• Aucun résultat trouvé

الحوكمة المحلية الإلكترونية كآلية للتنمية في الجزائر

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "الحوكمة المحلية الإلكترونية كآلية للتنمية في الجزائر"

Copied!
245
0
0

Texte intégral

(1)‫جامعة احلاج خلضر ابتنة‬ ‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬ ‫قسم العلوم السياسية‬. ‫احلوكمة احمللية االلكرتونية كآلية للتنمية يف اجلزائر‬ ‫دراسة حالة والية سطيف‪-‬‬‫أطروحة مقدمة لنيل درجة دكتوراه العلوم يف العلوم السياسية‬ ‫فرع ‪:‬التنظيمات السياسية واإلدارية‬. ‫االسم واللقب‬. ‫الدرجة العلمية‬. ‫اجلامعة األصلية‬. ‫الصفة‬. ‫أ‪.‬د حسني قادري‬. ‫أستاذ التعليم العايل‬. ‫ابتنة‬. ‫رئيسا‬. ‫أ‪.‬د عبد احلق بن جديد‬. ‫أستاذ التعليم العايل‬. ‫عنابة‬. ‫مشرفا ومقررا‬. ‫أ‪.‬د صاحل زايين‬. ‫أستاذ التعليم العايل‬. ‫ابتنة‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫‪1‬‬.

(2) ‫صبيحة خبوش‬. ‫أستاذ التعليم العايل‬. ‫بوزريعة‪-‬اجلزائر‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫حممد األمني لعجال اعجال‬. ‫أستاذ التعليم العايل‬. ‫بسكرة‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫كربوسة عمراين‬. ‫أستاذ حماضر أ‬. ‫بسكرة‬. ‫عضوا مناقشا‬ ‫إشراف األستاذ‬. ‫إعداد الطالبة الباحثة ‪:‬‬. ‫أ‪.‬د عبد احلق بن جديد‬. ‫وفاء معاوي‬ ‫السنة اجلامعية‪2017/2016:‬‬. ‫مقدمـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫‪2‬‬.

(3) ‫تعد قضية التنمية من أهم التحدايت اليت تشغل مجيع دول العامل على حد سواء‪ ،‬وهذا االهتمام‬ ‫انجم عن املساعي إلجياد حلول ملختلف املشاكل والعقبات االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬املؤسسية‪ ،...‬اليت حتول‬ ‫دون حتقيق املساعي املرجوة‪ ،‬يف التحول إىل اقتصادات حديثة ومتطورة‪ ،‬على غرار ما حققته بعض الدول‬ ‫النامية (سنغافورة‪،‬كوراي اجلنوبية‪ ،)..‬وهو األمر الذي عزز االعتقاد أبن الرتاجع االقتصادي والتنموي الذي‬ ‫تشهده معظم الدول النامية‪ ،‬انتج أساسا عن مظاهر احلكم السيء‪ ،‬فقد بينت العديد من الدراسات أن‬. ‫‪3‬‬.

(4) ‫معدل النمو االقتصادي ال يرتبط مبستوى دخل الدولة‪ ،‬وما إذا كانت ذات إقتصاد ريعي أم غري ريعي‪ ،‬وإمنا‬ ‫يرتبط أساسا‪ ،‬وبشكل إجيايب مبستوى تطوير املؤسسات وتطبيق احلوكمة‪.‬‬ ‫وإذا كان من الناحية النظرية‪ ،‬أنه إبمكان التنمية أن تكون نتاجا للدوافع الداخلية أو استجابة‬ ‫للمحفزات اخلارجية‪ ،‬فإنه وابلرغم من ذلك‪ ،‬قد أصبح من املستحيل تقريبا يف عصران احلايل حتقيق تنمية‬ ‫حقيقية ومستدامة‪ ،‬دون التعايش والتكامل مع مقتضيات النظام العاملي‪.‬‬ ‫يف هذا الصدد‪ ،‬أتثرت كثري من الدول عرب العامل بظاهرة العوملة‪ ،‬وما متخض عنها من حتوالت‬ ‫سياسية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬اجتماعية وثقافية‪ ،‬وتصاعد أمهية جمموعة من املفاهيم والتصورات اجلديدة يف بداية‬ ‫التسعينيات على رأسها احلوكمة‪ ،‬اليت تستهدف أساسا جتاوز أزمة منوذج التنمية التقليدي‪ ،‬الذي ال زالت‬ ‫تتخبط فيه معظم الدول النامية‪.‬‬ ‫تزامن مع ذلك‪ ،‬التوجه العاملي حنو التحول إىل اجملتمع واالقتصاد القائمني على املعرفة‪ ،‬والذي‬ ‫حققت فيه الدول املتقدمة خطوات نوعية وملموسة‪ ،‬كانت هلا نتائج إجيابية على خمتلف السياسات التنموية‪،‬‬ ‫ما جعلها تتحول إىل مناذج حيتذى هبا يف هذا اجملال‪ ،‬ورغبة يف االستفادة من جتارهبا الناجحة‪ ،‬جتتهد العديد‬ ‫من الدول النامية لتغيري سياستها االقتصادية ملسايرة هذا التحول‪.‬‬ ‫واجلزائر كغريها من عديد الدول اليت تواجه حتدايت تنموية اقتصادية واجتماعية متعددة وخمتلفة‪ ،‬إذ‬ ‫تشري الوقائع فيها‪ ،‬إىل أنه ابلرغم من اجلهود التنموية املتواصلة‪ ،‬خالل العقود اخلمس املاضية‪ ،‬لتحقيق هدف‬ ‫االرتقاء مبعدالت التنمية‪ ،‬ورفع مستوى املعيشة‪ ،‬وحتسني نوعية احلياة للمواطنني‪ ،‬إال أن الوضع ال يزال غري‬ ‫مرض‪ ،‬إذ أن ما مييز معظم سياساهتا التنموية يف كل األحوال هو عدم اتسامها ابحلداثة‪ ،‬واعتمادها على‬ ‫النماذج الكالسيكية يف اإلدارة‪.‬‬. ‫‪4‬‬.

(5) ‫وبناء عليه‪ ،‬يصبح حتول اجلزائر ابجتاه جمتمع املعرفة خيارا ضروراي‪ ،‬متليه متطلبات التنمية من انحية‬ ‫والظروف والتطورات الدولية من انحية أخرى‪ ،‬لضمان بناء إقتصاد عصري ومنافس؛ لذا‪ ،‬فإن تبين‬ ‫إسرتاتيجية وطنية يف هذا اخلصوص‪ ،‬تدعمها خطة تنفيذية تفصيلية لضمان إجنازها‪ ،‬يعد إجراء ملحا‬ ‫ومنطقيا‪ ،‬وهو ما يفسر إطالق مشروع اجلزائر اإللكرتونية لتحقيق هذه الغاية؛ ألن النجاح يف حتقيق هذا‬ ‫التحول من شأنه أن يسهم يف تعزيز مبادئ احلوكمة على مستوى إدارة الربامج التنموية‪.‬‬ ‫هبذا املنطق‪ ،‬ميكن مالحظة أن كل القطاعات احلكومية اليوم يف اجلزائر‪ ،‬حباجة ماسة إلدماج‬ ‫التقنيات احلديثة يف خمتلف ممارساهتا التسيريية‪ ،‬حيث يبدو فيه قطاع اجلماعات احمللية األكثر حاجة إىل‬ ‫تطبيق هذه التقنيات يف إدارة الشؤون العامة؛ كنتيجة ملا يقدمه من خدمات بصفة مباشرة ويومية للمواطنني‬ ‫واضطالعه ابلعديد من املهام واملسؤوليات؛ يف خمتلف اجملاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫والبيئية‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬وكثرة املشاكل اليت يعانيها هذا القطاع من تفشي البريوقراطية والفساد وسوء التسيري‬ ‫وهي املظاهر اليت عرقلت عجلة التنمية احمللية من جهة أخرى‪.‬‬ ‫على هذا األساس‪ ،‬ميكن جتاوز التحدايت اليت تواجه أداء اإلدارة احمللية؛ من خالل إدماج مفاهيم‬ ‫جديدة يف إدارة الشؤون العامة احمللية‪ ،‬من قبيل احلوكمة‪ ،‬احلوكمة االلكرتونية‪ ،...‬وهو ما من شأنه أن‬ ‫يساعد على االستغالل األمثل لكافة املؤهالت واإلمكاانت احمللية‪ ،‬واالستجابة الفعالة ملختلف املطالب‬ ‫املتزايدة لتحسني اخلدمات املقدمة‪ ،‬وختفيف العبء عن األجهزة املركزية؛ ما جيعل األجهزة الالمركزية تتحمل‬ ‫مسؤوليات أكرب‪ ،‬يف ممارسة الصالحيات املخولة هلا‪ ،‬خاصة إذا متكنت هذه األخرية من التوظيف األمثل‬ ‫لتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪ ،‬واالستفادة منها يف رفع الكفاءة وتقدمي خدمات أفضل للمواطنني‪.‬‬ ‫ولالقرتاب من واقع إدارة الشأن احمللي والتعرف على مدى االستعانة بتكنولوجيات اإلعالم‬ ‫واالتصال يف حتسني اخلدمة العمومية على مستوى األجهزة الالمركزية‪ ،‬مت أخذ والية سطيف كنموذج‬. ‫‪5‬‬.

