‫؛ فھو يعتمد على العدالة في استخالص الصيغ والقواعد وھذا ما دعا إليه الفقيه الروماني شيشرون بقوله ) إن العدالة‬ ‫ھي جوھر القانون ( ‪.‬‬. ‫)‪ (1‬د‪ .‬محمود السقا معالم تاريخ القانون المصري ط_ ‪ 1973‬مكتبة القاھرة الحديثة داروھدان للطباعة و النشر ص‪39 7‬‬ ‫)‪ (2‬د‪ .‬محمود السقا المرجع السابق ص ‪, 399‬‬. ‫‪8‬‬.

(12) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫أما علماء اليونان فيعتقدون أن العدالة تكون بوجود قوة عليا وضعت قانونا عاما ونظاما ثابتا يحكم العالم من‬ ‫الناحيتين المادية والمعنوية ‪ ،‬وھذا المذھب نادى به بعض الفالسفة اليونان ‪ ,‬أمثال سقراط وأفالطون وأرسطو وھؤالء‬ ‫فرقوا بين القوانين والتقاليد الوطنية التي وضعتھا كل جماعة لنفسھا وبين القانون الطبيعي الذي توحي به الطبيعة‬ ‫ويكشفه العقل ويتحسس به الوجدان‬ ‫ويجب على القوانين أن تھتدي بمبادئ القانون الطبيعي ؛ أي العدل المطلق الصالح الذي أعدته الطبيعة لجميع الناس‬ ‫‪.‬والعدل القانوني أو التشريعي ھو عدل القوانين أو األعراف التي تضعھا كل أمة لنفسھا )‪(1‬‬. ‫ثالثا‪:‬العدالة عند الروﻣان ‪:‬‬ ‫كان للعدالة عند الرومان مصدران ‪ ,‬قانون الشعوب والقانون الطبيعي‬ ‫‪ – 1‬قانون الشعوب ‪:‬‬ ‫نظرا لتطور القانون في روما كان البد من إيجاد قانون ينظم حالة األجانب الوافدين عليھا وھذا القانون يسمى‬ ‫" قانون الشعوب " ‪ ،‬وترجع ظروف إنشاء ھذا القانون إلى العھد الذي لم يكن فيه لألجانب حق االحتماء بقانون المدينة‬ ‫؛ لذلك كان ھذا القانون يمثل النشاط القضائي الذي بذله بريتور لألجانب من أجل معالجة الحاجات الطارئة وتنظيم‬ ‫العالقات بين األجانب والرومان بصورة عملية مرنة ‪.‬‬. ‫)‪ (1‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪89‬‬. ‫‪9‬‬.

(13) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫‪ – 2‬القانون الطبيعي ‪:‬‬ ‫أدى انتقال الثقافة اليونانية إلى الرومان وتأثر الفقيه شيشرون بھا ‪,‬إلى صياغة فلسفة القانون الطبيعي في مبادئ‬ ‫عملية تطبيقية‪ .‬فقد بين ھذا الفقيه بأن القواعد القانونية ليست جميعھا صادرة عن المشرع ‪,‬أو إن أصلھا العرف وإنما‬ ‫ھناك القانون الطبيعي الذي ينظم بصورة ثابتة ال تتغير بتغير الزمان أو الشعوب العالقات التي تنشأ بين األفراد )‪(1‬‬ ‫أما قانون األلواح اإلثنى عشر فھو مجموعة القوانين الرومانية التي وضعتھا لجنة تشريعية مؤلفة من عشرة‬ ‫رجال ‪ ,‬سافرت إلى أثينا واطلعت على قوانين " صولون " وأصدرت ھذه اللجنة عشرة قوانين منقوشة على ألواح‬ ‫وعرضتھا في الساحة العامة ‪ ,‬غير أن أعمالھا لم تكن تفي بالغرض ‪ ،‬فشكلت لجنة جديدة دخلھا أعضاء من الطبقة‬ ‫العامة ‪ ,‬قامت بوضع لوحين جديدين لكن الشعب ثار ضد عمل اللجنة واتھمھا باالستبداد بسبب خلو األلواح من طلب‬ ‫أساسي لطبقة العامة وھو مساواتھا باألشراف بإباحة الزواج بين الطبقتين ‪ ,‬فأسقطت اللجنة وعوقب بعض أفرادھا‬ ‫ولكن األلواح بقيت ونشرت في ساحة المدينة العامة ‪ ,‬وقد حطمت األلواح األصلية لھذا القانون وبعد ) ‪ ( 60‬سنة على‬ ‫أثر غزو روما من قبل قبائل ) لسالت ( عام ‪ 391‬ق‪.‬م أعيد جمع أحكامھا دون المساس بجوھر األلواح وإن كانت‬ ‫صياغته قد تمت بلغة أحدث من العصر الذي وضع فيه )‪ (2‬ويعتبر قانون األلواح اإلثنى عشر أساسا للقانون الخاص‬ ‫والعام عند الرومان وقد استمر كذلك حتى وضعت مجموعة " جستنيان " ؛ حيث اتخذ أساسا لتلك المجموعة ‪ ,‬إذ كان‬ ‫دور القوانين الالحقة عليه ھو في الواقع التوسع فيما جاء به من مبادئ وتكملتھا ‪ ،‬ولم يتضمن ھذا القانون تنظيما شامال‬ ‫للنظم األساسية التي كانت قائمة عند الرومان ولكنه ترك المجال قائما‬. ‫) ‪ ( 1‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪90‬‬ ‫) ‪ ( 2‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪175‬‬. ‫‪10‬‬.

