الإلتزام بالسلامة في عقد نقل الأشخاص
Texte intégral
(2) إھداء أشكر المولى عز و جل على نعمه التي انعم علي ،بأن أعانني و وفقني إلنجاز ھذا العمل و إتمامه ،فالحمد ' رب العالمين . مع خالص احترامي و عمق امتناني اتقدم بشكري الى كل من ساعدني على انجاز ھذا العمل من أساتذة و افراد عائلة و موظفي المكتبات و زمالئي من الطلبة و الطالبات .. 2.
(3) كلمة شكر أشكر األستاذ المشرف عن كرمه و نصحه و تشجيعه و مالحظاته إلنجاز و إنھاء ھذا العمل المتواضع ليستفيذ منھا كل طالب علم فيما بعد . كما أشكر جميع أساتذتي الكرام بكل من كليتي حقوق جامعتي وھران و تلمســــــان . كما أتقدم بالشكر الخاص لألساتذة أعضاء اللجنة المناقشة على قبولھم و تفضلھم لمناقشة ھذه المذكرة ،فلكم مني أسمى عبارات التقدير و اإلحترام .. 3.
(4) قائمة المختصرات. ق.ط.م.ج. قانون الطيران المدني الجزائري.. ق.خ.ج. قانون الخدمات الجوية الجزائري.. ق.ب.ج. القانون البحري الجزائري.. ق.إ.ج.ج. قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري. ق.إ.م.و.إ. قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.. ق.م.ج. القانون المدني الجزائري.. ق.ت.ج. القانون التجاري الجزائري.. ق.م.ف. القانون المدني الفرنسي.. ق.أ.ج. قانون األسرة الجزائري.. م. المادة.. م/رقم. الفقرة من المادة.. ص. الصفحة .. 4.
(5) مقدمــــــة. 5.
(6) مقدمة تعتبر عملية النقل أھم ظاھرة سايرت تاريخ البشرية و تطورھا ابتداء من العصور البدائية إلى وقتنا ھذا ،مع شمولھا لكل مجاالت الحياة و أنشطتھا . لقد اثر التطور الصناعي و التجاري في العصور الحديثة على عملية النقل و وسائله للدور الفعال و الحيوي الذي يقوم به بتقريب المسافات بين األمم و البلدان و الشعوب في مختلف مجاالت الحياة االقتصادية منھا و االجتماعية و الثقافية . لعل أھم شيء دفع إلى االعتناء بتطوير النقل و وسائله ھو صلته الوثيقة بالقطاع االقتصادي ،فلواله لما وصلت سلع و منتجات المصانع و المزارع إلى األسواق و بصفة تبعية إلى األفراد ،و ھذا ما ينعكس بصفة إيجابية سواء على المنتجين من فالحين و عمال المصانع و على المستھلكين . كما يعمل و يشجع على تطوير السياحة ،فكلما س ٌھـلت طريقة النقل و الوصول إلى مكان ما ،كلما استغلھا اإلنسان الكتشاف مناظر و ثقافات و فولكلور و طقوس غريبة عن بيئته المعتادة ،و ھذا ما يسمح بتبادل الخبرات و التجارب عبر كل أرجاء العالم . و إلشباع حاجياته استغل اإلنسان كل الطرق و الوسائل من اجل التنقل إبتداءا من الحيوانات :من أحصنة ،و جمال ،و فيلة ،و على ھذا األساس فإن أول شكل من أشكال النقل تمثل في النقل البري و تم تنظيمه في العصور القديمة ،إذ وجدت اثار لذلك في قانون أشنونا أحد ملوك بابل ،ثم تاله النقل النھري و بعده النقل البحري إذ ورد تنظيمه في قانون حمورابي .و بعد ذلك عرف النقل الجوي الذي لم يظھر إال. 6.
(7) في فترة متأخرة و إنتشر بصورة ھائلة بعد الحرب العالمية األولى .1فقد تطورت وسائل النقل من الحيوانات وصوال إلى اآلالت التي اخترعھا اإلنسان عبر كل العصور و التي تفاوتت في سرعتھا و درجة الراحة التي تخولھا ،و طاقة استيعابھا و مجالھا . إنتشر النقل في المجال البري بالنقل عبر الطرقات و النقل بالسكك الحديدية ، و في المجال النھري بالزوارق و القوارب ،و في المجال البحري عن طريق السفن ،و في المجال الجوي عن طريق الطائرات و في مختلف المراكب الجوية األخرى ) ،( montgolfière et dirigeableكما تجاوز حدود الدولة الواحدة و على ھذا األساس ينقسم إلى :نقل داخلي و نقل دولي . نتيجة إلنتشاره و تعود الناس عليه ظھرت ضرورة تنظيمه و تأطيره من خالل إنجاز الطرق و الحرص على صيانتھا و من خالل تنظيم األروقة الجوية ،و تنظيم النقل الجماعي بمختلف أنواعه و تأطيره ،و بتنظيم حركة المرور ،و ضبطھا بقواعد . رغم ھذا التنظيم و رغم كل االيجابيات و الفوائد التي عاد بھا النقل على المجتمعات إال انه ال يمكن إنكار أو تجاھل عدد الوفايات و الجرحى و المصابين بعاھات متفاوتة الخطورة التي خلفھا بمختلف وسائله ،األمر الذي تطلب تأطيره القانوني سواءا في المجال الداخلي أو الدولي .و لقد جاء تنظيم النقل في المجال الدولي عن 3 طريق إنشاء منظمات دولية خاصة بالنقل 2كالمنظمة الدولية للنقل الجوي IATA و ھي عبارة عن منظمة دولية تجارية لشركات النقل الجوي و التي أنشئت في ھافانا سنة ، 1945و كذا المنظمة الدولية للنقل البحري 4 OMCIالمنشأة في ، 1948و كذلك المنظمة الدولية للنقل البري 5 IRUالتي أنشئت ھي أيضا سنة 1948و التي يوجد مقرھا في جونيف ،و بإبرام عدة إتفاقيات في مختلف مجاالته: كإتفاقية وارسو لسنة 1929بالنسبة للنقل الجوي ،المعدلة ببروتوكول الھاي ل 28 سبتمبر ، 6 1955و المكملة بإتفاقية جواداالخارا ل 18سبتمبر ، 1961باإلضافة إلى اخر أھم إتفاقية بالنسبة للنقل الجوي و ھي إتفاقية مونت Rل 28ماي 1999 -1سميــــر جميل حسين الفتالوي -العقـــود التجارية الجزائرية -ديوان المطبوعات الجــSـامعية – الجزائSر – طبعSة -2001 ص.180 2-www.wikipedia.fr 3- International Air Transport Association . 4- L’organisation maritime consultative intergouvernementale , dont le siège est à Londres. 5-International Road and Transport Union . -6صادقت عليھما الجزائر بموجب المرسوم رقم 74/64المؤرخ في 02مارس . 1964الجريدة الرسمية رقم . 26 7.
