• Aucun résultat trouvé

تحليل أداء التجارة العربية البينية وفق نموذج الجاذبية : دراسة حالة دول شمال إفريقيا

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "تحليل أداء التجارة العربية البينية وفق نموذج الجاذبية : دراسة حالة دول شمال إفريقيا"

Copied!
165
0
0

Texte intégral

(1)‫جامعة وهران‬ ‫كلية العلوم اإلقتصادية‪ ،‬علوم التسيري و العلوم التجارية‬ ‫املدرسة الدكتورالية لإلقتصاد و إدارة األعمال‬ ‫مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري يف اإلقتصاد‬ ‫ختصص‪ :‬إقتصاد دويل‬. ‫الموضوع‪:‬‬ ‫تحليل أداء التجارة العربية البينية وفق نموذج الجاذبية‪:‬‬ ‫(دراسة حالة دول شمال إفريقيا)‬ ‫من إعداد ‪:‬‬. ‫تحت إشراف‪:‬‬. ‫كريم خديم‬. ‫د‪ .‬كفيف بن عودة‬. ‫أمام لجنة المناقشة‪:‬‬. ‫‪2014/06/08‬‬. ‫رئيس ـ ـ ـا‪ :‬أ‪.‬د دربال عبد القادر‬. ‫أستاذ التعلم العالي‬. ‫بجامعة وهران‬. ‫مقـ ـ ـ ـررا‪ :‬د‪ .‬كفيف بن عودة‬. ‫أستاذ محاضر درجة "أ"‬. ‫بجامعة وهران‬. ‫مناقشا‪ :‬د‪ .‬مباركي ناصر‬. ‫أستاذ محاضر درجة "أ"‬. ‫بجامعة وهران‬. ‫مناقشا‪ :‬د‪ .‬معمر بلخير‬. ‫أستاذ محاضر درجة "أ"‬. ‫بجامعة وهران‬. ‫السنة الجامعية‪:‬‬ ‫‪3102/3102‬‬.

(2) ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬محدا يواين نعم املنعم‪ ،‬محدا كثريا مباركا فيه و سالم على إمام املرسلني حممد عليه أزكى‬ ‫الصالة و التسليم‪.‬‬ ‫و كما أمرنا اهلل تعاىل بشكره‪ ،‬أمرنا بشكر املنعم الثاين علينا بعده‪ ،‬إذ قال تعاىل‪ ،‬بعد بسم اهلل الرمحن الرحيم‬ ‫صي نَا ا ِإلنسا َن بِوالِ َدي ِه حملَْتهُ أ ُُّمهُ و ْهنًا َعلَى و ْه ٍن وفِصالُهُ فِي َعامي ِن أ ِ‬ ‫َي ال َْم ِص ُير "‬ ‫َن ا ْش ُك ْر لِي َولِ َوالِ َديْ َ‬ ‫ك إِل َّ‬ ‫َْ‬ ‫" َوَو َّ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ََ‬. ‫اآلية ‪ 41‬من سـورة لقـمان‪ ،‬فالشـكر و التقدير هلما مدى احلياة‪.‬‬ ‫كما أتقدم بالشكر اخلالص إىل ‪ ،‬الدكتور املشرف" كفيف بن عودة" على صربه معنا و الذي أمد لنا يد العون‬ ‫يف إجناز هذا البحث و مل يبخل علينا بتوجيهاته ومساعداته ونصائحه‪.‬‬ ‫كما نتوجه جبزيل الشكر إىل مجيع أعضاء جلنة مناقشة هذا البحث ‪.‬‬ ‫و ال أنسى أن أتقدم جبزيل الشكر إىل رحيانة قليب رفيقة دريب" سوسن" اليت ساعدتين كثريا يف هذا البحث‪.‬‬ ‫وإىل جوهرة حيايت املاسة الصغرية إبنيت" ريماس"‬ ‫و إىل رفقاء الدرب املهين باملديرية اجلهوية للجمارك بتلمسان‪ ،‬و أخص بالذكر‪ ،‬مدرسيت يف احلياة‪،‬‬ ‫السيد بن عيسى عبد القادر‪ ،‬و أخي و صديقي رباحي يوسف‪.‬‬ ‫و ال أنسى كذلك كل من ساعدين يف احلصول على املعطيات الالزمة إلجراء هذه الدراسة‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل عليه الصالة و السالم‪ ... ":‬من صنع إليكم معروفا فكافئوه‪ ،‬فإن لم‬ ‫تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه"‬ ‫إىل كل من ساعد يف اجناز هذا العمل املتواضع من قريب أو من بعيد‪.‬‬ ‫إىل كل من يساهم يف نشر العلم و املعرفة‪.‬‬ ‫إىل كل من سقط امسه سهوا عن قلمي‪.‬‬.

(3) :‫الملخص‬ ‫ والتعرف على‬،‫سعت الدراسة إلى البحث وتسليط الضوء على الحجم المنخفض للتبادل التجاري بين الدول العربية عامة‬ ‫التبادل البيني بين دول شمال إفريقيا بصفة خاصة باالعتماد على نموذج الجاذبية الذي يأخذ بعين اإلعتبار عوامل التكامل والترابط‬ ‫ حيث أنه في ظل تنامي دور التجارة الخارجية في جميع دول‬،‫كالتقارب الجغرافي واالرتباط الثقافي والديني بين دول المنطقة‬ ‫ أدركت الدول العربية أهمية هذا الدور المتزايد للتجارة‬،‫العالم في ضوء سياسات تحرير األسواق و اإلنفتاح التجاري الدولي‬ ‫ فانخرطت في العديد من اإلتفاقيات التجارية الثنائية و اإلقليمية والدولية لمواكبة هذه التطورات لالستفادة من مزاياها‬،‫الخارجية‬ ‫ وذلك باتخاذ مجموعة من السياسات و االستراتيجيات التجارية لتشجيع التجارة الخارجية‬،‫وتجنب بعض المظاهر السلبية لها‬ ‫ حيث تجسد ذلك من خالل التكتالت العربية المختلفة عبر الزمن وصوال إلى‬، ‫بشكل عام و التجارة العربية البينية بشكل خاص‬ .‫منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‬ ‫ خلصددت الدراسددة إلددى تحديددد أربعددة متغيددرات‬،‫وبعددد تطبيددو نمددوذج الجاذبيددة لتفسددير التدددفقات التجاريددة بددين دول شددمال إفرقيددا‬ ‫ علم‬، ‫مستقلة (الناتج احمللي اإلمجايل وعدد السكان واإلنضماا ىل ىلاماد اربمال ال ماع وام ا ال ما ) هلما عقةمط داد مط م حجم الججما‬ .‫عكس باةي ارجبريات ثل اإلنضاا ىل ارنظاط ال اريط للججا اليت كانت البيط‬ :‫الكلمات المفتاحية‬ ‫ منطقة التجارة‬،1898‫ اتحاد المغرب العربي‬،1891 ‫ مجلس التعاون الخليجي‬،‫ التجارة العربية البينية‬،‫نموذج الجاذبية‬ ،‫اتجاهات التجارة العربية اإلجمالية‬، ‫ دول شمال افريقيا‬،‫ التكامل اإلقتصادي العربي‬،4002 ‫ اتفاقية اغادير‬،‫الحرة العربية الكبرى‬ .‫التجارة البينية للتجمعات العربية‬ Abstract: The study sought to research and highlight the low volume of trade exchange between Arab countries in general, and to identify the exchange interface between the countries of North Africa, in particular depending on the gravity model, which takes into account the factors of integration and interdependence ; geographical and link the cultural and religious among countries in the region, where it is In light of the growing role of foreign trade in all countries of the world in the light of the policies of liberalization and openness of international trade, Arab states recognized the importance of the growing role of foreign trade, Engaged in many bilateral trade agreements and regional and international organizations to keep pace with these developments to take advantage of their advantages and avoid some of the negative aspects her, by taking a set of policies and business strategies for promotion of foreign trade in general and inter-Arab trade in particular, where the reflected through clusters of various Arab over time and access to the area Greater Arab Free Trade., and after the application of gravity model to explain trade flows between the countries of North African, concluded the study to identify the four independent variables (GDP and population and to join the Arab Maghreb Union and the exchange rate) correlate with the volume of trade, unlike other variables, such as joining the World Trade Organization, which were negative. Keywords: gravity model, inter-Arab trade, the Gulf Cooperation Council in 1981, the Arab Maghreb Union in 1989, the Free Trade Area of the Greater Arab, Agadir Agreement 2004, the economic integration of the Arab, North African countries, the overall trends in the Arab trade, intra-trade of the Arab communities..

(4) ‫خط ـ ـ ـ ـ ـة البح ـ ـ ـ ـ ـ ـث‬ ‫مقدمـــــة‬ ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي ‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تطور نظرية التجارة الدولية‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تحليل نظرية التجارة الدولية عند الكالسيك‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية تفاوت هبات عناصر اإلنتاج لهيكشر أولين‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تحديث نظرية التجارة الدولية‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬موقف الفكر اإلقتصادي من تحرير التجارة‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المكاسب المحققة من التكامل التجاري‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار اإلستاتيكية للتكامل التجاري‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اآلثار الدينامكية للتكامل التجاري‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬اإلعتبارات الواجب مراعاتها في إقامة التكامل‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التماثل و التباين بين الهياكل اإلقتصادية ألعضاء التكامل‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التقارب في مستويات نمو و معدالت أداء أعضاء التكامل‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تعدد العضوية في التجمعات التكاملية‪.‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬حدود تحرير التبادل التجاري و درجة اإلنفتاح على العالم‪.‬‬. ‫‪1‬‬.

