دور الثقافة المنظامية في بناء الهوية التنظيمية للمنظمات الدولية

Texte intégral

(1)‫جامعــت باجنــت ‪1‬‬ ‫كليت الحقوق والعلوم السياسيت‬ ‫قسم العلوم السياسيت‬. ‫دور الثقافة املنظماتية‬ ‫يف بناء اهلوية التنظيمية للمنظمات الدولية‬ ‫‪ -‬املنظمة العــاملية للتجــارة أمنوذجـــا ‪-‬‬. ‫أطروحت مقدمت لنيل درجتدكتـوراه العلوم في العلوم السياسيت‬ ‫جخصص‪ :‬عالقاث دوليت‬ ‫إعـ ـ ـ ـ ـداد الط ــالب ـ ـ ـ ـ ــت‪:‬‬ ‫ليندة لفح ـ ـ ـ ـ ـل‬. ‫الاسم واللقب‬. ‫إشـ ـ ـ ـ ـراف ألاست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاذ‪:‬‬ ‫د‪ /‬وداد غزالني‬ ‫لجنت املنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقشت‪:‬‬ ‫الجامعت ألاصليت‬ ‫الدرجت العلميت‬. ‫الرجبت‬. ‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاني أس ـ ـ ــتاذ التعل ـ ـ ــيم الع ـ ـ ــا ي جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت باجن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‪1-‬‬. ‫رئيس ــا‬. ‫وداد غزالنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي أس ـ ـ ــتاذ التعل ـ ـ ــيم الع ـ ـ ــا ي جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت قامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬. ‫مشرفا ومقررا‬. ‫هشـ ـ ـ ــام عبـ ـ ـ ــد ال ـ ـ ـ ــر م أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتاذ محا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر–أ‪ -‬جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت باجن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‪1-‬‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫جم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا منص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتاذ محا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر–أ‪ -‬جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت قامل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬. ‫أس ـ ـ ــتاذ التعل ـ ـ ــيم الع ـ ـ ــا ي جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت باجن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‪1-‬‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬. ‫أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتاذ محا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر–أ‪ -‬جامع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيلت‬. ‫عضوا مناقشا‬. ‫السنت الجامعيت‪7112-7112 :‬‬.

(2) ‫شكس ًعسفاٌ‬ ‫بداٌت أشكس اهلل عص ًجم انري أذلًين انصرب ًينحين انقٌة إلجناش ىرا انبحث انعهًً‪،‬‬ ‫ًانٌصٌل إىل ىره ادلسحهت يٍ احلٍاة‪ ،‬بعدىا أتٌجو خبانص انشكس ًانتقدٌس‬ ‫ًاالحرتاو نألظتاذ اندكتٌزة غصالًَ ًداد انيت شادتين شسفا بقبٌذلا اإلشساف عهى‬ ‫ىره انسظانت ً عهى رليٌداهتا ًتٌجٍياهتا انقًٍت انيت اثسث ىرا انعًم ادلتٌاضع زغى‬ ‫كم ادلعؤًنٍاث ادلهقاة عهى عاتقيا ‪.‬‬ ‫كًا أتٌجو بانشكس اجلصٌم إىل كم أعضاء جلنت ادلناقشت عهى قبٌذلا يناقشت ىرا انعًم‬ ‫ًإىل أظاترتً انكساو انرٌٍ أشسفٌا عهى تأطريي طٌال يشٌازي إىل غاٌت بهٌغً‬ ‫ىره ادلسحهت ًإىل كم يٍ قدو يل اندعى ً انعٌٌ يٍ قسٌب أً بعٍد‪.‬‬.

(3) ‫اإلىداء‬ ‫أىدي ىرا انعًم ادلتٌاضع‪:‬‬ ‫إىل ًانداي‬ ‫إىل أحهى ىبت ًىبين اهلل إٌاىا ًىً قسة عٍناي ابنتاي يٍط ًزمياض ًأبٍيًا زٌاض‬ ‫إىل كم يٍ ظاَدًَ ًنٌ حتى بابتعايت ً دعاء ً أىدي مثسة ىرا اجليد ادلتٌاضع‪.‬‬.

(4) ‫خطت انبحث‬ ‫مقدمة‬ ‫الفرل األول‪ :‬ضبط مفاىيسي وتأصيل نعري لمدراسة‬ ‫مقدمة الفرل‪:‬‬. ‫السبحث األول‪ :‬اليؽية التشعيسية‪ :‬دراسة في السفيؽم والسقاربة‬ ‫السظمب األوؿ‪ :‬الهؾية التشغضسضة‪ :‬مرظمح واحد ودالالت متعددة‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬تظؾر وطبضعة الهؾية التشغضسضة‪ :‬الهؾية ضسؽ الدضاؽ الشفدي –االجتساعي‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬الهؾية التشغضسضة‪ :‬قراءة وإعادة قراءة في السفهؾـ التأسضدي‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬العالقة بضؽ الهؾية التشغضسضة وغضرها مؽ السفاهضؼ ذات الرمة‬. ‫السظمب الثاني‪ :‬مقاربات دراسة الهؾية التشغضسضة‬ ‫الفرع االوؿ‪ :‬السقاربات التقمضدية‪:‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السقاربات الحديثة‪:‬‬. ‫السبحث الثاني‪ :‬الثقافة التشعيسية‪ :‬ضبط مفاىيسي وتأصيل نعري‬ ‫السظمب األوؿ‪ :‬الثقافة التشغضسضة‪ :‬التعريف‪ ،‬الخرائص‪ ،‬والؾعائف‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬مفهؾمي الثقافة والثقافة التشغضسضة‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬خرائص الثقافة التشغضسضة‪:‬‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬وعائف الثقافة التشغضسضة‬. ‫السظمب الثاني‪ :‬الثقافة التشغضسضة‪ :‬السكؾنات‪ ،‬العشاصر‪ ،‬الترشضفات‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬مكؾنات الثقافة التشغضسضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬عشاصر الثقافة التشغضسضة‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬ترشضف الثقافة التشغضسضة‬. ‫الفرع الرابع‪ :‬األبعاد الرئضدضة لمثقافة التشغضسضة‬. ‫السظمب الثالث‪ :‬مشغؾرات الثقافة التشغضسضة‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬الثقافة التشغضسضة‪ :‬مشغؾر الثقافة الؾاحدة‬ ‫الفرع الثاني الثقافة التشغضسضة‪ :‬السشغؾر الستعدد الثقافات‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬السشغؾر التقمضدي لمثقافة التشغضسضة‬.

(5) ‫السبحث الثالث‪ :‬السشعسة الدولية‪ :‬تعددية في السفاىيػ والسقاربات‬ ‫السظمب األوؿ‪ :‬السقاربة السفاهضسضة لمسشغسة الدولضة‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬تعريف وخرائص السشغسة الدولضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬السشغسة الدولضة‪ :‬بضؽ الشغاـ والسشغسة‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬السشغسات الدولضة كفاعل‪ -‬شركة‬. ‫الفرع الرابع‪ :‬السشغسات الدولضة كسجتسعات مؾلدة لمسعرفة ومشتجة لمخظابات‬. ‫السظمب الثاني‪ :‬السقاربات الشغرية لمسشغسات الدولضة‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬الؾاقعضة‪ :‬السشغسات الدولضة كؾحدات وكاالتضة لمدولة‪:‬‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬السؤسداتضة الجديدة‪ :‬السشغسات الدولضة مضكانضزمات لتدهضل التعاوف‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬السشغؾر البشائي‪-‬اإلجتساعي‪ :‬السشغسات الدولضة‪ :‬كحقائق اجتساعضة‬. ‫السظمب الثالث‪ :‬السشغسات الدولضة ضسؽ الدضاؽ األنثربؾلؾجي‪ :‬بضؽ الثقافة والهؾية‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬الهؾية في العالقات الدولضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬الثقافة في السشغسات الدولضة‪ :‬السعضارية في التشغضؼ الدولي‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬أربع معمسات ثقافضة لتذكضل الهؾية التشغضسضة لمسشغسة الدولضة‬ ‫الفرل الثاني‪ :‬دور العشاصر الثقافية في بشاء ىؽية السشعسة الدولية‬ ‫مقدمة الفرل‬. ‫السبحث األول‪ :‬اإلطار الشعري لبشاء اليؽية التشعيسية‬ ‫السظمب األوؿ‪ :‬بشاء الهؾية التشغضسضة‪ :‬بضؽ التعددية الهؾياتضة ومؾاجهة التهديدات‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬خرائص البشاء االجتساعي لمهؾية التشغضسضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬بشاء الهؾية التشغضسضة في السشغسات متعددة الهؾية‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬بشاء الهؾية التشغضسضة في مؾاجهة مظالب الهؾية عشد مؾاجهة التهديدات‬ ‫السظمب الثاني‪ :‬مشغؾرات بشاء الهؾية التشغضسضة‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬السشغؾر االترالي لبشاء الهؾية التشغضسضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬السشغؾر الزمشي‪ :‬الذاكرة والتاريخ لبشاء الهؾية التشغضسضة‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬مشغؾري الفاعل االجتساعي والبشائضة اإلجتساعضة‬. ‫السبحث الثاني‪ :‬دور الثقافة التشعيسية في بشاء ىؽية السشعسة‬. ‫السظمب األوؿ‪ :‬عالقة الهؾية التشغضسضة بالثقافة التشغضسضة ثالثضة الترابط‪ :‬الثقافة والهؾية والرؾرة‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬عالقة الرؾرة التشغضسضة بالهؾية التشغضسضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬العالقة بضؽ الثقافة والهؾية التشغضسضة‪ :‬رؤى ومدارات بحثضة مختمفة‬.