(8) الخاصة بتوحيد بعد قواعد النقل الجوي الدولي ، 1و كذا إتفاقية بروكسل ل 29 أفريل 1961في المجال البحري و الخاصة بتوحيد بعض القواعد المتعلقة بنقل المسافرين بحرا .أما في المجال البري فتوجد عدة إتفاقيات ال تعدو أن تبلغ أھمية اإلتفاقيات الدولية لمجاالت النقل األخرى نظرا لقلة الدول الموقعة عليھا ،فھي عبارة عن إتفاقيات جھوية بين دول لھا حدود برية مشتركة نذكر منھا :اإلتفاقية الخاصة بدول المغرب العربي المتعلقة بالنقل البري للمسافرين و البضائع و العبور الموقع عليھا في الجزائر في أول محرم 1411الموافق ل 23يوليو ، 1990و كذا اإلتفاقية الدولية لنقل األشخاص و األمتعة عبر السكك الحديدية CIVالموقع عليھا في برن في 07جويلية . 2 1970أما في المجال الداخلي فلقد تجسد التنظيم القانوني للنقل من خالل تنظيم عملية النقل بموجب قوانين في مختلف مجاالته : *ففي المجال البري بالنسبة للنقل عبر الطرق وجدت عدة قوانين منھا القانون رقم 317/88المتضمن توجيه النقل البري و تنظيمه ،و الذي ألغي بموجب المادة 66 من القانون 4 13-01المعدل و المتمم ، 5أما بالنسبة للنقل عبر السـكك الحديدية فنذكر القانون 35-90المتعلق باألمن و السالمة و اإلستعمال و الحفاظ في إستعمال النقل بالسكك الحديدية . 6 *في المجال البحري فيوجد القانون البحري الذي صدر بموجب األمر 80-76 المؤرخ في 29شوال 1396الموافق ل 23أكتوبر 1976و الذي عدل و تمم في سنتي 7 1998و 8 2010على التوالي . *أما في المجال الجوي فتم ذلك بموجب القانون المتعلق بالخدمات الجوية 9الذي تم إلغاؤه بموجب أحكام المادة 231من القانون المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالطيران المدني . 10 1 Et 2 - Touafek Rabah – code des transports terrestres – textes législatifs et règlementaires en vigueur – Edition Houma – Alger – Algérie – année 2006- page 84 et 122. -3المؤرخ في 23رمضان 1408الموافق ل 10ماي . 1988الجريدة الرسمية رقم . 19 -4القانون 13-01المؤرخ في 17جمادى األولى 1422الموافق ل 07غشت 2001المتضمن توجيه النقل البري و تنظيمه .الجريدة الرسمية رقم . 44 -5القانون 09-11المؤرخ في 03رجب 1423الموافق ل 05يونيو سنة – 2011الجريدة الرسمية رقم . 32 -6القانون رقم 35-90المؤرخ في 08جمادى الثانية 1411الموافق ل 05يونيو . 1990الجريدة الرسھية رقم . 56 -7القانون 05-98المؤرخ في 01ربيع األول 1419الموافق ل 15غشت . 1998الجريدة الرسمية رقم .47 -8القانون 04-10المؤرخ في 05رمضان 1431الموافق ل 15غشت . 2010الجريدة الرسمية رقم . 46 -9القانون 166-64المؤرخ في 08يونيو . 1964الجريدة الرسمية رقم . 09 -10القانون 06-98المؤرخ في 03ربيع األول 1419الموافق ل 27يونيو .1998الجريدة الرسمية رقم . 48 8.
(9) باإلضافة إلى المواد من 36إلى 77من القانون التجاري الجزائري ألحكام عقد النقل البري و عقد العمولة للنقل .. 1. المتضمنة. يترتب عن التأطير القانوني للنقل بمختلف مجاالته :تنظيم العالقة التي تربط بين الناقل و الراكب .و فالنقل ھو عقد يرتب إلتزامات على طرفيه فيتولى الناقل نقل األشخاص او األشياء من مكان إلى أخر بالطريقة و في الوقت المحدد في العقد مقابل ثمن يتقاضاه من المسافر. ھناك من إعتبرالنقل عقد إذعان ال يمكن للراكب مناقشة بنوده ،و إعتبروا أن الناقل في حالة إيجاب مستمر ينتظر قبول المسافر لكي يبرم العقد ،و لكن ھذه النظرية لم تعدو أن تكون مجرد فكرة لم تتجسد قانونا. من خالل تعريف المادة 36من القانون التجاري الجزائري لعقد النقل البري، 2 و من الواقع يستنتج أن ھناك نوعين من النقل :نقل لألشياء و نقل لألشخاص و سوف نركز دراستنا على ھذا األخير نظرا ألھميته . نتيجة للحوادث التي تسببت فيھا وسائل النقل و لكثرة الضحايا و نتيجة لتطور ھذه الوسائل و انتشارھا أصبح من غير المعقول تجاھل المتضررين من عملية نقل األشخاص ،فلحمايتھم أقر لھم الفقه ،التشريع و القضاء الحق في المطالبة و الحصول على التعويض عن الضرر الذي أصابھم من جراء تنفيذ عملية النقل على أساس أحكام المسؤولية التقصيرية . رغم إقرار مسؤولية الناقل ھذه إال أن عبء اإلثبات الذي كان يقع على المتضرر أو ورثته كان يحول دون تعويضھم عن األضرار التي أصابتھم :بحيث كان يقع عليه إثبات كل عناصر المسؤولية من خطأ و ضرر و عالقة السببية بينھما . نظرا لتطور وسائل النقل و سرعة وقوع الحادث فكان من الصعب على المتضرر إثبات خطأ الناقل ،و ما كان يزيده إرھاقا و إعجازا ھو اختالل التوازن و الفرق في القدرات المالية بين الراكب المتضرر أو ورثته و شركات النقل الضخمة . استمر األمر ھكذا إلى تقرير القضاء الفرنسي ابتداءًا من سنة 1911اللتزام جديد يقع على الناقل و ھو إيصال الراكب إلى المكان المتفق عليه في عقد النقل سالما معافى .Sain et Sauf. -1األمر 59-75المؤرخ في 20رمضان 1395الموافق ل 26سبتمبر - . 1975 " -2عقد النقل إتفاق يلتزم بمقتضاه متعھد النقل مقابل ثمن بأن يتولى بنفسه نقل شخص أو شيئ إلى مكان معين" 9.
(10) و بالتالي أصبح ناقل األشخاص ملزما باإلضافة الى االلتزامات التي ذكرتھا المادة 36من ق.ت.ج من خالل تعريفھا لعقد النقل بنقل الراكبين من مكان معين إلى المكان المتفق عليه في العقد ،بإلتزام جديد بأن يحافظ على سالمتھم بإيصالھم سالمين من أي ضرر و ھذا ما يعرف باإللتزام بالسالمة. رغم الضمانات التي يخولھا اإللتزام بالسالمة للركاب و المسافرين إال أنه يطرح عدة تساؤالت حول تنظيمه القانوني :فما ھو مصدره ؟ و أساســـــــــــــــــــه ؟ و طبيعته القانونية ؟ و نطاق سريانه حتى تقوم مسؤولية الناقل ؟ وماذا يترتب عنه ؟. سنحاول اإلجابة عن كل ھذه التساؤالت و غيرھا مما يتعلق باإللتزام بالسالمة من خالل دراسة أحكام اإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص )الفصل األول( لنوجه بحثنا في مرحلة ثانية نحول اثار اإلخـــالل به و ھي مسؤولية الناقل التي يكون الھدف منھا جبر الضرر النـــاتج عنه عن طريق التعويض )الفصل الثاني( :. 10.
(11) الفصل األول: أحكام اإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص. 11.
