• Aucun résultat trouvé

دور التنويع الاقتصادي في تحقيق التنمية المستدامة في الاقتصاديات النفطية : دراسة مقارنة بين الجزائر والنرويج خلال الفترة 2000_2012

N/A
N/A
Protected

Academic year: 2021

Partager "دور التنويع الاقتصادي في تحقيق التنمية المستدامة في الاقتصاديات النفطية : دراسة مقارنة بين الجزائر والنرويج خلال الفترة 2000_2012"

Copied!
215
0
0

Texte intégral

(1)‫اﳉﻤﻬﻮرﻳـﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳـﺔ اﻟﺪﳝﻘﺮاﻃﻴـﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴـﺔ‬ ‫وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫ﺟـﺎﻣﻌﺔ ﻓﺮﺣـﺎت ﻋﺒﺎس ‪-‬ﺳﻄﻴﻒ‪- 1‬‬ ‫ﻛﻠﻴـﺔ اﻟﻌﻠـﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳـﺔ‪ ،‬اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ وﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﲑ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﲑ‬ ‫ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ‪ :‬إدارة اﻷﻋﻤﺎل واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ‬ ‫ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻧﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﺴﺘﲑ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ ﻋﻠﻮم اﻟﺘﺴﻴﲑ‬ ‫ﲣﺼﺺ‪ :‬اﻗﺘﺼﺎد دوﱄ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ‬ ‫ﲢﺖ ﻋﻨﻮان‪:‬‬. ‫دور اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺎت اﻟﻨﻔﻄﯿﺔ‬ ‫ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ واﻟﻨﺮوﯾﺞ‪-‬‬‫ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ‪2012_2000‬‬ ‫إﻋـﺪاد اﻟﻄـﺎﻟﺐ‪:‬‬. ‫إﺷـﺮاف‪:‬‬. ‫ﺻــــﺎدق ھــــﺎدي‬. ‫أ‪.‬د ﻋﻤﺎر ﻋﻤﺎري‬. ‫ﻧﻮﻗﺸﺖ ﻋﻠﻨﺎ ﺑﺘﺎرﯾﺦ ‪ 2014/06/05‬أﻣﺎم اﻟﻠﺠﻨـﺔ اﻟﻤﻜ ّﻮﻧﺔ ﻣﻦ‪:‬‬ ‫أ‪.‬د ﺻـﺎﻟﺢ ﺻـﺎﻟﺤﻲ‬. ‫أﺳـﺘــــــــــــــــــﺎذ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﯿﻒ ‪-1 -‬‬. ‫رﺋﯿﺴًـــــــــــــــــــــــــــﺎ‬. ‫أ‪.‬د ﻋﻤــﺎر ﻋﻤـﺎري‬. ‫أﺳـﺘـــــــــــــــــــﺎذ‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﯿﻒ ‪-1 -‬‬. ‫ﻣﺸﺮﻓـــــﺎ وﻣﻘــــــــ ّﺮرًا‬. ‫د‪ .‬ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﻓﻮزي‬. ‫أﺳﺘـﺎذ ﻣﺤـــــﺎﺿﺮ )أ(‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﯿﻒ ‪-1-‬‬. ‫ﻣﻨﺎﻗﺸـــــــــــــــــــــــــﺎ‬. ‫د‪ .‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺑﻮدراﻣﺔ‬. ‫أﺳﺘـﺎذ ﻣﺤـــــﺎﺿﺮ )أ(‬. ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﯿﻒ ‪-1-‬‬. ‫ﻣﻨﺎﻗﺸـــــــــــــــــــــــــﺎ‬. ‫اﻟﺴﻨـﺔ اﳉـﺎﻣﻌﻴﺔ ‪2014/2013‬‬.

(2) ‫واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ أﺷﺮف اﻟﻤﺮﺳﻠﯿﻦ‬.

(3) ‫ﻛﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ‬ ‫أول اﻟﺸﻜﺮ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻹﺗﻤﺎم ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ وإﺧﺮاﺟﻪ ﻓﻲ ﺻﻮرﺗﻪ‬ ‫اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻓـﻠﻪ اﻟﺤﻤﺪ وﻟﻪ اﻟﺸﻜﺮ‬ ‫ﺛﻢ أﺗﻘﺪم ﺑﺨﺎﻟﺺ اﻟﺸﻜﺮ وﺟﻤﻴﻞ اﻟﻌﺮﻓـﺎن إﻟﻰ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺸﺮف ﻋﻠﻰ ﻫﺬا‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر "ﻋﻤﺎر ﻋﻤﺎري" ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﻗﻴّﻤﺔ‪،‬‬ ‫وﺗﻮﺟﻴﻪ وﺗﺸﺠﻴﻊ ﻹﺗﻤﺎم ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ واﻻﻣﺘﻨﺎن إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺷﺠﻌﻨﻲ وﺣﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺻﻠﺔ‬ ‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ‪ ،‬وأﺧﺺ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر "ﺑﺎﻟﺮﻗﻲ ﺗﻴﺠﺎﻧﻲ"‪،‬‬ ‫واﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر "ﺻﺎﻟﺢ ﺻﺎﻟﺤﻲ"‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﺷﻜﺮ ﻛﻞ اﻷﺳﺎﺗﺬة اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻫﻤﻮا‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‬ ‫وﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺸﻜﺮ ﻣﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺪم ﻟﻲ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن‬ ‫ﻹﻧﺠﺎز ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ وﻟﻮ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ‪.‬‬.

(4) ‫إﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺪاء‬ ‫أﻫﺪي ﺛﻤﺮة ﺟﻬﺪي ﻫﺬﻩ إﻟﻰ‬ ‫اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ اﻟﻜﺮﻳﻤﻴﻦ أﻃﺎل اﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻳﻬﻤﺎ‬ ‫إﻟﻰ ﺷﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘـﻠﺐ "زوﺟﺘﻲ" وإﻟﻰ ﻗﺮة ﻋﻴﻨﻲ "اﺑﻨﺘﻲ – إﻳﻨﺎس‪ " -‬ﺣﻔﻈﻬﻤﺎ اﷲ‬ ‫إﻟﻰ إﺧﻮﺗﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ وﻛﻞ أﻫﻠﻲ‬ ‫إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﺰﻣﻼء واﻷﺻﺪﻗـﺎء‬ ‫إﻟﻰ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻌﻤﻞ ﺑﺠﺪ ﻋﻠﻰ إﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ‬ ‫إﻟﻰ ﻛﻞّ ﻣﻦ أدرك أن اﻟﻌﻠﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻠﻤﺠﺪ‪ ،‬ﻓـﻠﻢ ﻳﺪﺧﺮ ﺟﻬﺪا ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ وﻧﺸﺮﻩ‬. ‫ﺻﺎدق ﻫﺎدي‬.

(5) ‫اﻟﻤﻘﺪﻣـــﺔ‬.