(6) ‫للدراسة لعدة اعتبارات تتعلق مبجمل املؤهالت البشرية واالقتصادية اليت تتميز هبا الوالية –واليت سيتم‬ ‫التفصيل فيها الحقا‪ ، -‬مث أنه ورغم صعوبة الوصول إىل نتائج دقيقة حول قدرة الوسائط التكنولوجية على‬ ‫دعم عمليات التنمية‪ ،‬نظرا حلداثة التوجه يف اعتماد هذه التقنيات وتواضع البنية التحتية اخلاصة هبا‪ ،‬إال أنه‬ ‫من شأن تسليط الضوء على هذه احلالة بعينها‪ ،‬أن يساعد يف معرفة العراقيل اليت تواجه جتسيد احلوكمة‬ ‫اإل لكرتونية على املستوى احمللي‪ ،‬ومتطلبات جناح مثل هذا النموذج التنموي على مستوى الوالية وتعميم ذلك‬ ‫على ابقي مناطق الوطن‪.‬‬. ‫‪ -1‬أمهية الدراسة‪:‬‬ ‫تنبع أمهية دراسة هذا املوضوع لكوهنا ترتكز على تقدمي اإلضافة األكادميية على مستويني؛ أحدمها خيص‬ ‫اجلانب النظري‪ ،‬واآلخر يتعلق ابجلانب العملي؛‬ ‫فبالنسبة للجانب النظري يتعلق أساسا ابلتطرق ملفهوم حديث يف جمال اإلدارة والسياسات العامة‬ ‫وهو مفهوم احلوكمة االلكرتونية‪ ،‬لذا مت الوقوف على ضبط وحتديد هذا املفهوم ومراحل تطوره وأبرز جماالت‬ ‫استخدامه‪ ،‬إضافة إىل االستعانة مبجموعة من االجتاهات النظرية احلديثة يف جمال التسيري؛ سواء تلك اليت‬ ‫تبحث عن الكفاءة والفعالية التنظيمية‪ ،‬أو تلك اليت تتمحور حول جتسيد مفهوم التشاركية يف إدارة الربامج‬ ‫التنموية‪.‬‬ ‫أما اجلانب العملي فيربز مبحاولة تشخيص واقع تسيري الشؤون احمللية يف اجلزائر‪ ،‬من خالل التطرق‬ ‫إىل خمتلف الصالحيات املمنوحة للهيئات املكلفة بذلك‪ ،‬والعراقيل اليت سامهت يف عرقلة مسرية التنمية‬ ‫احمللية‪ ،‬وتوضيح أمهية تطبيق احلوكمة اإللكرتونية‪ ،‬والفوائد اليت ميكن حتقيقها جراء تطبيق هذا املفهوم على‬ ‫‪6‬‬.

(7) ‫مستوى اإلدارة احمللية يف اجلزائر‪ ،‬مبا يسهم يف تكريس الشفافية وتوفري متطلبات املساءلة واحملاسبة يف تسيري‬ ‫الشأن العام احمللي‪ ،‬وتعزيز عالقة احلكومات احمللية مع مواطنيها واملسامهة عموما يف ترقية مرتكزات احلوكمة‬ ‫إضافة إىل إعطاء السكان احملليني واجملتمعات احمللية أتثري وسلطة أكثر لتحسني حياهتم‪ ،‬من خالل توظيف‬ ‫احللول املستندة على تكنولوجيا اإلعالم واالتصال؛ هبدف حتقيق إدارة جيدة للموارد والسياسات احمللية‬ ‫وابلتايل االجتاه حنو أتسيس جمتمعات مزدهرة‪ ،‬وتقدمي خدمات عامة أفضل؛ من خالل إعادة التوازن يف‬ ‫العالقة بني احلكومة املركزية‪ ،‬السلطات احمللية والسكان احملليني‪.‬‬. ‫‪ -2‬أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬ ‫هناك جمموعة من األسباب الدافعة الختيار املوضوع قيد الدراسة‪ ،‬ترتاوح بني أسباب موضوعية وأخرى ذاتية‪.‬‬ ‫فبالنسبة لألسباب املوضوعية للدراسة تتعلق أساسا بتفشي العديد من مظاهر احلكم السيئ على‬ ‫مستوى اإلدارة احمللية يف اجلزائر وعلى رأسها البريوقراطية املفرطة‪ ،‬ضعف الشفافية واستشراء الفساد‪ ،‬غياب‬ ‫الرقابة الفعالة سواء من األعلى (املؤسسات الرمسية) أو من األسفل (وجود جمتمع مدين قوي)‪ ،...‬ما أدى‬ ‫إىل تفاقم حجم مشكالت التنمية احمللية‪ ،‬ومعاانة املواطنني يف خمتلف األقاليم واجلهات من العديد من‬ ‫األزمات اليت ترمجت يف االحتجاجات املتزايدة واملرتبطة أساسا بسوء تقدمي اخلدمات العمومية‪ ،‬وهو ما‬ ‫استدعى البحث عن نظام حوكمة حملية‪ ،‬يستجيب الحتياجات مجيع شرائح اجملتمع وخباصة الفقراء‬ ‫واملهمشني‪ .‬زايدة على ذلك فإن متطلبات العوملة والثورة التكنولوجية وغريها‪ ،‬دفعت حنو ضرورة التوظيف‬ ‫الفعال للتكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال من طرف املؤسسات‪ ،‬ابعتبارها أحد حمددات جناحها‬ ‫خاصة مع املطالبة املستمرة برفع جودة املخرجات وضمان سالمة العمليات‪.‬‬ ‫أما ابلنسبة لألسباب الذاتية؛ فيمكن إرجاعها إىل الرغبة يف البحث والتعمق أكثر‪ ،‬يف واقع إدارة‬ ‫الشأن العام احمللي يف اجلزائر‪ ،‬نتيجة ما نلمسه من ضعف مشاريع التنمية احمللية‪ ،‬يف غالبية اإلدارات احمللية يف‬ ‫‪7‬‬.

(8) ‫اجلزائر إن مل نقل كلها‪ ،‬وحماولة تبيان أمهية احلوكمة االلكرتونية كنموذج تسيريي حديث‪ ،‬ميكن من خالل‬ ‫التطبيق الفعال ملختلف أساليبه ومرتكزاته على املستوى احمللي‪ ،‬من دعم وتطوير اهليئات احمللية وجعلها قادرة‬ ‫على جتاوز خمتلف التحدايت اليت تواجهها‪ ،‬وتسهم يف حتقيق األهداف التنموية املنشودة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫أ‪-‬كتاب "احلوكمة االلكرتونية يف إفريقيا‪ :‬من النظرية إىل التطبيق" ‪e-Governance in Africa:‬‬. ‫‪ 2007 ،from theory to action‬ملؤلفه "جيانلوكا ميزيراكا" ‪ Gianluca C. Misuraca‬والذي يعد‬ ‫من بني األدبيات املهمة يف جمال دراسات احلوكمة وعالقتها بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال‪ ،‬حيث تطرق‬ ‫الكاتب يف جزئه األول إىل جمموعة من األفكار املتعلقة مبفهوم احلوكمة‪ ،‬وعالقتها ببعض املصطلحات‬ ‫األخرى ذات الصلة كالالمركزية واحلكم احمللي وغريها‪ ،‬كما أفرد الكاتب حيزا كبريا حول فوائد احلوكمة احمللية‬ ‫وحدود تطبيقها وكذا خمتلف العناصر اليت ميكن أن تسهم يف تفعيلها‪ ،‬مربزا أمهية إشراك اجملتمع املدين يف‬ ‫جمال صنع وتنفيذ الربامج التنموية‪ .‬إضافة لذلك‪ ،‬حاول املؤلف توضيح مفهوم احلوكمة االلكرتونية كمفهوم‬ ‫حديث يف أدبيات اإلدارة العامة؛ مبينا أمهية االنتقال من احلكومة االلكرتونية إىل احلوكمة اإللكرتونية؛ حيث‬ ‫وضح فيه أمهية تكنولوجيا اإلعالم واالتصال للتنمية الشاملة مع التطرق إىل خمتلف املتطلبات واملعيقات اليت‬ ‫قد تعرتض تطبيق احلكومة االلكرتونية‪ ،‬مبينا يف األخري الدور املهم لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال يف تدعيم‬ ‫مفهوم احلوكمة‪.‬‬ ‫أما يف اجلزء الثاين من الكتاب‪ ،‬فقد أفرد املؤلف حاالت دراسة تتعلق أبمهية توظيف تكنولوجيا‬ ‫اإلعالم واالتصال يف اإلدارات احمللية وحماولة إسقاطها على عدد من الدول يف إفريقيا (السنغال‪ ،‬غاان‪،‬‬ ‫أوغندا‪ ، )..‬ليختم مبجموعة من االقرتاحات اليت من شاهنا أن تساعد يف جتسيد مقاربة احلوكمة اإللكرتونية‬ ‫وفق اخلصوصيات املوجودة يف قارة افريقيا‪.‬‬ ‫‪8‬‬.