(12) الفصل األول : :أحكام االلتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص تقع على عاتق الناقل عند تنفيذ عقد نقل األشخاص عدة التزامـــــــــــــــــات تتمثل أساسا في: * نقل المسافر من مكان إلى اخر . * إيصاله في الميعاد المحدد . * االلتزام بضمان سالمته . * المحافظة على األمتعة التي يصطحبھا معه . فيما يخص االلتزام بضمان السالمة موضوع بحثنا ھذا :لم يستقر القضاء الفرنسي على ترتيبه على عاتق ناقل األشخاص إال بعد تردد طويل ساير تطور أحكام المسؤولية المدنية :العقدية منھا و التقصيرية منذ القرن التاسع عشر . و تعد مسؤولية ناقل األشخاص عن اإلخالل بھذا االلتزام من بين مجاالت عقد النقل التي حضت بعناية العديد من الفقھاء و سايرتھا اجتھادات قضائية ال تقل أھمية ، و ھذا ما جعل أغلب التشريعات تركز إھتمامھا على المسؤولية عند معالجة عقد النقل ،و من بينھم المشرع الجزائري في المواد من 62إلى 68من القانون التجاري لما تتطلبه مصلحة الراكب من حماية .و سوف يقتصر مجال بحثنا عن مسؤولية الناقل إلخالله بااللتزام بالسالمة فقط لما فيه من مساس بما ھو أعز لدى اإلنسان أال و ھو جسده . فكيف ظھر ھذا االلتزام في مجال عقد نقل األشخاص ؟ و ماذا عن تطوره التاريخي؟ و ما ھي طبيعته القانونية )المبحث األول( .و إن كانت الدوافع الرامية إلى فرض ھذا االلتزام على ناقل األشخاص ھي تعويض ضحايا حوادث النقل لصعوبة إثبات خطئ الناقل ،إال أن حدود تطبيقه تبقى محل تساؤل من حيث مدى سريانه على مختلف أنواع النقل ،و أطراف اإللتزام ،و مدة سريانه )المبحث الثاني (:. 12.
(13) المبحث األول :النطاق القانوني لإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص سوف نعالج من خالل ھذا المبحث تطورات مسؤولية الناقل التي أدت الى ظھور ھذا اإللتزام )المطلب األول( و األساس الذي تبنى عليه مسؤولية الناقل عند إخاللــــــــــــــــــه به )المطلب الثاني( :. المطلب األول :نشأة اإللتزام بالسالمة و تطوره لما يلعبه النقل من دور في تطوير شتى المجاالت ،و نظرا للتطورات التي عرفتھا وسائله ،و انتشارھا ،و سھولة اللجوء إليھا ،و تعددھا كثرت الحوادث التي أودت بحياة العديد من البشر و انعكست سلبا عن صحة العديد منھم ،و ھذا ما دفع المشرعين إلى تنظيم ھذا النشاط تنظيما قانونيا ،و لعل أھم شيء عالجه رجال القانون ھو مسؤولية ناقل األشخاص و التي لم تظھر مباشرة كما ھي حاليا بل مرت بعدة مراحل نظرا للخالفات حول أساسھا و ھذا كما يلي :. الفرع األول :المسؤولية التقصيرية لناقل األشخاص في بداية األمر كان التشريع الفرنسي خاليا من أي نص خاص بمسؤولية ناقل األشخاص على خالف مسؤولية ناقل البضائع التي كانت تنص كل من المادتين 1784من ق.م.ف و 103من ق.ت.ف على التزامه بضمان سالمة البضاعة المنقولة ، 1و ھذا ما دفع القضاة و الفقھاء الى إخضاعمسؤولية ناقل األشخاص ألحكام المسؤولية التقصيرية عن األفعال الشخصية بتطبيق المادة 1382من ق.م التي تنص على أنه " :كل فعل أيا كان يقع من اإلنسان و يحدث ضرر بالغير يوجب على من أوقع ھذا الفعل الضار بخطئه أن يعوض ھذا الضرر" .و بالتالي فكان على كل مسافر تضرر أثناء عملية النقل :إثبات خطأ الناقل و الضرر الذي 1-Barthélémy Mercadal – Droit des transports terrestres et aériens – Dalloz/Delta – année 1996-page 386. 13.
(14) أصابه و عالقة السببية بينھما ،و ھذا ما أكده الحكم الصادر عن محكمة النقض الفرنسية في 1884/11/10تأييدا لحكم أصدرته محكمة Clerment Loise و الذي جاء في حيثياته عدم إمكانية تطبيق األحكام الخاصة بناقل األشياء أي المادة 1784على ناقل األشخاص نظرا لحرية الحركة التي يتمتع بھا المسافر أثناء النقل و التي تحول دون تطبيق أحكام االلتزام بالسالمة في نقل األشخاص . 1 و نظرا لصعوبة أو استحالة إثبات الراكب المتضرر خطأ الناقل الذي كان يحول دون حصوله على التعويض ،و نظرا لتطور و إنتشار وسائل النقل الذي نتج عنه تعدد الحوادث الناجمة عنھا ،اضطر الفقھاء و القضاة إلى إيجاد حلول من أجل تخفيف عبء االثبات على الراكب المصاب و تم ذلك في بداية االمر من خالل: فرض القضاة لبعض الواجبات اإلحتياطية أو الوقائية على كل من يستعمل االشياءالخطرة من أجل الحفاظ على سالمة الركاب ،إال أن ھذا الحل لم يخفف من عبء إثبات الراكب المتضرر ،و بالعكس أثقله بحيث اصبح ملزما بإثبات إخالل الناقل بھذه االلتزامات أيضا ،كما تباينت المواقف القضائية لما كان يتمتع به القاضي من سلطة تقديرية . ثم حاول القضاء في مرحلة ثانية التوسيع من فكرة الخطأ من خالل إعتماد قرائناألحوال فإعتبر أن بعض الحوادث تحمل في ذاتھا الدليل على خطأ الناقل و من بين ھذه القرائن :حالة اصطدام قطارين أو سيارتين أو خروج القطار عن السكة الحديدية و كذا سقوط الراكب من باب السيارة أو عربة القطار ........إلخ ،و على إثر ھذا أيضا اختلفت و تباينت األحكام و القرارات القضائية نظرا لخضوع ھذه القرائن أيضا للسلطة التقديرية للقضاة.2 نتيجة لفشل أحكام المادة 1382من ق.م.ف و كذا محاوالت القضاء السابقة الذكر من أجل التخفيف من عبء االثبات الواقع على الراكب المتضرر لجأ القضاة الى تطبيق احكام المادة 1384من نفس القانون على ناقل األشخاص ،و التي تنص على أن ":اإلنسان مسؤول ليس فقط عن الضرر الذي يحدثه بفعله الشخصي و لكنه مسؤول أيضا عن الضرر الذي يسببه االشخاص الذين يسأل عنھم و األشياء -1المشار إليه في مؤلف مختار رحماني محمد -المسؤولية المدنية عن حوادث نقل األشSخاص بالسSكك الحديديSة -رسSالة لنيل درجة الماجستير في "العقود و المسؤولية" – كلية الحقوق و العلوم االدارية – جامعة بن عكنون – الجزائر العاصمة – الجزائر – سنة -2002/2001ص 42 -2المشار إليه في خليفي مريم –مسؤولية النافل البري لألشخاص – رسالة لنيل شھادة الماجستير في قانون النقل – كليSة الحقوق و العلوم االدارية – جامعة أبي بكر بلقايد – تلمسان – الجزائر سنة – 2004/2003ص . 12. 14.
