• Aucun résultat trouvé

تأثير العولمة على قانون العمل الجزائري

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "تأثير العولمة على قانون العمل الجزائري"

Copied!
400
0
0

Texte intégral

(1)‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬ ‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬ ‫جـامعـة وهـران‬ ‫كلية الحقـوق‬. ‫تأثري العوملة عىل قانون العمل اجلزائري‬ ‫رسالة لنيل شهادة دكتوراه في القانون االجتماعي‬ ‫تحت إشراف ‪:‬‬ ‫الدكتور تراري ثاني مصطفى‬ ‫إعداد الطالبة ‪ :‬ماموني فاطمة الزهرة‬. ‫أعضاء لجنـة المنـاقشـة‬ ‫رئيســا ‪ :‬العربي الشحط عبدالقادر استاذ التعليم العالي جامعة وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرا ن‬ ‫مقــررا ‪ :‬تراري ثاني مصطفى استاذ التعليم العالي جامعة وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرا ن‬ ‫مناقشــا ‪ :‬بوخاتمي فاطمة استاذة التعليم العالي جامعة وهران‬ ‫مناقشــا ‪ :‬بن عزوز بن صابر استاذ محاضر أ جامعة مستغانم‬ ‫مناقشــا ‪ :‬بوسماحة الشيخ استاذ محاضر أ جامعة ابن خلدون تيارت‬ ‫مناقشا ‪ :‬حمليل صالح استاذ محاضر أ جامعة أدرار‬ ‫السنة اجلامعية ‪1023-1021 :‬‬.

(2) ‫اٌّمذِح‬. ‫فرضت ظاهرة العولمة نفسها علً جمٌع دول العالم كواقع ال بد من التعامل معه بكل‬ ‫ما تنطوي علٌه من ممٌزات و سلبٌات‪ ،‬لتصبح بذلك من أهم و أحدث المصطلحات التً‬ ‫اتسع استعمالها بسرعة كبٌرة فً السنوات األخٌرة‪ .‬لعل السبب فً ذلك هو ارتباط الظاهرة‬ ‫بالتغٌرات العمٌقة و الجذرٌة التً شهدها العالم من جمٌع النواحً‪ :‬السٌاسٌــة و االقتصادٌة‬ ‫و االجتماعٌة و البٌبٌة و الثقافٌة ‪ .‬من ثمة ال ٌكفً الوقوف لمناقشتها علً تعرٌفها و‬ ‫الحدٌث عن قدم أ و حداثة الظاهرة و ال علً مدي اتساعها و انتشارها‪ .‬فالعولمة بؤبعادها‬ ‫المختلفة و قٌامها خاصة علً االختالف و التضارب العمٌق فً تطور العالقات ما بٌن‬ ‫االقتصاد و القانون‪ٌ ،‬فرض تحلٌل العناصر الممٌزة لها انطالقا من أهمٌتها فً المجال‬ ‫االجتماعً‪ ،‬الذي ٌستدعً تسلٌط الضوء بداٌة علً قوي العولمـــة و العوامل التً ساهمت‬ ‫فً تطورها و اتساعها‪.‬‬ ‫إن العولمة ظاهرة معقدة تقوم علً تضافر العدٌد من العوامل التً أحدثت تغٌرات‬ ‫جذرٌة فً المجتمعات و المإسسات االجتماعٌة و الصناعٌة و فً البناء االجتماعً‪ .‬من‬ ‫ثمة ال ٌمكن اختزالها فً تعرٌف محدود و ضٌق‪ ،‬فهً لٌست مصطلحا ً لغوٌا ً جامداً ٌسهل‬ ‫تفسٌرها بشرح المدلوالت اللغوٌة المتصلة بها‪ .‬بل هً مفهوم شمولً ٌذهب لتوصٌف‬ ‫حركة التغٌٌر المتواصلة التً أحدثتها قوي العولمة فً كل مرحلة من مراحل تطورها‪.‬‬ ‫ٌعد مصطلح العولمة من أكثر المصطلحات إثارة للجدل فً اآلونة األخٌرة‪ٌ .‬رجع‬ ‫السبب فً ذلك إلً حداثة هذا المصطلح باإلضافة إلً تعدد و تشابك األبعاد المختلفة التً‬ ‫تنطوي علٌها العولمة‪ ،‬حٌث تحمل فً طٌاتها أبعادا سٌاسٌة و اقتصادٌة و اجتماعٌـــة و‬ ‫ثقافٌة‪ .‬لعل ذلك هو سبب اختالف الفقهاء حول اختزال العولمة فً تعرٌف دقٌق لها‪ ،‬نتٌجة‬ ‫اختالف زواٌا النظر إلٌها‪ .‬فهناك من ٌنظر إلٌها من منظور اقتصادي و هناك من ٌنظر‬ ‫إلٌها من م نظور سٌاسً‪ .‬و هناك من ٌركز علً الجانب االجتماعً‪ .‬مما أدى إلً تعدد‬ ‫التعارٌف و اختالفها‪.‬‬. ‫‪2‬‬.

(3) ‫اٌّمذِح‬. ‫"العولمة" فً داللتها اللغوٌة مصطلح معرّ ب لم ٌنشؤ أساسًا فً البٌبة العربٌة المسلمة‪ .‬و‬ ‫لفهم معناه ال بد من الرجوع إلى من أطلقه وأشاعه ‪ ،‬للتعرف على المقصود به قبل النظر‬ ‫فً األصل اللغوي للكلمة فً اللغة العربٌة‪.‬‬ ‫لقد استخدمت مفردات متعددة للتعبٌر عن العولمة‪ .‬فاألمرٌكٌٌن واإلنجلٌز ٌتعاملون‬ ‫مع كلمة «‪ .»Globalisation‬و قد أشار إلى مفهومها قاموس أكسفورد للكلمات اإلنجلٌزٌة‬ ‫الجدٌدة ألول مرة عام ‪ ، 1991‬ووصفها بؤنها من الكلمات الجدٌدة التً ظهرت خالل‬ ‫التسعٌنات‪ .‬أخذت كلمة" "‪ Globalization‬من كلمة "‪ "Globe‬ومعناها الكرة األرضٌة ‪،‬‬ ‫األمر الذي جعل البعض ٌترجمها إلى (الكونٌة) ‪ .‬وبالرجوع إلى قاموس وبسترز‬ ‫‪ ، 1 websters‬نجد أن تعرٌف العولمة هو إكساب الشًء طابع العالمٌة و بخاصة جعل‬ ‫نطاق الشًء أو تطبٌقه عالمٌا‪ .‬أي تعمٌم الشًء وتوسٌع دابرته لٌشمل الكل‪ .‬كما أن‬ ‫مصطلح « ‪ٌ ، » Global‬ستعمل للداللة علً تجانس كلً لجملة من العوامل كما ذهب‬ ‫الً ذلك اندري جون ارمون « ‪ " ، » Andre Jean Armand‬ما ٌدل علً وحدة و تجانس‬ ‫فً الهوٌة و الثقافات"‪ .‬تارٌخٌا‪ ،‬استعمال مصطلح "‪ٌ "Globalization‬سمح بالقول أننا فً‬ ‫إطار الطور األحدث للعولمة‪ ،‬حٌث تتضافر مجموعة من العوامل التً ساهمت فً وجود‬ ‫العولمة و لم ٌبق للحدود أي دور تقوم به ‪ .2‬فً حٌن أن الفرانكفونٌٌن ٌفضلون استخدام‬ ‫عبارة " ‪ "Mondialisation‬نسبة إلً الكوكب فً الفرنسٌة "‪ . " Monde‬و تعنً جعل‬ ‫الشًء علً مستوى عالمً‪ ، 3‬أي نقله من المحدد المراقب إلى غٌر المحدد الذي ٌنؤى عن‬ ‫كل رقابة‪ .‬وهناك من استعمل مصطلح (الشوملة) وهً من (الشمولٌة) ‪.Totalitarianism‬‬. ‫‪- WEBSTER’S NEW COLLEGIATE DICTIONARY, 1991, P 521‬‬ ‫‪- Marie Ange Moreau, Normes sociales, droit du travail et mondialisation, Confrontations et‬‬ ‫‪mutations, Dalloz, 2006.p2.‬‬ ‫‪1‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ - 3‬إن هذا التعرٌف ٌحمل دالالت متعددة ٌمكن أن تختصرها فً ما ٌلً ‪:‬اقتصادٌا؛ توحٌد األسواق التجارٌة و المالٌة‬ ‫عن طرٌق إلغاء الحواجز لكن مع هٌمنة النمط اللٌبرالً‪.‬سٌاسٌاً‪ ،‬تراجع دور دول الوطنٌة‪ .‬اجتماعٌا؛ تنامً ظواهر الفقر‬ ‫‪ /‬الهجرة ‪ /‬اإلجرام ‪ /‬األمراض ‪..‬فً مقابل تؤمٌن كرامة اإلنسان فً دول المتقدمة‪ ،‬انظر‬ ‫‪-Dictionnaire, HACHETTE, 125000 definition, 3000 illustrations, Edition 2006,p 1057‬‬ ‫‪3‬‬.