(5) ‫خط ـ ـ ـ ـ ـة البح ـ ـ ـ ـ ـ ـث‬. ‫الفصل األول‪ :‬تحليل إمكانيات التكامل اإلقتصادي العربي‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مقومات التكامل اإلقتصادي العربي‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعدد و تنوع الموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬حجم السوق العربية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬توفر الكوادر‪.‬‬. ‫المبحث الثاني‪ :‬معوقات التكامل اإلقتصادي العربي‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التناقضات الهيكلية و التنموية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تعدد األنماط التنموية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬غياب اإلرادة السياسية‪.‬‬. ‫المبحث الثالث‪ :‬الجهود المبذولة لتحقيق التكامل اإلقتصادي العربي‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مجلس التعاون الخليجي ‪.1891‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إتحاد المغرب العربي ‪.1898‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى‪.‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬اتفاقية أغادير ‪.4002‬‬. ‫‪2‬‬.

(6) ‫خط ـ ـ ـ ـ ـة البح ـ ـ ـ ـ ـ ـث‬. ‫الفصل الثاني‪ :‬دراسة أهم المؤشرات اإلقتصادية الكلية للدول العربية‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دراسة موارد اإلقتصاد العربي‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دراسة اإلمكانيات الزراعية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة اإلمكانيات و الموارد الطاقوية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دراسة الطاقات البشرية‪.‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬دراسة اإلمكانيات المالية و التجارية‪.‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬دراسة الناتج المحلي اإلجمالي العربي‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تحليل أداء الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الهيكل القطاعي للناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الناتج المحلي اإلجمالي حسب بنود اإلنفاق‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬نمط التجارة الخارجية للدول العربية واتجاهاتها‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تحليل أداء التجارة الخارجية للدول العربية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اتجاهات التجارة العربية اإلجمالية‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التجارة البينية للتجمعات العربية‪.‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬تطور الهيكل السلعي للتجارة البينية‪.‬‬. ‫‪3‬‬.

(7) ‫خط ـ ـ ـ ـ ـة البح ـ ـ ـ ـ ـ ـث‬. ‫الفصل الثالث‪ :‬دراسة قياسية للتجارة العربية البينية وفق نموذج الجاذبية‪.‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬نموذج الجاذبية لتفسير تدفقات التجارة‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المبررات النظرية لنموذج الجاذبية‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬النموذج الموسع لنموذج الجاذبية و تقييم أثر اإلتفاقيات اإلقليمية‬ ‫للتجارة‪.‬‬. ‫المبحث الثاني‪ :‬نمذجة قياسية للتدفقات التجارية بين دول شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نظرة عامة عن إقليم دول شمال إفريقيا‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬وصف النموذج و تقديم البيانات‪.‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬نتائج و اسقاطات الدراسة القياسية‪.‬‬. ‫خاتمــــة‬. ‫‪4‬‬.

(8) ‫مقدمة‪:‬‬ ‫عرفت السنوات األخيرة من القرن العشرين تطورات اقتصادية وسياسية هامة على المستوى‬ ‫اإلقليمي و الدولي‪ ،‬تمثلت باألساس في بروز ظاهرة التكتالت اإلقتصادية في العالم و تعاظم دور‬ ‫مؤسسات بريتون وودز ( صندوق النقد الدولي و البنك الدولي لإلنشاء و التعمير‪ ،‬ومنظمة التجارة‬ ‫العالمية وريثة اإلتفاقية العامة للتعريفة و التجارة)‪ ،‬وكذا زيادة عدد ودور الشركات المتعددة الجنسيات‬ ‫مع التطور التكنولوجي الهائل الذي عرفه مجال اإلعالم و اإلتصال‪ ،‬دون أن ننسى الزحف الجارف‬ ‫لظاهرة العولمة و التدويل‪ .‬هذه التطورات وعلى الرغم من أهميتها و حجمها إال أنها تظهر فقط حينما‬ ‫نتحدث عن الدول النامية عموما و الدول العربية بصفة خاصة‪.‬‬ ‫و في ظل تنامي دور التجارة الخارجية في جميع دول العالم في ضوء سياسات تحرير األسواق‬ ‫و اإلنفتاح التجاري الدولي‪ ،‬أدركت الدول العربية أهمية هذا الدور المتزايد للتجارة الخارجية‪ ،‬فانخرطت‬ ‫في العديد من اإلتفاقيات التجارية الثنائية و اإلقليمية و الدولية لمواكبة هذه التطورات و اإلستفادة من‬ ‫مزاياها و تجنب بعض المظاهر السلبية لها‪ ،‬و في هذا اإلطار تم اتخاذ مجموعة من السياسات‬ ‫واإلستراتيجيات التجارية لتشجيع التجارة الخارجية بشكل عام و التجارة العربية البينية بشكل خاص‪.‬‬ ‫ولقد خطا النظام العربي خطوات هامة في سبيل تطوير التجارة العربية البينية من خالل إبرامه‬ ‫التفاقيات تعاون و شراكة ثنائية و متعددة األطراف‪ ،‬و هي خطوة هامة في طريق التعاون اإلقتصادي‬ ‫العربي الذي ينبغي أن يتجاوز معابر الوحدة الجمركية و اإلتحاد الجمركي وصوال إلى السوق العربية‬ ‫المشتركة و ربما العملة العربية الموحدة‪.‬‬ ‫ولعل ما زاد من ضرورة العمل اإلقتصادي العربي المشترك هو ما استجد من تحديات في ظل‬ ‫المتغيرات اإلقليمية و الدولية وما يطرح فيها من مشاريع إقليمية منافسة كالشرق أوسطية و الشراكة‬ ‫األورومتوسطية و خطر تعامل كل دولة بمفردها مع المجموعة األوربية أو مع منظمة التجارة العالمية‬ ‫‪....‬إلخ‪.‬‬ ‫هذا و تلعب التجارة العربية البينية أهمية كبيرة في اقتصاديات الدول العربية كمورد رئيسي‬ ‫للدخل و كمصدر لتمويل التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية و في تقوية العالقات العربية تمهيدا لتحقيق‬ ‫التكامل اإلقتصادي الكبير ال سيما في ظل المتغيرات اإلقتصادية العميقة التي يعرفها النظام الدولي‬ ‫الجديد‪.‬‬. ‫‌أ‬.

(9) ‫و في هذا اإلطار و انطالقا من إدراكنا العميق بأهمية التجارة العربية البينية ودورها المركزي‬ ‫في تحقيق التنمية اإلقتصادية العربية المنشودة جاءت الرغبة العميقة في اختيار هذه الدراسة‪ ،‬إذ وجدنا‬ ‫ضرورة تسليط الضوء على الحجم المنخفض للتبادل التجاري بين الدول العربية من خالل البحث في‬ ‫واقع هذا التبادل و آفاق تطويره في ظل المستجدات العالمية و اإلقليمية‪.‬‬ ‫و ‌على ‌ضوء ‌كل ‌هذا‪‌ ،‬ارتأيت ‌تقسيم ‌الموضوع ‌إلى ‌أربعة ‌فصول ‪‌ ،‬وكل ‌فصل ‌إلى ‌عدد ‌من‌‬ ‫المباحث‌و‌المطالب‪‌.‬‬ ‫حيث‌يستعرض‌الفصل‌التمهيدي‌إطارا‌نظريا‌ألسس‌التكامل‌التجاري‌الدولي‌من‌خالل‌التطرق‌‬ ‫إلى ‌تطور ‌نظرية ‌التجارة ‌الدولية ‪‌ ،‬و ‌كذا ‌تبيان ‌موقف ‌الفكر ‌اإلقتصادي ‌من ‌تحرير ‌التجارة ‌و ‌ماهي‌‬ ‫اإلعتبارات‌الواجب‌مراعاتها‌في‌إقامة‌التكامل‪‌.‬‬ ‫أما ‌الفصل ‌األول‪‌ ،‬فيتناول ‌تحليال ‌إلمكانيات ‌التكامل ‌اإلقتصادي ‌العربي‪‌ ،‬و ‌بعد ‌ذلك ‌تحديد‌‬ ‫معوقات‌هذا‌التكامل‌و‌الجهود‌المبذولة‌لتحقيقه‌من‌خالل‌تسليط‌الضوء‌على‌أهم‌اإلتفاقيات‌التي‌عقدتها‌‬ ‫الدول‌العربية‌في‌أشكاله‌المختلفة‪‌.‬‬ ‫و‌لقد‌خصصنا‌الفصل‌الثاني‌لدراسة‌أهم‌المؤشرات‌اإلقتصادية‌الكلية‌للدول‌العربية‪‌،‬وذلك‌من‌‬ ‫خالل‌دراسة‌موارد‌اإلقتصاد‌العربي‌المختلفة‪‌،‬و‌دراسة‌الناتج‌المحلي‌اإلجمالي‌العربي‪‌،‬لنخلص‌بعدها‌‬ ‫إلى‌نمط‌التجارة‌الخارجية‌للدول‌العربية‌واتجاهاتها‪‌.‬‬ ‫و ‌في ‌الفصل ‌األخير‪‌ ،‬فقد ‌خصص ‌لدراسة ‌قياسية ‌للتجارة ‌العربية ‌البينية ‌و ‌ذلك ‌وفق ‌نموذج‌‬ ‫الجاذبية ‌الذي ‌يحظى ‌بأهمية ‌بالغة ‌في ‌اإلقتصاد ‌الدولي ‌خاصة ‌مع ‌نمو ‌و ‌تزايد ‌التكتالت ‌اإلقتصادية‌‬ ‫الدولية‪‌،‬و‌على‌هذا‌األساس‌تم‌تسليط‌الضوء‌في‌هذا‌الفصل‌على‌هذا‌النموذج‌لتفسير‌التدفقات‌التجارية‪‌،‬‬ ‫و‌اعتماده‌كنموذج‌قياسي‌للتدفقات‌التجارية‌بين‌دول‌شمال‌إفريقيا‌كعينة‪‌.‬‬ ‫و‌في‌األخير‌الخاتمة‌‌التي‌تحتوي‌على‌عدد‌من‌النتائج‌و‌التوصيات‪‌.‬‬. ‫‌‬. ‫‌‬ ‫‌ب‬.

