• Aucun résultat trouvé

الشراكة بين الجزائر و الإتحاد الأوروبي و تأثيرها على الإقتصاد الجزائري

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "الشراكة بين الجزائر و الإتحاد الأوروبي و تأثيرها على الإقتصاد الجزائري"

Copied!
229
0
0

Texte intégral

(1)‫جامعة وهران‬ ‫كلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬علوم التسيير والعلوم التجارية‬ ‫المدرسة الدكتورالية لالقتصاد و إدارة األعمال‬. ‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‬ ‫تخصص ‪ :‬اقتصاد دولي‬. ‫الموضوع‪:‬‬. ‫الشراكة بين الجزائر واالتحاد األوروبي‬ ‫وتأثيرها على االقتصاد الجزائري‬ ‫تحت إشراف‪:‬‬. ‫إعداد الطالب‪:‬‬. ‫أ‪.‬د‪ .‬دربال عبد القادر‬. ‫بوزكري جمال‬ ‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬ ‫أ‪.‬د بن باير الحبيب‬. ‫أستاذ التعليم العالي‬. ‫أ‪.‬د دربال عبد القادر‬. ‫أستاذ التعليم العالي‬. ‫د‪ .‬مباركي ناصر‬. ‫جامعة وهران‬. ‫رئيسا‬. ‫جامعة وهران مشرفا و مقررا‬. ‫أستاذ محاضر "أ"‬. ‫جامعة وهران‬. ‫مناقشا‬. ‫د‪ .‬تراري مجاوي الحسين أستاذ محاضر "أ"‬. ‫جامعة وهران‬. ‫مناقشا‬. ‫السنة الجامعية ‪2102/2102‬‬. ‫‪1‬‬.

(2) 2.

(3) ‫مقدمة‬ ‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬التكامل االقتصادي‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية التكامل االقتصادي‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم‪ ،‬أشكال وأهداف التكامل‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل التكامل االقتصادي الدولي‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬شروط نجاح التكتالت االقتصادية‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬آثار ومشاكل التكامل االقتصادي‬ ‫المطلب األول‪ :‬أثار التكامل االقتصادي‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مشاكل التكامل االقتصادي‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬بعض تجارب التكامل االقتصادي‬ ‫المطلب األول‪ :‬تجربة االتحاد األوروبي كنموذج رائد للتكامل االقتصادي‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تجارب أخرى للتكامل االقتصادي‬ ‫‪ ‬الفصل الثاني‪ :‬الشراكة األورو متوسطية‬ ‫المبحث األول‪ :‬المشروع األورو‪-‬متوسطي‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الش اركة‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي للتعاون األورو متوسطي‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مسار الشراكة‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬التوجه نحو الشراكة فعلية‬ ‫المطلب األول‪ :‬مضمون وأهداف الشراكة األورو‪ -‬متوسطية‬. ‫‪3‬‬.

(4) ‫المطلب الثاني‪ :‬البرامج األوروبية لتفعيل اتفاق الشراك‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬العالقات التجارية المتنامية‬ ‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬أثار الشراكة ومنطقة التبادل الحر على االقتصاد الجزائري‬ ‫المبحث األول‪ :‬الشراكة األورو‪ -‬متوسطية‬ ‫المطلب األول‪ :‬المفاوضات الجزائرية األوروبية‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مضمون الشراكة‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬واقع الشراكة األورو‪ -‬جزائرية‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أثار الشراكة على االقتصاد الوطني‬ ‫المطلب األول‪ :‬اآلثار النظرية التفاق الشراكة على االقتصاد الوطني‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار الفعلية التفاق الشراكة على االقتصاد الوطني‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم اتفاق الشراكة وأثار الوصول إلى منطقة التبادل الحر‬ ‫خاتمة‬ ‫المالحق‬. ‫‪4‬‬.

(5) 5.

(6) ‫مـقـدمـة‬ ‫طبيعة الموضوع وأبعاده‪:‬‬ ‫من الخصائص التي يتميز بها النظام العالمي الجديد التوجه نحو إقامة تكتالت‬ ‫اقتصادية كبيرة تستطيع من خاللها البلدان مواجهة التحديات وتحمل المخاطر‬ ‫وتقاسم ا لرفاهية‪ ،‬وأصبح المجال االقليمي االقتصادي هو المهيمن وهذا بغية‬ ‫الحصول على أكبر األرباح والمكاسب من التجارة الدولية‪ ،‬ومن هذا المنطلق فقد‬ ‫ظهرت تجارب كثيرة محاولة إقامة تكتالت اقتصادية‪ ،‬ولعل أنجع هذه التكتالت لحد‬ ‫األن هو االتحاد األوروبي الذي تجاوز كل المراحل وهو يشكل نموذجا في التكامل‬ ‫االقتصادي‪.‬‬ ‫وعليه فإن التكتالت والتجمعات االقتصادية أصبحت ضرورة تفرضها األحداث‬ ‫والتطورات الدولية‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر بمجموعة من الدول التي تربطها جملة من‬ ‫المقومات التاريخية أو الثقافية أو االجتماعية أو السياسية أو االقتصادية أو العقائدية‬ ‫وفي هذا اإلطار نجد أن االتحاد األوروبي يسعى باعتباره كيانا واحدا إلقامة‬ ‫عالقات التعاون والشراكة وصوال إلى منطقة التبادل الحر مع البلدان المتوسطية‪ ،‬وقد‬ ‫جاء مؤتمر برشلونة الذي عقد في ‪ 72-72‬نوفمبر ‪ 5991‬بين دول االتحاد‬ ‫األوروبي والدول المتوسطية ليجسد هذه الرغبة‪ ،‬وتم الخروج بإعالن يتمثل في إقامة‬ ‫شراكة دائمة ومستقرة تضمن أمن واستقرار المنطقة‪ ،‬وتم اعتبار هذا المؤتمر أو هذا‬ ‫االجتماع األول من نوعه حيث مكن الطرفين من تحديد اإلطار المتعدد للشراكة‬ ‫باعتماد مقاربة شاملة (‪ )Une approche globale‬تأخذ بعين االعتبار ضرورة‬ ‫تأمين المنطقة وتقديم إجابة إقليمية لمواجهة العولمة‪ ،‬كما أنها عملت على تجديد‬. ‫‪6‬‬.

(7) ‫آليات التعاون االقتصادي والمالي بين االتحاد األوروبي ودول جنوب وشرق المتوسط‬ ‫(‪ )PESM‬المعمول بها منذ السبعينات‪.‬‬ ‫حيث أصبحت عالقات التعاون بين االتحاد األوروبي والدول المطلة على‬ ‫الحوض المتوسط المرتكزة على الجانب التجاري غير كافية‪ ،‬فكان ال بد من تقوية‬ ‫هذه العالقات بإيجاد صيغة جديدة للتعاون تتمثل في إبرام اتفاقيات للشراكة الشاملة‬ ‫بين الطرفين في شتى المجاالت االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية‪ ،‬وذلك‬ ‫بخلق مناطق للتبادل الحر واقامة منطقة سلم واستقرار في الحوض المتوسطي‪.‬‬ ‫فخالفا للمبادرات األوروبية السابقة المحققة من طرف السياسة المتوسطية الشاملة‬ ‫(‪ )PMG‬الممتدة ما بين الفترة (‪ )5997-5921‬ثم السياسة المتوسطية المتجددة‬ ‫(‪ )PMR‬الممتدة ما بين (‪ ،)5991-5997‬فإن الشراكة ترتكز على المعاملة بالمثل‬ ‫وعلى العالقات الدائمة المتعددة األطراف وعلى الحوار السياسي واحترام اآلخر‬ ‫وتحرير المبادالت‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن التنفيذ الحالي للشراكة يلخص أساسا في إمضاء اتفاقيات ثنائية‬ ‫بين كل دولة من الدول المتوسطية (‪ )PTM‬واالتحاد األوروبي (‪ ،)L'UE‬حيث‬ ‫ينبغي أن تترجم هذه االتفاقيات بإنشاء منطقة تبادل حر (‪ )ZLE‬بصفة تدريجية‪.‬‬. ‫اإلشكالية‪:‬‬ ‫والجزائر كغيرها من بلدان الضفة المتوسطية فقد دخلت في مفاوضات ثنائية مع‬ ‫االتحاد األوروبي بهدف توقيع اتفاق الشراكة‪ ،‬وبالفعل ففي شهر أفريل من سنة‬ ‫‪ 7007‬وقعت الجزائر على اتفاق الشراكة مع الجانب األوروبي بهدف زيادة التعاون‬ ‫والشراكة في مختلف المجاالت‪.‬‬ ‫‪7‬‬.