(4) ‫اٌّمذِح‬. ‫رجال القانون ٌفضلون غالبا استعمال التدوٌل‪ "Internationalisation " ،‬نظرا‬ ‫للتركٌب ا لمزدوج للكلمة؛ وطنً‪ /‬دولً‪ ،‬و هذا ٌفترض وجود حدود ما بٌن الدول و ما بٌن‬ ‫قوانٌنها الوطنٌة‪ .‬إال أنه ٌسمح بإلغاء خصوصٌة العولمة و أصلها اللبرالً‪ ،1‬مع ذلك عندما‬ ‫نتحدث عن تدوٌل المبادالت" ‪ " Internationalisation des échanges‬فإننا نشٌر إلً‬ ‫فضاء مهم و لو كان جز بٌا للعولمة و الذي ٌتناول التجارة الدولٌة التً ساهمت فً‬ ‫تطوٌرها المنظمة العالمٌة للتجارة و استراتٌجٌات االستثمار‪.‬‬ ‫لغوٌا واصطالحا‪ ،‬من الممكن أن نستعمل مصطلــــــــح ‪ "Mondialisation‬و‬ ‫"‪ ، Globalization‬كمترادفان‪:‬‬ ‫ العولمة "‪ "Mondialisation‬بخصابصها الحالٌة كفضاء جدٌد للتطور االقتصادي القابم‬‫علً حرٌة المبادالت المتحررة إلً حد كبٌر من مراقبة الدول و توسٌع األســــواق و‬ ‫المبادالت من خالل تطور الشركات متعددة الجنسٌات و المرور إلً اقتصاد السوق المالٌة‬ ‫و تطوٌر شركات اإلعالم بفضل التطور التكنولوجً و خلق التبادل بٌن العوامل المختلفة‬ ‫للعولمة‪ - .‬الكوكبة "‪ ، Globalization‬تستعمل حسب "زكً الٌدي"‬. ‫« ‪"Zaki Laidi‬‬. ‫كمصطلح للداللة علً عولمة االقتصاد المصحوب بجملة من التغٌرات تشمل خمس‬ ‫مجاالت‪ :‬عولمة األسواق التً حولت المنافسة ما بٌن االقتصادٌٌن إلً منافسة ما بٌن‬ ‫الشركات‪ .‬عولمة االتصاالت ‪ ،‬عولمة الثقافة‪ ،‬العولمة األٌدٌولوجٌة‪ ،‬العولمة السٌاسٌة‪.‬‬ ‫أما عن المصطلح العربً " عولمة " فٌحتل المرتبة الثانٌة فً سلسلة الترجمة للكلمة‬ ‫األصلٌة بعد الفرنسٌة ‪ .‬و مهما تعددت السٌاقات التً ترد فٌها العولمة فإن المفهوم الذي‬ ‫ٌعبر عنه الجمٌع فً اللغا ت الحٌة كافة و هو االتجاه نحو السٌطرة علً العالم و جعله علً‬ ‫نسق واحد‪ .‬و من هنا جاء قرار مجمع اللغة العربٌة بالقاهرة بإجازة استعمال العولمة بمعنى‬ ‫جعل الشٌبً عالمٌا ‪ ،‬أي جعله و كؤنه فً منظومة واحدة متكاملة‪.2‬‬ ‫اصطالحا‪ٌ ،‬عرفها صندوق النقد الدولً على أنها ” التعاون االقتصادي المتبادل بٌن مجموع‬ ‫دول العالم والذي ٌفرضه ازدٌاد حجم و تنوع التعامل بالسلع والخدمات عبر الحدود‪ .‬إضافة‬. ‫‪ٌ -1‬جب أن ال ننسً أن جذور العولمة تمتد إلً وجود برنامج سٌاسً لبرالً ٌهدف إلً إلغاء كل الحواجز و العوابق‬ ‫التجارٌة من اجل تطوٌر مصالح الشركات متعددة الجنسٌات ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أنظر‪ ،‬فهمً حجازي‪ ،‬مجلة الهالل‪ ،‬عدد مارس‪ ،2001 ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.87‬‬ ‫‪4‬‬.

(5) ‫اٌّمذِح‬. ‫إلى تدفق رإوس األموال الدولٌة واالنتشار المتسارع للتقنٌة و التكنولوجٌا فً أرجاء العالم‬ ‫كله"‪ٌ .1‬عرفها الدكتور صادق العظم بؤنها تعنً " وصول نمط اإلنتاج الرأسمالً إلى نقطة‬ ‫االنتقال من عالمٌة دابرة التبادل و التوزٌع و السوق و التجارة‪ ،‬إلى عالمٌة دابرة اإلنتاج و‬ ‫إعادة اإلنتاج"‪ .‬و ٌعرفها األستاذ محمد األطرش بؤنها‪ " :‬اندماج أسواق العالم فً حقول‬ ‫التجارة و االستثمارات المباشرة و انتقال األموال و القوى العاملة و الثقافات ضمن إطار‬ ‫رأسمالٌة حرٌة األسواق‪ .‬و بالتالً خضوع العالم لقوى السوق العالمٌة‪ ،‬مما ٌإدي إلى‬ ‫اختراق الحدود الوطنٌة و إلى االنحسار الكبٌر فً سٌادة الدولـة‪ .‬و إن العنصر األساسً فً‬ ‫هذه الظاهرة هو الشركات المتعددة الجنسٌات أو ما ٌسمى بالشركات العالمٌة‪."2‬‬ ‫ما ٌمكن مالحظته علً التعرٌفات السابقة هو التركٌز الواضح على البعد االقتصادي‬ ‫للعولمة‪ ،‬و هذا الرتباط ظهورها باالقتصاد والرأسمالٌة ‪.‬غٌر أن هذا لم ٌمنع البعض اآلخر‬ ‫من النظر إلً العولمة من زاوٌة البعد االجتماعً لها و هذا لتسلٌمهم بقٌامها فً كل‬ ‫مراح لها علً منطقٌن متناقضٌن االقتصاد و االجتماع‪ .‬من بٌن هإالء‪ :‬الدكتور أبو راشد‬ ‫الذي ٌعرفها على أنها‪ " :‬التعبٌر عن انسحاق اإلنسان أمام سطوة اآللـة و التقدم العلمـً و‬ ‫تمركز رأس المال و انعدام القٌم اإلنسانٌة و األخالقٌة و سٌادة منطق الربـــــح و االزدهار‬ ‫الفردي و البقاء لألقوى من خالل تجارة السوق المعلوماتٌـة و االستالب الثقافً للشعوب و‬ ‫الدول و القومٌات"‪ .‬هناك من ٌعرفها على أنها "إخراج األنشطة االقتصادٌة من المجال‬ ‫المحلً إلى المجال العالمً‪ ،‬فٌنتقل رأس المال الزببقً إلى تلك الدول التً ٌكون فٌها أجر‬ ‫العمل منخفضا و كذلك باقً التكالٌف األخرى و تتوفر متطلبات البنٌة األساسٌة و الخدمات‬ ‫المختلفة و االستقرار السٌاسً و قوة عمل متعلمة ووسطاء و أشٌاء أخرى كثٌرة" ‪. 3‬‬ ‫عرف أحد رإساء الشركات المتعددة الجنسٌات بارنرٌك "‪ "P.Barnerik‬العولمة‬ ‫على أنها "حرٌة شركاته فً االستثمار أٌ نما ٌشاء‪ ،‬من أجل إنتاج ما ٌرٌده و بٌعه أٌن ٌرٌد‬. ‫‪ - 1‬ساتر شش‪٠‬ؾ‪ ،‬االلرظاد اٌدضائش‪ ٚ ٞ‬اٌؼ‪ٌّٛ‬ح‪ :‬خّظ لؼا‪٠‬ا ف‪ ٟ‬اٌّ‪١‬ضاْ‪،‬اٌّدٍح اٌدضائش‪٠‬ح ٌٍؼٍ‪ َٛ‬اٌمأ‪١ٔٛ‬ح ‪ ٚ‬االلرظاد‪٠‬ح ‪ٚ‬‬ ‫اٌغ‪١‬اع‪١‬ح‪ ،‬اٌدضء ‪ 40‬ػذد ‪، 2002 ، 03‬ص ‪.127‬‬ ‫‪ - 2‬أظش‪ ،‬ػثّأ‪١‬ح ٌخّ‪ ١‬غ‪ ،ٟ‬ػ‪ٌّٛ‬ح اٌردش‪٠‬ة ‪ ٚ‬اٌؼماب‪ ،‬داس ٘‪ِٛ‬ح ٌٍطثاػح ‪ ٚ‬إٌشش ‪ ٚ‬اٌر‪ٛ‬ص‪٠‬غ‪ ،‬اٌدضائش‪ 2006.‬ص‪68.‬‬ ‫‪ - 3‬أظش‪ ،‬ػ‪١‬اء ِد‪١‬ذ اٌّ‪ٛ‬ع‪ ،ٞٛ‬اٌؼ‪ٌّٛ‬ح ‪ ٚ‬الرظاد اٌغ‪ٛ‬ق اٌسشج‪ ، ،‬د‪ٛ٠‬اْ اٌّطث‪ٛ‬ػاخ اٌداِؼ‪١‬ح ‪،‬اٌطثؼح اٌثاٌثح ‪،‬‬ ‫‪.2007‬ص ‪51‬‬ ‫‪5‬‬.

(6) ‫اٌّمذِح‬. ‫وبؤقل الضغطات الممكن فرضها من طرف قوانٌن العمل واالتفاقٌات الجماعٌة‪ ."1‬وهناك‬ ‫من ٌعرفها على أنها "إخراج األنشطة االقتصادٌة من المجال المحلً إلى المجال العالمً‪،‬‬ ‫حٌث ٌتم نقل رأس المال إلى الدول التً تكون فٌها تكالٌف الٌد العاملة منخفضة‪ .‬وهذا من‬ ‫خالل اعتماد إستراتٌجٌة إعادة توطٌن عملٌات اإلنتاج "‪ ،"Délocalisation‬والتً ٌراد بها‬ ‫فصل مكان إنتاج السلع أو الخدمات عن مكان استهالكها بالرغم من أن ذات السلع ٌمكن‬ ‫إنتاجها واستهالكها فً مكان واحد‪.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫وٌضٌف الباحث المصري محمد مبروك‪":‬العولمة هً تحقٌق مصالح النخب‬ ‫الرأسمالٌة والنخب الحلٌفة‪ ،‬على حساب شعوب العالم‪ ،‬فالعالم ٌتم تقسٌمه إلى مراكز‬ ‫وهوامش‪ ،‬وكلما ازداد ثراء المركز‪ ،‬ازداد فقر الهوامش‪ ،‬فإذا كانت اآللٌة األساسٌة للعولمة‬ ‫هً تعظٌم أسعار المواد األولٌة‪ ،‬وكانت األخٌرة هً المقوم األساسً لثروة الدول الفقٌرة‪،‬‬ ‫فإن تنامً العولمة‪ٌ ،‬عنً سحق الدولة الفقٌرة لحساب الدول الغنٌة" و ٌرى هارس مان‬ ‫مارشال "‪ "Hares Man Marshal‬وروبرت رٌتش ‪ " Retch"Robert‬بؤن العولمة "هً‬ ‫اندماج أسواق العالم فً حقول التجارة واالستثمارات المباشرة‪ ،‬وانتقال األموال والقوى‬ ‫العاملة والثقافات ضمن إطار من رأسمالٌة حرٌة األسواق‪.‬و خضوع العالم لقوى السوق‬ ‫العالمٌة‪ ،‬مما سٌإدي بالتالً إلى اختراق الحدود القومٌة وانحسار سٌادة الدول عن طرٌق‬ ‫االستعمار غٌر المباشر للشركات الرأسمالٌة الضخمة متخطٌه أو عابرة القومٌات التً تعد‬ ‫العنصر األساسً لهذه الظاهرة"‪.‬‬. ‫‪٘ ٚ - 1‬زا ِا أوذٖ ‪ P.Barnerik‬سئ‪١‬ظ اٌششواخ اٌّرؼذدج اٌدٕغ‪١‬اخ ‪ ABB‬اٌّغر‪ٛ‬ؽٕح ف‪ 100 ٟ‬د‪ٌٚ‬ح ‪ٚ‬اٌّغرخذِح ي‬ ‫‪ 150000‬ػاًِ ‪.‬‬ ‫‪- Allouat Farid, Revue Algérienne du travail, la mondialisation une rétrospective, revue‬‬ ‫‪Algérienne du travail, N° 33, institut National du travail, 2004,p. 9‬‬ ‫‪٘ٚ -2‬ز ا تٕمً سأط اٌّاي إٌ‪ ٝ‬اٌذ‪ٚ‬ي اٌر‪ ٟ‬ذى‪ ْٛ‬ف‪ٙ١‬ا وٍفح اإلٔراج ِٕخفؼح تّا ف‪ٙ١‬ا أخ‪ٛ‬س اٌؼّاي إٌ‪ ٝ‬خأة ػ‪ٛ‬اًِ أخش‪ٜ‬‬ ‫واإلػفاء اٌؼش‪٠‬ث‪ ٟ‬ػٍ‪ ٝ‬األستاذ ‪ ٚ‬االِر‪١‬اصاخ إٌّّ‪ٛ‬زح ف‪ ٟ‬إؽاس ذشد‪١‬غ االعرثّاس ‪ ٚ‬االعرمشاس اٌغ‪١‬اع‪ٚ ٟ‬ل‪ٛ‬ج اٌؼًّ‬ ‫اٌّرؼٍّح‪٠.‬ز٘ة "‪ "Muchielli‬ف‪ ٟ‬ذؼش‪٠‬فٗ ٌٕمً اإلٔراج ػٍ‪ ٝ‬أٔٗ‪ٕ٠ " :‬ط‪ ٞٛ‬ػٍ‪ ٝ‬فىشج خٍك ِؤعغح ف‪ ٟ‬إلٍ‪ ُ١‬د‪ٌٚ‬ح ِا ‪ٚ‬ذأع‪١‬ظ‬ ‫أخش‪ ٜ‬ف‪ ٟ‬اٌخاسج‪ .‬إّٔا ‪٠‬رطٍة رٌه ِشاػاج ِدّ‪ٛ‬ػح ِٓ اٌؼ‪ٛ‬اًِ إٌ‪ ٝ‬خأة أخفاع أخ‪ٛ‬س اٌؼّاي اٌز‪ ٞ‬ال ‪٠‬شىً ع‪ٜٛ‬‬ ‫‪ ِٓ %10‬ذىاٌ‪١‬ف اإلٔراج أٔظش‪:‬‬ ‫‪-Michel Rainelli, Les stratégies des entreprises face à la mondialisation, édition EMS,‬‬ ‫‪1999, p 76.‬‬. ‫‪6‬‬.