(15) التي تكون تحت حراسته" ،أي اخضعوا مسؤولية ناقل األشخاص عن األضرار التي يسببھا للركاب إلى أحكام مسؤولية حارس األشياء التي تقوم على أساس الخطأ المفترض في الحراسة ،بحيث ذھبت محكمة النقض الفرنسية في بداية األمر إلى إعتبار القرينة التي تقيمھا ھذه المادة بسيطة تقبل إثبات العكس بأن يبين الناقل إنعدام الخطأ في الحراسة ،ثم عدلت عن موقفھا ھذا بأن قررت عدم سقوط ھذه القرينة إال بإثبات السبب االجنبي.1 بالفعل ،أھم تطبيق ألحكام المسؤولية الناشئة عن األشياء والتي نظمھا المشرع الجزائري في المادة 138من ق.م.ج التي تنص على أن " :كل من تولى حراسة شيء و كانت له قدرة االستعمال و التسيير و الرقابة ،يعتبر مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه ذلك الشيء" 2ھي حوادث المرور و ھذا ما يتبين من القرارات و األحكام القضائية .3كما تنص ھذه المادة في فقرتھا الثانية على أنه " :و يعفى من ھذه المسؤولية الحارس للشيء ،إذا أثبت أن ذلك الضرر حدث بسبب لم يكن يتوقعه مثل عمل الضحية ،أو عمل الغير ،أو الحالة الطارئة ،أو القوة القاھرة " . و من ھنا يتضح لنا أن الحارس ھو في غالبية األحيان مالك الشيء ،إال انه قد يتحول ھذا الشيء الى يد الغير فھنا نميز بين حالتين : *إذا كان لغير المالك حق في اإلستعمال أو سلطة في التسيير و الرقابة ،ففي ھذه الحالة يعتبر ھذا الغير حارسا و يكون مسؤوال عما يحدث من ضرر وقت سيطرته على ھذا الشيء . *إذا لم يكن لھذا الغير حق اإلستعمال ،أو سلطة في التسيير و الرقابة ،فإنه ال يكون مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه ھذا الشيء .. - 1الدكتور بلحاج العربي – النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري-الجزء الثSاني:الواقعSة القانونيSة)الفعSل غيSر المشروع،اإلثراء بال سبب و القانون( – ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر – طبعة – 1999ص .349 -2السيد األخضر العقون – المسؤولية في القانون الجزائري – مركز التكSوين القضSائي – الSدار البيضSاء – الجزائSر – سSنة -1981ص . 19 -3قرار المحكمة العليا رقم 111358المؤرخ في ) 1990/04/20الملحق رقم -(01ص ، -98قرار المحكمة العليا رقم 165803المؤرخ في ) 1998/06/24الملحق رقم -( 05ص .116 15.
(16) الفرع الثاني :اإللتزام بضمان السالمة و المسؤولية العقدية لناقل األشخاص إن مسايرة القضاء الفرنسي لمحكمة النقض فيما ذھبت إليه باعتبار مسؤولية ناقل األشخاص مسؤولية تقصيرية سواءا على أساس الخطأ الشخصي او الخطأ المفترض في الحراسة لم يمنع محكمة Seineالتجارية من اتخاذ حكم مغاير في 1884/04/13إذ إعتبرت أن الناقل ملزم بمقتضى عقد النقل بإيصال المسافر سليما معافى sain et saufالى المكان المتفق عليه ، 1و بھذا تضمن حكمھا أول إشارة إلى اإللتزام بضمان السالمة في عقد نقل االشخاص ،ثم سايره في ذلك حكم اخر صدر عن محكمة Pauفي 21910/02/02الذي قضت فيه أنه ليس من المستصاغ أن يعامل ناقل األشخاص معاملة مختلفة عن ناقل األشياء ،أي أخضعت مسؤولية ناقل األشخاص ألحكام المادة 1784من ق.م.ف. رغم ھذين الحكمين إال ان القضاء الفرنسي بقي مترددا و غير مستقر في أحكامه و ھذا ما عرضه النتقادات العديد من الفقھاء اھمھم الفرنسي Mark Sauzet و البلجيكي Henri Saincteletteحيث اعتبروا بأن المسافر ھو الطرف الضعيف و يستحيل عليه في اغلب االحيان إثبات خطأ الناقل لنقص امكانياته مقارنة مع شركات النقل كطرف قوي لما تتمتع به من قدرات مالية . 3و نتيجة لھذه االنتقادات و بفضل الدور الذي لعبه النائب العام Sarautفي إقناع القضاة ، اصدرت محكمة النقض الفرنسية في 1911/11/21أشھر قرار 4أقرت فيه مسؤولية النــــــــــاقل العقدية عن األضرار التي قد تصيب المســــــافر و ذلك إلخالله باإللتزام بضمـــــان سالمة الراكب و بالتالي وصوله سليــــــــما معافى إلى المكان المتفق عليه . « L’exécution du contrat de transport comporte une obligation de conduire le voyageur sain et sauf à destination »5 . - 1ذكر في مختار رحماني محمد – المرجع السابق – ص . 41 -2ذكر في العرباوي نبيل صالح – مسؤولية الناقل البري على نقل البضائع و األشخاص في القانون الجزائري – رسالة لنيل شھادة الدكتوراه في القانون الخاص -كلية الحقSوق و العلSوم السياسSية – جامعSة أبSي بكSر بلقايSد – تلمسSان – الجزائSر – سSنة – 2010/2009ص . 98 -3دالل يزيد – مسؤولية الناقل الجوي لألشخاص فSي النقSل الجSوي الSداخلي و الخSارجي – رسSالة لنيSل شSھادة الSدكتوراه فSي القSSانون الخSSاص – كليSSة الحقSSوق و العلSSوم السياسSSية – جامعSSة أبSSي بكSSر بلقايSSد – تلمسSSان – الجزائSSر – سSSنة – 2010/2009 ص. 18 -4الملحق رقم – 10ص 134. . 5- www.legifrance.gouv.fr 16.
(17) تتلخص وقائع ھذه القضية في إصابة المدعى زبيد بن حمدي بن محمد أثناء تنقله على متن إحدى سفن الشركة العامة للمالحة عبر المحيط األطلنطي Compagnie Générale Transatlantiqueمن تونس إلى بون في قدمه إثر سقوط خزان وضع في السفينة بطريقة معيبة ،فرفع دعواه أمام محكمة الجزائر فدفعت الشركة بعدم إختصاصھا لوجود شرط في عقد النقل يرجع اإلختصاص المحلي إلى محكمة مارسيليا ،فرفضت المحكمة ھذا الدفع و فصلت في القضية على أساس أحكام المسؤولية التقصيرية ،و إثر الفصل في الطعن بالنقض أمام محكمة النقض الفرنسية التي نقضت الحكم و قضت بأن عقد النقل بين المسافر و الناقل ھو األساس في تحديد طبيعة مسؤولية ھذا األخير و ليس الفعل الضار ،كما أضافت عبارة أصبحت متداولة في األحكام و القرارات القضائية ھي أن " الناقل ال يلتزم فقط بإيصال المسافر إلى المكان المتفق عليه بل عليه أن يوصله إليه سالما معافى ".1 و منذ ھذا القرار توحد و إستقر القضاء الفرنسي على وجود إلتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص ،و أصبحت األحكام و القرارات تؤسس على المادة 1147ق.م.ف و التي تقابلھا المادة 176من القانون الجزائري و الخاصة بالمسؤولية العقدية و مفادھا أن :المدين بإلتزام عقدي ال يستطيع التخلص من المسؤولية الناجمة عن عدم التنفيذ ،أو التأخر فيه إال بإثبات السبب األجنبي.2. الفرع الثالث :موقف الفقه و المشرع الجزائري من االلتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص رغم إقرار وجود ھذا اإللتزام من طرف القضاء الفرنسي إال ان الفقھاء إنقسموا بين مؤيدين و منكرين لوجوده : *يؤسس منكرو وجود اإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص موقفھم على عدم وجود نص بشأنه في بنود العقد ،و أنه ال يدخل حتى في نية المتعاقدين و عدم إقتران إرادة المسافر الضمنية حول سالمته بإرادة الناقل ،كما يرى جانب اخر منھم أن في قياس أحكام مسؤولية نقل األشخاص بأحكام مسؤولية االشياء إھانة – 1 -Pr René Rodière – Traité général de droit maritime – affrètements et transports – tome 3 acconage , consignage , transit , transports successifs et combinés , transport de passagers , remorquage –Dalloz – Paris – année 1970- page 269. -2دالل يزيد – المرجع السابق – ص . 18. 17.