(9) ‫ب‪ -‬مذكرة دكتوراه يف علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬مقدمة من طرف الباحث مامادو ندايي ‪Mamadou‬‬. ‫‪ ،ndiaye‬عن جامعة ‪ michel de montaigne- bordeaux 3‬بفرنسـ ـا (نوفمرب ‪ ،)2006‬حتت‬ ‫عن ـوان "احلوكمة االلكرتونية والدميقراطية يف إفريقيا‪ :‬السنغال ضمن ممارسات العوملة"‬. ‫‪e-‬‬. ‫‪gouvernance et démocratie en Afrique: le sénégal dans la mondialisation des‬‬. ‫‪ pratiques‬وتطرق من خالهلا الباحث يف اجلزء األول من الدراسة إىل مفهوم الدميقراطية واحلكم الراشد يف‬ ‫إفريقيا كإطار مفاهيمي‪ ،‬لينتقل إىل ختصيص جانب من هذا الفصل لدراسة للحالة السينيغالية يف حماولة لتتبع‬ ‫املراحل التارخيية للتحول الدميقراطي يف البالد‪ ،‬أما يف اجلزء الثاين‪ ،‬فقد أبرز أمهية االستعانة بتكنولوجيات‬ ‫اإلعالم واالتصال يف تسيري شؤون الدولة واجملتمع يف السينيغال؛ من خالل انتهاج إسرتاتيجية احلكومة‬ ‫االلكرتونية ‪ ،‬والفوائد املنتظرة منها على أرض الواقع‪ ،‬مع التأكيد على أمهية جتاوز العقبات اليت قد تعرتض‬ ‫جتسيد مفهوم متكامل للحوكمة االلكرتونية على شاكلة ما هو موجود يف الدول املتقدمة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬نشرية تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت للتنمية يف غريب آسيا (اإلسكوا) اليت خصصت فيها العدد‬ ‫‪ )2012( ،17‬مللف "احلوكمة االلكرتونية"‪ ،‬إذ تناول عملية التحول إىل احلوكمة االلكرتونية‪ ،‬وأمهيتها يف‬ ‫متكني املواطنني من املشاركة يف إدارة شؤوهنم العامة؛ من خالل إستخدام التكنولوجيات احلديثة لإلعالم‬ ‫واالتصال خاصة ما تعلق منها بشبكات التواصل االجتماعي‪ ،‬إضافة إىل التطرق إىل أمهية اخلدمات‬ ‫احلكومية االلكرتونية عرب اهلاتف النقال‪ ،‬ومناقشة ما إذا كان ابإلمكان إعتبار مفهوم احلكومة النقالة تغيريا‬ ‫جذراي أم جمرد امتداد لفكرة احلكومة االلكرتونية مبفهومها التقليدي‪.‬‬ ‫كما استعرض التقرير وضع احلكومة االلكرتونية يف منطقة اإلسكوا‪ ،‬من خالل الرتكيز على دراسة‬ ‫حالة كل من مبادرة البياانت احلكومية املفتوحة يف اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬وكذا دراسة تطور احلكومة‬ ‫االلكرتونية يف كوراي اجلنوبية؛ ابعتبارمها الدولتني الرائدتني يف هذا اجملال‪ ،‬إضافة إىل تبيان دور املشاركة‬. ‫‪9‬‬.

(10) ‫االلكرتونية يف خدمة املواطنني واحلكومة‪ ،‬مع اإلشارة إىل أفضل اآلليات الستثمار املشاركة االلكرتونية يف‬ ‫تطوير اجملتمعات‪.‬‬ ‫د‪ -‬دراسة صادرة عن اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغريب آسيا‪ ،‬بعنوان‪ ،‬احلكومة االلكرتونية‪ :‬السياسات‬ ‫واالسرتاتيجيات والتطبيقات (الوحدة الثالثة)‪ ،2014 ،‬وتعرضت الدراسة إىل املفاهيم األساسية والنواحي‬ ‫النظرية للحكومة االلكرتونية واحلوكمة االلكرتونية‪ ،‬وكيفية بناء اسرتاتيجياهتا‪ ،‬كما بينت كيفية الربط بني‬ ‫النظرية والتطبيق من خالل جمموعة من دراسات احلالة (اململكة العربية السعودية‪ ،‬قطر‪ ،‬اإلمارات العربية‬ ‫املتحدة‪.)...‬‬ ‫ه‪ -‬مقال ل ـ ـ ـ وائل حممد يوسف‪ ،‬مقدم ملؤمتر األزهر اهلندسي الدويل التاسع‪ ،‬مصر (‪ 14 -12‬أفريل ‪)2007‬‬ ‫حول دور البلدايت االلكرتونية يف تنمية املدينة‪ :‬جتربة مدينة اإلسكندرية‪ ،‬وتناول البحث دور البلدايت‬ ‫االلكرتونية يف تنمية املدينة‪ ،‬واستعرض جتربة البلدايت االلكرتونية مبدينة اإلسكندرية ودورها يف حتقيق التنمية‬ ‫الشاملة ابملدينة‪ ،‬وخلصت الدراسة إىل التأكيد على أمهية البلدايت االلكرتونية يف تنمية املدينة بصفة عامة‪،‬‬ ‫واملدينة العربية واملصرية بصفة خاصة‪ ،‬والتوصل لدروس مستفادة يف جمال البلدايت االلكرتونية ميكن تطبيقها‬ ‫يف غريها من املدن‪ ،‬عالوة على حتديد الدور التنموي للبلدايت االلكرتونية ابإلسكندرية والتأكيد على‬ ‫تطويرها وتعميمها‪.‬‬ ‫‪ -4‬إشكالية الدراسة‪:‬‬ ‫أولت معظم الدول خاصة املتقدمة منها عناية خاصة لقضااي التنمية احمللية‪ ،‬حيث عملت على إعطاء األمهية‬ ‫الالزمة لتطوير ودعم البنيات اإلدارية احمللية حىت تصبح وحدات نشيطة ومبادرة يف مشاريع التنمية على‬ ‫املستوى احمللي‪ ،‬ومن منطلق ذلك كان ال بد من أن حتتل التنمية احمللية مكانة خاصة يف منظومة إدارة الشأن‬ ‫العام يف اجلزائر‪ ،‬خاصة مع املشاكل اليت تواجهها اإلدارة احمللية يف اجلزائر‪ ،‬وعلى رأسها الفساد ونقص‬ ‫‪10‬‬.

(11) ‫الشفافية‪ ،‬وهو ما استدعى احلاجة للبحث عن رؤية جديدة‪ ،‬تؤسس لالنتقال إىل منوذج حديث للتنمية‬ ‫يرتكز على تطبيق نظام احلوكمة االلكرتونية‪ ،‬الذي يتطلب استخدام الوسائل التكنولوجية مبا يسمح لألجهزة‬ ‫احمللية من القيام مبهامها التنموية يف خمتلف اجملاالت‪ ،‬بعيدا عن األساليب التسيريية التقليدية اليت ال تتناسب‬ ‫والصالحيات املمنوحة هلا‪ ،‬السيما يف ظل التغريات اليت تطرحها البيئة العاملية (العوملة‪ ،‬املنافسة‬ ‫االقتصادية‪ ،)...‬وهو ما يقودان إىل طرح اإلشكالية اآلتية‪:‬‬ ‫ما هو دور احلوكمة احمللية اإللكرتونية يف تفعيل آليات التنمية يف اجلزائر؟ وما مدى جناعتها يف الدفع‬ ‫بعجلة التنمية بوالية سطيف؟‬. ‫التساؤالت الفرعية‪:‬‬ ‫ ماذا نعين ابحلوكمة اإللكرتونية وما عالقتها ابلتنمية؟‬‫ ما هي العوائق اليت تواجه تنفيذ مشاريع التنمية يف اجلزائر؟ وما هي االسرتاتيجيات املعتمدة ألجل عصرنة‬‫أداء اإلدارة احمللية؟‬ ‫ كيف ميكن لفواعل التنمية احمللية (اإلدارة احمللية‪ ،‬القطاع اخلاص‪ ،‬اجملتمع املدين) االستفادة من تطبيقات‬‫التقنيات احلديثة لإلعالم واالتصال‪ ،‬من أجل تفعيل دورها التنموي؟‬ ‫ ما هي احتماالت جناح جتسيد احلوكمة اإللكرتونية يف والية سطيف؟‬‫‪ -5‬فرضيات الدراسة‪:‬‬ ‫ التحول من احلوكمة احمللية إىل احلوكمة احمللية اإللكرتونية‪ ،‬فرضه التطور احلاصل يف تكنولوجيات اإلعالم‬‫واالتصال‪.‬‬ ‫‪11‬‬.

(12) ‫ جتاوز خمتلف املشاكل والعراقيل اليت حتول دون جناح التنمية يف اجلزائر‪ ،‬مرتبط بعصرنة اإلدارة احمللية اليت‬‫تتوقف على مدى جاهزية البنية التحتية اخلاصة بتكنولوجيات اإلعالم واالتصال وتطورها‪.‬‬ ‫ توسع التفاعل األفقي والعمودي‪ ،‬يف استخدام تكنولوجيا اإلعالم واالتصال بني فواعل التنمية احمللية‪،‬‬‫يسهم بشكل كبري يف حتديد وضبط األدوار واملسؤوليات‪ ،‬املتعلقة إبدارة الشأن العام احمللي وحتقيق األهداف‬ ‫املتوخاة من ذلك‪.‬‬ ‫ االستغالل الفعال للموارد واإلمكاانت احمللية يف والية سطيف ألجل حتقيق التنمية‪ ،‬مرتبط بتجاوز‬‫معوقات تطبيق احلوكمة اإللكرتونية‪.‬‬ ‫‪ -6‬مناهج ومقرتابت الدراسة‪:‬‬ ‫املنهج القانوين املؤسسي‪ :‬وهو منهج دراسة النظم السياسية‪ ،‬الذي يركز على املؤسسات السياسية املكونة‬ ‫هلذه النظم (التشريعية والتنفيذية)‪ ،‬والدساتري اليت تستند إليها‪ ،‬وما حتتوي عليه من قواعد قانونية منظمة‪،‬‬ ‫ومتت االستعانة هبذا املنهج من خالل التطرق إىل جمموعة من القوانني اليت متارس يف إطارها اإلدارة احمللية يف‬ ‫اجلزائر‪ ،‬خمتلف الصالحيات املمنوحة هلا‪ ،‬وكذا تلك املتعلقة بكيفية إدراج التقنيات احلديثة يف التحديث‬ ‫والعصرنة‪.‬‬ ‫املنهج اإلحصائي‪ :‬يعرف على أنه عملية مجع البياانت اإلحصائية عن الظواهر املختلفة‪ ،‬والتعبري عنها بلغة‬ ‫األرقام‪ .‬وهو ابملفهوم احلديث يعين مجع البياانت‪ ،‬ومراجعتها‪ ،‬وتصويبها‪ ،‬وتبويبها‪ ،‬مث حتليلها وتفسريها‪،‬‬ ‫ويستخدم املنهج اإلحصائي البياانت الرقمية ألجل االستدالل هبا على وجود العالقة بني الظواهر أو‬ ‫انتفائها‪ ،‬وال يكتفي بذلك بل يعمل على تعميم ما توصل إليه من نتائج‪.1‬‬. ‫‪ - 1‬حممد شليب‪ ،‬املنهجية يف التحليل السياسي "املفاهيم‪ ،‬املناهج‪ ،‬االقرتاابت واألدوات" (اجلزائر‪ :‬دار هومة‪ ،)2007 ،‬ص‪.92 ،91 .‬‬. ‫‪12‬‬.