(7) ‫اٌّمذِح‬. ‫وٌرى جوزٌف ستكلتز "‪ "Joseph E. Stiglitz‬الحابز على جابزة نوبل فً االقتصاد‬ ‫‪ 2001‬بؤن "المشكلة لٌست فً العولمة بل فً الكٌفٌة التً أدٌرت فٌها‪ .‬وٌكمن جزء من‬ ‫المشكلة فً المإسسات االقتصادٌة الدولٌة وصندوق النقد الدولً والبنك الدولً ومنظمة‬ ‫التج ارة العالمٌة التً ساعدت وفً وضع قواعد اللعبة‪ ،‬وفعلت ذلك فً نواح خدمت أغلب‬ ‫األحٌان مصالح البلدان الصناعٌة المتقدمة ومصالح معٌنه فً تلك البلدان‪ ،‬بدال من أولبك‬ ‫فً العالم الثالث‪."1‬‬ ‫ٌختلف المفكرون حول بداٌة ظهور العولمة‪ ،‬إال أن الثابت حسب دانٌال كوان «‬ ‫‪ » Daniel Coen‬أن العولمة فً طورها الحالً‪ ،‬ما هً إال العقد الثالث لتارٌخ ٌبدأ منذ‬ ‫حوالً نصف األلفٌة األخٌرة‪ :‬األول ٌبدأ منذ اكتشاف أمرٌكا فً القرن ‪ . 16‬و الثانً ٌبدأ‬ ‫منذ القرن ‪ . 19‬و الثالث ٌبدأ بظهور الشركات المتعددة الجنسٌات و تطور التجارة الدولٌة‬ ‫و التداخل ما بٌن االقتصادٌات الوطنٌة نتٌجة حركة رإوس األموال و االستثمار األجنبً‪،‬‬ ‫التً ساهم فٌها التطور التكنولوجً و وسابل االتصال و نماذج اإلنتاج المعولم‪.‬‬ ‫قام شارل البار مٌشلً " ‪ "Charles Albert Michalet‬فً الفترة الممتدة ما بٌن‬ ‫(‪ )2002-2000‬بدراسة المظهر الحالً للعولمة من خالل إبراز العالقة ما بٌن المراحل‬ ‫التً مرت بها العولمة و الخصابص االقتصادٌة التً تمٌز كل منها و تطور المعاٌٌر‬ ‫القانونٌة ‪ .‬و هو ما ٌسمح بكشف التغٌرات الطاربة علً عالقات العمل‪ .2‬تشمل هذه المرحل‬ ‫كل من‪ :‬المظهر العالمً للعولمة و البعد المتعدد الجنسٌات للعولمة و المظهر الكونً‬ ‫للعولمة "العولمة المالٌة"‪ .‬هذا ما نوضحه بتفصٌل أكثر تبعا‪.‬‬ ‫‪ -‬بالنسبة للمظهر العالمً للعولمة " ‪la configuration internationale de la‬‬. ‫‪ٌ ، " Mondialisation‬عتبر أول و أكبر مرحلة لها‪ ،‬تمٌزت بانتشار المبادالت و رإوس‬ ‫األموال و الخدمات م ا بٌن الدول‪ .‬و هو ما سمح بتنمٌة التجارة العالمٌة القابمة علً مبادئ‬. ‫‪ِٕ -1‬ز عٕ‪ٛ‬اخ اٌثّأ‪ٕ١‬اخ ‪ ٚ‬تّٕاعثح ذٕف‪١‬ز تشاِح إػادج ٘‪١‬ىٍح االلرظاد‪ ،‬واْ لأ‪ ْٛ‬اٌؼًّ ِسً أرماد شذ‪٠‬ذ ِٓ ؽشف طٕذ‪ٚ‬ق‬ ‫إٌمذ اٌذ‪ ٚ ٌٟٚ‬اٌثٕه اٌؼاٌّ‪ ٟ‬اٌز‪ٚ ٓ٠‬طفاٖ تمٍح اٌّش‪ٔٚ‬ح ‪ ٚ‬اذ‪ٙ‬اِٗ تأٔٗ أطثر ‪٠‬ؼشلً اٌد‪ٛٙ‬د اٌشاِ‪١‬ح إٌ‪ ٟ‬ذ‪ٛ‬ف‪١‬ش اٌشغً ‪٠ ٚ‬غاُ٘‬ ‫ف‪ ٟ‬ذفالُ اٌثطاٌح‪.‬أٔظش‪ِ ،‬سّذ إٌاطش‪ ،‬اٌرشش‪٠‬غ االخرّاػ‪ ٚ ٟ‬اِرساْ اٌؼ‪ٌّٛ‬ح‪ ،‬دساعاخ لأ‪١ٔٛ‬ح‪ِ ، 1999-1998 ،‬دٍح‬ ‫ذظذس٘ا وٍ‪١‬ح اٌسم‪ٛ‬ق تظفالض‪ ،‬ػذد ‪.1999 ،6‬ص‪30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪- Marie Ange moreau, op.cit, p.24‬‬ ‫‪7‬‬.

(8) ‫اٌّمذِح‬. ‫حرٌة التبادل و إزالة الحدود الجمركٌة التً أسستها المنظمة العالمٌة للتجـــارة‪ .‬و التً‬ ‫كانت فً ال بداٌة تحقق مصالح الدول فً احتفاظها بقدرتها علً التنظٌم و اعتبارها المسإول‬ ‫األول عن السٌاسة التجارٌة و المتحكم فً التطور االقتصادي علً إقلٌمهــا‪ .‬و الدلٌل علً‬ ‫ذلك أن االستثمارات المباشرة فً الخارج كان هدفها قاصرا علً تطوٌر أنشطتها ‪ ،‬و لم‬ ‫تكن تسعً إلً المحافظة علً حرٌة حركتها فً توطٌن اإلنتاج و إعادة نقله إلً الخارج‪.‬‬ ‫تطور التجارة الدولٌة بهذا المفهوم امتد إلً غاٌة ‪، 1960‬حٌث كان باإلمكان خالل هذه‬ ‫الفترة‪ ،‬الحدٌث عن التجارة الداخلٌة‪ ،‬عن االستٌراد و التصدٌر‪ ،‬كما كان للحدود أهمٌة فً‬ ‫فرض رقابة و سلطة الدولة علً أنشطتها التجارٌة ‪ .‬و هذا ٌإكد بقاء وظابف الدولة فً‬ ‫تنظٌم التجارة و إقامة األنشطة االقتصادٌة علً إقلٌمها‪ .‬علً المستوي القانونً‪ ،‬احتفاظ‬ ‫الدولة بسٌادتها الوطنٌة‪ ،‬كان ضمانا لتطبٌق القوانٌن الوطنٌـة و قواعد تنازع القوانٌن طبقا‬ ‫لقانون الدولً الخاص‪.1‬‬ ‫ أما بالنسبة للبعد المتعدد الجنسٌات للعولمة‪" la configuration ultinationale " ،‬‬‫فان ما ٌمٌزه كمرحلة ثانٌة للعولمة‪ ،‬هو هٌمنة االستثمارات المنجزة من طرف الشركات‬ ‫المتعددة الجنسٌات التً ظهرت منذ نهاٌة ‪ 1960‬من خالل الشركات األمرٌكٌة‪ ،‬ثم‬ ‫األوربٌة فً منتصف ‪ ، 1970‬ثم الصٌنٌة‪ .‬تتمتع هذه الشركات بحركٌة كبٌرة و بقدرة فابقة‬ ‫علً االنتقال بمنتجاتها و تقنٌاتها و برإوس أموالها من بلد آلخر‪ .‬و علً السٌطرة علً‬ ‫المعلومات و وسابل االتصال‪ ،‬مما حد من قدرة الدول علً التحكم فً تنقل التكنولوجٌا فً‬ ‫توزٌع االستثمارات و رإوس األموال التً تتحول بسرعة و تتجه إلً البلدان التً توفر‬ ‫حظوظا اكبر للربح و تمتاز علً غٌرها بقلة التكالٌف‪ .‬و قد أكسبها وزنها االقتصـــــــادي‬ ‫و المرونة الفابقة التً تتمتع بها تؤثٌرا سٌاسٌا و دورا هاما فً توجٌه االقتصاد العالمــــــً‬ ‫و السٌاسة الدولٌة‪ ،‬رغم أنها ال تخضع للقانون الدولً‪ ،‬الذي كما هو معلوم ال ٌلزم إال الدول‬ ‫و المنظمات الدولٌة ‪ .2‬لتصبح بذلك العوامل الفاعلة فً تطوٌر التجارة الدولٌة‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪-IBIDEM‬‬ ‫‪2‬‬. ‫ محمد الناصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪41‬‬‫‪8‬‬.