(6) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬ ‫ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ اﻟﻬدف اﻷول ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟدول واﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻋﺑر اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬وﻟﺗﺟﺳﯾد‬ ‫ذﻟك ﻓﻌﻠﯾﺎ ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر ﺗﻌﺑﺋﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬ﺿﻣن‬ ‫ﺳﯾﺎﺳﺎت واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﻛﻠﯾﺔ وﻗطﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬وﻫذا ﻣن‬ ‫أﺟل دﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻟﻰ اﻷﻣﺎم‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ اﻟﻣﻧﺷودة‪.‬‬ ‫وﻗد ظﻠت اﻷﻫداف اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻌﯾدة‬ ‫اﻟﻣﻧﺎل ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻣﻠﻲ ‪ -‬إو ن ﺣﻘق ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺗطو ار ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ وأﻗﺎم ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت‪ -‬ﻷﻧﻬﺎ‬ ‫ﻟم ﺗﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺗﺣﻘ ﯾق اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وردم ﻫوة اﻟﺗﺧﻠف‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﺣﻘق اﻻﺳﺗﻘﻼل‬ ‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻔﻌﻠﻲ ‪ ،‬ﺑل ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬وارﺗﺑطت ﺧططﻬﺎ‬ ‫اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺑﺗﻠك اﻟﺳوق‪ ،‬وﻛﺎن ﺳﺑب ﻛل ذﻟك ارﺗﺑﺎط اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑﻣﺻدر وﺣﯾد ﻟﻠدﺧل‪ ،‬ﻟﺗﺣﺻﯾل‬ ‫إﯾراداﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ وﻣﺧﺗﻠف ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬﺎ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ‪ ،‬أﻻ وﻫو اﻟﻌواﺋد اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺗﻣﺧﺿت ﻋن ﻫذا‬ ‫اﻟوﺿﻊ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻷﻗطﺎر اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻧﻔط‪ ،‬ﺗﻣﺣورت ﺣول إﺧﻔﺎق ﻋﻣﻠﯾﺔ‬ ‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘطرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﺣدﯾﺎت أﺧرى ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻷﻣن اﻟﻐذاﺋﻲ‪ ،‬وﻣﺷﻛﻼت‬ ‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﻔﻘر اﻟواﺳﻊ‪ ،‬ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬وﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻠوث واﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ‪.‬‬ ‫واﻟﺟزاﺋر ﻛﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬ﺣﻘﻘت إﯾرادات ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن ﻗطﺎع‬ ‫اﻟﻣﺣروﻗﺎت‪ ،‬وﻫذا ﺑﻔﻌل اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ أﺳﻌﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‬ ‫ﻟﻠطﺎﻗﺔ‪.‬‬ ‫إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻌواﺋد ﻟم ﺗَُوظﱠف ﺑﻛﻔﺎءة ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑدﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﺑﺷﻛل‬ ‫ﺻﺣﯾﺢ ‪ ،‬إو ذا أﺧذﻧﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺗوﻗﻌﺎت ﻧﺿوب ﺗﻠك اﻟﺛروة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﻠﯾن اﻟﻣﺗوﺳط‬ ‫واﻟﺑﻌﯾد‪ ،‬ﻓﺈن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺑداﺋل اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎء ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗوظﯾف اﻵﻧﻲ‬ ‫اﻟﺟﯾد ﻟﻬذﻩ اﻟﻌواﺋد أﺻﺑﺣت أﻛﺛر ﻣن ﻣﻠﺣﺔ‪.‬‬ ‫اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا اﻟواﻗﻊ ﺗﺷﻛل ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺟزاﺋر ﻣن‬ ‫ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺳﺑﯾﻼ آﻣﻧﺎ ﻧﺣو ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻧﻬوض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل‬. ‫أ‬.

(7) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫زﯾﺎدة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗطوﯾر ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت واﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺗﻌزﯾز ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﻛوﯾن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل‪.‬‬ ‫إن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺈﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﯾﺗطﻠب‬ ‫إﺣداث ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﺳﻌﯾﺎ ﻟﻠﺧروج ﻣن‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺣﺳﺎر ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل‪ ،‬واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻔرط ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة أو ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن‪،‬‬ ‫ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺗﺻﻔﯾﺔ ﻛل ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﺧﻠف‬ ‫واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ‪ ،‬وﺿﻣﺎن اﻟﺗوازن واﻻﺳﺗﻘرار ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺟﻧﺑﻪ اﻷزﻣﺎت واﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﺗﻲ ﺗﺟﻠت ﺑﺻورة واﺿﺣﺔ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﻛل ﺗراﺟﻊ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺧﻼل اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﺧﯾرة‪.‬‬ ‫وﻣن أﺟل ﺗﻘﯾﯾم ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة‪ ،‬ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ‬ ‫واﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺟﻬود اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻧروﯾﺞ _اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛل اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ‬ ‫ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ_ وﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻫذا اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺗﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫ﻛﯾف ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي دو ار ﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول‬ ‫اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻧروﯾﺟﯾﺔ؟‬ ‫ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧطوي ﺗﺣﺗﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ ‬ﻣﺎ ﻫو ﻣﺿﻣون ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي؟ وﻛﯾف ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻛﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑدﯾﻠﺔ وﻧﺎﺟﻌﺔ‬ ‫ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻗﯾﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻧروﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر؟‬ ‫‪ ‬ﻫل ﯾﻌود اﻟﺗراﺟﻊ اﻟﻛﺑﯾر ﻟدور ﻗطﺎﻋﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾوﯾﺔ ﻛﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ واﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬إﻟﻰ وﺟود ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾوﻓرﻩ ﻣن ﻋواﺋد ﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫ﻛﺑﯾرة ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻣوﯾل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ؟‬ ‫‪ ‬ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﻔطﯾﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻟﺗﺣﻘﯾق‬ ‫اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣؤﺷرات ﻗﯾﺎس ﻧﺟﺎح ﻫذا اﻟﺗﻧوﯾﻊ؟‬. ‫ب‬.

(8) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫‪ ‬ﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾم دور اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ‬ ‫ﺑﯾن ﻣﺟﻬودات اﻟﺟزاﺋر وﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻧروﯾﺞ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر؟‬. ‫ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ‬ ‫ﺗﻘوم دراﺳﺗﻧﺎ ﺣول اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺎت ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﺗﻔﺳﯾرﯾﺔ‬ ‫ﺗطﻣﺢ ﻷن ﺗﻛون ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ وذﻟك ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ ‬ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ وﻛذا اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣدﺧﻼ رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻗﯾﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻧروﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل‪.‬‬ ‫‪ ‬ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻘطﺎع اﻟﻧﻔط‪،‬‬ ‫أدت إﻟﻰ اﺧﺗﻼل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬واﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر‬ ‫اﻟﻧﻔط ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﻫذا اﻻﺧﺗﻼل أدى إﻟﻰ اﺳﺗﻧزاف ﺑﻌض اﻟﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺗﻌطﯾل اﺳﺗﻐﻼل‬ ‫اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗدام ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬ ‫‪ ‬ﻟم ﺗﺳﺎﻫم ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺑﻧﺎء‬ ‫اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺗﻧوع‪ ،‬ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻛﻔل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪.‬‬. ‫أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع‬ ‫ُﯾ َﻌ د اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻﺳﺗداﻣﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن أﻫم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ‬ ‫ﺑﺣدة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻔرط ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة‪ ،‬أو ﻣورد وا ﺣد ﻟدﻓﻊ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻣﺛﻠﻪ ذﻟك ﻣن‬ ‫ﺧطورة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺑﻔﻌل ارﺗﺑﺎط أﺳﻌﺎر ﻫذا اﻟﻣورد ﺑﺎﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﻌرﻓﻪ‬ ‫ﻣن ﺗﻘﻠﺑﺎت ﺣﺎدة‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺣدودﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣوارد وﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﻧﺿوب ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺷﻛﻠﻪ ذﻟك ﻣن‬ ‫ﺗﻬدﯾد ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﺣﺎﺿر وﻣﺳﺗﻘﺑل اﻷﺟﯾﺎل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪.‬‬. ‫ج‬.