(13) ‫وقد متت االستعانة ابملنهج اإلحصائي يف هذه الدراسة‪ ،‬من خالل القيام ابلتحليالت للبياانت اليت‬ ‫مت مجعها حول مثال عدد مستخدمي اإلنرتنيت يف اجلزائر‪ ،‬عدد مشرتكي اهلاتف الثابت والنقال‪ ،‬ترتيب‬ ‫اجلزائر على املستوى العاملي حسب مؤشر اجلاهزية الشبكية ‪ ،2015‬مستوى التقدم يف تطبيق احلكومة‬ ‫اإللكرتونية يف اجلزائر‪ ،‬ومن مثة تقدمي تفسريات واخلروج ابستنتاجات‪ ،‬حول ما مت حتقيقه يف جمال استخدام‬ ‫التكنولوجيات احلديثة لإلعالم واالتصال يف جمال التسيري العمومي خاصة على املستوى احمللي‪.‬‬ ‫منهج دراسة حالة‪ :‬هو عبارة عن طريقة لدراسة وحدة معينة مثل مؤسسة‪ ،‬نظام اجتماعي‪ ،‬جمتمع حملي‪...‬‬ ‫دراسة مستفيضة تفصيلية معمقة بغية استجالء مجيع جوانبها واخلروج بتعميمات علمية متعلقة ابلوحدة‬ ‫املدروسة وبغريها من الوحدات املماثلة هلا‪ .1‬ويف هذا اإلطار متت االستعانة هبذا املنهج لغرض التعمق أكثر‬ ‫يف أمهية احلوكمة اإللكرتونية على مستوى اإلدارة احمللية‪ ،‬من خالل الرتكيز على دراسة حالة والية سطيف‬ ‫وأهم اخلطوات اليت حققتها يف جمال توظيفها للوسائل اإللكرتونية يف خمتلف معامالهتا‪ ،‬سواء من حيث‬ ‫تطبيق احلكومة اإللكرتونية وعصرنة اخلدمة العمومية‪ ،‬أو من حيث إحداث عالقات تواصلية جديدة بينها‬ ‫وبني مواطنيها‪.‬‬ ‫املقرتب النسقي‪ :‬يشري املقرتب النسقي ‪-‬كما حدده ديفيد إيستون‪ -‬إىل جمموعة من املتغريات املعتمدة‬ ‫على بعضها البعض واملتفاعلة فيما بينها‪ ،‬واليت تربطها عالقات أتثري وأتثر‪ ،‬ومن مثة مت استخدام هذا املقرتب‬ ‫يف هذه الدراسة ابعتباره مناسبا لذلك‪ ،‬فالدور التقليدي لإلدارة احمللية يف جمال التنمية‪ ،‬مل يعد إبمكانه حتقيق‬ ‫األهداف املنشودة خاصة يف ظل بروز مفهوم احلوكمة والتطور احلاصل يف تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪،‬‬ ‫وابلتايل أصبح الدور احلديث هلذه املؤسسات احمللية‪ ،‬يستدعي اعتماد جمموعة من اجلهات على بعضها‬ ‫البعض يف إطار عالقات متبادلة حتكمها الشفافية ووضوح األدوار‪.‬‬. ‫‪ - 1‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.87 .‬‬. ‫‪13‬‬.

(14) ‫اقرتاب عالقة الدولة‪ -‬اجملتمع‪ :‬يعىن هذا االقرتاب بدراسة كل الفواعل الرمسية وغري الرمسية املوجودة داخل‬ ‫الدولة‪ ،‬واليت تتوىل مهام ممارسة الضبط االجتماعي‪ ،‬ومن خالهلا ميارس األفراد سلوكياهتم‪ ،‬سواء يف األسرة أو‬ ‫القبيلة أو األحزاب والنقاابت ‪ ،..‬فهو يركز –كما يرى جويل ميجدال ‪ –Joel Migdal‬على حتليل‬ ‫العالقات التفاعلية بني الدولة واجملتمع‪ ،1‬وقد مت توظيف هذا االقرتاب يف الوقوف على األدوار والعالقات‬ ‫اليت تربط الدولة ومؤسساهتا الالمركزية‪ ،‬والفواعل غري الرمسية األخرى؛ املتمثلة يف القطاع اخلاص واجملتمع‬ ‫املدين يف صياغة الربامج التنموية احمللية‪ ،‬خاصة يف ظل إمكاانت االتصال والتواصل اليت تتيحها تطبيقات‬ ‫التكنولوجيات احلديثة هلاته الفواعل‪.‬‬ ‫‪ -7‬الصعوابت اليت واجهت البحث‪:‬‬ ‫من بني الصعوابت اليت واجهت الدراسة جندها تتعلق أساسا بـ ـ ــ‪ :‬ندرة الدراسات األكادميية املتعلقة‬ ‫مبوضوع احلوكمة االلكرتونية وعالقتها ابلتنمية نظرا حلداثة املفهوم ‪-‬سواء على املستوى الوطين أو على‬ ‫مستوى العامل العريب‪ -‬وأغلب ما كتب يف هذا اإلطار ليس إال من قبيل الكتاابت الصحفية واليت تكتفي‬ ‫عادة ابلتعرض السطحي للموضوع دون الولوج يف أعماقه‪ ،‬كما أن معظم الكتاابت األكادميية ركزت بشكل‬ ‫كبري على مفهوم احلكومة االلكرتونية ودورها يف جمال عصرنة القطاع العمومي دون التعرض ملفهوم احلوكمة‬ ‫االلكرتونية اليت مل حتظ ابالهتمام األكادميي الكايف خصوصا يف العامل العريب‪ ،‬وجل الكتاابت يف هذا اإلطار‬ ‫جند ها ضمن الكتاابت األجنبية‪ ،‬كما أنه من بني الصعوابت كذلك صعوبة تقييم ما مت حتقيقه على مستوى‬ ‫اإلدارة احمللية خاصة‪ ،‬ألن االجتاه حنو عملية عصرنة القطاع العمومي يف اجلزائر ال تزال يف مراحلها األوىل‪ ،‬مع‬ ‫الضعف امللحوظ يف مواكبة التقنيات احلديثة لإلعالم واالتصال سواء من طرف املؤسسات احلكومية أو من‬ ‫طرف األفراد‪.‬‬ ‫‪ - 1‬نصر حممد عارف‪ ،‬االجتاهات املعاصرة يف السياسة املقارنة "التحول من الدولة إىل اجملتمع ومن الثقافة إىل السوق" (األردن‪ :‬املركز العلمي للدراسات السياسية‪،‬‬ ‫‪ ،)2006‬ص‪.27 .‬‬. ‫‪14‬‬.

(15) ‫‪ -8‬تقسيمات الدراسة‪:‬‬ ‫لإلجابة على اإلشكالية أعاله‪ ،‬مت تقسيم الدراسة إىل مقدمة وأربعة فصول وخامتة؛‬ ‫ففي الفصل األول‪ ،‬والذي جاء بعنوان التأصيل املفاهيمي والنظري ملفهومي التنمية واحلوكمة‬ ‫اإللكرتونية‪ ،‬وتضمن جمموعة من املفاهيم والنظرايت املتعلقة ابملفهومني‪ ،‬حيث مت تقسيمه إىل ثالثة مباحث‬ ‫أساسية تعرض املبحث األول منها إىل االنتقال من مفهوم التنمية القطرية إىل مفهوم التنمية احمللية‪ ،‬من‬ ‫خالل التعرض ملفهوم التنمية وعالقته ببعض املفاهيم األخرى (النمو‪ ،‬العصرنة‪ ،)...‬وتوضيح مفهوم التنمية‬ ‫احمللية من خالل الرتكيز على أمهية البعد احمللي كمحور للتنمية‪ ،‬وكذا مقومات التنمية احمللية وأهدافها‪ ،‬أما‬ ‫املبحث الثاين فقد اشتمل على مطلبني‪ ،‬األول منه ركز على احلوكمة كمفهوم عام (املربرات‪ ،‬املكوانت‪،‬‬ ‫املعايري‪ ،)...‬أما املطلب الثاين‪ ،‬فحاول التدقيق يف املضامني املختلفة للحوكمة على املستوى احمللي (الفواعل‪،‬‬ ‫اخلصائص) وارتباطاهتا ببعض املصطلحات املتعلقة كالالمركزية‪ ،‬ليخلص إىل توضيح العالقة اليت تربط احلوكمة‬ ‫ابلتنمية احمللية‪ ،‬وانتقاال إىل املبحث الثالث‪ ،‬الذي حاول التفصيل يف مفهوم احلوكمة احمللية االلكرتونية‬ ‫(مربرات التحول‪ ،‬األسس‪ )...‬وكذا التمييز بني مفهومي احلوكمة االلكرتونية واحلكومة اإللكرتونية‪ ،‬إضافة إىل‬ ‫فحص أهم املداخل النظرية اليت قدمت جمموعة من األفكار‪ ،‬اليت تتمحور حول كيفية إصالح و إعادة‬ ‫هندسة اإلدارة العمومية (التسيري العمومي اجلديد‪ ،‬مدخل التمكني)‪.‬‬ ‫أما الفصل الثاين ‪ ،‬فركز على النظر يف واقع اإلدارة احمللية يف اجلزائر بني معوقات إدارة التنمية‬ ‫وضرورات العصرنة‪ ،‬من خالل تطرق املبحث األول منه إىل تشخيص هذا الواقع ابلتفصيل يف دور الفواعل‬ ‫األساسية يف عملية التنمية احمللية (الوالية‪ ،‬البلدية)‪ ،‬والتحدايت اليت تواجهها يف جتسيد مشاريع التنمية‬ ‫املنشودة‪ ،‬ومن أجل مواجهة هذه املشاكل يقرتح املبحث الثاين مقاربة االستعانة بتكنولوجيا اإلعالم‬ ‫واالتصال كأحد احللول اإلسرتاتيجية الناجعة لعصرنة اإلدارة احمللية‪ ،‬وهو ما يسهم يف حتقيق جمموعة من‬ ‫‪15‬‬.