(14) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫للعرف الذي ظل أساسا للنظام القانوني عند الرومان )‪ ، (1‬أما عند العرب وخاصة بعد مجيء اإلسالم بدأت‬ ‫تظھر الدولة اإلسالمية بسلطاتھا الثالثة وھي السلطة التشريعية والمتمثلة في كتاب ﷲ وسنة رسوله واالجتھاد ‪،‬‬ ‫والسلطة التنفيذية المتمثلة في الخليفة ثم السلطة القضائية التي سوف نتناولھا في المبحث الثالث من خالل األحكام في‬ ‫الشريعة اإلسالمية‬. ‫) ‪ ( 1‬د‪ .‬توفيق حسن فرج تاريخ النظم القانونية و اإلجتماعية _ القانون الروماني ط ‪ , 1985‬الدار الجامعية للطباعة و النشر بيروت ص ‪.28‬‬. ‫‪11‬‬.

(15) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬األحكام القضائية في الشريعة اإلسالﻣية ‪:‬‬ ‫ﻣقدﻣة ‪:‬‬ ‫لقد ظلت السلطة القضائية متواجدة في الدول اإلسالمية المتعاقبة إلى أن وصل أمر المسلمين إلى الدولة العثمانية‬ ‫التي توجد بھا ھي األخرى سلطة قضائية )‪ (1‬يمارسھا القاضي وھو دون شك العضو األبرز في التنظيم القضائي‬ ‫اإلسالمي )‪ (2‬ولكن كانت بدائية وضعيفة وتقوم ) القاعدة القانونية ( في القوانين الوضعية مقام الحكم الشرعي في‬ ‫الفقه اإلسالمي وأصوله والحكم عند األصوليين ھو ) خطاب ﷲ المتعلق بأفعال المكلفين ‪ ,‬طلبا أو تخييرا أو وضعا (‬ ‫وعند الفقھاء ھو ) األثر المترتب على خطاب الشارع في الفعل كالوجوب والحرمة واإلباحة (‪.‬‬ ‫أوال تعريف الحكم الشرعي ‪:‬‬ ‫ويتضح لنا من خمسة أوجه التالية ‪:‬‬ ‫‪ – 1‬أحكام الشريعة من وضع ﷲ تعالى ولكن يجب أن يالحظ أن أحكام الشريعة ليست كلھا من وضع ﷲ تعالى ‪,‬‬ ‫فالقرآن الكريم يشتمل على بعض األحكام الشرعية إجماال وتفصيال ‪ ،‬والسنة النبوية كذلك والفقھاء قد استنبطوا الكثير‬ ‫من األحكام الشرعية طبقا للقواعد األصولية المقررة والخاصة في مسائل المعامالت المدنية والتجارية ‪ ،‬مما جاء في‬ ‫كتب الفقه اإلسالمي ‪ ,‬ومما يجب أن يستمر ويساير تطور المجتمع واختالف األمكنة واألزمنة‬ ‫‪ – 2‬أساس اإللزام في األحكام الشرعية ھو وجوب طاعة ﷲ و رسوله‬ ‫‪ – 3‬الجزاء على مخالفة الحكم الشرعي في ميدان المعامالت المقابلة للقانون ‪ ,‬فزيادة على أنه مادي دنيوي ‪ ،‬فھو‬ ‫يدخل في العالقة بين اإلنسان وربه ؛ ولذلك يقول رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ) إنما أنا بشر ‪ ,‬وإنكم تختصمون إلي ‪,‬‬ ‫ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على ما أسمع منه ‪ ،‬فمن قضيت له من حق أخيه شيئا ‪ ,‬فال‬ ‫يأخذ منه شيئا ‪ ,‬فإنما أقطع له قطعة من النار (‪.‬‬. ‫)‪ (1‬د‪ .‬محمد عبد الجواد محمد البحوث في الشريعة اإلسالمية و القانون – أصول القانون مقارنة بأصول الفقه ط‪ 1991 -‬الناشر منشآت المعارف باالسكندية – جالل‬ ‫حزي و شركائه ص ‪25‬‬ ‫)‪ (2‬المحامي عبد الحميد األحدب دكتور في الحقوق التحكيم أحكامه و مصادره الجزء األول ط‪ 1990 -‬نوفل ص ‪.52‬‬. ‫‪12‬‬.

(16) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫‪ –4‬األحكام الشرعية فحكمھا الوجوب ‪,‬أو الندب ‪,‬أو التحريم أو الكراھية ؛ ألن األحكام الشرعية لھا غرضان ‪ ,‬أحدھما‬ ‫دنيوي أي خاص بعالقة اإلنسان بغيره من الناس ‪ ،‬وثانيھما خاص بعالقته بربه ‪.‬‬ ‫‪ – 5‬األحكام الشرعية تشمل العبادات والمعامالت معا )‪(1‬‬ ‫ثانيا ‪:‬األساس الشرعي لسلطة القاضي في االجتھاد ‪:‬‬ ‫جاء في الحديث الصحيح ) إن رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال ‪ :‬كيف‬ ‫تقضي إذا عرض لك قضاء ؟‬ ‫قال ‪ :‬أقضي بكتاب ﷲ ‪ .‬قال فإن لم تجد في كتاب ﷲ ‪.‬‬ ‫قال ‪ :‬فبسنة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم‬ ‫قال ‪ :‬فإن لم تجد في سنة رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم وال في كتاب ﷲ ؟‬ ‫قال ‪ :‬أجتھد ‪ ,‬وال آلو ‪ .‬فضرب رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم صدره وقال الحمد „ الذي وفق رسول رسول ﷲ لما‬ ‫يرضي رسول ﷲ (‬ ‫وبذلك فقد أصبح واجبا على القاضي في حالة عدم وجود الحكم الشرعي الذي يطبق على المسألة المعروضة‬ ‫عليه في النصوص الشرعية التي يحكم بمقتضاھا أن يجتھد ويعمل رأيه )‪(2‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬العدالة ‪:‬‬ ‫للعدالة في اإلسالم أھمية بالغة ‪ ,‬باعتبارھا من المبادئ التي يقوم عليھا نظام الحكم وھذا ما أكده كتاب ﷲ وسنة‬ ‫رسوله ؛ فقد وردت كثير من اآليات القرآنية في الحث على األخذ بالعدالة ال باعتبارھا مجرد فضيلة من الفضائل بل‬ ‫باعتبارھا جزء ا من الشرع أو الدين ؛ فحيث تكون العدالة يكون الشرع ونذكر من ھذه اآليات الكريمة قوله تعالى‪)) :‬‬ ‫إن ﷲ يأمر بالعدل (( )‪ ، (3‬و)) وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل (( )‪(4‬‬. ‫) ‪ ( 1‬د‪ .‬محمد عبد الجواد محمد _ بحوث في الشريعة اإلسالمية و القانون _ أصول القانون مقارنة بأصول الفقه ط _ ‪ 1991‬الناشر منشأة المعارف باإلسكندرية‬ ‫_ جالل حزي و شركائه ص ‪. 25‬‬ ‫) ‪ ( 2‬د‪ .‬محمد عبد الجواد محمد نفس المرجع السابق ص ‪.168‬‬ ‫) ‪ ( 3‬سورة النحل اآلية ‪90‬‬ ‫) ‪ (4‬سورة النساء اآلية ‪58‬‬. ‫‪13‬‬.

