تنظيم السلطة في المؤسسة العامة الصناعية الجزائرية

Texte intégral

(1)‫ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴـﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴـﺔ‬ ‫وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ و اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫ﺟﺎﻡﻌﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪ اﻟﺤﺎج ﻟﺨﻀﺮ ﺏﺎﺕﻨـﺔ‬ ‫آﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻹﺳﻼﻡﻴﺔ‬ ‫ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع‬. ‫دراﺳﺔ ﻡﻴﺪاﻥﻴﺔ ﺏﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺼﻴﺮ و اﻟﻤﺼﺒﺮات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻥﻘﺎوس‬ ‫ﻡﺬآﺮة ﻡﻜﻤﻠﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ و اﻟﻌﻤﻞ‬. ‫ﺇﺸــﺭﺍﻑ ‪:‬‬. ‫ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺒﺔ ‪:‬‬. ‫ﺃ‪-‬ﺩ‪ .‬ﺴﻌﺩ ﺒﺸﺎﻴﻨﻴﺔ‬. ‫ﺴﺎﻜﺭﻱ ﺩﻟﻴﻠﺔ‬. ‫ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪2005/2004 :‬‬.

(2) ‫رﻗﻢ اﻟﺠﺪول‬ ‫‪01‬‬. ‫اﻟﻌﻨﻮان‬ ‫ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ‬. ‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫‪24‬‬. ‫‪02‬‬. ‫ﺍﻟ ﻁﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ‬. ‫‪78‬‬. ‫‪03‬‬. ‫ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺎ‬. ‫‪04‬‬. ‫ﻴﺒﻴ‬. ‫‪05‬‬. ‫ﻴﻭ‬. ‫ﻭﺯﻴ ﺃ ﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺒ ﺴ ﺍﻟﺠﻨ‬ ‫ﻭﺯﻴ ﻤ ﺭﺩﺍ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻴ ﺍﻟﺴ‬ ‫ﻠ ﻟﻤ ﺭﺩﺍ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ‬. ‫‪93‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﺎﻟﻭ ﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﻴﺔ‬. ‫‪93‬‬. ‫ﻋﺩﺩ ﺃ ﺭﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﻟﻤ ﺭﺩﺍ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ‬. ‫‪94‬‬. ‫‪07‬‬ ‫ﻴﻭ‬. ‫ﺎ‬. ‫‪09‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪10‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪11‬‬. ‫‪91‬‬ ‫‪92‬‬. ‫ﺒﻴ ﺍﻟﻤﻭﻁ ﺍ‬. ‫‪06‬‬ ‫‪08‬‬. ‫ﺒ ﻭ ﺒﻌﺩ ﺇﻋﺎﺩ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ‬. ‫‪83‬‬. ‫ﺒﺎﻟﻤﺴ ﻭ ﺍﻟ ﻌﻠﻴﻤ‬. ‫‪95‬‬. ‫ﺒﺴﻨﺔ ﺍ ﻟ ﺎ ﺒﺎﻟﻤ ﺴﺴﺔ‬. ‫‪96‬‬. ‫ﺒ ﺍ ﻟ ﺎ ﺒﺎﻟﻤ ﺴﺴﺔ‬. ‫ﺒﺎﻟﻌﻤ‬ ‫ﺎ‬. ‫ﺒﺎ ﺠﺭ‬. ‫‪98‬‬. ‫ﺒﺎﻟ‬. ‫ﻭ ﻟﻠ ﻜﻭﻴ‬. ‫‪99‬‬. ‫‪12‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪13‬‬. ‫‪97‬‬. ‫‪14‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﻨﻭ ﺍﻟ ﻜﻭﻴ‬. ‫‪99‬‬. ‫‪15‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﻤﺩ ﺍﻟ ﻜﻭﻴ‬. ‫‪100‬‬. ‫ﺎ‬. ‫‪16‬‬. ‫ﻟ ﻌﻠ ﺃﺸﻴﺎ ﺃ ﺭ‬. ‫‪101‬‬. ‫ﺒﺎﻟ ﺭ‬. ‫ﺒﺎﻟ ﺭ ﻴﺔ‬. ‫‪102‬‬. ‫ﺒﺎﻟﻌﻤ ﻟ ﺭ ﺃﻁﻭ‬. ‫‪103‬‬. ‫ﺎ‬. ‫‪17‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍ‬. ‫ﺎ‬. ‫‪104‬‬. ‫‪20‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﺎﻟﺴﻠ ﺍ ﺩﺍﺭﻱ‬. ‫‪104‬‬. ‫ﺒﻤ ﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴ‬. ‫‪105‬‬. ‫ﺒﻨﻭ ﺍﻟﻘ ﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎ ﺸﺔ‬. ‫‪106‬‬. ‫ﺒ ﺴﺭ ﺃﺴﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺔ‬. ‫‪107‬‬. ‫ﺎ‬. ‫‪21‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪22‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬. ‫ﺒﺎ‬. ‫ﺎ‬ ‫ﺎ‬. ‫ﻁ ﺒﻴ ﺍﻟﻌﻤﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺴ ﻭﻟﻴ‬ ‫ﺒﺎﻟﻨﺯﺍ ﺒﻴ ﺍﻟﻌﻤﺎ ﻭ ﺍ ﺩﺍﺭﻴﻴ‬. ‫‪108‬‬ ‫‪108‬‬.

(3) ‫ﺎ‬. ‫‪26‬‬. ‫ﺒﺎﻟ ﺭﺍ ﻋﻠ ﺍﻟﻤﻨﺎ‬. ‫ﺎ‬. ‫‪27‬‬. ‫ﺒﺎ‬. ‫ﺠﺎ ﻋﻠ ﺍﻟﻤﺴ ﻭﻟﻴ‬. ‫‪28‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﺎﻟ ﻭﻴ‬. ‫‪29‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭ ﺍﻟ ﻭﻴ‬ ‫ﺎ‬. ‫‪30‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪31‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪33‬‬ ‫‪34‬‬. ‫‪111‬‬ ‫‪112‬‬. ‫ﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻁﺎ ﻟﻠﻤ ﻭ‬ ‫ﻴﺎ‬. ‫‪114‬‬. ‫ﻴ‬. ‫ﺒ ﻨ ﻴ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‬. ‫ﺎ ﺍﻟﻤ ﻭ‬. ‫‪115‬‬. ‫ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺔ‬. ‫‪116‬‬. ‫ﺒﺎﻟﻨﻤﻁ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ‬. ‫‪117‬‬. ‫ﺒﺠﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴ ﻭﻟﻴ‬. ‫‪117‬‬. ‫ﺒﻤﻜﺎﻨﺔ ﻜ ﻤﺴ ﻭ )ﺍﻟﻤﺴ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴ‬. ‫‪118‬‬. ‫‪35‬‬ ‫ﺎ‬. ‫‪36‬‬ ‫‪37‬‬. ‫‪111‬‬. ‫‪113‬‬. ‫ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺭﺍ ﺍﻟ‬ ‫ﺎ‬. ‫‪ 37‬ﺎ‬. ‫ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ‬. ‫ﻟﻌﺩ ﺇﻋﻁﺎ ﻜ ﺍﻟ‬. ‫ﺎ‬. ‫‪110‬‬. ‫ﺒﺎﻟﻤ ﻭ ﻴ‬. ‫ﺒﺎﻟ‬ ‫ﺎ‬. ‫‪109‬‬. ‫ﺍﻟﻤﻜﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴ (‬. ‫‪38‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﻭ ﺃﻨﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴ ﻭﻟﻴ‬. ‫‪119‬‬. ‫‪39‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﻭ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴ ﻭ‬. ‫‪119‬‬. ‫ﻭ ﺍ ﻤ ﻴﺎﺯﺍ ﻟﻠﻤﺴ ﻭﻟﻴ‬. ‫‪120‬‬. ‫ﺎ‬. ‫‪40‬‬ ‫‪41‬‬. ‫ﻭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟ ﻨ ﻴ ﺍﻟ ﺎﻟ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﻴ ﺍﻟﻌﻤﺎ ﻭ ﺍ ﺩﺍﺭ‬. ‫ﻭ ﺃﺴﺒﺎ ﺍﻟ‬. ‫‪42‬‬ ‫‪43‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺯﻴﺎﺩ ﺍﻟ ﻭﺍﺭ‬. ‫ﻑ ﻤ ﺍﻟﻌﻤﺎ‬. ‫ﺒﻤﻭﺍﻜﺒﺔ ﻟﻠ ﻁﻭﺭﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟ ﻁﺎﺭﺍ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭ ﻴ‬. ‫‪120‬‬ ‫‪121‬‬ ‫‪122‬‬. ‫ﻤ ﻋﻤﻠﻬ‬ ‫ﺎ‬. ‫‪44‬‬ ‫‪45‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﻭ‬. ‫ﺭﺍﺭﺍ ﺍ ﺩﺍﺭ‬. ‫ﺒﻤ ﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟ ﻁﻭﺭﺍ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤ ﺴﺴﺔ ) ﻤﺩ‬. ‫‪122‬‬ ‫‪123‬‬. ‫ﻤﻭﺍﻜﺒ ﻬﺎ ﻟﻠ ﻁﻭﺭﺍ ﺍﻟ ﺎ ﻠﺔ ﺎﺭﺠﻬﺎ (‬ ‫‪46‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺒﺎﺴ ﻘ ﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺔ‬. ‫‪124‬‬.