(8) ‫وقد أثار توقيع الجزائر التفاق الشراكة مع االتحاد األوروبي ردود فعل متباينة‪،‬‬ ‫فمبادالت الجزائر مع االتحاد األوروبي هي مرتفعة أصال حتى قبل دخول االتفاق‬ ‫حيز التنفيذ باعتبارها تمثل ما يزيد في المتوسط عن ‪ %10‬من إجمالي المبادالت‬ ‫الجزائرية‪ ،‬وحسب التصنيف الجغرافي فإن أوروبا تهيمن على واردات الجزائر‪ ،‬ومن‬ ‫بين ردود األفعال محاولة معرفة ما وراء هذه الشراكة هل هو لترسيخ هذه الهيمنة‬ ‫خوفا من المنافسة االمريكية والصينية أم هو القرب الجغرافي في محاولة لبناء نموذج‬ ‫اقتصادي متكامل‪.‬‬ ‫من وراء هذه الضجة التي اثارها توقيع االتفاق‪ ،‬كان الخبراء يحاولون معرفة‬ ‫األثار االيجابية والسلبية التي يخلفها تطبيق هذا االتفاق على مختلف المؤشرات‬ ‫االقتصادية‪.‬‬ ‫وفي سنة ‪ 7001‬دخل اتفاق الشراكة حيز التنفيذ‪ ،‬وبعد مرور عدة سنوات على‬ ‫تطب يق بنود االتفاق‪ ،‬حاولنا من خالل هذا البحث معرفة الدور الذي لعبته الشراكة‬ ‫في االقتصاد الجزائري‪ ،‬وهذا ما ادى بنا إلى طرح االشكالية الرئيسية‪:‬‬ ‫ماهي النتائج التي حققتها الشراكة بعد عدة سنوات على دخول االتفاق حيز‬ ‫التنفيذ؟‬ ‫وانطالقا من هذه االشكالية تتفرع عدة تساؤالت‪:‬‬ ‫‪ ‬كيف نقيم التجربة الجزائرية في الشراكة مع االتحاد األوروبي ؟‬ ‫‪ ‬هل يجب مراجعة اتفاق الشراكة أم أنه الخيار االنجع؟‬ ‫‪ ‬لماذا أرجأت الجزائر عملية التفكيك الجمركي مع االتحاد األوروبي؟‬ ‫هذه األسئلة وغيرها حاولنا اإلجابة عليها من خالل هذه المذكرة‪.‬‬. ‫‪8‬‬.

(9) ‫فرضيات البحث‪:‬‬ ‫من خالل التساؤالت السابقة قمنا بوضع الفرضيات التالية‪:‬‬ ‫‪ -5‬الشراكة خيار استراتيجي للجزائر‪ ،‬مكنها من تحقيق االهداف المسطرة بزيادة‬ ‫حجم التبادل والتعاون بين الجزائر واالتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫‪ -7‬اتفاق الشراكة تكريس لتبعية الجزائر لالتحاد األوروبي وامتداد لترسيخ سياسة‬ ‫الهيمنة األوروبية على السوق الجزائرية‪.‬‬ ‫‪ -1‬أثرت الشراكة بشكل نسبي على االقتصاد الجزائري‪.‬‬ ‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬ ‫يرجع اختيار موضوع البحث إلى الجدل المتواصل حول الجدوى من إبرام اتفاق‬ ‫الشراكة مع االتحاد األوروبي‪ ،‬ضف إلى ذلك مرور عدة سنوات على دخول االتفاق‬ ‫حيز التنفيذ وبالتالي إمكانية أخذ معلومة فعلية حول األثر الذي تركه اتفاق الشراكة‬ ‫على مختلف األصعدة‪.‬‬. ‫أهداف البحث‪:‬‬ ‫من خالل تناولنا لموضوع الشراكة حاولنا الوصول إلى‪:‬‬ ‫‪ -5‬نموذج يبين العالقة بين ضفتي المتوسط؛‬ ‫‪ -7‬تحليل واقع الشراكة الجزائرية؛‬ ‫‪ -1‬إبراز النتائج التي تحققت جراء الشراكة مع االتحاد األوروبي؛‬ ‫‪ -4‬تقييم الشراكة األوروبية الجزائرية؛‬. ‫‪9‬‬.

(10) ‫منهج وأدوات البحث‪:‬‬ ‫اعتمدنا في بحثنا على المنهج الوصفي والمنهج التحليلي‪:‬‬ ‫‪ -1‬المنهج الوصفي من خالل تطرقنا إلى مختلف المفاهيم الخاصة بالتكامل‪ ،‬وكذا‬ ‫وصف العالقة االورو متوسطية والش اركة األوروبية الجزائرية‪.‬‬ ‫‪ -2‬المنهج التحليلي من خالل تحليل مختلف المؤشرات االقتصادية وحجم تأثرها‬ ‫بالشراكة مثل التدفقات التجارية بين الجزائر و االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫أما األدوات التي استعملناها في دراستنا لهذا الموضوع‪ ،‬فلقد كانت أدوات تحليل‬ ‫االقتصاد الكلي التي مكنتنا من رصد أهم مؤشرات التباين بين الفترتين (قبل إبرام‬ ‫عقد الشراكة و بعد إبرامه و دخوله حيز التنفيذ )‪ ،‬سواء كان هذا التباين إيجابيا أو‬ ‫سلبيا‪.‬‬ ‫ومن أجل تحقيق أهداف البحث المذكورة سابقا فلقد اعتمدنا في الكثير من األحيان‬ ‫على الرسوم البيانية التوضيحية و على عرض إحصائيات من أجل زيادة القيمة‬ ‫العلمية للبحث‪.‬‬ ‫المحاور الزمنية والمكانية‪:‬‬ ‫الفترة التي بنيت عليها الدراسة من سنة‪ 7000‬إلى سنة ‪ 7050‬مع ذكر سنة‬ ‫‪ 7052‬ألنها التاريخ الفعلي والنهائي لعملية التفكيك الجمركي‪ ،‬أما المحور المكاني‬ ‫فقد اخترنا الجزائر وهذا بغرض إضافة دراسات وبحوث حول االقتصاد الجزائري‪.‬‬. ‫‪10‬‬.

(11) ‫خطة البحث‪:‬‬ ‫اعتمدنا على خطة متكونة من ثالثة فصول‪:‬‬ ‫تناولنا في الفصل األول التكامل االقتصادي لما له من عالقة وثيقة بالشراكة‪ ،‬وفيه‬ ‫حاولنا تقريب المفاهيم حول ماهية التكامل االقتصادي وذلك من خالل التطرق‬ ‫لمفهومه وأشكاله وأهم األهداف والمزايا‪ ،‬وبعد ذلك أبرزنا أثر ومختلف المشاكل التي‬ ‫تعترض التكامل االقتصادي‪ ،‬ومن بعد ذلك عرجنا على بعض التجارب الخاصة‬ ‫بالتكامل االقتصادي مركزين على االتحاد األوروبي باعتباره النموذج الناجح ولو‬ ‫نسبيا والرتباطه مباشرة بموضوع البحث‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاني فقد تطرقنا إلى الشراكة االورو متوسطية على اعتبار أن الجزائر‬ ‫جزء من هذا المشروع‪ ،‬وفي هذا الصدد تناولنا التطور التاريخي للتعاون (التجاري‬ ‫والمالي) وصوال إلى السياسة الجديدة المتمثلة في االنتقال من التعاون إلى الشراكة‬ ‫الفعلية مبينين العالقات التجارية المتنامية بين ضفتي المتوسط‪.‬‬ ‫أما الفصل الثالث فقد خصصناه لدراسة األثار اآلنية والمحتملة على االقتصاد‬ ‫الجزائري في ظل الشراكة مع االتحاد األوروبي وفي هذا االطار قمنا تفسير الشراكة‬ ‫األوروبية الجزائرية‪ ،‬ثم تطرقنا إلى األثار اآلنية أي بعد مرور عدة سنوات على‬ ‫دخول االتفاق حيز التنفيذ سواء على مستوى المبادالت التجارية‪ ،‬القطاع الصناعي‪،‬‬ ‫مختلف المؤشرات‪ ،‬ثم حاولنا تقييم التجربة الجزائرية وتأثير منطقة التبادل الحر على‬ ‫االقتصاد في حال الوصول إلى هذه المرحلة‪.‬‬. ‫‪11‬‬.

(12) 12.