(9) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫دواﻓﻊ اﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع‬ ‫ﺗﺧﺗﻠف دواﻓﻊ اﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻟﯾﻛون ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‬ ‫اﻗﺗﺻﺎدا ﻧﻔطﯾﺎ رﯾﻌﯾﺎ وأﺣﺎدﯾ ﺎ‪ ،‬ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘوﯾض ﺟﻬود ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺑﻧﺎء‬ ‫اﻗﺗﺻﺎد وطﻧﻲ ﻣﺗﻧوع‪ ،‬ﻛﻔﯾ ٌل ﺑﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎح ﻫذﻩ اﻟﺟﻬود ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ؛‬ ‫‪ ‬ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻛون اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣد وﺑﺷﻛل ﻣﻔرط ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد ﻣورد طﺑﯾﻌﻲ‬ ‫وﺣﯾد وﻧﺎﺿب ﻓﻲ إدارة ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺷﻛﻠﻪ ذﻟك ﻣن ﺗﻬدﯾد ﻻﺳﺗﻘرار ﻫذﻩ‬ ‫اﻟدول ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗﻧزاف ﻫذا اﻟﻣورد ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳوء‬ ‫اﺳﺗﻐﻼل ﻋواﺋدﻩ‪ ،‬ﯾﻣﺛل ﺗﻬدﯾدا ﻟﻸﺟﯾﺎل اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻣﺛل ﻣﺟﺎﻻت‬ ‫اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ؛‬ ‫‪ ‬ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻛﺳﯾﺎﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ ﺗﺿﻣن‬ ‫اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ؛‬ ‫‪ ‬راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻣرﺗﺑط ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﺧﺻص واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﻣﺎ‬ ‫ﺗﻔرﺿﻪ ﻣن ﺿرورة دراﺳﺔ ﻣﺧﺗﻠف اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ‪،‬‬ ‫إو ﺑراز ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪.‬‬. ‫أﻫداف اﻟدراﺳﺔ‬ ‫ﺗﻬدف اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ‪:‬‬ ‫‪ ‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻫم ﻣﻔﺎﻫﯾم وﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ؛‬ ‫‪ ‬اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺗطﻠﺑﺎت وأﺳس ﺑﻧﺎء اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺗﻧوع‪ ،‬ﯾﺣﻘق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ وﻛذا اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن اﻻﺳﺗﻘرار وﯾﺻون اﻟﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ؛‬ ‫‪ ‬اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ وواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬وﻣدى اﻧﻛﺷﺎﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬزات واﻷزﻣﺎت‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ؛‬ ‫‪ ‬ﺗﻘﯾﯾم ﻣﺧﺗ ﻠف اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺗﺑذﻟﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬ ‫اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذﻩ اﻟﺟﻬود ﺑﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧروﯾﺞ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺛل اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﻧﻣوذﺟﺎ ﻧﺎﺟﺣﺎ‬ ‫د‬.

(10) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻋﺑر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪،‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري واﻟﻧروﯾﺟﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻐﻧﻰ ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪،‬‬ ‫واﻟﻌواﺋد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﻣﺗﺄﺗﯾﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣوارد‪.‬‬. ‫اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ‬ ‫ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﻫداف اﻟﻣﺳطرة‪ ،‬واﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻺﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ‪ ،‬ﺳﺗﻌﺗﻣد‬ ‫اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‪ ،‬اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺗﺻف اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‪ ،‬وﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا أﺛﻧﺎء اﻟﺗطرق ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧوﯾﻊ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﻛذا ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‬ ‫اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬وأﻫم اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻟﺗﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬ودور اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺧدﻣﻧﺎ‬ ‫أﺳﻠوب اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن دور اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻧروﯾﺞ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬ ‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪.‬‬. ‫ﺣدود اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬ ‫اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻋﻧوان اﻟﺑﺣث ﺗﺗﺑﯾﱠن ﻟﻧﺎ اﻟﺣدود اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ واﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫‪ ‬اﻟﺣدود اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬اﻧﺻب ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﺣول اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‬ ‫اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟﻧروﯾﺞ أﺛﻧﺎء اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ؛‬ ‫‪ ‬اﻟﺣدود اﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ :‬ﺗم ﺗﺣدﯾد ﻓﺗرة اﻟدراﺳﺔ ﺑﯾن ﺳﻧﺗﻲ ‪ 2000‬و‪ ،2012‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ‬ ‫ﺗزاﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻣﻊ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط‪ ،‬وﻛذا ﺗﺳﺧﯾر اﻟﺟزاﺋر ﻻﻋﺗﻣﺎدات‬ ‫ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﻔﺗرة‪ ،‬ﻟﻠﻧﻬوض ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺟﺎﻻﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪،‬‬ ‫وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺑﻧﺎء اﻗﺗﺻﺎد وطﻧﻲ ﻣﺗﻧوع وﻣﺗراﺑط‪.‬‬. ‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬ ‫ﻟﻘد ﺗﻧﺎوﻟت ﻋدة دراﺳﺎت ﻣن أطروﺣﺎت اﻟدﻛﺗوراﻩ ورﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻧوﯾﻊ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ أﻏﻔﻠت ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﺟزﺋﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع دون أن‬. ‫ه‬.