(4) ‫‪47‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﻭ ﺃ‬ ‫ﺎ‬. ‫‪48‬‬. ‫‪51‬‬. ‫ﺎ‬. ‫ﺍﻟ‬. ‫ﻭ ﺍﻟ‬ ‫ﺎ‬. ‫‪49‬‬ ‫‪50‬‬. ‫ﺍﻟﻤﺭﺍ‬ ‫ﺒﺎ‬. ‫ﺒﻭﺠﻭﺩ ﻋ ﺔ ﺒﻴ‬ ‫ﺎ‬. ‫ﺒﺎﻟ‬. ‫ﻤﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺔ‬ ‫ﻭ ﻴﺔ‬ ‫ﺭﺍ‬. ‫ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺠ ﻤ‬. ‫ﻁ ﻋﻠ ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺔ‬. ‫‪124‬‬ ‫‪125‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪127‬‬.

(5) ‫أﺗﻘﺪم ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ اﳉﺰﻳﻞ إﱃ اﻷﺳﺘﺎذ اﳌﺸﺮف‬ ‫اﻟﺪآﺘﻮر ﺳﻌﺪ ﺑﺸﺎﻳﻨﻴﺔ و أﻗﻮل ﻟﻪ ﺷﻜﺮا‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺻﱪك ﻣﻌﻲ ‪ ،‬و ﻋﻠﻰ آﻞ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻚ‬ ‫اﻟﻘﻴﻤﺔ و اﺠﻤﻟﻬﻮدات اﻟﱵ ﺑﺬﻟﺘﻬﺎ ﻣﻌﻲ ‪.‬‬ ‫آﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺸﻜﺮي اﳋﺎﻟﺺ إﱃ آﻞ أﺳﺎﺗﺬة‬ ‫ﻣﻌﻬﺪ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﺎﺗﻨﺔ ‪ ،‬و ﻋﻠﻰ‬ ‫رأﺳﻬﻢ اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪآﺘﻮر أﲪﺪ ﺑﻮذراع و‬ ‫اﻟﺪآﺘﻮر ﻋﻮﰲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ‪ .‬و إﱃ ﲨﻴﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﺗﺘﻠﻤﺬت ﻋﻠﻰ أﻳﺪﻳﻬﻢ ﺣﱴ وﺻﻮﱄ إﱃ إﳒﺎز‬ ‫هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ‪.‬‬ ‫آﻤﺎ أﻗﺪم ﺧﺎﻟﺺ ﺷﻜﺮي ﻹﻃﺎرات و ﻣﺸﺮﰲ‬ ‫وﺣﺪة اﻟﻌﺼﲑ و اﳌﺼﱪات ﻧﻘﺎوس ‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺻﱪهﻢ و وﻗﺘﻬﻢ اﻟﺬي أﺧﺬﺗﻪ ﻣﻨﻬﻢ ‪ ،‬ﺷﻜﺮ‬ ‫و ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻟﻶﻧﺴﺔ ‪ :‬ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﱵ ﺗﻔﻀﻠﺖ‬ ‫ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ و ﺑﺬﻟﺖ ﻓﻴﻪ آﻞ‬ ‫ﺟﻬﺪهﺎ ‪.‬‬.

(6) ‫إﱃ آﻞ ﻣﻦ أﺣﺐ اﻟﻌﻠﻢ ‪ ،‬و ﻧﺎﺿﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ‬ ‫‪.‬‬ ‫إﱃ زوﺟﻲ اﻟﻌﺰﻳﺰ ‪.‬‬ ‫إﱃ واﻟﺪي اﻟﻜﺮﳝﲔ إﲰﺎﻋﻴﻞ و ﺑﺎآﺔ و إﱃ‬ ‫واﻟﺪي ﺣﺴﲔ و ﲨﻴﻠﺔ ‪.‬‬ ‫إﱃ آﻞ اﺧﻮﺗﻲ و أﺧﻮاﺗﻲ ‪ :‬ﳒﻮد ‪ ،‬ﲰﺮ ‪،‬‬ ‫ﻳﺎﺳﲔ ‪ ،‬ﺳﻬﻴﻠﺔ ‪ ،‬ﻋﻴﺴﻰ ‪ ،‬ﺧﲑ اﻟﺪﻳﻦ ‪،‬‬ ‫اﺑﺘﺴﺎم ‪ ،‬اﻟﻄﻴﺐ ‪.‬‬ ‫و إﱃ اﺧﻮﺗﻲ و أﺧﻮاﺗﻲ ‪ :‬ﺷﻬﺮة ‪ ،‬ﻓﺎﺗﺢ ‪،‬‬ ‫رﺑﻴﻊ ‪ ،‬دﻻل ‪ ،‬ﺑﺸﲑ ‪.‬‬ ‫إﱃ آﻞ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﱵ ‪.‬‬ ‫إﱃ ﲨﻴﻊ زﻣﻼﺋﻲ و زﻣﻴﻼﺗﻲ ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ و‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﺻﺪﻳﻘﱵ ﺳﺎﻣﻴﺔ آﻮاﺷﻲ ‪.‬‬ ‫أهﺪي هﺬا اﻟﻌﻤﻞ ‪.‬‬.

(7) ‫ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪:‬‬. ‫ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻨﺫ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺘﻨﻤﻴﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺼﻌﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ‬. ‫ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻭﻁﻥ ‪ ،‬ﻓﺎﻨﺘﻬﺠﺕ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺫﻟﻙ ﻋﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ‬. ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ‪ .‬ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﺜﻡ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺃﺩﺭﻜﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ‬. ‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﺍﻫﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜل ﺍﻟﺩﻭل ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﺨﻠـــﻑ‬. ‫ﻓﺴﺎﺭﻋﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺼﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ‬. ‫ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻤﺼﻨﻌﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﻤﻥ ﺭﻜﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ‬. ‫ﺍﻟﺤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻀﺭﺕ ﺒﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ‪.‬‬. ‫ﻓﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﺓ ﺫﺍﺘﻴﺎ ﻏﺩﺍﺓ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ ﻤﺎ‬. ‫ﻻﻗﺘﻪ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻜل ﻨﻅﺭﺍ ﻟﻨﻘﺹ ﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ‪ ،‬ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ‬. ‫ﺍﻟﺨﻭﺍﺹ ‪ ،‬ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ‪ .‬ﺜﻡ ﻗﻠﺼﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜــــﺔ‬. ‫ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﻭﺠﻭﺩ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ‪ 1971‬ﻭ ﻤﻊ‬ ‫ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ‪ ،‬ﻭ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺭﻓﺘﻬﺎ‬. ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺠﺎﺀﺕ ﺴﻨﺔ ‪ 1985‬ﺒﺭﻴﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﻤﺎ‬ ‫ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺜﺭﻫﺎ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪ .‬ﻓﻠﻘﺩ ﻋﺭﻓﺕ‬. ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﺭﺍﺤل ﻋﺩﺓ ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ .‬ﺘﻤﻴﺯﺕ ﻜل ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺒﻨﻤﻁ ﺘﺴﻴﻴﺭﻱ ﻤﻌﻴﻥ‬. ‫ﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﺭﺕ ﺒﻜل ﻫﺘﻪ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ‪ ،‬ﻭ ﻻﺯﺍﻟﺕ ﻟﻡ ﻴﺤﺩﺩ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺍﺭﺘﺄﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‬. ‫ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﺒﺤﺜﻬﺎ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺸﺨﻴﺹ ﺃﺯﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺫﻟﻙ ‪ .‬ﻭ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ‬. ‫ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺤﺭﻙ ﻤﻥ ﻤﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ‬. ‫ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺸل ﻭ ﺩﻭﺭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﻜل ﺫﻟﻙ ‪ .‬ﺇﻥ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬. ‫ﺩﻭﺭ ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺤﻕ ﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ‪ .‬ﻓﻨﻅﺭﺍ ﻷﻫﻤﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻜﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻨﻬﻭﺽ‬ ‫ﺒﺎﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺠﺎﺀﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪ .‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﺭﻀﻴﺘﻬﺎ ﻫﻲ ‪ :‬ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭ ﺘﻭﺯﻴﻊ‬ ‫ﺃ‬.