(13) ‫مـقـدمـة الـفـصل ‪:‬‬ ‫يعتبر التكامل االقتصادي سمة من سمات التنمية االقتصادية والتطلع للوحدة‬ ‫االقتصادية في الوقت الراهن‪ ،‬وهذا لما تتطلبه مقتضيات البيئة االقتصادية الدولية‬ ‫المتنامية باستمرار‪ ،‬فمن الناحية التاريخية ترجع فكرة التكامل االقتصادي وأساسياته‬ ‫إلى االقتصادي "فاينر" سنة ‪ ،5910‬حيث بين أن شكل أو درجة من درجات‬ ‫التكامل تجمع بين أسس نظرية التجارة‪ ،‬الحرية أو الحماية لذا تأكدت أهمية التكامل‬ ‫في النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬وأصبح جليا أن عملية النهوض‬ ‫باالقتصاديات نحو التقدم لن يتحقق بالسرعة والشكل المطلوبين دون تكامل‬ ‫اقتصاديات الدول المعنية في شكل اتحادات جمركية أو مناطق تجارة حرة‬ ‫من خصائص النظام االقتصادي العالمي الجديد هو االتجاه المتزايد نحو إقامة‬ ‫التكتالت االقتصادية العمالقة لتكون نطاقا تتضاءل أمامه أهمية االقتصاديات‬ ‫القومية عند رسم السياسات االقتصادية ‪ ،‬بل يحل محله في هذا المجال اإلقليم‬ ‫االقتصادي في مجموعه للحصول على أكبر المكاسب الممكنة من التجارة الدولية‪.‬‬ ‫وقد أصبحت المصالح االقتصادية هي المحدد الرئيسي لسلوك األفراد والجماعات‬ ‫وتشكل الدافع األقوى للتقارب بين هذه الجماعات‪ ،‬بإقامة عالقات اقتصادية مشتركة‬ ‫ومتداخلة فيما بينها‪ ،‬مبنية على إنشاء مناطق وتنظيمات وابرام اتفاقيات تعاقدية‬ ‫اقتصادية قصد تحقيق األهداف المشتركة بين جميع األطراف‪ ،‬ومن هنا جاءت‬ ‫أهمية الحوار األورو المتوسطي الذي كان عبارة عن محاولة لتحديد االختالفات‬ ‫والمشاكل الحقيقية بين الطرفين‪ ،‬ومن ثم إيجاد السبل وتقديم االقتراحات ورسم‬ ‫االستراتيجيات بشكل مشترك من أجل تجنب سوء التفاهم وتحقيق التوازن في العالقة‬ ‫المتبادلة بين الطرفين‪ ،‬وعليه أصبحت التكتالت والتجمعات االقتصادية ضرورة‬ ‫تفرضها األحداث والتطورات الدولية‪.‬‬ ‫‪13‬‬.

(14) ‫سنحاول في هذا الفصل عرض ماهية التكامل االقتصادي وذلك بالتطرق لمفهومه‬ ‫وأشكاله وأهم األهداف والمزايا التي يوفرها‪ ،‬ثم نعرج على ذكر مراحله وشروط نجاحه‬ ‫وهذا في المبحث األول‪ ،‬ثم ننتقل في المبحث الثاني إلى أثار ومشاكل التكامل‬ ‫االقتصادي في محاولة إلبراز مختلف األثار التي يمكن أن يشكلها التكامل‬ ‫االقتصادي سواء على الدول األعضاء أو الغير مندمجة في التكامل‪ ،‬ثم نعرج في‬ ‫المبحث األخير على بعض تجارب التكامل واالندماج االقتصادي مركزين على‬ ‫تجربة االتحاد األوروبي باعتباره النموذج الناجح لحد األن ولو كان ذلك نسبيا هذا‬ ‫من جهة ولكونه يرتبط ارتباطا مباش ار بموضوع البحث‪.‬‬. ‫‪14‬‬.

(15) ‫المبحث األول‬ ‫ماهية التكامل االقتصادي‬ ‫تلعب التجارة الدولية دو ار حاسما وهاما في مجال العالقات الدولية وفي التطور‬ ‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي في الوقت الراهن‪ ،‬وبالتالي أصبح التكامل‬ ‫االقتصادي الدولي ضرورة تفرضها الظروف االقتصادية الدولية وتسعى إليه الكثير‬ ‫من الدول‪ ،‬وعليه فإن الجهود الدولية التي بذلت والزالت تبذل لتخفيف العقبات‬ ‫والعراقيل التي تعترض تدفقات التجارة الدولية تمثل نوعا من التكامل االقتصادي‪،‬‬ ‫باعتبار أن هذا األخير ال يتحقق إال بالتبادل التجاري الحر بين المناطق التي تختلف‬ ‫فيما بينها في اإلنتاج االقتصادي‪.‬‬. ‫المطلب األول‬ ‫مفهوم‪ ،‬أشكال وأهداف التكامل‬ ‫سنحاول في هذا المطلب الوقوف عند تعريف التكامل االقتصادي الدولي‪ ،‬وأهدافه‬ ‫فيما يلي‪:‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التكامل‬ ‫إن أصل كلمة تكامل ‪ Integration‬هي التينية‪ ،‬بمعنى التكميل أو التمام أو‬ ‫الكل التام‪ ،‬أي بمعنى جعل الشيء كال متكامال‪ ،‬أو عملية ربط األجزاء المنفصلة‬ ‫واضافتها بعضها إلى بعض اآلخر لتكوين كل متكامل‪.1‬‬. ‫‪ -1‬عمر صقر‪ ،‬التكامل االقتصادي اإلقليمي والدولي‪ ،‬مصر‪ :‬مكتبة عين شمس‪ ،5991 ،‬ص‪.11‬‬. ‫‪15‬‬.

(16) ‫وعلى هذا األساس فإن إعطاء تعريف للتكامل يثير عدة مشاكل من حيث عالقة‬ ‫المفهوم ببعض المفاهيم‪ :‬مثل التوحيد والتنسيق والتعاون اإلقليمي‪ ،‬وفي هذا اإلطار‬ ‫يمكننا عرض مجموعة من التعاريف المفسرة لهذا المفهوم كما يلي‪:‬‬ ‫تعريف (‪ :)1‬يرى ‪ " G.Myrdal‬أن مفهوم التكامل االقتصادي عبارة عن العملية‬ ‫االجتماعية واالقتصادية التي بموجبها تزال جميع الحواجز بين الوحدات المختلفة‬ ‫وتؤدي إلى تحقيق تكافؤ الفرص أمام جميع عناصر اإلنتاج ليس على المستوى‬ ‫الوطني بل أيضا على المستوى اإلقليمي"‪.1‬‬ ‫تعريف (‪ :)2‬يرى ‪ B-Balassa‬مفهوم التكامل االقتصادي أكثر تحديدا‪ ،‬إذ يعرفه‬ ‫على أنه‪" :‬عملية وحالة‪ ،‬فبوصفه "عملية " يتضمن التدابير واإلجراءات التي تهدف‬ ‫إلى إلغاء وازالة الحواجز الجمركية بين الوحدات االقتصادية المنتمية إلى الدول‬ ‫المختلفة التي تسعى إلى تحقيق التكامل فيما بينها‪ ،‬أما بوصفه "حالة " أي أن الدول‬ ‫المعنية بهذا التكامل قد وصلت إلى نوع من التوازن االقتصادي الذي تغيب فيه كل‬ ‫األشكال المختلفة للتمييز والتفرقة بين االقتصاديات الوطنية "‪.2‬‬ ‫تعريف(‪ :)3‬أما ‪ Tinbergen‬فيعرف التكامل االقتصادي على أنه‪" :‬عملية تشتمل‬ ‫على العديد من الجوانب التي ذكرها ‪ B.Balassa‬وبالتالي فهو "عبارة عن إيجاد‬ ‫أحسن السبل "األطر" للعالقات االقتصادية الدولية والسعي إلزالة كافة العقبات‬ ‫والمعوقات أمام هذا التعاون"‪.3‬‬. ‫‪ -1‬فؤاد أبو ستيت‪ ،‬التكتالت االقتصادية في عصر العولمة‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،7004 ،‬ص ‪.01‬‬. ‫‪ -2‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬السوق العربية المشتركة‪ ،‬الواقع والمستقبل في األلفية الثالثة‪ ،‬القاهرة‪ :‬مجموعة النيل العربية‪،‬‬. ‫‪ ،7001‬ص‪.54‬‬. ‫‪-Ricardo Petrella : les principaux défis economique de la mondialisation actuelle,‬‬. ‫‪3‬‬. ‫‪(conseiller a la comission européenne; professeur a l'université catholique de Louvain),‬‬ ‫‪2001.‬‬. ‫‪16‬‬.

(17) ‫من خالل التعاريف السابقة يمكننا القول بأن التكامل االقتصادي هو عبارة عن جميع‬ ‫اإلجراءات التي تتفق عليها دولتان أو أكثر قصد إزالة العراقيل على حركة التجارة‬ ‫الدولية وعناصر اإلنتاج فيما بينها‪ ،‬والعمل على التنسيق بين مختلف سياساتها‬ ‫االقتصادية من أجل بلوغ أهداف اقتصادية معينة‪ ،‬غير أنه من الضروري التمييز‬ ‫بين التعاون االقتصادي والتكامل االقتصادي‪ ،‬فالهدف من التعاون االقتصادي‬ ‫(‪ )Coopération Economique‬هو تخفيف أثر العقبات الموجودة في العالقات‬ ‫االقتصادية الدولية والتقليل منها‪ ،‬أما التكامل االقتصادي ( ‪Intégration‬‬ ‫‪ )Economique‬يذهب إلى أبعد من ذلك حيث يعمل على إزالة هذه العراقيل‬ ‫وتوفير الشروط المالئمة لزيادة فاعلية وعمق العالقات االقتصادية بين الدول‪ ،1‬ومن‬ ‫هنا فإن فكرة التكامل االقتصادي ترتبط بتحقيق تغيرات هيكلية وآثار واضحة المعالم‬ ‫في االقتصاديات الوطنية للدول األطراف في التكامل‪.2‬‬ ‫يمكننا القول أن االتفاقيات التجارية الدولية التي تم توقيعها بين مختلف الدول والتي‬ ‫تهدف أساسا إلى تنشيط التبادل التجاري الدولي تعتبر نوعا من أنواع التعاون‬ ‫االقتصادي الدولي‪ ،‬أما الجهود المبذولة من طرف دولتين أو مجموعة من الدول في‬ ‫إطار منطقة حرة للتبادل أو اتحاد جمركي أو سوق مشتركة والهادفة إلى إزالة‬ ‫الحواجز التي تقف في وجه التجارة الدولية بين الدول األعضاء في منطقة تكاملية‬ ‫فهي تشكل نوع من أنواع التكامل االقتصادي الدولي‪.‬‬. ‫‪ -1‬سامي عفيف حاتم‪ ،‬االتجاهات الحديثة في االقتصاد الدولي والتجارة الدولية‪ ،‬التكتالت االقتصادية بين النظرية‬. ‫والتطبيق‪ ،‬القاهرة‪ :‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،7001 ،‬ص ‪.17‬‬. ‫‪ -2‬محمد لبيب شقير‪ ،‬الوحدة االقتصادية العربية‪ :‬تجاربها وتوقعاتها ‪ ،‬ج‪ ،5‬ط ‪ ،5‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬. ‫‪ ،5921‬ص‪.41‬‬. ‫‪17‬‬.