(6) ‫الفرع الثالث‪ :‬عسمضات الهؾية التشغضسضة وديشامضكضاتها‬. ‫السظمب الثاني‪ :‬نساذج عكدضة وانعكاسضة لدور الثقافة التشغضسضة في بشاء الهؾية التشغضسضة‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬الشسؾذج االنعكاسي‪ :‬تزسضشات الهؾية تشعكس في الثقافة التشغضسضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬الشسؾذج التعبضري‪-‬اإلنظباعي‪ :‬الهؾية تعبضر عؽ التفاهسات الثقافضة‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬الشسؾذج التذاركي‪ :‬العشاصر الثقافضة السذاركة في بشاء الهؾية التشغضسضة‪ -‬المغة‬. ‫والزمؽ‪-‬‬. ‫السبحث الثالث‪ :‬إعادة الشعر في ىؽية السشعسات الدولية‬ ‫السظمب األوؿ‪ :‬استقاللضة وقؾة السشغسات الدولضة كسردر لهؾيتها‬ ‫الفرع االوؿ‪ :‬البضروقراطضات الدولضة كضانات تتستع باالستقاللضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬سمظة البضروقراطضات الدولضة‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬قؾة السشغسات الدولضة‪ :‬دعؼ لالستقاللضة‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الدشد القانؾني‪ :‬أو الذخرضة القانؾنضة لمسشغسة الدولضة‬. ‫السظمب الثاني‪ :‬مشغؾرات استقاللضة السشغسة الدولضة‪:‬‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬السشغؾر التقمضدي لمسشغسات الدولضة كضانات غضر عزؾية –فاقدة لالستقاللضة‪-‬‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬السشغؾر البشائي ‪-‬االجتساعي‪ :‬السشغسات الدولضة ككضانات عزؾية‪-‬استقاللضة‪-‬‬. ‫السظمب الثالث‪ :‬التشغضر ألزمة هؾية السشغسات الدولضة‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬الشسؾذج القديؼ‪ :‬عقد‪ ،‬معاهدة وشركة ‪Gesellschaft‬‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬في محاولة لمبحث عؽ نسؾذج بديل‪ :‬بضؽ مقترب الشغاـ والسقترب المضبرالي‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الشسؾذج الجديد‪ :‬السشغسة الدولضة باعتبارها "مجتسع"‬ ‫الفرل الثالث‪ :‬بشاء اليؽية التشعيسية لسشعسة التجارة العالسية‬ ‫مقدمة الفرل‪:‬‬. ‫السبحث األول‪ :‬األطر الثقافية وأزمة اليؽية لمسشعسة العالسية لمتجارة‬ ‫السظمب األوؿ‪ :‬السشغسة العالسضة لمتجارة‪ :‬التاريخ‪ ،‬الدستؾر البشضة التشغضسضة – معالؼ ثقافضة‪-‬‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬تاريخ السشغسة العالسضة لمتجارة‪ :‬مفاوضات لبشاء نغاـ تجاري دولي تعددي‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إنذاء مشغسة التجارة العالسضة وبشضتها التشغضسضة‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬دستؾر السشغسة العالسضة لمتجارة‪ :‬كمغة خظابضة‬ ‫السظمب الثاني‪ :‬أزمة الهؾية داخل السشغسة العالسضة لمتجارة‬. ‫الفرع االوؿ‪ :‬أصل وطبضعة مشغسة التجارة العالسضة كذركة ‪Gesellschaft‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نحؾ بشاء هؾية السشغسة التجارة العالسضة‬.

(7) ‫السظمب الثالث‪ :‬تحديات السشغسة العالسضة لمتجارة لبشاء هؾيتها‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬التحديات القانؾنضة والسؤسداتضة‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التحديات الدضاسضة‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬التحديات االقترادية‬. ‫السبحث الثاني‪ :‬بشاء ىؽية مشعسة التجارة العالسية‪ :‬بيؼ مقترب الخيار السؤسداتي والسقترب البشائي‬ ‫السظمب األوؿ‪ : :‬مقترب التحمضل السؤسداتي السقارف ‪:‬اإلطار األصمي‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬السؤسدات والخضارات والعقؾد‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬العجز البراديسي لعقالنضة اإلختضار السؤسداتي‬ ‫السظمب الثاني‪ :‬سؾسضؾلؾجضة مشغسة التجارة العالسضة ‪ :‬اإلطار البديل‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬الشسؾذج البشائي‪-‬االجتساعي لتحمضل السشغسة العالسضة لمتجارة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬التظؾر السؤسداتي‪-‬االجتساعي مؽ الداخل‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬قزائضة الخظاب‬. ‫السبحث الثالث‪ :‬مرتكزات ىؽية السشعسة العالسية لمتجارة كسجتسع‬ ‫السظمب األوؿ‪ :‬طريقة عسل جساعة التجارة العالسضة‪ :‬الخظاب السعتسد عمى القؾاعد‬ ‫الفرع األوؿ‪ :‬مسضزات وقؾاعد مشغسة التجارة العالسضة كمغة‪ - :‬التقاسؼ والبالغة واالستشداخ‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬إعادة تفدضر عسمضة مشغسة التجارة العالسضة‪ :‬ثالث طرؽ مؽ الخظاب‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الديشامضكضة الستعددة الؾسائط لخظاب مشغسة التجارة العالسضة‬. ‫السظمب الثاني‪ :‬السشغسة العالسضة لمتجارة كسجتسع‬. ‫الفرع األوؿ‪ :‬متغضرات بشاء مجتسع مشغسة التجارة العالسضة‬. ‫الفرع الثاني‪ :‬السشغسة العالسضة لمتجارة ضسؽ الدضاؽ السجتسعي‪-‬الثقافي والبشاء القانؾني‬. ‫الفرع الثالث‪ :‬مشغسة التجارة العالسضة بؾصفها جساعة لمقؾانضؽ‬ ‫الخاتسة‬ ‫قائسة السرادر والسراجع‬.

(8) ‫يقديت‬.

(9) ‫يقديت‬ ‫تعد فكرة اعتبار السشغسات نغاـ ثقافي‪-‬رمزي‪ -‬لمسعاني السذتركة بضؽ األعزاء فكرة حديثة ندبضا؛ إذ‬ ‫كاف االعتقاد الدائد حتى مشترف الثسانضشضات أف السشغسات تدتخدـ طرقا عقالنضة في التشدػضق والدػضظرة عمػى‬ ‫مجسؾعة مؽ األفراد‪ ،‬وتغهر فضها السدتؾيات العسؾدية واألقداـ وعالقات الرالحضة وغضرها ‪..‬ولكشها في الؾاقع‬ ‫تسثػل أكثػر مػؽ ذلػػ؛ إذ تغهػر لكػل مشغسػة هؾيػة خاصػة بهػا‪ ،‬قػد تكػؾف هػذ الذخرػضة قؾيػة‪ ،‬أو مرنػة أو غضػر‬ ‫وديػة أو داعسػة أو مبدعػة أو محافغػة ‪.‬وقػد بػضؽ مشغػرو السشغسػات ذلػػ عػؽ طريػق التعػرؼ عمػى أهسضػة الػدور‬ ‫الػذي تمعبػ الثقافػة فػي حضػاة أعزػاء السشغسػة‪ ،‬ومػؽ السثضػر أف تعػرؼ بأنهػا عامػل مدػتقل يػؤثر عمػى اتجاهػات‬ ‫العػاممضؽ وسػمؾكاتهؼ‪ ،‬ففػي الؾقػ الػذي تتسضػز فضػ بضئػة اإلدارة بػالتغضر الستدػارع وعػدـ االسػتقرار‪ ،‬يجػب عمػى‬ ‫تشغضسات السدتقبل أف تظؾر أسالضب إدارتها‪ ،‬وتعضد ترسضؼ هضاكمها التشغضسضة؛ لتتكضف مع التغضر الذي يحػدث‬ ‫في بضئتها‪ ،‬إف هي أرادت البقاء واالستسرار‪ .‬وهذا مػا تؾاجهػ السشغسػات بذػكل دائػؼ‪ ،‬فػالتغضرات الدػريعة فػي‬ ‫بضئتهػا الخارجضػة والداخمضػة سػببها ثثػار العؾلسػة مثػل زيػادة أنذػظة التجػارة الدولضػة‪ ،‬وتحريػر الخػدمات وكػػذلػ‬ ‫التق ػػدـ السد ػػتسر ف ػػي التكشؾلؾجض ػػا‪ .‬ويرج ػػع ذل ػػػ إل ػػى زي ػػادة كبضػ ػرة ف ػػي السشافد ػػة العالسض ػػة‪ ،‬مس ػػا يح ػػتؼ عم ػػى‬ ‫السشغس ػػات التعام ػػل م ػػع السشافد ػػة السحمض ػػة والدولض ػػة‪ ،‬فتز ػػظر السشغس ػػات إل ػػى إع ػػادة الشغ ػػر ف ػػي هضاكمه ػػا‬ ‫التشغضسضة وترسضسضها السؤسداتي كإستجابة لسا تتعرض ل ‪.‬‬ ‫فػػي ضػػؾء ذلػػػ‪ ،‬تحتػػاج السشغسػػات إلػػى الدػؤاؿ مػػؽ هػػؼ أومػػا يريػػدوف أف يكؾنػؾا كسشغسػػة قػػادرة عمػػى‬ ‫التعامل مع التحػديات السدػتسرة‪ ،‬لػذا اكتدػب مفهػؾـ الهؾيػة التشغضسضػة أهسضػة عالضػة بػرزت مػؽ قبػل البػاحثضؽ‬ ‫والذركات والسشغسػات‪ ،‬ولسػا كانػ الثقافػة سػمؾكا يبتدعػ األفػراد وتتبشػا الجساعػات ويتذػكل مػؽ" المغػة والػديؽ‬ ‫والعادات والتقالضد ووسائل االتراؿ والتربضة‪ ،‬وبسا أف العاممضؽ والسؾعفضؽ ال يتركؾف قضسهؼ ومعتقداتهؼ وأفكارهؼ‬ ‫ػارز فػي‬ ‫دور ب ا‬ ‫وأخالقهػؼ واتجاهػاتهؼ خػارج أبػؾاب مشغسػاتهؼ‪ ،‬فػإف كػل تمػػ السػؤثرات والتراكسػات الثقافضػة تػؤدي ا‬ ‫تظؾر ممحؾعا‬ ‫ا‬ ‫عسمضتي التفاعل اإلداري واالجتساعي داخل السشغسات؛ وشهدت الثسانضشضات مؽ القرف العذريؽ‬ ‫في االهتساـ بالثقافة والهؾية التشغضسضة عمى مدتؾى الشغرية والبحث والتظبضق‪ ،‬حضث كذف‬. ‫رسػة" أوت ‪Ott‬‬ ‫دا‬. ‫"أف الثقافة التشغضسضة هي السشغسة نفدها ولضد جزءا مشها‪ ،‬وأف ضعف ثقافة السشغسة يجعمها غضر فعالػة فػي‬ ‫تحقضػق أهػدافها‪ ،‬ويػؤثر سػمبا عمػى أنذػظتها‪ ،‬كسػا يػؤدي إلػى هبػؾ مدػتؾاها وعػدـ الرضػا بػضؽ العػاممضؽ فضهػا‬ ‫والستعاممضؽ معها ولكل ما سبق تأثضر إيجابي أو سػمبي عمػى عسمضػة بشػاء الهؾيػة التشغضسضػة‪ ،‬كسػا يػؤثر عمػى‬ ‫قؾتها مقارنة بقؾة الهؾية التشغضسضة‪.‬‬. ‫‪2‬‬.