(16) ‫االمتيازات‪ ،‬اليت قد تغطي النقائص اليت تعرتي تقدمي اخلدمة العمومية ابلشكل الكالسيكي‪ ،‬زايدة على‬ ‫حتديد جممل التدابري احلكومية املتخذة‪ ،‬واليت مت الشروع يف تطبيقها سعيا حنو العصرنة‪ ،‬ليخصص املبحث‬ ‫الثالث‪ ،‬يف التفصيل يف واقع اجلاهزية الشبكية يف اجلزائر من خالل الرتكيز على مؤشرات تكنولوجيات‬ ‫اإلعالم واالتصال (اإلنرتن ت‪ ،‬اهلاتف النقال‪ ،‬اهلاتف الثابت) وكذا النظر يف ترتيب اجلزائر العاملي حسب‬ ‫مؤشر اجلاهزية الشبكية ‪ 2015‬ليكشف اهلوة اليت تفصلها عن الدول اليت حققت تقدما يذكر يف هذا‬ ‫اجملال‪ ،‬وهو ما انعكس على تقييم تطور احلكومة اإللكرتونية يف اجلزائر‪.‬‬ ‫ومت ختصيص الفصل الثالث‪ ،‬للحديث عن كيفية إشراك وتشبيك الفواعل احمللية يف جمال التنمية من منظور‬ ‫مقاربة احلوكمة اإللكرتونية ؛ ابتداء من اإلدارة احمللية‪ ،‬مث القطاع اخلاص فاجملتمع املدين‪ ،‬وعلى هذا النحو مت‬ ‫تقسيم هذا الفصل إىل ثالثة مباحث أساسية مرتابطة فيما بينها؛ ركز املبحث األول منها على البيئة التشريعية‬ ‫لتكنولوجيات اإلعالم واالتصال يف اجلزائر‪ ،‬وأثرها على التمكني للحوكمة احمللية؛ حيث مت النظر يف واقع‬ ‫استعمال هذه التكنولوجيات بني التشريع واملمارسة‪ ،‬وأثر ذلك على تفعيل مؤشرات احلوكمة يف اإلدارة‬ ‫اجلزائرية‪ .‬وتناول املبحث الثاين مكانة القطاع اخلاص يف دعم التنمية احمللية يف اجلزائر‪ ،‬ومجلة املشاكل املاثلة‬ ‫أمام تنميته‪ ،‬ابعتباره شريك اقتصادي فاعل جبانب الدولة‪ ،‬ويف سبيل جتاوز هذه املشاكل تطرح بقوة ضرورة‬ ‫وحتمية استفادة القطاع الثاين من املزااي اليت متنحها وسائل اإلعالم واالتصال يف ظل معطيات البيئة‬ ‫ا القتصادية الدولية اجلديدة‪ .‬أما املبحث الثالث من هذا الفصل فيحاول إعطاء جمموعة من االسرتاتيجيات‬ ‫اليت متكن اجملتمع املدين من القيام بدوره على أكمل وجه‪ ،‬يف ظل الوضع الذي تعانيه تنظيمات اجملتمع املدين‬ ‫من رقابة وتضييق‪ ،‬ولتجاوز هذه اإلشكالية تطرح األمهية اليت من املمكن أن توفرها تكنولوجيا اإلعالم‬ ‫واالتصال للقطاع الثالث‪ ،‬إلعادة تفعيل دوره وقيامه بدور الرقابة‪ ،‬وموازنة مسؤوليات الشركاء اآلخرين الجناز‬ ‫تنمية حملية متوازنة وشاملة‪.‬‬. ‫‪16‬‬.

(17) ‫أما الفصل الرابع‪ ،‬واألخري فقد جاء بعنوان‪ :‬دور احلوكمة احمللية االلكرتونية يف حتقيق التنمية بوالية سطيف‪:‬‬ ‫الواقع واآلفاق ‪ ،‬وركز على دراسة حالة والية سطيف‪ ،‬حيث مت ختصيص املبحث األول من هذا الفصل لقراءة‬ ‫واقع التنمية يف الوالية من خالل التعريف ابلوالية واإلمكاانت اليت تتوفر عليها‪ ،‬واليت تعترب دعامة أساسية‬ ‫للتنمية على مستواها‪ ،‬زايدة على توضيح دورها يف جمال التنمية والعقبات اليت تعرتضها‪ ،‬وكذا مكانة كال من‬ ‫القطاع اخلاص واجملتمع املدين يف دعم مشاريع التنمية ابلوالية‪ ،‬أما املبحث الثاين فقد تضمن الدور التمكيين‬ ‫لتكنولوجيات اإلعالم واالتصال يف ترقية أداء الفواعل الثالث (الرمسية وغري الرمسية على حد سواء) يف جمال‬ ‫التنمية يف الوالية‪ ،‬من خالل تعرضه لواقع استخدام هذه التكنولوجيات من طرف الفواعل احمللية‪ ،‬واملكاسب‬ ‫التنموية اليت ميكن حتقيقها من وراء تطبيق احلوكمة اإللكرتونية يف الوالية‪ ،‬ليخلص املبحث األخري من هذا‬ ‫الفصل‪ ،‬إىل التعرض ملختلف التحدايت اليت تواجه تطبيق مفهوم احلوكمة اإللكرتونية على مستوى اإلدارة‬ ‫احمللية يف والية سطيف‪ ،‬واالنتهاء بتقدمي بعض املتطلبات والشروط من أجل التطبيق الناجح للحوكمة‬ ‫اإللكرتونية يف والية سطيف على أرض الواقع‪.‬‬ ‫وخلصت الدراسة يف األخري إىل تقدمي جمموعة من النتائج اليت مت التوصل إليها‪ ،‬وطرح جمموعة من‬ ‫االقرتاحات اليت ميكن من خالل تطبيقها جتاوز خمتلف املشكالت املطروحة من خالل التطبيق الفعال‬ ‫للحوكمة اإللكرتونية على املستوى احمللي‪.‬‬. ‫‪17‬‬.

(18) ‫الفصل األول‪:‬‬. ‫‪18‬‬.

(19) ‫التأصيل املفاهيمي والنظري‬ ‫ملفهومي التنمية واحلوكمة‬ ‫اإللكرتونية‬ ‫لقي مفهوم احلوكمة يف السنوات األخرية مكاان مركزاي يف اخلطاب املتعلق ابلتنمية‪ ،‬بعد أن تصاعدت‬ ‫األدبيات اليت تعتقد أبن غياب هياكل مناسبة إلدارة شؤون الدولة واجملتمع‪ ،‬ساهم بقسط وافر يف عرقلة‬ ‫حتقيق التنمية املستدامة املنشودة يف البلدان النامية‪ ،‬وهو الوقت نفسه الذي تسارع فيه االستعمال غري‬ ‫املسبوق يف تقنيات اإلعالم واالتصال –خاصة االنرتنت‪ -‬منذ أواخر التسعينيات من القرن املاضي‪ ،‬وحماولة‬ ‫إدراجها ضمن األجندة املطروحة يف جمال إصالح القطاع العام؛ ابعتبارها وسيلة لتحسني تقدمي اخلدمات‬ ‫للمواطنني‪.‬‬ ‫يف هذا الصدد‪ ،‬عمدت خمتلف احلكومات عرب العامل‪ ،‬يف البحث عن سبل جديدة للتحكم يف‬ ‫التكاليف وحتسني الكفاءة التنظيمية بغية الوصول لتحقيق التنمية الشاملة‪ ،‬ما جعل القطاع العام يتجه شيئا‬ ‫فشيئا حنو جتسيد فكرة التشبيك من جهة‪ ،‬وتعزيز مظاهر االنفتاح واملرونة يف هياكل إدارة الشؤون العامة من‬. ‫‪19‬‬.

(20) ‫جهة أخرى‪ ،‬وابلنتيجة دفع كل هذا احلراك للبحث يف املقارابت األجنع لدمج تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‬ ‫ضمن اإلطار العام للحوكمة مبختلف مستوايهتا ( الوطنية‪ ،‬احمللية‪.)...‬‬ ‫على هذا األساس‪ ،‬من املهم التدقيق يف اجلانب املفاهيمي والنظري للدراسة والذي تضمن العناصر‬ ‫التالية‪:‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬من التنمية القطرية إىل التنمية احمللية‪.‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬يف مفهوم احلوكمة‪.‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬احلوكمة احمللية اإللكرتونية‪ :‬املفهوم واالجتاهات النظرية‪.‬‬. ‫املبحث األول‪ :‬من التنمية القطرية إىل التنمية احمللية‪.‬‬ ‫‪20‬‬.