(18) ‫الشكل ‪ :11‬درجات التكامل االقتصادي‬ ‫منطقة التجارة التفضيلية ‪) ‬تعريفة منخفضة (‬ ‫‪‬‬ ‫منطقة التجارة الحرة ‪ ) ‬حرية انتقال السلع(‬ ‫‪‬‬ ‫منطقة التجارة الحرة‪ +‬تعريفة جمركية موحدة ‪ ‬اتحاد جمركي‬ ‫‪‬‬ ‫اتحاد جمركي ‪ +‬حرية انتقال عناصر اإلنتاج ‪ ‬سوق مشتركة‬ ‫‪‬‬ ‫سوق مشتركة ‪ +‬سياسة اقتصادية مشتركة ‪ ‬اتحاد اقتصادي‬ ‫‪‬‬ ‫اتحاد اقتصادي ‪ +‬سياسة نقدية موحدة ‪ ‬سوق موحد‬. ‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالب‬. ‫يوضح هذا الشكل أهم مراحل تطور التكامل االقتصادي رأسيا من أبسط أنواع‬ ‫التكامل (منطقة التجارة الحرة) إلى منطقة العملة الموحدة‪.‬‬. ‫‪18‬‬.

(19) ‫الفرع الثاني‪ :‬أشكال التكامل‬ ‫يمكننا تلخيص أشكال التكامل فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ .1‬التكامل األفقي (‪:)L'intégration Economique Horizontale‬‬ ‫ظهر هذا النوع من التكامل بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬حيث يقوم هذا التكامل‬ ‫بناءا على اإلرادة الحرة للدول األطراف واتفاقها عليه وتنظيمها له‪ ،‬وتكون عادة هذه‬ ‫الدول متقاربة في مستوى التقدم االقتصادي ومتجانسة في طبيعة أنظمتها أو من‬ ‫ناحية انتمائها القومي‪ ،1‬وينصب هذا النوع من التكامل على التوسع الجغرافي وذلك‬ ‫بضم مشاريع إنتاجية تعمل في نفس النشاط االقتصادي وتقوم بإنتاج سلع وخدمات‬ ‫متشابهة لتشكل مشروعا واحدا‪ ،‬وهذا قصد رفع كفاءة وأداء المشروعات أو الوحدات‬ ‫اإلنتاجية وذلك باالستفادة من الوفورات الخارجية التي تتوفر للوحدات المنظمة‪،‬‬ ‫وبالتالي يؤدي إلى الحد من اآلثار السلبية للمنافسة‪ ،‬غير أن هذا الشكل من التكامل‬ ‫قد يؤدي إلى بروز نزعات احتكارية إذا ما أدت عملية االندماج التكاملي إلى‬ ‫االستحواذ على نسبة كبيرة من السوق‪ ،‬بحيث ال يستفيد المستهلك من االنخفاض‬ ‫الحاصل في التكاليف‪.2‬‬ ‫‪ .2‬التكامل‬. ‫العمودي‬. ‫(الرأسي)‪:‬‬. ‫( ‪économique‬‬. ‫‪L'intégration‬‬. ‫‪:)verticale‬‬ ‫ظهر هذا النوع من التكامل في مرحلة االستعمار‪ ،‬حيث تقوم الدول المستعمرة‬ ‫بضم وحدات أو قطاعات إنتاجية إلى قطاعاتها من الدول التي تم استعمارها‪ ،‬لذلك‬ ‫‪ -1‬محمد عبد الحكيم أحمد العفيف‪ ،‬المشروعات العربية المشتركة كقاعدة للتكامل االقتصادي العربي‪ ،‬القاهرة‪ :‬معهد‬. ‫البحوث والدراسات العربية‪ ،‬قسم الدراسات االقتصادية ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،7005 ،‬ص ‪.55‬‬. ‫‪ -2‬صالح الدين نافع سليمان‪ ،‬التجمعات اإلقليمية العربية ودورها في التكامل االقتصادي العربي‪ ،‬القاهرة‪ :‬معهد البحوث‬ ‫والدراسات العربية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،5990 ،‬ص‪.2‬‬. ‫‪19‬‬.

(20) ‫اقترنت عالقات التكامل العمودي بظهور التبعية االقتصادية التي أصبحت رم از‬ ‫لتخلف الدول النامية في عالقاتها مع الدول المتقدمة الصناعية‪ ، 1‬حيث يقوم هذا‬ ‫النوع من التكامل بين بلدين أحدهما متقدم واآلخر نامي يقع تحت سيطرة األول‬ ‫بشكل مباشر وكامل (فيتخصص األول في المنتوجات المصنعة والثاني في المواد‬ ‫األولية بشكلها الخام)‪ ،‬واستمر هذا النوع من التكامل حتى بعد نيل هذه الدول‬ ‫الستقاللها السياسي‪ ،‬حيث بقيت تابعة للدول الرأسمالية الصناعية من خالل آليات‬ ‫السوق الدولية التي توجهها المصالح الرأسمالية‪.2‬‬. ‫‪ .3‬التكامل اإلقليمي‪: )L'intégration Economique régionale( :‬‬ ‫يقصد به التكامل بين مجموعة معينة من الدول في عالقات خاصة بينها‪ ،‬وقد‬ ‫ينشأ نوع من التشابك أو الترابط بين عدد من األقطار أو الدول نتيجة لظروف سابقة‬ ‫مرت بها هذه الدول‪ ،‬والمالحظ أن ما هو قائم اليوم على المستوى العالمي راجع‬ ‫لعوامل تاريخية قسرية أو استعمارية‪ ،‬أو من خالل ما أفرزته النهضة التكنولوجية‬ ‫والتقدم العلمي من منتوجات وسلع أنتشر إنتاجها واستعمالها وتوزيعها في مختلف‬ ‫دول العالم‪ ،‬مما جعل انتشارها أم ار واقعا بما يمكن النظر إلى التكامل االقتصادي‬ ‫الدولي على أنه عملية تقريب االقتصاديات بعضها بالبعض اآلخر وصوال إلى‬ ‫توحيدها‪.3‬‬. ‫‪ -1‬محمد عبد الحكيم أحمد العفيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬ ‫‪ -2‬صالح الدين نافع سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬. ‫‪ -3‬محمد عبد الحكيم أحمد العقيف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬. ‫‪20‬‬.

(21) ‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف التكامل االقتصادي‬ ‫تنطوي فكرة التكامل االقتصادي الدولي على االستفادة الفعلية من جميع الفرص‬ ‫الممكنة التي يوفرها التقسيم الكفء للعمل‪ ،‬وفيما يلي بعض األهداف المتوخاة من‬ ‫التكامل االقتصادي نوجزها كاآلتي‪:5‬‬ ‫‪‬‬. ‫يؤدي التكامل االقتصادي بالدول األعضاء في المنطقة التكاملية إلى وضع‬. ‫يتجه نحو التخصيص األمثل للموارد االقتصادية‪ ،‬واحتواء االقتصاديات الوطنية في‬ ‫كيان اقتصادي جديد يعرف بمرحلة التكامل‪.‬‬ ‫تزويد الدول األعضاء باإلجراءات الضرورية والكافية إلحداث التغيرات‬. ‫‪‬‬. ‫الالزمة في الهياكل االقتصادية للدول األعضاء في المنطقة التكاملية ومن بين هذه‬ ‫اإلجراءات‪:7‬‬ ‫‪ ‬إجراء ات خاصة بإنشاء السوق الموحدة التي تتضمن التدابير الخاصة برفع‬ ‫العراقيل الجمركية بين الدول األعضاء في المنطقة التكاملية واقامة تعريفة جمركية‬ ‫موحدة تجاه العالم الخارجي‪.‬‬ ‫‪ ‬إجراءات تتعلق بتنسيق السياسات وتجانسها والمتضمنة التدابير الخاصة‬ ‫بالسياسات االقتصادية الداخلية والخارجية (السياسات المالية والنقدية واالستقرار‬ ‫االقتصادي والتجارة الخارجية)‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫إجراءات تتعلق باإلشراف وتتمثل في إجراءات توحيد المؤسسات‬. ‫االقتصادية والنقدية‪.‬‬ ‫‪ -1‬قنش عبد اهلل‪ ،‬أهمية الشراكة األورو جزائرية على تنافسية االقتصاد الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬العدد ‪،79‬‬. ‫‪.7001‬‬ ‫‪2-upach S. mouhoud E.et Talhite F.L’union Européen et ses voisins méditeranéens les‬‬ ‫‪prescreptives d’intégration économie internationale , 2004, P105.‬‬. ‫‪21‬‬.