(10) ‫يقديت‬ ‫ومؽ خالؿ اإلنظالؽ مؽ مدمسة أف السشغسة الدولضة تحتاج ألف تكؾف لها شخرضة متسضزة عؽ غضرها‬ ‫مػؽ السشغسػات الستذػابهة معهػا فػي طبضعػة عسمهػا‪ ،‬أو متسضػزة فػي أدائهػا لتخررػها فػي هػدفها دوف بقضػة‬ ‫السشغسات الدولضػة التػي تعسػل عمػى السدػتؾى الػدولي‪ ،‬ضػف إلػى ذلػػ فهػي تحتػاج إلػى أف تحػدد مؾقعهػا بػضؽ‬ ‫السشغسػات األخػرى السساثمػة مسػا يسكشهػا مػؽ التفاعػل معهػا بذػكل أفزػل‪.‬ولقػد أصػبح الكثضػر مػؽ السشغسػات‬ ‫الدولضػة تبػدي اهتسامػا بثقافتهػا التشغضسضػة وتعظضهػا األولؾيػة فػي الد ارسػة والتحمضػل ألنهػا تتزػسؽ أبعػادا هضكمضػة‬ ‫وسػمؾكضة لهػا تػأثضر عمػى مخرجاتهػا خاصػة التشغضسضػة مشهػا‪ ،‬وكمسػا كانػ القػضؼ والسعتقػدات السذػتركة تحغػى‬ ‫بقبؾؿ أوسع بضؽ العاممضؽ والسؾعفضؽ‪ ،‬وكان مشدجسة مع قضسهؼ ومعتقداتهؼ الذاتضة‪ ،‬كاف ذلػ مؤشػ ار عمػى قػؾة‬ ‫الثقافة واتداع تأثضرها‪ ،‬ودورها البارز في بشاء هؾيتها التشغضسضة حضث أن كمسػا كانػ‬ ‫كمسا كان‬. ‫الثقافػة التشغضسضػة قؾيػة‬. ‫هؾيتها أقؾى والعكس صحضح‪.‬‬. ‫ولقػػد حغض ػ‬. ‫السشغسػػات الدولضػػة بسجػػاؿ بحثػػي لػػدى بػػاحثي العالقػػات الدولضػػة‪ ،‬مسػػا أضػػفى نػػؾع مػػؽ‬. ‫التزضضق واإلنعتاؽ في نؾعضة السخرجات األكاديسضة مع إهسػاؿ لػبعض الجؾانػب خاصػة التشغضسضػة واإلداريػة‬ ‫مشها‪ .‬فشغريات العالقات الدولضة مثل الؾاقعضة‪ ،‬فذم‬. ‫في أخذ السشغسات الدولضة عمى محسل الجد‪ .‬فهي لػؼ‬. ‫يتجػػاوز تفدػػضرها حػػد اعتبارهػػا ثالت سػػمبضة تػػؼ إنذػػاؤها مػػؽ طػػرؼ الػػدوؿ‪ ،‬وهػػي بالتػػالي تحػ‬. ‫سػػضظرتها‪ ،‬لػػذا‬. ‫فهػػي وجػػدت لحاجػػة وعضفضػػة مدػػضظر عمضهػػا‪ .‬إف نغريػػات العالقػػات الدولضػػة التقمضديػػة نػػاد ار مػػا تقػػدـ شػػرحا‬ ‫مرضػػضا لظريقػػة مسضػزة لمػػديشامضكضات السؤسدػاتضة لمسشغسػػة الدولضػػة مسػػا يجعمهػػا كضػػاف عزػػؾي مدػػتقل يتظػػؾر‬ ‫وفي نهاية السظػاؼ يذػكل معشػى لؾجػؾد ‪ .‬وبظبضعػة الحػاؿ‪ ،‬فشغريػات العالقػات الدولضػة التقمضديػة تسضػل نحػؾ‬ ‫تقديؼ روايات غضر مكتسمة حؾؿ كضفضة عسل السشغسة الدولضة وكضف تتظؾر وتتغضػر‪ ،‬ومسػا ال يثضػر الذػػ أف‬ ‫بػػاحثي العالقػػات الدولضػػة يسضمػػؾف لمحػػد مػػؽ التركضػػز التحمضمػػي إلنذػػاء السشغسػػات الدولضػػة والػػديشامضكضات بػػضؽ‬ ‫الدوؿ التي سبق‬. ‫إنذاءها‪ .‬وفقا لذلػ‪ ،‬فالتغضضر السؤسدػاتي لمسشغسػات الدولضػة يبقػى مدػألة "تحػ‬. ‫الد ارسػة"‬. ‫و"مػادوف التشغضػر" لسشغػري العالقػات الدولضػػة التقمضػديضؽ‪ .‬وهػػذا غضػر كػاؼ فػي عػل الت ازيػػد السدػتسر ألهسضػػة‬ ‫السشغسات الدولضة في العالؼ السعاصر ودورها في رسؼ الدضاسة العالسضة‪.‬‬ ‫ففػػي البدايػػة‪ ،‬تشذػػا الػػدوؿ السشغسػػات الدولضػػة لخدمػػة وعضفػػة محػػددة‪ .‬وهكػػذا‪ ،‬فػػإف السشغسػػات الدولضػػة‬ ‫تشذػػا لمغػػرض اإلفت ارضػػي الػػذي حػػدد السبػػدعؾف والػػدوؿ والسبػػرمل لهػػا‪ .‬ومػػع ذلػػػ‪ ،‬إف احتفػػاا السشغسػػة‬ ‫الدولضػػة بسثػػل برمجػػة نتػػائل الغػػرض ومرػػدر هػػؾ مجػػرد التسػػاهي مػػع السبػػدعضؽ‪ ،‬ولػػضس مػػؽ الهؾيػػة الحقضقضػػة‬ ‫التػػي يػػتؼ تذػػكضمها فػػي م ارحػػل الحقػػة خػػالؿ مدػػار التظػػؾر السؤسدػػاتي‪ .‬فتكتدػػب السشغسػػة الدولضػػة هؾيتهػػا‬ ‫‪3‬‬.

(11) ‫يقديت‬ ‫التشغضسضة بعد أف تحقق السدتؾى الالزـ مؽ الشزل السؤسدػاتي كشتضجػة لمتفػاعالت الستؾاصػمة واالترػاالت‬ ‫مع البضئة الدولضة‪ .‬بالتأكضد هي عسمضة تدتدعي البحث والدراسة‪ ،‬ألف السشغسات الدولضػة أيزػا تعػاني العديػد‬ ‫مؽ التؾترات والزغؾ عمى مدار دورها الستؾقع في السجتسع الدولي‪ .‬وبإسػقاطشا لشسػؾذج أزمػة الهؾيػة لػدى‬ ‫اإلنداف والتي يتعرض لها في فترة السراهقة خاصة أثشاء تفاعم مػع أق ارنػ ‪ ،‬والسجتسػع بذػكل عػاـ‪ ،‬تتعػرض‬ ‫السشغس ػػة الدولض ػػة لسعز ػػمة مساثم ػػة أثش ػػاء تع ػػديمها ل ه ػػداؼ –السح ػػددة مد ػػبقا‪ -‬نغػ ػ ار لسؾاجهته ػػا لسختم ػػف‬ ‫الزغؾ الخارجضة عمى وج الخرؾص‪ ،‬وبالتالي فغالبا ما تخزع السشغسة الدولضة لؾضع االختبار والذي‬ ‫بسؾجبػ ترػػبح هضاكمهػا القديسػػة عمػى نحػؾ مت ازيػد غضػػر قػادرة عمػػى التعامػل والتجػػاوب مػع السظالػػب الجديػػدة‬ ‫لمبضئة الستغضرة‪ .‬وفي مؾاجهػة هػذ األزمػة‪ ،‬يجػؾز لمسشغسػة الدولضػة محاولػة إعػادة تكػؾيؽ اإلطػار السؤسدػاتي‬ ‫مؽ خالؿ صقل الغائضة األصمضة بدعؾة مؽ البضئة الجديدة‪ .‬عشػدها فقػط سػؾؼ يدػتسر وجؾدهػا السؤسدػاتي‪،‬‬ ‫وتتسكؽ مؽ بمؾغ هؾيتها السؤسداتضة والتشغضسضة‪ .‬بذكل ممحػؾا‪ ،‬ويػؾفر القػانؾف والخظػاب القػانؾني وطريقػة‬ ‫العسػل مشظمقػا هامػا فػي تحقضػق‪ ،‬فهػؼ وتؾضػضح تذػكضل الهؾيػة التشغضسضػة لمسشغسػات الدولضػة كسشتجػة لمؾثػػائق‬ ‫القانؾنضػػة والسؾاثضػػق أو االتفاقضػػات وصػػاحبة شخرػػضة اعتباريػػة‪ ،‬فالسشغسػػات الدولضػػة تؤسػػس يؾمضػػا عسمضاتهػػا‬ ‫عمى السبادئ القانؾنضة والسشظق القانؾني‪ .‬إنها عسمضات روتضشضة ومشتغسة‪ ،‬مثػل "مػا يتدػق مػع قػ اررات بذػأف‬ ‫وقائع مساثمة‪ ،‬كسا تقػدـ السشغسػات الدولضػة مػع غشاهػا باألسػس السعضاريػة األساسػضة فػي تذػكضل هؾيػة فريػدة‪.‬‬ ‫هػذ الهؾيػػة‪ ،‬وبسجػرد تحقضقهػػا‪ ،‬هػي السرجعضػػة الذاتضػػة فػي أف عسمهػػا كسعضػار قضسػػي يػشغؼ سػػمؾكضات السشغسػػة‬ ‫الدولضة في السدتقبل‪ .‬وقد ركز عمساء العالقات الدولضة بذكل غضر مباشر عمى االستقاللضة السؤسداتضة وما‬ ‫يرتبط بها مػؽ مفػاهضؼ‪ .‬ولقػد تحققػ‬. ‫التظبضقػات الدولضػة لشغريػة الؾكضػل‪ -‬الػرئضس فػي الذػرو التػي بسؾجبهػا‬. ‫تفػػؾض الػػدوؿ الدػػمظة لمػػؾكالء وهػػؼ السشغسػػات الدولضػػة‪ .‬فػػي بعػػض الحػػاالت‪ ،‬هػؤالء الػػؾكالء يسمكػػؾف درجػػة‬ ‫كبضػرة مػػؽ "االسػػتقاللضة الذاتضػػة" أو "الدػػمظة التقديريػػة" ويسكػػؽ أف يذػػاركؾا فػػي إجػراءات لػػؼ تكػػؽ متؾقعػػة مػػؽ‬ ‫قبل الرؤساء –الدوؿ‪ -‬كسا تعسل عمى التذديد عمى دور البضروقراطضات الدولضة‪ .‬لخدمػة مرػالحها الخاصػة‬ ‫وزيادة قؾتها‪ ،‬فالبضروقراطضات الدولضػة كػارخريؽ‪ ،‬تدػعي "لتحقضػق أقرػى قػدر مػؽ االسػتقاللضة فػي السضزانضػة‬ ‫والسؾعفضؽ واألهداؼ "‬ ‫وباإلقتبػاس مػؽ السؤسدػاتضة االجتساعضػة لسايكػل بارنضػ ‪ Michael Barnett‬ومارثػا فضشضسػؾر ‪Martha‬‬. ‫‪ Finnemore‬المػذاف ذهبػػا أبعػػد‪ ،‬بحجػة أف السشغسػػات الدولضػػة يسكػؽ أف ترػػبح مؾاقػػع مدػتقمة لمدػػمظة بهؾيػػة‬ ‫تشغضسض ػػة فري ػػدة ألف بضروقراطضاته ػػا تستم ػػػ الد ػػمظة الذ ػػرعضة وتؾص ػػف بأنه ػػا بضروقراطض ػػات ض ػػخسة‪ ،‬بحك ػػؼ‬ ‫‪4‬‬.