(11) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫ﯾﻛون اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري أو ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻷﺧرى‪،‬‬ ‫وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت‪:‬‬ ‫‪ ‬اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺑﻠﺧﺿر ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،3‬ﺳﻧﺔ‬ ‫‪ ،2013/2012‬وﻫﻲ أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺣت ﻋﻧوان‪ :‬أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻔط ﺿﻣن‬ ‫ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ )ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر(‪ ،‬وﻗد رﻛزت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻬذﻩ‬ ‫اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺑﻘﺎء اﻟﻧﻔط ﻛﻣﺻدر أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ‪ ،‬ودورﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﻧﺎﺧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬وﻛذا‬ ‫دور اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺟدﯾدة واﻟﻣﺗﺟددة ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﻗد اﻓﺗرﺿت اﻟدراﺳﺔ أن اﻟﺟزاﺋر‬ ‫ﻣُﺟﺑَرَة ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗ ﻧﻣوﯾﺔ طﻣوﺣﺔ‪ ،‬ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎد ﺗﻘودﻩ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪،‬‬ ‫وﺗﻣوﯾﻠﻬﺎ ﯾﻛون ﻣن اﻟﻔواﺋض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻲ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺣﺻول اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‬ ‫اﻟﻧظﯾﻔﺔ‪ ،‬وﻗد َﺧﻠُﺻت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻋدة ﻧﺗﺎﺋﺞ‪ ،‬أﻫﻣﻬﺎ أن اﻟﻧﻔط ﺳﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﺻدر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠطﺎﻗﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر واﻟﻣﺗوﺳط‪ ،‬وأن ﻣﺣدودﯾﺗﻪ ﺗﺷﻛل ﻗﻠﻘﺎ ﻟﻠﻣﻧﺗﺟﯾن واﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻋﻠﻰ ﺣد‬ ‫ﺳواء‪ ،‬وأن ﻻﺳﺗﺧداﻣﻪ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﻣﻧﺎخ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻣﺗﺟددة‬ ‫ﺳﺗﻛون اﻟﺧﯾﺎر اﻟطﺎﻗوي اﻷﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﻛذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ‪ ،‬وأن‬ ‫إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺟزاﺋر ﻛﺑ ﯾرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻧﻘﺎط اﻟﺗﻘﺎء‬ ‫دراﺳﺗﻧﺎ ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﺻﻠﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻣﺳﺎﺋل اﻟطﺎﻗﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ إﺑراز‬ ‫ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺣدﯾﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺗﺑﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣورد‪ ،‬وﻛذا‬ ‫دور ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز ﻓرص ﺑﻧﺎء اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺗﻧوع ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺎﻻت‪ ،‬وﻫﻲ ﻧﻘﺎط ﻟم‬ ‫ﺗﺗطرق ﻟﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣذﻛورة؛‬ ‫‪ ‬اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﺳﯾدي ﻣﺣﻣد ﺷﻛوري‪ ،‬ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻠﻣﺳﺎن‪ ،‬ﺳﻧﺔ‬ ‫‪ ،2012/2011‬وﻫﻲ أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان‪ :‬وﻓرة اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬ ‫واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي – دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‪ ،-‬وﻗد ﺗﻣﺣورت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻬذﻩ‬ ‫اﻟدراﺳﺔ ﺣول ﺣﻘﯾﻘﺔ إﺻﺎﺑﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺑﻧﻘﻣﺔ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺟﺎءت ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ﻫل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌﺎﻧﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن ﻧﻘﻣﺔ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ؟ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎءل‬ ‫اﻟﺑﺎﺣث أﯾﺿﺎ ﻋن ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر ﻛل ﻣن ﺛروة اﻟﻧﻔط وﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﺑﺗرول ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ‬ ‫وأداء اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ واﻟﺣد ﻣن ﺗﻧوﻋﻪ‪ ،‬وﻗدم اﻟﺑﺎﺣث ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔرﺿﯾﺎت‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ أن اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت‬ ‫و‬.

(12) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫اﻟﻛﺑﯾرة ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﺟﻌﻠت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻋرﺿﺔ ﻟﻧﻘﻣﺔ اﻟﻣوارد‪ ،‬وأن اﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻛﺑﯾر ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬ ‫اﻟوطﻧﻲ ﺑﻌﺎﺋدات اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺗراﺟﻊ ﻛﺑﯾر وواﺿﺢ ﻓﻲ ﻧﻣو ﻗطﺎﻋﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻔﻼﺣﺔ‪،‬‬ ‫وﻛﺎن ﻣن أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث أن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺑﻌض أﻋراض‬ ‫اﻟداء اﻟﻬوﻟﻧدي‪ ،‬ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗراﺟﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻧﺗﻌﺎش اﻟﻘطﺎع اﻟﺑﺗروﻟﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ‬ ‫أداء اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬ﺣﯾث ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ ﺗطوﯾر أي ﻗطﺎع ُﻣﺻدر ﺧﺎرج اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻣﻧذ‬ ‫ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ‪ 50‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺎرﺗﺑط ﺑذﻟك اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻛﻠﯾﺎ ﺑﺎﻟﺑﺗرول وﻋﺎﺋداﺗﻪ‪ ،‬وأﺻﺑﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر‬ ‫ﻗﺎطرة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺗراﺟﻊ أﺳﻌﺎرﻩ ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬ ‫إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻷداء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻗد ﻛﺎن ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻛرﯾس ﻧﻘﻣﺔ اﻟﻣوارد‬ ‫اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬وأن إﺻﻼح ﻫﯾﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻛﻔﯾل ﺑﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎح ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻹﺻﻼح‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻧﻘﺎط اﻟﺗﻘﺎء ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺗﻧﺎ ﻋدﯾدة‬ ‫وﻣرﺗﺑطﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻧﻘﻣﺔ اﻟﻣوارد واﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ ﺳﻧﺿﯾف ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ دور ﻫذا اﻟﺗﻧوﯾﻊ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻋﺑر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳس واﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ذﻟك؛‬ ‫‪ ‬اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﻋﻛﺔ‪ ،‬ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪،2010/2009‬‬ ‫وﻫﻲ أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان‪ :‬ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗﻣﺣورت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ‬ ‫ﺣول ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻣدى‬ ‫ﺗَ َﻣﻛﱡن اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﻘﺎﯾﺿﺔ اﻟﻌواﺋد اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾن اﻻﻓﺗراﺿﺎت‬ ‫اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ أن اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻏﯾر اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻠﻧﻔط ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻪ‪ ،‬ﯾُﺣدِث ﻓﺟوة‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‬ ‫اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ أن اﻟوﺿﻊ اﻟراﻫن ﻟﻠدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن‬ ‫اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺣﻬﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻻﻓﺗﻘﺎدﻫﺎ ﻟﻸدوات واﻵﻟﯾﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﻌزﯾز ﻗدراﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ اﻟﺟوﻫرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻣﺎ ﻧﻼﺣظﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ‬ ‫اﻟدراﺳﺔ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺑرز اﻷﺳس اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻻﺧﺗﻼﻻت ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎد ﻧﻔطﻲ‬ ‫ﻗوي‪ ،‬ﻣﺗﻧوع ﻫﯾﻛﻠﯾﺎ‪ ،‬وﻣﺗراﺑط ﻗطﺎﻋﯾﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺣﻪ إو ظﻬﺎرﻩ ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ؛‬. ‫ز‬.