(8) ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺴﻭﺀ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ ﺴﺒﺏ ﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻘﺩ ﺍﺘﺒﻌﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻀـﻴﺔ‬. ‫ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﻭﺼﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌــﺞ‬. ‫ﻭ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﺒﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺼﻴــــﺭ‬ ‫ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺒﺭﺍﺕ ﻨﻘﺎﻭﺱ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﺴﺘﻤﺎﺭﺓ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ‪ ،‬ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺴﺢ ﺸﺎﻤل ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻘﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴـﺔ‬. ‫ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻼﺤﻅﺔ ‪ ،‬ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﺭﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﻭ ﺍﻟﺴﺠﻼﺕ ‪.‬‬. ‫ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻘﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺒﻊ ﻓﺼﻭل ‪ ،‬ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻷﻭل ﺨﺼﺹ‬. ‫ﻟﻤﺨﻁﻁ ﺍﻟﻌﻤل ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻭ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺘﻁﺭﻗﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﺇﻟﻰ‬. ‫ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻭ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻨﻬﺎ ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺍﺤﺘﻭﻯ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﻔﺭﺽ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺸﺭﺡ ﻟﻠﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨـﺩﻡ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻬﺎ‬. ‫ﻭ ﻤﺎ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻷﻭل ﻤﺨﺼﺹ ﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﺎﻷﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‬. ‫ﻟﻠﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻗﺔ ‪ .‬ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻘﺩ ﺨﺼﺹ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ‬. ‫ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺜﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭﺕ ﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻤﻊ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺘـﻭﺯﻴﻊ‬ ‫ﻭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺭﺤﻠﺔ ‪ .‬ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺨﺼﺹ ﻟﺠﻤﻊ ﻭ ﻋﺭﺽ ﻭ ﺘﺤﻠﻴل‬. ‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ‬. ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺽ َ‪.‬‬. ‫ﺏ‬.

(9) ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬. ‫ﻣﺨﻄﻂ اﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻌﻴﻨﺔ ‪ ،‬و أدوات ﺟﻤﻊ‬ ‫اﻟﺒﻴﺎﻥﺎت‬. ‫ﻤﻬﻴــﺩ ‪:‬‬ ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻴﻜﺘﺴﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭ ﻓﻲ‬ ‫ﺴﻴﺭﻩ ‪ .‬ﻭ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻭ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﻜﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ‬ ‫ﺨﺼﺼﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻟﻤﺨﻁﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺎﻟﺒﺤﺙ‬ ‫ﻤﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ‪.‬‬. ‫‪1‬‬.

(10) ‫‪ -I‬ﻤ ﻁﻁ ﺍﻟﻌﻤ ‪:‬‬ ‫‪ : 1-I‬ﺍ ﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬. ‫ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺒﺒﻁﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺨﻠﻑ ‪ .‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻻ‬. ‫ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﻷﻨﻅﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﻠل ﻓﻲ‬. ‫ﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺜﺭ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ‬. ‫ﻋﺎﻤﺔ ‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﺸﻜل ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻴﻪ‬. ‫‪ ،‬ﻭ ﺘﻨﺸﺌﺘﻪ‬. ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻁﻴﻨﺎ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﻤﺴﻠﻭﺏ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺨﺎﻀﻊ ﺭﺍﻀ ‪ ،‬ﻤﻨﻘﺎﺩ ‪ .‬ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺍﻟﺤﻠﻭل‬. ‫ﻤﻥ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻤﻨﻪ ‪ .‬ﺇﻥ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺘﺭﺘﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﻻﺀ‬. ‫ﻟ ﻜﺒﺭ ‪ ،‬ﻓﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﺎﻷﺒﻨﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﺴﻠﻁﻴﺔ ﻤﻤﺯﻭﺠﺔ ﺒﺎﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻌﻁﻑ ‪ ،‬ﺍﻟﻬﺩﻑ‬. ‫ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺭﺽ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻭﻻﺀ ‪ .‬ﻓﺎﻟﻁﻔل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻴﻨﺸ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺒل ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ‬. ‫ﻭﺍﻟﺩﻴﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﻜﺒﺭ ﻤﻨﻪ ﺤﺘﻰ ﻭ ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺨﺎﻁﺌﺔ ‪ .‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺭﻜﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋـﺔ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻴﺘﻌﻤﻡ ﻟﻴﺸﻤل ﻜل ﺭﻤﻭﺯ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ‪ ،‬ﻜﺄﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻌﻠﻤﺎ‬. ‫ﺃﻭ ﻤﺩﻴﺭﺍ ﺃﻭ ﺭﺌﻴﺴﺎ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ‪ .‬ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﻤﺸﻜل ﻻ ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﻻ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ‬. ‫ﻭ ﻟﻜﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﻟﺏ ﺍﻟﻤﻭﺭﻭﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﻭﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻤﺭ ﻭ ﻤﻨﻔﺫ‬ ‫ﺃﻱ ﺘﺴﻠﻁ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭ ﺍﻨﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﻭ ﻫﺫﺍ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻫﺭﻤﻴﺔ ‪.‬‬. ‫ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻴﺱ ﺤﺎﻟﻬﺎ ﺒﺄﻓﻀل ﻤﻥ ﻤﺜﻴﻼﺘﻬﺎ‬. ‫ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ‪ .‬ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ‪ ،‬ﻭ ﺘﻤﺭ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻷﺯﻤﺎﺕ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺸﺄﻥ‬. ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ‪ .‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻜﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴـــﺭ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭﻴﺔ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺯﻤﺔ ﺫﻫﻨﻴﺎﺕ ‪ .‬ﻓﺎﻟﻤﺸﻜل ﻴﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺘﺴﻠﻁ ﺍﻟﻜﺒﻴـــﺭ‬. ‫ﻭ ﺍﻨﻘﻴﺎﺩ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﺌﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ‪ .‬ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻭﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻌﺏ ﻭ ﻜﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﺴﻴﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﺤﻴﺎﺘﻪ ‪ .‬ﺇﺫﺍ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻜﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟــﺔ‬. ‫ﻭ ﻤﻨﺫ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﻴﺭ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ‬ ‫ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﻭ ﻟﻤﺎ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻭ ﺃﺼﺒﺢ ﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻻﻗﺘﺼــﺎﺩﻱ‬ ‫‪2‬‬.

(11) ‫ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ‪ .‬ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻬﺎ ﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻭ ﻟﻡ‬ ‫ﺘﺤﺩﺩ ﻤﺼﻴﺭﻫﺎ ﺒﻨﻔﺴﻬﺎ ‪ ،‬ﺒل ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺄﺘﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‬. ‫ﺍﻷﻜﺒﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ) ﺍﻷﺏ ( ‪ .‬ﻭ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﻘﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﺎل ﺃﻀﻴﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻨﺠﺩ‬. ‫ﺍﻟﻤﺩﻴﺭ ﻴﻤﺜل ﺩﻭل ﺍﻷﺏ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻭﺍﻩ ﻭ ﻴﺘﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤـﺎل‬. ‫ﻭ ﻜﺄﻨﻪ ﺍﻟﻭﺼﻲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ‪.‬‬. ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺸل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺎﻨﻴﻪ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻭ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎل‬. ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻻ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭﻴﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﻟﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌـﺩﺓ‬. ‫ﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻁﻲ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﺒﺸﺨﺼﻴﺘﻴﻥ ‪ ،‬ﺨﺎﻀﻊ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ‬ ‫ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺴﻠﻁﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺘﺠﺒﺭ ﻭ ﻤﺘﺴﻠﻁ ﺤﺎﻟﻤﺎ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻴﺩﻩ ﺴﻠﻁﺔ ‪.‬‬. ‫ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺘﺒﺭﺯ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻜﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﺫ‬. ‫ﺘﻼﺯﻤﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻻﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﻓﺎﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻷﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﺴﻨﺤﺎﻭل ﻤﻌﺭﻓﺔ‬. ‫ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ‪ .‬ﻜﻴﻑ ﻫﻲ ﻤﻨﻅﻤـــﺔ‬. ‫ﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻲ ﻤﻭﺯﻋﺔ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل‬ ‫ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ‬. ‫ﻜﻜل‬. ‫ﻭ ﻤﻥ ﻴﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ‬. ‫ﻫل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻟ ﺩﺍﺭﺓ‬. ‫ﺃﻡ ﻟﻠﻌﻤﺎل‬. ‫ﻫل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻨﻅﻴﻤﻬﺎ‬. ‫ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺃﻡ ﻤﻭﺯﻋﺔ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﻭ ﻋﺎﺩﻟﺔ‬. ‫ﻭ ﻫل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻡ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ‬. ‫ﺃﻱ ﻟﻤﻥ‬. ‫ﺃﻡ ﻟﻤﻥ ﻫﻡ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ‬. ‫ﻭ ﻫل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﺭﻜﺯﺓ ﻓﻲ ﺃﻴﺩﻱ‬. ‫ﻤﺩﻯ ﺘﺩﺨل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺸﺅﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴــﺔ‬. ‫‪ : 2-I‬ﺃ ﺩﺍﻑ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪:‬‬. ‫ﺇﻨﻪ ﻗﺒل ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻱ ﻋﻤل ﻓﻴﺠﺏ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ‬. ‫ﻓﺈﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻟﻭﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺘﻡ ﻗﺒل ﺒﺩﺃ ﻤﺨﺘﻠﻑ‬. ‫ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ ﺤﺩﺩﺕ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻤﻥ‬. ‫ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪ .‬ﻭ ﻫﻲ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻲ ‪:‬‬. ‫‪ -‬ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﺃﻴﻥ ﺘﻭﺠﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ‪.‬‬. ‫‪3‬‬.