(21) ‫تعد التنمية من أهم القضااي اليت احتلت مكانة ابرزة على الصعيدين العاملي والوطين‪ ،‬ابعتبارها وسيلة‬ ‫ميكن للدول من خالهلا مواجهة عوامل التخلف‪ ،‬وحتقيق االستقرار والتطور اإلنساين واالجتماعي وهو ما‬ ‫جعلها تشغل موقعا مهما يف أحباث العلوم االجتماعية‪ ،‬وحبكم أهنا ظاهرة معقدة متعددة األبعاد تشمل‬ ‫اجلوانب السياسية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية‪ ،..‬حتمل يف طياهتا عملية التأسيس ملرحلة جديدة تتجاوز أفكار‬ ‫التخلف حنو بناء جمتمع جديد قادر على التطور التصاعدي املستمر‪ ،‬األمر الذي ساهم يف تعدد األديبات‬ ‫املهتمة بشؤون التنمية‪ ،‬وكثرة اآلراء واالجتاهات اليت حتاول ضبط معناها ابلشكل الدقيق‪.‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم التنمية وعالقته ببعض املفاهيم األخرى (النمو‪ ،‬العصرنة‪.)..،‬‬ ‫تعترب عملية ضبط املفاهيم من بني التقنيات اليت تساعد الباحثني يف الوصول إىل نتائج أكثر دقة‪،‬‬ ‫وأكثر اقرتااب من أهداف البحث العلمي الرصني‪ ،‬خصوصا إذا كانت الدراسة تصنف ضمن العلوم اإلنسانية‪،‬‬ ‫اليت يعترب فيها التنوع اللغوي وكثرة املصطلحات السمة األساسية يف هذا امليدان‪ ،‬فرغم ما يظهر بينها من‬ ‫التشابه والتقارب إال أهنا حتمل يف طياهتا بعض الفروق اجلوهرية اليت قد ختل ابملعىن؛ إن مت توظيفها يف غري‬ ‫مكاهنا‪ ،‬وهو ما يستلزم احلرص على الدقة وراء البحث عن أي معىن ملصطلح أو مفردة ما‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم التنمية‪.‬‬ ‫من الناحية اللغوية‪ :‬ورد يف لسان العرب منى‪ ،‬النماء‪ ،‬الزايدة‪ ،‬منا‪ ،‬ينمو‪ ،‬منوا‪ ،‬زاد وكثر‪ ،‬ومنيت‬ ‫الشيء أي رفعته عل يه‪ ،‬وكل شيء رفعته‪ .‬ما جيعل األصل اللغوي للتنمية يفهم يف الزايدة والكثرة واالرتفاع‬ ‫واإلشباع‪.‬‬ ‫اصطالحا؛ ختتلف تعريفات التنمية‪ ،‬ابختالف وتعدد األدبيات اليت تنظر إىل هذا املفهوم من زاوية‬ ‫معينة‪ ،‬أو من مستوى حمدد؛ فمثال‪ ،‬اعتربت األمم املتحدة التنمية أبهنا "عبارة عن جمموع الوسائل والطرق‬ ‫‪21‬‬.

(22) ‫اليت تستخدم بغرض توحيد جهود األهايل مع السلطات العامة‪ ،‬بغية حتسني مستوى احلياة يف مجيع النواحي‬ ‫اليت هتم اجملتمعات املعنية‪ ،‬وعلى خمتلف األصعدة واملستوايت‪ ،‬بغية إخراج هذه اجملتمعات من عزلتها لتشارك‬ ‫‪1‬‬. ‫اجيابيا يف احلياة الوطنية‪ ،‬وابلتايل تساهم يف تقدم البالد"‪.‬‬. ‫كما تعرف التنمية أبهنا "العملية أو جمموع العمليات املرسومة واملخطط هلا‪ ،‬ختطيطا سليما بغرض‬ ‫إحداث تغيريات إجيابية داخل اجملتمع الوطين الكبري‪ ،‬أو اجملتمع احمللي الصغري لتحقيق األهداف اليت يسعى‬ ‫إليها أعضاء اجلماعة الذين يكونون اجملتمع"‪.‬‬ ‫وهناك من يرى أن التنمية هي مفهوم مشويل‪ ،‬يشغل االقتصاد عمودها الفقري‪ ،‬وتسعى إىل التغري‬ ‫الدائم حبيث يساهم هذا التغري يف تطوير القطاعات‪ ،‬سواء أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو‬ ‫سياسية‪ ،‬وختلف أي قطاع منها سوف يؤدي إىل ختلف القطاعات األخرى‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار البعد‬ ‫األخالقي للتنمية‪ ،‬فاإلنسان هو غاية ووسيلة التنمية وحيتل مركز الصدارة فيها‪ ،‬ومن خالله تسعى العملية‬. ‫التنموية لتخليص اإلنسان من خمتلف مظاهر املعاانة‪.2‬‬ ‫ويتضح ابلتايل أن التعاريف السابقة‪ ،‬تشرتك يف عدة نقاط أمهها‪:‬‬ ‫ أن التنمية عبارة عن عمل واعي وموجه؛‬‫ تعترب التنمية عملية شاملة ومستمرة فهي ال تركز على جانب دون آخر؛‬‫ التنمية هي عملية تغيري‪ ،‬ونقل اجملتمع حنو األحسن‪ ،‬مع االستفادة من هذا التغيري؛‬‫ هتدف التنمية إىل تطوير املوارد واإلمكاانت الكامنة للمجتمع؛‬‫‪ - 1‬سهري حامد‪ ،‬إشكالية التنمية يف الوطن العريب (األردن‪ :‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،)2007،‬ص‪.22.‬‬ ‫‪ - 2‬املكان نفسه‪.‬‬. ‫‪22‬‬.

(23) ‫ مبا أن الفرد هو اهلدف األساسي للتنمية فهو أيضا الوسيلة لتحقيقها‪ ،‬وبدون تفاعله ومسامهته‬‫الفاعلة يف حتقيق التنمية ال ميكن إحداث التغيريات املنشودة‪ ،‬ومن أجل ذلك ال بد من أن يشعر الفرد يف‬ ‫اجملتمع أبنه جزء من عملية التنمية من حيث رسم السياسات‪ ،‬ووضع اخلطط‪ ،‬حىت يكون لديه احلافز لتنفيذ‬ ‫ما يناط به لتحقيق أهداف التنمية‪ ،‬وطاملا أن مكاسب التنمية سيشعر هبا الفرد يف اجملتمع من حيث حتسن‬ ‫سبل احلياة اليت يعيشها‪ ،‬فذلك مدعاة ملسامهته مسامهة فعالة يف حتقيق أهدافها‪.‬‬ ‫إمجاال‪ ،‬ميكن القول أن التنمية عبارة عن جمموع التغيريات اهليكلية والوظيفية يف اجملتمع؛ واليت متكنه من‬ ‫اخلروج من حالة الركود والتخلف إىل حالة التقدم والنمو املستمر‪.‬‬ ‫اثنيا‪ :‬تطور مفهوم التنمية‬ ‫برز مفهوم التنمية بصورة أساسية منذ احلرب العاملية الثانية‪ ،‬إذ مل يستعمل هذا املفهوم منذ ظهوره يف‬ ‫عصر عامل االقتصاد الربيطاين "آدم مسيث" يف الربع األخري من القرن الثامن عشر‪ ،‬إىل غاية احلرب العاملية‬ ‫الثانية‪ ،‬إال على سبيل االستثناء‪ ،‬ألن املصطلحان اللذان استخدما يف تلك الفرتة لإلشارة إليه يف اجملتمع كان‬ ‫التقدم املادي ‪ Material progress‬أو التقدم االقتصادي ‪ ،Economic progress‬وحىت عندما أثريت‬ ‫مسألة تطوير اقتصادايت أورواب الشرقية يف القرن التاسع عشر كانت املصطلحات املستخدمة تتعلق‬ ‫ابلتحديث ‪ Modernization‬أو التصنيع ‪.1 Industrialization‬‬ ‫وإىل غاية الستينيات من القرن املاضي‪،‬كانت النظرة السائدة أن النمو االقتصادي يعترب قاعدة التنمية‬ ‫يف الدول املتخلفة‪ ،‬وقاد ذلك إىل افرتاض أنه على الدول النامية أن متر عرب عدد من املراحل لتحقيق النمو‬. ‫‪ - 1‬حممد نصر عارف‪" ،‬يف مفاهيم التنمية ومصطلحاهتا"‪ ،‬مت تصفح املوقع يوم (‪ ،)2015/10/29‬يف‪:‬‬ ‫‪http://www.wasatia.org/storage/Book3/4.pdf‬‬. ‫‪23‬‬.

(24) ‫االقتصادي‪ ،‬مشاهبة لتلك اليت مرت هبا األقطار الغربية األوروبية‪ ،‬وقد خصص جزء من النقاش حول كيفية‬ ‫حتفيز االنطالق للنمو االقتصادي يف الدول النامية‪ ،‬بنفس الطريقة اليت ميزت انطالقة النمو االقتصادي يف‬ ‫أورواب‪ .‬وقد مت الرتكيز يف البداية‪ ،‬على عدم توافر البيئة الطبيعية؛ كاملناخ والرتبة وعدم توفر املواد األولية‬ ‫الالزمة مثل الفحم واحلديد‪ ،‬اللذين أداي دورا هاما يف الثورة الصناعية‪ ،‬وكذا نقص رأس املال والبنية التحتية؛‬ ‫كما جرى النقاش حول املوارد البشرية‪ ،‬والنقص احلاصل يف التعليم وتفشي األوبئة واألمراض وغريها من‬ ‫املظاهر االجتماعية اليت تؤثر سلبا على عملية التنمية‪.‬‬ ‫وقد قارب طرح مثل هذه املشكالت موضوع التنمية من الوجهة االجتماعية‪ ،‬على اعتبار أن حتسني‬ ‫التعليم واخلدمات الصحية وغريها من القضااي االجتماعية‪ ،‬ميكن أن تساعد بشكل أو آبخر يف عمليات‬ ‫النمو االقتصادي‪.1‬‬ ‫ومع بداية السبعينيات‪ ،‬برزت تصورات جديدة ملوضوع التنمية‪ ،‬بدأ الرتكيز فيها على اجلوانب غري‬ ‫االقتصادية للتنمية‪ ،‬من خالل إيالء االهتمام ابجلوانب االجتماعية والسياسية والبيئية كعوامل رئيسة يف‬ ‫عمليات التنمية‪ ،‬وركزت األدبيات التنموية املعاصرة الحقا‪ ،‬جهودا أكثر على حتديد السياسات اخلاصة‬ ‫بتقليص الفوارق بني اجملتمعات الريفية واحلضرية‪ .‬وهو الوقت الذي انتقل فيه النقاش إىل مراحل أخرى‪ ،‬من‬ ‫حيث أن أسباب التخلف ليست انمجة فقط عن قلة املوارد الطبيعية؛ وإمنا متتد أيضا إىل طبيعة العالقات بني‬ ‫الشرائح اجملتمعية داخل الدولة الواحدة‪.‬‬ ‫التغري اآلخر الذي طرأ يف دراسة التنمية والتخلف‪ ،‬انتقل إىل البحث عن اسرتاتيجيات تكون‬ ‫مث أن ّ‬ ‫مالئمة بشكل أفضل‪ ،‬لظروف وموارد العامل الثالث‪ ،‬إذ أن املظهر األكثر وضوحا هو الرتكيز الذي تعطيه‬ ‫برامج وسياسات الدول النامية واألكادمييني‪ ،‬لتصميم واستعمال أشكال من التقانة (التكنولوجيا) املناسبة‪،‬‬ ‫‪ - 1‬حممد عدانن وديع‪ ،‬مفهوم التنمية‪ ،‬جملة جسر التنمية‪ ،‬ع‪ ، 1.‬املعهد العريب للتخطيط‪( ،‬جوان ‪ :)2002‬ص‪.2 .‬‬. ‫‪24‬‬.