(13) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫‪ ‬اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث ﺣﻣزة ﻋﺑد اﻟرزاق‪ ،‬ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳطﯾف‪ ،1‬ﺳﻧﺔ‬ ‫‪ ،2012/2011‬وﻫﻲ ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺣت ﻋﻧوان ﺳﯾﺎﺳﺎت اﺳﺗﺧدام‬ ‫اﻟﻌواﺋد اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﺳﺗﺧﻼف اﻟﺛروة اﻟﺑﺗروﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬وﻗد ﺗرﻛزت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺣول ﻣدى اﺳﺗﻌداد اﻟﺟ ازﺋر ﻟﻠﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻗطﺎع اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻛﻣﻣول رﺋﯾﺳﻲ‬ ‫ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬واﺳﺗﺧدام اﻟﻌواﺋد اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺿﻣن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﺳﺗﺧﻼف اﻟﺑﺗرول‪ ،‬وأﯾﺿﺎ ﻣدى‬ ‫ﺟﺎﻫزﯾﺔ ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﺣﻠول ﻛﺑداﺋل ﻟﻠﻧﻔط‪ ،‬وﻗد طرح اﻟﺑﺎﺣث ﺟﻣﻠﺔ ﻣن‬ ‫اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬ﻛﺎن ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أن ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ‬ ‫وﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ واﺳﺗﻘ اررﻩ‪ ،‬وأن اﻟﺟزاﺋر ﺗﺳﻌﻰ ﺑﺷﻛل ﺣﺛﯾث ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﺑدﯾﻠﺔ‬ ‫ﺧﺎرج اﻟﻣﺣروﻗﺎت‪ ،‬وﺗوﺻﻠت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﺑرزﻫﺎ أن اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟﻬود‬ ‫اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻟﺗطوﯾر اﻟﺑداﺋل اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻘطﺎع اﻟﻧﻔط )اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ‪ ،‬اﻟزراﻋﺔ‪ ،‬اﻟﺧدﻣﺎت‪ ،(...‬ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺳﺗوى اﻵﻣﺎل واﻟطﻣوﺣﺎت اﻟﻣرﺟوة‪ ،‬ورﻏم أن ﻧﻘﺎط اﻻﻟﺗﻘﺎء ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ وﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻛﺛﯾرة‬ ‫وﻣﺗﻌددة‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ‪ ،‬ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺄﺳﻠوب ﺗﻘﯾﯾم ﻫذﻩ اﻟﺟﻬود‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬ ‫ﺳﻧﺣﺎول إﺿﺎﻓﺗﻪ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﺳُﻧﻘَﯾﱢم اﻟﺟﻬود اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد ودور ﻫذا اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺗﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬ ‫واﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣﻊ ﻧظﯾرﺗﻬﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﻧروﯾﺞ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻧﻣوذﺟﺎ ﻧﺎﺟﺣﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر؛‬ ‫‪ ‬اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻧﺑﯾﻠﺔ ﻧوي ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳطﯾف‪ ،1‬ﺳﻧﺔ ‪ ،2012/2011‬وﻫﻲ‬ ‫ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺣﻣﻠت ﻋﻧوان‪ :‬إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﺳﺗﺧداﻣﯾﺔ‬ ‫ﻟﻌواﺋد اﻟﻧﻔط ﻓﻲ ظل ﺿواﺑط اﻟﺣﻛم اﻟراﺷد ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﺻﻧدوق‬ ‫ﺿﺑط اﻟﻣوارد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺻﻧدوق اﻟﺗﻘﺎﻋد اﻟﻧروﯾﺟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬وﻗد ﺗﻣﺣورت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﺣول ﻣدى ﻛﻔﺎءة ﺗوظﯾف ﻋواﺋد اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾن اﻟﻔرﺿﯾﺎت‬ ‫اﻟﺗﻲ طرﺣﺗﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬أن ﻧظرﯾﺔ اﻟداء اﻟﻬوﻟﻧدي ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬وأن‬ ‫ﻗطﺎع اﻟﻧﻔط ﯾﻔﺗﻘر إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد اﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺈﯾراداﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﺗَﺧﻠُص اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ‪ ،‬ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوظﯾف ﻋواﺋد اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻛﺎن‬ ‫ﻟﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻛذا اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗﻣﺛﻠت اﻵﺛﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ‬ ‫أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻣﻌدﻻ ت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺗﺣﺳﯾن ﻣؤﺷرات اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻘد‬. ‫ح‬.

(14) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺗﻛرﯾس اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﻔرط ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اﻟﻧﻔط‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗراﺟﻊ ﻗطﺎﻋﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬ ‫رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻛﺎﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ‪ ،‬وﺿﻌف اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬واﻟﻔﺷل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎل‬ ‫اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﺧﺎرج‪ ،‬ورﻏم ﻣﺧﺗﻠف ﻧﻘﺎط اﻻﻟﺗﻘﺎء ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ وﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻧﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ رﻛزت ﻓﻘط‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈدارة ﻋواﺋد اﻟﻧﻔط ﻣن ﺧﻼل ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻧﻔط )ﺻﻧدوق ﺿﺑط اﻟﻣوارد‬ ‫وﺻﻧدوق اﻟﺗﻘﺎﻋد اﻟﻧروﯾﺟﻲ(‪ ،‬وﻟم ﺗﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻵﻟﯾﺎت واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧوﯾﻊ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪ ،‬وﻛذا دورﻩ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول إﺑ ارزﻩ ﻓﻲ‬ ‫دراﺳﺗﻧﺎ‪.‬‬. ‫ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ‪:‬‬ ‫ﻟﻘد ارﺗﺑطت ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﺎ أﺛﻧﺎء إﻋداد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ‪،‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺗﺿﺎرب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺣول اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﺎدر اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻏﯾﺎب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟدى ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎدر‪ ،‬ﻛﺎﻟدﯾوان اﻟوطﻧﻲ‬ ‫ﻟﻺﺣﺻﺎء‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ أﯾﺿﺎ‪ ،‬ﻋدم ﺗوﻓر اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﺣول اﻟﺗﺟرﺑﺔ‬ ‫اﻟﻧروﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪.‬‬. ‫ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟدراﺳﺔ‬ ‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم وﻣن أﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ واﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺔ‪،‬‬ ‫وﻛذا اﺧﺗﺑﺎر ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻓﺻول رﺋﯾﺳﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﻗد ﺟﺎء اﻟﻔﺻل اﻷول ﺗﺣت ﻋﻧوان "اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ"‪ ،‬وﺗم ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث‪ ،‬ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﺑﺣث اﻷول اﻹطﺎر اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻠﺗﻧوﯾﻊ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺗطﺑﯾﻘﻪ وأﻫم ﻋﻧﺎﺻرﻩ‪ ،‬وﻛذا ﻣؤﺷرات ﻗﯾﺎﺳﻪ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬ ‫ﻓﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﺄﺻﯾل اﻟﻧظري ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻋﺑر اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻷدﺑﯾﺎت واﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣن ﻣﻔﻬوم وﺧﺻﺎﺋص وأﺑﻌﺎد‪ ،‬واﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ‪ ،‬ﺛم إﺑراز أﻫم‬ ‫ﺗﺣدﯾﺎﺗﻬﺎ وﻋﻘﺑﺎت ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻓﯾﺗم اﻟﺗطرق ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‬ ‫اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻣﺧﺗﻠف اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء ﻫذا اﻟﺗﻧوﯾﻊ‪ ،‬ﺛم‬ ‫إﺑراز ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣول دون ﻧﺟﺎح ﺟﻬود اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪.‬‬. ‫ط‬.