(9) ‫اٌّمذِح‬. ‫فً هذا الطور من أطوار العولمة ٌظهر جلٌا البعد المتعدد الجنسٌات للنشاط االقتصادي من‬ ‫خالل تطوٌر شبكات المإسسات اعتمادا علً استراتٌجٌات االستٌطان المختلفــــة ( للفروع‪،‬‬ ‫المقاولة الفرعٌة‪ ،‬التنازل‪ ،‬اإلدماج‪ ،‬التفرع‪ )..‬مما ٌثبت أن االقتصاد العالمً لم ٌعد‬ ‫محصورا علً مستوي األقالٌم الوطنٌة‪ .‬هذا ما أكده مٌشالً "‪.. " ،"Michalet‬إن البنٌة‬ ‫المركبة للشركات المتعددة الجنسٌات‪ ،‬و استراتٌجٌاتها فً استٌطان أقالٌم الدول و اعتبارها‬ ‫كؤسواق مرجعٌة للتبادل و اإلنتاج و التوزٌع‪ٌ ،‬إكد اندماج التناقضات االقتصادٌــــة و‬ ‫االجتماعٌة و الثقافٌة لألقالٌم الوطنٌة"‪ .‬و قد أدي هذا الوضع إلً التساإل حول إمكانٌة‬ ‫تؤ طٌر نشاط هذه المإسسات دولٌا و تقٌٌدها بما ٌضمن احترام حقوق العمال األساسٌــة و‬ ‫ٌجنب لجوء هذه المإسسات إلً البلدان التً ال تحترم هذه الحقوق فتتحول بذلك المنافسة‬ ‫التجارٌة إلً مزاٌدة علً حساب مستوي الحماٌة االجتماعٌة للعمال‪.1‬‬ ‫‪ -‬عن المظهر الكونً للعولمة أو ما ٌعرف ب "العولمة المالٌة" " ‪la configuration‬‬. ‫‪ٌ ،"globale‬عد الطور األكثر حداثة للعولمة‪ٌ .‬تمٌز بهٌمنة البعد المالً بسبب اهتمام‬ ‫المستثمرٌن بالبحث عن استراتجٌات عالمٌة من اجل تحقٌق أقصً ربح ممكن أن ترتبه‬ ‫األموال المستثمرة‪ .‬و قد ساعدها فً ذلك انتماء عدد من الحكومات و المإسسات الدولٌة‬ ‫مثل صندوق النقد الدولً و البنك العالمً إلً المبادئ اللبرالٌة الجدٌدة التً تبنتها مدرسة‬ ‫شٌكاغو فً إطار ما كان ٌسمً من طرف االقتصادي األمرٌكً أولٌفً ولٌامسون "‬ ‫‪ " " Olivier Williamson‬اتفاق واشنطن"‪ٌ .‬قوم هذا االتفاق علً خفض التدخل الدولـً‪ .‬و‬ ‫تقلٌص البرامج االجتماعٌة و خوصصة المإسسات و الحد من اإلعانات المالٌة‪ .‬و هذا‬ ‫بغرض منح مرونة أكبر لسوق العمل لزٌادة المنافسة‪ ،‬األمر الذي لن ٌتحقق إال بتجمٌد أو‬ ‫تخفٌض الق وانٌن‪ ،‬خاصة االجتماعٌة منها‪ .‬فً هذه الفترة ظهر مذهب لٌبرالً عالمً‬. ‫‪ -1‬هذا الطور لعولمة االقتصاد المتعدد الجنسٌات له انعكاسات علً مستوي المعاٌٌر الدولٌة‪ ،‬فهو ٌفسر ظهور بعض‬ ‫القوانٌن الدولٌة مثل قانون التجار "‪ " La lex mercatoria‬و الذي ٌعد متنفسا جدٌدا للشركات المتعددة الجنسٌات‬ ‫بسب القواعد و المبادئ القانونٌة التً انشبها فً اطار البٌع الدولً للسلع‪ .‬اسست هذه القواعد و المبادئ القانونٌة بواسطة‬ ‫العقود الدولٌة و عززها الحكام الدولٌٌن مشكلة ب ذلك مجموعة قانونٌة ‪ .‬و هنا ثار النقاش حول وجود او عدم وجود نظام‬ ‫قانونً مستقل دون دولة‪ .‬هذا التطور للمعاٌٌر الدولٌة ‪ٌ transnational‬عد مرحلة تمهٌدٌة للقانون الدولً الحالً و‬ ‫نوع من الرد القانونً علً العولمة و التً تطورت من المبادالت و التجارة الدولٌة لفضاء متعدد الجنسٌات ٌمكن أن‬ ‫ٌكون مصدرا لخلق معاٌٌر دولٌة ‪ ،‬تعتمد الفضاء اإلقلٌمً المكان المفضل لتطبٌقها و تطوٌرها ‪ ،‬انظر‪- Marie ،‬‬ ‫‪Ange Moreau,op. cit, p26‬‬. ‫‪9‬‬.

(10) ‫اٌّمذِح‬. ‫معارض للدولة و األسواق‪ ،‬و أصبح القوة الوحٌدة لتنظٌم التجارة‪ .‬طبقت مبادبه بداٌة فً‬ ‫برٌطانٌا العظمً و استرالٌا و نٌوزلندا الجدٌدة‪.‬‬ ‫أصبح االنضمام إلً هذا االقتصاد المعولم أمرا غٌر متنازع فٌه منذ سنــــة ‪. 1990‬‬ ‫و هذا بسبب غٌاب الترابط ما بٌن البعد المالً و األبعاد األخرى للعولمة‪ .‬فقد أبرز هذا‬ ‫المظهر الكونً للعولمة تغٌرات كبٌرة‪ ،‬خاصة فً مجال قانون العمل تحت غطاء المرونة‬ ‫و متطلبات المنافسة‪ .‬كما نسج عالقات جدٌدة ما بٌن المساهمٌن و العمال‪ .‬بل اظهر أسالٌب‬ ‫‪1‬‬. ‫حكم تدمج البعد المالً من خالل ما ٌعرف بمبادئ حكم الشركات ‪corporate ".‬‬ ‫‪." gouvernance‬‬. ‫إن هذه المظاهر الثالثة للعولمة‪ ،‬توضح مدى التفاعل و التؤثٌر المتبادل ما بٌن‬ ‫العوامل األساسٌة للعولمة مع المعاٌٌر االجتماعٌة و قوانٌن العمل فً كل مرحلة من‬ ‫مراحلها‪.‬‬ ‫بذلك ش هد العالم فً نهاٌة القرن العشرٌن تحوالت هامة علً الصعٌد االقتصادي‪ .‬كان‬ ‫أهم مالمحها اتساع سٌطرة صندوق النقد و البنك الدولٌٌن و منظمة التجارة العالمٌة علً‬ ‫حركتً التجارة العالمٌة و رأس المال علً الساحة الدولٌة من خالل تبنً السٌاسات‬ ‫اللبرالٌة االقتصادٌة الجدٌدة الداعٌة إلً حرٌة التجارة و االقتصاد‪ .‬بهذا االتجاه استقبل العالم‬ ‫القرن الحادي و العشرٌن‪ ،‬فبعد قرن من الدعوة و العمل من اجل العدالة االجتماعٌة‪ ،‬انقلبت‬ ‫األوضاع ‪ ،‬حٌث بدأ تؤثٌر الهجمة المعولمة علً دول العالم و خاصة الدول النامٌة و التً‬ ‫كانت مشاكلها االقتصادٌة و االجتماعٌة و عبء دٌونها الخارجٌة كفٌلة بإبعادها عن مجري‬ ‫األحداث‪ .‬و بالتالً قٌادتها إلً مزٌد من التهمٌش و اإلقصـاء‪ ،‬و إلً عدم االعتراف لها بؤي‬ ‫دور علً الصعٌد العالمً‪ .‬و كذلك عدم االعتراف لحكوماتها بؤي دور فً رسم سٌاساتها‬ ‫االقتصادٌة‪ .‬هذه التغٌرات الدولٌة السرٌعة تركت آثارها علً البناء االجتماعً للمجتمع‬ ‫الجزابري‪ .‬فبعد المعاداة الصرٌحة و العلنٌة للنظام الرأسمالً و آلٌاته‪ ،‬أصبحت الجزابر‬ ‫الٌوم من أكثر البلدان النامٌة التً تتعرض الختراق الرأسمالٌة و مإسساتها و نظمها‪ .‬أمام‬. ‫‪ - 1‬أنظر‪ ،‬إٌّد‪ ٟ‬ؽشش‪ٔٛ‬ح‪ ،‬اٌمأ‪ ْٛ‬االخرّاػ‪ ٚ ٟ‬ػ‪ٌّٛ‬ح االلرظاد‪ِ ،‬دٍح اٌدّؼ‪١‬ح اٌر‪ٔٛ‬غ‪١‬ح ٌٍمأ‪ ْٛ‬االخرّاػ‪ ، ٟ‬اٌؼذد ‪8‬‬ ‫عٕح ‪، 2001‬ص‪14 ٚ 13‬‬ ‫‪10‬‬.