(12) ‫يقديت‬ ‫تعريفها‪ ،‬كسا أنها تزع القؾاعد‪ ،‬تخمق وتؾلد السعرفة االجتساعضة والقضؼ والسعايضر‪ .‬وهي تحدد السهاـ الدولضة‬ ‫السذتركة ومثل "التشسضة" ‪ ،‬وتخمق وتعرؼ فئات جديدة مؽ الفؾاعل ومثل "الالجا" ‪ ،‬وتخمػق مرػالح جديػدة‬ ‫لمفؾاعػػل ومثػػل "تعزيػػز حقػػؾؽ اإلندػػاف" ‪ ،‬وتحػػؾؿ نسػػاذج التشغػػضؼ الدضاسػػي فػػي جسضػػع أنحػػاء العػػالؼ ومثػػل‬ ‫األسؾاؽ والديسقراطضة ‪ ،‬فإف تركضزنا عمى الظريقة التي تػؾفر بهػا خرػائص البضروقراطضػة كذػكل ثقػافي عػاـ‬ ‫عمى شكل سمؾؾ السشغسة الدولضة يػؾفر أساسػا مختمفػا واسػعا جػدا لمتفكضػر فػي كضفضػة تػأثضر عسػل السشغسػات‬ ‫الدولضػة عمػى الدضاسػة العالسضػػة‪ .‬كسػا أف وضػع نهػل بػػديل لمتفكضػر فػي السشغسػات الدولضػػة أمػر مفضػد فقػػط‪ ،‬إذ‬ ‫أن ػ يش ػػتل رؤى هام ػػة وفرصػػا جدي ػػدة لمبح ػػؾث ف ػػي السشاقذػػات الرئضد ػػضة ف ػػي ه ػػذا السجػػاؿ‪ .‬وم ػػع ذل ػػػ‪ ،‬ف ػػإف‬ ‫الشغريات االجتساعضة تتؾقع وتذرح نظاقا أوسع بكثضر مؽ التأثضرات التي يسكؽ لمسشغسات أف تدمط الزػؾء‬ ‫عم ػػى دوره ػػا ف ػػي بش ػػاء الجه ػػات الفاعم ػػة والسر ػػالح والغ ػػرض االجتس ػػاعي‪ .‬إف تق ػػديؼ أس ػػس تؾض ػػضحضة م ػػؽ‬ ‫مشغؾمة السشغسػات الدولضػة إلعهػار كضػف تعسػل السشغسػات الدولضػة‪ ،‬وكضػف يتػأثر أداؤهػا بػالشغر إلػى بشضتهػا‬ ‫التشغضسضة واإلدارية الداخمضة‪ ،‬وكضف لديها مثل هذ ارثار القؾية فػي الدضاسػة العالسضػة السعاصػرة فػالسقترب‬ ‫البشائي‪-‬اإلجتساعي يتعاطى مع السشغسات باعتبارها "حقائق اجتساعضة" يتعضؽ التحقضق والبحث فضهػا؛ سػؾاء‬ ‫كػ ػػانؾا يفعمػ ػػؾف مػ ػػا يػ ػػدعؾف أو يفعمؾن ػ ػ بكفػ ػػاءة هػ ػػؾ مدػ ػػألة تجريبضػ ػػة‪ ،‬ولػ ػػضس افت ػ ػراض نغػ ػػري لهػ ػػذ الػ ػػشهل‪.‬‬ ‫فالسشغسػػات الدولضػػة ال تدػػتجضب فقػػط لمفؾاعػػل األخػػرى التػػي تدػػعى إلػػى تحقضػػق مرػػالح ماديػػة فػػي البضئػػة‬ ‫الخارجضػػة‪ ،‬بػػل تدػػتجضب أيزػػا لمقػػؾى السعضاريػػة والثقافضػػة التػػي تذػػكل كضػػف تػػرى السشغسػػات العػػالؼ وتتحمػػى‬ ‫بسهامهػا الخاصػة‪ ،‬فػضسكؽ لمبضئػػات أف "تختػار" أو تفزػل السشغسػات ألسػػباب أخػرى غضػر الدػمؾؾ الفعػػاؿ أو‬ ‫الستج ػػاوب‪ .‬فعم ػػى س ػػبضل السث ػػاؿ‪ ،‬يسك ػػؽ إنذ ػػاء السشغس ػػات ودعسه ػػا ألس ػػباب تتعم ػػق بالذ ػػرعضة والسالءم ػػة‬ ‫السعضارية بدال مػؽ اإلنتػاج الفعػاؿ؛ لػذا فهػي قػد تشذػأ لػضس لسػا يفعمؾنػ ولكػؽ لسػا هػي أو لسػا تريػد أف تكػؾف‬ ‫هػي عمضػ مػؽ خػالؿ بشػاء هؾيػة مدػتقمة عػؽ مشذػئضها ‪ -‬لسػا تسثمػ رمزيػا والقػضؼ التػي تجدػدها ومػؽ الشاحضػة‬ ‫التجريبضة‪ ،‬يسكؽ أف تتخذ البضئات التشغضسضة أشكاال عديدة‪.‬‬ ‫‪-1‬التعريف بالسؽضؽع‪ :‬مؽ خالؿ هذا التقديؼ والذي يأخذ شكل السعظى الشغري فإف عشػؾاف البحػث‬ ‫السعتسػػد فػػي هػػذ الد ارسػػة تػػؼ تحديػػد بػ ػ‪" :‬دور الثقافةةة السشعساتيةةة ف ةي بشةةاء اليؽيةةة التشعيسيةةة لمسشعس ةات‬ ‫الدوليةةة‪ :‬السشعسةةة العالسيةةة لمتجةةارة أنسؽذجةةا" وبالتػػدقضق فػػي العش ػؾاف‪ ،‬فسزػػسؾن كػػاف البحػػث فػػي تفكضػػػ‬ ‫العالقة التفاعمضة بػضؽ الثقافػة التشغضسضػة ودور الستغضػرات والعشاصػر الثقافضػة كالتػاريخ واألهػداؼ والتكشؾلؾجضػا‬ ‫في بشاء الهؾية التشغضسضة لمسشغسات الدولضة مع األخذ بشسؾذج مشغسة التجارة العالسضة‪.‬‬ ‫‪5‬‬.