(12) ‫‪ -‬ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻁﻤﻭﺡ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺸﺨﻴﺹ ﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﻤﺩﻯ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﻤﺩﻯ ﻓﺭﻀﻬﺎ ﻟﺴﻠﻁﺘﻬﺎ ‪.‬‬. ‫ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤل ﺍﻷﻤﺜل ﻫﻭ ﺍﻟﺨﻭﺼﺼﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ‬‫ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪.‬‬. ‫ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺽ ‪.‬‬‫‪ : 3-I‬ﺃ ﻤﻴﺔ ﻭ ﺃﺴﺒﺎ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪:‬‬. ‫ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻷﻱ ﺒﻠﺩ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺒﺎﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺇﺫ ﻨﻘﻭل‬. ‫ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺩﻤﻬﺎ‬. ‫ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻤﻨﺫ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ﺃﻭﻟﺕ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ‪ ،‬ﻭ ﺴﺎﺭﻋﺕ‬. ‫ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺎﺀ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻀﺨﻤﺔ ﻭ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻋﺒﺭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﺭﺠﺎﺀ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ‬. ‫ﻭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺤﺩﺙ ﻭ ﺒﻌﺩ ﻤﺭﻭﺭ ﻋﻘﻭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻫﻭ ﺇﻓﻼﺱ ﻫﺫﻩ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻭ ﻏﻠﻘﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻴﻌﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﺘﺸﻬﺩﻩ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻤﻥ ﺘﺴﺭﻴﺢ ﻟﻠﻌﻤﺎل ‪ .‬ﺇﻥ‬. ‫ﺍﻟﻤﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺎﻨﻴﻪ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻨﻔﺴﻪ ‪ ،‬ﻭﻻ ﺍ ﻻﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ‪ ،‬ﺇﻨﻪ‬ ‫ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺤﺩﻴﺜﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭ ﻴﺠﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ‪.‬‬. ‫ﺇﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﻤﺘﺨﺫﻭ‬. ‫ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﻴﻥ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﻬﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻫﻭ‬. ‫ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻜﻜل ‪ .‬ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻭﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ‬. ‫ﻤﻨﺫ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻨﺕ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺭﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﺴﺭﺡ ﻭ ﻫﻲ ‪ ...‬ﺍﻟ ‪ ،‬ﺤﺘﻰ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺘﻭﺯﻴﻌﻬﻡ‬. ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﺼﺏ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﺩﺭﺍﺀ ‪ ،‬ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺎﺒﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺭﺸﻭﺓ ﻭ – ﺍﻟﺤﻘﺭﺓ ‪ -‬ﻭ ﺘﻐﻴﻴﺏ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل‬. ‫ﺘﻐﻠﻴﺏ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﺇﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ‬ ‫ﺍﻟﻤﻁﻠﻘﺔ ﻟﻔﺌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺃﺩﻯ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻤﺎﺭ ‪ .‬ﺇﻥ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ‬. ‫‪4‬‬.

(13) ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺃﻤﺭ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻭ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻋﻲ ﻓﻴﻪ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ ﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬. ‫ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺕ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻨﺤﻬﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺤﺘﻰ ﻴﻀﻤﻨﻭﺍ ﺍﻟﺴﻴﺭ‬ ‫ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻨﻠﺤﻅﻪ ﺍ ﻥ ﻫﻭ ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﺇﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ‬. ‫ﺃﺩﺕ ﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺍﻟﻔﻭﻀﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻜﻠﻔﺕ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺍل ﻭﻤﺎ‬. ‫ﻤﺭﺕ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻤﺭﺍﺤل ‪.‬‬. ‫ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻭ ﺴﻴﺭﻫﺎ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺨﻭﺼﺼﺔ ﻭ ﺍﻹﻏﻼﻕ‬‫ﻭ ﺍﻹﻓﻼﺱ ‪.‬‬. ‫ ﺍﻟﺘﺴﺭﻴﺢ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﻟﻠﻌﻤﺎل ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻁﺭﺩ ﺍﻟﺘﻌﺴﻔﻲ ﻟﻠﺒﻌﺽ ‪ ،‬ﻭ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﻭﺤﺩﺓ‬‫ﺍﻟﺼﺭﺍﻋﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺴﻴﻁﺭﺓ ﻓﺌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﺘﺴﻴﻴﺭﻫﺎ ﻭ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺍﻟﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻴﺸﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺨﻠﻬﺎ ﻭ ﻤﻥ ﺨﺎﺭﺠﻬﺎ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻜﻴﻑ ﻫﻭ ﻴﺘﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺴﺎﺱ‬. ‫‪ -‬ﺴﻴﻁﺭﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺘﺴﻴﻴﺭﻫﺎ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﻭﺠﻭﺩ ﻤﻴل ﻤﻌﺭﻓﻲ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ‪ ،‬ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻭ ﺃﻨﻪ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻭ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜل‬. ‫ﻟﻴﺱ ﻤﺸﻜل ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻘﻁ ﺒل ﻫﻭ ﻤﺸﻜل ﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻨﺎ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻤﻊ‬ ‫ﻤﺎ ﻴﻼﻗﻴﻪ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﻭ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ‪.‬‬ ‫‪: 4-I‬‬. ‫ﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤ ﺎ ﻴ ‪:‬‬. ‫ﺘﻜﺘﺴﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻷﻨﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻘﻬﺎ‬. ‫ﻴﻤﻜﻥ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺠﺯﺀ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﺘﻨﻑ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﺤﺙ ﻭ ﻟﻠﻘﺎﺭ‬. ‫ﻤﻌﺎ ‪ .‬ﻓﻬﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﻭﺍﺕ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺒﺤﺙ ‪ .‬ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﻋﻤﺩﺕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺔ‬ ‫ﺇﻟﻰ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ‪ ،‬ﻭ ﺒﻌﺽ‬ ‫ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺼﻠﺔ ‪.‬‬. ‫‪5‬‬.

(14) ‫‪ -1‬ﻤ ﻬﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ‪:‬‬ ‫ ﻟ ـﺔ ‪ :‬ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﻓﻌل ] ﺴﻠﻁ ﻭ ﺴﻠﻁ – ﺴﻼﻁﺔ ﻭ ﺴﻠﻭﻁﺔ [ ﺃﻱ ﻜﺎﻥ‬‫ﺴﻠﻴﻁﺎ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺴﻠﻁﻪ ﻋﻠﻴﻪ ‪ :‬ﻏﻠﺒﻪ ﻭ ﺃﻁﻠﻕ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻠﻙ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ) ﻤﻨﺠﺩ ﺍﻟﻁﻼﺏ ‪ ، 1978 ،‬ﺹ ‪ . ( 330‬ﻫﺫﺍ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻭ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ‪.‬‬ ‫‪-‬ﺍ ﻁ‬. ‫ﺎ ‪ :‬ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﻤﺩﺍﺭﺱ ﻭ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ‪،‬‬. ‫ﻓﻬﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻬﺎ ﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔــﺔ‬. ‫ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺇﻋﻁﺎﺀ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﺩﻗﻕ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ‪.‬‬. ‫ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻨﻔﻭﺫ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﺩ ﺃﻭ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭ ﻤﻥ‬. ‫ﻭﺴﺎﺌﻠﻬﺎ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﻨﻭﺍﻫﻲ ﻤﻤﻥ ﻴﻤﻠﻜﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ‬ ‫ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ﻭ ﺇﺜﺎﺒﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﻋﻘﺎﺒﻬﻡ ) ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﺘﺫﺓ ‪ ، 1975 ،‬ﺹ‪. ( 315‬‬. ‫ﻭ ﻓﻲ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺨﺭ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻫﻲ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺘﻨﻅﻡ ﺠﻬـــﻭﺩ‬. ‫ﻭ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍ ﺨﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺩﺭﻫﺎ ﻟﻬﻡ ﺇﺫ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﻓﻌﺎﻟﺔ‬ ‫ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﺼﺎﺩﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺸﺭﻋﻴﻴﻥ ﺤﺴﺏ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﻴﻥ ﻟﻤﺸﻴﺌﺘﻬـﺎ‬ ‫) ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ‪،1998 ،‬ﺹ‪. ( 116‬‬. ‫ﻭ ﺃﻴﻀﺎ » ﺇﺫﺍ ﺘﻔﺤﺼﻨﺎ ﺍﻟﻤﻭﺭﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﻭﺭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ‬. ‫ﺍﻻﺴﺘﺭﺍﺘﻴﺠﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺍ ﺨﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻭ ﺠﻤﻌﻬﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺇﻤﺎ‬. ‫ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﻭ ﺇﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻌﻘﻴﺩ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻻﻨﺩﻤﺎﺝ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺃﻨﻤﺎﻁ ﻤﺘﻨﻭﻋـﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺸــﺎﻁ ﺍﻟﻤﺘﺒــﺎﺩل ) ﺭ‪ .‬ﺒﻭﺭﺩﻭﻥ‬ ‫ﻑ ‪ .‬ﺒﻭﺭﻴﻜﻭ ‪ ، 1986 ،‬ﺹ ‪. ( 972‬‬. ‫ﻭ ﻴﻘﻭل ﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ " ﺃﺼل ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻜﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ‬. ‫ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻜﻡ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻴﻘﻭﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ‬. ‫‪6‬‬.