(10) ‫اإلشكالية الرئيسية و األسئلة الفرعية للبحث‪:‬‬ ‫رغم كل ‌اإلتفاقيات ‌التي ‌وقعت ‌ورغم ‌وجود ‌كم ‌كبير ‌من ‌البنى ‌التشريعية‌‬ ‫والمؤسساتية‌في‌إطار‌جامعة‌الدول‌العربية‌ال‌يزال‌حجم‌التجارة‌العربية‌البينية‌متواضعا‌‬ ‫ولم‌تتجاوز‌التجارة‌البينية‌‪‌%01‬من‌إجمالي‌التجارة‌العربية‪‌.‬‬ ‫هذا‌إن‌دل‌على‌شيء‌إنما‌يدل‌على‌أن‌المشكلة‌أبعد‌من ‌مسألة‌رسوم‌و‌ضرائب‌‬ ‫جمركية‪‌،‬إذ‌أن‌التبادل‌التجاري‌البيني‌يعاني‌مشكالت‌سياسية‌و‌إدارية‌معقدة‌تتلخص‌في‌‬ ‫عجز ‌اإلدارات ‌اإلقتصادية ‌العربية ‌عن ‌أداء ‌مهامها ‌المتمثلة ‌في ‌بناء ‌تجارة ‌عربية ‌بينية‌‬ ‫متكاملة ‌بعيدة ‌عن ‌الضغوط ‌ األجنبية ‌التي ‌تمارس ‌ضدها ‌في ‌محاولة ‌منها ‌إلفشال ‌مخطط‌‬ ‫إنشاء‌تكتل‌اقتصادي‌عربي‌ينافس‌التكتالت‌اإلقتصادية‌العالمية‌القائمة‪‌.‬‬ ‫وعليه‪‌،‬فإن‌موضوع‌تحليل‌أداء‌التجارة‌العربية‌البينية‌يحتاج‌إلى‌تشخيص‌و‌متابعة‌‬ ‫جدية‪‌،‬خاصة‌في‌ظل‌ظهور‌نظريات‌حديثة‌في‌التجارة‌الخارجية‌منها‌نظرية‌الجاذبية‌التي‌‬ ‫تحظى‌بأهمية‌بالغة‌في‌أدبيات‌اإلقتصاد‌الدولي‌خاصة‌مع‌نمو‌و‌تزايد‌التكتالت‌اإلقتصادية‌‬ ‫الدولية‪‌،‬و‌التي‌تتضمن‌دراسة‌بعض‌المؤشرات‌التي‌تسمح‌بقيام‌تكتل‌إقتصادي‌بين‌دولتين‌‬ ‫أو‌أكثر‪‌.‬‬ ‫ومن‌هذا‌المنطلق‌يسعى‌بحثنا‌إلى‌معالجة‌اإلشكال‌الجوهري‌اآلتي‪‌:‬‬ ‫‪-‬‬. ‫ما مدى مساهمة نظرية الجاذبية في تحليل أداء التجارة العربية البينية وباألخص‬. ‫بين دول شمال إفريقيا؟‬ ‫وتتفرع‌من‌هذه‌اإلشكالية‌األسئلة‌الفرعية‌التالية‪‌:‬‬ ‫‪-‬‬. ‫هل‌نجحت‌الدول‌العربية‌في‌خلق‌بنية‌إقتصادية‌تكاملية‌فيما‌بينهم؟‬. ‫‪-‬‬. ‫هل‌هناك‌إمكانية‌لتنمية‌و‌توسيع‌التبادل‌التجاري‌العربي‌البيني‌ليكون‌كمرحلة‌بداية‌‬. ‫لمشروع‌التكامل‌اإلقتصادي‌العربي؟‬. ‫‌ج‬.

(11) ‫هل ‌أزيلت ‌العقبات ‌التي ‌حالت‪‌ ،‬و ‌ما ‌زالت ‌تحول ‌دون ‌زيادة ‌حجم ‌التجارة ‌البينية‌‬. ‫‪-‬‬. ‫العربية؟‬ ‫ما ‌هي ‌المكاسب ‌التي ‌ستجنيها ‌الدول ‌العربية ‌من ‌خالل ‌رفعها ‌لمستوى ‌التبادل‌‬. ‫‪-‬‬. ‫التجاري‌البيني؟‬ ‫ما‌هي‌استراتيجية‌العمل‌المستقبلي‌العربي‌للرفع‌من‌مستوى‌وحجم‌التجارة‌العربية‌‬. ‫‬‫البينية؟‬. ‫ هل‌يمكن‌أن‌يقدم‌لنا‌نموذج ‌الجاذبية‌تفسيرا‌للتبادل‌التجاري‌البيني‌بين‌دول‌شمال‌‬‫إفريقيا؟‌‬ ‫فرضيات البحث‪‌ :‬‬ ‫سنقوم‌من‌خالل‌هذا‌البحث‌بالتحقيق‌من‌مدى‌صحة‌الفرضيات‌التالية‪‌:‬‬ ‫ إن ‌وجود ‌تجارة ‌عربية ‌بينية ‌متكاملة ‌سيؤدي ‌إلى ‌دعم ‌اإلقتصاديات ‌العربية‌‬‫وتطويرها‌و‌يسهل‌إقامة‌تكامل‌إقتصادي‌عربي‪.‬‬ ‫ كلما‌ازداد‌التعاون‌اإلقتصادي‌العربي‌الثنائي‌و‌المتعدد‌األطراف‌كلما‌انعكس‌ذلك‌‬‫باإليجاب‌على‌حجم‌التجارة‌العربية‌البينية‪.‬‬ ‫ إن‌الرفع‌من‌مستوى‌التبادل‌التجاري‌البيني‌من‌شأنه‌أن‌يزيد‌من‌قوة‌اإلقتصاديات‌‬‫العربية‌في‌مواجهة‌التحديات‌التي‌يفرضها‌النظام‌العالمي‌الجديد‪.‬‬ ‫‪-‬‬. ‫نظرية ‌الجاذبية ‌أهم ‌نموذج ‌قياسي ‌لدراسة ‌حجم ‌التبادل ‌التجاري ‌البيني ‌بين‌‬. ‫دول‌شمال‌إفريقيا‪.‬‬. ‫أهداف البحث‪:‬‬ ‫‌يهدف‌هذا‌البحث‌إلى‌التأكيد‌على‌ما‌يلي‪‌:‬‬ ‫‪-‬‬. ‫تقديم ‌مفاهيم ‌عامة ‌عن ‌تطور ‌نظرية ‌التجارة ‌الدولية ‌و ‌موقف ‌الفكر‌‬. ‫اإلقتصادي‌من‌تحرير‌التجارة‪.‬‬. ‫‌د‬.