(15) ‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬. ‫أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻘد ﺣﻣل ﻋﻧوان "اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ وﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ"‪ ،‬وﺗم‬ ‫ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌرض اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﺗرﻛﯾﺑﺔ ﻗطﺎع اﻟﻧﻔط ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬ﻣن‬ ‫اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔط إﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎ ج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ ،‬ﺛم اﻵﻓﺎق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠطﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة‪ ،‬ﺛم‬ ‫ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ وﻣﺧﺗﻠف ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ‪ ،‬وأﻫم اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻧﺗﻧﺎول ﻓﯾﻪ ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﺔ اﻟﻬوﻟﻧدﯾﺔ‪ ،‬وﻛﯾف أﺻﺑﺣت اﻟﻣوارد‬ ‫اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻟﻌﻧﺔ ﻟﻠ ﻌدﯾد ﻣن اﻟدول ﺑدل أن ﺗﻛون ﻧﻌﻣﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺳوء اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث‬ ‫اﻟﺛﺎﻟث ﻧﺣﺎول إﺑراز اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻧﻔط ﺟﺳ ار ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﺎوز‬ ‫ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ إﺧﻔﺎق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬واﻟﻌﻣل‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ واﻟرﺷﯾد ﻟﻬذا اﻟﻣورد إو ﯾراداﺗﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪.‬‬ ‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺟﺎء اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث واﻷﺧﯾر _واﻟذي ﯾﻣﺛل دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣذﻛرة_ ﺗﺣت ﻋﻧوان‬ ‫" دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟدور اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻧروﯾﺞ ﺧﻼل‬ ‫اﻟﻔﺗرة ‪ ،"2012_2000‬وﻗد ﺗم ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣﺑﺎﺣث‪ُ ،‬ﯾ َﺑﱢﯾن اﻟﻣﺑﺣث اﻷول دور وﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘطﺎع‬ ‫اﻟﻧﻔطﻲ ﺿﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬وﻛذا ﻣﺧﺎطر ارﺗﻬﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻬذا اﻟﻘطﺎع وﻣواردﻩ‪،‬‬ ‫وﻫذا ﻋﺑر إﺑراز ﺗﺄﺛﯾر اﻹﯾرادات اﻟﻧﻔطﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬وﻛذا‬ ‫اﻻﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﺿﻣن ﻣدﺧﻼ إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬ ‫اﻟﻧروﯾﺟﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺑﯾن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺛروة اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬وﻛذا إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ إدارﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﻠد‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺗطرق‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث إﻟﻰ ﻋرض ﻛل ﻣن اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻧروﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وأﺳس ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ‪،‬‬ ‫واﻟﺟﻬود اﻟﺟ زاﺋرﯾﺔ اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟراﺑﻊ واﻷﺧﯾر‪ ،‬ﻓﻧﻘوم ﺑﺈﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ‬ ‫ﻟدور اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻧروﯾﺞ‪ ،‬ﺧﻼل ﻓﺗرة‬ ‫اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻣﺗدة ﺑﯾن ﺳﻧﺗﻲ ‪ 2000‬و‪ ،2012‬وﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬ ‫واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻘﯾﯾم‪.‬‬. ‫ي‬.

(16) ‫اﻟـﻔـﺼـــﻞ اﻷول‬ ‫اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ‬ ‫ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ‬.

(17) ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬. ‫اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ‬. ‫ﺗﻣﻬﯾد‪:‬‬ ‫ﯾﻣﺛل اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗﺿﯾﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺟﺎح واﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول ذات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺣﺎدي‪ ،‬أو ذات اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟذي ﺗﻬﯾﻣن ﻣﺎدة أوﻟﯾﺔ أو ﺳﻠﻌﺔ‬ ‫واﺣدة ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺻدﯾر‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن ارﺗﻬﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‬ ‫ﻷﺳﻌﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أو اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻟﺣﺟم اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ واﻹﻧﺗﺎج ﻣﻧﻬﺎ ﻣن‬ ‫ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺣداث اﺧﺗﻼﻻت ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدول‪ ،‬ﺗﻌﯾق‬ ‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌد اﻟﻔﻬم اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ ﺟواﻧﺑﻬﺎ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ‬ ‫وﻣﻌﺎﯾﯾرﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻘدﻣﺔَ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟوﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت‬ ‫اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻛﻔﺄً‪،‬‬ ‫وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﺗوﺟﯾ ﻬﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺿﻣﺎن ﺣﻘوق أﺟﯾﺎﻟﻪ‬ ‫اﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗطور‪.‬‬ ‫واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا اﻟواﻗﻊ‪ ،‬ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدول ذات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺣﺎدﯾﺔ إﺣداث ﺗﺣوﻻت‬ ‫وﺗﻐﯾرات ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ ﻫﯾﻛل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺻﻌدة‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‬ ‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ‪ ، ..‬وﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت‪ ،‬اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺟﻬوﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﻧﻲ ﻣﺳﺎر‬ ‫ﻣﺗﻛﺎﻣل وﻣﺗراﺑط ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬اﻟذي ﯾﻛﻔل ﺗﺣﺳﯾن أداء‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﯾﻌزز اﺳﺗﻘﻼﻟﻪ وﺗوازﻧﻪ وﯾﺿﻣن اﺳﺗداﻣﺗﻪ‪.‬‬ ‫وﯾﺳﺗﻬدف ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻟﺑﺣث‪ ،‬اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻛذا اﻟﺗﺄﺻﯾل اﻟﻧظري ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺑراز اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬ ‫ﻛطرﯾق وﺳﺑﯾل آﻣن ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‪ ،‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﺳم ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث‬ ‫ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺄﺻﯾل اﻟﻧظري ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ‬. ‫‪2‬‬.

(18) ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬. ‫اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ‬. ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋﻧﺎﺻرﻩ وﻣؤﺷرات ﻗﯾﺎﺳﻪ‪:‬‬ ‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﺣدا ﻣن اﻟﻣدﺧل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺧﺗﻼﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻬدﻫﺎ اﻟﺑﻧﯾﺔ‬ ‫اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺣﺎدﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺿﻣﺎن اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻛل ﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬ ‫اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺗﺟﻧﯾب ﻫذﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠف اﻷزﻣﺎت واﻟﻬزات اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ‬ ‫واﻟﺧطﯾرة واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﺎدة ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﻔﺟﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‬ ‫أﺧرى؛ وﻟﻛن ﻗﺑل اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذا اﻟدور ﻟﻠﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗطرق أوﻻ إﻟﻰ اﻟﺟواﻧب‬ ‫اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾط ﺑﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ودواﻓﻊ اﻷﺧذ ﺑﻪ‪:‬‬ ‫اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ‬ ‫إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ إﺣداث ﺗﺣوﻻت ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‬ ‫ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن ﻗﺎﻋدة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺻﻠﺑﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﻣﻘوﻣﺎت‪ ،‬ﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت وﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟوﺣدات‪،‬‬ ‫ﺑﺣﯾث ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑ ﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻣط اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬واﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟﺣﺎﺿرة واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺗﺣدد ﻟﻧﺎ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ودواﻓﻊ اﻷﺧذ ﺑﻪ‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬ ‫ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗم اﻟﺗطرق ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻷول‪:‬‬ ‫" ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻧوﯾﻊ ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل‪ ،‬ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وزﯾﺎدة‬ ‫ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ واﻟﺧدﻣﯾﺔ( ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ُﯾ َﺧﻠص اﻻﻗﺗﺻﺎد‬ ‫ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻫﯾﻣﻧﺔ ﻣﺎدة أوﻟﯾﺔ أو ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة رﺋﯾﺳﯾﺔ )زراﻋﯾﺔ ﻛﺎﻧت أم اﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ(؛‬ ‫ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻐﻼل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣوارد وطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺗﺣﻘﯾق‬ ‫ﺗراﻛم ﻓﻲ اﻟﻘدرات اﻟذاﺗﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﻟﯾد ﻣوارد ﻣﺗﺟددة‪ ،‬وﺑﻠوغ ﻣرﺣﻠﺔ ﺳﯾطرة اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺳوق اﻟداﺧﻠﻲ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣراﺣل ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻌد اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻣن اﻷوﻟوﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺟم‬ ‫اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺳد ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻟﺗﺧﻠف واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ واﻻﻋﺗﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج"‪.1‬‬ ‫‪ : 1‬طﺒﺎﯾﺒﯿﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ وﻟﺮﺑﺎع اﻟﮭﺎدي‪ ،‬اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺧﯿﺎر اﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﻲ ﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ‪ ،‬ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﻟﻲ ﺣﻮل اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ واﻟﻜﻔﺎءة‬ ‫اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﯿﺔ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮرات ﻣﺨﺒﺮ اﻟﺸﺮاﻛﺔ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﻷورو ﻣﻐﺎرﺑﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻄﯿﻒ‪ ،2008 ،‬ص ‪.436‬‬. ‫‪3‬‬.