(15) ‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﺭﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬـﻭﻡ ) ﺤﺴﻥ ﻤﻠﺤﻡ ‪ ، 1993 ،‬ﺹ‪( 6‬‬. ‫ﻭ ﺃﻤﺎ ﺘﻭﻤﺎﺱ ﺍﻹﻜﻭﻴﻨﻲ ﻓﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻔﺭﻀﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﻤﺎﻋﺔ‬. ‫ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘﺴﺘﻬﺩﻑ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ) ﻤﺤﻤﺩ ﻨﺼﺭ‬. ‫ﻤﻬﻨﺎ ‪ 1999 ،‬ﺹ ‪ ، ( 134‬ﺇﻥ ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﻭ ﺘﻭﻤﺎﺱ ﺍﻹﻜﻭﻴﻨﻲ ﻴﺘﻔﻘﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‬ ‫ﺘﻨﺸﺄ ﻤﻥ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻟﻠﺘﻨﻅﻴﻡ ﻭ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺃﻤﻭﺭﻫﻡ ‪.‬‬. ‫ﺃﻤﺎ ﻤﺎﻜﺱ ﻓﻴﺒﺭ ﻭ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺭﻭﺍﺩ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﻨﺎﻭﻟﻭﺍ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ‬. ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﺍﻻﺤﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺄﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﺘﻁﺎﻉ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ) ﺤﺴﻥ‬. ‫ﻤﻠﺤﻡ ‪ 1993 ،‬ﺹ‪ ، ( 23‬ﺃﻤﺎ ﺒﺭﺘﺭﺍﻨﺩ ﺭﺍﺴل ﻓﻬﻲ ﻋﻨﺩﻩ ﺒﺒﺴﺎﻁﺔ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺜﺎﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ‬. ‫) ﺤﺴﻥ ﻤﻠﺤﻡ ‪ 1993‬ﺹ‪ ، ( 13‬ﻭ ﻨﺠﺩ ﺃﺤﺩ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎﻜﻴﻔﺭ‬ ‫ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺒﺄﻨﻬﺎ " ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺅﺴﺱ ﻀﻤﻥ ﺃﻱ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋـﻲ ﻟﺘﻘﺭﻴـﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﺔ‬. ‫ﻭ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺤﻭل ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﻭ ﺤل ﺍﻟﻨﺯﺍﻋﺎﺕ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭﺴﻊ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺒﺩﻭﺭ ﺍﻟﻘﻴـﺎﺩﺓ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﺤﺴﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺸﺭﻋﻲ ﻟﻠﻘﻭﺓ ) ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺜﻤﺎﻥ ‪ ، 1999‬ﺹ‪( 235‬‬. ‫ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻋﺭﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ " ﺤﻕ ﻁﻠﺏ ﺃﻓﻌﺎل ﻤﻥ ﺍ ﺨﺭﻴﻥ ﻟﻴﺅﺩﻭﻫﺎ ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‬ ‫ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﺴﺘﻤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﺘﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻭﺍﺹ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬. ‫ﻤﺜل ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺘﺒﺔ ) ﻭ‪ .‬ﺠﺎﻙ ﺩﻨﻜﺎﻥ ‪ ، 1991 ،‬ﺹ ‪( 257‬‬. ‫ﺃﻤﺎ ﻫﺭﺒﺭﺕ ﺴﺎﻴﻤﻭﻥ ﻓﺘﻌﻨﻲ ﻋﻨﺩﻩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ‪ :‬ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺼﻨﻊ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺘﺭﺸﺩ ﺃﻓﻌﺎل‬ ‫ﺍ ﺨﺭﻴﻥ ) ﻭ‪ .‬ﺠﺎﻙ ﺩﻨﻜﺎﻥ ‪ 1991‬ﺹ‪. ( 261‬‬. ‫ﻭ ﻴﺸﻴﺭ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻴﺘﻤﺤﻭﺭ ﺤﻭل ﺇﻋﻁﺎﺀ ﺍﻟﻘــــﺎﺩﺓ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻴﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﻭ ﺼﻼﺤﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻗﺼﺩ ﺘﻐﻠﻴﺏ ﺇﺩﺍﺭﺘﻬﻡ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺭﺅﻭﺴﻴﻥ ) ﺃﺤﻤﺩ ﺯﺭﺩﻭﻤﻲ ‪، 1990 ،‬ﺹ‪( 290‬‬. ‫ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﺢ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻠﺭﺅﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻭﺍﻤﺭ ﺇﻟﻰ‬. ‫ﺍﻟﻤﺭﺅﻭﺴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻤﺘﺜﺎﻟﻬﻡ ﻟﻠﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻥ ﺒﻬﺎ ) ﻗﻴﺱ‬. ‫ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﻴﺩﻱ ‪ ،1997 ،‬ﺹ‪. ( 174‬‬. ‫‪7‬‬.

(16) ‫ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﺭﺓ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬. ‫ﻴﻁﺒﻘﻬﺎ ﺍ ﺨﺭﻭﻥ ﻭ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﺎﻻﻤﺘﺜﺎل ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺸﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ‬. ‫ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺘﻨﻔﺭﺩ ﺒﻅﺎﻫﺭﺓ ﻫﺎﻤﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺭﻭﻨﺔ ﺜﻡ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﻜل ﺸﺨﺹ ‪.‬‬. ‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻨﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻫﻲ ﻗﻭﺓ ﺘﻌﻁﻰ ﻟﻠﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﻻﺘﺨﺎﺫ‬. ‫ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﺤﺘﻰ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻤﺘﺜﺎﻟﻬﻡ ﻭﻭﻻﺌﻬﻡ ‪.‬‬ ‫ﻤ ﻬﻭ ﺍﻟﻤ ﺴﺴﺔ ‪:‬‬ ‫ﻟ ـﺔ ‪:‬‬. ‫ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻟﻐﺔ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺒﻨﻰ ﺤﺩﻭﺩﻫﺎ ﻭﺭﻓﻊ ﻤﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩﻫﺎ‬. ‫) ﻤﻨﺠﺩ ﺍﻟﻁﻼﺏ ‪ ، 1978 ،‬ﺹ‪ ( 8‬ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻟﻐﺔ ﺇﺫﺍ ﻤﺸﺘﻘﺔ ﻤﻥ ﻓﻌل ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺒﻨــﺎﺀ‬. ‫ﻭ ﻫﻲ ﺒﺫﻟﻙ ﻟﻬﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﻴﻜل ﻤﺒﻨﻲ ‪.‬‬ ‫ﺍ ﻁ‬. ‫ﺎ‪:‬‬. ‫ﻋﺭﻓﻬﺎ ﻤﺎﻜﺱ ﻓﻴﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻲ ﻭﻅﺎﺌﻔﻲ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ‬. ‫ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﻭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺸﻜل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻜﺘﺏ ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﻜل ﻤﻨﻅﻤﺔ‬ ‫ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﻫﻴﻜل ﺘﺭﻜﻴﺒﻲ ﻤﻌﻴﻥ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺩﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭ ﺤﺩﻭﺩ‬. ‫ﻜل ﻗﺴﻡ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﻴﺘﻡ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺒﻴﺭﻭﻗﺭﺍﻁﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺴﻠﻡ ﺃﺘﻭﻗﺭﺍﻁﻲ ﻴﻀﻤﻥ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻋﺩ‬ ‫ﺍﻟﻭﻅﺎﺌﻔﻴﺔ ) ﻤﺭﺍﺩ ﺯﻋﻴﻤﻲ ‪ ،‬ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﺹ‪. ( 4‬‬. ‫ﺒﻌ‬. ‫ﺍﻟﻤ ﺎ ﻴ‬. ‫ﺍ ﺍﻟ ﻠﺔ ﺒﺎﻟﺴﻠﻁﺔ‬. ‫ﺍﻟﻘﻭ ‪ :‬ﻫﻲ ﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﻭ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻭ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﺯﻡ‬. ‫ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻘﻕ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ) ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻼﻡ ‪ ، 1994 ،‬ﺹ ‪. ( 181‬‬. ‫‪8‬‬.