(17) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫وقال تعالى )) وإذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى (( )‪(1‬‬ ‫وتأكيدا لھذا المعنى يقول النبي صلى ﷲ عليه وسلم ) إن أحب الناس إلى ﷲ يوم القيامة وأقربھم مني مجلسا‬ ‫إمام عادل ‪ ،‬وإن أبغض الناس إلى ﷲ وأشدھم عذابا ‪ ,‬إمام جائر ( ولقد ذھبت العدالة في اإلسالم أبعد مدى مما عرف‬ ‫في أية شريعة أخرى من الشرائع السماوية أو الوضعية ‪ ،‬حيث نجد القرآن يحث على العدالة حتى ضد نفس المرء‬ ‫وحتى مع األعداء فقد ورد قوله تعالى ‪:‬‬ ‫)) يا أيھا الذين آمنوا كونوا قومين بالقسط ‪ ,‬شھداء „ ولو على أنفسكم أو الوالدين واألقربين (( )‪ (2‬فإن ﷲ‬ ‫يأمر في ھذه اآلية الكريمة أن نكون عدوال حتى ولو جاء ذلك العدل ضد أنفسنا أو الوالدين أو ذوي القربى ولحقنا‬ ‫ضرر من ذلك )‪(3‬‬ ‫وقوله تعالى ) وال يجرمنكم شنآن قوم على أن ال تعدلوا ‪ ،‬اعدلوا ھو أقرب للتقوى ( )‪.(4‬‬ ‫رابعا ‪ :‬القضاء العادي ‪:‬‬ ‫القرآن الكريم ھو األصل في التشريع اإلسالمي فقد أصبح للعرب بنزوله شريعة ‪ ,‬فرض عليھم إتباع أحكامھا ‪.‬‬ ‫وكان الرسول صلى ﷲ عليه وسلم ھو المرجع األول في تطبيقھا وبذلك خاطبه ربه ‪ )) :‬إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق‬ ‫لتحكم بين الناس بما أراك ﷲ (( )‪ (5‬وبذلك تعين أن يكون الرسول صلى ﷲ عليه وسلم ھو القاضي في كل ما يقع بين‬ ‫أھل المدينة من المسلمين واليھود وغيرھم من المشركين ‪ ،‬وكان حكم الرسول صلى ﷲ عليه وسلم أقرب إلى التحكيم‬ ‫)‪ (6‬إذ أن القرآن الكريم نص عليه وتضمنته كل تعاليم الشرع اإلسالمي )‪ (7‬الذي آلفه العرب غير أنه كان تحكيما‬ ‫إجباريا ‪ ,‬انتقل به العرب من التحكيم االختياري ‪ ,‬وامتنع فيه استعمال القوة إلنشاء الحق وحمايته فأصبح اإليمان ال‬ ‫القوة ‪ ,‬الضامن لنفاذ األحكام وبذلك خاطب ﷲ المؤمنين ‪:‬‬. ‫)‪ (1‬سورة األنعام ‪152‬‬ ‫)‪ (2‬سورة النساء اآلية ‪135‬‬ ‫)‪ (3‬الدكتور عباس العبودي المرجع السابق ص ‪282‬‬ ‫)‪ (4‬سورة المائدة اآلية ‪08‬‬ ‫)‪ (5‬سورة النساء اآلية ‪105‬‬ ‫)‪ (6‬الدكتور عباس العبودي المرجع السابق ص‪283‬‬ ‫)‪ (7‬المحامي عبد الحميد األحدب دكتور في الحقوق التحكيم في البالد العربية الجزء الثاني ط – ‪ 1990‬نوفل ص‪10‬‬. ‫‪14‬‬.