(19) ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬. ‫اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ‬. ‫ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾوﺿﺢ أن ﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﻧﻲ أﺳﺎﺳﺎ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﯾﻛون ذﻟك إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﺑﺋﺔ ﻛل اﻟﻣوارد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج‬ ‫اﻟوطﻧﻲ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑدرﺟﺔ أوﻟﻰ‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻧﻲ‪" :‬اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬إو ﻗﺎﻣﺔ رﻛﺎﺋز اﻗﺗﺻﺎد‬ ‫ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﻛون ﻣن ﻗﺎﻋدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣﺎﻟﯾﺔ وﺧدﻣﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺳﻬم ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﻣﺻﺎدر أﺧرى ﻟﻠدﺧل ﺑﺟوار‬ ‫اﻟﻧﻔط"‪ .1‬ﺣﯾ ث ﺗﺷﻣل اﻟﻘﺎﻋدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻗطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻛﺎﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟزراﻋﺔ‪ ،‬واﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺻﺎرف واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺿم اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺧدﻣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ واﻟﺗﺟﺎرة وﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬وﻫو ﺗﻌرﯾف ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ رﻫﯾﻧﺔ ﻟﻘطﺎع اﻟﻧﻔط إذ‬ ‫ﯾرى ﺑﺄن‪ " :‬اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو إﯾﺟﺎد ﻣﺻﺎدر دﺧل ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن طرﯾق ﺗطوﯾر اﻗﺗﺻﺎد ﻏﯾر ﻧﻔطﻲ‪،‬‬ ‫وﺻﺎدرات ﻏﯾر ﻧﻔطﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺻﺎدر إﯾرادات أﺧرى‪ ،‬وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺗﺧﻔﯾض دور اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‬ ‫وﺗﻌزﯾز دور اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ"‪ .2‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﻣﺎ ﯾﺷﻬدﻩ اﻟﻘطﺎع اﻟﻧﻔطﻲ ﻣن ﺗﻘﻠﺑﺎت‬ ‫ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر واﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ واﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗوﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻌرﯾف اﻟراﺑﻊ‪ :‬ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺻور ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﯾﺷﻣل أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧوﯾﻊ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي إذ ﯾﺗﺻور ﺑﺄن‪:‬‬ ‫"اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن‪ :‬ﺧروج اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﺣﺳﺎر ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺻﺎدر اﻟدﺧل‪ ،‬وﺗﺧﻔﯾض اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن أو ﺳﻠﻌﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ وﺣﯾدة ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻹﯾرادات‪ ،‬وذﻟك ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻗﺎﻋدة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺻﻠﺑﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﻣﻘوﻣﺎت واﻟﻧﺷﺎطﺎت‪ ،‬ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت‬ ‫وﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ اﻟوﺣدات‪ ،‬ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﺗوﻓر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ‬ ‫ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﺻف ﺑوﺟود رواﺑط داﺧﻠﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت )اﻟﻔروع‬ ‫واﻟﻧﺷﺎطﺎت( اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺣد أدﻧﻰ ﻣن اﻟﺗﻣﺎﺳك واﻟﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻻ ﯾﻛون‬. ‫‪ : 1‬دراﺳﺔ ﻟﻤﻠﺨﺺ ﺗﻨﻮﯾﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬ص‪ ،1‬ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺮﻧﯿﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ‪:‬‬ ‫‪ ،http://www.economy.gov.ae/Arabic/DocLib/‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻹطﻼع‪.،2013/02/12‬‬ ‫‪ : 2‬ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻓﮭﻤﻲ ھﯿﻜﻞ‪ ،‬ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻹﺣﺼﺎﺋﯿﺔ‪ ،‬دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ‪ ،‬ﺑﯿﺮوت‪.256_255 ،1980 ،‬‬. ‫‪4‬‬.

(20) ‫اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ‬. ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬. ‫اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﯾﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻟﺧﺎرج أﻛﺛر ﻣن اﻟداﺧل وﺗﻌطﻲ ﻗوة دﻓﻊ ذاﺗﻲ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻛﻔل ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﻣرار‬ ‫واﻟﺗﺟدد ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ"‪.1‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬دواﻓﻊ اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬ ‫ﯾﻣﻛن أن ﻧﺟﻣل ﻣﺧﺗﻠف اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺿرورة اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو ﺗﻧوﯾﻊ اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎ‬ ‫ﯾﻠﻲ‪:2‬‬ ‫‪ ‬اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﻠدول ذات‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺣﺎدﯾﺔ؛‬ ‫‪‬ﺗذﺑذب دﺧل ﻫذﻩ اﻟدول واﻧﻌﻛﺎس ذﻟك ﻋﻠﻰ إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻟﻌﺎم؛‬ ‫‪ ‬ﺗﻔﺎوت ﻧﻣط ووﺗﯾرة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻷﻓﻘﯾﺔ واﻟﻌﻣودﯾﺔ ﺑﻬﺎ؛‬ ‫‪ ‬اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺎﻓذة ﻟﻬذﻩ اﻟﻣوارد اﻷوﻟﯾﺔ؛‬ ‫‪ ‬اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻟﻣﺗزاﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج ﻓﻲ اﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﯾﻣﻛن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﻔﻬوم ودواﻓﻊ اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﻣواﻟﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﺷﻛل ‪ :1.1‬رﺳم ﺗوﺿﯾﺣﻲ ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ودواﻓﻌﻪ‬ ‫ﯾﻌﻧﻲ‬. ‫اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺻﺎدر‬. ‫اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬. ‫ﺗذﺑذب دﺧل اﻟدول اﻟﻧﻔطﯾﺔ إو ﻧﻔﺎﻗﻬﺎ اﻟﻌﺎم‬. ‫دﺧل ﺟدﯾدة ﻏﯾر‬ ‫ﻧﻔطﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‬. ‫اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧﺿوﺑﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔط‬ ‫اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط‬. ‫اﻟﻣﺻدر‪ :‬ﻣن إﻋداد اﻟﺑﺎﺣث‬. ‫‪ : 1‬طﺒﺎﯾﺒﯿﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ وﻟﺮﺑﺎع اﻟﮭﺎدي‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه‪ ،‬ص‪.441‬‬ ‫‪ : 2‬دراﺳﺔ ﻟﻤﻠﺨﺺ ﺗﻨﻮﯾﻊ ﻣﺼﺎدر اﻟﺪﺧﻞ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه‪ ،‬ص‪.1‬‬. ‫‪5‬‬. ‫ﻟﻣﺎذا ؟‬.