(12) ‫‪-‬‬. ‫عرض ‌أهم ‌اإلتفاقيات ‌التي ‌أبرمتها ‌الدول ‌العربية ‌في ‌سبيل ‌تنمية ‌التبادل‌‬. ‫التجاري‌البيني‪.‬‬ ‫‪-‬‬. ‫تحليل ‌إمكانيات ‌التكامل ‌اإلقتصادي ‌العربي ‌من ‌خالل ‌تحديد ‌المقومات‌‬. ‫والمعوقات‌وكذا‌الجهود‌المبذولة‌لتحقيق‌هذا‌التكامل‪.‬‬ ‫‪-‬‬. ‫دراسة‌أهم‌المؤشرات‌اإلقتصادية‌الكلية‌للدول‌العربية‌و‌تحديد‌نمط‌تجارتها‌‬. ‫الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬. ‫محاولة ‌تشخيص ‌أداء ‌التجارة ‌العربية ‌و ‌باألخص ‌دول ‌شمال ‌إفريقيا ‌وفق‌‬. ‫نموذج‌قياسي‌من‌أجل‌استنباط‌المتغيرات‌التي‌تحول‌دون‌الرفع‌وزيادة‌التبادل‌البيني‌بين‌‬ ‫هذه‌الدول‪.‬‬. ‫المنهج المستخدم في البحث‪:‬‬ ‫من‌خالل‌هذه‌األطروحة‌ارتأينا‌المزج‌بين‌بعض‌المناهج‌حتى‌يكون‌هناك‌نوع‌من‌‬ ‫التكامل‌العلمي‪‌،‬و‌نلخص‌هذه‌المناهج‌فيما‌يلي‪‌:‬‬ ‫أوال‪ -‬المنهج الوصفي‪‌ :‬حيث‌اعتمدنا‌على‌عرض‌و ‌تحليل‌الوقائع‌اإلقتصادية‌من‌‬ ‫خالل‌الجداول‌و‌البيانات‌اإلحصائية‌المتعلقة‌بالتجارة‌و‌اتجاهاتها‪‌،‬و‌كذا‌رصد‌المؤشرات‌‬ ‫اإلقتصادية‌و‌السياسية‌للعالقات‌العربية ‌الثنائية‌و‌المتعددة‌األطراف‪‌،‬كما‌تم‌اإلعتماد‌على‌‬ ‫الوصف‌اإلحصائي‌من‌الجداول‌التي‌رصدت‌في‌هذا‌الشأن‪‌.‬‬ ‫ثانيا‪ -‬المنهج التحليلي‪‌:‬سنركز‌في‌جزء‌من‌هذه‌الدراسة‌على‌المنهج‌التحليلي‌وذلك‌من‌‬ ‫خالل ‌التطرق ‌إلى ‌تحليل ‌نتائج ‌و ‌بيانات ‌نموذج ‌الجاذبية ‌الذي ‌تم ‌اإلستعانة ‌به ‌في ‌هذه‌‬ ‫الدراسة‌الستنباط‌النتائج‌و‌تقديم‌التوصيات‌بعد‌التحليل‌و‌الدراسة‪.‬‬. ‫‌ه‬.

(13) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‪.‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬ ‫تأتي أهمية التجارة الدولية من حاجة الدول المختلفة إلى الحصول على سلع مادية أو‬ ‫غير مادية من الدول األخرى‪ ،‬ويمكن إرجاع االهتمام بدور التجارة الدولية في اإلقتصاديات‬ ‫الوطنية إلى المركنتالية (‪ )Mercantilisme‬التي راجت في أوربا في القرن السابع عشر‬ ‫و أعطت التجارة وزنا مهما في تعزيز ثروات األمم‪.‬‬ ‫ومع تزايد االهتمام بالتنمية منذ منتصف القرن العشرين‪ ،‬اكتسبت قضية تحديد‬ ‫الموقف من التجارة الدولية أبعادا جديدة نظرا إلى ارتباطها بما تعرضت له العالقات‬ ‫اإلقتصادية الدولية للدول النامية التي اقترن تعرضها لالستعمار بالتخلف في اقتصاداتها‬ ‫الوطنية‪ ،‬من عدم تكافؤ ساهم في تكريس هذا التخلف‪ .‬و قاد هذا إلى االعتقاد بأن تحقيق‬ ‫التنمية يتطلب إعادة تشكيل العالقات اإلقتصادية الدولية على نحو يسمح بإعادة هيكلة‬ ‫اقتصاديات تلك الدول على أسس توقف نزيف الموارد لصالح الدول الصناعية المتقدمة‪،‬‬ ‫وبناء عالقات أكثر تكافؤا‪ ،‬بالتعاون مع اقتصاديات نامية تتشارك في المشاكل و األهداف‪.‬‬ ‫ومن جانب آخر‪ ،‬اتجهت الدول المتقدمة إلى إزالة ما بينها من خالفات سياسية‬ ‫أفضت إلى حروب مدمرة‪ ،‬ومن ثم قامت الدعوة إلى بناء تجمعات دولية تدمج الكيانات‬ ‫الفردية في كيان واحد‪ ،‬هذا ما سيؤدي إلى إزالة ما يعوق حركة التدفقات االقتصادية وفي‬ ‫مقدمتها التبادل التجاري بين الكيان الموحد‪.‬‬ ‫و عليه‪ ،‬سنح اول من خالل هذا الفصل التمهيدي التطرق إلى تطور نظرية التجارة‬ ‫الدولية‪ ،‬و بعدها إلى موقف الفكر اإلقتصادي من تحرير التجارة‪ ،‬لنخلص في األخير إلى‬ ‫االعتبارات الواجب مراعاتها في إقامة التكامل في مباحث ثالثة متتالية‪.‬‬. ‫‪10‬‬.

(14) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫المبحث األول‪ :‬تطور نظرية التجارة الدولية‪.‬‬ ‫تبحث نظريات التجارة الدولية في أسس التبادل التجاري الذي يعود بالفائدة على‬ ‫طرفي المبادلة‪ ،‬من أجل هذا تتعرض النظريات لشروط تقسيم العمل الدولي و تتخصص‬ ‫الدول في مختلف وجوه النشاط اإلقتصادي‪ ،‬كما تتعرض النظريات كذلك إلى كيفية توزيع‬ ‫الفوائد الناجمة عن تقسيم العمل الدولي بين الدول المشتركة في تقسيم العمل الدولي في‬ ‫إنتاج سلعة معينة‪.‬‬ ‫و سنحاول إعطاء نظرة عامة عن تطور التجارة الدولية حسب المراحل التي مرت‬ ‫بها و بإيجاز من خالل المطالب اآلتية‪:‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تحليل نظرية التجارة الدولية عند الكالسيك‪.‬‬ ‫من خالل هذا المطلب سندرس التطور التاريخي للنظرية الكالسيكية لقيام التجارة‬ ‫الدولية و ذلك بالتطرق إلى مدرسة التجاريين‪ ،‬و الفيزيوقراط و ما واالها من نظرية‬ ‫التكاليف المطلقة و التكاليف النسبية ونظرية الصناعات الناشئة‪.‬‬ ‫‪ -1‬مدرسة التجاريين ( المركنتالية)‪:‬‬ ‫أدى الفكر السائد في القرن السابع عشر‪ ،‬باعتبار أن ثروة األمم تتوقف على حيازة‬ ‫المعادن النفيسة‪ ،‬إلى توجيه النشاط إلى جلبها من حيث توجد‪ ،‬و تم ذلك بالدعوة إلى زيادة‬ ‫الصادرات عن الواردات حتى تتدفق النقود المعدنية سدادا لفائض التصدير‪ .‬و أضافت إلى‬ ‫ذلك بعض الدول كاسبانيا و البرتغال غزو أمريكا الالتينية لنهب ما بها من ذهب و فضة‪.‬‬ ‫وصا حب ذلك دعوة هذه المدرسة إلى حماية السوق المحلية لتقليل الواردات و العمل على‬ ‫تقليص التكاليف‪ ،‬و بخاصة خفض األجور‪ ،‬الكتساب تنافسية خارجية‪.‬‬ ‫وكان أهم انتقاد وجه إلى هذا التفكير هو ما أوضحه المؤرخ االسكتلندي ديفيد هيوم‬ ‫من أن ارتفاع كمية النقود محليا مع عدم مسايرة حجم اإلنتاج المتاح محليا بسبب الفائض‬. ‫‪11‬‬.