(17) ‫ﺍﻟﺴﻴﻁﺭ ‪ :‬ﻫﻲ ﺍﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻘﻬﺭ ﺃﻭ ﺍﻻﻤﺘﺜﺎل ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻘﻬﺭ ﻓﺎﻷﻓﺭﺍﺩ ﻗﺩ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍ ﺨﺭ‬ ‫ﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﻁﺭﺓ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻐﺎﺸﻤﺔ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﻤﻌﻬﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻴﺘﺨﻴﻠﻭﻨﻬﺎ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﻗﻭﺓ‬ ‫ﺸﺭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ) ﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ‪ ، 2000 ،‬ﺹ ‪. ( 1126‬‬. ‫ﺃﻤﺎ ﺒﺎﺭﺴﻭﻨﺯ ﻓﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻭﺤﺩﺍﺕ ﺘﻘﺎﻡ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﻤﻭﺫﺝ ﺒﻨﺎﺌﻲ ﻤﻌﻴﻥ‬. ‫ﻟﻜﻲ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﻤﺤﺩﺩﺓ ) ﻤﺭﺍﺩ ﺯﻋﻴﻤﻲ ‪ ،‬ﺒﺩﻭﻥ ﺴﻨﺔ ‪ ،‬ﺹ‪. ( 3‬‬. ‫ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺨﺭ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻨﺎﻭل‬. ‫ﺃﻭ ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻨﺸﺎﻁ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻋﻤل ﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺸﻜل ﺇﻨﺘﺎﺝ ﻤﻭﺍﺩ‬. ‫ﺃﻭ ﻋﻤل ﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺨﺩﻤﺎﺕ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻨﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻭﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﻭﺤﺩﺍﺕ‬ ‫ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺘﺘﺸﻜل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴـــﺔ‬. ‫ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻹﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺎﺕ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺭﺍﻜﻡ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎل ‪ ،‬ﻭ ﻫﻭ ﻤﺎ‬ ‫ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺘﻤﺎﺭﺴﻪ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻨﺘﺎﺝ ‪ ،‬ﻭ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻟﻠﺜﺭﻭﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻷﻨﺸﻁﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ) ﻤﺤﻤﺩ ﺼﻐﻴﺭ ﺒﻌﻠﻲ ‪ ، 1992 ،‬ﺹ ﺹ‪. ( 13-9‬‬. ‫ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻫﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺃﻭ ﻫﻴﻜل ﺘﺤﻜﻤﻪ‬. ‫ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺨﺩﻤﺔ ﻷﻫﺩﺍﻑ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ‪.‬‬ ‫ﻤ ﻬـﻭ ﻨ ﻴـ ‪:‬‬ ‫ﻟ ـﺔ ‪:‬‬. ‫ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﺸﺘﻕ ﻟﻐﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﻨﻅﻡ ﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻷﻤﺭ ‪ :‬ﺃﻗﺎﻤﻪ ﺇﻱ ﺍﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﺍﻷﻤﺭ‬. ‫) ﻤﻨﺠﺩ ﺍﻟﻁﻼﺏ ‪ 1978،‬ﺹ ‪ . ( 807‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ‬. ‫ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺠﻌل ﻜل ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﺤﺘﻰ ﺘﺴﺘﻘﻴﻡ ‪.‬‬ ‫ﺍ ﻁ‬. ‫ﺎ‪:‬‬. ‫ﻋﺭﻑ " ﺘﻨﻅﻴﻡ " ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ ﻨﻭﻉ ﻤﻌﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ‬. ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺼﻨﻊ ) ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻱ ‪ ، 1998 ،‬ﺹ ‪.( 72‬‬. ‫ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻑ ﺒﻤﻌﻨﻰ ‪ Organizing‬ﺃﻱ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﻫﻭ ﻤﻬﺎﺭﺓ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻤﻥ ﻗﺒـــل ﺍﻟﻤـﺩﺍﺭ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺭﻓﻴﻥ ﻜﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ) ﻗﻴﺱ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﻴﺩﻱ ‪،‬‬ ‫‪1997‬ﺹ‪. ( 29‬‬. ‫‪9‬‬.

(18) ‫‪ : 5-I‬ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ‪:‬‬. ‫ﺇﻥ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺭﺍﻜﻤﻴﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻔﺭ ﻋﻨﺩ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺃﻱ‬. ‫ﻤﻭﻀﻭﻉ ‪ ،‬ﻓﻴﻭﺠﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻜﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﺴﺎﺴﻲ ‪ ،‬ﺃﻭ ﻤﺤﻭﺭ ﻟﻌﻤل ﻤــﺎ‬. ‫ﺃﻭ ﻜﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ‪ ،‬ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻭﺠﺩ ﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤﺩ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺃﻱ ﺒﺤﺙ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺘﻭﺠﻬﻪ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺴﺎﻋﺩﻩ ﺒﺄﻥ ﻻ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ‬ ‫ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﺭﺭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﻏﻴﺭﻩ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺴﺎﻋﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺒﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻜﻤل‬. ‫ﻭﺠﻪ ﻭ ﺼﻭﺭﺓ ‪ .‬ﻭ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻬﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﻥ ﻤﺤﺭﻜﺎﺕ‬. ‫ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ‪ ،‬ﺤﻴﺙ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺃﻏﻠﺏ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤﻭﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ‬. ‫ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻴﺎﺘﻬﻡ ‪ ،‬ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺘﻨﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ‬. ‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻀﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ‪ ،‬ﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﻤﻭﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺩﻫﺎ ﺘﻐﻴﺏ ﺃﻱ‬. ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺘﺸﺢ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺭﻏﻡ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﻨﺎ‬. ‫ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻫﺘﻤﺕ ﺒﺎﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻜﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ‬ ‫ﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ ﻤﺤﺎﻭﻟﻴﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﻗﺩﺭ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍ ﻭﻟ ‪:‬‬. ‫ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺴﻌﺩ‬. ‫ﺒﺸﺎﻴﻨﻴﺔ ﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻗﺴﻨﻁﻴﻨﺔ ﻋﺎﻡ ‪. 2002‬‬ ‫ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒ‬. ‫‪:‬‬. ‫ﺍﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺇﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ﺒﺤﺜﻪ ﻤﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺃﻥ ﺃﺤﺩ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺃﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ‬. ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ﺍﻟﺴﻴ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ‬. ‫‪10‬‬.

(19) ‫ﺒﺎﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ‪ .‬ﻜﺄﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻻ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺘﻤﻜﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻥ‬. ‫ﻗﻴﺎﻤﻬﺎ ﺒﻤﻬﻤﺘﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬. ‫ﻓﺎﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺘﺸﻜل ﻋﻨﺼﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ‬. ‫ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﺨﺎﺼﺔ ‪ .‬ﻭ ﻜل ﺍﻟﺩﻭل ﺘﺴﻌﻰ‬. ‫ﻟﺘﻁﻭﻴﺭﻫﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺘﺯﻭﻴﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﺨﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﺤﺴﺏ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ‪ .‬ﻓﻨﺸﺄﺕ ﻤﺼﺎﻟﺢ‬. ‫ﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﺘﻬﺘﻡ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺘﺩﺭﻴﺏ ﻭ ﺘﺄﻫﻴل ﺤﺘﻰ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ‬. ‫ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﻭﺠﻪ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬. ‫‪ -1‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ﺍﻟﺴﻴ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺄﺴﺎﻟﻴﺏ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﻭ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -2‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ﺍﻟﺴﻴ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻭﺴﺎﺌل ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭ ﺘﻔﺘﺤﻬﺎ‪.‬‬. ‫‪ -3‬ﻤﺎ ﻫﻲ ﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ﺍﻟﺴﻴ ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻨﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﻓﻲ‬ ‫ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -4‬ﻭ ﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬. ‫ﺭ ﻴﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺒﻨﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﺭﻀﻴﺘﻪ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴـــــﺔ‬. ‫ﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺤﺘﻭﺍﻫﺎ ﻜل ﺘﺴﺎﺅل ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺠﻴﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ‬ ‫ﻓﺭﻀﻴﺔ ﻭﺤﻴﺩﺓ ﺘﻀﻡ ﻋﻤﻭﻡ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ ‪ .‬ﻭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﻫﻲ " ﺇﻥ‬ ‫ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ﺍﻟﺴﻴ‬. ‫ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ‪ ،‬ﻫﻭ‬. ‫ﺍﻟﺴﺒﺏ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻷﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻬـ ‪:‬‬. ‫‪11‬‬.