(18) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫الم ِ◌ ِ◌ ِ◌ؤمنين إذا دعوا إلى ﷲ ورسوله ليحكم بينھم ‪ ,‬أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك ھم‬ ‫)) إنما كان قول ِ‬ ‫المفلحون(( )‪ .(1‬وبذلك أخذ النظام القضائي شكله الجديد بحضور الخصوم مختارين إلى مجلس النبي ليقضي بينھم‬ ‫وطاعتھم لحكمه ورضاھم بقضائه ‪.‬‬ ‫وبعد الرسول صلى ﷲ عليه وسلم انتقلت السلطة القضائية مع غيرھا إلى خلفائه ‪ ,‬وكان الخليفة إذا عين واليا‬ ‫أو عامال ‪ ,‬عھد إليه بالسلطة القضائية فضال عن السلطات السياسية واإلدارية والعسكرية ‪ .‬ولما تولى عمر الخالفة عين‬ ‫قضاة في األمصار للفصل في الخصومات بعد اختالط العرب بسكان البالد المفتوحة ‪ ,‬وكان القاضي يحكم باجتھاده إذا‬ ‫لم يجد في القضية المرفوعة إليه نصا في كتاب ﷲ وسنة رسوله ‪ ،‬وكان يقيس األمور على أشباھھا مما ورد في نص‬ ‫ومن ثم أصبح االجتھاد )الرأي أو القياس ( أصال من أصول القضاء في العصور التالية فأصبحت تبنى عليه أكثر‬ ‫األحكام ‪ ،‬وقد ظل القضاء مستقال في عھد األمويين فكانت كلمة القضاء نافذة على الوالة وعمال الخراج‪ .‬غير أن النظام‬ ‫القضائي تطور في عھد العباسيين فظھرت المذاھب األربعة وأصبح القاضي ملزما بأن يصدر حكمه وفق أحد ھذه‬ ‫المذاھب ؛ فكان القاضي في العراق يحكم وفق مذھب أبي حنيفة ‪ ,‬وفي الشام وفق مذھب مالك ‪ ,‬وفي مصر وفق مذھب‬ ‫الشافعي ‪ ,‬وإذا تقدم متخاصمان على غير المذاھب المعروفة في بلد من البالد أناب القاضي عنه قاضيا يدين بمذھب‬ ‫المتخاصمين ‪ ،‬لذلك تأثر القضاء في ھذا العصر بالسياسة ألن الخلفاء العباسيين كانوا يريدون أن يكسبوا أعمالھم‬ ‫الصفة الشرعية فعملوا على حمل القضاة على السير وفق رغباتھم في الحكم حتى أمتنع كثير من الفقھاء عن تولي‬ ‫القضاء خشية أن يحملھم الخلفاء على اإلفتاء بما يخالف الشريعة اإلسالمية ‪ ,‬وھذا ال يتفق مع ذممھم )‪(2‬‬. ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)‪ (1‬سورة النور اآلية ‪51‬‬ ‫)‪ (2‬د‪.‬‬. ‫عباس العبودي المرجع السابق ص ‪285 ، 283‬‬. ‫‪15‬‬.

(19) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫وبقي القضاء في العھد العثماني األول استمرارا لما كان عليه في العھود اإلسالمية السابقة ؛ فلم يكن ھناك‬ ‫تدوين رسمي للقانون سوى بعض القوانين التي شرعت في عھد السلطان محمد الفاتح وسليمان القانوني والتي تغلب‬ ‫عليھا الصفة اإلدارية والجنائية ‪ ،‬وكان القضاء يعتمد على فقه المذاھب المختلفة ‪ ،‬إال إن العثمانيين ‪ ،‬وھم من أتباع‬ ‫المذھب الحنفي كانوا يعينون شيخ اإلسالم وھو بمنزلة وزير العدل ‪ ,‬ويصدر الفتاوى من فقه المذھب الذي ينتمي إليه ‪,‬‬ ‫ثم أعلن السلطان سليمان األول المذھب الحنفي مذھبا رسميا للدولة ‪ ,‬وأصبح ھذا المذھب ملزما للقضاة والمفتين في‬ ‫جميع أرجاء الدولة ‪ ،‬واستمر األخذ بأحكام الشريعة اإلسالمية حتى في مرحلة التنظيمات القانونية في الدولة العثمانية‬ ‫ولكن بإعادة صياغة ھذه األحكام بشكل أكثر حداثة وتنظيما‪ .‬وأھم القوانين التي استمدت أحكامھا من الشريعة اإلسالمية‬ ‫وقننت وفق أسلوب حديث ھي مجلة األحكام العدلية التي صدرت في سنة ) ‪1876‬م( وقانون العائلة الذي صدر في عام‬ ‫)‪1917‬م(‬ ‫وقد ظھرت محاكم جديدة في فترة التنظيمات سميت بالمحاكم النظامية وكانت تنظر في المسائل الجزائية ابتداء‬ ‫من عام ) ‪1879‬م ( والنظر في المسائل التي نظمتھا القوانين الجديدة من جزائية وتجارية والتي ال تدخل في اختصاص‬ ‫المحاكم الشرعية )‪(1‬على أن نتناول في المبحث الرابع األحكام القضائية الصادرة عن المحاكم القضائية المعاصرة‬ ‫والقابلة للطعن فيھا ‪.‬‬. ‫) ‪ ( 1‬د‪ .‬عباس العبودي المرجع السابق ص ‪285 ، 283‬‬. ‫‪16‬‬.

(20) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬قابلية األحكام القضائية للطعن‬ ‫ﻣقدﻣة‪:‬‬ ‫الطعن ھو وسيلة من وسائل مراجعة األحكام القضائية وينقسم إلى قسمين ھما الطعون العادية‬ ‫والطعون الغير عادية لألحكام والقرارات واألوامر القضائية‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬األحكام القضائية‬ ‫األحكام القضائية ھي من أھم السندات التنفيذية وأقواھا ألنھا فصلت في خصومة بعد سماع أقوال‬ ‫الطرفين واالطالع على أدلتھما‪.‬‬ ‫ولكن ال يجوز التنفيذ الجبري إال بسند تنفيذي كما تنص على ذلك المادة ‪ 600‬من قانون‬ ‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ .‬ويكون ھذا السند التنفيذي ممھور كما تنص على ذلك المادة ‪ 601‬من‬ ‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬ومن المتفق عليه فقھا وقضاء أن األحكام تنفذ تنفيذا جبريا ھي فقط‬ ‫أحكام اإللزام وذلك دون األحكام المقررة أو المنشية ؛ وعلة ذلك إن حكم اإللزام ھو وحده الذي يقبل‬ ‫مضمونه التنفيذ الجبري ‪ ،‬والقاعدة العامة في تنفيذ األحكام أنه ال يجوز تنفيذھا جبرا مادام الطعن فيھا‬ ‫بالمعارضة أو االستئناف جائزا وكان ميعاد الطعن لم يزل ممتدا إال إذا كان مشموال بالنفاذ المعجل أو‬ ‫منصوصا عليه في القانون أو مأمورا به في الحكم‬. ‫)‪(1‬‬. ‫)‪(1‬د‪ .‬محمد حسنين طرق التنفيذ في قانون اإلجراءات المدنية الجزائري الطبعة الثانية ‪ 1990‬ديوان المطبوعات الجامعية ص ‪.43‬‬. ‫‪17‬‬.