(15) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫في الميزان التجاري يحدث تضخما ال يسمح بانخفاض سعر الفائدة و يدفع إلى توسع‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬كما يتسبب في ارتفاع األسعار و فقدان الميزة التصديرية‪.‬‬. ‫‪1‬‬. ‫‪ -2‬الفيزيوقراط ( الطبيعيون)‪:‬‬ ‫راج في فرنسا خالل النصف الثاني من القرن الثامن عشر رأي يعتبر مصدر الثروة‬ ‫ما توفره الطبيعة من منتجات زراعية‪ ،‬ومن ثم اعتبار أن جهد المزارعين هو مصدر‬ ‫الثروة للمجتمع‪ .‬و على عكس التجاريين كان من مصلحة اإلقتصاد أن تتدفق المنتجات بال‬ ‫عوائق‪ ،‬بما في ذلك دخول المنتجات المصنعة بحرية تتيحها أسعار منخفضة‪ ،‬ومن ثم‬ ‫أطلقت دعوة " دعه يعمل‪.......‬دعه يمر" التي مازالت ترمز إلى الحرية االقتصادية‪.‬‬ ‫وانطوى ذلك أيضا على تقليص دور الدولة عما رآه التجاريون‪ ،‬و قصر مصادر إيراداتها‬ ‫العامة بفرض ضرائب على مالك األراضي الذين ال يساهمون مباشرة في النشاط اإلنتاجي‪،‬‬ ‫وهو ما تضمن عدم الحاجة إلى فرض ضرائب على المنتجات محلية كانت أو أجنبية‪.‬‬. ‫‪2‬‬. ‫‪ -3‬نظرية التكاليف المطلقة ( آلدم سميث)‪:‬‬ ‫لقد شهدت بداية الثورة الصناعية في بريطانيا ظهور فكر اقتصادي يتبنى فكرة تقسيم‬ ‫العمل‪ ،‬و هذا ما أكده االقتصادي آدم سميث في كتابه " ثروة األمم"‪ ،3‬واعتبر أن الثروة‬ ‫مصدرها هو اإلنتاج‪ ،‬و أن توسعه يتم من خالل تقسيم العمل في ظل المنافسة الكاملة‪ .‬وأدى‬ ‫امتداد هذا التفكير إلى التعامل الخارجي مع الدعوة إلى تقسيم العمل الدولي‪ ،‬بقيام الدول‬ ‫بتصدير ما تتمتع فيه بميزة انخفاض الكلفة مقارنة بالدول األخرى‪ ،‬حيث تقاس الكلفة‬ ‫بوحدات العمل المبذول‪.‬‬. ‫‪4‬‬. ‫وانطوى هذا اإلمتداد المباشر على مقارنة القيم باألسعار التي تمثل قيمة العمل بين‬ ‫الدول على النحو الذي تجري عليه المقارنة بمستوى اإلقتصاد الوطني‪ ،‬و امتدت بالتالي‬ ‫دعوة سميث إلى إطالق اليد الخفية للسوق من اإلقتصاد الوطني إلى اإلقتصاد العالمي‪ ،‬كما‬ ‫‪1‬‬. ‫د‪ .‬محمد محمود اإلمام‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪،‬ط ‪ ، 1‬بيرروت ديسمبر ‪ 5002‬ص ‪.84‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أنظر د‪ .‬محمد محمود اإلمام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪3‬‬ ‫يعتبر كتاب آدم سميث " ثروة األمم" من أشهر الكتب التقليدية في علم اإلقتصاد و الذي يشار إليه كمرجع مهم رغم صدوره عام ‪ ،1771‬وما‬ ‫يهمنا هو تقديم بعض األفكار الخاصة بمجال التجارة الخارجية‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أنظر د‪ .‬محمد محمود اإلمام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 84‬نقال عن كتاب آدم سميث " كتاب ثروة األمم ‪."1771‬‬ ‫‪12‬‬.

(16) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫أن التجارة الدولية تساهم في رأيه في تقليل شدة االحتكارات الداخلية‪ ،‬و تخلق مزيدا من‬ ‫فرص العمل التي تقلل من شأن البطالة المستترة و تخلق فرصا لإلستفادة من موارد طبيعية‬ ‫غير مستغلة‪.‬‬ ‫غير أن هذا أهمل التفاوت في ظروف كل إقتصاد و انطوى ضمنا على قيام الدولة‬ ‫التي ليست لها مزايا مقارنة مطلقة في أي منتج‪ ،‬باستيراد كل شيء دون القدرة على تصدير‬ ‫شيء‪ ،‬و هو أمر غير منطقي‪ ،‬و يالحظ أن المكاسب من التبادل الدولي تعود على فئات‬ ‫دون أخرى‪ ،‬ما يؤثر في توزيع الدخل‪.‬‬ ‫‪ -4‬نظرية التكاليف النسبية ( دافيد ريكاردو)‪:‬‬ ‫لقد جاء اإلقتصادي اإلنجليزي من أصل هولندي "دافيد ريكاردو"‬. ‫‪5‬‬. ‫بهاته النظرية‬. ‫التي تأخذ القيمة بكلفة العمل في تفسير التبادل التجاري الداخلي‪ ،‬و امتد بها إلى التجارة‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫و تأخذ األدبيات في عرض هذه النظرية التي يطلق عليها مزايا التكاليف النسبية‬ ‫بمثال حسابي قدمه ريكاردو و يطلق عليه نموذج دولتين و سلعتين‪ ،‬تتفاوت نسب‬ ‫استخدامهما لعنصر العمل لكل منهما على األخرى‪ ،‬حيث افترض هذا التفاوت بين دولتين‬ ‫(انكلترا و البرتغال) في سلعتين ( المنسوجات و النبيذ)‪ .‬و يشترط لصحة هذا النموذج سيادة‬ ‫المنافسة الكاملة و ثبات الغلة بحيث ال تتجه كلفة العمل لكل سلعة إلى التزايد أو التناقص‬ ‫مهما تغير مستوى اإلنتاج‪ ،‬شريطة أن يسمح للعمل بانتقال داخل كل دولة و لكن ليس بين‬ ‫الدولتين‪ .‬فإذا ارتفع السعر النسبي إلحدى السلعتين داخل دولة عن كلفة العمل‪ ،‬انتقل قدر‬ ‫من القوى العاملة إلى النشاط المنتج لها إلى أن يتساوى السعر النسبي مع كلفة العمل‬ ‫النسبية‪ .‬و نظرا إلى افتراض عدم انتقال العمل بين الدولتين‪ ،‬فإن الدولة تستطيع االستفادة‬ ‫من تصدير السلعة التي تنخفض كلفتها النسبية لديها و الحصول مقابلها على قدر أكبر من‬ ‫السلعة األخرى من الدولة األخرى التي تنخفض نسبة كلفتها لديها‪ .‬و بالتالي تنشأ تجارة‬ ‫دولية‪ ،‬و تحصل كل دولة على قدر أكبر من المنتجات عما لو قامت بانتاجها بنفسها‪ .‬ويفسر‬ ‫)‪David Ricardo , on the Principal Economy and taxation (London : j.Murray,1817‬‬ ‫‪13‬‬. ‫‪5‬‬.

(17) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫هذا الدافع إلى تخصص كل من الدولتين في إحدى السلعتين‪ ،‬و تحقيق كسب من التجارة‬ ‫الدولية‪ ،‬و لكنه ال يوضح مقدار الكسب لكل منهما‪.‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية تفاوت هبات عناصر اإلنتاج لهيكشر أولين‪.‬‬ ‫أدخل اإلقتصادي السويدي هيكشر ( ‪ )1111‬و تلميذه أولين( ‪ 6)1111‬تعديال على‬ ‫النموذج الكالسيكي بإسقاط فرض القيمة بالعمل‪ ،‬و إدخال عنصر إنتاجي آخر هو رأس‬ ‫المال‪ ،‬و بذلك أصبحت الفروض التي يقوم عليها تحليل التجارة الدولية هي‪:‬‬. ‫‪7‬‬. ‫‪ -1‬توجد دولتان و سلعتان متجانستا الوحدات و عنصران هما العمل و رأس المال‬ ‫بكميات محددة ولكن بنسب مختلفة للدولتين‪ ،‬و لذلك يعرف النموذج بأنه ‪.5x5x5‬‬ ‫‪ -5‬تماثل التكنولوجية في الدولتان‪ ،‬ما يعني أن دالة إنتاج كل من السلعتين واحدة في‬ ‫الدولتين‪.‬‬ ‫‪ -1‬و يتم اإلنتاج بغلة ثابتة في الحالتين‪.‬‬ ‫‪ -8‬غير أن كثافة استخدام العنصرين تختلف في السلعتين‪ ،‬و لكنها متشابهة لدى دولتين‪،‬‬ ‫وال تتأثر هذه الكثافة باختالف نسب أسعار العناصر‪.‬‬ ‫‪ -2‬األذواق و التفضيالت متماثلة في الدولتين‪.‬‬ ‫‪ -1‬تسود منافسة كاملة في الدولتين‪.‬‬ ‫‪ -7‬هناك حرية انتقال للعنصرين داخل كل دولة‪ ،‬و لكن ال يوجد انتقال لهما بين‬ ‫الدولتين‪ ،‬و هو ما يستبقي حيازاتهما العناصر على حالها‪.‬‬ ‫‪ -4‬ال توجد تكاليف نقل‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال توجد أي عوائق تحد من انتقال السلع بين الدولتين‪ ،‬أو تتدخل فيما تحدده قوى‬ ‫السوق لألسعار أو حجم اإلنتاج‪ .‬و تؤدي هذه الفروض إلى استنتاج أنه " لصالح كل دولة‬ ‫أن تتوسع في إنتاج السلعة التي يستخدم إنتاجها العنصر األكثر وفرة لديها بكثافة أكبر‪،‬‬. ‫‪6‬‬. ‫‪Eli Heckscher,( The Effects of Foreign Trade on The Distribution of Income, reprinted in,american Economic‬‬ ‫‪Association, Reading in the theory of international Trade, 1949. Bertil Ohlin, Interregional and International‬‬ ‫‪Trade, Harvard University , Press combridge,1933.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫لمزيد من المعلومات أنظر د‪.‬سامي خليل" اإلقتصاد الدولي ‪ :‬نظرية التجارة الدولية" ج‪ ،1‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ 5001‬ص‪.554‬‬ ‫‪14‬‬.