(22) ‫‪‬‬. ‫تحقيق الوفورات الداخلية‪ ،‬حيث تؤدي عملية التكامل إلى اتساع األسواق مما‬. ‫يؤدي إلى زيادة الطلب على المنتوجات في الدول األعضاء في المنطقة التكاملية‬ ‫وبالتالي زيادة اإلنتاج‪ ،‬وانخفاض تكاليف اإلنتاج خاصة بالنسبة للمؤسسات ذات‬ ‫المرونة الموجبة‪ ،‬أي التي يتناقص فيها منحى التكاليف‪ ،‬وتصبح تكلفة الوحدة‬ ‫الواحدة أقل من السابق‪ ،‬ويسمى هذا االنخفاض في التكاليف بالوفورات الداخلية‪.1‬‬ ‫‪‬‬. ‫تحقيق الوفورات الخارجية‪ ،‬ويحصل ذلك أيضا نتيجة اتساع األسواق إال أنها‬. ‫تنتج عن تحسينات مختلفة خارج الصناعة‪ ،‬أي تترتب عن تنقل عناصر اإلنتاج‬ ‫واحتكاك المنظمين ببعضهم البعض‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫يؤدي التكامل االقتصادي إلى تغيير الهيكل االقتصادي للدول األطراف في‬. ‫التكامل‪ ،‬حيث يلعب دو ار فاعال في تحويل اقتصادها من اقتصاد زراعي أو‬ ‫استخراجي أولي إلى صناعي متقدم (توسيع األسواق أمام المنتوجات الصناعية)‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫يؤدي إلى استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في عملية اإلنتاج‪.‬‬. ‫‪‬‬. ‫زيادة معدل النمو في الدول األعضاء نتيجة زيادة حجم االستثمار واقامة‬. ‫مشاريع اقتصادية‪ ،‬إضافة إلى أهداف أخرى سياسية تتمثل في خلق تكتل كبير‬ ‫الغرض منه مواجهة القوى العظمى في العالم‪ ،‬وأخرى اجتماعية تتمثل في خلق‬ ‫فرص الشغل ورفع المستوى المعيشي لشعوب الدول‪.2‬‬. ‫‪ -1‬براهيمي عبد الحميد‪ ،‬أبعاد االندماج االقتصادي العربي واحتماالت المستقبل‪ ،‬ط‪ ،5‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬. ‫‪ ،5920‬ص ‪.790 -729‬‬. ‫‪ -2‬صالح الدين نافع سليمان‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.51 -51‬‬. ‫‪22‬‬.

(23) ‫‪‬‬. ‫يساهم في زيادة القدرة التفاوضية تجاه األطراف الخارجية وتحسين العالقات‬. ‫السياسية بين الدول األعضاء في مواجهة التكتالت األخرى‪.1‬‬ ‫‪‬‬. ‫تهدف الدول األعضاء من وراء التكامل إلى االستفادة من رؤوس األموال‬. ‫األجنبية‪ ،‬تأهيل اليد العاملة‪ ،‬تطوير القطاعات التصديرية‪ ،‬وترقية نشاط البحث‬ ‫والتطوير‪ ،‬إضافة إلى تقوية الروابط االقتصادية والتحكم في تدفقات الهجرة‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫تسعى العديد من الدول الصغرى من عملية التكامل الوصول إلى اقتحام‬. ‫األسواق األجنبية‪ ،‬وال يتأتى هذا إال عن طريق التكامل‪ ،‬وبالتالي يعتبر التكامل‬ ‫االقتصادي بالنسبة للدول األقل نموا استراتيجية لتحسين مستويات نموها االقتصادي‬ ‫من خالل تشجيع عمليات التصنيع‪ ،‬شريطة أن تكون األسواق واسعة كي تسمح‬ ‫للمؤسسات من تحقيق اقتصاديات الحجم الضرورية للكفاءة في اإلنتاج‪.2‬‬ ‫‪‬‬. ‫تنمية بعض الصناعات التي ال يمكن تطويرها دون وجود سوق إقليمي محمي‬. ‫في ظل التكامل (الصناعات اإلقليمية الناشئة) وهذا حتى تتمكن من اكتساب قدرات‬ ‫تنافسية دولية مع مرور الوقت‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫التقليل من حدة التوترات السياسية ما بين الدول األعضاء‪ ،‬وهذا ما حدث في‬. ‫العديد من التجارب التكاملية‪ ،‬أبرزها إنشاء المجموعة األوروبية للفحم والحديد سنة‬ ‫‪ 5915‬والمجموعـة االقتصادية األوروبية سنة ‪ 5912‬الذي مكن أوروبا من تفادي‬ ‫الحروب‪.3‬‬ ‫‪ ‬تستفيد ا لمؤسسات اإلنتاجية في كل دولة من الدول األعضاء من فرص أكثر‬ ‫ومجال أوسع لزيادة إنتاجها لالستجابة للطلب الجديد على منتوجاتها الناتج عن‬ ‫‪ -1‬محمد ابراهيم السقا‪ ،‬مجلس التعاون لدول الخليج العربية‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬بحوث ودراسات‪ ،‬تحرير‬. ‫محمد محمود اإلمام‪ ،‬الجوانب المؤسسية واإلدارية للتكامل االقتصادي العربي‪ ،5992 ،‬ص ‪.727 -725‬‬. ‫‪-H-F. Henner, Convergence et Divergence entre nations au seins d’une intègration‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪èconomique, colloque A.T.M, Aix en Provence, 29-31/Mai/2001.‬‬. ‫‪ -3‬زايري بلقاسم‪ ،‬األثار االقتصادية على االقتصاد الجزائري‪ ،‬لتكوين منطقة التبادل الحر بين الجزائر واالتحاد‬ ‫األوروبي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2002 ،‬ص ‪.20 -11‬‬. ‫‪23‬‬.

(24) ‫التكامل‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تشغيل الطاقات اإلنتاجية المعطلة وتنويع فرص استغالل‬ ‫الموارد وزيادة قابلية استخدامها تجاريا في مختلف مجاالت اإلنتاج‪ ،‬فضال عن‬ ‫االستفادة من مهارات الفنيين واأليدي العاملة بصورة أفضل وعلى نطاق أوسع‪.1‬‬ ‫بالرغم من األهداف والمزايا التي سبق ذكرها‪ ،‬إال أنه ينبغي التمييز بين أهداف‬ ‫التكامل بين كل من الدول الصناعية والدول النامية‪ ،‬فتسعى غالبا الدول الصناعية‬ ‫في إطار التكامل إلى االستفادة من عوائد الكفاءة الناتجة عن إزالة العراقيل‬ ‫المفروضة على األنشطة االقتصادية القائمة‪ ،‬وزيادة حجم التجارة اإلقليمية للدول‬ ‫األعضاء وتوسيع نطاق السوق وهو ما يسمح باالستفادة من تحقيق وفورات الحجم‬ ‫الكبير ومزايا التخصص‪ ،‬أما بالنسبة للدول النامية فإن المكاسب التي يفرزها هذا‬ ‫التكامل ال يكون بنفس القدر من الفعالية والحركية االقتصادية المحققة في الدول‬ ‫المتقدمة‪ ،‬حيث أن الهياكل الصناعية في الدول النامية تتسم بالهشاشة وعدم التأهيل‬ ‫وبالتالي فإن أهداف التكامل في الدول النامية هي أهداف هيكلية‪.‬‬. ‫وخالصة القول أن التكامل االقتصادي ال يعتبر هدفا في حد ذاته‪ ،‬بل أداة أو‬ ‫وسيلة لدفع عملية التنمية االقتصادية في هذه الدول‪ ،‬لكن ينبغي اإلشارة أن االعتماد‬ ‫على مجرد إلغاء القيود على حركات السلع وعناصر اإلنتاج بين الدول ليس هو‬ ‫األسلوب المالئم للتكامل لتحقيق التنمية‪ ،‬بل أن التكامل التنموي يتطلب قيام‬ ‫استثمارات وتنسيق السياسات بين مختلف هذه الدول‪.‬‬. ‫‪ -1‬إكرام عبد الرحيم‪ ،‬التحديات المستقبلية للتكتل االقتصادي العربي‪ ،‬مصر‪ :‬مكتبة مدبولي‪ ،7007 ،‬ص ‪.10 -19‬‬. ‫‪24‬‬.