(21) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫ثانيا‪ :‬أنواع األحكام القضائية‬ ‫توجد عدة أنواع من األحكام تختلف فيما بينھا بقدر قابليتھا للطعن ونعرضھا فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ – 1‬الحكم االبتدائي‪:‬‬ ‫ھو الحكم الصادر في الدرجة األولى والقابل لالستئناف وھو حال غالبية األحكام الصادرة عن‬ ‫المحكمة في إطار المنازعات الخاصة للقانون الخاص وكذلك القرارات واألوامر الصادرة عن المجلس‬ ‫القضائي‪.‬‬ ‫‪ – 2‬الحكم االنتھائي‪:‬‬ ‫وھو الحكم الذي يصدر في الدرجة األولى واألخيرة في الدعاوى التي ال تتجاوز قيمتھا مئتي ألف‬ ‫دينار ) ‪ 200.000‬د ج ( وحتى ولو كانت قيمة الطلبات المقابلة أو المقاصة القضائية تتجاوز ھذه‬ ‫القيمة‪.‬‬ ‫كما تنص على ذلك المادة ‪ 33‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬ومن األمثلة أيضا على‬ ‫ذلك اختصاص المجلس القضائي بالفصل في الطلبات المتعلقة بتنازع االختصاص‪ .‬إذا كان النزاع‬ ‫متعلقا بجھتين قضائيتين واقعتين في إدائرة اختصاصه وكذلك في طلبات الرد المرفوعة ضد قضاة‬ ‫المحاكم التابعة لدائرة اختصاصه‪ .‬كما تنص على ذلك المادة ‪ 35‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬. ‫‪18‬‬.

(22) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫‪ – 3‬الحكم النھائي‪:‬‬ ‫ھو الحكم الذي يصدر في الدرجة األخيرة فال يقبل االستئناف‬. ‫)‪( 1‬‬. ‫استنفاذه لمختلف طرق الطعن بدءا بالمعارضة وانتھاءا بالطعن بالنقض‬. ‫)‪(2‬‬. ‫و يكون الحكم نھائيا بعد‬ ‫وانقضاء الميعاد المقرر‬. ‫لتقديمه‪.‬‬ ‫‪ – 4‬الحكم البات‪:‬‬ ‫وھو الحكم الذي ال يقبل الطعن فيه بأي طريق من طرق الطعن القانونية‪ ،‬عادية كانت أو غير‬ ‫عادية سواء كان باتا منذ صدوره أو أصبح كذلك بفوات مواعد الطعن فيه‪.‬‬ ‫‪ – 5‬الحكم الحضوري و الحكم الغيابي‪:‬‬ ‫تنقسم األحكام من حيث قابليتھا للطعن بالمعارضة إلى أحكام حضورية وأحكام غيابية ال يكون‬ ‫الحكم الحضوري الفاصل في موضوع النزاع والحكم الفاصل في أحد الدفوع الشكلية أو الدفع بعدم‬ ‫القبول أو أي دفع من الدفوع األخرى التي تنھي الخصومة ‪ ،‬قابال ألي طعن بعد إنقضاء سنتين )‪ (2‬من‬ ‫تاريخ النطق به ولو لم يتم تبليغه رسميا كما تنص على ذلك المادة ‪ 314‬من قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫واإلدارية‪.‬‬ ‫ويختلف معيار وصف الحكم بأنه غيابي حسب ما إذا صدر عن المحكمة أو المجلس القضائي‬ ‫ففي الحالة األولى‪ :‬تكون العبرة بحضور المدعى عليه أو وكيله ويعد الحكم حضوريا ‪ ،‬وبالتالي‬ ‫غير قابل للمعارضة ‪ ,‬حين يحضر ويكون غيابيا عند عدم حضوره بنفسه أو بواسطة وكيله ‪ ،‬في‬ ‫اليوم المحدد رغم صحة التكليف بالحضور كما تنص على ذلك المادة ‪ 292‬من قانون اإلجراءات‬ ‫)‪ (1‬بوبشير محند أمقران قانون اإلجراءات المدنية نظرية الدعوى _ نظرية الخصومة لإلجراءات االستثنائية _ط ‪ 2001‬ديوان المطبوعات الجامعية الساحة‬ ‫المركزية بن عكنون الجزائر ‪ ,‬ص ‪288‬‬ ‫)‪ (2‬سائح سنقوقة الدليل العملي في إجراءات الدعوى المدنية ط – ‪ 1996‬دار الھدى عين مليلة – الجزائر ص ‪.74‬‬. ‫‪19‬‬.