(18) لكرامة اإلنسان من جھة ،و عدم جدية ذلك لعدم سيطرة الناقل على المسافر سيطرة كاملة 1من جھة أخرى ،و إعتبروا أن القضاء تجاوز مھامه بتعديه و تجاوزه لوظيفة تفسير العقود إلى تكوين و خلق التزامات جديدة.2 *أما المؤيدين لوجوده فقد اختلفوا حول أساسه :فالبعض منھم أسسه على فكرة العدالة حيث :اعتبروا أنه من غير المعقول أن يتلخص إلتزام الناقل في نقل المسافر من مكان الخر كيفما كان و لو كجثة ھامدة ،3أما البعض االخر فأسسوه على التفسير الضمني إلرادة المتعاقدين :فالراكب تتجه إرادته إلى التنقل و الوصول إلى المكان المتفق عليه سالما معافى و الناقل من جھته يتعھد ضمنيا بإيصاله كذلك و ھذا ما أكده حكم محكمة النقض الفرنسية المتعلق بالنقل بالسكك الحديدية الصادر في .4 1913/01/27 *أما بالنسبة لموقف المشرع الجزائري :من إستقراء نص المادة 62من ق.ت التي تنص على أنه " :يجب على ناقل األشخاص أن يضمن أثناء مدة النقل سالمة المسافر وأن يوصله إلى وجھته المقصودة في حدود الوقت المعين في العقد " يتبين أنه إعترف باإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص ،و إعتبره إلتزاما مصدره العقد و كرسه قانونا ،و يعتبر اإلخالل به خطأ ً عقديا يستوجب مسؤولية الناقل ، و ھذا ما أكده القرار الصادر عن المحكمة العليا في 51983/03/30الذي جاء في منطوقه أنه ":إذا كان من السائد فقھا و قضاءا أن العقد شريعة المتعاقدين فإن ذلك ليس مطلقا في عقد نقل األشخاص الذي أوجب فيه القانون على الناقل ضمان سالمة المسافر و حمله المسؤولية المترتبة عن إخالله بذلك اإللتزام ".. -1مختار رحماني محمد -المسؤولية المدنية عن حوادث نقل األشخاص بالسSكك الحديديSة -دراسSة مقارنSة فSي ضSوء الفقSه و القضاء – دار ھومه – الجزائر – سنة – 2003ص . 43 -2خليفي مريم – المرجع السابق – ص . 17 -3العرباوي نبيل صالح – المرجع السابق – ص . 103 -4عبد الستار التليلي – شروط قيام مسؤولية الناقل الجوي و األسباب القانونية لدرئھا – الشركة الوطنية للنشSر و التوزيSع – الجزائر – ص . 26 -5الملحق رقم -08ص . 129. 18.
(19) المطلب الثاني :أساس مسؤولية ناقل األشخاص إلخالله بااللتزام بالسالمة و طبيعته رغم اجماع التشريعات و الفقھاء على وجود اإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص إال أن الخالف قائم حول األساس الذي تقوم عليه مسؤولية ناقل األشخاص عند إخالله باإللتزام بالسالمة ،و حول طبيعته ،أو مضمونه أي :إذا كان إلتزام بتحقيق نتيجة أم ببذل عناية .. الفرع األول :أساس مسؤولية الناقل إلخالله بااللتزام بالسالمة توصلنا إلى أن مسؤولية ناقل األشخاص عن األضرار التي تصيب المسافرمسؤولية عقدية ترتكز على إلتزامه بضمان سالمة الراكب ،و يبقى لنا ان نتطرق إلى السبب الذي من أجله يضع القانون عبء تعويض الضرر الحاصل للراكب على عاتق الناقل و ھو ما يسمى باألساس القانوني للمسؤولية ،و الذي كان و الزال محل خالفات فقھية إنقسمت أساسا إلى فريقــــــــــــين أو نظريتين :األولى ترجع األساس الى فكرة الخطأ و تعرف بالنظريات الشخصية و الثانية ترجعه إلى الضرر الناشئ و تعرف بالنظريات الموضوعية :. أوال :النظريات الشخصية يرى أصحاب ھذه النظرية أن المسؤولية تقوم على أساس الخطأ سواءا كان مفترضا أو ثابتا ،و من أشھر مؤيديھا الفقيھان Ripertو Plagnolالذي صرح في ھذا الصدد أن ":كل مسؤولية بدون خطأ تعتبر بالنسبة للقانون المدني بمثابة إدانة البريء في القانون الجزائي " ، 1و من بين النظريات التي قيلت في ھــــــــذا الصدد :. -1المشار إليه في العرباوي نبيل صالح – مسؤولية الناقل البري على نقل البضائع و األشخاص في القانون الجزائري – رسالة لنيل شھادة الدكتوراه في القانون الخاص -كليSة الحقSوق و العلSوم السياسSية – جامعSة أبSي بكSر بلقايSد – تلمسSان – الجزائر – سنة – 2010/2009ص . 135. 19.
(20) -1نظرية الخطأ الشخصي الواجب اإلثبات: تعتمد ھذه النظرية على الخطئ الثابت كأساس للمسؤولية كما ھو الشأن في أحكام المسؤولية العقدية في ق.م.ف المنظمة في المواد من 1137الى ، 1 1147فالخطأ العقدي و الذي تكرسه المادة 176من ق.م.ج ھو عدم تنفيذ المدين إلتزاماته الناشئة عن العقد أيا كان السبب ،أي أنه يستوي أن يكون عدم التنفيذ ناتج عن تعمده في ذلك أو عن إھماله أو عن فعله دون عمد أو إھمال .2 و يفرق القانون المدني بين نوعين من الخطأ بحسب نوع اإللتزام :فإذا كان اإللتزام ببذل عناية فالمھم ھو مقدار العناية الواجب بذلھا من طرف المدين و ھي حسب المادة 1/172من القانون المدني الجزائري :عناية الرجل العادي أي رب األسرة المعني بشؤونه ،فھنا الخطأ ھوعدم بذل العناية الكافية و يترتب عنه قيام مسؤولية المدين كما ھو الحال بالنسبة لمسؤولية الطبيب ،أما إذا كان اإللتزام بتحقيق نتيجة فإن تنفيذ اإللتزام ال يتم إال بتحقيق الغاية المعنية و ھي محل اإللتزام كما ھو الشأن في عقد نقل األشخاص الذي يلزم الناقل بإيصال الراكب سالما معافى إلى المكان المتفق عليه و بالتالي يعتبر الخطأ قائما إذا ما أصيب الراكب بجروح أو بضرر و ال يمكن للناقل دفع مسؤوليته إال بإثبات السبب األجنبي . يعاب عن ھذه النظرية أنھا ال تساير التطورات الصناعية و من بينھا وسائل النقل التي تجعل إثبات خطأ الناقل أمرا عسيرا ،كما أنھا تتعارض مع مبادئ العدالة لما تحمل المتضرر نتائج الضرر عندما ال يتمكن من إثبات خطئ الناقل.3. -2نظرية الخطأ في الحراسة : يؤسس أصحاب ھذه النظرية مسؤولية الناقل على أساس الخطأ في الحراسة كما ھو الحال في المسؤولية على فعل األشياء ،و يتمثل ھذا االلتزام بالنسبة للناقل حسب أصحاب ھذه النظرية في واجبه على ضمان رقابته و سيطرته التامة على وسيلة النقل حتى ال تسبب ضررا للراكب ،إذا فھو خطا ثابت بمجرد إصابة الراكب -1خليفي مريم المرجع السابق – ص . 23 -2الدكتور بلحاج العربي – النظرية العامة لاللتزام في القانون المدني الجزائري-الجزء األول:التصرف القSانوني)العقSد و اإلرادة المنفردة( – ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر – طبعة -1999ص . 267 -3العرباوي نبيل صالح -المرجع السابق – ص . 136. 20.