(25) ‫المطلب الثاني‬ ‫مراحل التكامل االقتصادي الدولي‬ ‫نحاول في هذا المطلب عرض أهم المراحل التي يمر بها التكامل االقتصادي من‬ ‫النظام التفضيلي للتجارة إلى غاية االتحاد االقتصادي والنقدي مرو ار بمنطقة التجارة‬ ‫الحرة واالتحاد الجمركي والسوق المشتركة‪.‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النظام التفضيلي للتجارة (‪)Système préférentiel‬‬ ‫يعتمد هذا النظام على اتفاق مجموعة من الدول باتخاذ جملة من التدابير‬ ‫واإلجراءات تتعلق بتخفيف العقبات الجمركية وغير الجمركية المفروضة على‬ ‫الواردات‪ ،‬حيث يتميز هذا النظام بااللتزام بما يلي‪:‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ ‬تخفيض الحواجز الجمركية وغير الجمركية ولكن دون إلغائها بشكل كلي‪.‬‬ ‫‪ ‬يشمل هذا النظام المعاملة التفضيلية الجمركية بالنسبة للسلع فقط وال يشمل‬ ‫الجانب النقدي‪.‬‬ ‫‪ ‬للدول األعضاء في هذا النظام الحق في صياغة ورسم نمط سياستها الجمركية‬ ‫وغير الجمركية دون الخضوع إلجراءات مشتركة مع باقي الدول األعضاء‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن هذا النوع من الترتيبات يعتبر أقل أشكال التكامل حيث يقدم بعض‬ ‫المزايا تتمثل في تخفيض محدود للرسوم الجمركية مع االحتفاظ ببعض القيود على‬ ‫التعامل بين الدول األعضاء‪.‬‬. ‫‪ -1‬عمر صقر‪ ،‬التكامل االقتصادي اإلقليمي والدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬. ‫‪25‬‬.

(26) ‫الفرع الثاني‪ :‬منطقة التجارة الحرة (‪)Zone de libre échange‬‬ ‫على عكس النظام التفضيلي للتجارة الذي يقتصر على التخفيف من القيود الجمركية‬ ‫وغير الجمركية‪ ،‬فإن إنشاء منطقة تجارة حرة يعني التخلص الكلي من العراقيل‬ ‫الجمركية وغير الجمركية على السلع بين الدول األعضاء‪ ،‬مع احتفاظ كل دولة‬ ‫عضو بحقها في فرض ما تراه من قيود على باقي دول العالم خارج منطقة التجارة‪،‬‬ ‫وهي بذلك تتفق مع النظام التفضيلي للتجارة في هذا الشأن‪.1‬‬ ‫وبالتالي فإن الحرية التي يحتفظ بها كل عضو في المنطقة الحرة يعني اختالف‬ ‫فرض الرسوم الجمركية بين هذه الدول األعضاء على الدول األخرى خارج المنطقة‪،‬‬ ‫وهذا ما يؤدي بهذه الدول (خارج المنطقة) إلى السعي إلى التكامل مع بعض الدول‬ ‫داخل المنطقة الحرة‪ ،‬خاصة التي ال تفرض قيودا تجارية مرتفعة على غير األعضاء‬ ‫وذلك كوسيلة للدخول إلى باقي الدول األعضاء‪.2‬‬ ‫ومن بين مناطق التجارة الحرة التي قامت خالل القرن العشرين نذكر منطقة التجارة‬ ‫الحرة األوروبية (‪ )EFTA‬ومنطقة التجارة الحرة ألمريكا الشمالية (‪ ،)NAFTA‬غير‬ ‫أنه ومن اآلثار الناتجة عن منطقة التجارة الحرة ما بين الدول األعضاء من خالل‬ ‫اإلبقاء على اختالف معدالت الرسوم الجمركيـة في تجارة دول المنطقة مع الدول‬ ‫غير األعضاء في المنطقة ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫‪3‬‬. ‫انحراف التجارة‪ ،‬بمعنى حدوث تحايل بعض الدول على الحواجز الجمركية‪،‬‬. ‫كأن تقوم دولة معينة باستيراد سلع من دول غير أعضاء في المنطقة بتعريفة‬ ‫جمركية منخفضة بدال من الحصول عليها من دولة عضو في المنطقة‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫‪ -1‬حسين عوض اهلل زينب‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬مصر‪ :‬الدار الجامعية‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪.751‬‬ ‫‪ -2‬محمد سيد عابد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬مصر‪ :‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،7005 ،‬ص ‪.712 -711‬‬. ‫‪ -3‬حسين عمر‪ ،‬التكامل االقتصادي أنشودة العالم المعاصر‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،5992 :‬ص ص ‪.17 -10‬‬. ‫‪26‬‬.

(27) ‫يتناقض مع األهد اف التي يرمي إليها إنشاء منطقة تجارة حرة وهو توسيع نطاق‬ ‫التجارة فيما بين دول المنطقة‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫انحراف اإلنتاج‪ ،‬بمعنى انتقال بعض المنتوجات المصنعة من الدول ذات‬. ‫التعريفة الجمركية المرتفعة نسبيا إلى الدول ذات التعريفة الجمركية المنخفضة نسبيا‬ ‫بين دول المنطقة‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر بمنتوجات تحتوي على مواد أولية بنسبة‬ ‫كبيرة لكنها غير متوفرة في دول المنطقة وهذا ما يستدعي استيرادها من الخارج‪،‬‬ ‫خاصة إذا كان الفارق في التعريفة الجمركية أكبر من الفارق في تكاليف اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫انحراف االستثمار‪ ،‬أي أن انحراف اإلنتاج قد يؤدي إلى انحرافات في‬. ‫االستثمار‪ ،‬باعتبار أن المستثمرين األجانب سوف يوجهون أموالهم إلى الدول التي‬ ‫تكون فيها الرسوم الجمركية على المواد األولية والمنتوجات نصف مصنعة منخفضة‬ ‫نسبيا‪ ،‬وهذا من أجل أن يضمن هؤالء المستثمرون تكاليف إنتاج المنتوجات التامة‬ ‫وأسعار بيع هذه األخيرة عند المستوى الذي يجلب المستهلكين وتحقق للمستثمرين‬ ‫عوائد مجزية في نفس الوقت‪ ،‬وهذا ما يؤدي بطبيعة الحال بإحجام المستثمرين‬ ‫األجانب على االستثمار في الدولة العضو في منطقة التجارة الحرة ذات التعريفة‬ ‫الجمركية المرتفعة نسبيا‪.‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬االتحاد الجمركي (‪)Union douanière‬‬ ‫ينطوي االتحاد الجمركي على إقامة منطقة حرة للتجارة باإلضافة إلى وضع‬ ‫تعريفة جمركية موحدة تجاه العالم الخارجي‪ ،‬ويتضمن هذا االتجاه اإلجراءات اآلتية‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫‪1‬‬. ‫إزالة العقبات والعراقيل الجمركية وغير الجمركية المفروضة على التجارة بين‬. ‫الدول األعضاء في االتحاد الجمركي‪.‬‬ ‫‪ -1‬عمر صقر‪ ،‬التكامل االقتصادي الدولي واإلقليمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬. ‫‪27‬‬.

(28) ‫‪‬‬. ‫إقامة سياج جمركي موحد في شكل تعريفة جمركية مشتركة يتم تحديدها‬. ‫وصياغتها على أساس متفق عليه بين الدول األعضاء في االتحاد الجمركي‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫تكييف االتفاقيات التجارية مع العالم الخارجي وتعديلها لضمان عدم تعارض‬. ‫نصوصها مع التزامات دول االتحاد الجمركي‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن هذ ا الشكل من أشكال التكامل يشبه منطقة التجارة الحرة خاصة ما‬ ‫يتعلق بتحرير التجارة بين الدول األعضاء والغاء كافة القيود الجمركية عليها‪ ،‬لكنه‬ ‫يلزم الدول األعضاء على اتباع سياسة جمركية موحدة لمواجهة كافة دول العالم‬ ‫خارج االتحاد الجمركي‪ ،‬ففي هذه الحالة ال يمكن للدول غير األعضاء أن تتحايل‬ ‫للتصدير إلى الدول األعضاء في االتحاد الجمركي من خالل االتفاق مع الدول التي‬ ‫تفرض رسوما أقل كما هو الحال في منطقة التجارة الحرة‪ .1‬ومن أهم التجارب التي‬ ‫عرفها العالم في هذا اإلطار نجد االتحاد الجمركي األوروبي الذي تم تكوينه سنة‬ ‫‪ ،5912‬والذي ضم كل من ألمانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬هولندا ولوكسمبورغ‪.‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬السوق المشتركة (‪)Marché commune‬‬ ‫يتم وفقا لهذا الشكل من أشكال التكامل االقتصادي إلغاء جميع الرسوم الجمركية بين‬ ‫الدول األعضاء‪ ،‬وتلتزم كل دولة بسياسة موحدة تجاه باقي دول العالم خارج السوق‪،‬‬ ‫أي إقامة اتحاد جمركي باإلضافة إلى تحرير انتقال عناصر اإلنتاج وبالتالي فهي‬ ‫تهدف إلى ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫‪2‬‬. ‫تحرير التجارة بين الدول األعضاء في السوق‪ ،‬وازالة جميع القيود الجمركية‬. ‫وغير الجمركية المفروضة‪.‬‬. ‫‪ -1‬محمد سيد عابد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.712‬‬. ‫‪ -2‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.72‬‬. ‫‪28‬‬.