(11) ‫اٌّمذِح‬. ‫خطورة الوضع‪ٌ ،‬كون كشف قوى العولمـــة و أدواتها أمر ال بد من الوقوف عنده ال دراك‬ ‫أبعاد العولمة بكل آثارها‪.‬‬ ‫تعتمد العولمة فً هجماتها اللبرالٌة علً سلسلة واسعة من المنظمات ذات الطابع‬ ‫السٌاسً‪ ،‬فً طلٌعتها تلك المنظمة الكونٌة‪ ،‬منظمة األمم المتحدة و التً تلعب دورا كبٌرا‬ ‫فً مسار العولمة‪ ،‬خاصة بعد أن اكتمل ثالوث هذه األخٌرة بإنشاء مإسسات اقتصادٌة تابعة‬ ‫لها ‪.‬فضال عن نمو ما أصبح ٌعرف باسم القطٌع االلكترونً " ‪ "ELECTRONIC HERD‬من‬ ‫الشركات المتعددة الجنسٌات التً تبحث عن الربح و تإثر فً قرارات الدول و فً مصٌر‬ ‫شعوبها ‪ .1‬كما تعتمد هذه القوى بدورها علً أدوات و برامج لتنفٌذ سٌاستها فً الزحف‪،‬‬ ‫رغم م ا لذلك من انعكاسات سلبٌة علً التنمٌة بشقٌها االقتصــــــادي و االجتماعً تعتبر‬ ‫الشركات المتعددة الجنسٌات أكثر قوي العولمة تؤثٌرا ‪ ،‬حٌث ال تقتصر أهمٌتها علً وزنها‬ ‫االقتصادي فحسب‪ ،‬بل تعود أهمٌتها أٌضا إلً وزنها السٌاسً‪ ،‬ماذا عن منظمة األمم‬ ‫المتحدة و مإسساتها االقتصادٌة العالمٌة؟‬ ‫أنشؤت منظمة األمم المتحدة عام ‪ ، 1945‬لتكون منظمة حكومٌة عالمٌة شاملة ‪.‬‬ ‫تتؤلف وفق ما نص علٌه مٌثاقها من ستة هٌبات ربٌسٌة‪ .‬من بٌنها المجلس االقتصــادي و‬ ‫االجتماعً‪ 2‬الذي ٌعتبر أداة المنظمة فً العمل لتحقٌق أهدافها االقتصادٌة و االجتماعٌة‬ ‫ووضع تقارٌر عن المسابل الدولٌة فً أمور االقتصاد و االجتماع و الثقافة و التعلٌــم و‬ ‫الصحة و ما ٌتصل بها‪ٌ .‬تمثل الهدف األساسً للمنظمة فً تؤكٌد و كفالة السالم للعالم و‬ ‫ترقٌة الشإون االقتصادٌة و االجتماعٌة للشعوب جمٌعا و تشجٌع احترام حقوق اإلنسان‬ ‫دون تمٌٌز‪ .‬و تعتمد لتحقٌق هذٌن الهدفٌن علً مبادئ المساواة فً السٌادة بٌن جمٌع‬. ‫‪ - 1‬هذا إلً جانب‪ - :‬المنظمات االقتصادٌة اإلقلٌمٌة ‪ ،‬مثل لجنة األمم المتحدة الخاصة بؤمرٌكا الالتٌنٌة و الكراٌٌب" " و‬ ‫بنك التنمٌة عبر أمرٌكا‪ ،‬اللذان ٌلعبان دورا فاعال فً توحٌد المناطق األمرٌكٌة‪ - .‬منظمة التعاون و التنمٌة االقتصادٌة "‬ ‫‪ "Organisation de coopération et de développement Economique OCDE‬التً تضم ‪ 27‬عضوا من‬ ‫أكثر البلدان تطورا باإلضافة إلً تركٌا و المكسٌك‪ -.‬مجموعة السبعة الكبار‪،"G-7‬أي مجموعة السبعة األكثر تطورا التً‬ ‫تضم أحٌانا مند وبا عن االتحاد األوربً و الربٌس الروسً و هذا ما ٌجعلها مجموعة السبعة الكبار‪ "G-7 + 2‬و التً‬ ‫تلعب دورا هاما فً تعٌٌن مسار اقتصاد سٌاسً مشترك بٌن المشاركٌن فً مإتمراتها السنوٌة‪ .‬هذا إلً جانب الحكومات‬ ‫التً تطبق السٌاسات االقتصادٌة الكبري طواعٌة أو مرغمة‪ -.‬الحركات االجتماعٌة و هً القوة األضعف لكنها األكثر‬ ‫عددا و تشمل منظمات المجتمع األهلً ‪..‬المنظمات النقابٌة والجمعٌات الثقافٌة و البٌبٌة ‪..‬‬ ‫‪ٔ - 2‬ظد اٌّادج ‪ 7‬فمشج ‪١ِ ِٓ 1‬ثاق األُِ اٌّرسذج ػٍ‪ ٟ‬أٗ " ذٕشا اٌ‪١ٙ‬اخ ا‪٢‬ذ‪١‬ح فش‪ٚ‬ػا ٌألُِ اٌّرسذج‪ ،‬اٌدّؼ‪١‬ح اٌؼاِح‪،‬‬ ‫ِدٍظ آِ‪ِ ،‬دٍظ الرظاد‪ ٚ ٞ‬اخرّاػ‪ِ ،ٟ‬دٍظ ‪ٚ‬طا‪٠‬ح‪ِ ،‬سىّح ػذي د‪١ٌٚ‬ح ‪ ٚ‬أِأح‪".‬‬ ‫‪11‬‬.

(12) ‫اٌّمذِح‬. ‫األعضاء و عدم التدخل فً الشإون الداخلٌة لدولة ما ‪ .‬فهل بلغت المنظمة هذه األهداف‬ ‫حقٌقة‪ ،‬أم أن تغٌر الخرٌطة االقتصادٌة العالمٌة حال دون ذلك ‪ ،‬خاصة بعد ظهور‬ ‫المإسسات التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬صندوق النقد الدولً لغاٌات تحرٌر النظام النقدي الدولً‪.‬‬ ‫و البنك الدولً لإلنشاء و التعمٌر لغاٌات تحرٌر النظام المالً الدولً‪ .‬و المنظمة العالمٌة‬ ‫للتجارة لغاٌات تحرٌر النظام التجاري الدولً و التً أصبحت تشرف علً االقتصاد‬ ‫العالمً فً المجاالت النقدٌة و المالٌة و التجارٌة؟ هذا ما سنحاول االجابة عنه من خالل‬ ‫الحدٌث عن كل مإسسة على حدى‪.‬‬ ‫ بالنسبة للمنظمة العالمٌة للتجارة‪ ،‬تمتد جذور نشؤتها لتارٌخ انعقاد أول اجتماع للمجلس‬‫االقتصادي و االجتماعً كؤداة لمنظمة األمم المتحدة سنة ‪ 1946‬حٌث أصدرت قرارا‬ ‫بتشكٌل لجنة تحضٌرٌة تتولى اإلعداد لمإتمر دولً للتجارة ‪ .‬و لوضع مٌثاقا تلزم فٌه الدول‬ ‫األعضاء فً منظمة األمم المتحدة بإتباع نصوصه و أحكامه سنة ‪. 1947‬‬ ‫سنة ‪ 1948‬تم عقد مإتمر دولً فً "هافانا " و انتهى بتوقٌع ثالث و خمسٌن دولة‬ ‫على المٌثاق الصادر عن ا لمإتمر و الذي عرف باسم "مٌثاق هافانا لتنظٌم التجــــارة و‬ ‫العمالة" ‪ .‬نص هذا المٌثاق على ما ٌلً‪ ":‬تحدٌد القواعد العامة التً تحكم سلوك الدول فً‬ ‫مجال المبادالت الدولٌة بشان تخفٌض الرسوم الجمركٌة و تخفٌض القٌود الكمٌة على‬ ‫االستٌراد بهدف زٌادة تحرٌر التجارة الدولٌة" و التً كانت تتم فً بداٌة األمر علً أساس‬ ‫كل سلعة علً حدة و بٌن كل دولتٌن‪ ،‬غٌر أن هذه االتفاقٌات الثنابٌة جرى تعمٌمها بعد‬ ‫ذلك‪ ،‬و تم وضعها فً اتفاق متعدد األطراف أطلق علٌه اسم (االتفاقٌة العامة للتعرٌفـــــات‬ ‫و التجارة) و الذي أصبح ٌرمز إلٌه بعد ذلك بالحروف األولى من هذه التسمٌـــــة (جات‪-‬‬ ‫‪.1 )GATT‬‬. ‫‪1‬‬ ‫ محمد عبد هللا الظاهر‪ ،‬القرارات التً تفرضها سٌاسة الخوصصة فً مجال عالقات العمل‪ ،‬منشورات الحلبً الحقوقٌة‪ ،،‬الطبعة‬‫األولى‪ .2004 ،‬ص ‪32‬‬. ‫‪12‬‬.

(13) ‫اٌّمذِح‬. ‫ٌمكن القول آن التطورات االقتصادٌة المعاصرة بدأت من خالل اتفاقٌـــة الجات و‬ ‫التً شهدت انطالقتها األولى عام ‪ 1947‬ككٌان مإقت إلى أن تحولت إلى ما ٌعرف حالٌا‬ ‫(المنظمة العالمٌة للتجارة)(‪ .)WTO‬فقد مرت اتفاقٌة "الجات" بثمانً مراحل من‬ ‫المفاوضات‪ ،‬كان آخرها مفاوضات "جنٌف"‪ /‬جولة االورجواي التً بدأت عام ‪1986‬‬. ‫بمشاركة‪ 107‬دولة فً البداٌة و انتهت بتصدٌق ‪ 117‬دولة عام ‪ 1993،‬حٌث أقرت‬ ‫المفاوضات الناتجة عنها أن تحل منظمة التجارة العالمٌة(‪ )WTO‬محل "الجات" اعتبارا من‬ ‫تنفٌذ نتابج جولة االورجواي فً عام ‪ .1995‬و علٌه لم تعد"الجات" منذ مطلع سنة ‪1995‬‬. ‫كٌانا مستقال‪ ،‬بل أصبحت جزءا من المنظمة الجدٌدة للتجارة العالمٌة‪.‬‬ ‫تضم منظمة التجارة العالمٌة فً مطلع األلفٌة الثالثة حوالً ‪ 135‬دولة عضوا‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫حوالً ثالثٌن دولة أخرى علً قابمة االنتظار لنٌل عضوٌتها‪ ،‬إذا توافرت فٌها الشروط‬ ‫المفروضة من طرف المنظمة و المتمثلة فً الموافقة على اتخاذ الخطوات الالزمة لتعدٌل‬ ‫تشرٌعاتها الوطنٌة لتتفق و قواعد االتفاقات متعددة األطراف و التعهد بتخفٌض التعرٌفة‬ ‫الجمركٌة و تعدٌل أنظمتها لتسهل وصول السلع و الخدمات األجنبٌة إلً أسواقها‪.1‬‬ ‫تهدف منظمة التجارة العالمٌة إلً رفع مستوى المعٌشة فً الدول األعضاء و تنشٌط‬ ‫الطلب الفعال و رفع مستوى الدخل الوطنً الحقٌقً و االستغالل األمثل للموارد االقتصادٌة‬ ‫العالمٌة و تشجٌع اإلنتاج و رإوس األموال و االستثمار و سهولة الوصول إلى األسواق و‬ ‫مصادر المواد األولٌة و خفض الحواجز الجمركٌة و الكمٌة لزٌادة حجم التجارة الدولٌة و‬ ‫إقرار المفاوضات كؤساس لحل المنازعات المتصلة بالتجارة العالمٌـة‪ .‬و لكن مثل هذه‬ ‫األهداف و إن كانت تبدو مفٌدة و محفزة لالستخدام العقالنً للموارد إذ تمكن البلدان من‬ ‫السعً نحو الوصول إلٌها‪ ،‬إال أنها فً إطار تقسٌم العمل الدولً الراهن و ما ٌفرزه من‬ ‫عالقات غٌر متكافبة‪ ،‬تجعل الدول المتقدمة صناعٌا و شركاتها العابرة للقارات ‪ ،‬قادرة على‬. ‫‪ -1‬باإلضافة إلً تقدٌم طلب الحصول على العضوٌة‪ ،‬مرفق بوثٌقة ت فاهم‪ ،‬تتضمن وصفا دقٌقا و شامال لنظامها التجاري القابم‪ ،‬من‬ ‫حٌث األنظمة و القوانٌن و النظام الضرٌبً و الجمركً و المعلومات األخرى التً تطلبها المنظمة منها‪ .‬و رغم أن الجزابر كانت‬ ‫أول دولة توقع علً القرار النهابً لجولة األرجواي‪ ،‬حٌث قدمت طلب انضمامها سنة ‪،1996‬إال أن انضمامها كان‬ ‫متؤخرا‪.‬انظر‪،‬رابح الشرٌط‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 146‬‬. ‫‪13‬‬.