(21) بضرر بفعل وسيلة النقل و عالقة السببية مفترضة و ال يبقى للناقل من أجل التخلص منھا إال نفي ھذه العالقة بإثبات سبب أجنبي يرد إليه الضرر. 1 لم تسلم ھذه النظرية أيضا من االنتقادات :فما يعاب عليھا أنھا ال تحمي الراكب المتضرر في حالة إنعدام التدخل اإليجابي لوسيلة النقل مثال :حالة إصدام الراكب بأشجار ،كذلك في حالة تضرره من أعمال تابعي الناقل ،كما يضيف الدكتور عادل علي المقدادي في ھذا الصدد أن ھذه النظرية ال تستند إلى أي سند قانوني ألنه ال يمكن اللجوء إليھا في عقد النقل كون المسؤولية عقدية إال إذا أخذ بنظام الخيرة بين المسؤوليتين ،2و ھذا النظام محل خالف بين الفقھاء : 3حيث ورد في عدة قرارات أن أحكام المواد 41382و ما يليھا من القانون المدني ال تطبق إذا ما تعلق األمر بخطئ عقدي.5 ثانيا :النظريات الموضوعية نتيجة لإلنتقادات الموجھة للنظريات الشخصية التي ترجع المسؤولية لخطئ الناقل الشخصي أو الخطأ في حراسة وسيلة النقل ،ظھرت النظريات الموضوعية التي تبنت الضرر كأساس لمساءلة الناقل و من أھمھا :نظرية المخاطر أو تحمل التبعة ،و نظرية الضمان :. -1نظرية تحمل التبعة أو المخاطر ظھرت ھذه النظرية في فرنسا نظرا للتطورات الصناعية و إنتشار اآلالت و وسائل النقل و تعدد الحوادث و تعذر إثبات الخطأ في أغلبية األحيان مما دفع أصحابھا و من بينھم جوسران و سالي إلى إستبعاد الخطأ كأساس لمسؤولية الناقل إلخالله. -1خليفي مريم – المرجع السابق – ص . 26 -2العرباوي نبيل صالح – المرجع السابق – ص . 141 – 3-- Alex Weill et François Terré – Droit civil –les obligations – Dalloz – quatrième édition – Paris France – 1986- page 783 . 4-cour de cassation .chambre commerciale.du 07/12/1960 – cour de cassation .chambre commerciale . du 03/01/1964 . 5- Nombre d’arrêts ont décidé que les dispositions des articles 1382 et suivant sont sans application lorsqu’il s’agit d’une faute commise dans l’exécution d’une obligation résultant d’un contrat.. 21.
(22) باإللتزام بالسالمة و رغم إتفاقھم حول ھذا ،إال أنھم إختلفوا حول المعيار الذي تؤسس عليه نظريتھم و إنقسموا إلى فرضين : أ-نظرية تحمل التبعة المقابلة للربح و مفادھا أن كل من يستعمل شيئا يستھدف من ورائه فائدة أو ربح ،عليه أن يتحمل مخاطره و الضرر الذي قد يحدثه أو يسببه ھذا الشيء للغير أي الغرم بالغنم ،و حجتھم في ذلك ھو أن حارس الشيء الذي يستفيذ منه ،و يجني أرباحه ھو الوحيد الذي كان في مقدوره أن يمنه الحادث الذي نتج عنه الضرر ،و بالتالي فعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك بدفع التعويض ،و من غير العدالة أن يتحمل المضرور الضرر الناتج عن شيء لم يستفذ منه و لم يكن في قدرته دفع الحادث الناتج عنه، و بالتالي فإن اإلنتفاع من الشيء يقابله اإللتزام بتحمل مخاطره. 1. ب-نظرية تحمل تبعة الخطر المستحدث مفادھا أن كل من أنشأ بفعله خطرا مستحدثا يتعين عليه تحمل تبعته ،و لقد إعتبر الفقيه سالي أن اإلعتماد على نظرية الضرر كأساس لمسؤولية الناقل ھو الوضع السليم ،فيجب مساءلة كل من يسبب ضررا للغير بغض النظر عما إذا كان فعله يشكل خطأ ام ال . 2 فحسب ھذه النظرية يتحمل الناقل المسؤولية لما يصاب الراكب بضرر أثناء عملية النقل بإعتباره المنتفع من ھذه العملية ،و بالتالي عليه أن يتحمل كل ما يتبع ھذا النشاط من أضرار لكون وسائل النقل من األشياء محتملة الخطأ . *رغم مسايرة نظرية تحمل التبعة للتطور الصناعي إال أنھا تحمل مستعملي ھذه الوسائل المتطورة كل األضرار التي تسببھا و ھذا ما يشكل إثقال لمسؤولية الناقل، لحتمية تسبيب ھذه الوسائل أضرارا بصفة مباشرة أو غير مباشرة .. -1خليفي مريم – المرجع السابق – ص . 27 -2ذكر من طرف العرباوي نبيل صالح – المرجع السابق – ص . 149 22.
(23) -2نظرية الضمان : إعتبر صاحب ھذه النظرية Boris Starckأن كل النظريات المبنية على الخطأ كأساس للمسؤولية و كذلك نظرية تحمل التبعة ال تبرر أساس المسؤولية إال من ناحية المسؤول ،أي المتسبب في الضرر متجاھلة بذلك الطرف المتضرر . و لھذا السبب بنى نظريته برد اإلعتبار للمتضرر ،و إعتبر أن اإلنسان يتمتع بحق فردي في األمن ،و اإلستقرار ،و السالمة الجسدية ،و يعتبر كل إعتداء على ھذا الحق محظورا و يستلزم التعويض . كما توصل إلى ان للمسؤولية وظيفتين :األولى ھي الضمان إذ تتحقق بمجرد المساس بحق مضمون كالحق في السالمة الجسدية و المالية بغض النظر عما إذا كان الفعل المسبب له خطأ أم ال ،أما الثانية فھي الجزاء أو العقوبة الخاصة ،فمتى ثبت وقوع الخطأ يتسع دور المسؤولية لمعاقبة المسؤول عقابا خاصا و ھو التعويض .و يترتب عن تطبيق ھذه النظرية على عقد النقل أن مجرد عدم تنفيذ الناقل لإللتزام بالسالمة يجعله مسؤوال دون حاجة إلثبات خطئه ،ألنه أخل بضمان تنفيذ اإللتزام و عليه تعويض الراكب عما أصابه من أضرار غير مشروعة ،أما إذا أثبت وقوع ھذه األضرار لخطئ الناقل فيشدد التعويض وفقا للوظيفة الثانية للمسؤولية. 1 رغم مسايرة ھذه النظرية للواقع اإلجتماعي و حق اإلنسان في اإلستقرار إال أنھا لم تسلم ھي أيضا من اإلنتقادات منھا :حصول الراكب المتضرر على تعويض جزئي في حالة عدم إثباته خطأ الناقل و ھذا ما يخالف الواقع كون التعويض يقدر حسب جسامة الضرر. 2. رغم اإلنتقادات الموجھة إلى كل ھذه النظريات الشخصية و الموضوعية ،إال أننا نرى أن نظرية الخطأ ھي األنجع و األقرب إلى الصواب لتفسير مسؤولية ناقل األشخاص ألنھا أسست الحق في التعويض على خطئ الناقل العقدي ،و ھذا ما يتماشى مع المادة 62من القانون التجاري التي ألزمت ناقل األشخاص أن يضمن أثناء مدة النقل سالمة المسافر ،و أن يوصله إلى وجھته المقصودة في حدود الوقت المعين بالعقد و بالتالي إعتبرت اإللتزام بالسالمة إلتزاما تعاقديا يستلزم التعويض إذا ما تم اإلخالل به . -1خليفي مريم – المرجع السابق – ص . 30 -2العرباوي نبيل صالح – المرجع السابق – ص 146 23.