(13) ‫يقديت‬ ‫‪ -2‬أىسية السؽضؽع‪ :‬تشبع أهسضة السؾضؾع العمسضة مؽ خالؿ الشقا التالضة‪:‬‬ ‫ البحػػث هػػؾ د ارسػػة فػػي جان ػب الشغػري لمد ارسػػات التشغضسضػػة واإلداريػػة عمػػى السدػػتؾى الػػدولي‪ ،‬مػػع‬‫تفكضػ وشرح العالقة التفاعمضة بضؽ الثقافة والهؾية‪ ،‬مؽ خالل يتؼ إسقا ذلػ عمى الجانب التشغضسي وتبضاف‬ ‫دور الثقاف ػػة التشغضسض ػػة ف ػػي بش ػػاء وتحدي ػػد الهؾي ػػة التشغضسض ػػة عم ػػى مد ػػتؾى السشغس ػػات الدولض ػػة سػ ػؾاء داخ ػػل‬ ‫السشغسػػة أو مػػؽ حؾلهػػا بتسضػػز هؾيتهػػا عػػؽ بػػاقي السشغسػػات ويتجمػػى ذلػػػ بإعتسػػاد نسػػؾذج السشغسػػة العالسضػػة‬ ‫لمتجارة ‪.‬‬ ‫ محاولػػة الؾقػػؾؼ عشػػد أهػػؼ السدػػاهسات التشغضريػػة فػػي مضػػداف الد ارسػػات التشغضسضػػة عمػػى السدػػتؾى‬‫الػػدولي وإدراج مختمػػف اإلسػػتراتضجضات السعتس ػدة مػػؽ أجػػل كضػػف يػػتؼ بشػػاء وتذػػكضل هؾيػػة السشغسػػة‪ ،‬وتهػػدؼ‬ ‫الد ارسػػة إليجػػاد األطػػر الكفضمػػة لسؾاجهػػة التحػػديات التػػي تؾاجههػػا السشغسػػات الدولضػػة ضػػسؽ بضئتهػػا الداخمضػػة‬ ‫الستعددة الثقافات والتي تفرز مجسؾعة مؽ الهؾيات الستعددة‪.‬‬ ‫ يسضل الباحثؾف إلى التركضز عمى معالجة مدألة السشغسات الدولضة كفؾاعل مدتقمة وكضانات بهؾية‬‫متسضزة وحقائق اجتساعضة‪ .‬بسا يعزز بسعشى مبالغ فضػ درجػة وطبضعػة الدػمؾؾ السدػتقل وكػذلػ التركضػز عمػى‬ ‫البضروقراطضات كسردر رئضدي الستقالؿ السشغسات الدولضة‪.‬‬ ‫ إف األدبضػػات التشغضريػػة بذػػأف الترػػسضؼ السؤسدػػاتي واالسػػتقاللضة وبشػػاء الهؾيػػة تسضػػل إلػػى تجاهػػل‬‫قزػػايا القضػػاس‪ .‬فػػي الؾاقػػع‪ ،‬إف د ارسػػة بػػاحثي العالقػػات الدولضػػة لمسشغسػػات الدولضػػة يبػػدو أنه ػا انقدػػس‬. ‫إلػػى‬. ‫فرعضؽ‪ ،‬واحد إلى حد كبضر نغري وارخر تجريبي تؾضضحي مع التركضز الكسي‪ .‬فأهؼ السشغريؽ يسضمؾف إلى‬ ‫التركضز عمى ترؾر مضزات الترػسضؼ السؤسدػاتي مػع القمضػل مػؽ االهتسػاـ العسمضػاتي فػي الحػاالت الخاصػة‪،‬‬ ‫مؽ ناحضة أخرى تسضل األدبضات الكسضة إلى التعامل مع السشغسات الدولضة كرشاديق سؾداء مػ ػ ػتجاندة ‪.‬‬ ‫ كسػا أف البحػػث حػػاوؿ التؾفضػػق بػػضؽ مجػػاالت بحثضػة مختمفػػة وهػػي أف مؾضػػؾع يقػ ضػػسؽ الدػػضاؽ‬‫التشغضسي‪-‬اإلداري باإلستدالؿ بسقاربات عمسي الشفس واالجتساع عمى السدتؾى الدولي‪.‬‬ ‫‪ -3‬أىداف الدراسة‪ :‬إف الهدؼ العاـ مؽ هذ األطروحة هػؾ تدػمضط الزػؾء عمػى وجػؾد مػع امكانضػة‬ ‫بشاء الهؾية التشغضسضة في السشغسات الدولضة ولتحقضق هذا الهدؼ تؼ إنذاء أهداؼ جزئضة‪:‬‬ ‫ التعرؼ عمى القضؼ الدائدة السكؾنة لمثقافة التشغضسضة بالؾقؾؼ عمى مدى اختالؼ قضؼ الثقافة التشغضسضػة‪،‬‬‫وكذف طبضعة العالقة بضؽ الثقافة التشغضسضة وأثر تمػ القضؼ عمى عسمضة تذكضل الهؾية التشغضسضة‪.‬‬ ‫‪6‬‬.

(14) ‫يقديت‬ ‫ د ارسػػة العالقػػة الترابظضػػة بػػضؽ الثقافػػة التشغضسضػػة والهؾيػػة التشغضسضػة خاصػػة فػػي مػػا يتعمػػق بػػدورها فػػي‬‫بشاء هؾية لمسشغسات الدولضة‬ ‫ فهػػؼ وقضػػاس بعػػد ثخػػر لمسشغسػػات الدولضػػة‪ ،‬واسػػتقاللضتها‪ ،‬واختبػػار العديػػد مػػؽ السقترحػػات مؾضػػحا‬‫تبايشهػػا‪ .‬ويدػػتشد مفهػػؾـ الهؾيػػة إلػػى الجؾانػػب الرئضدػػضة لمرػػضغة أي األبعػػاد السؤسد ػاتضة‪ .‬وتحػػدد اسػػتقاللضة‬ ‫السشغسة إلى حد كبضر سمظتها والتأثضر باخترار‪ ،‬أي قدرتها عمى تذكضل الدضاسة الدولضػة‪ .‬إف أسػئمة طمبػة‬ ‫العالقػػات الدولضػػة هػػي مػػا إذا كػػاف يشبغػػي معاممػػة السشغسػػات الدولضػػة كجهػػات فاعمػػة فػػي حػػد ذاتهػػا بػػدال مػػؽ‬ ‫كؾنهػػا عػػاهرة والظػػرح الػؾاقعي ‪ ،‬أوكفزػػاءات حضػػث تتفاعػػل الػػدوؿ أو مشتػػديات حضػػث تتالقػػى أو أنهػػا حمػػؾؿ‬ ‫لسذ ػػاكل دولض ػػة والسؾق ػػف الشض ػػؾلضبرالي التقمض ػػدي ‪ ،‬أو كد ػػضاقات اجتساعض ػػة تذ ػػكل مر ػػالح الدول ػػة والسؾق ػػف‬ ‫البشائي‪-‬اإلجتساعي ‪ .‬والدلضل هي التأكضد عمى ضرورة التعامل مع السشغسات الدولضة برفة خاصة كؾكالء‬ ‫مدػػتقمضؽ يمعبػػؾف دو ار نذػػظا وحتػػى اسػػتراتضجضا وبأنه ػا كضػػاف مجتسعػػي ل ػ القػػدرة عمػػى خمػػق السعرفػػة ومشػػتل‬ ‫لمخظابات ومؾلد لمقضؼ والسعايضر‪.‬‬ ‫ باإلضػػافة إلػػى تدػػمضط الزػػؾء ومجػػاؿ البحػػث عمػػى وجػػؾد الهؾي ػة التشغضسضػػة فػػي السشغسػػات الدولضػػة‬‫ولتحقضق هذا يتؼ تحديد الخرائص األساسضة لمهؾية التشغضسضة لمسشغسة العالسضة لمتجارة‬ ‫‪ -4‬أسباب اختيار السؽضؽع‪ :‬يسكؽ ترشضفها إلى أسباب ذاتضة وأخرى مؾضؾعضة وسضتؼ ذكرها عمى‬ ‫الشحؾ التالي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬األسباب الذاتضة‪:‬‬ ‫ رغبة الظالبة الباحثة في معرفة مػدى تػأثضر الرمزيػة واألبعػاد الثقافضػة فػي تحديػد مخرجػات السشغسػة‬‫الدولضة‪.‬‬ ‫ إف مجػػاؿ تخررػػي فػػي اإلدارة الدولضػػة ولػػد فػػي نفدػػي نزعػػة لالهتس ػاـ بد ارسػػة هػػذ السؾضػػؾعات‬‫الستعمقة بالسسارسات التشغضسضة‪-‬اإلدارية داخل السشغسات الدولضة ‪.‬‬ ‫ قمة الدراسات العربضة في تشػاوؿ مؾضػؾع العالقػة بػضؽ الثقافػة السشغساتضػة والهؾيػة التشغضسضػة خاصػة‬‫عمى مدتؾاها الدولي‪.‬‬ ‫ب‪ -‬األسباب السؾضؾعضة‪ :‬وردت كاألتي‪:‬‬. ‫‪7‬‬.

(15) ‫يقديت‬ ‫‪ -‬إف أغمػػب الد ارسػػات التػػي تشاولػ‬. ‫السشغسػػات الدولضػػة كانػ‬. ‫ضػػسؽ العسػػل الخػػارجي لهػػا وتعامالتهػػا‬. ‫في البضئة الدولضة التي تعسل فضها‪ ،‬دوف األخذ في االعتبار البشضة الداخمضة لمسشغسػة الدولض ػة والتحػديات التػي‬ ‫تؾاجهها في السرحمة البشائضة التي تخظؾها مؽ أجل بشاء هؾية تشغضسضة تسضزها عؽ باقي السشغسات ‪.‬‬ ‫ تشػػامي خظػػاب البعػػد الثقػػافي ‪-‬الرمػػزي وأثػػر الثقافػػة السشغساتضػػة ودورهػػا فػػي بشػػاء الهؾيػػة التشغضسضػػة‬‫لمسشغسة الدولضة‪.‬‬ ‫ إف األخػػذ بالسشغسػػة العالسضػػة لمتجػػارة كشسػػؾذج لمد ارسػػة نػػابع مػػؽ أنهػػا قػػد تكػػؾف الشسػػؾذج السشاسػػب‬‫والشاجح لمظرح العالئقي بضؽ الثقافة والهؾية التشغضسضة في بعدها الدولي‪.‬‬ ‫‪ -5‬إشةةةيالية الدراسةةةة‪ :‬انظالقػػا مػػؽ مدػػمسة أف هػػدؼ البحػػث العمسػػي األساسػػي هػػؾ الؾصػػؾؿ إلػػى‬ ‫الحقضقة وأف البحث يدضر نحؾ بشاء تراكسضة معرفضة في مجاؿ الدراسات التشغضسضة الدولضة عمػى غػرار العمػؾـ‬ ‫االجتساعض ػػة وباالس ػػتشاد إل ػػى الهؾي ػػة التشغضسض ػػة كسفه ػػؾـ مه ػػؼ لفه ػػؼ العسمض ػػات وال ػػديشامضكضات الكامش ػػة داخ ػػل‬ ‫السشغسػػات الدولضػػة‪ ،‬فهػػي تدػػاعد عمػػى فهػػؼ السعشػػى االسػػتراتضجي لمق ػ اررات والخضػػارات‪ ،‬فزػػال عػػؽ تقػػديسها‬ ‫لتفد ػػضرات ع ػػؽ القز ػػايا اإلداري ػػة والتشغضسض ػػة ف ػػي السشغس ػػة‪ .‬وبع ػػد د ارس ػػة األدبض ػػات التشغضري ػػة واألبح ػػاث‬ ‫األكاديسضػػة عمػػى الهؾيػػة التشغضسضػػة‪ ،‬والثقافػػة التشغضسضػػة ود ارسػػة السشغسػػة الدولضػػة فػػي إطارهػػا الدؾسػػضؾلؾجي‪،‬‬ ‫تدتدعي طبضعة السؾضؾع والجؾانب السرتبظة ب طرح اإلشكالضة التالضة‪:‬‬ ‫كيف تعسل العشاصر الثقافية لمسشعسة الدولية عمى بشاء ىؽيتيا التشعيسية ؟‬ ‫وبالشغر في هذ اإلشكالضة تتفرع عشها جسمة مؽ األسئمة هي‪:‬‬ ‫ ما السقرؾد بالثقافة التشغضسضة والهؾية التسغضسضة وما العالقة بضشهسا؟‬‫ ما هي الخرائص األساسضة التي يشغػر إلضهػا مػؽ قبػل أعزػاء السشغسػة والتػي تعشػي وجػؾد هؾيػة‬‫تشغضسضة متساسكة؟ وكضف تتأثر الهؾية التشغضسة بالظابع الدولي لمسشغسة؟‬ ‫‪ -3‬ما دور الثقافة التشغضسضة في التشبؤ بقؾة الهؾية التشغضسضة لمسشغسات الدولضة؟‬ ‫‪ -4‬م ػػا ه ػػي العشاص ػػر الثقافض ػػة والسعضاري ػػة الت ػػي اس ػػتشدت إلضه ػػا السشغس ػػة الدولض ػػة‪ -‬مشغس ػػة التج ػػارة‬ ‫العالسضة‪ -‬في بشائها لهؾيتها؟‬. ‫‪8‬‬.