(23) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫المدنية واإلدارية ويكون الحكم اعتباريا حضوريا إذا تخلف المدعى عليه المكلف بالحضور‬ ‫شخصيا أو وكيله أو محاميه عن الحضور كما تنص على ذلك المادة ‪ 293‬من قانون اإلجراءات‬ ‫المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫وتستثنى من ھذه القاعدة حالتان يعتبر فيھما الحكم حضوريا اعتباريا ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬. ‫إذا لم يحضر المدعي دون سبب مشروع ‪ ،‬جاز للمدعى عليه طلب الفصل في موضوع الدعوى‬. ‫ويكون الحكم في ھذه الحالة حضوريا كما تنص على ذلك المادة ‪ 290‬من قانون اإلجراءات المدنية‬ ‫واإلدارية‪.‬‬ ‫ب‪ -‬إذا لم يحضر المدعي بسبب مشروع جاز للقاضي تأجيل القضية إلى الجلسة الموالية لتمكينه من‬ ‫الحضور كما تنص على ذلك المادة ‪ 289‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫في الحالة الثانية ‪ :‬تكون العبرة بتقديم العرائض‪ ،‬ويكون الحكم حضوريا حين تقدم عرائض أو مذكرات‬ ‫مكتوبة في الجلسة سواء تضمنت طلبات أو دفوعا ‪ ،‬حتى ولو لم يكن األطراف أو المحامون عنھم قد‬ ‫أبدوا مالحظات شفوية‬. ‫)‪(1‬‬. ‫كما تنص على ذلك المادة ‪ 288‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية يكون‬. ‫الحكم حضوريا إذا حضر الخصوم شخصيا أو ممثلين بوكالئھم أو محاميھم أثناء الخصومة أو قدموا‬ ‫مذكرات حتى ولو لم يبدوا مالحظات شفوية‪.‬‬. ‫)‪ (1‬بوبشير محند أمقران قانون اإلجراءات المدنية نظرية الدعوى _ نظرية الخصومة لإلجراءات االستثنائية _ط ‪ 2001‬ديوان المطبوعات الجامعية الساحة‬ ‫المركزية بن عكنون الجزائر ‪ ,‬ص ‪.290‬‬. ‫‪20‬‬.

(24) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫المبحث الخاﻣس‪ :‬شروط رفع دعوى الطعون‬ ‫ﻣقدﻣة ‪:‬‬ ‫الدعوى ھي وسيلة لحماية حق أو مركز قانوني ويشترط لوجود الدعوى سبق وجود حق أو مركز‬ ‫)‪( 1‬‬. ‫يحميه القانون‬. ‫ودعوى الطعون كسائر الدعاوى القضائية فال بد لھا من شروط لرفعھا و ھي أھلية‬. ‫التقاضي و الصفة في التقاضي و المصلحة‪.‬‬ ‫أوال ‪ :‬أھلية التقاضي ‪:‬‬ ‫و ھي تعبير عن أھلية األداء في المجال اإلجرائي و تعني صالحية الخصم لمباشرة اإلجراءات‬ ‫أمام القضاء ‪ ,‬و القاعدة العامة أن يكون الشخص الطبيعي أھال للتقاضي ببلوغه سن الرشد )‪ 19‬سنة(‬ ‫)م‪ 40.‬مدني( و لكن يكون ناقص األھلية أھال للتقاضي في بعض الحاالت التي نذكر منھا اآلتي ‪:‬‬ ‫‪(1‬‬. ‫اإلذن للمميز بالتصرف جزئيا أو كليا في أمواله ) م‪ 84 ،‬أسرة(‬. ‫‪(2‬‬. ‫التدابير المستعجلة‪ ،‬ألنھا ذات طابع تحفظي‪ ،‬أو من أعمال اإلدارة البسيطة التي ال تمس بأصل‬. ‫الحق‪ ،‬و التي ال يشترط للمطالبة بھا سوى بلوغ سن التمييز‪.‬‬ ‫‪(3‬‬ ‫‪(4‬‬. ‫دعاوى الحيازة ألن محلھا مركز واقعي ال الحق ذاته‪ ،‬و ممارستھا يعتبر عمال تحفظيا‪.‬‬ ‫الطلبات التي تتعلق باألھلية‪ ،‬مثل طلب المحجوز وطلب القاصر بطالن اإلجراء بسبب نقص‬. ‫أھليته‪ ،‬ألن ھذه الطلبات تفترض بطبيعتھا نقص أھلية المدعي كما يجب أن تتوفر األھلية في متخذ‬ ‫اإلجراء ويجب أن تتوفر أيضا في الخصم الموجه إليه اإلجراء ألنه يعرضه لمخاطر الحكم ضده مما‬ ‫يعني حرمانه نھائيا من حقه‪.‬‬ ‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫)‪ (1‬محمد المنجي – دعاوى ثبوت الملكية – مراحل الدعوة من تحرير الصحيفة إلى الطغن بالنقض ‪ ،‬ط ‪ ، 1999‬توزيع منشآت المعارف باإلسكندرية‬ ‫جالل حزي وشركائه ‪ .‬ص ‪.161‬‬ ‫‪21‬‬.

(25) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫ولذلك يستدعي أن يكون في وضع يمكنه من الدفاع عن حقه والرد على ما يتخذ ضده من‬ ‫)‪( 1‬‬. ‫إجراءات ما لم يعد إجراءا نافعا نفعا محضا لمن يوجه إليه ھذا اإلجراء‪ ،‬حيث يعد ناقص األھلية لتلقيه‬. ‫ويظھر ذلك في القرار المؤرخ في ‪ 1990/02/12‬للملف رقم ‪ 56092‬وفي المجلة القضائية لسنة ‪1991‬‬ ‫العدد األول الصفحة ‪.112‬ضرورة توفر شروط األھلية للتقاضي‪:‬‬ ‫من المستقر عليه قضاءا أنه ال يمكن تجريد شخص ما من تراثه وتحويل إدارة ذلك التراث أو‬ ‫تصفيته ككل إلى وكيل قضائي إال في حالتي اإلفالس أو عدم توفر األھلية ومن ثم فان النعي على القرار‬ ‫المطعون فيه بخرق القانون في غير محله يستوجب رفضه لما كان من الثابت ‪-‬في قضية الحال‪ -‬أن‬ ‫قضاة االستئناف عندما اعترفوا للشخص المالك لألمالك الموضوعة تحت الحراسة بصفة التقاضي لم‬ ‫يخالفوا القانون بل طبقوه تطبيقا مضبوطا وسليما محترمين مقتضيات المادة ‪ 459‬من )ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬ج( و متى‬ ‫كان ذلك يستوجب رفض الطعن‪.‬‬. ‫)‪(2‬‬. ‫ثانيا ‪ :‬الصفة في التقاضي‬ ‫إذا كان الخصم يتقاضى بنفسه ‪ ،‬فيكفي لسالمة اإلجراءات التي يتضمنھا أن يكون بالغا سن الرشد‬ ‫كقاعـدة عـامة ‪ ,‬أما إذا أراد أو لـزم عليه أن يتقــاضى عن طريق ممثل للغيـر ‪ ,‬فيشترط أن تتوفر في‬ ‫ھذا األخير الصفة في التقاضي والصفة في التقاضي تعني صالحية الشخص لمباشرة اإلجراءات‬ ‫القضائيـة باسـم غيره التمثيل القانون مثل سلطة الولي أو الوصي من تمثيل القاصر وسلطة وكيل‬ ‫التفليسـة في تمثيـل المفلـس في كـل الدعاوي التي تتعلق بذمته المالية ‪ ,‬وسلطة الحارس القضائي من‬ ‫رفـع الدعـاوى المتعلقـة بأمـوال الشركـة المنحلة ‪,‬وسلطة المدير في تمثيل الشركة فإذا رفع المدير‬. ‫)‪ (1‬بوبشير محند أمقران – المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪78‬‬ ‫)‪ (2‬األستاذ عمر بن سعيد ‪ -‬االجتھاد القضائي وفقا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية ‪ -‬ط ‪ 2004‬دار الھدى عين مليلة ‪ -‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.340‬‬. ‫‪22‬‬.