(14) ‫اٌّمذِح‬. ‫جنً المنافع علً حساب الدول األخرى‪ .1‬خاصة و إن اتفاقات جولة االرجواي لم تتطرق‬ ‫بشكل محدد للمشاكل الخاصة بالبلدا ن النامٌة ‪ ،‬ال سٌما االجتماعٌة منها‪ .‬مما أثار جدال‬ ‫كبٌرا بٌن األطراف المعنٌة خاصة حول الطبقات العاملة بوصفها مرتبطة ارتباطا وثٌقا‬ ‫بسابر أوجه الحماٌة االجتماعٌة‪ .‬و هو ما سٌإدي حتما إلً تفشً الفقر و البطالة و سوء‬ ‫توزٌع الثروات و التهمٌش االجتماعً‪.‬‬ ‫ أما بالنسبة ل المؤسسات االقتصادٌة العالمٌة‪ٌ ،‬مكن القول أنها تلعب دورا كبٌرا فً‬‫إدارة و توجٌه العولمة‪ٌ .‬ؤتً فً مقدمة هذه المإسسات البنك الدولً للتعمٌر و التنمٌــة" " و‬ ‫صندوق النقد الدولً" " و قد تؤسس هذان الجهازان عام ‪ 1945‬إثر مإتمر برٌتون وودز‬ ‫و منظمة التجارة العالمٌة‪ .‬لٌكتمل بذلك ثالوث المنظمات و المإسسات الدولٌة التابعة لألمم‬ ‫المتحدة و تكتمل هٌمنتها الكاملة للتحكم و مراقبة األوضاع النقدٌة و المالٌـة و التجارٌة على‬ ‫المستوى الدولً‪ ،‬باعتبار البنك الدولً ٌقدم قروضا لتموٌل التنمٌة االقتصادٌة‪ .‬فً حٌن‬ ‫ٌهدف صندوق النقد الدولً إلً تصحٌح اختالل موازٌن المدفوعات الدولٌة و إلغاء الرقابة‬ ‫علً الصرف الخارجً و علً حركات رإوس األموال و إنشاء نظام للدفع متعدد‬ ‫األطراف‪ .‬و هو ما ال ٌمكن أن ٌتحقق إال إذا تحررت التجارة الدولٌة من القٌود المفروضة‬ ‫علٌها‪.‬‬ ‫تماشٌا و الثورة االقتصادٌة التً بدأت تسود العالم و التً تقوم أساسا علً الفكر‬ ‫الرأس مالً و ما ٌتطلبه من تغٌٌرات جذرٌة فً الهٌاكل االقتصادٌة للدول‪ ،‬و تنصٌب‬ ‫رأس المال علً انه العنصر الربٌسً فً العملٌة االقتصادٌة‪ ،‬فرض قطبا النظام االقتصادي‬ ‫العالمً صندوق النقد و البنك الدولٌٌن‪ -،‬تحت ضغط أزمة المدٌونٌة‪ -‬علً بلدان العالـم و‬ ‫خاصة الدول النامٌة إتباع برامج و وصفات‪ .‬تتلخص هذه األخٌرة أساسا فً خفض العجز‬ ‫فً مٌزان المدفوعات و المٌزانٌة العامة من خالل إحداث خفض فً اإلنفاق الحكومً و‬ ‫التوظٌف فً القطاع العام و إحداث تغٌرات فً أنماط اإلنتــــاج و تخصٌص الموارد من‬ ‫خالل إتباع سٌاسات تشمل الخوصصة و تحرٌر التجارة و ترك المهام التً كانت تضطلع‬ ‫بها الدولة‪ .‬هنا ٌبرز خطر استبعاد لفبات هامة من القوى االجتماعٌة من هٌكل اإلنتاج و‬. ‫‪1‬‬. ‫ انظر‪ ،‬عثمانٌة لخمٌسً ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.86‬‬‫‪14‬‬.

(15) ‫اٌّمذِح‬. ‫تراجع فً حصٌلة المكتسبات االجتماعٌة‪ .‬حٌث ٌصبح العدل االجتماعً الضحٌة األولى‬ ‫نتٌجة اال ندفاع غٌر المدروس فً انتهاج السٌاسات االقتصادٌة المعاصرة و التً تغلب‬ ‫مقتضٌات النمو االقتصادي‪ ،‬على حساب المكتسبات االجتماعٌة بشكل ٌزٌد من حاالت الفقر‬ ‫و االستبعاد االجتماعً‪.‬‬ ‫إن ما ٌإكد انتشار ظاهرة العولمة هو ظهور كٌانات اقتصادٌة خارج سٌطرة الدولة‬ ‫القومٌة تعرف بالشركات متعددة الجنسٌات أو الشركات العالمٌة العابرة للقارات و التً‬ ‫تساهم فً تدفق حركة رإوس األموال و االستثمار األجنبً المباشر‪ .1‬لتتحكم بذلك فً ‪75‬‬ ‫‪%‬من إجمالً حركة التجارة الدولٌة للسلع‪ .‬فضال عن ذلك أصبحت صاحب عمل عالمً‬ ‫حٌث توظف الٌوم حوالً ‪ 65000‬من الشركات المتعددة الجنسٌات‪ ،‬أكثر من ‪ 90‬ملٌون‬ ‫شخص عامل من أصل ‪ 20‬ملٌون عامال ضمن الٌد العملة العالمٌة‪ .‬و توظف الشركات‬ ‫المتعددة الجنسٌات التً تحتل المراتب المابة األولى أكثر من ‪ 15‬ملٌون عامال‪ .2‬إن ما جعل‬ ‫الشركات المتعددة الجنسٌات آلٌة فعالة و عامال مهما من عوامل تشكٌل حركة العولمة‬ ‫دولٌا‪ ،‬االستراتٌجٌات التً تعتمدها كوسابل ضغط و التً نوضحها تباعا‪.‬‬ ‫ سٌاسة إعادة توطٌن اإلنتاج‪ :‬علً صعٌد االقتصاد المعولم‪ ،‬أصبح أمام الشركات‬‫المتعددة الجنسٌات فرص استثمار فً أماكن أخرى خارج أوطانها‪ ،‬تتمٌز بارتفاع األرباح و‬ ‫انخفاض األجور‪ .‬فالواقع ٌشٌر إلً انه أصبح بمقدورها أن تختار البلدان التً ترى فٌها أن‬ ‫أسواق العمل و الضرابب و األنظمة و القوانٌن الموجهة أكثر مالبمة‪ .‬فضال علً األخذ‬ ‫بعٌن االعتبار التكالٌف غٌر المباشرة المرتبطة بتطبٌق المعاٌٌر الدولٌة للعمل من خالل‬ ‫االستثمار فً المناطق الحرة ‪ .‬فقد لجؤت الشركات المتعددة الجنسٌات فً سنوات ‪-1970‬‬ ‫‪ 1980‬أمام اشتداد المنافسة حول األسواق العالمٌة إلً نقل جزء من اإلنتاج نحو الدول‬. ‫‪ - 1‬باإلضافة إلً وجود مجموعة من المإشرات تدل علً انتشار ظاهرة العولمة تتمثل فً عولمة العرض‪،‬عولمة‬ ‫المنافسة‪ ،‬عولمة اإلستراتجٌة ( تحوٌل األنشطة من مكان آلخر طبقا للتغٌرات فً األجور و ‪ ..‬االندماج‪ ،‬التفرع‪)..‬انظر‪-،‬‬ ‫سنان الموسوي‪ ،‬إدارة الموارد البشرٌة وتؤثٌرات العولمة علٌها‪ ،‬مجدالوي للنشر والتوزٌع‪ ،2005 .‬ص ‪. 278‬‬ ‫‪ - 2‬انظر‪ ،‬مجلة منظمة العمل الدولٌة‪ ،‬الشركات المتعددة الجنسٌات و العمل الالبق‪ ،‬العدد ‪ 62‬أوت سنة ‪ ،2008‬ص ‪ 4‬و‬ ‫ما بعدها‪.‬‬ ‫‪15‬‬.