(16) ‫يقديت‬ ‫‪ -5‬فرضيات الدراسة‪ :‬باالستشاد إلى اإلشكالضة الرئضدضة فإن يسكؽ صضاغة الفرضضات التالضة‪:‬‬ ‫ الفرضػػضة األولػػى‪ :‬تتػػأثر الهؾيػػة التشغضسضػػة لمسشغس ػة بالثقافػػة التشغضسضػػة الدػػائدة والسدػػضظرة عمضهػػا‬‫تشغضسضا‪.‬‬ ‫ الفرضضة الثانضة‪ :‬تتؾقف فعالضة السخرجات التشغضسضػة لمسشغسػة الدولضػة عمػى قػؾة أو ضػعف هؾيتهػا‬‫التشغضسة ‪.‬‬ ‫ الفرضضة الثالثة‪ :‬قد يكؾف لمتاريخ والتكشؾلؾجضا والقضؼ كأبعػاد ثقافضػة دور فػي تذػكضل هؾيػة السشغسػة‬‫العالسضة لمتجارة‪.‬‬ ‫‪ -6‬ىييميةة البحةةث‪ :‬اسػتشادا إلػى اإلشػػكالضة السظروحػة والفرضػضات السرػاغة تػؼ تشػػاوؿ الد ارسػة وفقػػا‬ ‫لمهضكمضة السشهجضة التالضة والسكؾنة مؽ مقدمة وثالثة فرؾؿ رئضدضة وخاتسة‪:‬‬ ‫الفر ػػل األوؿ‪ :‬تز ػػسؽ اإلط ػػار السف ػػاهضسي والشغ ػػري لمثقاف ػػة التشغضسض ػػة الهؾي ػػة التشغضسض ػػة والسشغس ػػة‬ ‫الدولضػػة بحضػػث تػػؼ فػػي السبحػػث األوؿ ضػػبط السفػػاهضؼ واألطػػر األساسػػضة لكػػل مػػؽ السفػػاهضؼ التالضػػة‪ :‬الثقافػػة‬ ‫التشغضسضػػة – الهؾيػػة التشغضسضػػة ‪ -‬والسشغسػػة الدولضػػة وعالقػػتهؼ ببعزػػهؼ الػػبعض مػػع مالحغػػة أنػ تػػؼ ضػػبط‬ ‫مفهؾـ السشغسة الدولضة بسا يتؾافق مع الدراسة مؽ خالؿ دراسة بشضتها الداخمضة أو ما يرظمح عمضػ بالسشػاخ‬ ‫التشغضس ػي داخػػل السشغسػػة ‪ .‬أمػػا السبحػػث الثػػاني فهػػؾ عبػػارة عػػؽ تأصػػضل نغػػري لجسمػػة السفػػاهضؼ الدػػابقة‪،‬‬ ‫بالتظرؽ لسختمػف السشغػؾرات والسقتربػات الشغريػة‪ ،‬بدايػة مػع نغريػة الثقافػة التشغضسضػة ونسػؾذج شػضؽ ل بعػاد‬ ‫الثقافضػػة أمػػا الهؾيػػة التشغضسضػػة فشغػػر إلضهػػا مػػؽ خػػالؿ مشغػػؾر الهؾيػػة االجتساعضػػة والسشغػػؾر الشفدػػيوالهؾية‬ ‫الذخرضة ومشغؾر مابعد الحداثة واالترالي‪ ،‬أما السشغسة الدولضة فتؼ دراستها مؽ خالؿ السقترب الشغسى‬ ‫باإلضػػافة إلػػى السقتػػرب البشػػائي االجتسػػاعي القابػػل إلسػػقا لمهؾيػػة التشغضسضػػة والسشغػػؾر العقالنػػي اإلختضػػار‬ ‫السؤسداتي الرافض لهؾية السشغسة الدولضة واعتبارها أدوات سمبضة لمتشفضذ الدضاسػة العالسضػة أو أالت بدػضظرة‬ ‫الدوؿ‪ ،‬كسا تؼ البحث في الهؾية التشغضسضة والثقافة التشغضسضة ضسؽ الحضز اإلداري الدولي‪.‬‬ ‫أمػػا فػػي الفرػػل لثػػاني‪ :‬فدػػتتؼ معالجػػة دور الثقافػػة التشغضسضػػة فػػي بشػػاء وتذػػكضل الهؾيػػة التشغضسضػة مػػؽ‬ ‫خػػالؿ السبحػػث األوؿ الػػذي سػػششاقش فض ػ عالقػػة الثقافػػة التشغضسضػػة بالهؾيػػة التشغضسضػػة والعسمضػػات والشسػػاذج‬ ‫العكدضة واالنعكاسضة والتعبضرية التذاركضة ودور المغة والتاريخ كعشاصػر ثقافضػة فػي تذػكضل الهؾيػة التشغضسضػة‬ ‫مؽ خالؿ بشاء ما يدػسى بالتفاهسػات الثقافضػة‪ ،‬مػع قػدرة الثقافػة التشغضسضػة عمػى التشبػؤ بقػؾة الهؾيػة التشغضسضػة‬ ‫‪9‬‬.

(17) ‫يقديت‬ ‫لمسشغسػػة‪ ،‬أمػػا السبحػػث الثػػاني سػػضعالل دور الثقافػػة السهضسشػػة الستسثمػػة فػػي القضػػادة ودور الرمػػؾز والقػػضؼ فػػي‬ ‫تذكضمها واإلستراتضجضات الثقافضة ‪ .‬لكؽ في البحػث الثػاني تػؼ البحػث فػي اسػتقاللضة السشغسػات الدولضػة كرمػز‬ ‫ومعمؼ لتبضاف هؾيتها مؽ خالؿ عشاصر الدمظة‪ ،‬والقؾة والقدرة عمى تؾلضد السعرفة‪.‬‬ ‫و أخضػ ار‪ ،‬الفرػػل الثالػػث كػػاف عبػػارة عػػؽ نسػػؾذج لمد ارسػػة والستسثػػل فػػي السشغسػػة العالسضػػة لمتجػػارة مػػؽ‬ ‫خػػالؿ عػػرض هضكمػػي لبشضػػة السشغسػػة وتػػاريخ السفاوضػػات لبشػػاء نغػػاـ تجػػاري دولػػي متعػػدد‪ ،‬باإلضػػافة إلػػى‬ ‫دسػػتؾر السشغسػػة كؾرقػػة قانؾنضػػة وكمهػػا تشػػدرج ضػػسؽ العشاصػػر الثقافضػػة‪ ،‬وأثرهػػا فػػي تذػػكضل هؾيتهػػا وإنذػػائها‬ ‫الق ػػدرة عم ػػى اإلس ػػتجابة وف ػػي نهاي ػػة الفر ػػل ت ػػؼ تبض ػػاف خرؾص ػػضة مشغس ػػة التج ػػارة العالسض ػػة كسجتس ػػع وأه ػػؼ‬ ‫الستغضرات االجتساع ضة وتبضاف طريقة عسمها السسضزة والتي تدؿ عمى امكانضتها عمى تذكضل هؾيتهػا التشغضسضػة‬ ‫ضسؽ الدضاؽ السجتسعي الؾاقع ضسؽ الظرح البشائي‪-‬االجتساعي‪.‬‬ ‫‪ -7‬السقارب ةات والسش ةاىج‪ :‬طبضعػػة السؾضػػؾع فرض ػ‬. ‫عمضشػػا تؾعضػػف السشػػاهل التالضػػة لتحقضػػق الت ػؾازف‬. ‫السشهجي ضسؽ فرؾؿ الدراسة‪:‬‬ ‫‪ ‬السةةةشيج الشةةةؽعي‪ :‬يتسضػػز بإستكذػػاؼ الػػروابط االجتساعضػػة والتفػػاعالت وهػػؾ مػػا يشاسػػب الد ارسػػة‬ ‫بتفكضػ وتفدضر العالقة بضؽ الثقافة التشغضسضة والهؾيػة التشغضسضػة وعالقتهسػا بالسشغسػة الدولضػة‪ .‬كسػا يػتؼ نغػ ار‬ ‫لحقضقة أف الهؾية التشغضسضة هي مفهؾـ لمتفاهؼ الجساعي ل عزاء التشغضسضضؽ‪ .‬فضتؼ تظبضق السقترب الكضفي‬ ‫وخاصة في هذا الشؾع مؽ البحؾث االستكذافضة التي تشتهل الؾصف والتفدضر والتحمضل وهؾ ما يشظبق عمى‬ ‫دراسة حالة بالتحقضق في عاهرة معاصػرة فػي عسػق وضػسؽ سػضاقها الػؾاقعي وتػؼ بػذلػ اإلسػتشاد إلػى نسػؾذج‬ ‫مشغسة التجارة العالسضة ‪.‬‬ ‫‪ ‬مةةشيج دراسةةة الةةة‪ :‬تػػؼ المجػػؾء إلض ػ فػػي الجانػػب التظبضقػػي لمبحػػث مػػؽ خػػالؿ نسػػؾذج السشغسػػة‬ ‫العالسضة لمتجارة‪ ،‬فهؾ السشهل األندب إلقامة الترابط بضؽ الشغرية والتظبضق خرؾصػا فػي تبضػاف دور وتػأثضر‬ ‫الثقافة السشغساتضة في بشاء هؾية السشغسة‪.‬‬ ‫‪ ‬السقاربة البشائية‪ :‬نغ ار ألنشا نبحث في مرظمحات قضسضة ومعضاريػة كالثقافػة والهؾيػة‪ ،‬ضػف إلػى‬ ‫عسمضة البشاء التي تتذكل بالتفاعل االجتساعي‪ ،‬فالدراسة تقع ضسؽ السقاربة البشائضة االجتساعضة لسا لها مػؽ‬ ‫القدرة عمى التفدضر وتحمضل مذػكمة البحػث‪ .‬ضػف أنهػا نغريػة هضكمضػة معضاريػة عمػى الشقػضض مػؽ الشغريػات‬. ‫‪01‬‬.