(18) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫وتتبادل جانبا من الناتج مع الدول األخرى التي تصدر لها قدر أكبر من السلعة األخرى عما‬ ‫كانت تستطيع إنتاجه بمواردها الذاتية"‪.‬‬ ‫و يالحظ أن خاصية الكثافة ال تعني استخدام عنصرين بنسب ثابتة دائما‪ ،‬بل إن‬ ‫منحنيات سواء اإلنتاج للسلعتين في كل دولة تجعل نسبة استخدام أحد العنصرين لآلخر في‬ ‫إحداهما للعنصر اآلخر أكبر من نسبة استخدامه في األخرى أو أقل منها باستمرار‪.‬‬ ‫من جهة أخرى فإن شرط تماثل حاالت الطلب يستبعد على وجه الخصوص الحالة‬ ‫التي يكون الطلب النسبي في إحدى الدول من الشدة على السلعة التي ترتفع فيها نسبة‬ ‫العنصر األوفر بحيث تستكمل احتياجاتها منها باالستيراد بدال من تصدير جانب منها‪،‬‬ ‫ويالحظ أن هذه النظرية على عكس النظرية الكالسيكية ال تفضي إلى تخصص كامل في‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬و بالتالي تغطى احتياجات االستهالك باإلنتاج مضافا إليه االستيراد أو تواجه‬ ‫اإلنتاج باالستهالك والتصدير‪ ،‬و يرجع هذا إلى أنها أدرجت التوازن الداخلي إلى جانب‬ ‫محاولة تفسير التجارة الدولية‪ .‬و لذلك تعتبر أساسا إلخضاع كل من اإلقتصاد المحلي‬ ‫والتبادل الدولي لقواعد التوازن العام‪ ،‬األمر الذي قاد إلى امتداد نماذج التوازن العام من‬ ‫اإلقتصاد الوطني إلى اإلقتصاد الدولي‪.‬‬. ‫‪8‬‬. ‫و الرسم البياني يوضح نمط التجارة الدولية تبعا لطريقة هيكشر أولين‪:‬‬ ‫الشكل رقم ‪ :10‬نمط التجارة الدولية تبعا لطريقة هيكشر أولين‪.‬‬ ‫دولة‬. ‫سلع كثيفة رأس المال‬. ‫كثيفة‬ ‫العمل‬ ‫المصدر‪:‬‬. ‫‪8‬‬. ‫‪15‬‬. ‫سلع كثيفة العمل‬. ‫دولة كثيفة‬ ‫رأس‬ ‫المال‬. ‫أنظر زايري بلقاسم "إقتصاديات التجارة الدولية ‪ ،‬دار األديب للنشر و التوزيع‪ ،‬وهران ‪ 5001‬ص ‪>.110‬‬. ‫أنظر د‪ .‬محمد محمود اإلمام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬.

(19) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫تقوم الدولة بتصدير السلعة التي يتطلب إنتاجها اإلستخدام المكثف لعامل اإلنتاج‬ ‫المتوافر نسبيا في الدولة و الرخيص و تستورد السلعة الذي يتطلب إنتاجها اإلستخدام‬ ‫المكثف لعامل اإلنتاج النادر نسبيا في الدولة و المرتفع السعر‪.‬‬ ‫ مآخذ نظرية هكشير‪ -‬أولين‪:‬‬‫تعرضت نظرية هيكشر‪ -‬أولين للعديد من االنتقادات النظرية‪ ،‬رغم أنها بقيت لفترة‬ ‫زمنية طويلة تمثل األساس النظري لقيام التجارة الدولية‪:‬‬. ‫‪9‬‬. ‫‪ ‬تركز على االختالف الكمي في عناصر اإلنتاج (ندرتها أو وفرتها) مهملة‬ ‫االختالف النوعي في هذه العناصر (أنواع األرض المختلفة و أنواع رأس المال‪ ،‬و أنواع‬ ‫العمل و المهارات المختلفة)‪.‬‬ ‫‪ ‬صعوبة تحديد كثافة عناصر اإلنتاج في السلع الداخلة في التجارة الدولية في‬ ‫حالة وجود أكثر من عاملين من عوامل اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ ‬يغلب عليها طابع السكون ألنها لم تتعرض إلمكانية تغير المزايا النسبية‪ ،‬أي أنها‬ ‫لم توضح ديناميكية التطور‪ ،‬فما يعد ميزة نسبية اليوم ال يعد كذلك في المستقبل‪.‬‬ ‫‪ ‬ال تفرق بين الدول المتقدمة و الدول المتخلفة‪ ،‬إذ أنها تفترض أن الهيكل‬ ‫اإلقتصادي واحد في كل الدول من حيث مرونته و قدرته على التكيف‪ ،‬و الواقع يشير‬ ‫خالف ذلك‪.‬‬ ‫‪ ‬ال تستطيع أن تقدم تفسيرا ألسباب التغير النسبي لمركز بعض الدول في التجارة‬ ‫الدولية مثل بريطانيا و اليابان حيث تقهقرت األولى و تفوقت الثانية‪.‬‬ ‫كما أن النظرية تعرضت للعديد من االنتقادات التطبيقية خاصة عند محاولة تطبيق‬ ‫نموذج هيكشر‪ -‬أولين على التجارة الخارجية للواليات المتحدة األمريكية‪ .‬و لعل أهم‬ ‫الدراسات التطبيقية لنموذج هيكشر‪ -‬أولين في التجارة الدولية هما الدراستان اللتان قام بهما‬. ‫‪9‬‬. ‫‪16‬‬. ‫للمزيد من التفاصيل‪ ،‬أنظر زايري بلقاسم "إقتصاديات التجارة الدولية ‪ ،‬دار األديب للنشر و التوزيع‪ ،‬وهران ‪ 5001‬ص ‪>114‬‬.

(20) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫اإلقتصادي ليونتيف عن التجارة الخارجية للواليات المتحدة‪ ،‬واستخدم فيها أسلوبا جديدا في‬ ‫التحليل اإلقتصادي عرف باسم جداول المدخالت و المخرجات‪.‬‬ ‫إن أهم ما واجهته نظرية هبات عناصر اإلنتاج هو اإلختبار الذي أجراه اإلقتصادي‬ ‫الروسي األصل فاسيلي ليونتيف عامي ‪ 1121‬و ‪ 1121‬من دراسة قام بها على هيكل‬ ‫تجارة الواليات المتحدة مع الخارج‪ .‬فقد تبين أنها صدرت سلعا يستخدم إنتاجها ‪119111‬‬ ‫دوالر للمشتغل‪/‬سنة‪ ،‬بينما استوردت سلعا تستخدم ‪ 149148‬دوالر للمشتغل‪/‬سنة‪ ،‬رغم أنها‬ ‫تتمتع بوفرة نسبية في رأس المال‪ ،‬و أطلق على هذه النتيجة " متناقضة ليونتيف‬ ‫"‪." Paradoxe‬‬. ‫‪10‬‬. ‫ مغزى تغيير فروض نظرية هبات عناصر اإلنتاج لهكشير‪ -‬أولين‪:‬‬‫تعتبر الصيغة التقليدية لنظرية هبات عناصر اإلنتاج التي تنسب إلى هيكشر‪ -‬أولين أن‬ ‫قيام التجارة بين دولتين إنما يعود إلى تفاوت تلك الهبات مع تفاوت كثافة استخدامها في‬ ‫المنتجات المختلفة بالشكل نفسه للدولتين‪ ،‬ومن ثم فإنه إذا تشابهت دولتان في هبات العناصر‬ ‫وفي أذواق المستهلكين و الدخل الفردي لم تنشأ تجارة بينهما‪.‬‬ ‫و إذا كانت هذه النظرية قد أدرجت الطلب ضمن المعطيات فتفادت بذلك النتيجة غير‬ ‫الدقيقة التي أفضت بنظرية التكاليف النسبية إلى اإلدعاء بالتخصص التام في سلعة بعينها‬ ‫وتصديرها مقابل استيراد األخرى‪ ،‬بأن سمحت بإعادة تقسيم العمل في الحدود التي تسمح‬ ‫بها ظروف الطلب في كل من الدولتين‪ ،‬فإنها لن تناقش على أثر تفاوت أو تغير هذه‬ ‫الظروف‪ .‬وبوجه عام فإنه يمكن قبول مؤدى نظرية الهبات بالنسبة إلى التجارة في المواد‬ ‫األولية‪ ،‬أما بالنسبة إلى السلع الصناعية‪ ،‬وال سيما المتطورة منها‪ ،‬فإن هناك حاجة لمناقشة‬ ‫أثر تغير فنون اإلنتاج و اختالف مستويات الدخل و الطلب و اإلنتاج في ظل تزايد الغلة‪،‬‬ ‫هذا ما يدفع إلى التمييز بين الدول وفقا لمدى تقدمها‪.‬‬. ‫‪10‬‬. ‫‪17‬‬. ‫للمزيد من التفاصيل أنظر د‪.‬زايري بلقاسم ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.178-111‬‬.