(16) ‫اٌّمذِح‬. ‫ذات األجور المنخفضة‪ ،‬خاصة كورٌا الجنوبٌة‪ ،‬التاٌوان‪ ،‬المكسٌك و آسٌا الشرقٌة التً‬ ‫تتوافر علً نوعٌة الٌد العاملة التً تتمٌز بالتخصص و الكفاءة و األجر المنخفض‪.‬‬ ‫إلً جانب انخفاض التكالٌف الجبابٌة و الحوار االجتماعً‪ .1‬و سرعان ما تخرج عندما‬ ‫تشعر أن أرباحها ستنخفض إلً دون المستوى السابد فً األسواق‪ .‬و بهذه العملٌة تضمن‬ ‫لنفسها استثمار أموالها فً األماكن التً توفر لها أعلى األرباح‪ ..2‬إن سعً الشركات‬ ‫المتعددة الجنسٌات إلً امتٌازات اجتماعٌة تنافسٌة فً األماكن التً تقٌم علٌها أنشطتها‬ ‫االقتصادٌة غالبا ما ٌكون له انعكاسات قوٌة علً عالقات العمل‪.‬‬ ‫سٌاسة االندماج و التكتل‪ :‬أصبحت الشركات المتعددة الجنسٌات ذات الحجم الكبٌر تسٌطر‬ ‫علً التجارة الخارجٌة فً العالم خالل العقدٌن األخٌرٌن من القرن الماضً‪ .‬و هذا بإتباع‬ ‫سٌاسة االندماج و التكتل‪ .‬لتحتكر التعامل فً الكثٌر من السلع و تتحكم فً أسعارها‪ .‬فهناك‬ ‫‪ 6‬شركات تسٌطر علً ‪ %85‬من تجارة الحبوب‪ .‬و ‪ 8‬شركات تسٌطر علً ‪ %60‬من‬ ‫تجارة الكاكاو‪ .‬و ‪ 3‬شركات تسٌطر علً ‪ %80‬من تجارة الموز فً العالم‪ٌ .‬ترتب علً‬ ‫اعتماد أسلوب االندماج عدة مخاطر تشمل ما ٌلً‪:‬‬ ‫ احتكار السلع و التسعٌر وفق شروط االحتكار ‪ .‬مما ٌقضً علً المنافسة مع الشركات‬‫الصغٌرة ذات الطابع اإلقلٌمً لعدم قدرتها علً المنافسة‪.‬‬ ‫ االستبثار بحوالً ثلث الناتج العالمً و ثلثً التجارة العالمٌة‪ .‬و قد مكنتها هذه القوة من‬‫التؤثٌر على القرار السٌاسً‪ ،‬بل و تقٌٌد سٌاسة الدولة و ذلك من خالل الوعد و التهدٌد‬ ‫بالتوسع فً االستثمارات المباشرة أو سحبها‪ .‬وما ٌزٌد من قوة هذه الشركات هو التنافس‬ ‫الشدٌد بٌن الدول لجذب االستثمارات التً تق وم بها‪ .‬و ٌعتبر هذا التنافس ورقة رابحة بٌد‬ ‫الشركات المتعددة الجنسٌات‪ ،‬تستغله فً تركٌز نفوذها فً النظام العالمً للتخلص من‬. ‫‪ - 1‬اذا انصبت إستراتجٌة توطٌن اإلنتاج إلً أماكن تكون فٌها تكالٌف نقل هذا األخٌر مرتفعة ‪ٌ ،‬تم تقسٌم اجر العامل إلً‬ ‫خمسة‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪Alami Hasna , l’entreprise Marocaine Face aux défis de la mondialisation, Thèse de doctorat‬‬ ‫‪en sciences économiques,2005-2006, p49‬‬ ‫‪ - 2‬أظش‪ ،‬ػ‪١‬اء ِد‪١‬ذ اٌّ‪ٛ‬ع‪ ،ٞٛ‬اٌّشخغ اٌغاتك‪ ،‬ص‪56‬‬ ‫‪16‬‬.

(17) ‫اٌّمذِح‬. ‫تطبٌق تشرٌعات هذه الدول التً تعتبرها فً غٌر صالحها بناءا علً قدرتها علً توجٌه‬ ‫مسارات اإلنتاج و المال و التجارة و االستثمار‪ .1‬إلى جانب أٌدٌولوجٌة الرأسمالٌة الحدٌثة (‬ ‫التفرع) العولمة فً نفوذها علً أدوات معٌنة تتلخص فً اتفاقٌات التبادل الحر‪ ،‬المناطق‬ ‫الحرة لالستثمار‪ ،‬برامج إعادة الهٌكلة‪.‬لعل ذلك ٌسهل فً توغلها علً أقالٌم الدول و بالتالً‬ ‫تمكٌن قوي العولمة من تحقٌق أهدافها اللبرالٌة‪ ،‬و لو كان ذلك علً حساب المكتسبات‬ ‫االجتماعٌة‪ .‬تلك هً األدوات المعتمدة للعولمة‪ .‬و لكونها االكثر انعكاسا على المجال‬ ‫االجتماعً ‪ ،‬نوردها بتفصٌل اكبر تباعا‪.‬‬ ‫ تطور التجارة الدولٌة و انتشار االستثمار األجنبً‪ :‬لقد ساهم التبادل التجاري الحــر و‬‫إدماج األسواق الوطنٌة فً السوق العالمٌة فً االنتقال إلً التجارة الدولٌة و تطوٌر‬ ‫االستثمار األجنبً‪ .‬وهو ما ٌفسر اشتداد المنافسة االقتصادٌة بٌن الدول‪ .2،‬فقد تجاوزت‬ ‫حصة التجارة الخارجٌة المنجزة من طرف للشركات المتعددة الجنسٌات ‪ . %50‬و بلغت‬ ‫الصادرات األمرٌكٌة ‪ %80‬و البرٌطانٌة ‪ %90‬و سنغافورة ‪ .%40‬البرازٌل و الصٌن‬ ‫أمنتا وحدهما سنة ‪ %18 ،2005‬من النمو االقتصادي العالمً‪ .‬و ‪ % 8‬من الصادرات‬ ‫العالمٌة‪.‬‬ ‫عن تدفق االستثمارات األجنبٌة‪ ،‬أوضحت الدراسات انه بلغ ‪ 25 ،‬ملٌار دوالر سنة ‪.1970‬‬ ‫و تجاوز ‪ 85‬ملٌار دوالر سنة ‪ .1985‬و ‪ 800‬سنة ‪ .1999‬و ‪ 1400‬ملٌار سنة ‪.2000‬‬ ‫لٌبلغ بذلك ثالثة أضعاف نسبه مقارنة مع سنة ‪ .1991‬و من ثمة لم تعد الوالٌات المتحدة‬ ‫المصدر الوحٌد لرأس المال‪ ،‬بل أٌضا أوربا الغربٌة و الٌابان و دول أسٌا‪ .‬و هذا نتٌجة‬ ‫االستراتٌجٌات المعتمدة فً االستثمار فً توطٌن اإلنتاج و إعادة نقله إلً الخـارج و‬ ‫اإلدماج و التفرع‪ .‬كل هذا رتب نتٌجتٌن اثنتٌن‪:‬‬. ‫‪ - 1‬أنظر‪ ،‬عثمانٌة لخمٌسً ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫‪ - 2‬خاصة مع وجود االتفاقٌة العامة للتعرٌفات الجمركٌة و التجارة‪ ، "GATT " .‬و قواعد المنظمة العالمٌة للتجارة"‬ ‫‪ ."OMC‬فق صدر عن المنظمة العالمٌة للتجارة سنة ‪ 1996‬تقرٌرا ورد فٌه ما ٌلً ‪ " :‬لٌس من المبالغة أن نقول أننا‬ ‫ركزنا هذه السنوات األخٌرة علً ثورة حقٌقٌة فً السٌاسات التجارٌة‪ ،‬خاصة و أن العالم و بعد جولة االرجواي سنة‬ ‫‪ 1986‬أصبح جد مختلف‪ .‬التخفٌضات األساسٌة فً قوانٌن الجمارك المطبقة علً المنتجات المصنعة من طرف الدول‬ ‫الصناعٌة‪ ،‬تم إلغابها نتٌجة التقلٌص المكثف للكمٌات‪ .‬قطاع الزراعة لهذه الدول ال ٌزال محمٌا من المنافسة نتٌجة وجود‬ ‫مجموعة من األحكام التً تزٌف المنافسة‪ .‬انظر"‪Marie Ange moreau,op cit, p 29 - :‬‬ ‫‪17‬‬.

(18) ‫اٌّمذِح‬. ‫ على المستوي االقتصادي ؛ التوسع االقتصادي لمناطق محددة من العالم و الذي امتد إلً‬‫غاٌة ‪ ،1990‬فرض احتكار التطور فً الدول الصناعٌة ( آسٌا مثال‪ ،‬و التً تعد منطقة‬ ‫تمركز النشاط االقتصادي فً كل من تاٌلندا‪ ،‬كورٌا‪ ،‬الصٌن‪ ،‬الهند‪ ،‬تاٌوان‪ ،‬اندونٌسٌا‪).‬‬ ‫ على المستوي االجتماعً؛ أدي ذلك إلً بروز مشاكل اجتماعٌة كإلغاء مناصب الشغل‬‫بكل ما ٌرتبه من أخطار فً المناطق التً غادرها االستثمار بحثا عن شروط أفضـــل و‬ ‫ضمانات اكبر و ربح اضمن‪.1‬‬ ‫ ظهور التجمعات االقتصادٌة اإلقلٌمٌة‪ :‬تشهد الٌوم الشركات المتعددة الجنسٌات تطورا‬‫مزدوجا‪ٌ :‬تمثل األول فً إرساء النظام العالمً للتبادل الحر‪ .‬و الثانً فً ظهور التجمعات‬ ‫االقتصادٌة اإلقلٌمٌة‪ ،‬كاالتحاد األوروبً‬ ‫‪NAFTA‬‬. ‫‪UE‬‬. ‫و السوق المشتركة ألمرٌكا الجنوبٌة‬. ‫و اتفاقٌة التبادل الحر ألمرٌكا الشمالٌة‬ ‫‪MERCOSUR‬‬. ‫و اتحاد دول جنوب شرق‬. ‫آسٌا‪ .‬تشكل أوربا وحدها ‪ % 40‬من التجارة العالمٌة‪ ،‬و ‪ %32‬من صادراتهـــا و وارداتها‬ ‫تتم ما بٌن الدول األعضاء‪.‬‬ ‫إن هذه التجمعات و نظرا لما تتوفر علٌه من تقارب فً األهداف التجارٌة كإنشاء‬ ‫مناطق التبادل الحر‪ ،‬و ما تتمتع به من تجانس فً البنً االقتصادٌة و المالٌة و التشرٌعٌة و‬ ‫التنظٌمٌة ٌجعلها أفضل و أكثر المناطق جذبا لالستثمار‪ .‬فً المقابل تبقً مناطق واسعة من‬ ‫العالم و أمام عدم تمتعها بؤي شكل من أشكال التقارب أو التنظٌم اإلقلٌمً فً المجال‬ ‫التجاري و االقتصادي‪ ،‬محرومة من حركة رأس المال و التقنٌة‪ ،‬كما هو الوضع فً أفرٌقا‬ ‫و منطقة المغرب العربً علً وجه الخصوص‪ .‬و ذلك بالرغم مما تتوفر علٌه من إمكانٌات‬ ‫وعوامل التقارب و التجانس ‪ .2‬و هذا ٌنعكس بالضرورة على الجانـــب االجتماعً‪ ،‬فاال‬ ‫مساواة فً التقسٌم الجغرافً لألنشطة ٌإدي إلً اختفاء مناصب الشغـل و الٌد العاملة كما و‬ ‫كٌفا و ٌكرس حالة التهمٌش و اإلقصاء‪.3‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪-IBIDEM‬‬. ‫‪ - 2‬أظش‪ ،‬ػ‪١‬اء ِد‪١‬ذ اٌّ‪ٛ‬ع‪ ،ٞٛ‬اٌّشخغ اٌغاتك‪ ،‬ص ‪62‬‬ ‫‪- Marie Ange Moreau, op. cit, p.35‬‬ ‫‪18‬‬. ‫‪3‬‬.