(26) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫دعوى باسم الشركة التي يرأس مجلس إداراتھا‪ ،‬تتوفر الصفة في الدعوى للشركة وصفة التقاضي‬ ‫للمدير الذي ليس عليه سوى تبرير وكالته ولھذه الصفة آثار ھامة تتمثل فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬من حيث المركز القانوني‪ :‬إن أصحاب الصفة في الدعوى ھم أطراف فيھا مدعون أو مدعى عليھم‬ ‫أما أصحاب الصفة في التقاضي فليسوا سوى أطرافا في الخصومة ممثلين عن الخصوم‪.‬‬ ‫‪ -2‬من حيث الجزاء‪ :‬إن وسيلة التمسك بعدم توفر الصفة في الدعوى ھي الدفع بعدم القبول أما وسيلة‬ ‫التمسك بتعلق الصفة في التقاضي فھي البطالن‪.‬‬ ‫‪ -3‬من حيث جزاء زوالھا أثناء سير الخصومة ‪ :‬يؤدي زوال الصفة في الدعوى بالنسبة ألحد أطرافھا‬ ‫أثناء سير الخصومة إلى أن تصبح الدعوى غير مقبولة ‪ ،‬وذلك بسبب وجوب توفر ھذا الشرط من‬ ‫وقت تقديم المطالبة القضائية إلى حين صدور الحكم في الدعوى‪.‬‬ ‫أما زوال الصفة في التقاضي عن الممثل اإلجرائي أثناء نظر الدعوى فيؤدي إلى انقطاعھا‬. ‫)‪( 1‬‬. ‫ويؤكد القرار المؤرخ في ‪ 1998/02/25‬في الملف رقم ‪ 150865‬من المجلة القضائية لسنة ‪1998‬‬ ‫العدد األول الصفحة ‪ 74‬بضرورة الصفة لرفع الدعوى القضائية الصفة – إثباتھا – إجراء مسألة‬ ‫تتعلق بموضوع – إجراء تحقيق‪.‬‬ ‫من المقرر قانونا )) ال يجوز ألحد أن يرفع دعوى أمام القضاء ما لم يكن حائزا للصفة (( ومن‬ ‫المقرر قانونا أنه )) يجوز للقاضي بناء على طلب من أحد المتخاصمين إجراء خبرة أو تحقيق في‬ ‫الكتابة أو في أي إجراء آخر ‪((...‬‬. ‫ومـن الثابـت فـي – قضية الحـال – أن قضـاة المجلـس قد أخطئوا عندما اعتبروا أن الصفة مسألة‬ ‫تتعلـق بالشكـل في حيـن أنھـا تشكل في حد ذاتھا مسألة تتعلق بالموضوع إذ يجب على الجھات‬ ‫)‪ (1‬بوبشير محند أمقران ‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.452‬‬. ‫‪23‬‬.

(27) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬ ‫القضائية معاينة ثبوتھا أو دحضھا باللجوء إلى إجراءات تحقيق )‪ (1‬تكون طبقا لمقتضيات المادة ‪126‬‬ ‫من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬المصلحة‬ ‫ال تعد المصلحة شرطا لقبول الدعوى فقط ‪ ،‬وإنما ھي شرط لقبول أي طلب أو دفع أو طعن في‬ ‫)‪( 2‬‬. ‫الحكم ‪ ,‬أيا كان الطرف الذي يقدمه‬. ‫ويشرط لقبول الدعوى أن تكون المصلحة قائمة ويكون ذلك‬. ‫كقاعدة عامة عندما يكون الضرر قد وقع فعال ‪ ,‬وتكون الدعوى عالجية ولكن قد يحتمل وقوع‬ ‫الضرر في المستقبل فيجوز أن ترفع دعوى وقائية لتفادي وقوعه ‪ ,‬ألن الضرر المحتمل يثير قلق‬ ‫المدعي وعدم طمأنينته واستقراره فتوجد مصلحة قائمة وحالة في إزالة ھذا الخوف ‪ ،‬وھو ما يعبر‬ ‫)‪(3‬‬. ‫عنه بالمصلحة الحالة في الوقاية من ضرر محتمل‪.‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬نتناول طرق الطعن العادية وھي‪:‬‬ ‫‪ -‬الطعن بالمعارضة‪:‬‬. ‫وھو طريق من طرق الطعن العادية في األحكام والقرارات الغيابية وھي وسيلة يتمكن الخصم‬ ‫بمقتضاھا أن يتقدم إلى نفس الجھة القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار في غيابه في حالة عدم‬ ‫رضاه بالحكم أو القرار الذي صدر في حقه‪.‬‬ ‫ الطعن باالستئناف‪:‬‬‫وھو ثاني طرق الطعن العادية وھو تجسيد لمبدأ التقاضي على درجتين ألنه يرمي إلى عرض‬ ‫النزاع مجددا على الدرجة الثانية من درجات التقاضي في حالة عدم رضا أحد طرفي الحكم بما‬ ‫قضت به المحكمة‪.‬‬ ‫)‪ (1‬األستاذ عمر بن سعيد ‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.341‬‬ ‫)‪ (2‬بوبشير مجند أمقران ‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫)‪ (3‬بوبشير مجند أمقران ‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬. ‫‪24‬‬.