(29) ‫‪‬‬. ‫تشجيع حرية تنقل عناصر اإلنتاج بين الدول األعضاء‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى‬. ‫إعادة توزيع عناصر اإلنتاج بين تلك الدول األعضاء وبالتالي إمكانية زيادة إنتاجها‪،‬‬ ‫حتى تصبح هذه الدول سوقا واحدة ينتقل فيها العمال بدون قيود وكذا رؤوس األموال‬ ‫بشكل أوسع‪.‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬االتحاد االقتصادي‬ ‫يعتبر هذا الشكل من أكثر أشكال التكامل االقتصادي تطو ار حيث يشتمل على‬ ‫نفس خصائص وشروط السوق المشتركة من إلغاء للرسوم الجمركية وتحرير عوامل‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬لكن يضاف إلى ذلك تنسيق السياسات االقتصادية‪ ،‬وكذا إنشاء العديد من‬ ‫المؤسسات االقتصادية التي تكتسب سلطة تحقيق هذا التنسيق‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإن‬ ‫الدول األعضاء في االتحاد االقتصادي تتنازل عن جزء من سيادتها االقتصادية‪.‬‬ ‫والجدير بالذكر أنه في حالة استعمال عملة واحدة فقط فإن االتحاد االقتصادي‬ ‫يتحول إلى اتحاد نقدي‪ ،‬ولعل من أهم األمثلة التي يحدثنا عنها التاريخ بشأن‬ ‫االتحادات االقتصادية نذكر اتحاد البنلوكس (‪ )BENELUX‬الذي تم تكوينه بعد‬ ‫الحرب العالمية الثانية بين كل من بلجيكا‪ ،‬هولندا ولوكسمبورغ (وهو يمثل حاليا جزء‬ ‫من االتحاد األوروبي )‪ ، 1‬وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل في التكامل‬ ‫االقتصادي‪ ،‬حيث تقوم الدول األعضاء في هذه المرحلة بتنسيق سياستها‬ ‫االقتصادية‪ ،‬المالية واالجتماعية‪ .‬وفيما يلي الوقوف عند هذه السياسات‪:‬‬. ‫‪ ‬السياسة االقتصادية‪:‬‬. ‫‪ -1‬محمد سيد عابد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.710‬‬ ‫‪ -2‬حسين عمر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.571‬‬. ‫‪29‬‬. ‫‪2‬‬.

(30) ‫يتمثل الهدف األساسي من التكامل االقتصادي في رفع مستوى الرفاهية‪ ،‬ولبلوغ‬ ‫هذا الهدف البد من إيجاد سياسات بديلة تساهم في زيادة الرفاهية وهذا إن على‬ ‫مستوى االقتصاد الوطني أو على مستوى المنطقة المتكاملة ككل‪ ،‬وذلك باستخدام‬ ‫مختلف أدوات السياسة االقتصادية كمعالجة اختالالت التوازن في عنصر العمل‬ ‫بالمنطقة المتكاملة عن طريق البرامج اإلنمائية دون االعتماد على هجرة اليد العاملة‪:‬‬ ‫أ‪ -‬السياسة المالية‪ :‬ينبغي تنسيق السياسات بين الدول األعضاء في االتحاد‬ ‫االقتصادي‪ ،‬حيث ينبغي أن تزداد أهمية الميزانية االتحادية (لدول االتحاد‬ ‫االقتصادي) عن ميزانية الدولة في حد ذاتها وذلك باعتماد اإلجراءات اآلتية‪:‬‬ ‫‪‬‬. ‫مساعدة الدول المتأخرة عن ركب العملية اإلنمائية في المنطقة المتكاملة‪ ،‬فال‬. ‫ينبغي التفكير في أن االقتصاديات الوطنية في منطقة تم تكاملها بمثابة وحدات‬ ‫منفصلة‪ ،‬وعليه ينبغي تقديم اإلعانات والمساعدات لبعض دول المنطقة المتكاملة‬ ‫وهذا ما يؤثر على توزيع الموارد ومعدالت النمو في الدول األخرى األعضاء‬ ‫بالمنطقة‪ ،‬وقد كان هذا دافعا قويا للدول الموقعة على اتفاقية السوق األوروبية‬ ‫المشتركة إلنشاء البنك األوروبي لالستثمار الذي حمل على عاتقه المساهمة في‬ ‫تنمية الدول التي لم تلحق بالركب االقتصادي‪.‬‬ ‫‪‬‬. ‫التمويل المشترك لمواجهة المشاكل االنتقالية‪ ،‬وهذا باعتبار أن إزالة الحواجز‬. ‫التجارية فيما بين الدول األعضاء في السوق المشتركة سوف يؤثر سلبا على أوضاع‬ ‫بعض المؤسسا ت والعاملين في قطاعات مختلفة‪ ،‬وفي هذا اإلطار ينبغي النظر إلى‬ ‫أن المساعدات المقدمة قصد إعادة تمويل المشروعات واعادة إدماج العمال بتدريبهم‬ ‫وتكوينهم مسؤولية مشتركة بين جميع الدول األعضاء في السوق (وهو ما يعهد به‬ ‫‪ -‬ال يمكن قياس الرفاهية بصفة نقدية‪ ،‬لكن يمكن تعريفها بأنها تقاس بعنصرين أساسين وهما ‪ :‬الدخل الحقيقي (القدرة‬ ‫الشرائية)‬. ‫و عدالة توزيع المداخيل‪.‬‬. ‫‪30‬‬.

(31) ‫في إطار السوق األوروبية المشتركة للبنك األوروبي لالستثمار والصندوق االجتماعي‬ ‫األوروبي)‪.‬‬ ‫ب‪ -‬السياسة النقدية وتوحيد العملة‪ :‬يعتبر وجود سلطة تعلو فوق السلطات الوطنية‬ ‫حاجة ماسة قصد ضمان وضع سياسة متجانسة للبنوك المركزية وتسيير المدفوعات‪،‬‬ ‫وازالة القيود على حركة رؤوس األموال وتكامل أسواق هذه األخيرة‪ ،‬وكذا معالجة‬ ‫المسائل النقدية ومنه االنتقال إلى نظام العملة الموحدة للدول األعضاء في التكامل‬ ‫وهو ما يعرف "بنظام التوحيد النقدي"‪.‬‬ ‫وعلى هذا األساس يعرف مندل (‪ )Mundell‬منطقة العملة بأنها‪" :‬إلقليم الذي يثبت‬ ‫داخله سعر الصرف بينما يترك مرنا خارجه"‪ ،1‬ويضيف ماكينون (‪ )Mckinnon‬أن‬ ‫منطقة العملة المثلى ينبغي أن تحقق ثالثة أهداف رئيسية وهي‪ :‬التشغيل‪ ،‬استقرار‬ ‫مستوى األسعار وتوازن الحسابات الخارجية لميزان المدفوعات‪ ،‬بينما يرى جروبل‬ ‫(‪ )Grubel‬أن اتحاد العملة المثلى هو ذلك االتحاد الذي يضم عدد من المناطق أو‬ ‫الدول‪ ،‬ويهدف إلى رفع مستوى الرفاهية لسكان هذه المناطق أو الدول على مستوى‬ ‫أعلى من المستوى المحقق عند اعتبار كل منطقة أو دولة منطقة عملة مستقلة‬ ‫بذاتها‪.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫ولإلشارة فإن (‪ )Mundell‬يركز في منطقة العملة المثلى (اإلتحاد النقدي) على‬ ‫معيار سهولة حركة عنصر العمل وتم اعتبار هذا العنصر من أهم المعايير‪ ،‬ثم تم‬ ‫تطوير هذه الفكرة أكثر من طرف (‪ )Mckinnon‬بتركيزه على جدوى خفض العملة‬ ‫‪-J. Christophe, Integration Economique et croissance, La Montèe des blocs regionnaux ?.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪http//www.ac-Bordeaux.fr/Etablissement/sudmedoc/ses/1999.htm. (consultè le‬‬ ‫‪20/06/2005).‬‬. ‫‪ -2‬ياسمين محمود فؤاد محمود‪ ،‬المنطقة المثلى للعملة واالتحاد النقدي األوروبي‪ ،‬تقييم اآلثار على اقتصاديات دول البحر‬ ‫المتوسط مع دراسة حالة مصر‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬مصر‪،‬‬. ‫‪ ،7004‬ص ‪.02 -02‬‬. ‫‪31‬‬.