(24) الفرع الثاني :طبيعة إلتزام ناقل االشخاص بضمان السالمة لتحديد طبيعة اإللتزام بالسالمة يجب حل مشكلة إثبات الخطأ العقدي و الراجعة إلى التناقض بين المادتين 1147من القانون المدني الفرنسي التي تقابلھا المادة 176من القانون الجزائري التي تعتبر مسؤولية المتعاقد قائمة بمجرد عدم تنفيذه للعقد بدون إثبات خطئه كونه مفترض ،و المادة 1137من القانون الفرنسي أي المادة 172من القانون الجزائري التي تعتبر المدين مخطئ بمجرد مقارنة تصرفه مع تصرف الرجل العادي الحريص عن عائلته .و لحل ھذا التناقض ،إعتبر الفقه الحديث خاصة منذ René Demogueأن إثبات الخطأ العقدي مرتبط بمحل اإللتزام إذا ما كان إلتزام بتحقيق نتيجة أو ببذل عناية .1 الفكرة العامة للتمييز بين اإللتزام بتحقيق نتيجة و اإللتزام ببذل عناية تتمثل في معاينة ما تعھد به المدين و ما ينتظره الدائن :فإما أن يتعھد بتحقيق نتيجة أو غاية محددة كتعھد البائع بتوريد سلعة معينة و في أجل محدد ،و يتعھد المشتري بدفع ثمنھا ،و إما أن يتعھد المدين إال باتخاذ األمور و الوسائل المناسبة التي سوف تسمح للدائن الوصول إلى نتيجة محتملة كما ھو الحال بالنسبة للطبيب أو المحامي فھما ال يضمنان الشفاء أو النتيجة اإليجابية في الدعوى. و على ھذا األساس في اإللتزام بتحقيق نتيجة :يعتبر عدم تحققھا خطأ عقديا و يفترض وجوده ،و على ھذا األساس ال يبقى للدائن إال إثبات وجود العقد و عدم تحقق النتيجة دون إثبات وجود الخطأ أم ال فھو مفترض ،و ال يبقى للمدين للتخلص من مسؤوليته إال إثبات أن عدم تنفيذ العقد يعود الى سبب اجنبي . أما في اإللتزام ببذل عناية ففي غالبية األحيان على الدائن إثبات عدم تنفيذ اإللتزام و عدم مطابقة تصرفات المدين مع تصرفات الرجل العادي الحريص عن شؤون عائلته .إن التفرقة بين اإللتزامين بتحقيق نتيجة و ببذل عناية ال تطرح اي اشكال إال في مجال االلتزامات بأداء عمل و من بينھا :االلتزام بالسالمة خاصة فــــــــــــي. 1 - Alex Weill et François Terré – Droit civil –les obligations – Dalloz – quatrième édition – Paris – France – 1986 – p 400 .. 24.
(25) الحاالت التي يكون فيھا الشخص تحت تصرف التقنيين و آالتھم كما ھو الشأن في عقد النقل.1 يترتب على إعتبار اإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص كإلتزام بتحقيق نتيجة كما يعرف باللغة الفرنسية sécurité-résultatأن الناقل ملزم بنقل المسافر إلى المكان المتفق عليه سالما معافى ، 2و بالتالي فيكفي إصابة المسافر بأي ضرر أثناء عملية النقل لقيام مسؤولية الناقل ،و بالتالي إلتزامه بالتعويض دون حاجة إلى إثبات خطئه و ال يعفيه منھا إثباته لبدله العناية الالزمة ،أو اتخاذه الحيطة و الحذر كون اإللتزام بتحقيق نتيجة ،بل عليه إثبات السبب األجنبي . 3 رغم مصداقية و فعالية إعتبار االلتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص كإلتزام بتحقيق نتيجة ،إال أننا نالحظ أن المشرع الجزائري قد جمع بين أحكام اإللتزام بتحقيق نتيجة و أحكام اإللتزام ببذل عناية خاصة في المجال الجوي و البحري : *ففي المجال الجوي :تنص المادة 145من قانون الطيران المدني 4على أن يكون الناقل مسؤوال تلقائيا بمجرد حدوث ضرر للمسافر أثناء تنفيذ العقد ،ھذا من جھة من خصائص اإللتزام بتحقيق نتيجة ،و من جھة أخرى ينص في المادة 1/148 من نفس القانون على أن " :الناقل ال يكون مسؤوال إذا أثبت أنه و تابعيه قد اتخذوا كافة التدابير الضرورية لتجنب وقوع الضرر ،و أنه استحال عليھم ذلك ،و ھذا من خصائص اإللتزام ببذل عناية". *أما في المجال البحري :فيظھر ھذا من خالل المادة 841من القانون البحري الجزائري التي تكرس أحكام اإللتزام ببذل عناية التي تلزم الناقل بتجھيز السفيـــــنة و إتخاذ كل اإلجراءات الالزمة لتامين سالمة الركاب ،ھذا من جھة ،و من جھة أخرى أحكام المادة 842من نفس القانون التي تعتبر الناقل مسؤوال عن األضرار التي تصيب الركاب و أمتعتھم إذا ما وقعت خالل عملية النقل ،و ھذا ما يتماشى مع أحكام اإللتزام بتحقيق نتيجة . إن ھذا الجمع ألحكام اإللتزامين ،إن كان يدل على شيء ،فھو يدل على رغبة المشرع في حماية الطرف الضعيف في العقد أال و ھو :المسافر . 1 - « L’obligation de sécurité est surtout admise lorsque le client est livré au technicien et à. ses instruments et n’a pas d’initiatives à manifester , de coopération a fournir .c’est » essentiellement le cas du contrat de transport 2 - Barthélémy Mercadal – Droit des transports terrestres et aériens – Dalloz/Delta – année 1996 – page 389 . -3خليفي مريم – المرجع السابق – ص . 52 -4تقابلھا المادة 17من إتفاقية وارسو . 25.