(21) ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬. ‫اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ‬. ‫ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺷﻛل أن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺻﺎدر‬ ‫ﺟدﯾدة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﻠدﺧل‪ ،‬ﺗﻛون ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻧﯾب اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺿﺎﻋﻔﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬ ‫ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﺟراء اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺻدر وﺣﯾد وﻧﺎﺿب ﻟﻬذا اﻟدﺧل‪.‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣؤﺷرات ﻗﯾﺎﺳﻪ‪:‬‬ ‫إن اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻧﺎﺟﺢ ﻫو ذﻟك اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻟذي ﺗﺣدد اﻹدارة اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺑدﻗﺔ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻪ‪،‬‬ ‫وﻓروع اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻘﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺟﻬودات ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪ ،‬واﻟذي ﯾﻬدف ﻟﺗﺣﻘﯾق‬ ‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﺑﻌﺎدﻫﺎ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﻻﺑد ﻣن إﺧﺿﺎع ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﺟﻬود ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر وﻣؤﺷرات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻘﯾﺎس ﻣدى ﻧﺟﺎﺣﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺳطرة‪.‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬ ‫رﻏم ﺗﻧوع اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﺑﯾن اﻟدول ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺑﻧﯾﺔ وﻫﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎد‬ ‫اﻟوطﻧﻲ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬إﻻ أن ﻣﻌظم ﺟود اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ‪:‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻘﺎﻋدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ :‬وﯾﻌﺗﺑر أﻫم ﻣدﺧل ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﯾﻧﻘﺳم ﻫذا إﻟﻰ‪:‬‬ ‫‪ .1‬ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﺣدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ(‪ :‬وﯾﺣدث ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ ﺟدﯾدة دون أن ﺗﺗوﻗف ﻋن إﻧﺗﺎج ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬وﺑذﻟك‬ ‫ﺗﻧوع إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺑﻬدف ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺧﺎطر أو اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت‬ ‫اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت أو ﻟوﺟود ﻓﺎﺋض ﻓﻲ ﻣﻌدات اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وطﺎﻗﺎﺗﻬﺎ‬ ‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬أو ﻓﻲ أﺟﻬزﺗﻬﺎ اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أو رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدل ﻧﻣو أﻛﺛر ارﺗﻔﺎﻋﺎ أو‬ ‫أرﺑﺎﺣﺎ أﻛﺑر ﻓﻲ ﺳوق ﯾﺳودﻫﺎ ﺗﻧﺎﻗص اﻟطﻠب أو ﺗﺗوﻗﻊ ﺗﻧﺎﻗﺻﻪ‪ ،‬أو ﺑﺳﺑب اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل‬ ‫ﺗﺟدﯾدات أﺣدﺛﺗﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌداﺗﻬﺎ اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻛﺎﻣﻼ‪.1‬‬ ‫إن ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص واﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬واﻟذي ﻣن‬ ‫ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺣﻘق وﻓورات اﻟﺗﺧﺻص واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣﺟم اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬ﻏﯾر أن ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻹﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻗد‬ ‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻓواﺋد وﻣزاﯾﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋدﯾدة‪ ،‬ﻛﺎﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‪ ،‬ﺗﺧﻔﯾض اﻟﻧﻔﻘﺎت‪ ،‬ﺗﻘﻠﯾل‬ ‫ﺣدة اﻟﻣﺧﺎطر واﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗدﻫور اﻟطﻠب‪...‬اﻟﺦ‪ .‬وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن‬ ‫‪ : 1‬طﺒﺎﯾﺒﯿﺔ ﺳﻠﯿﻤﺔ وﻟﺮﺑﺎع اﻟﮭﺎدي‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه‪ ،‬ص ‪.437‬‬. ‫‪6‬‬.

(22) ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬. ‫اﻟﺘﻨﻮﯾﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ‬. ‫ﻧوﻋﯾن ﻣن ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻷﻓﻘﻲ‪ ،‬وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗوﺳﯾﻊ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ زﯾﺎدة‬ ‫ﻋددﻫﺎ‪ ،‬واﻟﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻌﻣودي‪ ،‬اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ وﻧﺻف اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﺑﻣﺎ‬ ‫ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ‪.‬‬ ‫‪ .2‬ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‪ :‬ﯾﺣﺻل ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل‬ ‫ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﺣﻘق ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ واﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﻟﯾد اﻟﻧﺎﺗﺞ‬ ‫اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟزراﻋﺔ‪ ،‬اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ )اﻻﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ واﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ( واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻫﻧﺎ‬ ‫ﯾظﻬر ﺑﺟﻼء أن ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻻﺑد أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻹﺟﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟوزن اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﺟﻣل اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﻘطﺎع )اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ( ﻫو ﻣﺣور اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ دورﻩ ﻛﻘطﺎع ﻗﯾﺎدي ﯾﺿﻣن ﺗوﺳﻌﺎ وﺗﺷﺎﺑﻛﺎ ﻣﺗﻧﺎﻣﯾﯾن ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬ ‫وﻣن أﻫم اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻟﺗطوﯾر ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪:1‬‬ ‫‪ .1.2‬إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﺑﺈﺣﻼل اﻟواردات‪:‬‬ ‫وﻫﻲ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗﺻﻧﯾﻊ ذات ﺗوﺟﻪ داﺧﻠﻲ‪ ،‬ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎﺟﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ‪،‬‬ ‫وﺗﻘﻠﯾص اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﺳوق اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻏﯾر ﻣواﺗﯾﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻌﻧﻲ ﻫذﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ‬ ‫ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﻟﺳد ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗورد‬ ‫ﻣن اﻟﺧﺎرج‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺣﻼل ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض أو ﻣﻧﻊ اﻟواردات ﻣن ﺑﻌض‬ ‫اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻣراﺣل‬ ‫ﺗﺟﺳﯾد ﻫذﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗوﻓﯾر ﻣظﻠﺔ ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ‬ ‫ﻟﻣﻧﻊ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت‪.‬‬ ‫‪ 2.2‬إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات‪:‬‬ ‫وﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺑﺈﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻧﺣو اﻟﺧﺎرج‪ ،‬وﺗﻘوم ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء‬ ‫ﺻﻧﺎﻋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻓرص ﺗﺻدﯾر ﻛل أو ﺟزء ﻣن إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‪ ،‬وﻗد اﻧﺗﻬﺟﺗﻬﺎ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻟم‬ ‫ﺗﻧﺟﺢ ﻓﯾﻬﺎ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ إﺣﻼل اﻟواردات ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺄﻣوﻻ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬ ‫‪ : 1‬زرﻧﻮح ﯾﺎﺳﻤﯿﻨﺔ‪ ،‬إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ )ﻏﯿﺮ ﻣﻨﺸﻮرة(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪،2006/2005 ،‬‬ ‫ص‪.29 -26‬‬. ‫‪7‬‬.

Références

Documents relatifs

Résultats de la cartographie pour la méthode M3 (ligne délimitant la crue connue, reconstitution de la crue connue en violet, crue extrême en rouge) sans tenir compte du niveau de

La grille d’évaluation des interactions précoces a été élaborée par l'équipe de périnatalité de Lille pour repérer les perturbations des

Dans le chapitre 3 du livre 4 de l'Essai sur l'entendement humain, Locke pose le problème de la limite de notre connaissance singulière. La thèse est que l'esprit

En effet, le temps de relaxation des inclusions (vis-à-vis de l’écoulement du métal liquide) étant très court (~10µs), celles-ci réagissent quasiment instantanément à une

Minor hysteresis loops recorded on interacting soft and hard layers can be used to explore the microscopic magnetization state and magnetic domain configuration of the hard layer

Several studies have been published with descriptions of signal abnormalities using T1-TSE sequences on magnetic resonance imaging (MRI) or computerized

Here we compare various kernels, proximities, and generally similarity measures in the context of unsupervised learning method – spectral clustering (for back- ground on

Part of the E3N cohort (i.e. women who replied to a dietary questionnaire) is also included in the European Prospective Investigation into Cancer and Nutrition (EPIC). 7 Since