(32) ‫لتصحيح االختالل الخارجي عند حدوث الصدمات‪ ،‬وبالتالي يعتبر هذا األخير أن‬ ‫درجة االنفتاح االقتصادي تعتبر معيار من معايير منطقة العملة المثلى‪ ،‬حيث كلما‬ ‫ارتفعت درجة االنفتاح االقتصادي أمكن التخلي عن أداة سعر الصرف واعتماد نظام‬ ‫سعر الصرف الثابت‪ ،‬وهذا عكس االقتصاديات المغلقة التي ينبغي أن تعتمد نظام‬ ‫سعر الصرف المرن‪ ،‬بمعنى أن أهمية أداة سعر الصرف في إعادة التوازن وتصحيح‬ ‫الخلل في ميزان المدفوعات تتراجع مع زيادة درجة االنفتاح االقتصادي‪ ،‬وبالتالي تقل‬ ‫تكلفة االنضمام إلى منطقة العملة‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫ويضيف كينن (‪ )Kenen‬باإلضافة إلى المعيارين السابقين معيار درجة تنوع الهيكل‬ ‫اإلنتاجي‪ ،‬فكلما زادت درجة التنوع االقتصادي كلما انخفضت احتماالت حدوث‬ ‫الصدمات غير المتماثلة‪ ،‬وبالتالي يقل أثرها السلبي‪ ،‬وعليه فإن نظم أسعار الصرف‬ ‫الثابتة تناسب االقتصاديات ذات الهيكل اإلنتاجي المتنوع‪ ،‬في حين تزداد أهمية أداة‬ ‫سعر الصرف (سعر الصرف المرن) في االقتصاديات ذات الهياكل اإلنتاجية غير‬ ‫المرنة‪.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫وفي دراسة قام بها روز وانجل (‪ )Rose and Engel‬سنة ‪ 7000‬لتقدير أهم‬ ‫محددات التجارة البينية بين دولتين‪ ،‬فارتكزت الدراسة على أن زيادة التبادل التجاري‬ ‫بين دولتين تتحدد بعدد من العوامل منها استخدام عملة موحدة (‪ ،)M.U‬المسافة بين‬ ‫الدولتين (‪ ،)Dij‬مستوى الناتج الوطني (‪ ،)Y‬حجم السكان (‪ ،)POP‬ومتغير(‪)Z‬‬ ‫يعبر عن جملة القيود المفروضة على التجارة بين الدولتين‪ ،‬وتوصلت الدراسة إلى أن‬ ‫‪ -1‬ياسمين محمود فؤاد محمود‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.52‬‬. ‫‪ -‬نقصد بالصدمات غير المتماثلة هي التي ال تؤثر على مختلف االقتصاديات بشكل واحد‪ ،‬وبالتالي وجب إجراء تعديالت‬ ‫في سعر الصرف‪ ،‬و هي عكس الصدمات المتماثلة التي تؤثر على معظم االقتصاديات بشكل واحد‪ ،‬فال حاجة إلى إجراء‬. ‫تعديالت في سعر الصرف الحقيقي‪.‬‬. ‫‪ -2‬عبد المنعم السيد علي‪ ،‬الوحدة النقدية العربية ‪،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سلسلة الثقافة القومية عدد ‪،2‬‬. ‫‪ ،5921‬ص ‪.52 -52‬‬. ‫‪32‬‬.

(33) ‫الدول األعضاء في اتحاد العملة الموحدة (االتحاد النقدي) يتمتعون بزيادة التبادل‬ ‫التجاري بشكل كبير (بحوالي ‪ 01‬أضعاف) فيما بينهم بالمقارنة مع الدول غير‬ ‫األعضاء في منطقة العملة‪ ،‬غير أنه من االنتقادات الموجهة لهذه النتائج أن اتحاد‬ ‫العملة يتشكل عادة من دول تتمتع بعالقات تجارية قوية في األساس أي قبل‬ ‫االنضمام إلى اتحاد العملة‪ ،‬وبالتالي فإن زيادة درجة االنفتاح االقتصادي قد تكون‬ ‫سببا لاللتحاق باتحاد العملة وليس نتيجة له‪.1‬‬ ‫تحديد مفهوم التكامل النقدي‪:‬‬ ‫هناك تعريفات مختلفة لمفهوم التكامل النقدي في الفكر االقتصادي‪ ،‬و لكن‬ ‫أغلبها يرى على أنه مجموعة من الترتيبات التي تسعى إلى تسهيل المدفوعات‬. ‫الدولية و ذلك بإحالل عملة واحدة محل عمالت الدول األعضاء‪ ،‬و يعرف ‪F.‬‬ ‫‪ Machlup‬التكامل النقدي على أنه" مجموعة من الترتيبات الهادفة إلى تسهيل‬ ‫المدفوعات الدولي ة عن طريق إحالل عملة مشتركة محل العمالت الوطنية للدول‬ ‫األعضاء في المنطقة التكاملية" وينظر ‪ Machlup‬إلى التكامل النقدي‪ ،‬على أنه‬ ‫أهم ترتيبات الوحدة االقتصادية حيث أن "حرية التنقل و الهجرة وحرية تحويل رؤوس‬ ‫األموال‪ ،‬وحرية التجارة ليست شرطا كافيا لتحقيق التكامل الكامل و يظهر ذلك‬ ‫بوضوح إذا ما تذكرنا ما يبينه الواقع من أن التجارة تستدعي المدفوعات‪ ،‬وان حركات‬ ‫رؤوس األموال تستدعي إمكانية تبادل العمالت المختلفة وأن الهجرة على نطاق واسع‬ ‫تستدعي توفير الفرص للحصول على أجور ثم القيام بتحويلها‪ ،‬و من هنا قيام نظام‬ ‫مدفوعات دولي يسمح بإجراء المدفوعات الدولية و بإجراء عمليات الصرف األجنبي‬. ‫‪ -1‬ياسمين محمود فؤاد محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬. ‫‪33‬‬.

(34) ‫بال قيود أو رقابة و هو باختصار " التكامل النقدي" وهو جزء ال يتج أز من نظام‬ ‫كامل للتكامل االقتصادي"‪.1‬‬ ‫و يتبين لنا من هذا التعريف‪ ،‬أن جوهر التكامل النقدي هو في رأي‬ ‫‪ Machlup‬إتخاذ الترتيبات التي تسهل المدفوعات األجنبية عن طريق إحالل عملة‬ ‫مشتركة بدال من العمالت الوطنية المنفصلة‪ ،‬و بذلك يكون متفقا مع معظم الكتاب‬ ‫اآلخرين في تعريف التكامل النقدي الكامل أو االتحاد النقدي‪ ،‬على أساس إنشاء‬ ‫عملة مشتركة‪ ،‬كما أنه عالج أيضا التكامل النقدي باعتباره وسيلة إلى غاية هي‬ ‫التكامل االقتصادي‪" ،‬و يتفق بذلك مع االتجاه الرئيسي للفكر االقتصادي الذي يغلب‬ ‫عليه تقسيم االتحاد النقدي من زاوية المنافع و التكاليف االقتصادية التي ينطوي‬ ‫عليها‪ ،‬حيث يحدد تلك المنافع أساسا على أنها إزالة العقبات التي تعوق المبادالت‬ ‫بين المناطق التي تستخدم عمالت مختلفة"‪.2‬‬ ‫و لكن إذا كان هناك اتفاق حول أهمية التكامل النقدي‪ ،‬فهناك اختالف حول‬ ‫طبيعة الخطوات التي تتخذ لتحقيق مثل هذا التكامل‪" ،‬ومن الواضح أن أقصى‬ ‫درجات التكامل النقدي تتحقق عندما تقوم الدول األعضاء بتوحيد العمالت‬ ‫المستخدمة فيها ‪ .‬وه ذه الدرجة العالية من التكامل النقدي تتطلب أن يكون هناك بنك‬ ‫مركزي واحد لكل المنطقة التي تتكون منها الدول األعضاء وأن تكون هناك سلطة‬ ‫نقدية واحدة هي التي تحدد السياسة النقدية"‪.‬‬ ‫و يرى االقتصاديون أن التكامل النقدي يمر بعدة مراحل حتى نصل إلى خلق‬ ‫عملة موحدة ما بين الدول األعضاء و هذه المراحل هي كما يلي‪:‬‬. ‫‪-Machlup,F(1976),Worwide,regional,sectoral,Macmillan,London.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -2‬زايري بلقاسم‪ ،‬مداخلة بعنوان‪ :‬انعكاسات وتحديات األورو على االقتصاد الجزائري في ظل الشراكة االورو – متوسطية‪،‬‬. ‫الملتقى الوطني األول حول االقتصاد الجزائري في االلفية الثالثة – أيام ‪ 77 /75‬ماي ‪ ( 7007‬جامعة البليدة)‪.‬‬. ‫‪34‬‬.

Références

Documents relatifs

Laser Induced Breakdown Spectroscopy (LIBS) will serve as the basis for the system for direct analysis of DWPF Sludge Receipt and Adjustment Tank (SRAT) product (a slurry consisting

The main findings of our study were that (i) severe falls were frequent in MHD patients (incidence of 0.22 per patient- year) and resulted in more than half of the cases in

Recently (in October 1982) Dr Miller was the Secretary-General of the World National Parks Con- gress, held in Bali, Indonesia + + , which brought together over 500 experts from

The sonication of a mixture of gold salt/copolymer leads to the formation of AuNPs of small size (< 2 nm), confined in the PVP block domains (i.e the cylinders) after the

La production des bétons autoplaçants peut être faite par l’usage simultané d’un réducteur d’eau et d’un agent colloïdal pour obtenir une bonne stabilité

The Target of Rapamycin (TOR) signaling pathway is conserved in all eukaryotes and acts as a central regulatory hub between growth and extrinsic factors, such as nutrients or

The total extinction cross section (blue solid line) is compared to the extinction induced by the effective electric and magnetic dipole moments, obtained through full-field

The periphrastic construction contains as matrix verb a Type C phasal verb, most commonly ba:lomaj ‘finish’ (consisting of the phasal root ba:- ‘finish’ and the bound