(25) ‫إضافة إىل عدد من الطرق األخرى كالسعي إلجياد أنظمة سياسية وإدارية أكثر مالءمة‪ ،‬وإصالح املناهج‬ ‫التعليمية‪ ،‬واستعمال املوارد بشكل يتناسب مع الضرورات البيئية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬ومبا‬ ‫يكفل التخلص من التبعية بشىت صورها‪.1‬‬ ‫وتوسع ابلتايل إطار هذا املفهوم بعد دخول دول العامل الثالث معرتك احلياة الدولية‪ ،‬حني حاولت أن‬ ‫تضفي على العالقات الدولية الصبغة اإلنسانية‪ ،‬من خالل التأكيد على أن التنمية هي حق لكل شعوب‬ ‫العامل دون استثناء‪ ،‬على أمل أن ترق كل اجملتمعات إىل مستوى جمتمعات الدول املتقدمة‪ ،‬ويف هذا اإلطار‬ ‫برز مفهوم التنمية البشرية‪ ،‬الذي ينطلق من مقولة " البشر هم صانعوا التنمية وجيب أن يكونوا هدفها" ‪.‬‬ ‫إذن‪ ،‬يف السابق كان يشار للتنمية ابعتبارها متثل النمو االقتصادي‪ ،‬غري أنه مت إعادة النظر يف هذا‬ ‫التصور الضيق التقليدي للمفهوم‪ ،‬وانتقل الرتكيز من النمو االقتصادي إىل الرتكيز على التنمية البشرية‪ ،‬وإىل‬ ‫التنمية املستدامة فيما بعد‪ ،‬أي االنتقال من الرأمسال البشري إىل الرأمسال االجتماعي‪ ،‬وصوال إىل التنمية‬ ‫اإلنسانية‪ ‬ببعدها الشامل‪ ،‬أي الرتابط بني كل مستوايت النشاط السياسي واالجتماعي واالقتصادي والثقايف‬ ‫والبيئي‪ ،‬ابالستناد إىل هنج متكامل يعتمد على مبدأ الشفافية واملشاركة‪ ،‬والتخطيط الطويل األمد يف مجيع‬ ‫اجملاالت( التعليم‪ ،‬الرتبية‪ ،‬الثقافة‪ ،‬اإلسكان‪ ،‬الصحة‪ ،‬البيئة‪.)...‬‬ ‫‪ - 1‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.3 ،2 .‬‬. ‫‪ -‬ظهر منوذج جديد للتنمية يف أعمال االقتصاديني واملفكرين البارزين مثل حمبوب احلق وأمارتيا سن‪ ، ،‬ويعىن هذا النموذج ابنتهاج عملية التنمية من منظور أكثر إنسانية؛‬ ‫حيث يرى حمبوب احلق أنه جيب أن تعترب الزايدة يف الدخل وسيلة أساسية وليست غاية للتنمية‪ ،‬وابلتأكيد ليست حمصلة حلياة اإلنسان‪ .‬وقد عرض احلق رؤية جديدة لألمن‬ ‫اإلنساين يف القرن احلادي والعشرين‪ ،‬حيث ساوى بني األمن احلقيقي وأمن الناس يف منازهلم ووظائفهم وجمتمعاهتم وبيئتهم‪.‬‬ ‫ومن املعروف أن حمبوب احلق هو من طور تقارير التنمية البشرية )‪ )Human Development Reports – HDRs‬اليت تنشر سنواي من قبل برانمج األمم املتحدة‬ ‫اإلمنائي )‪ .(United Nations Development Programme – UNDP‬لقد أدى فشل النماذج االقتصادية يف معاجلة القضااي املتعلقة ابلتنمية إىل البحث عن‬ ‫هنج جديد يضع الناس يف صلب عملية التنمية‪ .‬وعليه فإن هنج برانمج األمم املتحدة اإلمنائي يف "التنمية البشرية" املرتكز على أعمال حمبوب احلق وأمارتيا سن يؤكد على رفاه‬ ‫اإلنسان كغاية ألي عملية تنموية اقتصادية أو اجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل حتويل وجهة النظر اليت تركز على التقدم املادي كمبتغى وهدف وحيد إىل الرتكيز على رفاه األفراد‬ ‫ابعتباره اهلدف النهائي‪ .‬ويسمى هذا النهج هنج التنمية البشرية‪ ،‬ويركز على التنمية يف إطار حقوق اإلنسان‪ .‬ووفقا هلذا اإلطار لكل فرد حقوق أساسية‪ ،‬مبا يف ذلك احلقوق‬ ‫االقتصادية والثقافية واالجتماعية والسياسية واملدنية‪ .‬وملمارسة هذه احل قوق‪ ،‬لكل فرد احلق يف احلصول على التعليم والرعاية الصحية والبيئة اآلمنة بغض النظر عن اجلنسية أو‬ ‫العرق أو الدين أو اجلنس أو اللغة أو أي اعتبار آخر‪.‬‬. ‫‪25‬‬.

(26) ‫اثلثا‪ :‬عالقة املفهوم ببعض املفاهيم األخرى‬ ‫يف إطار احلديث عن مفهوم التنمية من املهم التمييز بينه وبني املفاهيم األخرى املشاهبة‪ ،‬بغرض‬ ‫توضيحه بدقة أكرب‪.‬‬ ‫أ ‪ -‬التنمية والنمو‪ :‬ينظر إىل النمو على أنه عملية تلقائية حتدث دون تدخل من جانب اإلنسان‪ ،‬أما‬ ‫التنمية فتشري إىل النمو املتعمد الذي يتم عن طريق اجلهود املنظمة اليت يقوم هبا اإلنسان‪ ،‬لتحقيق أهداف‬ ‫معينة‪ ،‬ويف هذه احلالة تصبح التفرقة بني النمو والتنمية‪ ،‬كالتفرقة بني التطور والتطوير‪ ،‬والتغري والتغيري‬ ‫فالفارق يف االصطالحات املختلفة؛ ومنها مصطلح التنمية؛ الذي يفهم يف مدى تدخل اإلنسان يف إحداث‬ ‫التطوير أو التغيري أو التنمية‪ ،‬بينما النمو يعين ترك التقدم االجتماعي واالقتصادي لعفوية الظروف دون اختاذ‬ ‫تدابري معتمدة بصورة أو أبخرى‪.1‬‬ ‫هبذا املعىن‪ ،‬يعرب النمو عن حالة التقدم أو الزايدة يف الناتج القومي ومتوسط الدخل الفردي‪ ،‬أما‬ ‫التنمية فتعين التحوالت احلاصلة يف هيكل االقتصاد والدولة‪ ،‬ومواقع القوى االجتماعية والسياسية‪ ،‬وكذلك‬ ‫جماالت احلياة األخرى‪ ،‬مما جيعل مصطلح التنمية أمشل وأعم من مصطلح النمو‪ ،‬ما جيعل التنمية هبذا املعىن‬ ‫تتضمن النمو‪ ،‬ولكن النمو ال يعرب فعال عن التنمية احلقيقية‪.‬‬ ‫ويتفق النمو والتنمية معا‪ ،‬من حيث االجتاه اإلجيايب حنو التحسن واالرتقاء؛ ومها يف هذه النقطة‬ ‫خيتلفان عن اصطالح التغري‪ ،‬فمفهوم التغري يشري إىل حدوث تغريات يف الظواهر واألشياء‪ ،‬دون أن يكون‬. ‫‪ - 1‬حممد شفيق‪ ،‬التنمية واملشكالت االجتماعية (اإلسكندرية‪ :‬املكتب اجلامعي احلديث‪ )1999 ،‬ص‪.18 .‬‬. ‫‪26‬‬.