(18) ‫يقديت‬ ‫الساديػػة التقمضديػػة‪ .‬بتركضزهػػا عمػػى البشػػاء االجتسػػاعي واألفكػػار التػػي تمعػػب دو ار رئضدػػضا فػػي تؾلضػػد الثقافػػات‪،‬‬ ‫السرالح‪ ،‬والهؾيات‪.‬‬ ‫‪ ‬السقاربةةةةة الرمزيةةةةة ‪-‬التفاعميةةةةة‪ :‬مػ ػػؽ خػ ػػالؿ اإلعتسػ ػػاد عمػ ػػى وجهػ ػػات نغػ ػػر مػ ػػؽ عمػ ػػؼ الػ ػػشفس‬ ‫االجتساعي‪ ،‬البشائضة االجتساعضة في تقمضد ألكدشدر واندت حاول‬. ‫جمب تمػ القزايا مرة أخػرى عمػى جػدوؿ‬. ‫أعسػاؿ نغريػػة العالقػات الدولضػػة‪ .‬ومػؽ أجػػل الكذػػف عػؽ جػػذور البشائضػة االجتساعضػػة والتفاعمضػة الرمزيػػة لسضػػد‬ ‫لفترة وجضزة في السقظع التالي‬ ‫‪ ‬السقاربةة الشفدةةية‪-‬االجتساعيةةة‪ :‬وبالقضػاس عمػػى نغريػة مضػػد‪ ،‬هػؾ أنػ إذا كانػ‬. ‫الثقافػػة التشغضسضػػة‬. ‫هػي الهؾيػة التشغضسضػػة أيػؽ "أنػػا" هػي هؾيػة الفػػرد‪ ،‬فإنػ يترتػػب عمػى ذلػػ‪ ،‬فتسامػػا كسػا يذػػكل األفػراد هؾيػػاتهؼ‬ ‫فضسا يتعمق بالتعريفضؽ الداخمي والخارجي لذاواتهؼ‪ ،‬فالسشغسات تذكل لهؼ ذلػ بالشغر إلػى الثقافػة والرػؾرة‪.‬‬ ‫وحتػػى لػػؾ أف تعريفػػات الػػذات الداخمضػػة والخارجضػػة هػػي بشػػاءات تحمضمضػػة بحتػػة والتػػي كان ػ‬. ‫فػػي تبػػضؽ كضفضػػة‬. ‫تذكضل الذات والهؾية االجتساعضة التي تتذكل بالتفاعل مؽ خالؿ عسمضات البشاء السدتسر‪ ،‬وتؼ اسػقا ذلػػ‬ ‫عمى السشغسة ومؽ ثؼ عمى السشغسة الدولضة في محاولة البشاء التي تتعرضها حػاالت ‪-‬ألزمػات الهؾيػة كسػا‬ ‫لإلنداف‪ -‬وتجشب ذلػ بالتغؾر السؤسداتي مؽ الداخل مع خمق القدرة عمى اإلستجابة والتكضف لتتسكؽ مؽ‬ ‫البقاء_ البقاء التشغضسي‪ -‬كهدؼ استراتضجي‪-‬تشغضسي‪ .‬كسا يتزح مؽ عمؼ الشفس االجتساعي‪ ،‬أف التؾاصل‬ ‫مهؼ جدا لتظؾير الذات‪ .‬في نفس الدضاؽ‪ ،‬تتذكل هؾيات ومرالح الدوؿ مؽ خػالؿ خظابػاتهؼ التػي تشتسػي‬ ‫إلػػى عػػالؼ السسارسػػة الدولضػػة‪ .‬ولعمػػى أهػػؼ جانػػب مػػؽ جؾانػػب التفاعػػل أو السسارسػػة هػػؾ االترػػاؿ‪ .‬مػػع األخػػذ‬ ‫بعضؽ االعتبار أف البشائضة االجتساعضة تعتسد عمى عمؼ الػشفس االجتسػاعي‪ ،‬ألنػ لػضس مفػاجا أف الخظابػات‬ ‫هػػي الدعامػػة األساسػػضة لمبحػػؾث االجتساعضػػة البشائضػػة‪ .‬ويسكػػؽ تسضضػػز ذلػػػ فػػي تقمضػػد فؾكػػؾ وهابرمػػاس‪ ،‬فؾفقػػا‬ ‫لفؾكؾ الخظابات تديؼ وجؾد هضاكل القؾة ألنها تغهر القدرة عمى التحديػد وتفدػضر السذػاكل والسعػاني‪ ،‬والتػي‬ ‫حاولشػػا باإلعتسػػاد عمضهػػا تفدػػضر مرػػادر اسػػتقاللضة السشغسػػات الدولضػػة‪ ،‬وتفدػػضر طريقػػة عسػػل مشغسػػة التجػػارة‬ ‫العالسضة‪.‬‬ ‫‪ ‬السشعؽر مابيؼ التشعيسي –البيئي‪ :‬يبحػث فػي كضػف تؾلػد جساعػة سػكانضة داخػل السجتسػع أنسػا‬ ‫تفاعل تكافمضة وتشافدضة وتعاونضة معا ‪ .‬هذا السدػار مػؽ البحػث يسكػؽ مػؽ إلقػاء الزػؾء بذػكل خػاص عمػى‬ ‫العالقػػات بػػضؽ مجتسعػػات السشغسػػات الدولضػػة فضسػػا بضشهػػا‪ .‬حضػػث ال ي ػزاؿ عػػدد السشغسػػات الدولضػػة فػػي إرتفػػاع‬ ‫وبالتالي تػؼ تؾعضفػ لتفدػضر كضػف تذػكل السشغسػات ذواتهػا‪-‬هؾياتهػا‪ ،-‬أعزػاءها ونذػاطاتها عمػى السدػتؾى‬ ‫‪00‬‬.

(19) ‫يقديت‬ ‫الكم ػػي‪ .‬وعمضػ ػ ق ػػد ي ػػؾفر السشغ ػػؾر البضئ ػػي م ػػابضؽ التشغضس ػػي بع ػػض األس ػػس التشغضري ػػة لب ػػدء ه ػػذا الش ػػؾع م ػػؽ‬ ‫البحؾث‪.‬‬ ‫‪-8‬األدبيات الدابقة‪:‬‬ ‫يعتبر استظالع األبحاث والدراسات الدابقة مؽ السراحل السشهجضة في البحث العمسػي بهػدؼ التعػرؼ‬ ‫عمػى السدػاهسات الدػابقة فضسػا يتعمػػق بسؾضػؾع البحػث ولقػد تػؼ اسػػتظالع العديػد مػؽ الد ارسػات فضسػا يخػػص‬ ‫مؾضؾع بحثشا وسشعرض أهؼ واحدث ما تؾفر لديشا مشها‪:‬‬ ‫ دراسة لػ‪ :Shultz‬قػاـ الباحػث بػإجراء د ارسػة هػدف إلػى بضػاف التغضػرات البضئضػة التػي تػدعؾ السؾعػف إلػى‬‫إثػارة األسػئمة عػؽ الهؾيػة ا لتشغضسضػة ‪.‬تؾصػل الباحػث إلػى نتػائل مػؽ أهسهػا تدػمضط الزػؾء عمػى دور الثقافػة‬ ‫التشغضسضة في التأثضر في ترؾرات العاممضؽ وإدراكاتهؼ ‪ .‬وقد قاـ الباحث بتظػؾير إطػار نغػري يبػضؽ كضفضػة تفاعػل‬ ‫ترػؾرات العػاممضؽ عػؽ السشغسػة مػع الثقافػة التشغضسضػة لتذػكضل الفهػؼ السذػترؾ لمهؾيػة التشغضسضػة‪ .‬وقػد أوصػى‬ ‫الباحث بزرورة تركضز إدارة السشغسة عمى الثقافة التشغضسضة لدورها السؤثر في هذا السجاؿ‪.‬‬ ‫ في دراسة بعشؾاف‪ ،‬التفدضر واالختضار السؤسدػاتي فػي مشغسػة التجػارة العالسضػة ‪Interpretation and‬‬‫‪ ،Institutional Choice at the WTO‬يحػاوؿ غريغػؾري شػافر ‪ Gregory Shaffer‬وجؾيػل تراتذػساف ‪Joel‬‬. ‫‪ Trachtman‬فهػػؼ مشغسػػة التجػػارة العالسضػػة إلػػى حػػد كبضػػر فػػي إطػػار عقالنػػي وأو القػػانؾف واالقترػػاد ‪ .‬فعمػػى‬ ‫وجػ الخرػػؾص‪ ،‬اعتسػػدا عمػػى التحمضػػل السؤسدػػاتي السقػػارف ‪ comparative institutional analysis,‬الػػذي‬ ‫يركز عمى تؾافر خضارات بديمة في فهؼ تظؾير مؤسدة معضشة‪ .‬يدػتسد التحمضػل السؤسدػي السقػارف افت ارضػات‬ ‫مؽ تقمضد " االقترػاد السؤسدػاتي الجديػد"‪ ،‬الػذي تبشػا دوغػالس نػؾرث ‪ Douglas North‬وأولضفػر ويمضامدػؾف‬ ‫‪ ،Williamson‬الذاف كاف مؾضؾعهسا السؾضؾع الرئضدي هؾ أف جسضع السؤسدات مرحؾبة دائسا بتكالضف‬ ‫السعامالت‪ ،‬وبالتالي يسكؽ االستعاضة عشها ببدائل‪ .‬ووفقا لهذا الشهل‪ ،‬عسمضة مشغسة التجارة العالسضة تعتسد‬ ‫عمػػى مذػػاركة األعزػػاء فػػي مؤسدػػاتها السختمفػػة‪ ،‬والتػػي بػػدورها تحػػدد مػػؽ خػػالؿ التكػػالضف والفؾائػػد لهػػذ‬ ‫السذاركة‪.‬‬ ‫‪ -‬د ارسػػات لبارنضػ‬. ‫وفضشسػػؾر بعػػانؾيؽ مختمفػػة مشهػػا أمػراض السشغسػػات الدولضػػة‪ ،‬قؾاعػػد مػػؽ اجػػل العػػالؼ‬. ‫ط ػػؾ ار مشهج ػػا بشائض ػػا متج ػػذ ار ف ػػي السدرس ػػة الدد ػػضؾلؾجضة لذ ػػرح ق ػػؾة البضروقراطض ػػات الدولض ػػة ومضمه ػػا لمد ػػمؾؾ‬ ‫السرضػضة‪ .‬وباالسػتشاد إلػى الحجػل الفضبريػة حػػؾؿ البضروقراطضػة واالسقاربػات السؤسدػضة الدؾسػضؾلؾجضة لمدػػمؾؾ‬. ‫‪02‬‬.