(26) المبحث الثاني :مجال سريان اإللتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص بعد أن بينا أن اإللتزام بالسالمة إلتزام عقدي بتحقيق نتيجة و ھي :إيصال الراكب إلى المكان المتفق عليه سالما معافى ،يبقى لنا ان نبين مجال أو نطاق سريانه من حيث أنواع النقل كونه نشأ في المجال البحري ،و أن نحدد أطرافه )المطلب األول( و من حيث كل مراحل النقل ،و مدى سريانه أو إمتداده إلى األمتعة بمختلف أنواعھا )المطلب الثاني( :. المطلب األول :مجال سريانه من حيث نوع النقل و من حيث األشخاص من خالل ما يلي سوف نوضح مدى إمتداد ھذا االلتزام إلى مجاالت النقل األخرى و مدى تجسيده في قوانينھا الخاصة )الفرع االول( ،و مدى سريانه على األشخاص من خالل توضيح صفة كل من الناقل و الراكب )الفرع الثاني( :. الفرع األول :نطاق سريانه من حيث نوع النقل ينقسم النقل من حيث الموضوع أو محل األداء إلى :نقل أشخاص و نقل أشياء ، و من حيث المجال الذي يتم فيه إلى :نقل بري و نقل جوي و نقل بحري ،و من حيث النطاق السياسي إلى :نقل داخلي و نقل دولي .و سوف تقتصر دراستنا عن مدى سريان ھذا اإللتزام على نقل األشخاص في مختلف المجاالت في النطاقين الداخلي و الدولي. رغم نشأة االلتزام بالسالمة في عقد نقل األشخاص في المجال البحري إال أنه امتد إلى كل أنواع النقل مھما كانت وسيلة النقل المستعملة :بحيث طبقت أحكامه ألول مرة في مجال السكك الحديدة من طرف محكمة النقض الفرنسية في سنة ،1 1913 و على النقل بالميترو سنة ، 21950و الحافالت سنة ،3 1955و سيارات االجرة. 1- Cass.civ.27/01/1913.s1913.177 2 -Cass . civ . 04/03/1950 . 3 -Cass . civ . 23/05/1955 . D 1955.504. 26.
(27) في ،1 1922و على القوارب و زوارق النھر في ، 21921كما ان التعداد ال يتوقف ھنا بل ان االجتھادات القضائية تتجه الى تمديد تطبيقه على مستغلي 3 les exploitants de remontée mécanique et de المصاعد télésiègeو إلى مالكي األحصنة عند إستعمالھا كوسيلة نقل لكن كإلتزام ببذل عناية بالنسبة لھذه األخيرة ، 4و ھذا ما سنتعرض له من خالل ما يلي :. أوال :النقل البري سوف نوضح مدى تجسيد ھذا االلتزام في القوانين الوطنية و الدولية الخاصة بھذا النوع من النقل. -1في المجال الداخلي النقل البري ھو الذي يتم على اليابسة ،و لقد عرفته المادة الثانية من القانون 13/01الصادر في 08غشت 2001المتضمن توجيه النقل البري و تنظيمه المعدلة و المتممة بموجب المادة 02من القانون 09/11على أنه " 5كل نشاط يقوم من خالله مستغل بنقل أشخــــــاص أو بضائع من مكان إلى اخر عبر الطريق أو السكك الحديدية على متن مركبة مالئمة" مع اإلشارة أن ھذا التعديل إستبدل التعبير عن القائم بالنقل من " كل شخص طبيــــعي أو معنوي " ليصبح " كل مستغل " ،مع تعريف ھذا األخير في المادة الرابعة من نفس القانون المعدل و المتمم على أنه " :كل شخص طبيعي أو معنوي يمارس خدمة أو عدة خدمات للنقل العمومي لألشخاص أو البضائع بوسائله الخاصة للنقل أو بوسائل تضعھا الدولة تحت تصرفه في إيطار إمتياز " .. 1 -Cass . civ 31/07/1922. 2 -C . A . Grenoble du 15/03/1921. 3- Cass . civ . 08/10/1968 . 4 - Barthélémy Mercadal – Droit des transports terrestres et aériens – Dalloz/Delta – année 1996 – page 387 . 5- Touafek Rabah – code des transports terrestres – textes législatifs et règlementaires en vigueur – Edition Houma – Alger – Algérie – année 2006 – p 258 .. 27.
(28) كما تم إدراج بموجب التعديل السابق الذكر فقرة سادسة في المادة الثانية عرفت المركبة véhiculeعلى أنھا " :كل وسيلة نقل بري مزودة بمحرك دفع ،تسير على الطريق ،أو على السكة الحديدية مجرورة أو معلقة بواسطة سلك ،و تندرج على الخصوص ضمن ھذا التعريف :سيارات نقل األشخاص أو نقل البضائع ، Automobilesو الحافالت ، Busو الحافالت المتمفصلة Les bus ، articulésو الحافالت الكھربائية ، Les trolleybusو عربات القطارات و القطارات الكھربائية ،و القطارات ذاتية الدفع ،و عربات الترامواي ،و عربات المترو ،و حجرات التلفريك و التلبان Les cabines de téléphériques et ، funiculairesو العربات المعلقة باألسالك و التلسياج و مصاعد التزحلج و كذا حجرات المصاعد الحضرية ." les cabines des ascenseurs urbains بالتالي يشمل النقل البري لألشخاص حسب ما تنص عليه المادة 14من القانون : 1 09/11النقل عبر الطرقات ،النقل بالسكك الحديدية ،النقل المشترك ما بين األنماط ،و نقل األشخاص الموجه . le transport guidé de personnes. أ-النقل عبر الطرق : لقد عرفت المادة الثانية من القانون السابق ذكره في فقرتھا التاسعة النقل عبر الطرق على أنه " :نقل يستعمل مركبات مھيأة من طرف الصانع لنقل أشخاص من مكان إلى اخر ،تسير عبر الطرق " ،و ينقسم بدوره الى نقل عمومي و نقل للحساب الخاص :فاما النقل العمومي فقد عرفته المادة 02/02من نفس القانون على انه " :نقل يتم بمقابل لحساب الغير ،يقوم به مستغلون مرخص لھم لھذا الغرض " ،اما النقل للحساب الخاص فھو " :نقل تقوم به أشخاص طبـــــــيعية أو إعتبارية لحاجاتھم الخاصة بواسطة مركبات يملكونھا ".2 كما تنص المادة 27من القانون 13/01المعدل و المتمم على أن نقل األشخـــاص عبر الطرق يشمل :النقل الجماعي الحضري و غير الحضري و النقل النوعي الذي يشمل بدوره :النقل المدرسي ،النقل بواسطة سيارة االجرة ،نقل السياح ، نقل المرضى ،و النقل الجنائزي و يكون النقل النوعي موضوع تنظيم خاص. 3. -1المادة 14من القانون 09/11المعدل و المتمم للقانون رقم 13/01المتضمن توجيه النقل البري و تنظيمه -2المادة 02فقرة 03من القانون 13/01المعدل و المتمم . -3المادة 34من القانون 13/01المعدل و المتمم . 28.
Documents relatifs
Abstract— Ranking-based semantics are a way of assessing the acceptability of arguments in an abstract argumentation framework, by providing a ranking on arguments.. This paper aims
We then compared the different composition methods on different versions of the same seman- tic space (both for French and English): the full semantic space, a reduced version of
Individuals with lower levels of global self- esteem showed higher blood pressure levels to the first public speaking stressor, and they also did in their second presentations but
Cross-sectional echocardiography revealed a large pericardial effusion which required drainage and placement of a pericardial tube.. Large blood clots and 250 cc of bloody fluid
We tested 30 clinical isolates from three countries: 11 from the USA (University of Iowa Hospitals and Clinics, Iowa City, IA), eight from Brazil (Escola Paulista de Medicina,
1DVLP$OHP 4XHQWLQ5DPDVVH 0LFKDHO6DUDKDQ 5ROI(UQL 2OHJ9<D]\HY .ULV(ULFNVRQ 6WHYHQ*/RXLH $OH[=HWWO
Figure 2 shows the variation with height in a semi-empirical model of the quiet solar atmosphere of the rates of such elastic collisions, both for the lower (D (2) l ) and upper (D
L’ob- jectif est d’explorer les variantes en partant des termes les plus redondants (aux racines), représentant le sujet dans ses grandes lignes, vers les termes les plus