(27) ‫هلذا التغري اجتاه واضح مييزه‪ ،‬فالتغري قد يكون تقدما وارتقاء أو ختلفا وأتخرا‪ ،‬أما مفهوم النمو أو التنمية فإنه‬ ‫يفرتض أن التغري يسري يف خط مستقيم من حسن إىل أحسن‪ ،‬ويف اجتاه صاعد إىل األمام‪.1‬‬ ‫ج‪ -‬التنمية والتخلف‪ :‬احتلت قضية التخلف مكاان ابرزا من جانب املفكرين االجتماعني‪ ،‬منذ هناية‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ابعتباره أكثر املسائل اليت حتظى ابنشغال الدول‪ ،‬فهناك هوة قائمة بني عامل غين متقدم‬ ‫يتمتع ابلقوة والسيطرة والنفوذ‪ ،‬وعامل فقري متخلف يعيش يف ظروف الفقر والتبعية واحلرمان‪ ،‬وهو ما خلصت‬ ‫إليه حبوث علم االجتماع‪ ،‬يف اعتبار أن عبور فجوة التخلف يتوقف على جناح عملية التنمية يف تلك‬ ‫اجملتمعات‪.2‬‬ ‫د‪ -‬التنمية والتغري‪ :‬إن التغري ال يؤدي ابلضرورة إىل التقدم والرقي واالزدهار‪ ،‬فقد يتغري الشيء إىل السالب‪،‬‬ ‫بينما هدف التنمية هو التغري حنو األفضل بوترية متصاعدة ومتقدمة‪.‬‬ ‫ه‪ -‬التنمية والتطور ‪ :‬يعتمد التطور أساسا على التصور الذي يفرتض أن كل اجملتمعات متر خالل مراحل‬ ‫حمددة اثبتة يف مسلك يندرج من أبسط األشكال إىل أعقدها‪.‬‬ ‫و‪ -‬التقدم‪ :‬مصطلح أييت كمرحلة أخرية وهنائية بعد حدوث التنمية والتنمية الشاملة‪.‬‬ ‫ي‪ -‬التنمية والتحديث‪ :‬كثريا ما يتم اخللط بني مفهوم التنمية ومفهوم التحديث‪ ،‬فاملفهوم األول يعين‪-‬‬ ‫ابإلضافة إىل ما مت التطرق إليه سابقا‪ -‬الزايدة يف القدرة اإلنتاجية بشكل يرفع مستوى املعيشة ماداي وثقافيا‬ ‫وروحيا مصحواب بقدرة ذاتية متزايدة على حل مشاكل التنمية‪ ،‬أما التحديث فهو جلب رموز احلضارة‬ ‫احلديثة وأدوات احلياة العصرية مثل؛ التجهيزات التكنولوجية واملعدات اآللية والسلع االستهالكية‪ .‬ومل تصمد‬ ‫نظرايت التحديث أمام االنتقادات‪ ،‬بسبب جتاهلها اخلصائص النوعية للعامل الثالث أو املتخلف‪ ،‬ووقوع هذه‬ ‫‪ - 1‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.20.‬‬ ‫‪ - 2‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.9.‬‬. ‫‪27‬‬.

(28) ‫النظرايت التحديثية أسرية للنموذج الغريب‪ ،‬ألهنا مل هتتم حبقيقة النمو االجتماعي واإلمكاانت الذاتية للعامل‬ ‫الثالث ‪.1‬‬ ‫رابعا‪ :‬األبعاد الرئيسية للتنمية‪ :‬للتنمية جمموعة من األبعاد اليت تتصل هبا‪ ،‬وميكن إمجاهلا يف‪:‬‬ ‫أ ‪-‬التنمية االقتصادية‪ :‬وتعرف على أهنا العملية اليت يتم مبقتضاها االنتقال من حالة التخلف إىل حالة‬ ‫التقدم‪ ،‬على أن هذا االنتقال يقتضي إحداث العديد من التغريات اجلذرية واجلوهرية ‪،‬يف البنيان واهليكل‬ ‫االقتصادي‪ ،‬كما تعرف على أهنا العملية اليت يدخل من خالهلا االقتصاد الوطين‪ ،‬مرحلة االنطالق حنو النمو‬ ‫الذايت‪ ،‬وعموما فإن التنمية االقتصادية‪ ،‬هي العملية اليت مبقتضاها تتحقق زايدة يف متوسط نصيب الفرد من‬ ‫الدخل احلقيقي على مدار الزمن‪ ،‬واليت حتدث من خالل تغيريات يف كل من هيكل اإلنتاج ونوعية السلع‪،‬‬ ‫واخلدمات املنتجة‪ ،‬إضافة إىل إحداث تغيري يف هيكل توزيع الدخل لصاحل الفقراء‪ .2‬وهي هتدف أساسا‬ ‫إىل‪:3‬‬ ‫ زايدة إنتاجية العمل؛‬‫ تزايد االعتماد على املدخرات احمللية كمصدر لالستثمار؛‬‫ تنمية القدرة احمللية على توليد التكنولوجيا وتوطينها‪ ،‬واستخدامها ابلرغم من التوجه احلايل حنو عوملة‬‫االقتصاد؛‬. ‫‪" ،------- - 1‬تطور مفهوم التنمية السياسية وعالقتها ابلتنمية االقتصادية"‪ ،‬مت تصفح املوقع يوم (‪ ،)2015/10/29‬يف‪:‬‬ ‫‪http://www.univ-chlef.dz/uhbc/seminaires_2008/dicembre_2008/com_dic_2008_8.pdf‬‬. ‫‪ - 2‬حممد عبد العزيز عجمية وإميان عطية انصف‪ ،‬التنمية االقتصادية ‪-‬دراسات نظرية و تطبيقية‪( -‬اإلسكندرية‪:‬قسم االقتصاد ‪،‬كلية التجارة‪ ،)2000 ،‬ص‪.56.‬‬ ‫‪ - 3‬عبد النور انجي‪ ،‬الدور التنموي للمجالس احمللية يف إطار احلوكمة ( اجلزائر‪ :‬مديرية النشر جلامعة عنابة‪ ،)2010 ،‬ص‪.07.‬‬. ‫‪28‬‬.

(29) ‫ حما ربة الفقر وتراجع حدوده وحدته‪ ،‬وهذا يتم عن طريق تراجع التفاوت يف توزيع الدخل والثروة يف‬‫اجملتمع‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬التنمية االجتماعية‪ :‬ينبغي اإلشارة إىل أنه ال ميكن الفصل بني التنمية االقتصادية والتنمية‬ ‫االجتماعية‪ ،‬الرتباطهما ببعضهما البعض‪ ،‬إذ تعمل التنمية االجتماعية على خدمة اإلنتاج من انحية‬ ‫وخدمة اإلنسان من انحية اثنية‪ ،‬كما هتدف التنمية االقتصادية إىل رفع مستوى الدخل من انحية‪ ،‬وإىل‬ ‫توفري فرص متكافئة من اخلدمات ألفراد اجملتمع من انحية أخرى‪ ،‬حيث أن اإلنسان يعترب كهدف رئيسي‬ ‫للتنمية االجتماعية‪ ،‬وهو أيضا من أقوى العوامل املؤثرة يف التنمية االقتصادية؛ إذ يعد الوسيلة اليت تساعد‬ ‫على حتقيقها‪ ،‬وهو اهلدف الذي توجه هذه التنمية من أجله‪.1‬‬ ‫وبذلك ميكن تعريف التنمية االجتماعية؛ أبهنا العملية اجملتمعية الواعية املوجهة حنو إجياد حتوالت يف‬ ‫البناء االقتصادي ‪-‬االجتماعي‪ ،‬تكون قادرة على تنمية طاقات إنتاجية مدعمة ذاتيا‪ ،‬تؤدي إىل حتقيق زايدة‬ ‫منتظمة يف متوسط الدخل احلقيقي للفرد‪ ،‬ويف الوقت نفسه تكون موجهة حنو تنمية عالقات اجتماعية‬ ‫سياسية تكفل زايدة االرتباط بني املكافأة‪ ،‬وبني كل من اجلهد واإلنتاجية‪،‬كما تستهدف توفري االحتياجات‬ ‫األساسية للفرد‪ ،‬وضمان حقه يف املشاركة‪ ،‬وتعميق أمنه واستقراره يف املدى الطويل‪ .‬وعموما تسعى التنمية‬ ‫االجتماعية لتحقيق‪:2‬‬ ‫ حتسني مستوى املعيشة (الصحة‪ ،‬السكن‪ ،‬التعليم‪ )...‬لكافة املواطنني؛‬‫ زايدة االهتمام ابلطبقة املتوسطة والطبقة العاملة؛‬‫‪" ،----- 1‬مقدمة عامة حول التنمية"‪ ،‬مت تصفح املوقع يوم (‪ ،)2013/05/12‬يف‪:‬‬ ‫‪http://www.shams-pal.org/wp-content/uploads/2016/researches/generalintro.pdf‬‬. ‫‪ - 2‬انجي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08.‬‬. ‫‪29‬‬.

Références

Documents relatifs

ماظنلا راقتفا ةقيقح دكؤي امم لبقتسملا وحن قيرطلا قشل ىلولأا لحارملا يف مهو رملأا .ةطسوتملاو ةريغصلا تاسسؤملا عاطق ليومت يف ةصصختم كونبل يفرصملا قيعي

ت لكش ةيدلبلا نوناقلا يف عرشملا هيلع صن ام بسح 11 - 10 ةيدلبلاب قلعتملا ةدحولا ةيدعاقلا ةيساسلأا ىندلأاو يف ميظنتلا يرادلإا يرئازجلا

7 رييغتلاو ةروثلل ديحولا ردصملا وه ثحابلاو مويلا بلاطلا ،يداملا هراطإ يف يملع وهام لك راكتبإ يف ةيباجلإا نييعامتجلإا عمتجملا ةايح نع انملكت اذإ،

25 و ةلجعتسملا تلااغشنلاا حلاصل تاعامجلا ةيلحملا امومع و تايدلبلا اصوصخ اهصخلن اميف يلي : أ - يف ةنس 2008 مت عيزوت لبم يلامجإ هتميق 22 رايلم رانيد رئازج ىلع

76 نإ كارشإ عاطقلا صاخلا يف قيقحت ةيمنتلا ةيلحملا زرب يف تاينينامث نرقلا نيرشعلا عم لوحتلا حضاولا وحن داصتقا قوسلا فيثكتلو دوهجلا ةيمارلا ليعفتل

ةدوجب ةفاضملا ةميقلا تاذ ةطشنأ ذيفنتل ةحوتفمو ةنرم ةينورتكلا مظن ءانب يف دعاسي نأ بجي ىرخأ ةرابعبو. ةيديلقتلا ةطشنلأا ةفلكت عم ةنراقملاب ةضفخنم

ةيضايرلا ةيدنلأا يف داسفلا ةبراحمو تاقفنلا ديشرتل ةيلآك ةمكوحلا ةيواهلا د/ يلع ديس نامحرلا دبع نب و أ/ نينقم قحلا دبع و أ/ شاعم نسح صخلم :

ةبيسح ينامحر .... نم لك ىلا أ ل ءاض ي و ملعلا بورد نم ابرد ملعلا رونب ةفرعملا إ لمعلا اذه زاجنا يف ديعب وا بيرق نم دعاس نم لك ىل لضافلأا ةذتاسأ ،ةميركلا ةلئاع و