(20) ‫ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﻷﻨﻪ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ‬. ‫ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻹﺤﺎﻁﺔ ﺒﻌﻤﻭﻡ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻷﻥ‬. ‫ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺭﺃﻯ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻐﻠﻴﺏ ﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩﻴﺔ ﻤﻘﺎﺒل ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ‬. ‫ﺍﻟﻭﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻁﺒﻌﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﻤﻌﻬﺩ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭ ﺒﺤﻭﺙ ‪.‬‬. ‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺃﻱ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ‬ ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﺨﺭﻭﻥ ‪.‬‬. ‫ﺍﻟﻌﻴﻨـﺔ ‪:‬‬. ‫ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺇﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺤﺠﺎﻡ‬. ‫ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ‪ .‬ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺼﻨﺎﻑ‬. ‫ﻭ ﻫـﻡ ‪:‬‬. ‫‪-1‬ﺍﻟ ﻨﻑ ﺍ ﻭ ‪ :‬ﺍﻹﻁﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﻴﺭﻴﻥ ﻭ ﻋﺩﺩﻫﻡ ‪ 33‬ﻓﺭﺩ ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ‪27‬‬ ‫ﺇﻁﺎﺭ ﻭ ‪ 6‬ﻨﻘﺎﺒﻴﻴﻥ ‪.‬‬. ‫‪-2‬ﺍﻟ ﻨﻑ ﺍﻟ ﺎﻨ ‪ :‬ﺍﻟﻤﺸﺭﻓﻭﻥ ﻭ ﻫﻡ ﺜﻼﺙ ﻓﺌﺎﺕ ﻤﺸﺭﻑ ﺭﺌﻴﺱ ﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﻗﺴــــﻡ‬ ‫ﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﻓﺭﻴﻕ ‪.‬‬. ‫‪-3‬ﺍﻟ ﻨﻑ ﺍﻟ ﺎﻟ ‪ :‬ﻭ ﻴﻤﺜﻠﻭﻥ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻷﻗﺴﺎﻡ ‪.‬‬ ‫ﻭ ﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺠﺩﻭل ﻴﻔﺼل ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺤﺴﺏ ﻜل ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻭ ﻋﺩﺩ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫﺎ ‪.‬‬ ‫ﻨ ﺎﺌ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪:‬‬. ‫ﺘﻭﺼل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻫﺎﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻜل‬. ‫ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﻠﻬﺎ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻓﻨﻴـﺔ‬. ‫ﺒل ﺘﺘﺨﻠﻠﻬﺎ ﻋﻭﺍﻤل ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ‪ ،‬ﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ‪.‬‬ ‫‪ -‬ﻭﺠﺩ ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﺎﺭﻴ ﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﺃﺭﺸﻴﻑ ‪ ،‬ﺘﻌﻴ‬. ‫ﺒﻼ ﺘﻁﻠﻊ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒل‪.‬‬. ‫‪ -‬ﻭﺠﻭﺩ ﺍﺨﺘﻼﻻﺕ ﺒﻴﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻭ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ‪.‬‬. ‫‪12‬‬.

(21) ‫‪ -‬ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﻁﺒﻘﺔ ﺃﻱ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺎﺩ‬. ‫ﻤﺩﺭﺴﺘﻴﻥ‬. ‫ﻫﻤﺎ ﻤﺒﺎﺩ ﻫﻨﺭﻱ ﻓﺎﻴﻭل ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻠﻌﻤل ﻟﺘﺎﻴﻠﻭﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺃﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻓﻘﺩ ﻜﺸﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺸﻐﻴﻼﺕ ﺴﻴﺌﺔ‬. ‫ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﻐﻴﺎﺏ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻨﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺘﺭﻓﻴﻊ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻫﻲ ﻤﺤل ﺨﻼﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺴﻠﻁﺔ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺨﺎﺭﺝ‬. ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺘﺒﻌﺜﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻀﺎﻏﻁﺔ ﺃﺴﺎﺴﻬﺎ ) ﻗﺒﻠــﻲ‬. ‫ﻋﺸﺎﺌﺭﻱ ‪ ،‬ﺠﻬﻭﻱ ‪. ( ... ،‬‬. ‫ﻫﺫﻩ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺼل ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻤﻠﺨﺼﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍ ﺴ ﺎﺩ ﻤ‬. ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪:‬‬. ‫ﺇﻥ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴـﺔ‬. ‫ﻭ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ‪ .‬ﻭ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴل ﺍﻟﺴﻴ‬. ‫ﺍﻟﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﺘﺄﺘﻲ‬. ‫ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭ ﻤﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﺒﺤﺙ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟ ﺎﻨﻴﺔ ‪:‬‬. ‫ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ‪ ،‬ﺒﺤﺙ ﻤﻘﺩﻡ ﻟﻨﻴل ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﺩﺭﺠﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ ،‬ﺒﺤﺙ ﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﻋﻠﻰ‬. ‫ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻠﺴل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﻓﻲ ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻗﺎﺭﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺒﺒﺎﺘﻨﺔ ﺇﻨﺠﺎﺯ ﺃﺤﻤﺩ ﺯﺭﺩﻭﻤﻲ ‪:‬‬ ‫ﺩﻴﺩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪:‬‬. ‫ﺍﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺸﻜﻠﺘﻪ ﻤﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ‬. ‫ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ‪ ،‬ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻭ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺴﻠﻭﻜﻪ‬. ‫ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍ ﺨﺭﻴﻥ ﻭ ﻓﻲ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ‬. ‫‪13‬‬.

(22) ‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻤل ‪ ،‬ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺘﻌﻜﺱ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻹﻁﺎﺭ‬. ‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺄﻟﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ‪ ،‬ﻓﻨﺠﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﺒﻊ ﻤﻨﻬﺎ ﻜل‬. ‫ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺘﺒﺭﺯ ﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺸﻜﺎﻟﻴﺔ‬. ‫ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺤﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺘﻨﺼﺏ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻠﻴل ﻤﻜﻭﻨﺎﺕ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ‬. ‫ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺤﺴﺏ ﻤﺭﺍﻜﺯﻫﻡ ‪ ،‬ﻭ ﺃﺩﻭﺍﺭﻫـــﻡ‬. ‫ﻭ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ) ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﻭ ﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﺘﺄﻫﻴل ﻭ ﺘﺭﻗﻴﺔ ﻭ ﺇﺸﺭﺍﻑ ‪ ،‬ﺍﻻﺘﺼﺎل ‪ ( ... ،‬ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ‬ ‫ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻨﺸﺎﻁﺎﺘﻪ ﻓﻬﻭ ﻴﺴﻴﺭ ﺤﺴﺏ ﻗﻭﺍﻨﻴﻨﻪ ﻓﺄﻱ ﻋﺎﻤل ﺠﺩﻴﺩ ﺴﻭﻑ ﻴﺨﻀﻊ‬ ‫ﻟ ﻁﺎﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻤﻪ ﻋﻤﺎ ﺃﻟﻔﻪ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻤﻨﺯﻟﻪ ﺃﻭ‬. ‫ﺒﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟ ـﺭﻭ‬. ‫‪:‬‬. ‫ﺇﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﺍﻟﺭﺃﺴﻤﺎﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻓﻲ‬. ‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺒﺎﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ‪ ،‬ﻓﺄﻱ ﻤﺼﻨﻊ ﻫﻭ ﻨﺘﺎﺝ ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ‬ ‫ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ‪ ،‬ﻭ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﻻ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻬﺎ‬. ‫ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺸﻐﻠﻭﻥ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﺼﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺜﻼﺙ‬. ‫ﻓﺭﻭﺽ ﻫﻲ ‪:‬‬. ‫‪ -‬ﻫل ﻟﻠﺘﺴﻠﺴل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﻫل ﻴﺅﺜﺭ ﺘﺒﺎﻴﻥ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ‬. ‫ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ‪.‬‬. ‫‪ -‬ﻫل ﻟﻠﺘﺴﻠﺴل ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻲ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺼﺭﺍﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ‪.‬‬. ‫ﺍﻟﻌﻴﻨـﺔ ‪:‬‬. ‫‪14‬‬.