(21) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫لقد حاول بعض اإلقتصاديين إثبات إمكانية قيام التجارة حتى على الرغم من التشابه‬ ‫في الهبات‪ ،‬منهم الكاتب اإلقتصادي السويدي ليندر‬. ‫‪11‬‬. ‫إلى التركيز بدرجة أكبر على تقارب‬. ‫دوال الطلب خاصة بالنسبة إلى السلع الصناعية‪ ،‬على الرغم من إقراره صحة تلك النظرية‬ ‫بالنسبة إلى التجارة في المواد األولية‪ .‬فالدول تميل في ظل اإلكتفاء الذاتي إلى إنتاج السلع‬ ‫الصناعية التي تتوافق مع أذواق المستهلكين التي تحدد بمستوى دخل الفرد‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن تقارب الدخل و األذواق يغلب أن تتم بين دول متقاربة جغرافيا‪،‬‬ ‫وهو ما قد يعني أنها أكثر تمتعا بانخفاض تكاليف النقل بينها‪ .‬ومع اتساع رقعة الدولة‪ ،‬فإن‬ ‫هذا العامل يظهر بدرجة أوضح في المناطق المتجاورة من الدول (أي عبر حدود مشتركة)‪.‬‬ ‫و لذلك يمكن أن تقوم الدولة بتصدير سلعة معينة إلى دول مجاورة لمناطق انتاجها‪،‬‬ ‫واستيراد السلعة نفسها من دول أخرى قريبة من مناطق بعيدة عن مواطن اإلنتاج‪ .‬و يشير‬ ‫ليندر إلى أن اتساع رقعة الدولة يدفعها ألن تكون أنشط في التجارة الدولية مع أنه لم يحدد‬ ‫اتجاه التبادل‪ ،‬إذ أنه يمكن تبادل السلعة نفسها بين دولتين‪ ،‬و أثار هذا التساؤل حول محددات‬ ‫مثل هذا التبادل الذي يجري داخل الصناعات( أي المنتجات نفسها) و ليس بين الصناعات‬ ‫كما تدعي النظريات التقليدية‪.‬‬. ‫‪12‬‬. ‫المطلب الثالث‪ :‬تحديث نظرية التجارة الدولية‪.‬‬ ‫من خالل هذا المطلب سنحاول التطرق بصفة عامة عن بعض النظريات التي تخفف من‬ ‫الفروض المتشددة التي قامت عليها النظريات التقليدية‪ ،‬و تفسر التبادل الدولي لمنتجات‬ ‫جديدة و أخرى متشابهة و خاصة الصناعية‪ ،‬و سنقتصر على نظريتين مهمتين هما على‬ ‫النحو اآلتي‪:‬‬. ‫)‪Staffan Burenstam Linder, An Essay On Trade And Transformation ( New York :Wiley,1961‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أنظر محمد محمود اإلمام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪18‬‬. ‫‪11‬‬.

(22) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫‪ -0‬نظرية دورة حياة المنتوج‪:‬‬ ‫إن عدم قدرة نموذج هيكشر‪ -‬أولين على تفسير هيكل التجارة الدولية للواليات المتحدة‬ ‫أدى ببعض اإلقتصاديين إلى البحث عن بدائل لها‪ ،‬منها ما جاء به اإلقتصادي فرنون‬. ‫‪13‬‬. ‫‪ J.R.VERNON‬عام ‪ 1117‬انصبت على تحليل أثر عامل البحث و التطوير (‪ )R&D‬في‬ ‫الصناعات األمريكية على التجارة و اإلستثمار الدوليين‪ ،‬فهي ترتكز في األساس على‬ ‫الصادرات األمريكية من السلع المصنعة‪ .‬وتشترك هذه الدراسة مع دراسات أخرى أجريت‬ ‫في التأكيد على أن الصناعات األمريكية التي تستخدم تكنولوجيا عالية تتمتع بميزة نسبية في‬ ‫البحث و التطوير‪ ،‬بمعنى أن الوفرة (أو هبة المورد ‪ )factor endowment‬التي أشارت‬ ‫إليها نظرية هكشر‪ -‬أولين تتمثل في هذه الحالة في المعرفة التكنولوجية‪ ،‬وهذه المعرفة يعبر‬ ‫عنها بعدد العلماء و المهندسين و أصحاب المعرفة التقنية و بما ينفق على البحث و التطوير‬ ‫من جهة و درجة تجزئة المنتج من جهة أخرى‪.‬‬ ‫تشير هذه الفرضية إلى أن كل منتج جديد يمر بدورة أو بعدة مراحل و أن حالة الميزة‬ ‫النسبية لهذا المنتج تتغير في سياق اجتيازه لهذه الدورة‪ ،‬استنادا إلى ما تم مالحظته في‬ ‫أنماط التجارة األمريكية في السلع المصنعة بالتحديد‪ .‬لقد لوحظ أن هناك العديد من‬ ‫المنتجات التي تنشأ في البداية في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث يظهر اإلنتاج و تزدهر‬ ‫المبيعات داخل السوق المحلية‪ ،‬وما أن يظهر هذا المنتج في السوق األمريكية حتى يبدأ بعد‬ ‫حين باإلستحواذ على اهتمام البلدان األخرى و يبدأ التجار األجانب بطلبه‪ ،‬لذا تعد الواليات‬ ‫المتحدة في هذه المرحلة مصدرا صافيا له (‪ ،)net exporter‬وبعد أن ينمو الطلب الجديد‬ ‫على هذا المنتج تصل المبيعات منه في البلدان األخرى إلى مستوى اإلنطالق‪ ،‬ونقصد به‬ ‫المستوى الكافي من الطلب لتشجيع الشركات األجنبية على البدء بتصنيعه‪ ،‬و في هذه‬ ‫المرحلة أي عندما يأخذ إنتاج الشركات األجنبية بالظهور في األسواق األجنبية‪ ،‬تبدأ‬ ‫الصادرات األمريكية باإلنخفاض‪ ،‬ثم تستمر الشركات األجنبية باإلنتاج و التصدير إلى‬ ‫أسواق أخرى مؤدية بذلك بالصادرات األمريكية إلى المزيد من اإلنخفاض‪ ،‬وأخيرا و بعد‬ ‫‪13‬‬. ‫أنظر محمد محمود اإلمام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،27‬نقال عن‪Raymond Vernon ,International Investment and International :‬‬ ‫‪Trade in the Product Cycle,Quarterly Journal of Economics,vol 80,N°2(may 1966)pp .190-207.‬‬ ‫‪19‬‬.

(23) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫أن تتمكن الشركات األجنبية من السيطرة على عملية اإلنتاج و تبدأ اقتصاديات الحجم‬ ‫بالظهور مع اتساع المبيعات و الكلف باإلنخفاض‪ ،‬قد تقوم بتصدير المنتج إلى الواليات‬ ‫المتحدة نفسها‪ ،‬و بهذا تكتمل الدورة‪ :‬الواليات المتحدة تبدأ بكونها مصدر وحيد‪ ،‬ثم تتنافس‬ ‫مع المنتجين األجانب في التصدير‪ ،‬ثم تتحول إلى مستورد صافي‪ .‬ويمكن تمثيل هذه الدورة‬ ‫في الشكل اآلتي‪:‬‬. ‫الشكل رقم ‪ :2‬دورة حياة المنتوج‪.‬‬. ‫المصدر‪ :‬د‪.‬هجير عدنان زكي أمين‪ :‬اإلقتصاد الدولي ‪،‬النظرية و التطبيقات‪ ،‬جامعة النهرين العراق‪ ،2101 ،‬ص ‪.021‬‬. ‫حيث‪:‬‬ ‫أ‪ :‬تعبر عن مرحلة المنتج في السوق المحلية نتيجة للميزة النسبية المتمثلة بالبحث‬ ‫والتطوير‪.‬‬ ‫ب‪ :‬تمثل النمو في الصادرات‪.‬‬ ‫ج‪ :‬تمثل انخفاض الصادرات مع قيام الشركات األجنبية باإلنتاج ألسواقها المحلية‪.‬‬ ‫د‪ :‬يصبح البلد المصدر مستوردا للمنتج بعد انخفاض األسعار األجنبية‪.‬‬. ‫‪20‬‬.

(24) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫لقد لوحظت هذه الدورة في العديد من المنتجات كالراديو و التلفزيون و األنسجة من‬ ‫المركبات الصناعية و الترانزستور و الحاسبات‪ ،‬كما ظهرت شواهد على إمكانية تقصير‬ ‫الفترة الزمنية بين المرحلة األولى و المرحلة الرابعة‪ ،‬ولو أن طول الدورة يختلف من سلعة‬ ‫ألخرى‪.‬‬ ‫وتتميز فرضية دورة المنتج إلى إمكانية خضوعها للتطويع للظروف المختلفة وعوامل‬ ‫التفسير‪ ،‬إال أنه بالقدر الذي تتسم هذه الفرضية بالمرونة‪ ،‬فإن ذلك يضعف قدرتها بوصفها‬ ‫نظرية‪ ،‬بمعنى إمكانية تطبيقها كمبدأ عام و الخروج بها عن التجربة األمريكية‪ ،‬إذ يشير‬ ‫البعض إلى أن الواليات المتحدة بما لديها من سوق واسعة توفر للمستثمرين الحوافز‬ ‫والفرص‪ ،‬وهذا ما قد ال يتحقق في بلدان أخرى‪ .‬في حين يشير آخرون إلى أن معدالت‬ ‫األجور المرتفعة في هذه الدولة تحفز على نشوء صناعات مدخرة للعمل من خالل اإلبتكار‬ ‫و التطوير‪ ،‬فضال عن الواليات المتحدة تمتلك وفرة نسبية في األشخاص ذوي الخبرة العالية‬ ‫و التسهيالت البحثية التي توفر لها ميزة نسبية في اإلبتكار ‪ ، innovations‬كل هذه‬ ‫العوامل المختلفة تجعل من الواليات المتحدة تأخذ زمام المبادرة في قيام الدورة في تطوير‬ ‫المنتج‪ ،‬إال أن استمرارها في الريادة يتصف بكونه مؤقتا‪ ،‬إذ ما أن ينمو الطلب على هذا‬ ‫المنتج و يكون باإلمكان محاكاة التكنولوجيا التي استخدمت فيه في أماكن أخرى و يصل‬ ‫اإلنتاج إلى مرحلة التقييس ‪ standardized‬عند ذلك تبدأ محددات الميزة النسبية بتحديد‬ ‫موقع اإلنتاج الجديد‪.‬‬ ‫لقد أيدت العديد من الدراسات التطبيقية ما جاءت به فرضية دورة المنتج حيث بينت‬ ‫إحداها أن الصناعات األمريكية الخمسة ذات الوضع التصديري األفضل في الواليات‬ ‫المتحدة كانت تأتي في المراتب المتقدمة من حيث اإلنفاق على البحث و التطوير‪ ،‬هذه‬ ‫الصناعات الخمسة تجهز ‪ %75‬من الصادرات األمريكية وتنفق ما يعادل ‪ %41‬من إجمالي‬ ‫اإلنفاق األمريكي على البحث و التطوير‪ ،‬وهذه الحقائق تجعل أصحاب هذه الفرضية‬ ‫يؤكدون على أن كل السبل تقود إلى ربط العالقة بين أداء قطاع التصدير من جهة و البحث‬ ‫و التطوير من جهة أخرى‪.‬‬ ‫‪21‬‬.