(28) ‫الفصل التمھيدي‪..........................................................................................‬‬. ‫أما في الفصل الثاني فسوف نتناول طرق الطعن الغير عادية وھي‪:‬‬ ‫ الطعن بالنقض‪:‬‬‫ويجوز الطعن بالنقض أمام المحكمة العليا في جميع األحكام والقرارات الصادرة عن المحاكم‬ ‫االبتدائية والمجالس االستئنافية بصفة حضورية ونھائية كيف ما كانت نوعية ھذه األحكام والقرارات‬ ‫مدنية أو تجارية وبحرية ‪ ,‬أو تتعلق باألحوال الشخصية أو االجتماعية أو العقارية‪.‬‬ ‫ الطعن بالتماس إعادة النظر‪:‬‬‫يھدف التماس إعادة النظر إلى مراجعة األمر االستعجالي أو الحكم أو القرار الفاصل في الموضوع‬ ‫والحائز لقوة الشيء المقضى به وذلك للفصل فيه من جديد من حيث الوقائع والقانون كما تنص على‬ ‫ذلك المادة ‪ 390‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬ ‫الطعن باعتراض الغير الخارج عن الخصوﻣة‪:‬‬ ‫لقد ورد في المادة ‪ 381‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ ،‬يجوز لكل شخص له مصلحة‬ ‫ولم يكن طرفا وال ممثال في الحكم أو القرار أو األمر المطعون فيه‪ ،‬تقديم اعتراض الغير الخارج عن‬ ‫الخصومة‪.‬‬. ‫‪25‬‬.

(29) ‫الفصل االول …… …………‪ .………………………… .‬طرق الطعن العادية‬ ‫اﻝﻔﺼل اﻷول‬ ‫طرق اﻝطﻌن اﻝﻌﺎدﻴﺔ‬ ‫طــرق اﻝطﻌــن ﻫــﻲ وﺴــﻴﻠﺔ ﻤــن وﺴــﺎﺌل ﻤراﺠﻌــﺔ اﻷﺤﻜــﺎم واﻝﻘ ـ اررات واﻷواﻤــر اﻝﻘﻀــﺎﺌﻴﺔ وﺘﻜــون ﻓــﻲ ﺴــﺎﺌر‬ ‫اﻷﺤﻜﺎم واﻝﻘ اررات واﻷواﻤر اﻝﻘﻀﺎﺌﻴﺔ وﻫﻲ إﻤﺎ طرق طﻌن ﻋﺎدﻴﺔ أو طرق طﻌن ﻏﻴر ﻋﺎدﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻓﺈذا ﺼدر اﻝﺤﻜم ﻏﻴﺎﺒﻴﺎ ﻴﻘﺒل اﻝطﻌن ﻓﻴﻪ ﺒطرﻴق اﻝﻤﻌﺎرﻀﺔ إذا ﻝم ﻴﻔﺘﻪ اﻷﺠل اﻝﻤﺤدد ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﻝذﻝك‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬. ‫أﻤﺎ إذا ﺼدر ﻤن ﻤﺤﻜﻤﺔ اﻝدرﺠﺔ اﻷوﻝﻰ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻘﺒل اﻝطﻌن ﻓﻴﻪ ﺒطرﻴق اﻻﺴﺘﺌﻨﺎف‪.‬‬ ‫وﺴوف ﻨﺘﻨﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻝﻔﺼل ﻤﺒﺤﺜﻴن‪:‬‬ ‫اﻝﻤﺒﺤث اﻷول‪ :‬اﻝطﻌن ﺒﺎﻝﻤﻌﺎرﻀﺔ‪.‬‬ ‫اﻝﻤﺒﺤث اﻝﺜﺎﻨﻲ‪ :‬اﻝطﻌن ﺒﺎﻻﺴﺘﺌﻨﺎف‪.‬‬. ‫)‪ (1‬عبد الرزاق أحمد السنھوري ‪ -‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ -‬نظرية االلتزام بوجه عام – مصادر االلتزام‪ -‬الجزء األول – دار إحياء التراث العربي‪ -‬بيروت‬ ‫أنظر ص ‪.957‬‬. ‫‪26‬‬.

Références

Documents relatifs

Since many years, the Poymer Derived Ceramics (PDCs) route has been used for the synthesis of different kinds of boron nitride materials, from bulk to

Climate change; groundwater management; water markets; self-regulation; France; Portugal; 2..

Les valeurs des moyennes de pH ; l’acidité titrable ; la teneur de matière grasse de yaourt avec la peau et pulpe et l’extrait de citron à diffèrent doses 1ml et 5ml de la

Ainsi, ces frontières décrites et stigmatisées comme étant de mauvaises frontières — soit parce qu’elles sont des lignes droites qui semblent avoir été tracées à la règle,

لماىهلا نلا ،تُلزاضلا و تُحعاخلا نيب تلضاف صوضخ وغو بهطلا ًم هها ىلا ةعاشالا عضجج امه هىم و،تضاخلا تُئُبلا لماىهلا قرتسج ام اريثه تماهلا تُئُبلا ريزأخلا

Enacting resilience in extreme action teams: The case of French mountain rescue organizing.. Virginie FERNANDEZ PhD Student

Les pays musulmans sont également confrontés à des normes en provenance d’autres pays et, là aussi, les dispositions législatives étrangères ou le jugement étranger

conservative bounds, we also introduce some flexibility in the application of the method for choosing the framing quality, either considering different upper and lower classes of