(20) ‫يقديت‬ ‫التشغضسي‪ ،‬فإنشا نرى أف الدمظة القانؾنضة العقالنضة التي تجددها السشغسات الدولضة تسشحها الدمظة السدتقمة‬ ‫عػػؽ الػػدوؿ التػػي أنذػػأتها وتؾج ػ تمػػػ الدػػمظة فػػي اتجاه ػات معضشػػة‪ .‬البضروقراطضػػات‪ ،‬بحكػػؼ تعريفهػػا‪ ،‬تزػػع‬ ‫القؾاعد‪ ،‬وهي بذلػ تخمق معرفة اجتساعضة أيزا‪ .‬كسا تحدد السهاـ الدولضة السذتركة‪.‬‬. ‫‪03‬‬.

(21) ‫انفصم األًل‪:‬‬ ‫ضبط يفاىًًٍ ًتأصٍم َظسي‬ ‫نهدزاظت‬.

(22) ‫ضبط يفاىًًٍ ًتأصٍم َظسي نهدزاظت‬. ‫انفصم األًل‬ ‫مقدمة الفرل‪:‬‬. ‫لقد برز مفهؾـ الهؾية التشغضسضة أواخر الثسانضشات‪ ،‬ولقي اهتساـ أكاديسي لمدور الذي تمعب الهؾية في‬ ‫الحض ػػاة التشغضسض ػػة كسج ػػاؿ جدي ػػد م ػػؽ مج ػػاالت زيػ ػادة تركض ػػز االهتسػ ػاـ ف ػػي البح ػػؾث والد ارس ػػات التشغضسض ػػة‪،‬‬ ‫وإلرتباطهػػا بػػاألداء التشغضسػػي‪ ،‬والستجػػذر فػػي الدػػمؾؾ التشغضسػػي‪. ،‬كسػػا ت ػرتبط هؾيػػة السشغسػػة ارتباطػػا وثضقػػا‬ ‫بثقافتهػػا ألف الهؾيػػة تػػؾفر مجسؾعػػة مػػؽ السهػػارات وطريقػػة السػػتخداـ وتقضػػضؼ تمػػػ السهػػارات التػػي تشػػتل طػػرؽ‬ ‫مسضزة لعسل وصشع األشضاء‪ ،‬فتربح الخريظة 'اإلدراكضة لمسشغسة تتساشى وتتذػاب مػؽ خػالؿ هؾيتهػا بذػكل‬ ‫وثضػػق مػػع التقالضػػد التشغضسضػػة‪ .‬وبالتػػالي فالبحػػث فػػي كػػال السفهػػؾمضؽ عمػػى السدػػتؾى الػػدولي ضػػسؽ السشغسػػات‬ ‫الدولضػػة يعػػد مجػػاال بحثضػػا حػػديثا بشقػػل د ارسػػة السشغسػػة الدولضػػة مػػؽ السجػػاؿ التقمضػػدي لمدػػضاؽ االجتسػػاعي‪-‬‬ ‫البشائي‪ .‬وعمى إثر تؼ تجزئة هذا الفرل إلى ثالث مباحث هي‪:‬‬ ‫ السبحث األوؿ‪ :‬الهؾية التشغضسضة‪ :‬دراسة في السفهؾـ السقاربات‬‫ السبحث الثاني‪ :‬الثقافة التشغضسضة‪ :‬ضبط مفاهضسي وتأصضل نغري‬‫‪ -‬السبحث الثالث‪ :‬السشغسة الدولضة‪ :‬تعددية في السفاهضؼ والسقاربات‬. ‫‪05‬‬.

(23) ‫ضبط يفاىًًٍ ًتأصٍم َظسي نهدزاظت‬. ‫انفصم األًل‬ ‫السبحث األ ول‪ :‬اليؽية التشعيسية‪ :‬دراسة في السفيؽم والسقاربة‬. ‫إف أهسضػػة الهؾيػػة التشغضسضػػة تحسػػل غرضػػضؽ أوال‪ ،‬تحديػػد الهؾيػػة يجعػػل مػػؽ السسكػػؽ د ارسػػة السفهػػؾـ‬ ‫والتشغضؼ مؽ وجهة نغر أكثػر عمسضػة وعسمضػة‪ .‬ثانضػا‪ ،‬يدػاعد مفهػؾـ الهؾيػة عمػى تؾضػضح كضػف يػرى أعزػاء‬ ‫السشغسة أنفدهؼ كسجسؾعة‪ .‬ولذلػ فإف مفهؾـ الهؾية التشغضسضة تدرج ضسؽ سضاقات تاريخضة متظؾرة‪ ،‬ووفقػا‬ ‫ألطر تشغضرية مختمفة استدع‬. ‫البحث فضها‪.‬‬. ‫السطمب األول‪ :‬اليؽية التشعيسية‪ :‬مرطمح وا د ودالالت متعددة‬ ‫الفرع األول‪ :‬تطؽر وطبيعة اليؽية التشعيسية‪ :‬اليؽية ضسؼ الدياق الشفدي –االجتساعي‬ ‫ال يسكؽ أف تبدأ دراسة الهؾية التشغضسضة دوف تؾضضح لسفهؾـ الهؾية كشقظة انظالؽ لمشغر في هؾيػة‬ ‫السشغسػػات ‪.‬حضػػث يػػتؼ اسػػتعراض السفهػػؾـ لفتػرة وجضػزة مػػؽ حضػػث أصػػؾل وطبضعتػ ‪ ،‬وعسمضػػة الحرػػؾؿ عمضهػػا‬ ‫الهؾية‪ ،‬وأزمات الهؾية ومفهؾـ الهؾية الجساعضة‪.‬‬. ‫إف استخداـ السرظمح يذضر عسؾما إلى السفهؾـ الشفدي لمهؾية الذخرضة التي اكتدب‬. ‫مكانة بػارزة‬. ‫مػػؽ خػػالؿ أعسػػاؿ إريكدػػؾف خػػالؿ الدػػشؾات التالضػػة و‪ . 0968 ،0959 ،0956‬ومػػع ذلػػػ يسكػػؽ أف يعػػزى‬ ‫مفهػؾـ الهؾيػة إلػى اسػتخداـ سػابق ويشبػع مػؽ الكمسػة الالتضشضػة "إديػؼ" ‪ idem‬التػي تعشػي "نفدػ "‪."the same‬‬ ‫وأوؿ اسػػتخداـ معػػروؼ يعػػؾد إلػػى ‪ 0571‬عشػػدما تػػؼ اسػػتخدام كتعبضػػر لشقػػل نؾعضػػة أو حالػػة كؾنهػػا نفػػس‬ ‫الذػػيء‪ ،‬وكؾن ػ متذػػابها تسامػػا لضذػػضر إلػػى الذػػعؾر بالؾحػػدة ‪ . unity‬لػػذلػ فإريػػػ إريكدػػؾف ‪Erik Erikson‬‬. ‫كاف ل الفزل في تعسضس ‪ .‬وبعد هذا فكل البحؾث التي أجري‬. ‫في هذا الردد عػؽ الهؾيػة خػالؿ فتػرة ‪05‬‬. ‫عاما حتى عاـ ‪ ،0978‬تدتخدـ أو مبشضة عمى مفهؾـ اريكدؾف كسا أف البحؾث األحػدث أيزػا تذػهد عمػى‬ ‫أهسضة وعسل إريكدؾف مفهؾـ كشقظة انظالؽ لمبحث في الهؾية وتعسضسها فػي العمػؾـ األخػرى بإعػادة قؾلبتهػا‬ ‫ضسؽ سضاقات جديدة(‪.)1‬‬ ‫وعمى الرغؼ مؽ االتداؽ السمحؾا مؽ حضػث األسػس السفاهضسضػة السذػتركة‪ ،‬واالخػتالؼ السمحػؾا فػي‬ ‫الرػػضغ البديمػػة لمسفهػػؾـ‪ ،‬ربسػػا بدػػبب "‪ ...‬السرػػظمح نفد ػ ألن ػ يحػػتف بػػبعض الغسػػؾض‪ .‬كسػػا أف أوج ػ‬ ‫القر ػػؾر الشسؾذجض ػػة‪ ،‬ترك ػػزت ح ػػؾؿ تعددي ػػة السشغ ػػؾرات م ػػع وج ػػؾد العدي ػػد م ػػؽ التفد ػػضرات غض ػػر الستشاس ػػقة‬. ‫)‪(1‬‬. ‫‪- Cooley Corley, K. G. and Gioia Dennis A."Identity Ambiguity and Change in the Wake of a Corporate Spin‬‬‫‪off, " Administrative Science, Quarterly 49, (2), 2004, : p 173‬‬. ‫‪06‬‬.