(25) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫يتحدد طول دورة المنتج اعتمادا على مجموعة من الظروف منها‪:‬‬ ‫‪ ‬معدل نمو الطلب في األسواق األجنبية‪.‬‬ ‫‪ ‬طبيعة المنتجات المطورة‪.‬‬ ‫‪ ‬السرعة التي يستحوذ بها األجانب على التكنولوجيا الجديدة‪.‬‬ ‫‪ ‬مدى اتساع اقتصاديات الحجم‪.‬‬ ‫‪ ‬بنية الصناعة نفسها تلعب دورا حاسما كذلك في تقصير دورة المنتج‪ ،‬ذلك أنه من‬ ‫الممكن أن تقوم الشركة المتعددة الجنسية بتقصير أو ربما إزالة دورة المنتج‪ ،‬فحتى مع‬ ‫اإلفتراض بأن المنتج الجديد طور في اإلقتصاد األمريكي‪ ،‬فإن الشركة المتعددة الجنسية قد‬ ‫تقرر إنتاجه في موقع آخر إلحدى فروعها التابعة لإلستفادة من ميزة معينة في هذا الموقع‪،‬‬ ‫كرخص العمل مثال‪.‬‬ ‫من هذا يمكن أن نالحظ أن فرضية دورة المنتج ال تتقاطع مع نظرية التجارة التقليدية‬ ‫بصيغتها األخيرة (هيكشر أولين)‪ ،‬فهي ترى أن الميزة النسبية للصادرات األمريكية تأتي‬ ‫من الوفرة النسبية لمورد الخبرة العلمية و التقنية‪ ،‬وما أن يتم اجتياز مرحلة تعلم تقنية المنتج‬ ‫حتى ينتقل إنتاجه إلى مكان آخر يتمتع بوفرة نسبية في عنصر أو أكثر من عناصر اإلنتاج‬ ‫األخرى‪ ،‬و يمكن للواليات المتحدة نفسها أن تكون من جديد البلد صاحب الميزة النسبية‬ ‫وهذا يمكن مالحظته من استمرار تطوير المنتجات (مثل الحاسبات اإللكترونية)‪ ،‬حيث‬ ‫يصعب دخول هذه الصناعة بسبب ما تتطلبه من اقتصاديات الحجم ومن الخبرة العلمية‬ ‫والتقنية العالية فضال عن ضخامة رأس المال‪.‬‬ ‫وكخالصة لتفسير دورة حياة منتوج‪ ،‬فالمنتوج يمر بحياة ذات ثالث مراحل‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬. ‫مرحلة البدء بإنتاج المنتوج الجديد‪ :‬تتم داخل الواليات المتحدة و يحرص‬. ‫المنتجون فيها على التقرب من المستهلكين المحليين للتعرف على ردود أفعالهم عليه‪،‬‬ ‫وتعظيم فاعلية أنشطة اإلعالن و النقل مع الحرص على أن تكون نفقاتها أقل ما يمكن‪،‬‬ ‫و يقوم المنتجون بإدخال تعديالت تغير مواصفات المنتوج بسرعة ال تسمح باإلنتاج الكبير‬ ‫دون سعي للتصدير إلى الواليات المتحدة‪.‬‬ ‫‪22‬‬.

(26) ‫الفصل التمهيدي‪ :‬األسس النظرية للتكامل التجاري الدولي‬. ‫ب‪ -‬مرحلة نضج المنتوج‪ :‬و تبدأ عند استقرار مواصفات اإلنتاج و أساليبه‪ ،‬و فيها‬ ‫يتم اإلنتاج على نطاق واسع و تصدير جانب منه إلى دول أخرى مرتفعة الدخل‪ ،‬و قد يعمد‬ ‫المنتجون إلى نقل جانب من نشاطهم إلى األسواق الخارجية لإلستفادة مما قد يتوافر فيها‬ ‫من متطلبات مناسبة لإلنتاج ( انخفاض ن سبي في األجور‪ ،‬توفير تكاليف نقل المنتوج إليها‪،‬‬ ‫اإلستفادة من قربها من أسواق مماثلة أخرى بما في ذلك ما وفرتة السوق األوربية‬ ‫المشتركة)‪.‬‬ ‫ت‪ -‬الوصول إلى المنتوج المعياري(‪ :)Standardized‬أي يصبح مألوفا بين‬ ‫المستهلكين و أساليب إنتاج معروفة و التي تنتقل بطرق متعددة منها اتفاقيات الترخيص‬ ‫و المشروعات المشتركة بين المنتجين الوطنيين و األجانب‪ ،‬و التقليد المباشر‪ ،‬و التجسس‬ ‫الصناعي‪.‬‬ ‫وقد ينتقل اإلنتاج إلى دول نامية لإلستفادة من انخفاض كلفة العمل‪ ،‬بل و قد تصدره‬ ‫هذه الدول إلى الدول المتقدمة التي تنتقل إلى إدخال منتجات تمر بدورة مماثلة‪.‬‬ ‫وانتقال المنتوج من دولة ألخرى يتطلب فترة زمنية معينة‪ ،‬وذلك ما تطرق إليه‬ ‫اإلقتصادي بوزنر‬. ‫‪14‬‬. ‫فيما يسمى بفترة إبطاء المحاكاة (‪ ،)Imitation Lag‬التي تمر بين‬. ‫ظهور منتوج جديد في دولة و انتقاله إلى أخرى‪ ،‬وهي الزمة الكتساب المعرفة الفنية‬ ‫وتدبير المستلزمات‪ ،‬و تركيب المعدات‪ ،‬و تجهيز اإلنتاج و طرح المنتج الجديد في السوق‪.‬‬ ‫‪ -5‬نموذج كروجمان‪ :‬وفورات الحجم و المنافسة اإلحتكارية‪:‬‬ ‫ويرى كروجمان أن اختالف هبات عناصر اإلنتاج يمكن أن يفسر التجارة في المواد‬ ‫الخام و المنتجات الزراعية‪ ،‬إال أنه ال يكون له الوزن نفسه في تفسير التجارة في السلع‬ ‫الصناعية المعقدة‪ ،‬إذ تشير المشاهدات إلى حدوث تبادل أصناف متمايزة من السلعة نفسها‬ ‫حتى و لو تفاوتت الهبات‪ ،‬و لذلك بنى نموذجه على أساس عنصر إنتاجي وحيد هو العمل‪،‬‬. ‫‪14‬‬. ‫‪Michael V.Posner ( International Trade and Technical Change) ; Oxford Economic Papers (new series)vol 13‬‬ ‫‪N°3 (october 1961).‬‬ ‫‪23‬‬.

Références

Documents relatifs

Based on known risk factors associated with cholera transmission in urban settings, available data and particularities of Gonaives City, the following socio-economic

Toute uti- lisation commerciale ou impression systématique est constitutive d’une infraction pénale. Toute copie ou impression de ce fichier doit conte- nir la présente mention

The present study, conducted in tropical rain forests, showed for two species that three successive ontogenetic stages of development induced visible changes in leaf traits, close

SurvJamda: an R package to predict patients’ survival and risk assessment using joint analysis of microarray gene expression data.. Haleh Yasrebi

The PC- POETS study evaluated (1) rates at which the CPOE system identified opportunities for users to access generously de- fined (explained below) study-related decision support

The contrastive analysis of now, nun, jetzt, à présent, maintenant shows that reference to the time of utterance is governed by a distinction that may be drawn between strong

Au travers des observations et des entretiens, on note que les enseignants qui utilisent les ordinateurs pour faire la classe font souvent remarquer qu'ils pourraient conduire

In defining what it is necessary for the claimant to show in proving defect in the context of a vaccine case, the ECJ states that the vaccine ‘causes abnormal and