(23) ‫ﺇﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺒﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜل ﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﻘﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﻨـﺔ‬. ‫ﻭ ﻗﺩ ﻗﺎﻡ ﺒﺎﺨﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﻁﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ‪ ،‬ﺒﺤﻴﺙ‬ ‫ﺘﻤﺜل ﻜل ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭ ﻓﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻲ ﻟﻠﻭﺤﺩﺓ ‪ ،‬ﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ‬. ‫ﻤﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ‪ 31 :‬ﺇﻁﺎﺭ ﻭ ‪ 19‬ﻤﺸﺭﻑ ﻭ ‪ 42‬ﻋﻤﺎل ﻤﺅﻫﻠﻴﻥ ﻭ ﺒﺴﻁﺎﺀ ‪ .‬ﺒﻤﺠﻤﻭﻉ ‪92‬‬ ‫ﻤﻥ ﺠﻤﻠﺔ ‪. 556‬‬. ‫ﺍﻟﻤﻨﻬـ ‪:‬‬. ‫ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨــﺎﺕ‬. ‫ﻭ ﺘﺒﻭﻴﺒﻬﺎ ‪ ،‬ﻭ ﺘﻨﺴﻴﻘﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻴﻘﻭﻡ ﺒﻭﺼﻑ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭ ﺘﺸﺨﻴﺹ ﻁﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺘﺸﺨﻴﺼﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ‬ ‫ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ‬. ‫ﺘﺭﺒﻁ ﺒﻴﻨﻬﺎ ‪.‬‬. ‫ﻨ ﺎﺌ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪:‬‬ ‫ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﺘﻭﺼل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺇﻟﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ‪:‬‬. ‫‪ -1‬ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺴﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺭﺠﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺠﺫﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘل ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺒﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ﺃﺼﻴﺏ ﺒﻬﺯﺓ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ‪ ،‬ﻓﺒﺭﺯﺕ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻫﻡ ﻴﺅﺩﻱ ﺒﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﻭﺃ‬ ‫ﻓﻤﺜﻼ ﻴﺭﻓﺽ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻷﻤﻥ ﻷﻨﻪ ﻴﻤﻨﻌﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻓﺤﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -2‬ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻭﻗﺕ ﻭ ﺒﺭﻭﺯ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺘﺴﻭﻴﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺠﻴل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭ ﻟﻡ‬ ‫ﻴﻌﺩ ﻟﻠﻭﻗﺕ ﺃﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ‪.‬‬. ‫‪ -3‬ﻻﺤﻅ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻭﺠﻭﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻟﺩﻨﻴﻭﻱ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻓﺎﻟﻜل ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻟﻌﻴ‬. ‫ﻓﻲ ﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻭ ﺭﻏﺩ ‪.‬‬. ‫‪ -4‬ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤل ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻭ ﻨﺒﻴﻠﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻁﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻷﻨﻬﻡ‬ ‫ﺃﻜﺜﺭ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﺎ ﻟﻠﻌﻤل ﻭ ﺃﻜﺜﺭ ﺠﻬﺩﺍ ﻭ ﺇﺨﻼﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ‪.‬‬. ‫‪15‬‬.

(24) ‫‪ -5‬ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻨﺎ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﻭﻅﻴﻑ ﻭ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل‬ ‫ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻭﻻﺀ ﻟﻠﻌﺎﺌﻠﺔ ﻭ ﻟﻠﻌﺭﻭﺸﻴﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -6‬ﺴﻴﻁﺭﺕ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -7‬ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻼﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻲ ﺭﻏﻡ ﻀﻌﻑ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -8‬ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﺎﻤل ﻟﻡ ﻴﺼﺏ ﻓﻲ ﺘﺼﻨﻴﻑ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ‪.‬‬. ‫‪ -9‬ﻋﺩﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻭ ﺍﻹﻁﺎﺭﺍﺕ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ‪.‬‬. ‫‪ -10‬ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻭﻻﺀ ﻟﻠﻨﻘﺎﺒﺔ ‪.‬‬. ‫‪ -11‬ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻨﻌﺯﺍل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﻭﺍﺠﺯ ﺍﻟﺴﻠﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ‪.‬‬ ‫‪ -12‬ﻋﺩﻡ ﺭﻀﺎ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻋﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﺭﻗﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ‪.‬‬. ‫‪ -13‬ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻟﻠﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻬﻡ ﻋﺒﺎﻗﺭﺓ ﺒﺤﻜﻡ ﺴﻠﻁﺘﻬﻡ ‪ ،‬ﻭ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ‬ ‫ﺒﺤﻜﻡ ﺴﻠﻁﺘﻬﻡ ﻴﺘﻘﻤﺼﻭﻥ ﻗﻴﻡ ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ‪ ،‬ﻤﻥ ﺘﻌﺎل ﻭ ﻋﺠﺭﻓﺔ ﻭ ﺘﻜﺒﺭ ‪.‬‬. ‫‪ -14‬ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻓﺄﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﻬﺘﻡ ﺒﺎﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺍﺌﻙ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ‬ ‫ﺘﻬﻤل ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﺒﺴﻁﺎﺀ ‪.‬‬. ‫ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺒﻌﺽ ﻤﺎ ﺘﻭﺼﻠﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ‪.‬‬ ‫ﺍ ﺴ ﺎﺩ ﻤ‬. ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ‪:‬‬. ‫ﺇﻥ ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺍﻫﺘﻤﺕ ﻭ ﺘﻨﺎﻭﻟﺕ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ‬. ‫ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻓﻲ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﻭ ﺒﺤﺙ ﻴﻘﺎﻡ ﺤﻭل ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ‬. ‫ﻭﻁﻴﺩﺓ ﺒﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺤﺜﻨﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﻭ ﻜل ﻴﺴﻴﺭ‬ ‫ﻭﻴﻘﺭﺭ ﺤﺴﺏ ﺜﻘﺎﻓﺘﻪ ﻭ ﻗﻴﻤﻪ ﻭ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺘﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﺎﻤل ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻟﺩﻴﻪ ﺴﻠﻁﺔ ﻫﻭ ﺃﻴﻀﺎ‬. ‫ﻟﺩﻴﻪ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺘﺭﻋﺭﻉ ﻓﻲ ﻜﻨﻔﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻨﺼﺒﻪ ﻓﻨﺤﺎﻭل ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺩﻯ‬ ‫ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻭ ﻨﺤﻥ ﻨﻌﻠﻡ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻭ ﺩﻭﺭ ﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ‪ .‬ﻜﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﺘﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻭ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﺭﺓ ﻭ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ﺍﻟﻤﻬﻨﺠﻴﺔ‬. ‫ﺍﻷﺨﺭﻯ ‪.‬‬. ‫‪16‬‬.

(25) ‫ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟ ﺎﻟ ﺔ ‪:‬‬. ‫ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻷﻭل ﻭ ﺜﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ‪ ،‬ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻴﺩﺍﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ‬. ‫ﻟﻠﻐﺯل ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺞ ‪ ،‬ﻤﺫﻜﺭﺓ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻟﻨﻴل ﺩﺒﻠﻭﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻘﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ‬ ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻟﻴﻭﺴﻑ ﻋﻨﺼﺭ ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ‪. 1983-1982‬‬ ‫ﻁﺭ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ‪:‬‬. ‫ﺍﻨﻁﻠﻕ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒﺤﺜﻪ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ‬. ‫ﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﻭ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺒﺎﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺴﺎﺱ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻭﻟﻲ‬. ‫ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﺌﻘﺔ ﺒﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ‪ .‬ﻭ ﺒﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ﻫﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ‬. ‫ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺘﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ‬. ‫ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺠﻤﻴﻊ ﻻﺕ ﻭ ﺘﺸﻐﻴﻠﻬﺎ ﺒل ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺼﺭ ﺃﺴﺎﺴــﻲ‬. ‫ﻭ ﻤﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻓﻼ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺼﻨﻊ ﺩﻭﻥ ﻤﺩﻴﺭ ﺃﻭ ﻋﻤﺎل ﻭ ﻤﺸﺭﻓﻴــــﻥ‬ ‫ﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ ‪ ... ،‬ﻓﺎﻟﻤﺼﻨﻊ ﻫﻭ ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺘﻌﻤل ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻭ ﺘﺘﺸﻜل ﺒﻴﻨﻬﺎ‬ ‫ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻨﺠﺩ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻓﻬﻨﺎﻟﻙ ﺭﺌﻴﺱ ﻭ ﻤﺭﺅﻭﺴﻴﻥ‬. ‫ﻨﺤﺩﺩ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﻡ ﻭ ﻁﺭﻕ ﺘﻔﺎﻋﻠﻬﻡ ﻟﻭﺍﺌﺢ ﻭ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺜﺎﺒﺘﺔ ‪ ،‬ﻭ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ‬. ‫ﻭ ﻨﻘﺹ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ‪ .‬ﻓﻘﺩ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻨﻊ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻱ ‪.‬‬ ‫ﺍﻟ ـﺭ‬. ‫‪:‬‬. ‫ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺭﻀﻴﺘﻴﻥ ﻫﻤﺎ ‪:‬‬. ‫‪ -1‬ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻤﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺅﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ‬ ‫ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ‪.‬‬. ‫‪ -2‬ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻤﺭﻜﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻴﺴﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﻭﻻﺀ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻟﻌﻤﻠﻪ ‪.‬‬ ‫ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﺘﻨﺎﻗ‬. ‫ﻭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ‪.‬‬. ‫ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻑ ﺒﺎﻟﻌﺎﻤل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻤل ﺘﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤل‬. ‫‪17‬‬.