(19) ‫اٌّمذِح‬. ‫ تطور التكنولوجٌا و االتصاالت‪ :‬أصبح التطور التكنولوجً اآللٌة المحورٌة فً مسٌرة‬‫العولمة و توجٌهها‪ ،‬فقد احدث هذا التطور المصحوب بحرٌة حركة رأس المال جملة من‬ ‫التغٌرات شملت ما ٌلً‪:1‬‬ ‫ إن التنظٌم الدولً الجدٌد فً تحوٌل المإسسات إلً شبكات له انعكاسات سلبٌة علً‬‫المجال االجتماعً‪ ،‬ذلك أن تؤسٌس الشبكات‪ٌ ،‬قضً علً شكل المستخدم بمفهومه‬ ‫الكالسٌكً علً المستوي الدولً و عالقة التبعٌة القانونٌة المفروضة بموجب قوانٌن‬ ‫العمل‪.2‬‬ ‫ المرور إلً اقتصاد الشبكات فرض تراجع المعاٌٌر االجتماعٌة الكالسٌكٌة فً كل ما‬‫ٌتعلق بعقود العمل و تمثٌل العمال‪ ،‬الذي أصبح ٌواجه عوابق حدود األقالٌم و حدود‬ ‫األشخاص المعنوٌة‪ ،‬حٌث أصبح الٌوم تمثٌل العمال ٌتطلب رإٌة جدٌدة للتضامن ما بٌن‬ ‫عمال الشبكات نتٌجة االنقسام علً مستوي الدول و المواقع‪.‬‬ ‫ أدت الثورة التكنولوجٌة إلً ثورة جذرٌة فً عالم العمل‪ ،‬حٌث لم تعد هناك حاجة إلً‬‫العمل البشري‪ .‬فمنذ أن بدأت مإسسات االقتصاد المالً تتصارع فٌما بٌنها علً المستوي‬ ‫العالمً‪ ،‬صارت المنافسة العالمٌة تنذر المستخدمٌن بفقد مناصب عملهم نتٌجة استعمال‬ ‫وسابل االتصال االلكترونٌة الحدٌثة و الكمبٌوتر و التوسع فً االتصال المباشر عبر شبكات‬ ‫الربط االلكترونٌة‪.‬‬. ‫‪ - 1‬واٌرط‪ٛ‬س اٌرىٕ‪ٌٛٛ‬خ‪ ٟ‬ف‪ِ ٟ‬داي االذظاي ػٓ تؼذ ‪ ،‬األِش اٌز‪ ٞ‬خؼً االلرظاد اٌؼاٌّ‪٠ ٟ‬غرف‪١‬ذ ِٓ اٌغشػح ‪ ٚ‬اٌفؼاٌ‪١‬ح اٌر‪ٟ‬‬ ‫‪ٛ٠‬فش٘ا ٌٗ‪٠ ٚ .‬ؼرثش االٔرشأد ازذ اتشص عّاخ ٘زٖ اٌرط‪ٛ‬ساخ اٌرىٕ‪ٌٛٛ‬خ‪١‬ح ٌّا اعرطاع أْ ‪٠‬سذثٗ ِٓ أمٍة ف‪ ٟ‬اٌس‪١‬اج‬ ‫االلرظاد‪٠‬ح‪ ،‬تظ‪ٛٙ‬س االلرظاد االفرشاػ‪ ،ٟ‬اٌّؤعغح االفرشاػ‪١‬ح‪ ،‬إٌم‪ٛ‬د االٌىرش‪١ٔٚ‬ح‪ ،‬اٌثٕه االٌىرش‪ ،ٟٔٚ‬إٌّرداخ اٌشلّ‪١‬ح‪ٚ .‬‬ ‫ٌمذ لذسخ ششوح ‪ International Data Corporation‬أْ ِغرخذِ‪ ٟ‬االٔرشأد أرمً ػذدُ٘ ِٓ ‪ِ ْٛ١ٍِ 256‬غرخذَ‬ ‫ػاَ ‪ 2000‬غٍ‪ ٟ‬أوثش ِٓ ٔظف ٍِ‪١‬اس ِغرخذَ ػاَ ‪ ٚ 2003‬رٌه تاٌرضآِ ِغ اٌرط‪ٛ‬س ف‪ ٟ‬زدُ اٌرداسج االٌىرش‪١ٔٚ‬ح أٌٍز‪ٞ‬‬ ‫لذس ٌٗ أْ ‪٠‬ظً إٌ‪ 3،1 ٟ‬ذش‪ ْٛ١ٍ٠‬د‪ٚ‬الس ٌٕفظ اٌغٕح‪.‬أظش‪ ،‬ساتر اٌشش‪٠‬ؾ ‪ ،‬اٌّشخغ اٌغاتك‪ ،‬ص ‪ٚ129‬‬ ‫‪Alami Hasna, op,cit, p 31, et Marie Ange moreau, op,cit,p‬‬ ‫‪2‬‬. ‫ أكثر تفاصٌل عن الموضوع‪ ،‬أنظر‪ ،‬ماموني فاطمة الزهراء‪ .‬رسالة ماجستير بعنوان العامل و المؤسسة االقتصادية‬‫محاولة لتحديد عنصر التبعية‪.‬سنة ‪2004.‬‬. ‫‪19‬‬.

(20) ‫اٌّمذِح‬. ‫ هٌمنة األسواق المالٌة و مؤسسات االقتصاد المالً‪ :‬إن البحث عن تحقٌق أقصً ربح‬‫ممكن فً إطار االقتصاد اللبرالً أصبح ممكنا نتٌجة حركة رإوس األموال‪ ،‬إال أن إزالة‬ ‫العوابق بفضل التطور التكنولوجً رتب عدم تكٌف زمنً ما بٌن الوقت الذي ٌتخذ فٌه‬ ‫القرار االقتصادي و الوقت االجتماعً للعمال‪ ،‬و الالزم لتنظٌم التفاوض و التمثٌـــل و‬ ‫االحتجاج‪ .‬و الذي ٌظهر كوقت جامد أمام وقت االقتصاد المالً الدولً ‪.‬‬ ‫إذا كان تعرٌف العولمة‪ ،‬لم ٌحض باإلجماع‪ ،‬فانه ال خالف فً كونها أفرزت واقعا‬ ‫جدٌدا تتولً إدارته قوي اقتصادٌة تخطط لتحقٌق استراتجٌاتها الخاصة بها‪ .‬هذه‬ ‫اإل ستراتجٌات التً تعتمدها السلطات السٌاسٌة و تقررها و تشرعها ‪ ،‬طواعٌة أو مرغمة‪،‬‬ ‫تعنً مشاركة القوي االجتماعٌة فً صنع العولمة‪ .‬إن اشتراك قوي العولمة فــً إدارة و‬ ‫توجٌه العولمة‪ٌ ،‬جعل لهذه األخٌرة أبعادا مختلفة و غالبا ما اعتبر البعد االقتصادي منها‬ ‫األكثر أهمٌة الرتباط الظاهرة باقتصاد السوق و آلٌاته ‪ ،‬ناهٌك عن مناقشة الظاهرة من‬ ‫حٌث تؤثٌرها علً السوق و الدولة علً حد السواء دون مناقشتها من حٌث تؤثٌرها علً‬ ‫البشر ‪.‬‬ ‫تتعدد و تتشابك األبعاد المختلفة التً تنطوي علٌها العولمة‪،‬حٌث تحمل فً طٌاتها‬ ‫أبعادا سٌاسٌة و اقتصادٌة و اجتماعٌة و ثقافٌة‪.‬‬ ‫ بالنسبة للبعد السٌاسً‪ :‬جاءت ظاهرة العولمة و بعدها السٌاسً لتضع النهاٌة فً تارٌخ‬‫الدولة الوطن ذات السٌادة‪ .‬بذلك أصبحت العولمة تنافس سٌادة الحكومات على شعوبها و‬ ‫أراضٌها‪ ،‬بل تشكل عوامل ضغط على الدولة و تإثر على صناعة قراراتهـا‪.‬‬ ‫و أصبحت قرارات الدولة تحاول إٌجاد توافق بٌن مصالح الداخل و مصالح الخارج‬ ‫سواء كان هذا الخارج دولة أو شركة متعددة الجنسٌات أو بنوك عالمٌة‪ ،‬أو جماعة ضغط‬ ‫فً مجال الدفاع عن حقوق اإلنسان أو الحٌوان أو البٌبة‪ .‬ترتب عن ذلك تحوٌل سلطة الدولة‬ ‫إلى الشركات متعددة الجنسٌة و الشركات الرأسمالٌة الضخمة عابرة القومٌات بشكل ٌفقد‬ ‫حكومات الدول استقاللٌتها ‪.‬و هو األمر الذي ٌإدي إلً التخلً عن وظابفها األساسٌة فً‬ ‫مجاالت االقتصاد و االجتماع و المال و اإلعالم‪ .‬كل هذا ٌضعف الدولـة و ٌهدم نظمها‬. ‫‪20‬‬.

Références

Documents relatifs

Perhaps, however, the reason for this directorial evasiveness is precisely that Shirley is a difficult dramatist, or rather that he has indeed a style of his own: there is no

It might have been worth exploring the role the international community, through the WTO and international financing institutions (IFIs), would be able to play in case of grave

However, unlike in the case of (relative) symplectic homology groups for a single cobordism, it is not possible to arrange the parameters of the Hamiltonians in the cofinal family

- ﺖﻌﻔﺗرا ﻢﮭﻌﻣ و ،ﺲﻔﻨﻟﺎﺑ ﺔﻘﺜﻟا ﻲﻧﻮﺤﻨﻣ ﺎﻣ اﺮﯿﺜﻛ ﻦﯾﺬﻟا ﻚﺋﻻوأ ﻰﻟإ تﺎﯿﻓﻮﻟا ﻲﺗﺎﻘﯾﺪﺻ ﺮﻛﺬﻟﺎﺑ ﺺﺧا و ﻲﺗدارإ. - ةﺬﺗﺎﺳأ و ﻦﯿﻤﻠﻌﻣ ،ﺔﻠﻤﺠﻟﺎﻓ ﺔﻤﻠﻜﻟﺎﻓ فﺮﺤﻟا ﻢﮭﯾﺪﯾ ﻰﻠﻋ ﺎﻨﻤﻠﻌﺗ ﻦﻣ ﻞﻛ

À titre d'exemple, nous détaillons les calculs pour les tableaux 3.3 et 3.4 , qui donnent les eectifs de tiges par classe de circonférence dans 32 placettes d'inventaire,

After exposure of the intertidal brown alga Fucus vesiculosus to artificial UV-B radiation, we examined its physiological responses by following the transcript level of the pksIII

We find no significant secondary structure in the redshift distribution of the 33 galaxies (3 spectroscopic and 30 photometric redshifts) within the 1σ confidence region of the

More precisely, while the holding of reserves above a critical threshold reduces the negative impact on economic activity of financial vulnerabilities linked to the financial